الفنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الآداب والأخلاق

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف سيف الاسلام الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 3:38 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باذن الله تبارك وتعالى فى هذا التوبيك هنضيف فيه موضوعات عن الآداب والاخلاق وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا جميعا يوم العرض عليه
اللهم آمين


عدل سابقا من قبل في الأربعاء سبتمبر 26, 2007 8:31 pm عدل 1 مرات
سيف الاسلام
سيف الاسلام
مشرف فى منتدى الفنان

عدد الرسائل : 2076
العمر : 36
البلد : مصر
اللقب : سيف الاسلام
تاريخ التسجيل : 01/08/2007

http://www.islam2all.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty رد: الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف سيف الاسلام الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 3:39 am

نحن والمزاح
عبدالملك القاسم
دار القاسم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن الإنسان مدني بطبعة، ومع اتساع المدن وكثرة الفراغ لدى بعض الناس، وانتشار أماكن التجمعات العامة كالمنتزهات والاستراحات، وكثرة الرحلات البرية، والاتصالات الهاتفية، واللقاءات المدرسية، والتجمعات الشبابية، توسع كثير من الناس في المزاح مع بعضهم البعض، دون ضابط لهذا الأمر الذي قد يؤدي إلى المهالك، ويورث العداوة والبغضاء.
والمراد بالمزاح: الملاطفة والمؤانسة، وتطييب الخواطر، وإدخال السرور. وقد كان هذا من هدي النبي الآداب والأخلاق Salla كما ذكر ذلك البخاري في باب الانبساط إلى الناس مستدلاً بحديث: { يا أبا عمير ما فعل النغير }.
وكذلك ما رواه أبو داود عن أنس الآداب والأخلاق Ratheya أن رجلا أتى النبي الآداب والأخلاق Salla فقال: يا رسول الله احملني. فقال النبي الآداب والأخلاق Salla: { إنا حاملوك على ولد الناقة } قال وما أصنع بولد الناقة؟ فقال النبي الآداب والأخلاق Salla: { وهل تلد الإبل إلا النوق }.
وعن أنس الآداب والأخلاق Ratheya أن النبي الآداب والأخلاق Salla قال له: { يا ذا الأذنين } يمازحه [رواه الترمذي].
ولا شك أن التبسط لطرد السأم والملل، وتطيب المجالس بالمزاح الخفيف فيه خير كثير، قال ابن تيمية رحمه الله: " فأما من استعان بالمباح الجميل على الحق فهذا من الأعمال الصالحة"، وقد اعتبر بعض الفقهاء المزاح من المروءة وحسن الصحبة، ولاشك أن لذلك ضوابط منها:
1- ألا يكون فيه شيء من الإستهزاء بالدين:
فإن ذلك من نواقض الإسلام قال تعالى: الآداب والأخلاق Braket_r وولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم الآداب والأخلاق Braket_l [التوبة:65-66]، قال ابن تيمية رحمه الله: "الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه".
وكذلك الاستهزاء ببعض السنن، ومما انتشر كالإستهزاء باللحية أو الحجاب، أو بتقصير الثوب أو
غيرها.
قال فضيلة الشيخ محمد بن معثيمين - رحمة الله - في المجموع الثمين (1/ 63): "فجانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوز لأحد أن يبعث فيه لا باستهزاء، ولا بإضحاك، ولا بسخرية، فإن فعل فإنه كافر، لأنه يدل على استهانته بالله عز وجل ورسله و كتبه وشرعه، وعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله عز وجل مما صنع، لأن هذا من النفاق، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر ويصلح عمله ويجعل في قلبه خشية الله عز وجل وتعظيمه وخوفه ومحبته، والله ولي التوفيق".
2- ألا يكون المزاح إلا صدقا:
قال الآداب والأخلاق Salla: { ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له } [رواه أبو داود].
وقال الآداب والأخلاق Salla محذرا من هذا المسلك الخطير الذي اعتاده بعض المهرجين: { إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها جلساءه يهوي بها في النار أبعد من الثريا } [رواه أحمد].
3- عدم ا لترويع:
خاصة ممن لديهم نشاط وقوة أو بأيديهم سلاح أو قطعة حديد، أو يستغلون الظلام وضعف بعض الناس ليكون ذلك مدعاة إلى الترويع والتخويف، عن ابن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد الآداب والأخلاق Salla أنهم كانوا يسيرون مع النبي الآداب والأخلاق Salla، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الآداب والأخلاق Salla: { لا يحل لمسلم أن يروع مسلما } [رواه أبو داود].
4- الإستهزاء والغمز و اللمز:
الناس مراتب في مداركهم وعقولهم وتتفاوت شخصياتهم، وبعض ضعاف النفوس - أهل الاستهزاء والغمز واللمز - قد يجدون شخصا يكون لهم سلما للإضحاك والتندر - والعياذ بالله - وقد نهى الله عز وجل عن ذلك فقال تعالى: الآداب والأخلاق Braket_r يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان الآداب والأخلاق Braket_l [الحجرات:11]، قال ابن كثير في تفسيره: "المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والإستهزاء بهم، وهذا حرام، ويعد من صفات المنافقين".
والبعض يستهزي بالخلقة أو بالمشية أو المركب ويخشى على المستهزىء أن يجازيه الله عز وجل بسبب استهزائه قال الآداب والأخلاق Salla: { لا تظهر الشماتة بأخيك، فيرحمه الله ويبتليك } [رواه الترمذي].
وحذر الآداب والأخلاق Salla من السخرية والإيذاء؛ لأن ذلك طريق العداوة والبغضاء قال الآداب والأخلاق Salla: { المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب إمرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام؟ دمه، وماله، وعرضه } [رواه مسلم].
5- أن لا يكون المزاح كثيرا:
فإن البعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدنا لهم، وهذا عكس الجد الذي هو من سمات المؤمنين، والمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجد والنشاط والترويح عن النفس.
قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: "اتقوا المزاح، فإنه حمقة تورث الضغينة".
قال الإمام النووي - رحمه الله -: "المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله تعالى: ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار، فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله الآداب والأخلاق Salla يفعله".
6- معرفة مقدار الناس:
فإن البعض يمزح مع الكل بدون اعتبار، فللعالم حق، وللكبير تقديره، وللشيخ توقيره، ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيه ولا الأحمق ولا من لا يعرف.
وفي هذا الموضوع قال عمر بن عبد العزيز: "اتقو المزاح، فإنه يذهب المروءة".
وقال سعد بن أبي وقاص: "اقتصر في مزاحك، فإن الإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرىء عليك السفهاء".
7- أن لا يكون المزاح بمقدار الملح للطعام:
قال الآداب والأخلاق Salla: { لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب } [صحيح الجامع:7312].
وقال عمر بن الخطاب - الآداب والأخلاق Ratheya -: "من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به".

