لا للتحرش بمشاعر المواطن المصري

صور جديدة من التحرش بدأت تلوح في الأفق، تجاوزت إيذاء الفتيات وخدش حيائهن في بعض الشوارع والميادين، إلي المساس المباشر بمشاعر المواطن المصري وشرفه وكرامته - من جانب بعض المسؤولين - في كل مكان علي أرض مصر، دون الاكتراث بأي شيء، ولإشباع غريزة الطمع في كل شيء وإفساح الطريق أمام الأقوي لغرض سيطرته علي الأضعف.

ويبدو أن انحسار الغايات ومحدودية الاختيارات، دفعا بالمواطن إلي إدمان الصمت المكره، والصبر العاجز، والاستسلام اليائس لمن أرادوا النيل منه، وشجعا كل القوي الشريرة علي الاستهتار بمشاعر المواطن المصري والضرب بقبضة من حديد كل مصابيح الفكر والإبداع والرؤي الجادة المتطورة، والحكم بالإعدام علي من يشهد بأنه لا إصلاح إلا بالديمقراطية ولا نجاة للمصريين من الغرق في ظل سفينة مليئة بالثقوب يقودها مجموعة ضاعت خريطتها، ولم تعد تعرف أين الطريق إلي البر.

وفي ظل هذا المناخ الملوث بالانكسارات والمطامع، يصبح الفتوة هو السيد، وتغتصب ممتلكات الناس وتباع بأبخس الأثمان، ويتحول المحتكر إلي صاحب قرار وينتعش الفساد والمفسدون وكل قضايا: الرشوة الكبري، والآثار الكبري، ونواب القروض الكبري، والخيبة الثقيلة الكبري.... إلخ.

في ظل هذا المناخ المليء بالانكسارات والمطامع يتحول حملة هموم الناس ومآسيهم إلي مجرمين يتم محاكمتهم في أقدس أشهر السنة، وفي أول يوم من أيامه ١ رمضان لسنة ١٤٢٨ هـ الموافق ١٣ سبتمبر ٢٠٠٧، التهمة: صحفي وكاتب حُر ومواطن مصري رفض السير في فلك المهادنين والمنتفعين والمتميزين في الطبل والزمر، وآثر شهادة الحق علي الزور وتعرية العيوب وفضح من يتسترون عليها، والوقوف بجانب المواطن الغلبان بدلاً من الاحتماء الرخيص والظالم بأباطرة مارينا.

المتهمون: إبراهيم عيسي، عبدالحليم قنديل، عادل حمودة، وائل الإبراشي. الهدف: إخراس الألسنة، وإظهار العين الحمراء للمربوط حتي يخاف السايب، أساليب قديمة ورخيصة ثبت فشلها مراراً وتكراراً، فالحبس قد يؤلم الكاتب بدنياً، لكنه لا يخرس لسانه ولا يقيد فكره، ولا يؤثر علي مكانته بين الناس، الحبس قد يضعف من يتطلعون للشهرة ويكتبون لمجرد المخالفة لكنه يقوي من يحصنهم الإيمان بالهدف ونبل الغاية ومصداقية التفاني، وكلها جسور تصل الكلمة الحرة بأصحاب العقول المستنيرة والقلوب المفعمة برعاية مصالح الناس.

وبالمناسبة بعد أن أمر الملك فؤاد الأول بإلقاء عباس العقاد بالسجن لسبه إياه في أحد المؤتمرات، خرج العقاد أكثر قوة وإبداعاً ومرت الأيام وبقيت هذه الحادثة وسام شرف علي صدر كل صاحب كلمة حرة وصادقة، وهذا معناه أن النظام الذي يعول علي مثل هذه الأساليب، كمن يسعي لاغتصاب فتاة للحصول علي أسرع وأقصي متعة ممكنة قبل أن يأتي حبيبها ويثأر لها وينهال بمعوله علي رأس هذا المغتصب.

فاللجوء إلي الحبس في قضايا النشر من الأمور التي رفضها السيد رئيس الجمهورية، ووعد بإلغائها ولن يسعد أبداً بتفعيلها وما يحاول البعض فرضه بالقوة علي إرادة الناس ما هو إلا نوع من التحرش بمشاعر المواطن المصري، وإلا بماذا نفسر صدور مثل هذا الحكم في أول أيام الشهر الكريم؟ هل نسيت رموز الحزب الوطني أن لهذا الشهر في حياة المصريين جلالاً وإجلالاً؟ هل نسيت هذه الرموز أنه شهر الخير والرحمة والعفو والتسامح والكلمة الطيبة والعمل الصالح؟!

يفتتح بعفو القادر عن المتطلعين لأبواب الرحمة وبعطاء من يملك للمحتاجين وتكبيل الشياطين وسلسلتهم لنصرة الخير علي الشر، هل يصح أن تكون هدية الحزب الوطني للشعب المصري في هذا الشهر الكريم كوباً بارداً من اللامبالاة بحرمة هذا الشهر، وبمشاعر الناس، لا أظن أن من حق أحد تحويل فرحة قدوم هذا الشهر إلي محزنة، لا تختلف كثيراً عن المحزنة التي نسجتها الحكومة العراقية العميلة، حينما أعدمت صدام حسين في أول أيام عيد الأضحي.

يا سادة لا يصح تحويل مهنة الصحافة إلي محنة، والحكم علي ٤ رؤساء تحرير لأهم صحف حزبية ومستقلة حادثة ليس لها مثيل في الدول المتقدمة أو المتخلفة، إذا كانت الدنيا قد قامت ولم تقعد للبحث عمن روج لشائعة مرض السيد الرئيس، فلماذا لم يحاسب من تسبب في قتل أحلام سيادته في صحافة حرة مستقلة؟ لماذا لم يحاسب من تورطوا في تمويت المصريين وتدمير بنيتهم الاقتصادية وحرمانهم من الحياة المستقرة وتغريبهم في وطنهم الذي دفعوا من أجله كل غال وثمين؟

إذا كانت التهمة الموجهة للصحفيين الأربعة هي الإساءة إلي رموز الحزب الوطني فإن التهمة التي يجب أن توجه لبعض هذه الرموز هي الإساءة إلي الشعب المصري كله. أما القصاص لمن يقول كلمة حق فحرام، ترك المفسدين ومزوري إرادة الناس حرام، التخلص من قوي المعارضة بهذه الصورة حرام، حبس ٤ رؤساء تحرير دفعة واحدة، وفي وقت واحد، وفي قضية واحدة، في مستهل الشهر الكريم، حرام.

إذا تصور بعض المسؤولين أن الاستمرار في التحرش بمشاعر المصريين سيزيدهم لذة واستمتاعاً وجبروتاً، فتصورهم خاطئ، فالدنيا تحكمها المتغيرات، والأيام دول ومن أحس بفتوته في تحرشه بالناس فسيأتي يوم يشعر فيه أنه الأضعف، عندما يتخلي عنه سلطانه وتودعه سنو العز ويتحرش به كل من يطمع فيه.

مع احترامى لرايك انا مشوفتش اللى بتقوله ده
لو شوفته مكنتش جبت الموضوع ده
بس مش كلهم قله ادب والكلام ده
ناس منهم محترمين جدا
طيب عندك الاخوان المسلمين
فيه منهم ياعينى ماشى فى حاله
راجع من الجامع يشوف شغله ويقبضه عليه ولا هو عارف ايه تهمته
وفى الاخر يعرف تهمته انه مربى ذقنه لانها سنه على الرسول
شوف حال البلد وصل لايه