لومير أضر بالمنتخب التونسي

من طرف el-pop الأحد فبراير 10, 2008 11:42 am

تعالوا نتفق أولا ان الخطأ الواحد في مباراة من هذا الحجم يكلف الذي وقع فيه الكثير فما بالك ولومير قد ارتكب كالعادة العديد من الاخطاء قبل انطلاق المقابلة اذ كانت الاختيارات غريبة مرة أخرى.

فلقد فضّل المدرب الفالحي على بن فرج في البداية لأنه يعتقد ان الاول أفضل من الثاني على مستوى القيام بالواجب الدفاعي واعتقد ان لومير هو الوحيد في العالم الذي مازال لم يقتنع بمقولة الهجوم أفضل وسيلة للدفاع كما ان اختيار البكري في الجهة اليسرى أملاه نفس الهاجس.

اذ كان لومير يعتقد ان مدرب الكاميرون أوتو فيستر سيعول على جيريمي كلاعب وسط ميدان من الجهة اليمنى ولأن هاجس لومير هو دائما الدفاع فقد فضل الاستغناء عن الميكاري والنتيجة ان المنتخب كان طوال النصف الساعة الاولى مكبلا ولم يستطع تجاوز نصف الملعب والفرصة الوحيدة التي تحصل عليها زملاء حقي في هذه الفترة كانت بفضل مجهود فردي من الشيخاوي وهفوة دفاعية عندما افتك الكرة وصوب بجانب القائم.

الخطأ الثالث الذي وقع فيه لومير هو عدم احداث مفاجأة في التشكيلة ذلك انه بتقدم المقابلات تصبح الفرق كتابا مفتوحا وعلى كل مدرب تحضير مفاجأة لزميله ومحاولة القيام باختيارات غير متوقعة.

الاكيد ان كريم حقي هو أفضل لاعب في المنتخب في الفترة الحالية والاكيد انه الوحيد تقريبا القادر على اللعب في أعلى مستوى ولكن بعد خروجه أصبح المنتخب أفضل ويعود ذلك بالتأكيد أولا لدخول بن فرج القادر على تنشيط الجهة اليمنى وكذلك لتحرر اللاعبين الذين حررهم الهدف الاول وهذا يدل ان الاعداد النفسي سيئ جدا واذا صادف وسجل المنتخب يقدم مستوى جيدا، أما اذا غابت الاهداف او سجل المنافس فإن اللاعبين يفقدون التركيز.

في لقاء الكاميرون لم يكن الحظ الى جانب المنتخب وتجلى ذلك في لقطة بن سعادة الذي سجل هدفا جميلا أمام جنوب افريقيا بعد تصويبة سانتوس على القائم وتكرر نفس السيناريو امام الكاميرون لكن الحظ أدار وجهه هذه المرة.

المنتخب الوحيد الذي يلعب بمهاجم واحد في الدورة الافريقية الحالية هو المنتخب التونسي واذا تعلل لومار بأن العديد من المنتخبات الاندية في العالم تلعب بمهاجم واحد نعلمه أن ذلك صحيح لكن في حالة الدفاع كثيرا ما تجد مهاجمين او ثلاثة وفي المنتخب عادة ما يعود المهاجم الثاني (الشيخاوي) الى منتصف الملعب وكثيرا ما نجده بجانب النفطي او حتى بجانب الجعايدي ولسنا ندري ان كان ذلك اجتهادا من اللاعب او بطلب من المدرب والاكيد ان للمنتخب العديد من الاسلحة بالامكان الاعتماد عليها ولكن المدرب فضل تركها بجانبه على مقعد البدلاء ومن هذه الاسلحة صابر بن فرج وقد التحق بزملائه بعد التأخر بهدفين ومن الاسلحة الاخرى أمين الشرميطي الذي كان على لومير التعويل عليه الى جانب سانتوس.

ومن الأسلحة الاخرى اذا أراد لومير التعويل على مهاجم واحد، التعويل على جمعة من الجهة اليسرى مثل الشيخاوي من الجهة اليمنى.

في الشوط الأول كان المنتخب بلا روح وهذا أيضا بسبب سوء التحضير النفسي وبدا واضحا أن صورة منتخب الكاميرون مهولة لدى اللاعبين وبدا واضحا أن هناك خوف وتحرر اللاعبون في بداية الشوط الثاني بعد أن اكتشفوا أن أسود الكاميرون من ورق فقط.

في الشوط الثاني عندما عادت الروح للمنتخب كان بالامكان استغلال هذا العامل وذلك بالدفع بورقة هجومية أخرى ولكن كل هذا لم يتحقق ولسنا ندري ماذا كان يدور بذهن المدرب في تلك الفترة؟

ما يثير الاستغراب فعلا أن يتشبث لومير بأشياء لا يمكن قبولها حتى من مدرب مازال في بداية الطريق مثل التعويل على الفالحي في الجهة اليمنى لأن هناك خصائص تحدد مركز اللاعب وتفرض عليه النشاط في مركز معين ومن هذه الخصائص يجب أن يكون لاعب الرواق سريعا، والفالحي لا علاقة له بالسرعة وهو سريع الانقضاض وليس سريعا في التنقل من الدفاع إلى الهجوم كما أن لاعب الرواق يجب أن تكون له مواصفات معينة على مستوى البناء الجسدي مثل طول القدمين بالمقارنة مع طول بقية القامة.

المنتخب الكاميروني وحسب المستوى الذي قدمه أمس أمام المنتخب التونسي أكد أنه عادي إلى أبعد الحدود وأنه لم يتفوق على المنتخب إلا في الصراعات الثنائية الفارق في حجم العضلات مع تسامح من الحكم.

أما فنيا فإنه ليس أفضل منّا وهذا ما يحز في النفس بالتأكيد لأن الهزيمة أمام منتخب عملاق مثل الكوت ديفوار يبقى واردا وعندها بالامكان الحديث عن الهزيمة المشرفة.

مرة أخرى كان بن فرج المنقذ وأكد أن بقاءه على مقعد البدلاء كان غير مفهوم واختيار خاطئ من لومار ولحسن الحظ أن ظروف معينة (اصابة حقي) فرضت دخوله.

وانطلاقا من الشوط الثاني تابعنا المستوى الحقيقي للمنتخب وبدا واضحا أن لنا حظوظنا ولنا قدراتنا.

عند خروج مهدي النفطي ودخول عصام جمعة أصبح مردود المنتخب أفضل بكثير وبدا واضحا أن اللعب بثلاثي دفاعي في وسط الميدان كبّل المنتخب طوال الفترة الأولى من اللقاء وطوال اللقاءات السابقة ويجب الاشارة هنا إلى أن هذا التغيير لم يكن اختياريا من لومير مرة أخرى بل فرضه الانذار الذي رفع في وجه النفطي ولولا ذلك لواصلنا اللعب بنفس الطريقة المفلسة.

صحيح أن المنتخب قدم أمام الكاميرون مستوى جيدا وخاصة في الشوط الثاني وصحيح أن الانسحاب لا يدعونا إلى الخجل ولكن يجب الاشارة أيضا إلى أن قدراتنا تسمح لنا بأن نكون أفضل بكثير وأن الذين تأهلوا إلى نصف النهائي ليسوا أفضل منا أو على الأقل ليسوا كلهم أفضل منا.

إلى جانب لومير لا بدّ من الاشارة أيضا إلى أن حكم اللقاء كوليبالي أرهقنا كثيرا بالاعلان عن المخالفات كلما تم لمس أحد لاعبي الكامرون والتغافل عنها كلما كانت لفائدتنا.

و قد أجمع بعض المدربين السابقين للمنتخب أن نقطة الضعف تكمل في المدرب الفرنسي وقد صرح مختار التليلي وهو مدير فني سابق بالمنتخب التونسي " لومير أضرّ بنا ولا عبونا تألقو" وقد قال أيضا "عندما لعبنا في البداية بنوع من الخوف وبعقلية انهزامية قبلنا هدفين ولما اضطرنا الانهزام إلى التقدم كنا في الموعد للتعديل وهذا في اعتقادي جاء بفضل اللاعبين في حين كان الاختيار التكتيكي هو الحلقة المفقودة في منتخبنا خاصة ان الاعداد الذهني لم يكن ناجحا بل لم يكن حاضرا وهو ما اتضح من خلال تضخيم المنافس الذي مع ذلك قدرنا على مواجهته عندما أبرزنا امكاناتنا."

أما طارق ثابت الذي كان مساعدا للومير في مصر 2006 و كأس العالم ألمانيا 2006 قد قال:" المنتخب قدم ما عليه والتفكير في مستقبله ضروري، شكر اللاعبين والاطار الفني على ما قدموه من مستوى طيب رغم أسبقية التهديف للمنافس وقد أظهر فريقنا شخصيته الكروية غير أن الظروف شاءت في آخر المطاف بعد تمديد الوقت أن تكون ضدنا والأهم حاليا بعد هذا الانسحاب هو دعم المنتخب والتفكير في مستقبله خاصة انه على عتبة باب تظاهرات 2010 ."

يذكر أن المنتخب التونسي سيحل مساء الثلاثاء في مطار قرطاج الدولي في ساعة متأخرة من الليل حوالي الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت تونس.