علاج الغضب...
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
علاج الغضب...
علاج الغضب
ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء ومن الأدوية لعلاج داء الغضب
الاستعاذة بالله من الشيطان
قال تعالى وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
فصلت:36
عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال
كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه , وانتفخت أوداجه , فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد
فقالوا له : إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال : تعوذ بالله من الشيطان
فقال : وهل بي جنون
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
وأما الغضب فهو غول العقل يغتاله كما يغتال الذئب الشاة وأعظم ما يفترسه الشيطان عند غضبه وشهوته
تغيير الحال
عن أبى ذر رضي الله عنه -أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال
إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع
ترك المخاصمة والسكوت
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي –رحمه الله تعالى
" ومن الأمور النافعة أن تعلم أن أذية الناس لك وخصوصا في الأقوال السيئة لا تضرك بل تضرهم
إلا إن أشغلت نفسك في الاهتمام بها, وسوغت لها أن تملك مشاعرك, فعند ذلك تضرك كما ضرتهم,
فإن أنت لم تصنع لها بالا, لم تضرك شيئا "
يخاطبني السفيه بكل قبح : فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما : كعود زاده الإحراق طيبا
عن ابن عباس رضي الله عنهما -عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال
علموا وبشروا ولا تعسروا وإذا غضب أحدكم فليسكت
قال ابن رجب رحمه الله تعالى " وهذا أيضا دواء عظيم للغضب
لأن الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه
كثيرا من السباب وغيره مما يعظم ضرره
فإذا سكت زال هذا الشر كله عنده , وما أحسن قول مورق العجلي رحمه الله
ما امتلأتُ غضبا قط ولا تكلمتُ في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت
قال سالم ابن ميمون الخواص :
إذا نطق السفيه فلا تجبه : فخير من إجابته السكوتُ
سكتُّ عن السفيه فظن أني : عييتُ عن الجواب وما عييتُ
شرار الناس لو كانوا جميعا : قذى في جوف عيني ما قذيتُ
فلستُ مجاوبا أبدا سفيها : خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ
وقال الصفدي :
واستشعر الحلم في كل الأمور
ولاتسرع ببادرة يوما إلى رجل
وإن بليت بشخص لا خلاق له
فكن كأنك لم تسمع ولم يقل
الوضوء
عن عطية السعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إن الغضب من الشيطان ؛ وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا
ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه
وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق وضوء
استحضار الأجر العظيم لكظم الغيظ
فمن استحضر الثواب الكبير الذي أعده الله تعالى لمن كتم غيظه وغضبه كان سببا في ترك الغضب والانتقام للذات
وبتتبع بعض الأدلة من الكتاب والسنة نجد جملة من الفضائل لمن ترك الغضب منها
الظفر بمحبة الله تعالى والفوز بما عنده قال تعالى
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
آل عمران:134
ومرتبة الإحسان هي أعلا مراتب الدين
وقال تعالى فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)
وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ
الشورى:37
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ثلاثة مَن كنَّ فيه آواه الله في كنفه , وستر عليه برحمته وأدخله في محبته
قيل : ما هن يا رسول الله ؟ قال
مَن إذا أُعطي شكر , وإذا قَدر غفر , وإذا غَضب فتر
ترك الغضب سبب لدخول الجنة
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قلت :
يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة. قال : لا تغضب ولك الجنة
المباهاة به على رؤوس الخلائق
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال
مَن كظم غيظا وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور شاء
النجاة من غضب الله تعالى
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال
قلت يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله ؟
قال لا تغضب فالجزاء من جنس العمل، ومن ترك شيئا لله عوضه الله تعالى خيرا منه
وقال أبو مسعود البدري رضي الله عنه
كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي
اعلم أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب قال
فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فإذا هو يقول
اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود قال: فألقيت السوط من يدي فقال
اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام
قال: فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول
أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب واحذر أن تظلم من لا ناصر له إلا الله
زيادة الإيمان
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وما من جرعة أحب إلي من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا
كظم الغيظ من أفضل الأعمال
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم
ما من جرعة أعظم أجرا ثم الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى
ما تجرع عبد جرعة أعظم من جرعة حلم عند الغضب، وجرعة صبر عند المصيبة
وذلك لأن أصل ذلك هو الصبر على المؤلم، وهذا هو الشجاع الشديد الذي يصبر على المؤلم
والمؤلم إن كان مما يمكن دفعه أثار الغضب، وإن كان مما لا يمكن دفعه أثار الحزن
ولهذا يحمر الوجه عند الغضب لثوران الدم عند استشعار القدرة
ويصفر عند الحزن لغور الدم عند استشعار العجز
الإكثار من ذكر الله تعالى
قال تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
الرعد:28
فمن اطمئن قلبه بذكر الله تعالى كان أبعد ما يكون عن الغضب قال عكرمة رحمه الله تعالى
في قوله تعالى وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ
