دعوة لمحاسبه انفسنا

من طرف Hayam الخميس أغسطس 09, 2007 3:25 pm

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أخواتي الحبيبات اخواني الكرام قد تقف بنا الحياة في لحظات محاسبة نحاول أن نتدارك الأخطاء التي وقعنا بها وإزالة الشوائب التي علقت بنا من جراء إقترافها وتجنب حدوث مماثل لها
أتعلمون أحبتي أن مشكلتنا ليس في المعالجة بل مشكلتنا بالصدق مع أنفسنا ومعرفة الأخطاء ونقر بأنها فعلا أخطاء فلو وقفنا على هذه الحقيقة حينها لتمكنا من المعالجة وبسهولة ويسر
فكثير من العصاة يريد أن يقنع نفسه أن ما يقترفه ليست معصية بل ذنب صغير لايكاد يذكر يمحوه بإستغفار أو بذكر بل إن حسناته والتي يؤديها بالمقابل ستطيش بتلك المعصية !!!!!
وليس أصعب وأشد وأخوف على المرء من أن يدخل العجب لنفس فلا يرى المرء أخطائه وذنوبه بل يستصغرها فمتى ما وصل لهذه الحالة لابد له من أن يقف فالتمادي لاشك بأنه سيقود النفس للمهلكة

ولنتأمل غزوة حنين وما كان من عجب المسلمين بالكثرة ظانين بأنهم لن يهزموا فكان الإغترار بالإمكانات فكان علاج تربوي فوري لهم أن كانت لهم الهزيمة حتى لاينسوا بأن الفضل من الله وأن النصر من الله وليس بالكثرة أو القلة (فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾) (التوبة: من الآية 25).

فالنفس قد لا تحسن نقد ذاتها إن غلب العجب بالنفس ولاح الإغترار بأعمالها فلذلك لابد من اتهامها وكسرها وإلزامها بالخوف من الله مهما بلغت النفس من تقوى فالمرء كلما كان بالله أعلم كلما كان من الله أخوف
والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون [المؤمنون:60].
فالمؤمن الحق الصادق الموحد المحسن يخاف ألا يُقبل عمله، لا يغتر بعمله إنه يعلم أنه لن ينجو بعمله إنما ينجو برحمة الله تعالى ومنه وكرمه وعفوه

فمحاسبة النفس لن تؤتي ثمرتها إن كان المرء يحسن الظن بنفسه ويظن أنه بلغ درجة الصالحين القانتين بعمله
يقول الغزالي رحمه الله: (...إن لازمت نفسك بالتوبيخ والمعاتبة والعذل والملامة كانت نفسك هي النفس اللوامة التي أقسم الله بها ورجوت أن تصير النفس المطمئنة المدعوة إلى أن تدخل في زمرة عباد الله راضية مرضية، فلا تغفلوا ساعة عن تذكيرها ومعاتبتها، ولا تشتغلوا بوعظ غيركم ما لم تشتغلوا أولاً بوعظ أنفسكم)