الجـــولـــه الاخــــيــــره

الجـــولـــه الاخــــيــــره
قفزت كيت من النافذة بمجرد أن قال لها حازم أن تفعل ذلك وتبعها حاتم فى سرعة , وقال حازم لها فى سرعة أركضى بأقصى ما يمكنك , وكان الشيطان نفسه يطاردك.
فردت عليه كيت وهى تلهث : ماذا فعلت ؟
فقال حازم فى سرعة وهو يلهث كذلك من التعب : لقد أشعلت النار فى الشخص الذى أقتحم المنزل , أو ما اطلق عليه اسم المنزل .
فردت عليه كيت فى دهشة : وكيف فعلت ذلك ؟
قال لها وهو مازال يلهث من التعب بعدما توقف ليرتاح قليلاً : لقد تعلمت الكثير لكى أحصن نفسى من الاقتحامات نتيجة لحياتى فى تلك المنطقة , عامان من الخوف المستمر يصنعان المستحيل .
ونظر فى الساعة ثم استطرد قائلا : يبدو ان الصباح قد قارب على الظهور وبمجرد ظهوره سوف تعود المخلوقات الليلية إلى أعشاشها , ونستطيع المضى بسهولة إلى الشوارع الرئيسية , ومنها إلى منزلك او إلى قسم الشرطة .
فردت عليه متسائلة : ولم لا نذهب الآن ؟
قال لها فى لهجو ساخرة : الآن ..؟؟ كيف ..؟؟ ألا تعلمين يافتاة أن السير فى الشواع الخلفية فى نيويورك أصعب من السير على فحم مشتعل ..؟؟ نحن محظوطين إلى الآن لعدم موتنا .
والآن هيا بنا نجد أى مكان ننتظر فيه الساعات القليلة ...
وفجأة بتر عبارته فقد وجد أمامه جون والأربع رجال الباقون ينظرون له فى تشف وغضب واضحين .
وبات من الواضح انهم قد فشلوا من الهروب
فشلوا إلى أقصى حد
**********************************
بينما ظهر الرجال فجأة أمامهم تراجعت كيت إلى ماخلف حازم وأمسكت بكتفه فى رعب .
فقال حازم لجون فى صوت حاول أو يجعله متماسكاً قدر الإمكان : يبدو أنك الزعيم هنا , ماذا تريد الآن ؟
رد عليه جون فى سخرية : خمن ماذا نريد , وأشار بيده إلى الفتاة فى حركة سوقية مبتذلة .
فقال له حازم فى صرامة شديدة : لو تريد أن تأخذها فتعال أنت والأربعة البلهاء الذين هم معك ولكن لن تأخذوها إلا على جثتى.
رد عليه جون فى سرعة وقال له : على الرحب والسعة , ولكن يبدو أنكما متحابان لذا لقد خطر ببالى طريقة أخرى للإنتقام من زميلنا الذى أحقتموه بالنار .
وفجأة انقض عليه الرجال جميعاً : وضربوه بهراواتهم ضربة شديدة , حاول ان يقاوم ولكن ضربات متتالية هوت عليه وأسقطته أرضاً , فى قلب المدينة التى لا ترحم , فى قلب نيويورك .
**********************************
استيقظ حازم فجأة عندما ألقى على وجهه ماء وجد نفسه مقيدأ من يديه إلى كرسى .
بمجرد استيقاظه تلفت حوله ليجد كيت بجواره مقيدة إلى كرسى بجواره فقال لها : أهناك أحد قد مسك بسوء ؟
فهزت رأسها نفياً ودموعها على وجهها .
فقال أين نحن وماذا حدث ؟
فجاءه صوت جون البغيض وقال له أنت هنا فى ضيافتنا بعض الوقت , لقد خطرت لى فكرة لكى أجعلك تندم على ما فعلته بنا .
سوف نفعل بزميلتك تلك ماكنا سنفعله بها قبل أن تجدها أنت , ولكن مع فارق واحد , انك سترى كل شىء فى تلك المرة .
كل شيىء.
وابتسم الرجال الستة ابتسامة شيطانية مقيتة وهم يقتربون ناحيتهم.
صرخ حاتم أيها الأوغاد , أيها الحقراء , وبكت كيت فى هيستيريا وصرخت وهم ينتزعونها من كرسيها .
فى انتظار مصير بشع , أصعب من الموت ذاته , وأمام أعين حازم .