الاوغــــــــــــــــــاد

الاوغــــــــــــــاد
عندما طرح حازم الرجل أرضاً حدثت بلبلة كبيرة فى وسط مجموعة الرجال المطاردون لكيت مما أدى لوقوفهم لدقائق مما منح كيت وحازم فرصة الهروب من براثنهم والدخول إلى ذلك الزقاق الضيق فى قلب أحد الشوارع الخلفية المظلمة .
فوجىء الرجل الذى أخذ الركلة فى وجهه بحازم مما جعله يرتبك وسيقط أرضاً , الأمر الذى جعله بعد قيامه يستشيط غضباً إلى درجة كبيرة ويقرر هو وعصابته أن ينتقم منهم ولو كان هذا آخر شيىء يفعله فى عمره.
قال له أحد زملائه وهم يستشيطون غضباً وثورة مما حدث ومن ذلك المتطفل الذى افصد عليهم ليلتهم , قم ياجون ولتكن تلك آخر ليلة فى عمرهم هم الإثنان ولنذيقه العذاب بأقصى ما يمكن أن يحلم به طوال عمره .
قال له جون وهو يركض تجاه نفس الحارة التى ركض منها حازم وكيت وورائه بقية رجاله , لقد صممنا على أن ننال شيئاً ما ولسوف نناله , بالإضافة إلى أننا سبع رجال فى مقابل فتى غبى وفتاة ضعيفة ولكنه فقط نجح فى مباغتتنا , ولسوف نظفر بهم بعد لحظات وأراهنك انهم الآن مازالوا يرتجفون من الخوف .
رد عليه زنجى من رجاله قائلاً ولكن مايحيرنى بالفعل هو من هو هذا الرجل ؟ ولماذا فعل ذلك ؟
فرد عليه جون قائلاً : ياسميث لا تفكر ذى هذا الآن كل ما يعنينا أنه ليس رجل شرطة وإلا لكان استخدم سلاحه وعلى كل حال هم لا يهتمون بمناطقنا على الإطلاق بل يجعلونا نحكمها بطريقتنا الخاصة .
رد عليه سميث فى حذر قائلاً : نعم هم يتركونا لفعل ما نريده فى مناطقنا الخاصة ولكننا فى استيلائنا على الفتاة قد خرجنا إلى خارج حدود منطقتنا إلى حد ما .
رد عليه جون ساخرأ : يبدو انك خائف , ولكن لا تخشىء شيئاً لو كن هذا شرطى لكنت قد وجدت نصف شرطة المدينة وراءه , وعامة لا يوجد شرطى بالجنون الكافى ليجعله يدخل إلى تلك الأماكن .
واستطرج قائلاً فى غضب : وحتى ولو كان الشيطان ذاته , لا يفعل أحد بجون هذا . وينجو ,, لتكن ليلة سوداء عليهم وليذوقوا العذاب كما لم يذوقوه من قبل .


**********************************
ردت كيت على حازم وهى تنظر إلى ملامحه التى كانت تحمل درجة كبيرة من الوسامة وجسده النحيل المائل إلى القوة وقالت له : أعتقد غنى لا أخشىء شيء معك ..
نظر إليها حازم وتأمل ملامحها الجميلة واعترف لدقيقة بينه وبين نفسه أنه لم ير فتاة بجمالها ربما فى حياته كلها ثم نفض رأسه فى قوة وكأنما ينتزع عن عقله تلك الفكرة التى مرت بها ثم صمت .
استطردت كيت قائلة : لقد نسيت أن أخبرك باسمى أنا إسمى كيت و ..
قاطعها حازم بإشارة من يده ثم قال بصوت خفيض , اصمتى يبدو أنهم قادمون من أجلنا .
صمتت كيت ووضعت يدها على فمها فى رعب وتبخر فجأة كل الإحساس بالأمان التى عاشت فيه لبرهة قصيرة وهى تستمتع لصوت الخطوات المقترب شيئاً فشيئاً والذى ينذر بخطر قادم ,, لا محالة .

**********************************
صمت حازم وتحرك بخفة شديدة ليبحث عن اى شسىء يصلح كسلاح للدفاع , كان يفكر إن معركة مابينه فى حالته الصحية الحالية ومابين سبع رجال أشداء تعتبر محسومة النتائج , ولكن كيف يخرج من هذا المأزق , إنه قد وضع نفسه فى الجحيم الآن ولن يخرج منه إلا بالهروب , ولكن كيف يخون ثقة تلك الفتاة التى وضعت روحها بين يديه , من الواضح انه لابديل عن النجاة بها من يد هؤلاء , على كل حال لم يعد هناك شىء له يخاف عليه أو يرجع إليه .
تقاربت أصوات الخطوات , وبدا من الواضح أن السبع رجال قد اقتربوا منهم كثيراً , جرت كيت ووقفت خلف حازم ومسكت بكتفه فى خوف ورهبة , فربت على كفها فى طمانة , ثم قال لها بصوت خفيض , انظرى أنا سوف ألقى بتلك القطعة الحديدية فى وجههم ثم سنجرى معاً إلى أقرب مكان يمكننا الإحتماء فيه , ومن ثم يوفقنا الله فى الهروب منهم , أأنت موافقة ؟
هزت كيت رأسها إيجابياً وقد عاودتها رجفتها السابقة , ثم قال لها حازم استعدى وجذبها من يدها فى هدوء وحزم ثم وقف على أول ناصية الشارع وألقى بالعمود الحديدى الذى كان قد وجده فى وجوه الرجال بأقصى قوته ثم ركض بسرعة هو وكيت تجاه الشارع الرئيسى , ومن ثم ركض الرجال السبعة وراءه فى سرعة بعدما استوعبوا المفاجأة وهضموها بقوة , وانعطف حازم وكيث إلى أقرب منعطف ثم ظلوا يركضوا وورائهم الرجال السبعة وظل حازم وكيث يركضان قرابة الخمس دقائق حتى وصلا إلى مكان سكن حازم ثم فتحه حازم بسرعة وارتباك شديدين وقال لها بلهجة آمرة : ادخلى هنا الآن لعلهم لا يصلون ألينا.
دخلت كيت المنزل او بالأحرى البدروم الذى يحيا فيه حازم وقالت له فى دهشة : اهذا هو المكان الذى تعيش فيه ؟
رد عليها حازم فى سخرية : نعم وهو على مايبدو ليس خمس نجوم أو بالأحرى إنه بلا نجوم على الأطلاق .
ردت كيت فى شىء من الخجل: لا أقصد ذلك .
رد عليها حازم فى هدوء : او تقصدين .. ففى الواقع المكان حقير إلى أقصى درجة ممكنة ولكنى أحاول بقدر الإمكان أن أجعله مقبول .
وصمت لحظة ثم استطرد قائلاً : وإن كان لا يضايقك يبدو أنك ستنتظرين ليلتك هنا حتى يرحل هؤلاء الاوغاد , ولكن كيف اروى لى كيف وقعتى فى هذا المأزق وكيف ان فتاة لها مثل شكلك أو كما يبدو من ملابسك ثرائك أن تسير فى تلك الأزقة والأماكن .
ألقت كيت نفسها على أقرب مقعد إليها ثم قالت له : كنت قادمة من حفل عائدة إلى منزلى ثم وأنا شاردة كدت أصدم أحدهم فى أثناء قيادتى للسيارة , ثم عندما أوقفت السيارة إذ بى أرى هؤالء الرجال يحيطون بها ويفتحون بابها فى عنف وكأن الجحيم ألقى شياطينه فجأة علىً , وعندما ظننتها سرقة عادية اتضح أنها غير ذلك .
رد حازم فى سخرية : أكان هؤلاء الرجال متحمسين لدرجة أنهم يوقفون أى سيارة بها فتاة , أم ماذا ؟
ردت كيت فى عصبية : لا أعرف ربما هذا وربما أنها صدفة , وربما أنها كانت سرقة بالفعل ولكنهم عندما رأونى قرروا تغيير رأيهم , ثم من يضمن لك أنه ولو كان رجلاً لما فعلوً معه الشىء ذاته.
صمت حازم إزاء ذلك المنطق وقال لها بعد برهة من الصمت : أعتقد انك على حق ولكنى أرى انهم كانوا ينوون السرقة فقط , ولكن عندما رأوا فتاة بجمالك قد تغير رأيهم .
احمر وجه كيت من الخجل ولم ترد فاستطرد حازم فى شيىء من الإرتباك وقال لها سأعد كوبين من الشاى لنا نحن الإثنين .