الفنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دروغبا.. تألق وحيرة !

اذهب الى الأسفل

دروغبا.. تألق وحيرة ! Empty دروغبا.. تألق وحيرة !

مُساهمة من طرف el-pop الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 2:42 pm

مكتوب – الارتباط الوثيق الذي جمع بين العاجي ديدييه دروغبا ومدربه البرتغالي خوسيه مورينيو وضع الأول في حيرة من أمره بعد استقالة الثاني من منصبه كمدرب لفريق تشلسي الانجليزي لكرة القدم، فتارة يقول أنه يريد الرحيل وتارة يقول أن يريد البقاء مع الفريق الذي فاز معه بلقب الدوري الانجليزي مرتين متتاليتين.

القصة حتى الآن هادئة، دروغبا يلعب بنفس الحماس الذي لعب فيه سابقا، لكن لا يبدو عليه الارتياح خارج الملعب، ويتوقع البعض أنه في حال تسلم مورينيو تدريب فريق جديد مع بداية الموسم المقبل، فإنه سيطالب فورا بالتعاقد مع النجم العاجي الذي أصبح أشهر لاعب كرة قدم في بلاده.

عشاق الـ"بلوز" يتمنون بقاءه، وأنصار الفرق المنافسة تحلم برحيله أو حتى الاستفادة من خدماته،
ومع تداول الأحاديث حول مستقبل نجم الفريق فرانك لامبارد وعلاقته الباردة مع أعز أصدقائه جون تيري، يبقى دروغبا هادئا رغم ثورة الغضب التي انتابته خلال مقابلة له مع مجلة "فرانس فوتبول" حيث ذكر أنه لا يريد البقاء إطلاقا مع الفريق اللندني بعد أن تفاجأ من أفعال بعض الأشخاص في النادي على حد قوله.

من هم هؤلاء الذين خيبوا ظن دروغبا بأفعالهم؟ مالك النادي أبراموفيتش؟ المدير الفني الجديد الصهيوني أفرام غرانت؟ أم بعض الأصدقاء الذين داروا ظهرهم لمورينيو سريعا وأعلنوا الولاء المطلق لغرانت؟

لا أحد يدري ما يدور في خلد أفضل لاعب في القارة الافريقية حاليا، لكن الأمر الأكبد هو أن دروغبا حائر.. والمستقبل بالنسبة له مجهول المعالم.

ولد دروعبا في ابيدجان عاصمة ساحل العاج عام 1978، وهو الاكبر من بين سبعة اخوة، وقد ظهرت عليه علامات الموهبة في سن مبكر مما دفع خاله ميشيل غوبا الذي كان لاعبا في دوري الدرجة الثانية الفرنسية الى مطالبة والديه الفقيرين اللذين كانا يعملان في احد البنوك بالسماح له بالسفر الي فرنسا لممارسة كرة القدم، وبالفعل انتقل دروغبا الذي كان يلقب وهو صغيرا باسم "تيتو" للعيش مع خاله، وبعد صولات وجولات في اندية صغيرة عاد الي ساحل العاج لرؤية والديه واقام بشكل دائم هناك الا ان الضائقة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد عام 1989 اجبرت الوالدين على ارسال ابنهما الى خاله مرة اخرى، وهناك انضم لنادي دنكرك.. احد الاندية المغمورة في فرنسا، ولعب دروغبا في خط الدفاع الامر الذي لم يعجب خاله، فحثه الاخير على تنمية مهاراته لاثبات قدرته على اللعب في خط الهجوم وهو ما حصل بالفعل، فانتقل للعب في ابيفيل كمهاجم ثم الى توركوينغ وهو في سن الخامسة عشر، وفي تلك الفترة ابتعد عن الملاعب لمدة عام كامل للتركيز على ما فاته من الناحية الاكاديمية، بعد ذلك انتقل للعب في نادي لوفالو تحت قيادة مدرب الشباب كريستيان بورنين الذي اعجب بالفتى الصغير عندما كان لاعبا في دنكرك، وسجل دروغبا 30 هدفا في موسمبن مما ادى لانضمامه الى الفريق الاول، ويقول دروغبا عن تلك الفترة: "تحسنت الامور بانضمامي الى لوفالو، فقد علمني المدرب بورنين اساليب تدريب وتحضير حديثه، وفجأة اصبحت اهدافا كثيرة".

ورغم حاجة دروغبا في ذلك الوقت للمال الا انه رفض عرضا للانضمام الى باريس سان جرمان مفضلا التروي وتعلم اسرار اللعبة بحذافيرها، وبدأ حياته الكروية الاحترافية الحقيقية مع لومان في الدرجة الفرنسية الثانية تحت قيادة المدرب مارك ويسترلوب الذي يعتبره دروغبا "الاب الروحي" له، حيث لعب مباراته الاولى في موسم 1998/1999 لكن الامور اصبحت صعبة بالنسبة له، فجلس علي مقاعد الاحتياط كثيرا بعد ان أقيل ويسترلوب من منصبه وعين مكانه تييري غوديت الذي كان يفضل دانييل كوسين علي لاعبه الافريقي كثيرا، واستمر باللعب هناك حتى كانون الثاني/يناير 2002 عندما انتقل إلى جينجامب الذي كان يعاني من رحيل فابريس فيوريس الى باريس سان جرمان بالاضافة الى اصابة المهاجم المخضرم ستيفان غيفاريش, وكان قد احرز مع لومان 12 هدفا في 64 مباراة.

لم يشارك دروغبا كثيرا في مباريات جينجامب بدوري الدرجة الاولى الفرنسية في موسمه الاول, لكنه ترك انطباعا جيدا حيث سجل ثلاثة اهداف في ما مجموعه 11 مباراة بقيادة المدرب غي لاكومب، فاعجب به مسؤولو النادي الفرنسي المتواضع وقرروا اعطائه الفرصة الكاملة في موسم 2002/2003، وبالفعل لم يخيب دروغبا امالهم حيث استطاع احراز 17 هدفا في الدوري قادت فريقه الي المركز السابع ووضعته في المركز الثالث على لائحة هدافي البطولة وراء الكونغولي شعبان نوندا والبرتغالي باوليتا.

وبعد انتهاء الموسم انهالت عليه العروض من اندية فرنسية عدة، فاختار الانتقال الى مرسيليا بعقد مدته خمسة اعوام وقيمته 6.2 مليون دولار اميركي لعل وعسى يحقق شيئا من النجاح الذي حققه الغاني عبيدي بيليه عام 1993 عندما قاد الفريق نفسه للفوز بكأس الاندية الاوروبية ابطال الدوري، لم ينجح دروغبا في تثبيت اقدامه فقط, بل اصبح ابرز لاعبي الفريق بفضل موهبته التهديفية.

فقد تالق دورغبا في كل مباراة لعبها لمصلحة مرسيليا طوال الموسم، وسجل في كل مباراة لعبها مع الفريق الفرنسي بالادوار التمهيدية من دوري ابطال اوروبا (خمسة اهداف)، لكن الفريق خرج مبكرا من تلك البطولة ليتحول بعد ذلك للمنافسة في مسابقة كاس الاتحاد الاوروبي، وهناك أبدع دورغبا بشكل لافت، وقاد فريقه للتاهل الى المبارة النهائية قبل ان يخسر امام فالنسيا الاسباني، وعزاء دروغبا الوحيد انه توج هدافا للبطولة برصيد 6 اهداف بالتساوي مع المعتزل الن شيرر مهاجم نيوكاسل يونايتد الانجليزي والبرازيلي سوني اندرسون مهاجم فياريال الاسبابي سابقا، وفي الدوري الفرنسي، كان مستوى دورغبا مع مرسيليا ثابتا طوال الموسم، حيث نجح في هز الشباك 18 مرة، لكن الفريق لم يستطع التقدم أكثر من المركز السابع علي سلم الترتيب، وقد اختير المهاجم الاسمر كأفضل لاعب في المسابقة.

قبل بداية موسم 2004/2005 كان دروغبا محط أنظار العديد من الاندية الاوروبية الكبيرة، ودارت الشائعات حول انتقاله الى أرسنال ليلعب بجانب الفرنسي تييري هنري، وابدى كريس كولمان مدرب فولهام الانجليزي نيته تقديم عرض له ليكون بديلا للفرنسي لويس ساها الذي رحل متوجها الى مانشستر يونايتد، ورفض دروغبا عرضا رسميا من قبل نادي "السيدة العجوز" يوفنتوس الايطالي، لكنه اختار في الاخير تشلسي الانجليزي الذي قدم له عرضا بقيمة 45 مليون دولار اميركي، وهو مبلغ لم يكن يحلم به اللاعب العاجي ابدا، ووصفه مدرب الفريق خوسيه مورينيو حينها بقوله "انه لاعب يستطيع تحقيق امجادا عظيمة"، في حين فسر دروغبا انتقاله الى تشلسي بالقول: "لم ارغب في الرحيل من مرسيليا، لكن من الصعب رفض عرض تشلسي من الناحيتين المادية والمهنية، لقد رفضت العديد من العروض الايطالية لآتي الى هنا، وامل ان اكون عند حسن ظن الجميع".

كان الحمل ثقيلا على دروغبا لانه يدرك حقيقة قلة خبرته بجانب لاعبين اصغر منه سنا في الفريق الانجليزي، وما جعل الحمل اكثر ثقلا هو قيمة الصفقة التي جلبته الى انجلترا حيث يعتبر ثاني أغلى لاعب في الميادين الانجليزية بعد الشاب وين روني، وهو أغلى لاعب تعاقد معه الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش مالك نادي تشلسي في تلك السنة، وبوجود ثلاثة مهاجمين من الطراز الرفيع مثل الايسلندي ايدور غوديونسن والصربي ماتيا كيزمان والروماني ادريان موتو، كان لا بد له من رفع راية الارادة والتصميم وعدم الاستسلام اذا اراد ان يكون هداف الفريق الاول.

وبالفعل تالق دروغا مع تشلسي سواء في الدوري الانجليزي او دوري ابطال اوروبا، ومع رحيل الروماني موتو بسبب تعاطيه الكوكايين فان وضعه اصبح افضل، واكثر المتضررين من ذلك هو الصربي كيزمان الذي عاش في ظلال اللاعب الاسمر منذ بداية الموسم قبل ان ينتقل مع نهايته الى اتلتيكو مدريد.

ويعتبر دروغبا من اللاعبين المفضلين بالنسبة لمورينيو ويتمتع معه بعلاقة طيبة، فطالما ابدى المدرب البرتغالي اعجابه به منذ ان كان لاعبا في جينجامب حيث حاول اقناع ادارة بورتو البرتغالي بالتعاقد معه، فكان من الطبيعي ان يصبح هذا المهاجم المبدع رمزا لتألق تشلسي الى جانب قائد الفريق جون تييري والجناح الهولندي السريع ارين روبن، والاصابة التي المت به في تشرين الاول/اكتوبر عام 2004 هددت بانخفاض مستواه، رغم غيابه المتكرر سجل عشرة اهداف في الدوري، اثبت من خلالها انه واحد من المع المهاجمين في "البريمير ليغ" حاليا.

اما هذا موسم 2005/2006.. قفد شكل برهانا جديدا على قدرات دروغبا غير العادية، حيث ساعد تشلسي على الاحتفاظ بلقب الدوري الانجليزي مشكلا ثنائيا متفاهما مع الارجنتيني المتألق هرنان كريسبو، لكنه يعض اصابعه ندما على ضياع فرصة احراز لقب ابطال اوروبا حيث خرج الـ"بلوز" من الدور الثاني، وعانى دروغبا من اتهامات الاندية الانجليزية الاخرى التي تدعى ان المهاجم العاجي يتقن التمثيل باسقاط نفسه داخل نقطة الجزاء، وهو ما اعترف به دروغبا في احدى المقابلات مع الـ"بي.بي.سي"، ليعود بعدها في محاولة لتفسير تصريحاته بطريقة اخرى.

ورغم فوز دروغبا بلقب هداف الدوري الانجليزي موسم 2006/2007 برصيد 20 هدفا، إلا أن فريقه خسر لقب الدوري لمصلحة مانشستر يونايتد، لكن المهاجم الاعجي قاد الفريق لاأزرق لإحراز لقب كأس رابطة الأندية الانجليزية المحترفة بتسجيله هدفي فريقه أمام أرسنال في المباراة النهائية (2-0)، كما أحرز هدف فريقه الوحيد في مرمى مانشستر يونايتد (1-0) على ملعب "ويمبلي" في نهائي كأس انجلترا.

ودروغبا شديد الاخلاص والحب لوطنه، وفي ساحل العاج فان اسم دروغبا مربوط على كل لسان، شهرته توحد في اغلب الاحيان الشعب الذي تحاول الحروب الاهلية تمزيقه بكافة الوسائل، لكن كرة القدم هو السلاح النظيف الذي يقف في وجه هذه الحروب ويجعل الشعوب تنسى همومها بهدف مؤازرة منتخباتها الوطنية، اما دروغبا فان كلمته في بلاده مقدسة، والاهم من ذلك انه قدوة لكل شاب في ساحل العاج.

واذا كان المهاجم العاجي قد تألق في سماء الكرة الاوروبية، فهو لم يبخل بجهد على منتخب بلاد وقاده للتاهل للمرة الاولى الي نهائيات كاس العالم 2006 بعدما تصدر مجموعته على حساب الكاميرون بقيادة ملهمها صامويل ايتو، وقد سجل دروغبا في التصفيات تسعة اهداف، لكن الفريق أخفق في النهائيات التي شهدت تسجيل دروغبا هدفا واحدا فقط.

وفي كاس الامم الافريقية الاخيرة التي اقيمت عام 2006 في مصر، وصل دروغبا بساحل العاج الى المباراة النهائية بتسجيله ثلاثة اهداف حاسمة اهمها في مرمى نيجيريا بالدور نصف النهائي، لكن فريقه خسر المباراة النهائية اما المنتخب المصري المضيف بركلات الترجيح التي اضاع دروغبا واحدة منها، وهي القصة الاكثر ازعاجا في مسيرته حتى هذه اللحظة.

وفي الاستفتاء السنوي الذي تجريه مجلة "اونز" الفرنسية الشهيرة لاختيار افضل لاعب في العالم عام 2004، حل دروغبا وبشكل مفاجئ في المركز الاول بعد ان حصل على 32% من الاصوات متقدما وبفارق كبير عن اقرب منافسيه الفرنسي تييري هنري الذي نال 22% من الاصوات مقابل 13% للبرازيلي رونالدينيو، و10% لرونالدو، وقال دورغبا حول ذلك: "لقد ذهلت عندما علمت بفوزي فهو امر غير متوقع على الاطلاق لكنه دليل على ان موسمي كان جيدا".

وتظهر على دروغبا علامات التواضع عندما يبدأ الحديث عن ابرز نجوم الكرة، فهو لا ينسى ابدا انه اصبح بين يوم وليلة واحد من افضل المهاجمين في العالم، وان الطريق ما زالت طويلة امامه للوصول الى قمة الهرم الكروي، وهو يقول عن البرازيلي رونالدو: "انه افضل اللاعبين الموجودين حاليا، احب مراقبته على الدوام بهدف الاستفادة من اسلوبه في تسديد الكرة بباطن قدمه", في حين يقول عن تييري هنري: "انا معجب بطريقته في اختراق دفاعات الخصوم واسلوبه في تسديد الكرات الارضية".

ولا ينسى دروغبا فضل خاله ميشيل عليه طوال مسيرته في الملاعب، وقال عنه ذات مرة: "لقد علمني الكثير وحثني على تتبع خطوات كبار النجوم، وهو المسؤول الاول عن حاستي التهديفية وقدرتي على التعامل مع الكرة".

ويرتبط دروغبا باسرته ارتباطا وثيقا، وهو على صلة دائمة بها، ويستمتع في استرجاع ذكريات الماضي عندما يقول: "اخبرتني عائلتي انني حصلت على اول قميص كرة القدم وانا في سن الثانية من عمري، وكان قميصا للمنتخب الارجنتيني، اتذكر بشدة كل لحظة لعبت فيها الكرة في ابيدجان، وعندما انتقلت للعيش مع خالي في فرنسا وانا في سن الخامسة، كان يعود من المياريات ليهديني قمصانه، ثم اخلد للنوم واحلم بجان بيير بابان ورودي فولر والان بوكسيتش (جميعهم لعبوا في مرسيليا).

ويعود دروغبا الى الوراء ليتحدث عن تجربته في اللعب مدافعا ببداية مسيرته الكروية ويقول: "لم يكن امرا اعتياديا ان العب في خط الدفاع، ولمدة طويلة لم يتحسن مستواي، انضممت الى توركوينغ في سن الخامسة عشر واتذكر انني عانيت كثيرا لاثبت حضوري، وفي احدى المعسكرات احسست انني اسوأ لاعب في الفريق، وهذا اثر كثيرا على دراستي ورسبت في اغلب امتحاناتي مما ادى الى تركي الكرة لمدة عام من اجل التركيز على الجانب الأكاديمي".

وبعد حلوله في المركز الثاني سنتين متتليتين وراء الكاميروني غيتو في سباق جائزة أفضل لاعب في افريقيا، تمكن دروغبا من نيل اللقب عام 2006، وهو مرشح بقوة للمنافسة على الجائزة عام 2007 مع زميله في تشلسي ، الغاني مايكا ايسيان، والمهاجم المالي فريدريك كانيوتيه هداف اشبيلية.
إذا ترك دروغبا تشلسي فإن أندية أوروبا ستبدأ صراعا مريرا لاستقطابه، وإذا بقي في تشلسي فإن الفريق الأزرق يمكنه ضمان البقاء بين أندية الصفوة، الموسم مازال في بدايته، فقد دعونا نستمتع بأداء هذا النجم العاجي اللامع.

el-pop
el-pop
SUPER MODERATEUR
SUPER MODERATEUR

عدد الرسائل : 2886
البلد : اسكندرية
تاريخ التسجيل : 13/08/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى