قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
+3
thequeen
hoss65
MASTER
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
تذكرة سفر ...
كانت الساعة تشير إلى حوالى السادسة صباحا وكانت اشعة الشمس مازالت تتسلل إلى أرصفة محطة السكة الحديد ، وهناك حركة ليست بالعادية بين الركاب المنتظرين لقدوم القطار المتجه إلى الاسكندرية ؛ فقد كانت مجموعة من تلاميذ المدرسة الابتدائية الشهيرة بالمدينة قد تجمعوا هم وأولياء أمورهم ومشرفين مدرستهم للخروج فى رحلة الى الاسكندرية . بعثت بنظرى ليطل على براءة اطفال الابتدائى وهم يعبرون عن مدى سعادتهم بالرحلة المنتظرة . مشرفين الرحلة وهم من العاملين بالمدرسة يروحون ويجيئون حول التلاميذ يعدون وينادون أسمائهم ، أولياء الأمور يوصون أبنائهم بالإلتزام بتعليمات المشرفين .
تململت من انتظار القطار فرحت أبحث عن مقعد خالى فوجدت احدهم وقد جلس عليه زوجين وقد ظهرت علامات الشيب واضحة جدا عليهما . ابتسمت لهما ففهما إننى أريد الجلوس بجوارهما فرفع الزوج ما كان يضعه بجانبه على المقعد وأشار لى بالجلوس فشكرته وأرتمى جسدى على المقعد وراح تفكيرى يعاود سبب مجيئى إلى هذا المكان .
انت فاكر ان حد هيفتكرك . كان هذا كلام زوجتى وهى تنادينى من المطبخ وهى تعد لى افطارا سريعا لاتناوله قبل خروجى . انشاء الله هلاقى حد من الأهل او الجيران وسوف يدلونى على ما أنا ذاهب له . كان ردى لها . ففى نفسى أقول افرض إننى لم أجد أحدا يدلنى على ما أنا باحث عنه . هل يضيع كل هذا العمر .
يا أستاذ القطار وصل انت حاجز فين .. سألنى الزوج الجالس بجوارى فأخرجت التذكرة واريتها له فقال عال انت بجوارنا تقريبا ... ودخل الزوجان القطار ومعهم تذكرتى وانا اسعى ورائهم فقد كانا سريعين بالنسبة الى سنين عمرهم . وبحثا عن مكانهم فوجدوه . اجلس هاهنا فقلت انه ليس مكانى . اجلس الآن وربنا يسهل لما حد يحضر . قالا لى ذلك وكأنهم متأكدين من عدم حضور احد ؛ فجلست وتبادلنا الابتسامات وسرحت بأفكارى مرة اخرى .. اتذكر حين سافرت وانا صغير مع عمى إلى أحد دول أوروبا كأنيس له فترة علاجه . ولصغر سنى وقتها ولعدم تقييمى للمواقف خرجت للتنزه . ومرت ساعات وانا اسير فى طرقات المدينة الضبابية وتبهرنى اضواء شوارعها ومحالها وعمائرها الشاهقة ؛ فأبتعدت عن مكانى واختلطت الشوارع وتمازجت اشكال المبان ، ولعدم معرفتى جيدا بلغة البلد ورهبى الشديد من الموقف جلست وحيدا ابكى وقد انقطع المارة بسبب تأخر الوقت .. إذ بأحد المارة يحاول تهدئتى ؛ فلا انا افهم ما يقول ولا هو يفهم كلامى ولكنه بحكم سنه فهم اننى تائه . فأخذنى الى بيته وحكى لزوجته وطفلته على ما وجد ...
مرت عدة اعوام . تأخذنى الدنيا وكطفل بهرنى الوضع الجديد واهتمام الرجل بتعليمى وتنشئتى بعد ان حاول مرارا العثور على عمى أو مكانه . هكذا تكيفت بوضعى هذا وعشت حياتى ... كم سنة مرت علىّ .. ثلاثون عاما .. مرت كأنهم ثلاثة اعوام . تشبعت بالعادات الأروبية والأنتماء النفعى . انتماء لما يهبنى حياتى .
عدت بعد كل هذه السنون ابحث عن أهلى وكانوا كل ما اذكر أبى وأمى وجدى وأخى الأكبر وبعض الأقارب وقد نسيت أسمائهم وأماكنهم . مر بى يوم أمس وأنا أقطع شوراع المدينة باحثا عن بيت جدى حيث كنت اعيش انا واسرتى .
اخيرا وصلت الى من كان يعرفهم ويعرف حكايتى ؛ فأخذنى معه بقوة الشهامة وابن البلد الى منزله واعد لى عشاء واجتمعت أسرته معنا يسمعون حكايتى وانا اسمع منهم عن اسرتى التى عرفت انهم قد ودعو الحياة الدنيا واحد تلو الآخر وبقى أخى الأكبر ولكنه لم يعد له اثر فى المدينة إلا أن بعض الناس يقولون انه يأتى كل حين الى المدينة . ولكن متى وأين ؟ لا أحد يعلم . تبادلنا الحكايات وسهرت معهم حتى الفجر واذنوا لى بالرحيل .
سندوتش .... قالت المرأة التى بجانبى فى القطار . الشكر كان ردى . فقال زوجها انت مصرى ... فضحكت وقلت مش باين عليا . فقال ان هيئتك وذوقك فى ملابسك لا تدلان على ذلك . فقلت لا أبداً لكن انا عشت فى أوروبا . فنظر الرجل الى خارج القطار وتغيرت تعابير وجهه الى الأسى ...
وقال كان لى اخا صغيراً كان قد سافر إلى أوروبا .....
بقلــم ... Master
كانت الساعة تشير إلى حوالى السادسة صباحا وكانت اشعة الشمس مازالت تتسلل إلى أرصفة محطة السكة الحديد ، وهناك حركة ليست بالعادية بين الركاب المنتظرين لقدوم القطار المتجه إلى الاسكندرية ؛ فقد كانت مجموعة من تلاميذ المدرسة الابتدائية الشهيرة بالمدينة قد تجمعوا هم وأولياء أمورهم ومشرفين مدرستهم للخروج فى رحلة الى الاسكندرية . بعثت بنظرى ليطل على براءة اطفال الابتدائى وهم يعبرون عن مدى سعادتهم بالرحلة المنتظرة . مشرفين الرحلة وهم من العاملين بالمدرسة يروحون ويجيئون حول التلاميذ يعدون وينادون أسمائهم ، أولياء الأمور يوصون أبنائهم بالإلتزام بتعليمات المشرفين .
تململت من انتظار القطار فرحت أبحث عن مقعد خالى فوجدت احدهم وقد جلس عليه زوجين وقد ظهرت علامات الشيب واضحة جدا عليهما . ابتسمت لهما ففهما إننى أريد الجلوس بجوارهما فرفع الزوج ما كان يضعه بجانبه على المقعد وأشار لى بالجلوس فشكرته وأرتمى جسدى على المقعد وراح تفكيرى يعاود سبب مجيئى إلى هذا المكان .
انت فاكر ان حد هيفتكرك . كان هذا كلام زوجتى وهى تنادينى من المطبخ وهى تعد لى افطارا سريعا لاتناوله قبل خروجى . انشاء الله هلاقى حد من الأهل او الجيران وسوف يدلونى على ما أنا ذاهب له . كان ردى لها . ففى نفسى أقول افرض إننى لم أجد أحدا يدلنى على ما أنا باحث عنه . هل يضيع كل هذا العمر .
يا أستاذ القطار وصل انت حاجز فين .. سألنى الزوج الجالس بجوارى فأخرجت التذكرة واريتها له فقال عال انت بجوارنا تقريبا ... ودخل الزوجان القطار ومعهم تذكرتى وانا اسعى ورائهم فقد كانا سريعين بالنسبة الى سنين عمرهم . وبحثا عن مكانهم فوجدوه . اجلس هاهنا فقلت انه ليس مكانى . اجلس الآن وربنا يسهل لما حد يحضر . قالا لى ذلك وكأنهم متأكدين من عدم حضور احد ؛ فجلست وتبادلنا الابتسامات وسرحت بأفكارى مرة اخرى .. اتذكر حين سافرت وانا صغير مع عمى إلى أحد دول أوروبا كأنيس له فترة علاجه . ولصغر سنى وقتها ولعدم تقييمى للمواقف خرجت للتنزه . ومرت ساعات وانا اسير فى طرقات المدينة الضبابية وتبهرنى اضواء شوارعها ومحالها وعمائرها الشاهقة ؛ فأبتعدت عن مكانى واختلطت الشوارع وتمازجت اشكال المبان ، ولعدم معرفتى جيدا بلغة البلد ورهبى الشديد من الموقف جلست وحيدا ابكى وقد انقطع المارة بسبب تأخر الوقت .. إذ بأحد المارة يحاول تهدئتى ؛ فلا انا افهم ما يقول ولا هو يفهم كلامى ولكنه بحكم سنه فهم اننى تائه . فأخذنى الى بيته وحكى لزوجته وطفلته على ما وجد ...
مرت عدة اعوام . تأخذنى الدنيا وكطفل بهرنى الوضع الجديد واهتمام الرجل بتعليمى وتنشئتى بعد ان حاول مرارا العثور على عمى أو مكانه . هكذا تكيفت بوضعى هذا وعشت حياتى ... كم سنة مرت علىّ .. ثلاثون عاما .. مرت كأنهم ثلاثة اعوام . تشبعت بالعادات الأروبية والأنتماء النفعى . انتماء لما يهبنى حياتى .
عدت بعد كل هذه السنون ابحث عن أهلى وكانوا كل ما اذكر أبى وأمى وجدى وأخى الأكبر وبعض الأقارب وقد نسيت أسمائهم وأماكنهم . مر بى يوم أمس وأنا أقطع شوراع المدينة باحثا عن بيت جدى حيث كنت اعيش انا واسرتى .
اخيرا وصلت الى من كان يعرفهم ويعرف حكايتى ؛ فأخذنى معه بقوة الشهامة وابن البلد الى منزله واعد لى عشاء واجتمعت أسرته معنا يسمعون حكايتى وانا اسمع منهم عن اسرتى التى عرفت انهم قد ودعو الحياة الدنيا واحد تلو الآخر وبقى أخى الأكبر ولكنه لم يعد له اثر فى المدينة إلا أن بعض الناس يقولون انه يأتى كل حين الى المدينة . ولكن متى وأين ؟ لا أحد يعلم . تبادلنا الحكايات وسهرت معهم حتى الفجر واذنوا لى بالرحيل .
سندوتش .... قالت المرأة التى بجانبى فى القطار . الشكر كان ردى . فقال زوجها انت مصرى ... فضحكت وقلت مش باين عليا . فقال ان هيئتك وذوقك فى ملابسك لا تدلان على ذلك . فقلت لا أبداً لكن انا عشت فى أوروبا . فنظر الرجل الى خارج القطار وتغيرت تعابير وجهه الى الأسى ...
وقال كان لى اخا صغيراً كان قد سافر إلى أوروبا .....
بقلــم ... Master
MASTER- فنان مع مرتبت الشرف
- عدد الرسائل : 746
رقم العضوية : 520
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
جميل جميل جميل
اترك لقلمك العنان
لا تتوقف
شكراااااااااااااا
اترك لقلمك العنان
لا تتوقف
شكراااااااااااااا
hoss65- فنان راقى جدا
- عدد الرسائل : 3219
العمر : 59
البلد : جده
رقم العضوية : 419
تاريخ التسجيل : 25/12/2007
thequeen- فنان راقى جدا
- عدد الرسائل : 4145
العمر : 34
البلد : الشرقية (الزقازيق) بلد الاهلاوية
اللقب : بنت الشرقية
الدولة :
تاريخ التسجيل : 03/12/2007
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
شكرا ماستر قصة فعلا رائعة وجميلة جدا
KHALOUDA- مشرف فى منتدى الفنان
- عدد الرسائل : 1809
تاريخ التسجيل : 15/08/2007
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
hoss65 كتب:جميل جميل جميل
اترك لقلمك العنان
لا تتوقف
شكراااااااااااااا
والله الجمال جمالك أنت وردك الراقى
شكرا لك .
MASTER- فنان مع مرتبت الشرف
- عدد الرسائل : 746
رقم العضوية : 520
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
thequeen كتب:
شكرا Queen على مرورك واتمنى تكون عجبتك .
MASTER- فنان مع مرتبت الشرف
- عدد الرسائل : 746
رقم العضوية : 520
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
أشكر مرورك خالد بك .... تقبل تحياتى .
MASTER- فنان مع مرتبت الشرف
- عدد الرسائل : 746
رقم العضوية : 520
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
جميلة جدا واستمر يا ماستر لانك مبدع
lovly girl- مبدع عالم الفن
- عدد الرسائل : 1209
العمر : 36
البلد : اسكندرية
رقم العضوية : 22
تاريخ التسجيل : 03/05/2007
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
الله يا ماستر بجد جميلة شكرا ليك دايما ممتعنا بمواضيعك
الحضرى- V.I.P
- عدد الرسائل : 1824
العمر : 34
البلد : القاهرة
رقم العضوية : 44
اللقب : الماجيك
تاريخ التسجيل : 18/07/2007
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
lovly girl كتب:جميلة جدا واستمر يا ماستر لانك مبدع
والله انتِ كلك ذووووووق
MASTER- فنان مع مرتبت الشرف
- عدد الرسائل : 746
رقم العضوية : 520
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
الحضرى كتب:الله يا ماستر بجد جميلة شكرا ليك دايما ممتعنا بمواضيعك
ليه يا حضرى كده بتحرجنى
MASTER- فنان مع مرتبت الشرف
- عدد الرسائل : 746
رقم العضوية : 520
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
دى اقل حاجة تتقال لموهبتك يا ماستر
الحضرى- V.I.P
- عدد الرسائل : 1824
العمر : 34
البلد : القاهرة
رقم العضوية : 44
اللقب : الماجيك
تاريخ التسجيل : 18/07/2007
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
شكرا ماستر قصة جميلة
™MR.Spider- مؤسس عالم الفن
- عدد الرسائل : 1153
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
رد: قصة قصيرة ... تذكرة سفر ...
الله يخليك يا ابو حميد
تقبل تحياتى
MASTER- فنان مع مرتبت الشرف
- عدد الرسائل : 746
رقم العضوية : 520
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى