ماذا ستري في ظلمة القبر

ماذاسترى فى ظلمة القبر؟
أخي اختي..

كلنا لابد أن يركب قطار الآخرة و يسافر. فهل تريد أن ترحل كريماً، ويحسن استقبالك، وتنزل منزلاً؟

أم تريد أن تذهب مخفوراً؟ وتُستقبل مهاناً؟ وتلقى ملوماً مدحوراً؟

إن من أراد سفراً سأل ونقّر، وأعد له العدة وفكر، وهيّأ له الزاد وقدّر. فما بالنا نغفل عن السفر الطويل إلى الآخرة؟

إن الأيام تسير بنا وإن لم نسر، والأنفاس مراحل تقربنا إلى القبر الذي هو أول منازل الآخرة. وبعد ذلك أهوال وأهوال...
,. قال صلى الله عليه وسلم : { لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله: من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه }.
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

عذاب القبر من أمور الغيب ، وكم من إنسان في هذه المقابر يعذب ونحن لا نشعر به ، وكم جار

له منعم مفتوح له باب إلى الجنة ونحن لا نشعر به، فما تحت القبور لا يعلمه إلا علام الغيوب ،

فشأن عذاب القبر من أمور الغيب ، ولولا الوحي الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ، ما

علمنا عنه شيئاً ، ولهذا لما دخلت امرأة يهودية إلى عائشة وأخبرتها أن الميت يعذب في قبره

فزعت حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبرته وأقر ذلك عليه الصلاة والسلام ، ولكن قد

يُطلِعُ الله تعالى عليه من شاء من عباده ، مثل ما أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على الرجلين

اللذين يعذبان ، أحدهما يمشي بالنميمة ، والآخر لا يستنزه من البول .
واسمع منى أصلحك الله !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
*****************

عندما يجردوك من ملا بسك ومن كل شي ثم يحملوك إلى مكان مظلم

عندما شدوا وثاقك .. وحرموك حواسك ... وشعرت بأنك موضوع على ما يشبه الهودج .. في ارتفاعه وحركته ...

سمعت صوت أحبابك وسطهم .. مالهم لا يستطيعون نفعك ... مالهم لا يمنعونهم من أخذك ...


صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابك البيضاء .. ورغم أنك لا ترى إلا أنك تخيلت الجو من حولك ضبابيا ... وتخيلت الأرض التي أنت فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..


أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحسست بأنك توضع على الأرض .. وسمعت إلى جوارك حجارة ترفع وأخرى توضع .. ثم حملوك ثانية .. وشاع السكون من حولك ... وأحسست بالظلام ينخر عظامك ..


ومن أعلى تناهى لسمعك صوت نشيج ... انه ابنك .. نعم هو ... لعله آت لإنقاذك


لكن ... ماذا تسمع انه يناديك بصوت خفيض : أبي ..

ومن بين الدموع يتحدث أحد المشيعين إليه قائلا :

تماسك ... إنما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع له يا بني بالرحمة... هيا بنا ..


غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا اله إلا الله ... لا اله إلا لله ... إنا لله وإنا إليه راجعون ..


كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..


صوت الخطوات تبتعد ... إلى أين تتركوني كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة


نظرت حولك فإذا أنت ترى ....... ترى

أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود

إن ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..

فينعكس على الأشياء والأشخاص ..

أما هنا فانك لا تكاد ترى يدك ... بل انك تشعر بأنك مغمض العينين تماما ..


تذكرت أحبتك وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالك ونهضت تبغي اللحاق بهم ... كيف يتركونك وهم يعلمون أنك تهاب الظلام والوحدة


ولكن فجأة تجد يدا ثقيلة تقطع هذه الظلمة وتجلسك بعنف ..


حدقت فيما خلفك برعب هائل ... فرأيت ما لم تره من قبل ... رأيت الهول قد تجسد في صورة كائن ... لكن كيف تراه رغم الحلكة والظلام الموجودين بداخل ذلك السرداب الأسود


قلت بصوت مرتعش : من أنت

فسمعت صوتا عن يمينك يدوي مجلجلا : جئنا نسألك يا عبد الله...

التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..

تصمت في عجز ... تتمنى أن تبتلعك الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنك تتذكر أن الأرض قد ابتلعتك فعلا ..


تمنيت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ... فحارت لأمانيك التي لم تعد صالحة ... فأنت ميت أصلا ..
ويبدأ الامتحان يا عبد الله!!!!!!!
أجب عما يأتى ،والأسئلة كلها اجبارى وليس أمامك اختيارات ولا وسائل مساعدة!!!!!!!
- من ربك ؟

- هاه ..

- من ربك ؟

- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..

- ما دينك ؟

- ديني الإسلام ..

- من نبيك ؟

- نبيي .......

اعتصرت ذاكرتك ... ما بالك يا عبد الله نسيت اسمه ألم تكن تردده على لسانك دائما ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا

بصوت غاضب عاد الصوت يسألك :

- من نبيك ؟

- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..

ارتفعت عصا غليظة في يد السائل ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسك .. فصرخت ... وتشنجت أعضاؤك ... وفجأة أضاء اسمه في عقلك فصرخت بأعلى صوتك :

- نبيي محمد ... محمد ...

ثم أغمضت عينيك بقوة ... لكن ..

لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..


فتحت عينيك مستغرب فقال لك السائل الذي اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت ترددها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )


سرت قشعريرة في بدنك .. أردت أن تبتسم فرحا ... لكنك لم تستطع ... ليس هذا موضع ابتسام .... يا ربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..


بعد قليل قال لك منكر : أنت كنت تؤخر صلاة الفجر .....


اتسعت عيناك ... عرفت أنه لا منجى لك هذه المرة ... لأنك لم تجانب الصواب ... دفعك أمامه ... أردت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سرت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت إلى مكان أشبه بالمعتقلات ...

شعرت بغثيان ... وتمنيت لو يغشى عليك ... لكن لم يحدث ..

فاستمريت في النظر إلى ذلك المكان الرهيب ...


في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق ... ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..


دفعك الملكان من خلفك فسرت وأنت تحس بأن قدميك تعجزان عن حملك ... وإذا بك تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبة .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيك ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخت .. بكيت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانك ..


وسرعان ما عاد الرأس إلى صاحبه .. فعاد الملك إلى إسقاط الصخرة عليه ...

هنا .. قيل لك :

- هيا .. استلقي إلى جوار هذا الرجل ..

- ماذا ؟

- هيا ..

دفعت في عنف .. فرحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. إن مصيرك لمظلم .. مظلم حقا ..


استلقيت والرعب يكاد يقطع أمعاءك .. استغثت بربك فرأيت أبواب الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ... ألا يا ليتك دعوت في رخائك .. يا ليتك دعوت في دنياك .. ليتك تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفعان لك ..


نظرت إلى الأعلى فرأيت ملكا منتصبا فوقك.. رافعا يده بصخرة عاتية يقول لك :

- هذا عذابك إلى يوم القيامة ... لأنك كنت تنام غافلا عن فرضك ...


ولما استبد اليأس بهك ... رأيت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعك.. ساورك شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..

وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...

فقال له :

- ما جاء بك ؟

- أرسلت له ... لأحميه وأمنعك

- أهذا أمر من الله عز وجل ؟

- نعم ..

لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي في حلم

مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :

- من أنت ؟

- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء إلى هنا ..

أحسست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفت اليهما فإذا بهما يقولان :

انظر .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..

((يقول صلى الله عليه وسلم : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له((".
}.يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) إبراهيم}
نسأل الله تعالى إن يثبتنا عند سؤال الملكين، وأن ويهون علينا وحدة القبر ووحشته، وأن يغفر لنا ويرحمنا انه على ما يشاء قدير
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
*****************

لا اله الا الله
اللهم انى أعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات
جزاكى الله خيرا أختى ميرا
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا واياكى الفردوس الاعلى

اللهم إجعل فبرى روضة من رياض الجنة

الف شكر
جميل جدا التذكير بين الحين والآخر
لنعود ونتوب