فإياك إياك، المزاح فإنه *** يجرىء عليك الطفل والدنس النذلا
ويذهب ماء الوجه بعد بهاءه *** ويورثه من بعد عزته ذلا

8- ألا يكون فيه غيبة:
وهذا مرض خبيث، ويزين لدى البعض إنه يحكى ويقال بطريقة المزاح، وإلا فهو داخل في حديث النبي الآداب والأخلاق Salla: { ذكرك أخاك بما يكره } [رواه مسلم].
9- اختيار الأوقات المناسبة للمزاح:
كأن تكون في رحلة برية، أو في حفل سمر، أو عند ملاقاة صديق، تتبسط معه بنكتة لطيفة، أو طرفة عجيبة، أو مزحة خفيفة، لتدخل المودة على قلبه والسرور على نفسه، أو عندما تتأزم المشاكل الأسرية ويغضب أحد الزوجين، فإن الممازحة الخفيفة تزيل الوحشة وتعيد المياه إلى مجاريها.

أيها المسلم:


قال رجل لسفيان بن عيينة - رحمه الله -: المزاح هجنة - أي مستنكر - فأجابه قائلا: "بل هو سنة، لكن لمن يحسنه ويضعه في مواضعه".
والأمة اليوم وإن كانت بحاجة إلى زيادة المحبة بين أفرادها وطرد السأم من حياتها، إلا أنها أغرقت في جانب الترويح والضحك والمزاح فأصبح ديدنها وشغل مجالسها وسمرها. فتضيع الأوقات، وتفنى الأعمار، وتمتلىء الصحف بالهزل واللعب.
قال الآداب والأخلاق Salla: { لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا } قال في فتح الباري: "المراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله وانتقامه ممن يعصيه، والأهوال التي تقع عند النزع والموت وفي القبر ويوم القيامة". وعلى المسلم والمسلمة أن ينزع إلى اختيار الرفقة الصالحة الجادة في حياتها ممن يعينون على قطع ساعات الدنيا والسير فيها إلى الله عز وجل بجد وثبات، ممن يتأسون بالأخيار والصالحين، قال بلال بن سعد: "أدركتهم يشتدون بين الأغراض، ويضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهبانا".
وسئل ابن عمر رضي الله عنهما: "هل كان أصحاب رسول الله الآداب والأخلاق Salla يضحكون؟
قال: نعم، والإيمان في قلوبهم مثل الجبال".
فعليك بأمثال هؤلاء، فرسان النهار، رهبان الليل.
جعلنا الله وإياكم ووالدينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر، ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سيف الاسلام
سيف الاسلام
مشرف فى منتدى الفنان

عدد الرسائل : 2076
العمر : 36
البلد : مصر
اللقب : سيف الاسلام
تاريخ التسجيل : 01/08/2007

http://www.islam2all.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty رد: الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف نور الاسلام الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 7:27 pm

جزاك الله خيرا يا سيف
نور الاسلام
نور الاسلام
فنان ملكى
فنان ملكى

عدد الرسائل : 17277
العمر : 34
البلد : اسالوا كل الناس مين هم اجدع ناس
رقم العضوية : 3
اللقب : اصغر مدرسه
الدولة : الآداب والأخلاق Egypti10
تاريخ التسجيل : 07/07/2007

http://www.islamweb.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty رد: الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف سيف الاسلام الأربعاء سبتمبر 26, 2007 3:08 am

واياكم أختى نهلة
سيف الاسلام
سيف الاسلام
مشرف فى منتدى الفنان

عدد الرسائل : 2076
العمر : 36
البلد : مصر
اللقب : سيف الاسلام
تاريخ التسجيل : 01/08/2007

http://www.islam2all.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty رد: الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف asad الأربعاء سبتمبر 26, 2007 8:08 am

سيف الاسلام كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باذن الله تبارك وتعالى فى هذا التوبيك هنضيف فيه موضوعات عن الآداب والاخلاق وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا جميعا يوم العرض عليه
اللهم آمين

جزاكم الله خيرا يا سيف

في انتظار المزيد في هذا الموضوع الهام

asad
فنان الى الأبد
فنان الى الأبد

عدد الرسائل : 958
اللقب : أسد المنتدى
تاريخ التسجيل : 09/08/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty رد: الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف سيف الاسلام الأربعاء سبتمبر 26, 2007 8:33 pm

asad كتب:
سيف الاسلام كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باذن الله تبارك وتعالى فى هذا التوبيك هنضيف فيه موضوعات عن الآداب والاخلاق وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا جميعا يوم العرض عليه
اللهم آمين

جزاكم الله خيرا يا سيف

في انتظار المزيد في هذا الموضوع الهام
ان شاء الله ياأسد ربنا يبارك فيك
بس أنا عايزك تثرى المنتدى الاسلامى بموضوع رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
ايه رأيك؟Smile Smile Sad Sad
سيف الاسلام
سيف الاسلام
مشرف فى منتدى الفنان

عدد الرسائل : 2076
العمر : 36
البلد : مصر
اللقب : سيف الاسلام
تاريخ التسجيل : 01/08/2007

http://www.islam2all.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty رد: الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف سيف الاسلام الأربعاء سبتمبر 26, 2007 8:34 pm

كيف تكون مجالسنا اسلامية

لفضيلة الشيح/ محمد صالح المنجد

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب)

أما بعد ، فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم – وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

أيها الإخوة إذا القينا نظرة سريعة على مجالس المسلمين اليوم لوجدنا أنها وبكل صراحة ووضوح هي عبارة عن اشتغال بالدنيا وما فيها فضلا عن الاشتغال بالمحرمات والآثام وكبار الذنوب.

أيها الإخوة لا بد من الاهتمام بالمجالس لأنها ذات اثر كبير فإذا ألقيت الضوء على أنواع مجالس اليوم لرأيت الجالسين فيها قد اشتغلوا بالدنيا بتفاصيلها فهم إن كانوا تجارا فانك ترى أخبار المقاولات والبضائع والأسعار والبيع والشراء والزبائن ومشاكل العمل هذا أمر طاغ على جلساتهم ، وإذا تأملت في مجالس الموظفين لوجدت أمر الدوام ومشاكل المراجعين وأخبار الصحف والأنظمة والترفيه والبدلات والتنقلات والعلاوات والانتدابات هي الشغل الشاغل للجالسين فيها ، وإذا تأملت في مجالس طلاب المدارس والجامعات لوجدتهم مشتغلون بتفاصيل الدراسة والأسئلة والامتحانات والدرجات والشهادات والتخرج والوظائف ، وإذا تأملت في مجالس النساء وجدتهن مشتغلين بالموضات والملابس والأكلات والزيجات والحفلات والأعراس وحال الأسواق والمحلات إلى آخر ذلك من أنواع المجالس اليوم .

هذه المجالس أيها الإخوة التي عم الاشتغال بالدنيا والحديث عنها عم في المجالس حتى قست قلوب المسلمين من ضمن أسباب قسوة قلوب المسلمين أحوال مجالسهم ومنتدياتهم. إن الله أيها الإخوة توعد الذين قست قلوبهم فقال – عز وجل – (.. فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ..) (الزمر:22)

فويل كلمة تهديد وتوعد عظيمة (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) لذلك كان لا بد للبحث عن أسباب قسوة القلوب لعلاجها وإزالتها.

هل كان هذا أيها الإخوة حال مجالس الصحابة ؟ هل كانت هذه الأشياء هي التي تشغل نفوسه الصحابة هي التي تشغل مجالس الصحابة والسلف الصالح ؟ كلا أيها الإخوة إننا لا نحرم ولا نتكلم عن تحريم هذه الأمور مطلقا فانه لا باس أن تتكلم النساء في مجالسهن عن أخبار الزيجات مثلا أو يتكلم الموظفون عن المشاكل التي تواجههم في وظائفهم أو يتكلم التجار عن المشاكل التي يواجهونها ويتبادلون الخبرات هذا أمر لا باس فيه يا إخواني، أن الإسلام لم يحرم هذا ولكن المذموم والمحظور الذي نتكلم عنه هو أن يكون شغل الجالسين الشاغل من أول المجلس إلى نهايته هو الكلام عن الدنيا هو الكلام عن هذه الأشياء لدرجة انك لا تسمع في هذه المجالس آية واحدة ولا حديثا واحد ولا حتى كفارة المجلس ولا ذكر لله بأي صورة من الصور.

هذه الحالة الخطير التي نتكلم عنها الآن الشغل الشاغل للناس في المجالس هو الدنيا ، هذا إذا كان الكلام مباحا فالاشتغال بهذا المباح من أول المجلس إلى نهايته مذموم شرعا ، فكيف أيها الإخوة إذا كان الكلام في المجالس عن الأمور المحرمة شرعا والوقوع في كبائر الذنوب ؟ كيف إذا كانت المجالس مجالس غيبة ونميمة ونهش أعراض الناس واكل لحومهم. قال الله تعالى(..وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ..) (الحجرات:12) كيف إذا كانت المجالس مجالس كذب وبهتان وسخرية وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( لا يعضه بعضكم بعضا ) والعضه هو الكذب والبهتان والنميمة كما ذكر العلماء . كيف إذا كانت مجالسنا اليوم مجالس سخرية بعباد الله – عز وجل – وتنابز بالألقاب والله يقول (.. لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ ..) (الحجرات:11) ويقول(.. ولا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ..) (الحجرات:11). كيف إذا كانت مجالسنا اليوم أيها الإخوة مليئة بالفسوق والتعيير والسباب والشتائم ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول ( المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان ) حديث صحيح

كيف إذا كانت مجالسنا اليوم مجالس مدح ومجاملات ونفاق ومداهنة ورسول الله – عليه الصلاة والسلام – يصف مدح الرجل في وجه أخيه بأنه كقطع عنقه وقال الله تعالى قبل ذلك (.. فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ .) (لنجم:32)

.وان كانت مجالسنا اليوم مجالس سخرية بالدين واستهزاء بالمتمسكين به وانتقاص من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مظهرة و أخلاقه وآدابه . كيف إذا كانت المجالس اليوم مجالس استهزاء بشريعة الإسلام و أحكام الدين ، واحد يقول في مجلس :تريدون أن ترجعونا أن ترجعوا بنا إلى شريعة العين بالعين والسن بالسن ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .

أيها الإخوة ما فتئت مجالس المسلمين اليوم تعج بالاستهزاء والانتقاص من دين الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ولا حول ولا قوة إلا بالله . مجالسنا أيها الإخوة فيها استهزاء بعباد الله بشتى الصور فتجد رجلا يقلد إنسانا في صوته أو عادة من عاداته فيقول هذا فلان كأنه كذا .. هذا فلان كان كلامه كذا .. كان مشيته كذا .. كان ثوبه كذا .. وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم لعائشة ( ما احب أنى حكيت إنسانا وان لي كذا وكذا ) لو أعطيت كذا وكذا من الدنيا لا احكي حال إنسان ، قال العلماء في شرحه يعني لا اذكر إنسانا أقلده بحركاته وهيئاته على سبيل التنقص وقصة هذا الحديث أن عائشة لما قالت للرسول – صلى الله عليه وسلم - : حسبك من صفية أنها كذا وكذا ، تعني أنها قصيرة ، فقال – عليه السلام – ( لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ) يعني خالطته مخالطة يتغير بها طعمه وريحه لشدة نتنها وقبحها فكيف بالألفاظ اليوم التي تنطلق في مجالس المسلمين .

مجالسنا أيها الاخوة فيها كثير من المحرمات والمخالفات للشريعة فتجد مثلا اثنان يتناجيان وثالث موجود وقال – عليه الصلاة والسلام – ( إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث ) وعللها بقوله ( لأجل أن ذلك يحزنه ) وتجد اليوم المناجاة مرض واقع في مجالس المسلمين .

حتى في طريقة الجلوس في المجالس تجد فيها انكشاف للعورات فتجد بعض الرجال الذين لا يلبسون تحت ثيابهم لباسا سابغا يرفع إحدى رجليه على الأخرى ويجلس جلسة ينكشف منها فخذه والفخذ كما قال – عليه السلام – عورة ، ثم يأتي هذا الرجل ويجادل ويقول : متى كان الرجل له عورة ، هل نحن نساء حتى تنبهونا إلى هذه المسالة !! سبحان الله على جهل المسلمين بأحكام العورات والرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول ( يا جرهد غط فخذك فان الفخذ عورة ) .

حتى في طريقة الآكل والشرب في المجالس مخالفات كثيرة من الأكل والشرب باليسرى مثلا إلى عدم التسمية إلى غير ذلك .

حتى في طريقة النقاش والحديث تخالف قواعد الإسلام وآدابه من رفع للصوت وحده وغلظة ومقاطعة في الحديث ويسبق الصغير الكبير في الحديث والرسول – صلى الله عليه وسلم - يقول ( كبر كبر ) أبدا بالأكبر هذه مقتطفات من بعض المنكرات التي تعج به مجالسنا اليوم .

إذا كان عدم ذكر الله – تعالى – والصلاة على رسوله – صلى الله عليه وسلم – في المجلس فيه وعيد عظيم ولو كان المجلس كله كلاما مباحا ولو كان كله كلاما مباحا لذلك يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح ( ما اجتمع قوم في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله ويصلوا على النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا كان مجلسهم قرة عليهم يوم القيامة ) يعني حسرة و ندامة وفي رواية صحيحة ( وان دخلوا الجنة ) لما يرون من الثواب الذي فاتهم بعدم ذكر الله والصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مجالسهم التي كانت في الدنيا بل قال – عليه الصلاة والسلام – ( ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة لحمار كان ذلك المجلس عليهم حسرة ) مثل جيفة الحمار نتنه منتنة مؤذية رائحة عفنه هكذا يتفرق الناس إذا لم يذكروا الله في مجالسهم فأعيدوا معي شريط الذكريات أيها الاخوة لتسترجعوا حال مجالسكم هل كان في أي منها ذكر لله وصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم –.

كل مجلس يجب أن يكون فيه ذكر لله هل تسمع في مجالس اليوم آية أو حديثا أو وصية أو حكما شرعيا أو تذكرة إلا من رحم الله .إذا أيها الإخوة لابد من الانتباه إلى هذه السلبية الخطيرة اليوم بل انك تجد المسلمين يضحكون على أنفسهم في هذه الآيات والأحاديث التي يعلقونها في مجالسهم ، تجد لوحات مخطوطة بخط جيد مزخرفة معلقة في المجالس فيها أمر الله للمسلمين بالتقوى أو الإخبار بان الله مطلع ويعلم كل شيء بل إن بعضهم يعلق كفارة المجلس في مجلسه وإذا قام لا يذكر هذه الكفارة ويخالف صراحة هذه الآيات المعلقة على الجدار آية حال أيها الإخوة هي التي وصلنا إليها اليوم نعلق الآيات والأحاديث على الجدران ثم نخالفها بتصرفاتنا و أفعالنا و أقوالنا إذا ما هي فائدتها ومن هنا رأى بعض العلماء عدم جواز تعليقها إذا كانت هذه هي حال المجالس لان فيها استهزاء بما ذكر في هذه اللوحات والملصقات .

ومن اجل هذا صار بعض العقلاء من المسلمين اليوم ينفرون عن مجالسة الناس وعن الجلوس معهم والحديث معهم وترى أحدهم يقول : مالي وللناس لماذا اجلس معهم وهذه أحوالهم وهذه هي أحاديثهم هذا الرجل أيها الإخوة على صواب هذا على صواب فيما يفعل إذا لم يكن عنده قدرة على التغيير فانه لابد من هجر أماكن المعاصي والفسوق بدلا من أن تكون مجالسنا مجالس ذكر لله يتحقق فيها قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح (ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم قوموا مغفورا لكم ) وقال – عليه السلام – في الحديث الصحيح (ما جلس قوم يذكرون الله – تعالى – فيقومون – هذا الحديث أيها الاخوة ليس خاصا بحلق الذكر في المساجد و إنما في جميع الحلق والمجالس – حتى يقال لهم قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم وبدلت سيئاتكم حسنات ).

ولذلك يعجبك الرجل عندما تجلس في المجلس أن تقول لواحد من أهل الخير يقول : يا فلان حدثنا عن آية كذا .. حدثنا عن حديث كذا .. سمعت مرة حديثا ما هو هذا الحديث وما هو معناه ؟ ما هي قصة النبي الفلاني ؟ ما هو حكم الشيء الفلاني ؟ هؤلاء الناس الذين يصفهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بأنهم مفاتيح للخير مغاليق للشر هؤلاء الناس كثير منهم ليس عندهم علم شرعي لكنهم حريصون على التعلم حريصون على الاستزادة حريصون على صبغ مجالسهم بالخير والذكر والأشياء التي ترضي الله – عز وجل - .انك عندما تسمع هذه الندرة من المسلمين اليوم يسألون في هذه المجالس فان قلبك يهتز فرحا من بقية الخير الموجودة في الأمة نسأل الله أن يكثره .

أيها الإخوة مجالسنا فيها آفات تحتاج إلى إصلاح لابد من معرفة الآداب ولابد من معرفة طرق الإصلاح حتى نتمكن من الوصول بهذه المجالس إلى الجادة المستقيمة .

ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – آدابا كثيرة للمجلس منها:

قوله – عليه الصلاة والسلام – ( لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما ) فلا يجوز لك أن تدخل مجلسا فتجلس بين اثنين إلا بعد أن تستأذن منهما فان أذنا لك وإلا فاذهب واجلس حيث ينتهي بك المجلس .

وكذلك من السنة أن يجلس الإنسان حيث انتهى به المجلس ولا يأتي ويقيم إنسانا ويجلس مكانه أن هذا فيه نهي صريح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نهي صريح ( لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه فيجلس مكانه ) لذلك كان ابن عمر كما ورد في حديث البخاري كان إذا قام له إنسان من مجلسه لم يجلس فيه يرفض ويذهب إلى مكان آخر ليجلس فيه .

وقال – عليه الصلاة والسلام- موضحا أدبا آخر ( المجالس بالأمانة ) أحيانا يدعوك إنسان إلى مجلس عنده ويكون في هذا المجلس كلام خاص سر من أسرار هؤلاء القوم لا يجوز لك بأي حال من الأحوال أن تذهب وتفشي سر هذا الرجل و أهل بيته لان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول ( المجالس بالأمانة ) فيلزم فيها الستر على ما يقال مادام لا يضر المسلمين .

وكذلك أيها الاخوة يقول – عليه الصلاة والسلام – في الحديث الصحيح ( خير المجالس أوسعها ) فلذلك يستحب توسيع المجلس لأنه اكرم للضيف واصلح لحاله و أروح له في قيامه وقعوده وسيره ويختلف هذا باختلاف أحوال الناس وعلى غناهم وفقرهم فانه متى كان مستطيعا فيستحب له توسعة مجلسه .

و التفسح في المجالس أمر مطلوب ، التفسح بالمجلس إذا كان ضائقا بالرجال ليس فيه مكان لداخل أن يتفسح الناس يقول الله – تعالى – (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ..) (المجادلة:11)

لا بد من إيجاد الفسحة في القلب قبل إيجاد الفسحة في المكان متى وجدت الفسحة في القلب لأخيك المسلم ومحبته فانك ستفسح له تلقائيا أما لو أبغضته و أبغضت أن يضايقك نوعا ما فانك لن تفسح ولو أفسحت لن يكون عن طيب نفس وخاطر منك .

وكذلك أيها الاخوة لابد من ذكر كفارة المجلس إذا قام الإنسان ويقول – صلى الله عليه وسلم – في الحديث ( من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه -حصلت منه أخطاء وزلات في الكلام – فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت استغفرك و أتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك ) ماذا تريدون أكثر من هذا ، هذا من رحمة الإسلام أيها الإخوة يعطيك مجال لتصحيح الأخطاء يعطيك مجال لغفران الذنوب التي حصلت منك هذه كلمات قليلة تقولها فتمحى الذنوب لعمر الله انه لغفران عظيم (.. وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الجمعة:4)

إن الله ذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ، الله يتفضل علينا بهذه الكفارات البسيطة ونحن لا نابه به لها ولا نرعى ولا نهتم بها .

وفقنا الله وإياكم للقيام بحقة في المجالس وان يجعل من مجالسنا مجالس خير وذكر له – عز وجل – وصلى الله على نبينا محمد .

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له مالك يوم الدين واشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى سبيله القويم .

أيها الاخوة ومن آداب المجلس كذلك ما كان يفعله – صلى الله عليه وسلم - كما ورد عنه في الحديث الحسن كان إذا لقيه أحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه و إذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه وإذا لقي أحدا من أصحابه فتناول أذنه ناوله إياها لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه ، رواه ابن سعد بإسناد عن انس وهو في صحيح الجامع .

كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أيها الاخوة مؤدبا غاية التأديب يحترم ضيوفه ويحترم جلساءه إذا قام إنسان من المجلس لينصرف يقوم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ليودعه ويؤخذ بيده ليصافحه لا يترك الرسول يد الضيف حتى ينصرف الضيف ويكون الضيف هو الذي ينزع يده من يد الرسول – صلى الله عليه وسلم – اذا كان الرسول جالس في المجلس فأراد رجل أن يسر إليه بحديث واتى ليأخذ بأذن نبي الله – صلى الله عليه وسلم – كان رسول الله – عليه السلام – يعطيه أذنه وينصت حتى يفرغ الرجل لا يرجع الرسول – صلى الله عليه وسلم – رأسه ويبعد أذنه حتى يبعد ذلك الرجل فاه ويبعد رأسه .. الانتظار ، الأدب .

هذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي تحب على الأمة كلها أن تتأدب معه يفعل هذه الأفعال ليعلمنا أيها الإخوة آداب المجالسة و آداب الحديث .

بقي في هذا الموضوع بقية هامة كيف ننتهز من مجالس لتكون مجالس خير ماذا يجب على الدعاة إلى الله وعلى الناس أن يفعلوا لكي يحولوا مجالسهم إلى مجالس خير ؟ ما هو موقف المسلم ما هو الموقف الصحيح للمسلم من المنكرات و الاستهزاءات وشتم الدين ونحو الذي يحدث في المجالس ؟ ما هو الموقف الصحيح عموما ؟ هذا أيها الإخوة ما سيكون بإذن الله – تعالى – موضوع خطبتنا القادمة لأنني أحس أيها الإخوة وربما تحسون معي أن الاهتمام بأمر المجالس له دور عظيم وله خطورة كبيرة إذا صلح مجلسك صلحت أنت وصلح جلساؤك وسترجع من المجلس إلى بيتك وأنت ممتلئٌ إيمانا وفائدة وعلما خرجت به من ذلك المجلس فينعكس هذا على اهلك لذلك كان لا بد من زيادة التوضيح والتعرض لمسائل هامة في هذا نسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى ذلك

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك ........
سيف الاسلام
سيف الاسلام
مشرف فى منتدى الفنان

عدد الرسائل : 2076
العمر : 36
البلد : مصر
اللقب : سيف الاسلام
تاريخ التسجيل : 01/08/2007

http://www.islam2all.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty رد: الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف سيف الاسلام الأربعاء سبتمبر 26, 2007 8:37 pm

لا تدخلوا حتى يؤذن لكم
صالح بن عبدالله بن حميد
دار القاسم
الحمد لله، أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينا. أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، ذو الأدب الجم، والخلق الرفيع، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله، لقد جعل الله البيوت سكناً يأوي إليها أهلها، تطمئن فيها نفوسهم، ويأمنون على حرماتهم، يستترون بها مما يؤذي الأعراض والنفوس، يتخففون فيها من أعباء الحرص والحذر.
وإن ذلك لا يتحقق على وجهه إلا حين تكون محترمة في حرمتها، لا يستباح حماها إلا بإذن أهلها. في الأوقات التي يريدون، وعلى الأحوال التي يشتهون: الآداب والأخلاق Braket_r يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلّمُواْ عَلَى أَهْلِهَا ذالِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَا أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمُ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُواْ فَارْجِعُواْ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ الآداب والأخلاق Braket_l [النور:27-28].
إن اقتحام البيوت من غير استئذان؛ هتك لتلك الحرمات، وتطلع على العورات، وقد يفضي إلى ما يثير الفتن، أو يهيئ الفرص لغوايات تنشأ من نظرات عابرة.. تتبعها نظرات مريبة.. تنقلب إلى علاقات آثمة، واستطالات محرمة.
وفي الاستئذان وآدابه ما يدفع هاجس الريبة، والمقاصد السيئة.
أيها الإخوة المؤمنون، إن كل امرئ في بيته قد يكون على حالة خاصة، أو أحاديث سرية، أو شؤون بيتية، فيفجؤه داخل من غير إذن قريباً كان أو غريباً، وصاحب البيت مستغرق في حديثه، أو مطرق في تفكيره، فيزعجه هذا أو يخجله، فينكسر نظره حياءً، ويتغيظ سخطاً وتبرماً.
ولقد يقصِّر في أدب الاستئذان بعض الأجلاف ممن لا يهمه إلا قضاء حاجته، وتعجُّل مراده، بينما يكون دخوله محرجاً للمزور مثقلاً عليه.
وما كانت آداب الاستئذان وأحكامه إلا من أجل ألا يفرِّط الناس فيه أو في بعضه، معتمدين على اختلاف مراتبهم في الاحتشام والأنفة، أو معولين على أوهامهم في عدم المؤاخذة، أو رفع الكلفة.
تأملوا أيها المؤمنون قوله سبحانه: الآداب والأخلاق Braket_r حَتَّى تَسْتَأْنِسُواْ الآداب والأخلاق Braket_l [النور:27].
إنه استئذان في استئناس، يعبر عن اللطف الذي يجب أن يكون عليه الزائر أو الطارق مراعاةً لأحوال النفوس وتهيؤاتها، وإدراكاً لظروف الساكنين في بيوتاتهم وعوراتهم.
وهل يكون الأُنس والاستئناس إلا بانتفاء الوحشة والكراهية؟!
أدبٌ رفيع يتحلى به الراغب في الدخول لكي يطلب إذناً لا يكون معه استيحاش من رب المنزل، بل بشاشة وحسن استقبال.
ينبغي أن يكون الزائر والمزور متوافقين مستأنسين، فذلك عون على تأكيد روابط الأخوة الإسلامية.
ولقد بسطت السنة المطهرة هذا الأدب العالي، وازدان بسيرة السلف الصالح تطبيقاً وتبييناً.
فكان نبيكم محمد الآداب والأخلاق Salla إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن، أو الأيسر، ويقول: { السلام عليكم، السلام عليكم } [رواه البخاري وأبوداود وصححه الالباني].
ووقف سعد بن عبادة مقابل الباب فأمره النبي الآداب والأخلاق Salla أن يتباعد. وقال له: { وهل الاستئذان إلا من أجل النظر؟! } [رواه الطبراني].
وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: { اطلع رجل من جحرٍ في حُجَر النبي ومع النبي الآداب والأخلاق Salla مدرى ـ أي: مشط ـ يحك به رأسه، فقال النبي: لو أعلم أنك تنظر؛ لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر } [متفق عليه].
والمستأذن ـ أيها الإخوة ـ يستأذن ثلاث مرات فإن أُذن له وإلا رجع. وقد قيل: إن أهل البيت بالأولى يستنصتون، وبالثانية يستصلحون، وبالثالثة يأذنون أو يردُّون، لكن قال أهل العلم: لا يزيد على ثلاثٍ إذا سُمع صوته وإلا زاد حتى يعلم أو يظن أنه سُمع.
ويقول في استئذانه: السلام عليكم، أأدخل؟. فقد استأذن رجل على النبي وهو في بيته { فقال: أألج؟ فقال النبي لخادمه: اخرج إلى هذا! فعلِّمه الاستئذان فقل له: قلْ: السلام عليكم، أأدخل؟ فسمعه الرجل، فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي الآداب والأخلاق Salla، فدخل } [رواه أحمد وأبو داود].
وله أن يستأذن بنداءٍ أو قرع أو نحنحة أو نحو ذلك.
تقول زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما: (كان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوَّت).
ويقول الإمام أحمد: (يستحب أن يحرك نعله في استئذانه عند دخوله حتى إلى بيته؛ لئلا يدخل بغتة. وقال مرةً: إذا دخل يتنحنح).
ومن الأدب أن الطارق إذا سئل عن اسمه فليبينه، وليذكر ما يُعرف به. ولا يجيب بما فيه غموضٌ أو لبسٌ. يقول جابر رضي الله عنه: { أتيت إلى النبي الآداب والأخلاق Salla في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: من ذا؟، فقلت: أنا، فقال النبي: أنا أنا !!!، كأنه كرهها } [رواه البخاري ومسلم].
وإذا قرع الباب فليكن برفق ولين من غير إزعاج أو إيذاء ولا ازدياد في الإصرار، ولا يفتح الباب بنفسه، وإذا أذن له في الدخول فليتريث، ولا يستعجل في الدخول، ريثما يتمكن صاحب البيت من فسح الطريق وتمام التهيؤ، ولا يرم ببصره هنا وهناك، فما جعل الاستئذان إلا من أجل النظر.
والاستئذان حقٌّ على كل داخل من قريب و بعيد من الرجل والمرأة، ومن الأعمى والبصير.
عن عطاء بن يسار { أن رسول الله الآداب والأخلاق Salla سأله رجل فقال: يا رسول الله، أستأذن على أمي؟ فقال: نعم، قال الرجل: إني معها في البيت؟ فقال رسول الله الآداب والأخلاق Salla: استأذن عليها. فقال الرجل: إني خادمها. فقال له رسول الله الآداب والأخلاق Salla: استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟، قال: لا. قال: فاستأذن عليها } [رواه مالك بإسناد جيد].
ويقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: إذا دخل أحدكم على والدته فليستأذن.
والأعمى يستأذن كالبصير، فلربما أدرك بسمعه ما لا يدركه البصير ببصره.
{ ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه، صُبَّ في أذنه الآنك يوم القيامة } [رواه البخاري] والآنك هو الرصاص المذاب.
أيها الإخوة في الله، وهناك أدب قرآني عظيم، لا يكاد يفقهه كثير من المسلمين. إنه قول الله عزَّ وجلَّ: الآداب والأخلاق Braket_r وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُواْ فَارْجِعُواْ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ الآداب والأخلاق Braket_l [النور:28].
إن من حق صاحب البيت أن يقول بلا غضاضة للزائر والطارق: ارجع. فللناس أسرارهم وأعذارهم، وهم أدرى بظروفهم، فما كان الاستئذان في البيوت إلا من أجل هذا.
وعلى المستأذن أن يرجع من غير حرج، وحسبه أن ينال التزكية القرآنية.
قال بعض المهاجرين: لقد طلبت عمري كله هذه الآية فما أدركتها. لقد طلبت أن أستأذن على بعض إخواني ليقول لي: ارجع، فأرجع وأنا مغتبط. لقوله تعالى: الآداب والأخلاق Braket_r وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُواْ فَارْجِعُواْ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ الآداب والأخلاق Braket_l [النور:28]. ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره.
إن من الخير لك ولصاحبك أيها الطارق، أن يَعتذر عن استقبالك بدلاً من الإذن على كراهية ومضض، ولو أخذ الناس أنفسهم بهذا الأدب، وتعاملوا بهذا الوضوح؛ لاجتنبوا كثيراً من سوء الظن في أنفسهم وإخوانهم.
إن هذه التفاصيل الدقيقة في آداب الاستئذان تؤكد فيما تؤكد حرمة البيوت، ولزوم حفظ أهلها من حرج المفاجآت، وضيق المباغتات، والمحافظة على ستر العورات. عورات كثيرة تعني كل ما لا يُرغب الاطلاع عليه من أحوال البدن، وصنوف الطعام واللباس وسائر المتاع، بل حتى عورات المشاعر والحالات النفسية، حالات الخلاف الأسري، حالات البكاء والغضب والتوجع والأنين. كل ذلك مما لا يرغب الاطلاع عليه لا من الغريب ولا من القريب، إنها دقائق يحفظها ويسترها أدب الاستئذان. فهل يدرك هذا أبناء الإسلام؟!
اللهم فقهنا في ديننا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
سيف الاسلام
سيف الاسلام
مشرف فى منتدى الفنان

عدد الرسائل : 2076
العمر : 36
البلد : مصر
اللقب : سيف الاسلام
تاريخ التسجيل : 01/08/2007

http://www.islam2all.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty رد: الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف asad الأربعاء سبتمبر 26, 2007 8:51 pm

سيف الاسلام كتب:
asad كتب:
سيف الاسلام كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باذن الله تبارك وتعالى فى هذا التوبيك هنضيف فيه موضوعات عن الآداب والاخلاق وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا جميعا يوم العرض عليه
اللهم آمين

جزاكم الله خيرا يا سيف

في انتظار المزيد في هذا الموضوع الهام
ان شاء الله ياأسد ربنا يبارك فيك
بس أنا عايزك تثرى المنتدى الاسلامى بموضوع رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
ايه رأيك؟Smile Smile Sad Sad

عليه افضل الصلاة والسلام
حاضر يا سيف
ان شاء الله
Sad

asad
فنان الى الأبد
فنان الى الأبد

عدد الرسائل : 958
اللقب : أسد المنتدى
تاريخ التسجيل : 09/08/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty رد: الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف سيف الاسلام الجمعة سبتمبر 28, 2007 3:38 pm

انت اتأخرت أوى يا أسد
يلا اعمله عشان نستفاد كلنا
Smile
سيف الاسلام
سيف الاسلام
مشرف فى منتدى الفنان

عدد الرسائل : 2076
العمر : 36
البلد : مصر
اللقب : سيف الاسلام
تاريخ التسجيل : 01/08/2007

http://www.islam2all.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty رد: الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف بطاطس الجمعة سبتمبر 28, 2007 10:00 pm

مجهود رائع يا سيف بجد
انا اسافدت كتير

بطاطس
بطاطس
قمه عالم الفن
قمه عالم الفن

عدد الرسائل : 5558
العمر : 33
البلد : اسكندرية
رقم العضوية : 9
تاريخ التسجيل : 19/04/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الآداب والأخلاق Empty رد: الآداب والأخلاق

مُساهمة من طرف سيف الاسلام الجمعة سبتمبر 28, 2007 10:37 pm

بطاطس كتب:
مجهود رائع يا سيف بجد
انا اسافدت كتير


ربنا يبارك فيك يابطاطس
بس أنا عايزك تشارك فى التوبيك ده ان شاء الله عشان تفيدنا برده
وربنا يجازيك كل خير
سيف الاسلام
سيف الاسلام
مشرف فى منتدى الفنان

عدد الرسائل : 2076
العمر : 36
البلد : مصر
اللقب : سيف الاسلام
تاريخ التسجيل : 01/08/2007

http://www.islam2all.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى