إيتو وشيكابالا ... و الجنس الآرى !

قبل أيام قليلة من مباراة ديربى القاهرة .. الديربى الأشهر والأكثر شعبية على مستوى الوطن العربى ووسط ترقب جمهور الفريقين لآخر استعدادت فريقهم للمباراة المنتظرة وبينما يتهامس الأنصار أصحاب الانتماء الواحد حول التشكيلة المثالية والغيايبات فى صفوف الفريق والطريقة الأمثل لدك دفاعات الفريق المنافس خرجت مجموعة من مشجعى الأحمر لتعلن عن خطتها القذرة للقضاء على نجم الزمالك الأسمر شيكابالا , وبدأت تنفيذ تلك الخطة فى مباراة الأهلى أمام المقاولون والتى بالطبع لم يكن لا الزمالك ولا شيكابالا طرفاً فيها وإنما كانت الهتافات مجرد " تسخين " للحناجر التى ستسب الرجل وتسب أباه وأمه لا لشىء إلا لأنه ينتمى للفريق المنافس !

https://www.youtube.com/watch?v=gQv4aIXaGQ4

شاهد واقعة ايتو

تأصيل شرعى ..

بداية أحببت أن أذكّر من يقضون الأيام والليالى فى تأليف السباب والأغانى ... أذكـِّرهم بكلام رب العالمين وبأحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم , والذى لا أشك لحظة فى توقيرهم وحبهم له لعل الله عز وجل ينفع بتلك التذكرة من أعماه الشيطان وزين له الباطل ...

قال تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } الأحزاب:21

قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} سورة الحجرات: (13).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس: ألا إنَّ ربكم واحد، وإنَّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت؟)؛ قالوا: بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...

و روى الترمذى أن : رجلين من المهاجرين والأنصار تشاجرا فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ يَا لَلأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَابَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ . فَقَالَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ

وقال صلى الله عليه وسلم: ( ليس منَّا من دعا إلى عصبية، وليس منَّا من قاتل على عصبية، وليس منَّا من مات على عصبية )

بل لما عيرّ الصحابى الجليل أبو ذر الغفارى بلالاً الحبشى – فى لحظة غضب – بأمه السوداء غضب رسول الله و قال لأبى ذر " إنك امرؤٌ فيك جاهلية "

فلا داعى للتأكيد بعد كل هذه الأدلة على أن الدين والأخلاق القويمة ترفض وتستنكر أن يعاير الرجل بلونه أو بشكله أو بجنسيته إلى غير ذلك طالما كان المعيار الأوحد والأقوم عند الله هو العمل الصالح والتقوى .

والعجيب أن من يسبون اللاعب بسبب لون بشرته السمراء هم من يهتفون لجلبرتو وفلافيو وهم من هتفوا لفيلكس وهم من سيهتفون بعد ذلك لأى لاعب أسمر البشرة يلعب ضمن صفوف فريقهم وكأن هؤلاء الذين يهتفون ضد شيكابلا من طينة أخرى غير طينة هذا الشعب الأسمر وكأنهم نازيون جدد خدعهم هتلر بنظرية الجنس الآرى ثم قذفهم فى رحلة عبر الزمن إلى استاد القاهرة !

أدوار متعددة وهدف واحد :

أعتقد أن هناك العديد من الأدوار التى لابد أن يلعبها عدد من الأطراف الحيوية والفاعلة إما لمنع المشكلة من الظهور ووأدها وهى فى مهدها أو على الأقل التضامن مع اللاعب والدفاع عن حقه ..



أولا : دور مجلسى إدارة الناديين :

أعتقد أن على كل مجلس من مجلسي إدارة الزمالك والأهلى دورًا كبيرًا فى الأزمة المنتظرة خاصة وهم على رأس المنظومة الرياضية فى المجتمع الرياضى المصرى فعلى مجلس إدارة النادى الأهلى الترصد لمثيرى الشغب وإصدار بيان فى الأيام القادمة لمشجعيه الموتورين يحذرهم فيه من مغبة تلك الهتافات ويتخذ ما يراه مناسبًا من إجراءات أمنية لمنع هؤلاء الأشخاص من تلويث سمعة مشجعى الأهلى وإظهار أن مشجعى الأهلى فى مصر كلهم على نفس شاكلة هؤلاء وأتمنى أن يتحرك مجلس الأهلى فى أسرع وقت بدلاً من أن ينتظر حدوث الكارثة ثم يصدر بياناً بعنوان " نشجب ونحتج " !

