"حصوة في عين الحسود"..منتخبنا أكل الأسود

رباعية تاريخية لفريقنا الوطني.. وسقوط رهيب للكاميرون

"حصوة" في عين الحسود.. منتخبا الوطني أكل أسود الكاميرون في بداية مشوار الحفاظ علي لقبه كبطل لافريقيا وحقق فوزاً رائعاً وكبيراً ومعنوياً بالتفوق 4/2 في ستاد بابا يارا بمدينة كوماسي الغانية.
بالفعل يستحق منتخبنا حامل اللقب الافريقي ان نخاف عليه من الحسد وأعين المنافسين وجماهيرهم بعد أن قام بترويض الأسود وكانوا بين أقدام لاعبينا في وداعة القطط.
ووجه منتخبنا بقيادة مديره الفني حسن شحاتة إنذاراً شديد اللهجة لكل فرق البطولة برباعية الكاميرون واعلنها صراحة انه حضر إلي غانا ليس للنزهة ولكنه جاء حاملاً للقب وهدفه العودة بطلا ايضاً ولو استمر الحال علي ذلك فبالتأكيد سيعود الابطال حاملين للكأس.
قبل الدخول في احداث اللقاء التاريخي فإن ابرز مميزات فريقنا الروح القتالية لجميع اللاعبين والاصرار علي تحقيق نتيجة ايجابية منذ اللحظة الأولي ولم تختف أبداً طوال احداث اللقاء وهي احد الأسباب القوية لهذا الفوز التاريخي.
أما المباراة نفسها فقد جاءت في مجملها قوية وسريعة وحماسية خاصة من جانب منتخبنا الذي سيطر علي معظم مجريات اللعب.
ولايهدر أبداً من حق منتخبنا أن اسود الكاميرون لم يكونوا في غير مستواهم المعروف عنهم وأن الاسود وقعت اسنانها وانيابها ووصلت بالفعل لمرحلة العجز.
استفاد الفراعنة من عجز الاسود وارتباكهم في الشوط الأول فأنهوا اللقاء وسجلوا خلاله ثلاثة أهداف.
يستحق كل نجوم المنتخب التحية والتقدير فلم يقصر أحد او يتخاذل وإن كانت هناك تحية خاصة جداً للموهوب والمبدع محمد زيدان في أول ظهور حقيقي له ليس لانه سجل هدفين احدهما عالمي ولكن لادائه السهل وتخلصه من الانانية المعروفة عنه مما سيكون له أكبر الأثر علي اداء فريقنا ككل باعتبار أن الكرة لعبة جماعية بالدرجة الأولي.
ثنائي الوسط محمد شوقي وحسني عبدربه استطاعا التعامل مع المباراة بذكاء شديد ونجحا في المهمة الاساسية لهما وهي قطع المياه والنور اقصد الكرة عن خط الهجوم الكاميروني من وسط الملعب وكان لهما ما ارادا وزاد المتألق حسني عبدربه باحرازه هدفين جميلين.
ثلاثي الدفاع جمعة وفتح الله وهاني سعيد تمكنوا من فرض كلمتهم علي الأسد الخطير إيتو نجم برشلونة الاسباني ومعاونه عماد وادريو فلم نسمع عنهما في الشوط الأول وظهرا في الشوط الثاني عندما هدأ أداء منتخبنا بالكامل.
الظهيران الايمن أحمد فتحي والايسر سيد معوض التزما دفاعياً ولم تكن هناك انطلاقات كاميرونية خطيرة من الجانبين بشكل مؤثر باستثناء انطلاقة جيريمي من جبهة سيد معوض في الشوط الثاني وسجل منها إيتو هدف الكاميرون الأول.
أما عصام الحضري فلم يختبر في الشوط الأول وذاد عن مرمي الفراعنة ببسالة في الشوط الثاني عندما افاق الأسود ولايسأل عن الهدفين.
تغييرات حسن شحاتة الثلاثة كانت موفقة حيث دفع بالنجم محمد أبوتريكة بدلاً من عمرو زكي من اجل السيطرة علي الكرة في وسط ملعب الكاميرون خاصة بعد أن اصيب محمد زيدان بالارهاق بعد المجهود الكبير له في الشوط الأول ثم دفع بأحمد المحمدي بدلاً من زيدان ليلعب ظهيراً أيمن ويدخل أحمد فتحي في وسط الملعب خلف شوقي وعبدربه لمزيد من التأمين الدفاعي والسيطرة التامة علي مجريات اللعب.. ونزل شادي محمد بدلاً من سيد معوض بهدف اهدار دقيقة أو دقيقتين من الوقت بدل الضائع الذي كان متبقيا من اللقاء.
اما عن احداث اللقاء فقد بدأت سريعة وحماسية وهاجم الفراعنة من البداية وكشروا عن أنيابهم واهدر زيدان انفراداً في أول دقيقة للتباطؤ ثم يسدد محمد شوقي في يد كاميني.
لم يهدر الفراعنة كثيراً من الوقت ويحصل الفريق علي ضربة جزاء سليمة عندما اصطدمت كرة حسني عبدربه في يد المدافع بيكي فاحتسبها الحكم الجامبي أمادو سو علي الفور.
تصدي حسني عبدربه لها وسجلها فاعادها الحكم مرة أخري بسبب توقف عبدربه عند التسديد ثم تصدي لها مرة أخري وسجلها في المرة الثانية وخدع الحارس ووضعها في الزاوية اليمني.
واصل الفراعنة الهجوم وبعد خمس دقائق من احراز الهدف الأول اعلن زيدان عن نفسه عندما استغل الهجمة المرتدة بسرعة ومرر الي متعب الذي اعادها إليه مرة أخري فانطلق وسط سونج وبيكي اللذين فشلا في اللحاق به ليسدد علي يسار كاميني مسجلا الهدف الثاني.
يهبط مستوي الاداء بعد الهدف الثاني وينحصر اللعب في وسط الملعب بلا هجمات خطيرة سواء علي مرمي مصر أو الكاميرون.
وكانت الغلبة دائماً في الاستحواذ علي الكرة لصالح نجوم الفراعنة الذين تفوقوا لعبا ونتيجة بالفعل في هذا الشوط والذي تأكد قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة بهدف زيدان الثاني له والثالث للمنتخب وهو عالمي بكل مقاييس.
وبدأت الكرة من قدم الحضري ووصلت لدفاع الكاميرون الذي اعادها أمام منطقة جزائه فخطفها العالمي زيدان ووسط اربعة من لاعبي الكاميرون الاسود سابقا انطلق وسدد بيسراه "الهدف الأول بيمينه" في سقف المرمي لم يرها كاميني إلا وهي تحتضن الشباك.
الجولة الثانية
انعكست ثلاثية الشوط الأول النظيفة علي اداء لاعبينا في بداية الشوط الثاني حيث وضح ان هناك نوعا من الثقة الزائدة غير المبررة فتناسوا انهم يلعبون امام الكاميرون فخطف ايتو هدفا بعد مرور خمسة أهداف.
وسيطر الاسود علي مجريات اللعب وهددوا مرمي الحضري وبدأ القلق علي وجوه الجهاز الفني واجري شحاتة أول تغيير ودفع بأبوتريكة بدلاً من عمرو زكي ثم أحمد المحمدي بدلاً من زيدان.
وشيئاً فشيئاً بدأت السيطرة تعود الي منتخنا بعد ان اصبح هناك ثلاثة لاعبين في وسط الملعب وتحرك أبوتريكة فأبقي مدافعي الكاميرون في الخلف ومنع مساندتهم للهجوم.
تتواصل السيطرة المصرية علي المباراة ويقضي حسني عبدربه علي أي أمل للاسود بالهدف الرابع الجميل من تسديدة قوية بدأت من قدم محمد شوقي عندما مرر إلي أبوتريكة الذي لعبها بدوره إلي عبدربه فسددها قوية في شباك كاميني.
سنحت فرصة خطيرة للمهاجم ادريسو المجتهد من عرضية ايبالي ولكنها مرت بسلام ثم يحتسب الحكم ضربة جزاء بلا داع ضد محمود فتح الله بدعوي اعاقته لادريسو فيتصدي لها إيتو ولم يتجاوز بضعة ثوان ليحقق الفراعنة فوزاً تاريخياً علي الاسود الكاميرونية 4/.2