الكهف:24 إذا غضبت
العمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصني
قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب
وهنيئا لمن امتثل هذه الوصية وعمل بها ولا شك أنها وصية جامعة مانعة لجميع المسلمين
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى
هذا الرجل ظن أنها وصية بأمر جزئي
وهو يريد أن يوصيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكلام كلي ولهذا ردد
فلما أعاد عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عرف أن هذا كلام جامع
وهو كذلك ؟ فإن قوله : لا تغضب يتضمن أمرين عظيمين
أحدهما : الأمر بفعل الأسباب , والتمرن على حسن الخلق , والحلم والصبر
وتوطين النفس على ما يصيب الإنسان من الخلق , من الأذى ألقولي والفعلي
فإذا وفق لها العبد, وورد عليه وارد الغضب, احتمله بحسن خلقه
وتلقاه بحلمه وصبره, ومعرفته بحسن عواقبه, فإن الأمر بالشيء أمر به, وبما لا يتم إلا به
والنهي عن الشيء أمر بضده, وأمر بفعل الأسباب التي تعين العبد على اجتناب المنهي عنه, وهذا منه
الثاني : الأمر بعد الغضب أن لا ينفذ غضبه
فإن الغضب غالبا لا يتمكن الإنسان من دفعه ورده, ولكنه يتمكن من عدم تنفيذه
فعليه إذا غضب أن يمنع نفسه من الأقوال والأفعال المحرمة التي يقتضيها الغضب
فمتى منع نفسه من فعل آثار الغضب الضارة, فكأنه في الحقيقة لم يغضب
وبهذا يكون العبد كامل القوة العقلية , والقوة القلبية
قال ميمون بن مهران
جاء رجل إلى سلمان رضي الله عنه فقال
يا أبا عبد الله أوصني قال : لا تغضب قال : أمرتني أن لا أغضب وإنه ليغشاني ما لا أملك
قال : فإن غضبت فاملك لسانك ويدك
النظر في نتائج الغضب
فكثير الغضب تجده مصابا بأمراض كثيرة كالسكري والضغط والقولون العصبي وغيرها مما يعرفها أهل الاختصاص
كما أنه بسببه تصدر من الغاضب تصرفات قولية أو فعلية يندم عليها بعد ذهاب الغضب
روي عن علي رضي الله عنه أنه قال لذة العفو يلحقها حمد العاقبة , ولذة التشفي يلحقها ذم الندم
وقيل : من أطاع الغضب أضاع الأرب
وقال الكريزي
ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم : عدوا لعقل المرء أعدى من الغضب
وقال ابن رجب رحمه الله تعالى
والغضب هو غليان دم القلب المؤذي عنه خشية وقوعه
أو طلبا للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه
وينشأ من ذلك كثير من الأفعال المحرمة كالقتل والضرب وأنواع الظلم والعدوان
وكثير من الأقوال المحرمة كالقذف والسب والفحش
وربما ارتقى إلى درجة الكفر كما جرى لجبلة بن الأيهم
وكثيرا ما نسمع أن والدا قتل ولده
أو ولدا قتل والده فضلا عن غيرهم بسبب الغضب
وكم ضاع من خير وأجر وفضل بسبب الغضب
وكم حلت من مصيبة ودمار وهلاك بسبب الغضب
وبسبب ساعة غضب قطعت الأرحام، ووقع الطلاق، وتهاجر الجيران، وتعادى الإخوان
وقامت بين الدول الحروب عن وائل رضي الله عنه قال
إني لقاعد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاء رجل يقود آخر بنسعة فقال
يا رسول الله هذا قتل أخي . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقتلته ؟
فقال : إنه لو لم يعترف أقمت عليه البينة . قال : نعم قتلته
قال : كيف قتلته ؟
قال : كنت أنا وهو نحتطب من شجرة فسبني فأغضبني فضربته بالفأس على قرنه فقتلته
قال مروان بن الحكم في وصيته لابنه عبد العزيز
وإن كان بك غضب على أحد من رعيتك فلا تؤاخذه به عند سورة الغضب
واحبس عنه عقوبتك حتى يسكن غضبك
ثم يكون منك ما يكون وأنت ساكن الغضب منطفئ الجمرة
فإن أول من جعل السجن كان حليما ذا أناة
وكتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى إلى عامل من عماله
أن لا تعاقب عند غضبك، وإذا غضبت على رجل فاحبسه
فإذا سكن غضبك فأخرجه فعاقبه على قدر ذنبه
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
إن الغضب مرض من الأمراض، وداء من الأدواء فهو في أمراض القلوب
نظير الحمى والوسواس والصرع في أمراض الأبدان
فالغضبان المغلوب في غضبه
كالمريض والمحموم والمصروع المغلوب في مرضه والمبرسم المغلوب في برسامه
وقال رحمه الله تعالى
إذا اقتدحت نار الانتقام من نار الغضب ابتدأت بإحراق القادح
أَوْثِقْ غضبك بسلسلة الحلم فإنه كلب إن أفلت أتلف
وقال المعتمر بن سليمان: كان رجل ممن كان قبلكم يغضب
ويشتد غضبه فكتب ثلاث صحائف, فأعطى كل صحيفة رجلا
وقال للأول : إذا اشتد غضبي فقم إلي بهذه الصحيفة وناولنيها
وقال للثاني : إذا سكن بعض غضبي فناولنيها
وقال للثالث : إذا ذهب غضبي فناولنيها
وكان في الأولى : اقصر فما أنت وهذا الغضب إنك لست بإله إنما أنت بشر يوشك أن يأكل بعضك بعضا
وفي الثانية: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء
وفي الثالثة : احمل عباد الله على كتاب الله فإنه لا يصلحهم إلا ذاك
أن تعلم أن القوة في كظم الغيظ ورده
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
ليس الشديد بالصُّرَعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
قال ابن القيم رحمه الله تعالى أي مالك نفسه أولى أن يسمى شديدا من الذي يصرع الرجال
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى
ولهذا كان القوي الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب
حتى يفعل ما يصلح دون ما لا يصلح
فأما المغلوب حين غضبه فليس هو بشجاع ولا شديد
وقال الزرقاني رحمه الله تعالى
لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ, وقد ثارت عليه شدة من الغضب,
فقهرها بحلمه, وصرعها بثباته
وعدم عمله بمقتضى الغضب كان كالصرعة الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه
ليست الأحلام في حال الرضا : إنما الأحلام في حال الغضب
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
مر بقوم يصطرعون فقال ما هذا ؟
فقالوا: يا رسول الله فلان ما يصارع أحدا إلا صرعه
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أفلا أدلكم على مَن هو أشد منه
رجل ظلمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه
ألا إن حلم المرء أكـرم نسبة : تسامى بها عند الفخار حليم