أما مجلس الزمالك وهو المفوض ضمنيًا بحفظ حقوق النادى المعنوية والمادية فعليه أن يعد العدة من الآن ويجهز أوراق شكواه إلى الفيفا مباشرة دون مخاطبة اتحادنا " الزاهر " الذى لن يقدم ولن يؤخر طالما كان الأهلى طرفاً مُلامًا فى المشكلة وعليه أن يراعى مشاعر اللاعب بدلاً من أن يكرر ما فعله إبان أزمته السابقة وهو ما أدى إلى حدوث شرخ فى جدار الثقة بين اللاعب وإدارة ناديه

ثانيا : دور اللاعبين

على كباتن الفريق وزملاء شيكابالا مساندة اللاعب معنويًا ابتداءً من الآن وتهيئة اللاعب نفسيًا فى الفترة التى تسبق المباراة أما أثناء المباراة إذا حدث ما ننتظره وبدأ الجمهور فى توجيه الهتافات العنصرية للاعب فمن واجب اللاعبين الوقوف إلى جانب زميلهم حتى لو أدى ذلك إلى ترك البساط الأخضر الذى فقد معناه وأصبح مسرحًا يقدم فناً عبثيًا لا أخلاقيًا وأتمنى من أن يتفق اللاعبون على وسيلة للتضامن مع زميلهم وألا يترددوا ولو للحظة فى مساندة شيكابلا بأى شكل من الأشكال مثلما فعل لاعبو برشلونة عندما وقفوا صفاً واحدًا مع زميلهم الأسمر إيتو بعد تعرضه لهتافات عنصرية من جانب جمهور سرقسطة فى مباراة جمعت بين الفريقين العام الماضى .. وهو الأمر الذى تناقلته جميع وسائل الاعلام العالمية وأعتقد أن مثل هذا الموقف إذا ما تبناه لاعبو الزمالك فى حالة تعرض شيكابالا لمثل تلك الهتافات قد يسلط الضوء على مايحدث فى ملاعبنا ويحرج اتحادنا " الزاهر " على الأقل إعلاميًا ..

كما أتمنى أن يبادر لاعب مثل محمد أبوتريكة وهو رمز الجيل الحالى للأهلى باحتضان شيكابلا قبل المباراة وأن يتوجه اللاعبان سويًا لتحية جمهوري الفريقين فى صورة متكررة لما فعله محمود الخطيب رمز الجيل السابق للأهلى مع حسن شحاته بعد تعرضه لأذى غير عادى واتهامه فى عرضه من بعض جماهير الأهلى بهدف إخراجه من تركيزه .. و هو ما يتكرر اليوم مع شيكابالا .

دور اللاعب :

على شيكابالا ألا ينساق لمثل هذه الاستفزازات المتوقع حدوثها وأن يكبح جماح غضبه وأن يتعامل مع الموضوع باحترافية حتى لا يتيح لهؤلاء تنفيذ مخططهم القذر وعليه أن يرد عليهم فى الملعب بتألقه وخطورته على مرمى فريقهم .. وبرغم صعوبة الأمر إلا أننا نثق فى شيكابالا ابن الزمالك الأسمر فى تخطى تلك العقبة بتوفيق الله .

دور الإعلام :

من الضرورة بمكان أن يتبنى الاعلام فى الأيام التى تسبق المباراة حملة هدفها توجية الناشئين من المشجعين إلى ضرورة التشجيع المثالى والبعد عن التعصب وأيضاً أتمنى من الإعلام الموجه المصبوغ باللون الأحمر الفاقع أن يستحضر ضميره الذى باعه منذ أن أمسك بالقلم لينفث علينا سمومه ولو لمرة واحدة لوجه الله وأن يقف ضد من تسول له نفسه القيام بمثل تلك البذاءات دون الالتفات للون القميص الذى ينتمى إليه هؤلاء وأن يكونوا عوناً للاعب وسندًا له ولناديه فى محاولة حفظ حق اللاعب وحق ناديه وجمهوره العاشق له

دور الجمهور :

الجمهور الواعى هو السند الحقيقى للاعب وبدون مساندة اللاعب قبل وأثناء وبعد المباراة لن يستطيع اللاعب تجاوز تلك الأزمة التى تحاك خيوطها فى الظلام الآن فبالتشجيع المستمر للفريق ولشيكابلا يستطيع اللاعب أن يخرج من التوتر إلى الابداع والتألق

دور الأمن :

أعتقد أن الأمن يجب أن يستعد ليوم الجمعة استعدادًا خاصًا فيمنع دخول اللافتات العنصرية التى علمت أن أفراد الالتراس الأحمر يجهزونها الآن لشيكابالا وأن يكثف من تواجد الأمن داخل المدرجات والقبض على مثيرى الشغب خاصة وأن المتصفح لمواقع ومنتديات المهتمة بكرة القدم باختلاف ميولها وانتماءاتها يجد حالة استنفار غير مسبوقة ما بين الجمهورين وبعض جمهور الزمالك يفكر فى رد مناسب على الهتافات العنصرية لشيكابلا وهو أيضاً أمر غير مقبول رغم منطقيته حسب قانون الملاعب ! و من يدرى لعل تلك المباراة تكون امتدادًا لمباراة كرة السلة والتى راح ضحيتها أحد مشجعى الزمالك بعد أن أشعل فيه بعض جمهور الأهلى النار .

أختم بما بدأت به .. بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته " دعوها فإنها منتنة "

منقول من موقع زمالك تي في