طارق السعيد في لحظة صدق

من طرف أسامة صلاح الخميس يناير 10, 2008 9:35 am

رفضت الخروج من جلباب الأهلي.. وحققت حلم حياتي بإنهاء مشواري في القلعة الحمراء.. فقررت الاعتزال حفاظا علي كرامتي واحتراما لنفسي.. دموعي لم تتوقف بمجرد اتخاذ القرار.. فأعلنت رغبتي في الاعتزال لجوزيه.. سأظل ادين لمسئولي الأهلي بالفضل والجميل.. ولم يجبرني أحد.. أتمني أن يلبي الزمالك دعوتي بالمشاركة في مهرجان اعتزالي.
.. بهذا الكلمات بدأ طارق السعيد لاعب الأهلي المعتزل حواره مع "رياضة الأسبوعي" بمجرد اعلان القرار الجريء بانهاء مشواره الكروي برغم أنه لم يبلغ بعد عامه ال ..29 حيث كشف عن الاسرار والحكايات التي قادته لاتخاذ هذا القرار في لحظة صدق مع النفس.
** سألته في البداية من أين نبدأ الحوار؟
قال إنه يود أن يتحدث عن اللحظات الصعبة والعصيبة التي ظل يفكر خلالها لمدة شهر حتي يخرج بقراره النهائي والمصيري بانهاء حياته الكروية في هذه السن المبكرة بسبب لعنة الاصابة.. سافرت إلي المانيا لاجراء جراحة في ركبتي لعلاج القرحة ولكنني فوجئت بأن القرحة الموجودة في ركبتي وصلت للنسبة العالية التي يصعب العلاج منها.. وعلي الفور ذهبت للدكتور ايهاب علي طبيب الفريق وطلبت منه أن يتحدث معي بكل صراحة.. وللأمانة الشديدة لم يخف الدكتور ايهاب هذا السر وابلاغي ان الاصابة لن تمنعني من الاستمرار في الملاعب ولكن عودتي لن تكون بنفس القوة التي كنت عليها من قبل.
** وماذا بعد ذلك؟
جلست مع نفسي في لحظة صدق.. بعد صراع دام لمدة شهر واستشرت العديد من القيادات البارزة في مجلس الإدارة.. فقررت في النهاية أن اعلان هذا القرار علي الجهاز الفني.. وكنت أبكي وأنا في طريقي الي النادي للجلوس مع الجهاز لاعلان قرار الاعتزال.
** ولماذا تأخرت في اتخاذ هذا القرار؟
لأنني كنت علي ثقة بأني سوف اتماثل من هذه الاصابة التي منعتني من المشاركة بصفة دائمة مع الفريق طوال المدة الطويلة الماضية.. فكنت أبذل كل مافي وسعي وفعلت مالا يتخيله أي شخص حتي أستمر أمارس هوايتي عن طريق التدريب لساعات طويلة سواء كان تحت اشراف جهازه الفني أو بمفردي ولكن القدر وقف بالمرصاد أمام استكمال مشواري.
** وهل أجبرك أحد علي الاعتزال؟
للأمانة هذا القرار نابع من داخلي واتخذته علي ثقة وقناعة كبيرة.. وخاصة وأن رزقي في الكرة انتهي عند هذا الحد وأنا مؤمن بالقدر والنصيب.. ولابد أن يعلم الجميع أن الجهاز الفني لم يتدخل في قراري.. خاصة وأن مستر جوزيه جلس معي بعد مباراة بترول اسيوط بصحبة حسام البدري المدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة ومترجمه الخاص السيد الجبالي.. وتحدث معي بكل صراحة.. وقال لي بالحرف الواحد أنا متعاطف معك بعدما أخبرني الدكتور ايهاب بحقيقة اصابتك.. فأنا لن أجبرك علي قرارك.. حيث سأترك لك حرية اتخاذ القرار.. ولكنه نصحني بعدم الرحيل عن الأهلي واللعب في أي ناد آخر.
** واستطرد السعيد قائلا إنه اتخذ هذا القرار احتراما لكرامته واسمه وتاريخه.. مشيرا إلي أنه يشعر بالفخر والاعتزاز بتحقيق حلم حياته بختام حياته الكروية داخل جدران الأهلي الذي تربي بداخله وظل لاعبا في قطاع الناشئين حتي رحل عنه للعب للزمالك.. وهو الأمر الذي أكد علي أنه هو الذي دفعه لعدم الخروج من جلباب الأهلي.
أضاف أن مايهون عليه هذه اللحظات الصعبة هو تعاطف الجميع معه سواء كان هذا التعاطف من قبل مجلس إدارة النادي أو الجهاز الفني.. ووجه الشكر لكل من وقف بجواره وسانده طوال المدة الماضية.. وقال أنه لم يشعر بالندم لحظة بعد اتخاذ قراره خاصة وأنه أنهي مشواره بمحض ارادته وليس تنفيذا لرغبة الجماهير.
قال إنه لن يستطيع أن يعطي أكثر من ذلك وأنه يكتفي بالفترة التي لعبها من قبل في صفوف نادي الزمالك وتوجها بالختام في صفوف النادي الأهلي الذي يحترم مسئوليه وإدارته ولن يجد أفضل من أن ينهي مسيرته داخل جدران القلعة الحمراء موضحا أنه لا يستطيع أن يخدع الآخرين بالانضمام لأي ناد آخر خاصة وأنه باتت لديه قناعة تامة بأنه لن يكون مفيدا في أي فريق.
أوضح السعيد بأنه ينتظر الجلوس مع مسئولي النادي الأهلي لترتيب مهرجان تكريمه مشيرا إلي أنه سيوجه الدعوة لنادي الزمالك ليكون هو الطرف الآخر في المباراة التي ستقام عقب الانتهاء من بطولة كأس الأمم الافريقية. وانه يتمني أن يلبي مسئولو الزمالك الدعوة تكريما للفترة التي قضاها بين جدران القلعة البيضاء.
وختم بأنه سيتجه لمجال التدريب في الفترة المقبلة. ولكن ليس قبل الحصول علي دورات وخبرات تؤهله للعمل في هذا المجال حتي يكون تحت أمر مجلس إدارة النادي الأهلي ليكون جاهزا في المكان الذي يحتاجه.
** السعيد في سطور: بدأ حياته ناشئا في النادي الأهلي وتدرج في مراحله المختلفة حتي رحل عنه وهو في عامه الثالث عشر ليستقر به المطاف في صفوف نادي الزمالك حتي وصل إلي الفريق الأول وتألق خلاله لينطلق إلي عالم الاحتراف ويلعب في الدوري البلجيكي ثم يعود بعد رحلة قصيرة إلي نادي الزمالك حتي انتقل في صفقة مثيرة للجدل للقلعة الحمراء موسم 2006 وحقق مع الفريق العديد من البطولات.