فياربِّ هب لي منك حلما فإنني : أرى الحلم لم يندم عليه كريم
قال المسترشد بالله في وصيته لقاضيه علي بن الحسين الزينبي
" أن يجعل التواضع والوقار شيمته , والحلم دأبه وخليقته , فيكظم غيظه عند احتدام أواره واضطرام ناره
مجتنبا عزة الغضب الصائرة إلى ذلة الاعتذار
قبول النصيحة والعمل بها
فعلى من شاهد غاضبا أن ينصحه ويذكره فضل الحلم ، وكتم الغيظ
وعلى المنصوح قبولُ ذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما
استأذن الحر بن قيس لعيينة فأذن له عمر فلما دخل عليه قال
هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزْل أي العطاء الكثير ولا تحكم بيننا بالعدل
فغضب عمر حتى همَّ به
فقال له الحر: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ
الأعراف:199
وإن هذا من الجاهلين . والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه ,وكان وقافا عند كتاب الله
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
وهكذا الغضبان فإنه إذا اشتد به الغضب يألم بحمله
فيقول ما يقول ويفعل ما يفعل ؛ ليدفع عن نفسه حرارة الغضب فيستريح بذلك
وكذلك يلطم وجهه, ويصيح صياحا قويا, ويشق ثيابه, ويلقي ما في يده؛ دفعا لألم الغضب
وإلقاء لحمه منه, وكذلك يدعو على نفسه وأحب الناس إليه فهو يتكلم بصيغة الطلب والاستدعاء والدعاء
وهو غير طالب لذلك في الحقيقة فكذلك يتكلم بصيغة الإنشاء وهو غير قاصد لمعناها
ولهذا يأمر الملوك وغيرهم عند الغضب بأمور يعلم خواصهم أنهم تكلموا بها دفعا لحرارة الغضب
وأنهم لا يريدون مقتضاها فلا يمتثله خواصهم بل يؤخرونه فيحمدونهم على ذلك إذا سكن غضبهم
وكذلك الرجل وقت شدة الغضب يقوم ليبطش بولده أو صديقه
فيحول غيره بينه وبين ذلك فيحمدهم بعد ذلك كما يحمد السكران والمحموم ونحوهما
من يحول بينه وبين ما يهم بفعله في تلك الحالة
والحلم آفته الجهل المضرُّ به: والعقل آفته الإعجاب والغضب
أخذ الدروس من الغضب السابق
فلو استحضر كل واحد منا قبل أن يُنفذ غضبه الحاضر ثمرةَ غضبٍ سابقٍ
ندم عليه بعد إنفاذه لما أقدم على ما تمليه عليه نفسه الأمارة بالسوء مرة ثانية
فمنع الغضب أسهل من إصلاح ما يفسده
قال ابن حبان رحمه الله تعالى
سرعة الغضب من شيم الحمقى كما أن مجانبته من زي العقلاء
والغضب بذر الندم فالمرء على تركه قبل أن يغضب أقدر على إصلاح ما أفسد به بعد الغضب
لا تغضبن على قوم تحبهم : فليس ينجيك من أحبابك الغضب
اجتناب وإزالة أسباب الغضب : وقد ذكرت جملة منها .
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى
ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم :
السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم , وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور
وذلك بنسيان ما مضى من المكاره التي لا يمكنه ردُّها
ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال, وأن ذلك حمق وجنون
معرفة أن المعاصي كلها تتولد من الغضب والشهوة فتركه إغلاق لباب من أبواب العصيان
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
ولما كانت المعاصي كلها تتولد من الغضب والشهوة, وكان نهاية قوة الغضب القتل
ونهاية قوة الشهوة الزنا
جمع الله تعالى بين القتل والزنا وجعلهما قرينين
في سورة الأنعام , وسورة الإسراء
وسورة الفرقان, وسورة الممتحنة
والمقصود أنه سبحانه أرشد عباده إلى ما يدفعون به شر قوتي الغضب والشهوة من الصلاة والاستعاذة
قال ابن حبان رحمه الله تعالى
لو لم يكن في الغضب خصلة تذم إلا إجماع الحكماء قاطبة على أن الغضبان لا رأي له
لكان الواجب عليه الاحتيال لمفارقته بكل سبب
لذا فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
إن الفقهاء اختلفوا في صحة حكم الحاكم في الغضب على ثلاثة أقوال وهي ثلاثة أوجه في مذهب احمد:
أحدها: لا يصح و لا ينفذ ؛ لأن النهي يقتضي الفساد
والثاني : ينفذ
والثالث : إن عرض له الغضب بعد فهم الحكم نفذ حكمه , وإن عرض له قبل ذلك لم ينفذ
وقال معللا المنع " إنما كان ذلك لأن الغضب يشوش عليه قلبه وذهنه, ويمنعه من كمال الفهم
ويحول بينه وبين استيفاء النظر , ويعمي عليه طريق العلم والقصد
لهذا كان من وصية أمير المؤمنين عمر لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما في القضاء
وإياك والغضب والقلق والضجر
صور من هدي السلف عند الغضب
سب رجل ابن عباس رضي الله عنهما
فلما فرغ قال : يا عكرمة هل للرجل حاجة فنقضيها ؟ فنكس الرجل رأسه واستحى
وقال أبو ذر رضي الله عنه لغلامه
لِمَ أرسلت الشاة على علف الفرس ؟
قال : أردت أن أغيظك
قال : لأجمعن مع الغيظ أجرا
أنت حر لوجه الله تعالى
وأسمع رجل أبا الدرداء رضي الله عنه كلاما
فقال : يا هذا لا تغرقن في سبنا ودع للصلح موضعا
فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه
قال الأحنف بن قيس رحمه الله تعالى لابنه : يا بني إذا أردت أن تواخي رجلا فأغضبه
فإن أنصفك وإلا فاحذره
إذا كنت مختصا لنفسك صاحبا : فمن قبل أن تلقاه بالود أغضبه
فإن كان في حال القطيعة منصفا : وإلا فقد جربته فتجنبـــه
وقال محمد بن حماد الكاتب :
فأعجب من ذا وذا أنني: أراك بعين الرضا في الغضب
وأختم بما رواه عطاء بن السائب عن أبيه قال :
صلى بنا عمار بن ياسر رضي الله عنه صلاة فأوجز فيها فقال له بعض القوم
لقد خففت أو أوجزت الصلاة
فقال : أما على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فلما قام تبعه رجل من القوم هو أنه كنى عن نفسه فسأله عن الدعاء ثم جاء فأخبر به القوم
اللهم بعلمك الغيب, وقدرتك على الخلق
أحيني ما علمت الحياة خيرا لي
وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي
اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة
وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب
وأسألك القصد في الفقر والغنى
وأسألك نعيما لا ينفد
وأسألك قرة عين لا تنقطع
وأسألك الرضاء بعد القضاء
وأسألك برد العيش بعد الموت
وأسألك لذة النظر إلى وجهك
والشوق إلى لقائك ضراء مضرة ولا فتنة مضلة
اللهم زينا بزينة الإيمان, واجعلنا هداة مهتدين
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وزاد وبارك
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء ومن الأدوية لعلاج داء الغضب
الاستعاذة بالله من الشيطان
قال تعالى وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
فصلت:36
عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال
كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه , وانتفخت أوداجه , فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد
فقالوا له : إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال : تعوذ بالله من الشيطان
فقال : وهل بي جنون
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
وأما الغضب فهو غول العقل يغتاله كما يغتال الذئب الشاة وأعظم ما يفترسه الشيطان عند غضبه وشهوته
تغيير الحال
عن أبى ذر رضي الله عنه -أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال
إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع
ترك المخاصمة والسكوت
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي –رحمه الله تعالى
" ومن الأمور النافعة أن تعلم أن أذية الناس لك وخصوصا في الأقوال السيئة لا تضرك بل تضرهم
إلا إن أشغلت نفسك في الاهتمام بها, وسوغت لها أن تملك مشاعرك, فعند ذلك تضرك كما ضرتهم,
فإن أنت لم تصنع لها بالا, لم تضرك شيئا "
يخاطبني السفيه بكل قبح : فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما : كعود زاده الإحراق طيبا
عن ابن عباس رضي الله عنهما -عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال
علموا وبشروا ولا تعسروا وإذا غضب أحدكم فليسكت
قال ابن رجب رحمه الله تعالى " وهذا أيضا دواء عظيم للغضب
لأن الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه
كثيرا من السباب وغيره مما يعظم ضرره
فإذا سكت زال هذا الشر كله عنده , وما أحسن قول مورق العجلي رحمه الله
ما امتلأتُ غضبا قط ولا تكلمتُ في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت
قال سالم ابن ميمون الخواص :
إذا نطق السفيه فلا تجبه : فخير من إجابته السكوتُ
سكتُّ عن السفيه فظن أني : عييتُ عن الجواب وما عييتُ
شرار الناس لو كانوا جميعا : قذى في جوف عيني ما قذيتُ
فلستُ مجاوبا أبدا سفيها : خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ
وقال الصفدي :
واستشعر الحلم في كل الأمور
ولاتسرع ببادرة يوما إلى رجل
وإن بليت بشخص لا خلاق له
فكن كأنك لم تسمع ولم يقل
الوضوء
عن عطية السعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إن الغضب من الشيطان ؛ وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا
ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه
وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق وضوء
استحضار الأجر العظيم لكظم الغيظ
فمن استحضر الثواب الكبير الذي أعده الله تعالى لمن كتم غيظه وغضبه كان سببا في ترك الغضب والانتقام للذات
وبتتبع بعض الأدلة من الكتاب والسنة نجد جملة من الفضائل لمن ترك الغضب منها
الظفر بمحبة الله تعالى والفوز بما عنده قال تعالى
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
آل عمران:134
ومرتبة الإحسان هي أعلا مراتب الدين
وقال تعالى فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)
وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ
الشورى:37
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ثلاثة مَن كنَّ فيه آواه الله في كنفه , وستر عليه برحمته وأدخله في محبته
قيل : ما هن يا رسول الله ؟ قال
مَن إذا أُعطي شكر , وإذا قَدر غفر , وإذا غَضب فتر
ترك الغضب سبب لدخول الجنة
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قلت :
يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة. قال : لا تغضب ولك الجنة
المباهاة به على رؤوس الخلائق
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال
مَن كظم غيظا وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور شاء
النجاة من غضب الله تعالى
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال
قلت يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله ؟
قال لا تغضب فالجزاء من جنس العمل، ومن ترك شيئا لله عوضه الله تعالى خيرا منه
وقال أبو مسعود البدري رضي الله عنه
كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي
اعلم أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب قال
فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فإذا هو يقول
اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود قال: فألقيت السوط من يدي فقال
اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام
قال: فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول
أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب واحذر أن تظلم من لا ناصر له إلا الله
زيادة الإيمان
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وما من جرعة أحب إلي من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا
كظم الغيظ من أفضل الأعمال
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم
ما من جرعة أعظم أجرا ثم الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى
ما تجرع عبد جرعة أعظم من جرعة حلم عند الغضب، وجرعة صبر عند المصيبة
وذلك لأن أصل ذلك هو الصبر على المؤلم، وهذا هو الشجاع الشديد الذي يصبر على المؤلم
والمؤلم إن كان مما يمكن دفعه أثار الغضب، وإن كان مما لا يمكن دفعه أثار الحزن
ولهذا يحمر الوجه عند الغضب لثوران الدم عند استشعار القدرة
ويصفر عند الحزن لغور الدم عند استشعار العجز
الإكثار من ذكر الله تعالى
قال تعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
الرعد:28
فمن اطمئن قلبه بذكر الله تعالى كان أبعد ما يكون عن الغضب قال عكرمة رحمه الله تعالى
في قوله تعالى وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ
الكهف:24 إذا غضبت
العمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصني
قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب
وهنيئا لمن امتثل هذه الوصية وعمل بها ولا شك أنها وصية جامعة مانعة لجميع المسلمين
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى
هذا الرجل ظن أنها وصية بأمر جزئي
وهو يريد أن يوصيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكلام كلي ولهذا ردد
فلما أعاد عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عرف أن هذا كلام جامع
وهو كذلك ؟ فإن قوله : لا تغضب يتضمن أمرين عظيمين
أحدهما : الأمر بفعل الأسباب , والتمرن على حسن الخلق , والحلم والصبر
وتوطين النفس على ما يصيب الإنسان من الخلق , من الأذى ألقولي والفعلي
فإذا وفق لها العبد, وورد عليه وارد الغضب, احتمله بحسن خلقه
وتلقاه بحلمه وصبره, ومعرفته بحسن عواقبه, فإن الأمر بالشيء أمر به, وبما لا يتم إلا به
والنهي عن الشيء أمر بضده, وأمر بفعل الأسباب التي تعين العبد على اجتناب المنهي عنه, وهذا منه
الثاني : الأمر بعد الغضب أن لا ينفذ غضبه
فإن الغضب غالبا لا يتمكن الإنسان من دفعه ورده, ولكنه يتمكن من عدم تنفيذه
فعليه إذا غضب أن يمنع نفسه من الأقوال والأفعال المحرمة التي يقتضيها الغضب
فمتى منع نفسه من فعل آثار الغضب الضارة, فكأنه في الحقيقة لم يغضب
وبهذا يكون العبد كامل القوة العقلية , والقوة القلبية
قال ميمون بن مهران
جاء رجل إلى سلمان رضي الله عنه فقال
يا أبا عبد الله أوصني قال : لا تغضب قال : أمرتني أن لا أغضب وإنه ليغشاني ما لا أملك
قال : فإن غضبت فاملك لسانك ويدك
النظر في نتائج الغضب
فكثير الغضب تجده مصابا بأمراض كثيرة كالسكري والضغط والقولون العصبي وغيرها مما يعرفها أهل الاختصاص
كما أنه بسببه تصدر من الغاضب تصرفات قولية أو فعلية يندم عليها بعد ذهاب الغضب
روي عن علي رضي الله عنه أنه قال لذة العفو يلحقها حمد العاقبة , ولذة التشفي يلحقها ذم الندم
وقيل : من أطاع الغضب أضاع الأرب
وقال الكريزي
ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم : عدوا لعقل المرء أعدى من الغضب
وقال ابن رجب رحمه الله تعالى
والغضب هو غليان دم القلب المؤذي عنه خشية وقوعه
أو طلبا للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه
وينشأ من ذلك كثير من الأفعال المحرمة كالقتل والضرب وأنواع الظلم والعدوان
وكثير من الأقوال المحرمة كالقذف والسب والفحش
وربما ارتقى إلى درجة الكفر كما جرى لجبلة بن الأيهم
وكثيرا ما نسمع أن والدا قتل ولده
أو ولدا قتل والده فضلا عن غيرهم بسبب الغضب
وكم ضاع من خير وأجر وفضل بسبب الغضب
وكم حلت من مصيبة ودمار وهلاك بسبب الغضب
وبسبب ساعة غضب قطعت الأرحام، ووقع الطلاق، وتهاجر الجيران، وتعادى الإخوان
وقامت بين الدول الحروب عن وائل رضي الله عنه قال
إني لقاعد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاء رجل يقود آخر بنسعة فقال
يا رسول الله هذا قتل أخي . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقتلته ؟
فقال : إنه لو لم يعترف أقمت عليه البينة . قال : نعم قتلته
قال : كيف قتلته ؟
قال : كنت أنا وهو نحتطب من شجرة فسبني فأغضبني فضربته بالفأس على قرنه فقتلته
قال مروان بن الحكم في وصيته لابنه عبد العزيز
وإن كان بك غضب على أحد من رعيتك فلا تؤاخذه به عند سورة الغضب
واحبس عنه عقوبتك حتى يسكن غضبك
ثم يكون منك ما يكون وأنت ساكن الغضب منطفئ الجمرة
فإن أول من جعل السجن كان حليما ذا أناة
وكتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى إلى عامل من عماله
أن لا تعاقب عند غضبك، وإذا غضبت على رجل فاحبسه
فإذا سكن غضبك فأخرجه فعاقبه على قدر ذنبه
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
إن الغضب مرض من الأمراض، وداء من الأدواء فهو في أمراض القلوب
نظير الحمى والوسواس والصرع في أمراض الأبدان
فالغضبان المغلوب في غضبه
كالمريض والمحموم والمصروع المغلوب في مرضه والمبرسم المغلوب في برسامه
وقال رحمه الله تعالى
إذا اقتدحت نار الانتقام من نار الغضب ابتدأت بإحراق القادح
أَوْثِقْ غضبك بسلسلة الحلم فإنه كلب إن أفلت أتلف
وقال المعتمر بن سليمان: كان رجل ممن كان قبلكم يغضب
ويشتد غضبه فكتب ثلاث صحائف, فأعطى كل صحيفة رجلا
وقال للأول : إذا اشتد غضبي فقم إلي بهذه الصحيفة وناولنيها
وقال للثاني : إذا سكن بعض غضبي فناولنيها
وقال للثالث : إذا ذهب غضبي فناولنيها
وكان في الأولى : اقصر فما أنت وهذا الغضب إنك لست بإله إنما أنت بشر يوشك أن يأكل بعضك بعضا
وفي الثانية: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء
وفي الثالثة : احمل عباد الله على كتاب الله فإنه لا يصلحهم إلا ذاك
أن تعلم أن القوة في كظم الغيظ ورده
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
ليس الشديد بالصُّرَعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
قال ابن القيم رحمه الله تعالى أي مالك نفسه أولى أن يسمى شديدا من الذي يصرع الرجال
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى
ولهذا كان القوي الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب
حتى يفعل ما يصلح دون ما لا يصلح
فأما المغلوب حين غضبه فليس هو بشجاع ولا شديد
وقال الزرقاني رحمه الله تعالى
لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ, وقد ثارت عليه شدة من الغضب,
فقهرها بحلمه, وصرعها بثباته
وعدم عمله بمقتضى الغضب كان كالصرعة الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه
ليست الأحلام في حال الرضا : إنما الأحلام في حال الغضب
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
مر بقوم يصطرعون فقال ما هذا ؟
فقالوا: يا رسول الله فلان ما يصارع أحدا إلا صرعه
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أفلا أدلكم على مَن هو أشد منه
رجل ظلمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه
ألا إن حلم المرء أكـرم نسبة : تسامى بها عند الفخار حليم
فياربِّ هب لي منك حلما فإنني : أرى الحلم لم يندم عليه كريم
قال المسترشد بالله في وصيته لقاضيه علي بن الحسين الزينبي
" أن يجعل التواضع والوقار شيمته , والحلم دأبه وخليقته , فيكظم غيظه عند احتدام أواره واضطرام ناره
مجتنبا عزة الغضب الصائرة إلى ذلة الاعتذار
قبول النصيحة والعمل بها
فعلى من شاهد غاضبا أن ينصحه ويذكره فضل الحلم ، وكتم الغيظ
وعلى المنصوح قبولُ ذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما
استأذن الحر بن قيس لعيينة فأذن له عمر فلما دخل عليه قال
هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزْل أي العطاء الكثير ولا تحكم بيننا بالعدل
فغضب عمر حتى همَّ به
فقال له الحر: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ
الأعراف:199
وإن هذا من الجاهلين . والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه ,وكان وقافا عند كتاب الله
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
وهكذا الغضبان فإنه إذا اشتد به الغضب يألم بحمله
فيقول ما يقول ويفعل ما يفعل ؛ ليدفع عن نفسه حرارة الغضب فيستريح بذلك
وكذلك يلطم وجهه, ويصيح صياحا قويا, ويشق ثيابه, ويلقي ما في يده؛ دفعا لألم الغضب
وإلقاء لحمه منه, وكذلك يدعو على نفسه وأحب الناس إليه فهو يتكلم بصيغة الطلب والاستدعاء والدعاء
وهو غير طالب لذلك في الحقيقة فكذلك يتكلم بصيغة الإنشاء وهو غير قاصد لمعناها
ولهذا يأمر الملوك وغيرهم عند الغضب بأمور يعلم خواصهم أنهم تكلموا بها دفعا لحرارة الغضب
وأنهم لا يريدون مقتضاها فلا يمتثله خواصهم بل يؤخرونه فيحمدونهم على ذلك إذا سكن غضبهم
وكذلك الرجل وقت شدة الغضب يقوم ليبطش بولده أو صديقه
فيحول غيره بينه وبين ذلك فيحمدهم بعد ذلك كما يحمد السكران والمحموم ونحوهما
من يحول بينه وبين ما يهم بفعله في تلك الحالة
والحلم آفته الجهل المضرُّ به: والعقل آفته الإعجاب والغضب
أخذ الدروس من الغضب السابق
فلو استحضر كل واحد منا قبل أن يُنفذ غضبه الحاضر ثمرةَ غضبٍ سابقٍ
ندم عليه بعد إنفاذه لما أقدم على ما تمليه عليه نفسه الأمارة بالسوء مرة ثانية
فمنع الغضب أسهل من إصلاح ما يفسده
قال ابن حبان رحمه الله تعالى
سرعة الغضب من شيم الحمقى كما أن مجانبته من زي العقلاء
والغضب بذر الندم فالمرء على تركه قبل أن يغضب أقدر على إصلاح ما أفسد به بعد الغضب
لا تغضبن على قوم تحبهم : فليس ينجيك من أحبابك الغضب
اجتناب وإزالة أسباب الغضب : وقد ذكرت جملة منها .
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى
ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم :
السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم , وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور
وذلك بنسيان ما مضى من المكاره التي لا يمكنه ردُّها
ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال, وأن ذلك حمق وجنون
معرفة أن المعاصي كلها تتولد من الغضب والشهوة فتركه إغلاق لباب من أبواب العصيان
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
ولما كانت المعاصي كلها تتولد من الغضب والشهوة, وكان نهاية قوة الغضب القتل
ونهاية قوة الشهوة الزنا
جمع الله تعالى بين القتل والزنا وجعلهما قرينين
في سورة الأنعام , وسورة الإسراء
وسورة الفرقان, وسورة الممتحنة
والمقصود أنه سبحانه أرشد عباده إلى ما يدفعون به شر قوتي الغضب والشهوة من الصلاة والاستعاذة
قال ابن حبان رحمه الله تعالى
لو لم يكن في الغضب خصلة تذم إلا إجماع الحكماء قاطبة على أن الغضبان لا رأي له
لكان الواجب عليه الاحتيال لمفارقته بكل سبب
لذا فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
إن الفقهاء اختلفوا في صحة حكم الحاكم في الغضب على ثلاثة أقوال وهي ثلاثة أوجه في مذهب احمد:
أحدها: لا يصح و لا ينفذ ؛ لأن النهي يقتضي الفساد
والثاني : ينفذ
والثالث : إن عرض له الغضب بعد فهم الحكم نفذ حكمه , وإن عرض له قبل ذلك لم ينفذ
وقال معللا المنع " إنما كان ذلك لأن الغضب يشوش عليه قلبه وذهنه, ويمنعه من كمال الفهم
ويحول بينه وبين استيفاء النظر , ويعمي عليه طريق العلم والقصد
لهذا كان من وصية أمير المؤمنين عمر لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما في القضاء
وإياك والغضب والقلق والضجر
صور من هدي السلف عند الغضب
سب رجل ابن عباس رضي الله عنهما
فلما فرغ قال : يا عكرمة هل للرجل حاجة فنقضيها ؟ فنكس الرجل رأسه واستحى
وقال أبو ذر رضي الله عنه لغلامه
لِمَ أرسلت الشاة على علف الفرس ؟
قال : أردت أن أغيظك
قال : لأجمعن مع الغيظ أجرا
أنت حر لوجه الله تعالى
وأسمع رجل أبا الدرداء رضي الله عنه كلاما
فقال : يا هذا لا تغرقن في سبنا ودع للصلح موضعا
فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه
قال الأحنف بن قيس رحمه الله تعالى لابنه : يا بني إذا أردت أن تواخي رجلا فأغضبه
فإن أنصفك وإلا فاحذره
إذا كنت مختصا لنفسك صاحبا : فمن قبل أن تلقاه بالود أغضبه
فإن كان في حال القطيعة منصفا : وإلا فقد جربته فتجنبـــه
وقال محمد بن حماد الكاتب :
فأعجب من ذا وذا أنني: أراك بعين الرضا في الغضب
وأختم بما رواه عطاء بن السائب عن أبيه قال :
صلى بنا عمار بن ياسر رضي الله عنه صلاة فأوجز فيها فقال له بعض القوم
لقد خففت أو أوجزت الصلاة
فقال : أما على ذلك فقد دعوت فيها بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فلما قام تبعه رجل من القوم هو أنه كنى عن نفسه فسأله عن الدعاء ثم جاء فأخبر به القوم
اللهم بعلمك الغيب, وقدرتك على الخلق
أحيني ما علمت الحياة خيرا لي
وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي
اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة
وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب
وأسألك القصد في الفقر والغنى
وأسألك نعيما لا ينفد
وأسألك قرة عين لا تنقطع
وأسألك الرضاء بعد القضاء
وأسألك برد العيش بعد الموت
وأسألك لذة النظر إلى وجهك
والشوق إلى لقائك ضراء مضرة ولا فتنة مضلة
اللهم زينا بزينة الإيمان, واجعلنا هداة مهتدين
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وزاد وبارك
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بطاطس- قمه عالم الفن
- عدد الرسائل : 5558
العمر : 34
البلد : اسكندرية
رقم العضوية : 9
تاريخ التسجيل : 19/04/2007
رد: علاج الغضب...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى الحقيقه ان الغضب افه منتشره فيما بيننا اليوم ولها اسباب بالتاكيد سواء فى طبيعة الشخص او الضغوط التى تقع على عاتق الشخص مما تؤدى به الى سرعة الغضب
والغضب ليس له الا وجه واحد الا وهو ... الغضب من اجل الله وهذا النوع من الغضب ممدوووووح و يحبذه ويمدحه الرسول صلى الله عليه وسلم
اما الغضب من اجل النفس والدنيا فهو غضب مذموم ويذمه الرسول صلى الله عليه وسلم
فنجد اليوم معظم الناس يغضبون من اجل النفس ومن اجل اسباب واهيه تافهه وتجد العبارات الرنانه تملا المكان
مابقاش فلان لو ما طلعت عينك
انا فلان ابن فلان تقولى كدا وترد عليا
انت مش عارف انت بتكلم مين
انت مين اصلا علشان تتكلم معايا
مش انا اللى اخد على قفايا
وغيرها من العبارات الرنانه والتى تشعرك وانك تقف امام رجل ذو نفوذ وسلطه رغم ان هناك الكثير ممن لديهم نفوذ وسلطه لا يفترون ولا يظلمون
هؤلاء نسوا او غفلوا ان الغضب قد يوقعهم فى معصيه كبيره عن طريق رمثل تلك الالفاظ والتى بها من الكبر والتعالى ما نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
لا يدخل الجنه من كان فى قلبه ذره من كبر
اخى الكريم دائما ماكان ينصح الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب واذا حدث وغضبت من اجل النفس فهناك امران
الامر الاول ... اما ان تكون اقوى من ذلك الشخص الذى اغضبك وهنا ليس لديك الا العفو من اجل الله
الامر الثانى ... اما ان تكون اضعف من ذلك الشخص الذى اغضبك واذاك وهنا لديك نعمه كبيره تستطيع ان تحتمى بها الا وهى الصبر
وفى كلتا الحالتين انت الفائز ان شاء الله عز وجل
اخى الكريم حتى لا اطيل انصحك ونفسى بالبعد عن الغضب
لا تغضب من اجل النفس فاما العفو واما الصبر
اغضب من اجل وابغض من اجل الله لا من اجل دنيا تصيبها او نفسا قد تؤدى بك الى الهلاك
وهنااااك طرق لعلاج الغضب بالتاكيد اوضحها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ونصح بها اصحابه
اولا القاء السلام على من بينك وبينك مشاده او ماشابه
ثانيا كظم الغيظ اذا تعرضت له عملا بقول الله عز وجل ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ... )
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
ليس الشديد بالصُّرَعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
ثالثا الجلوس ان كنت واقفا كما نصحنا الرسول صلى الله عليه وسلم او يضطجع
عن أبى ذر رضي الله عنه -أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال
إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع .
رابعا هناك بعض الروايات ولكنها ضعيفه تقول انك ان تعرضت للغضب فلتتوضا فان الماء يذهب الغضب
خامسا لا تعطى بالا لمن يؤذيك بالكلام فرسولنا الكريم كان يؤكد للصحابه رضوان الله عليهم ان الكفار كانوا يسبون مذمما وهو صلى الله عليه وسلم محمداا
سادسا ان تستحضر الاجر العظيم العائدعليك من العفو او الصبر
واخيرا وليس باخير اذا ذكرك شخصا ما بكلام الله ورسوله وانت غاضب فلتستجيب دون معانده او مكابره وان تستغفر الله
لا اريد ان اطيل فكلامى ليس الا تكمله لكلام اخى بطاطس او جزءمنه
جزاك الله خيرا
فى الحقيقه ان الغضب افه منتشره فيما بيننا اليوم ولها اسباب بالتاكيد سواء فى طبيعة الشخص او الضغوط التى تقع على عاتق الشخص مما تؤدى به الى سرعة الغضب
والغضب ليس له الا وجه واحد الا وهو ... الغضب من اجل الله وهذا النوع من الغضب ممدوووووح و يحبذه ويمدحه الرسول صلى الله عليه وسلم
اما الغضب من اجل النفس والدنيا فهو غضب مذموم ويذمه الرسول صلى الله عليه وسلم
فنجد اليوم معظم الناس يغضبون من اجل النفس ومن اجل اسباب واهيه تافهه وتجد العبارات الرنانه تملا المكان
مابقاش فلان لو ما طلعت عينك
انا فلان ابن فلان تقولى كدا وترد عليا
انت مش عارف انت بتكلم مين
انت مين اصلا علشان تتكلم معايا
مش انا اللى اخد على قفايا
وغيرها من العبارات الرنانه والتى تشعرك وانك تقف امام رجل ذو نفوذ وسلطه رغم ان هناك الكثير ممن لديهم نفوذ وسلطه لا يفترون ولا يظلمون
هؤلاء نسوا او غفلوا ان الغضب قد يوقعهم فى معصيه كبيره عن طريق رمثل تلك الالفاظ والتى بها من الكبر والتعالى ما نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
لا يدخل الجنه من كان فى قلبه ذره من كبر
اخى الكريم دائما ماكان ينصح الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب واذا حدث وغضبت من اجل النفس فهناك امران
الامر الاول ... اما ان تكون اقوى من ذلك الشخص الذى اغضبك وهنا ليس لديك الا العفو من اجل الله
الامر الثانى ... اما ان تكون اضعف من ذلك الشخص الذى اغضبك واذاك وهنا لديك نعمه كبيره تستطيع ان تحتمى بها الا وهى الصبر
وفى كلتا الحالتين انت الفائز ان شاء الله عز وجل
اخى الكريم حتى لا اطيل انصحك ونفسى بالبعد عن الغضب
لا تغضب من اجل النفس فاما العفو واما الصبر
اغضب من اجل وابغض من اجل الله لا من اجل دنيا تصيبها او نفسا قد تؤدى بك الى الهلاك
وهنااااك طرق لعلاج الغضب بالتاكيد اوضحها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ونصح بها اصحابه
اولا القاء السلام على من بينك وبينك مشاده او ماشابه
ثانيا كظم الغيظ اذا تعرضت له عملا بقول الله عز وجل ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ... )
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
ليس الشديد بالصُّرَعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
ثالثا الجلوس ان كنت واقفا كما نصحنا الرسول صلى الله عليه وسلم او يضطجع
عن أبى ذر رضي الله عنه -أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال
إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع .
رابعا هناك بعض الروايات ولكنها ضعيفه تقول انك ان تعرضت للغضب فلتتوضا فان الماء يذهب الغضب
خامسا لا تعطى بالا لمن يؤذيك بالكلام فرسولنا الكريم كان يؤكد للصحابه رضوان الله عليهم ان الكفار كانوا يسبون مذمما وهو صلى الله عليه وسلم محمداا
سادسا ان تستحضر الاجر العظيم العائدعليك من العفو او الصبر
واخيرا وليس باخير اذا ذكرك شخصا ما بكلام الله ورسوله وانت غاضب فلتستجيب دون معانده او مكابره وان تستغفر الله
لا اريد ان اطيل فكلامى ليس الا تكمله لكلام اخى بطاطس او جزءمنه
جزاك الله خيرا
روح الحياه- فنان رفيع المستوى
- عدد الرسائل : 422
تاريخ التسجيل : 12/08/2007
رد: علاج الغضب...
نور الاسلام كتب:مجهود رائع يا بطاطس
شكرا يا نور على ردك الجميل ده
بطاطس- قمه عالم الفن
- عدد الرسائل : 5558
العمر : 34
البلد : اسكندرية
رقم العضوية : 9
تاريخ التسجيل : 19/04/2007
رد: علاج الغضب...
روح الحياه كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى الحقيقه ان الغضب افه منتشره فيما بيننا اليوم ولها اسباب بالتاكيد سواء فى طبيعة الشخص او الضغوط التى تقع على عاتق الشخص مما تؤدى به الى سرعة الغضب
والغضب ليس له الا وجه واحد الا وهو ... الغضب من اجل الله وهذا النوع من الغضب ممدوووووح و يحبذه ويمدحه الرسول صلى الله عليه وسلم
اما الغضب من اجل النفس والدنيا فهو غضب مذموم ويذمه الرسول صلى الله عليه وسلم
فنجد اليوم معظم الناس يغضبون من اجل النفس ومن اجل اسباب واهيه تافهه وتجد العبارات الرنانه تملا المكان
مابقاش فلان لو ما طلعت عينك
انا فلان ابن فلان تقولى كدا وترد عليا
انت مش عارف انت بتكلم مين
انت مين اصلا علشان تتكلم معايا
مش انا اللى اخد على قفايا
وغيرها من العبارات الرنانه والتى تشعرك وانك تقف امام رجل ذو نفوذ وسلطه رغم ان هناك الكثير ممن لديهم نفوذ وسلطه لا يفترون ولا يظلمون
هؤلاء نسوا او غفلوا ان الغضب قد يوقعهم فى معصيه كبيره عن طريق رمثل تلك الالفاظ والتى بها من الكبر والتعالى ما نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
لا يدخل الجنه من كان فى قلبه ذره من كبر
اخى الكريم دائما ماكان ينصح الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب واذا حدث وغضبت من اجل النفس فهناك امران
الامر الاول ... اما ان تكون اقوى من ذلك الشخص الذى اغضبك وهنا ليس لديك الا العفو من اجل الله
الامر الثانى ... اما ان تكون اضعف من ذلك الشخص الذى اغضبك واذاك وهنا لديك نعمه كبيره تستطيع ان تحتمى بها الا وهى الصبر
وفى كلتا الحالتين انت الفائز ان شاء الله عز وجل
اخى الكريم حتى لا اطيل انصحك ونفسى بالبعد عن الغضب
لا تغضب من اجل النفس فاما العفو واما الصبر
اغضب من اجل وابغض من اجل الله لا من اجل دنيا تصيبها او نفسا قد تؤدى بك الى الهلاك
وهنااااك طرق لعلاج الغضب بالتاكيد اوضحها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ونصح بها اصحابه
اولا القاء السلام على من بينك وبينك مشاده او ماشابه
ثانيا كظم الغيظ اذا تعرضت له عملا بقول الله عز وجل ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ... )
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
ليس الشديد بالصُّرَعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
ثالثا الجلوس ان كنت واقفا كما نصحنا الرسول صلى الله عليه وسلم او يضطجع
عن أبى ذر رضي الله عنه -أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال
إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع .
رابعا هناك بعض الروايات ولكنها ضعيفه تقول انك ان تعرضت للغضب فلتتوضا فان الماء يذهب الغضب
خامسا لا تعطى بالا لمن يؤذيك بالكلام فرسولنا الكريم كان يؤكد للصحابه رضوان الله عليهم ان الكفار كانوا يسبون مذمما وهو صلى الله عليه وسلم محمداا
سادسا ان تستحضر الاجر العظيم العائدعليك من العفو او الصبر
واخيرا وليس باخير اذا ذكرك شخصا ما بكلام الله ورسوله وانت غاضب فلتستجيب دون معانده او مكابره وان تستغفر الله
لا اريد ان اطيل فكلامى ليس الا تكمله لكلام اخى بطاطس او جزءمنه
جزاك الله خيرا
شكرا يا روح على الرد والاضافه الجميله دى
بطاطس- قمه عالم الفن
- عدد الرسائل : 5558
العمر : 34
البلد : اسكندرية
رقم العضوية : 9
تاريخ التسجيل : 19/04/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى