الفنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ختمت القرآن في السجن أكثر من مرة

اذهب الى الأسفل

ختمت القرآن في السجن أكثر من مرة Empty ختمت القرآن في السجن أكثر من مرة

مُساهمة من طرف أسامة صلاح الإثنين يناير 07, 2008 1:48 pm

5 سنوات في عمر الزمن ليست بالكثيرة.. لكنها كانت علي المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة الأسبق كالدهر.. عاشها خلف القضبان بعيدا عن حياة الحرية و"الأبهة" التي كان يحياها.
ظل الجندي منذ حكم عليه بالسجن 7 سنوات يعد الأيام والليالي ليعود مرة ثانية إلي أهله وأسرته وأحبابه.. لكنها كانت تمر عليه بطيئة كئيبة وكأن مؤشر الزمن ثابت لا يتحرك.. وأخيرا صدر قرار الإفراج عنه بعد قضائه ثلاثة أرباع المدة ليعود مجددا إلي أحضان أسرته.
"المساء" حرصت علي لقائه فور الإفراج عنه.. اتصلنا به.. رحب بلقائنا.. وعندما ذهبنا وجدنا باقات الورود تملأ كل أركان الشقة الكائنة بشارع الميرغني بمصر الجديدة.. وعلي مدار 4 ساعات تخللها رده علي اتصالات المهنئين بالافراج عنه حاورناه.. وجاءت ردوده تلقائية.. ضحك وبكي في نفس الوقت علي العمر الذي ضاع في السجن.. ولم يرفض الإجابة علي أي سؤال. مؤكداً أنه لم يكن يوما لصاً ولا مرتشيا وأنه سيتقدم خلال أيام بمذكرة قانونية للنائب العام ومحكمة النقض تؤكد براءته.
فوض الجندي أمره لله في الذين ظلموه.. وأشاد برجولة وشهامة المستشار مرتضي منصور.. وأعلن أنه سيستكمل مذكراته القانونية التي بدأها خلف القضبان.. وطالب بتعديل القانون 107 لحماية الأبرياء مؤكدا إيمانه بمقولة "ياما في السجن مظاليم".
علي باب الشقة كان المستشار ماهر الجندي في انتظارنا واستقبلنا استقبالا رائعا.. وكأنه يريد البوح بما في صدره لنا.. وقد لفت نظرنا وجود شجرة الكريسماس في مدخل الشقة وطلب أن نلتقط له صورة بجوارها مؤكدا انها المرة الأولي التي تضاء فيها بعد أكثر من خمس سنوات افتقد خلالها منزله طعم السعادة والافراح والمناسبات.
أعلن الجندي قبل أن نتحدث إليه أنه لن يغمض له جفن قبل أن يثبت للعالم كله براءته وأنه لم يكن مرتشيا وأن تاريخه يشهد له بأنه أحب الوطن واخلص له أكثر من حبه لنفسه موضحا أنه انتهي من إعداد مذكرة قانونية سيقدمها خلال أيام للنائب العام ومحكمة النقض متضمنة أدلة جديدة تؤكد براءته.. وأكد علي أهمية تعديل القانون 107 بحيث يتم معاقبة الراشي والمرتشي حتي لا تسول لأحد نفسه بظلم الآخرين.
قال المستشار ماهر الجندي: ادعو الله أن تمر الأيام القادمة علي خير فسوف أتوجه إلي المستشفي الأسبوع المقبل لإجراء عملية جراحية لاستئصال تضخم في البروستاتا وقد عانيت من آلامها كثيرا واضطررت لتركيب استرة.. ثم دخل في حالة من البكاء الهيستري تذكر خلالها الأيام والليالي التي قضاها خلف القضبان. موضحا انها تبلغ 1920 ليلة افتقد خلالها كافة متع الدنيا.
واصل الجندي حديثه قائلا: أقسم بالله العظيم انني لم ارتكب ما يغضب الله والله علي ما أقول شهيد وأن الاتهامات التي وجهت لي ليس لها أساس من الصحة لعدم توافر الأركان المادية في الدعوة وأن جميع ما نسب إليَّ من إدعاءات من بعض المتهمين أو الشهود في القضية كلها "فبركة" ولا يوجد أي تسجيل صوتي واحد أو دليل مادي يثبت إدانتي أو تورطي في قضية الرشوة التي زج باسمي فيها.
أضاف: لقد أطلقت علي قضيتي "الدعوة الظالمة" والتي شهدت فيها المحاكم المصرية ولأول مرة ارتداء المتهم ثوب المحاماة ليترافع عن نفسه ولمدة ثلاثة أيام قدمت خلالها كل ما يثبت براءتي وبطلان التهم المنسوبة إليَّ واستندت إلي جميع نصوص القانون التي تعلمتها ودرستها ولكن أصبح ماهر الجندي رضيت أم أبيت متهما بل وأشهر مظلوم عرفه القضاء لكني أقر كل الاحترام والتقدير للقضاء المصري الذي كنت يوما من الأيام أحد رجاله.
ابتلاء من الله
أشار إلي أنه تأكد خلال تواجده داخل المزرعة بسجن طرة أن مقولة "ياما في السجن مظاليم" صحيحة وأن موقفه الشخصي وقضيته وما تعرض إليه أكبر دليل علي ذلك علي الأقل بالنسبة له.
أوضح أنه يعتبر ما تعرض له هو ابتلاء من الله عز وجل وأنه صبر علي هذا البلاء وقد أكدت له هذه المحنة أن هناك أصدقاء أوفياء لم تنقطع اتصالاتهم به وبأسرته وأن هناك آخرين خذلوه بعداختفائهم وعدم سؤالهم عنه وهؤلاء لم يعد لهم أي وجود في حياته وذابوا مثل ذوبان الثلج.. وان ما كان يهون عليه أمره أن هؤلاء المتخاذلين كانوا قلة والشجعان كانوا الأغلبية.
قال إن زيارات عدد من المستشارين ممن تتلمذوا علي يديه وعدد من الأصدقاء الضباط في الشرطة والجيش له داخل السجن كان بمثابة البلسم الذي يداوي الجروح.. وأضاف أن خير وأفضل صديق صادقه كان المستشار مرتضي منصور الذي قرأ كافة الأوراق الخاصة بقضيتي ونحن داخل السجن وحرص علي مساعدتي فور خروجه من محنته وهو الذي قام بسداد مبلغ 2000 جنيه التي كان مطلوبا سدادها لانهاء إجراءات الإفراج عني ولذا كنت سعيدا حينما تلقيت أول مكالمة منه وأنا علي باب سجن طرة.
* كيف كنت تقضي يومك داخل السجن؟
** عشت مغتربا خلف الأسوار لشعوري بأنني لست من أهل هذا المكان وقد وضعت برنامجا ثابتا لقضاء يومي أبدأه بصلاة الفجر ثم ممارسة الرياضة بالمشي لمدة ساعة وأتوجه عقب الافطار إلي المكتبة حيث نجحت في ختم القرآن وتفسيره مرات عديدة وقرأت العديد من الكتب في الأدب والشعر والتاريخ وكان في مقدمتها العبقريات الخمس للحكيم.
توقف الجندي عن الكلام.. وسالت دموعه ثم ابتسم قائلا: لم أتوقع العودة إلي شقتي سالما معاف بعدالآلام النفسية التي تعرضت لها لكني نسيت الدنيا وما فيها حينما دخلت الشقة ووجدت أحفادي الخمسة وباقي أفراد أسرتي في انتظاري وأن الصغيرة "ليلة" التي لم ترني في الحقيقة من قبل عرفت انني جدها من خلال الصورة التي كانت معلقة علي الجدار وتشاهدها باستمرار.. وفعلا أن الحرية لا تقدر بثمن وأن هذه الصورة ستظل عالقة في ذهني مدي الحياة.
* ما شعورك عندما أبلغوك بقرار الافراج عنك؟
** هذه اللحظات لا استطيع وصفها ولن أنساها أبدا فالساعات القليلة التي قضيتها ليلة علمي بالقرار مرت كالدهر بأكمله وقد حرصت خلالها علي الصلاة وقراءة القرآن وترديد عبارات الحمد والشكر لله.
رجل قضاء
* تحاول أن تثبت خلال كلامك انك بريء ولم تكن تستحق العقوبة؟
** أقسم بالله انني لم أكن يوما مخطئا فقد كنت رجل قضاء ناجحاً تصدي في مرافاعاته لدعاة الإرهاب وكنت أول من طرح قضية الإيدز للنقاش وألفت العديد من الكتب التي تعد مرجعا هاما في القانون وتدرس في الجامعات المصرية وأكاديمية الشرطة وكرمتني العديد من الدول وتقلدت أعلي المناصب القضائية وحصلت علي ثقة القيادة السياسية وعملت محافظا لثلاث محافظات هي: كفر الشيخ والغربية والجيزة ومثلت مصر في العديد من المؤتمرات الدولية.. فكيف اضحي بكل هذا التاريخ واختم حياتي متهما خلف القضبان هذا شيء لا يفعله عاقل كما رفضت كافة المغريات المالية للعمل في الخارج.
أضاف أنه من عجائب القدر أن صاحب المشروع الذي اتهمت بحصولي علي رشوة للتسهيل له مازال يقاضيني بالقضية رقم 3162 التي مازالت منظورة أمام القضاء يتهمني فيها بزيادة سعر أرض المشروع بما قيمته 17 مليون جنيه.
* سألنا المستشار ماهر الجندي: وماذا تقول لمن تري انهم ظلموك؟
** لا استطيع إلا أن أقول "حسبي الله ونعم الوكيل" وادعو الله أن ينتقم لي منهم جزاء عما ارتكبوه في حقي وحق أسرتي وتسببوا لنا في آلام لا يستطيع الدهر مهما طال أن يمحو آثارها.
* ما أول شيء فعلته بعد دخول شقتك والعودة لعيشة الحرية؟
** لقد أسرعت بالوضوء وأداء ركعتي شكر لله علي عودتي إلي منزلي وتناولت مع الأبناء والأحفاد بعض ثمار الفاكهة.. ثم خلدت للنوم علي سريري لعدة ساعات بعدها استيقظت لأداء صلاة الفجر وتلاوة القرآن وفي الصباح تناولت افطارا خفيفا.
أضاف أنه طلب من زوجته التي يكن لها كل التقدير والاحترام علي ما بذلته من جهد ووقوفها إلي جانبه أن تعد له وجبة الغذاء من "الفتة واللحم الضاني" التي يعشقها وثمار الموز والتفاح وقد نفذت ذلك بالفعل.
قال الجندي: إنني سوف أحرص علي التوجه إلي أهل قريتي خلال الأيام المقبلة لتقديم الشكر لهم علي وقوفهم بجواري خلال محنتي.. كما سأقوم بزيارة للأصدقاء في كفر الشيخ والمحلة وطنطا والجيزة والذين كانوا يواصلون زيارتي داخل السجن والاطمئنان علي أسرتي.
* وما هي مشروعاتك القادمة؟
** اتمني أن يمن علي الله بالشفاء وسوف استكمل كتابة مذكراتي القضائية التي قطعت منها شوطا كبيرا داخل المزرعة وسوف تكون هذه المذكرات مرجعا قانونيا هاما.
* ما هي الدروس المستفادة من هذه المحنة؟
** هذه المحنة زادتني صلابة وأثبتت قدرة زوجتي وأولادي علي تحمل ابتلاء الله فكانوا نموذجا للصبر والجلد وكان مبعثهم في ذلك ثقتهم في أن والدهم بريء خاصة وأنهم من رجال القضاء وأن تاريخ الأب ناصع البياض منذ شبابه وكان دوما حجر عثرة أمام كل فساد وأن ما حدث له مجرد اتهامات باطلة كالها له أحد المتهمين في قضية فساد.
أضاف أنه سوف يعيش حياته في الفترة القادمة ليسعد بزوجته وأولاده وأحفاده الصغار الذين هم عنده أغلي من الدنيا وما فيها.
أسامة صلاح
أسامة صلاح
فنان راقى جدا
فنان راقى جدا

عدد الرسائل : 3595
العمر : 56
البلد : اسكندرية
اللقب : ابو سيف
تاريخ التسجيل : 11/09/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى