الدوري مات يوم مولده ونحن لا نعرف
صفحة 1 من اصل 1
الدوري مات يوم مولده ونحن لا نعرف
لو أن لدينا جهة رياضية تتابع وترصد وتحلل لعرفنا حجم الخطر الداهم المتربص بالأندية الرياضية صاحبة الجماهيرية الكروية.. خطر يبتلع كل سنتين أو ثلاث ناديا يختفي من علي الخريطة نتيجة خروجه من الدوري الممتاز بتذكرة ذهاب فقط لا عودة بها!
المنصورة خرج ولم يعد والأوليمبي مثله والسويس هبط ولم يعثروا له علي أثر والشرقية يقال إن النداهة أخذته والمنيا هناك كلام عن أنه معمول له عمل وكفر الشيخ ودمنهور وقنا وأسوان سمعت أنها غيرت نشاطها!
لو عندنا جهة ترصد لعرفت أن الدور قادم لا محالة علي بقية الأندية والمتوقع أن يتزايد معدل السقوط لنودع كل سنة ناديا يذهب ولا يعود.. وهو ذهب ولن يعود لأن الدولة ممثلة في الجهة الإدارية تعاونت مع اتحاد الكرة قبل17 سنة في فرض نظام احتراف كروي هو في الواقع بدعة لا يوجد لها مثيل.. تم فرضها علي الأندية التي وجدت نفسها مجبرة علي قبول الاحتراف
وعلي الالتزام بحتمية التعاقد مع اللاعبين بعقود محددة المدة وعلي ترك بورصة الأسعار بلا نظام يحكمها أو دليل تهتدي به ليصبح سعر اللاعبين علي الكيف وتتضاعف مصروفات الأندية أضعاف أضعاف ما كانت عليه قبل الاحتراف بينما الإيرادات كما هي بل أخذت في التدهور نتيجة عدم إقبال الجماهير علي المباريات والجماهير لا تحضر لأسباب.. منها المستوي الذي لا يستقر علي حال والمستوي مذبذب لأن المسابقة غير منتظمة ومواعيدها غير محترمة!. الإيرادات تتدهور لأن التوقفات تستمر أسابيع لا توجد فيها كرة وفجأة تستأنف المسابقة بمباراة كل ثلاثة أيام والطبيعي ألا تحضر الجماهير لأن عندها أعمالها وأرزاقها وليست متفرغة للكرة لكي تحضر مباراة كل ثلاثة أيام والمباريات تقام علي مدي أيام الأسبوع والمفترض أن تقام في يوم واحد هو يوم الإجازة ـ الجمعة ـ وتثبيت يوم للمباريات يساعد علي ذهاب الجماهير للملاعب مثلما يساعد علي ارتفاع المستوي الفني الذي بدوره له مردود علي الإقبال الجماهيري!
خلاصة القول إن الأندية وجدت نفسها مع هذا الاحتراف أمام مصروفات هائلة بالمقارنة بالإيرادات المتواضعة لتبدأ منظومة عجز في الميزانيات يتعاظم سنة بعد أخري وكلما سنحت الفرصة أجهز هذا العجز المادي علي ناد وأسقطه من الممتاز وقطع أمامه كل طرق العودة!
وهذه السنة تحديدا النداهة تحوم وتدور حول أندية الدوري وهي علي ثقة في أنها ستأخذ معها في نهاية الموسم ناديا شعبيا إلي الطريق الذي لا عودة منه!. أؤكد هذا لأن الجواب نعرفه من عنوانه والموسم اتعرف من بدايته التي شهدت توقفا لمدة شهر لأجل البطولة العربية وكلها كام يوم ويتوقف شهرين لأجل كأس الأمم وبحسبة بسيطة نكتشف أن التوقفات ستصل إلي قرابة الـ100 يوم والنشاط الذي يتوقف أكثر من ثلاثة أشهر منها اثنان متصلان لابد أن ينقصم ظهره فنيا وأنا شخصيا لا أعرف كيف ستتصرف الأندية خلال توقف كأس الأمم؟. هل تعطي لاعبيها إجازة وتعمل لهم بعدها فترة إعداد جديدة؟. هل تنظم مباريات ودية وهل مثل هذه المباريات كافية للحفاظ علي مستوي؟. هل يفكر اتحاد الكرة أو أي جهة في عمل دورة ودية أو أكثر باعتبار أنه ما لا يؤخذ كله لا يترك كله؟. هل تأخذ الأندية لاعبيها و'تشحت' بهم أمام أضرحة أولياء الله؟. أنا لا أعرف ماذا ستفعل الأندية في هذه الورطة المادية و الفنية الناجمة عن التوقف الطويل والتي ستترك آثارا سلبية بالغة علي اللاعبين وعلي الخزائن الخاوية أصلا!.
أنا لا أعرف كيف تواجه الأندية القصور المادي الناجم عن التوقف لأن عداد عقود اللاعبين شغال والمباريات متوقفة والدخل القادم من تليفزيون وإعلانات ملعب توقف!
هذا التوقف يجيء ونصف أندية المسابقة يلعب في القاع حيث التقارب في النقاط وحيث التشابه في الظروف التي تدور كلها حول الهروب من الهبوط والمستوي هو طوق النجاة لأندية القاع وهذا المستوي لا أحد يسأل عنه بعد أشهر التوقف!
أخشي ما أخشاه أن يكون القادم أكثر من ضحية من الأندية الجماهيرية.. ضحية التوقف الذي أوقف الحال ماديا وفنيا ولو حدث هذا لا قدر الله.. انفرط عقد التركيبة المتوازنة للمسابقة مابين الأندية الجماهيرية وأندية الهيئات لتصبح الأغلبية لأول مرة لمصلحة أندية الهيئات وضد مصلحة كرة القدم المصرية لأن اختفاء الأندية صاحبة الجماهيرية الواحد بعد الآخر واحتلال أندية الهيئات مكانها سيقضي علي شعبية الكرة وهذا قضاء علي الكرة نفسها!
الحل الجذري لهذه القضية.. أن نطبق ما سبقنا العالم فيه وأن نصلح الخلل القائم من أول يوم طبقنا فيه الاحتراف المصري وإصلاح الخلل بأن نجعل الأندية كيانات اقتصادية علي شكل شركات مساهمة بدلا من وضعها الحالي هيئات اجتماعية وهذا التحول حتمي لأن الاحتراف نشاط اقتصادي قبل أن يكون رياضيا وما لم تكن الأندية مؤسسات اقتصادية فلن تقدر علي الاحتراف ولن تجد إيرادات تواجه بها المصروفات وسوف تعيش علي الإعانات والتبرعات وكفالة رجال الأعمال لها وكلها إيرادات في علم الغيب لأن من' يشحت' ليس من حقه أن يحدد ما يريد أو حتي يفتح فمه وقدره أن ينتظر وصول العطاء من أهل الخير وهو يعلم أنه قد يصل وربما لا يصل وقد يكون مناسبا وقد يكون قليلا وفي الحالتين المدعوم لا يملك مجرد الاعتراض لأنه مدين ومتورط ومحتاج!
الحل الجذري أن نطبق الاحتراف كما هو معمول به في كل الدنيا ونتذكر أنه لا يوجد في بلد بالعالم أندية هاوية تدير لاعبين محترفين وهذا الوضع الغريب موجود عندنا فقط وهو سبب كل البلاوي واستمراره سيغلق أندية بالضبة والمفتاح!
الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اختار عشر دول آسيوية لتطبيق كل جوانب الاحتراف وأعطاها فترة سماح حتي2009 لتوفيق أوضاعها لتتمكن من اللعب في دوري المحترفين الذي يتطلب شروطا كثيرة لابد من توافرها في اللاعبين والأندية والاتحاد الإماراتي سوف ينظم دوري المحترفين ابتداء من الموسم المقبل في الإمارات وفق تعليمات الاتحاد الآسيوي!
الدنيا كلها تتحرك ونحن ولا هنا وأنديتنا هيئات اجتماعية لها اهتمام بالرياضة!. كلنا يعرف أن أنديتنا هيئات اجتماعية تحكمها إدارات هاوية غير متفرغة وتجيء لمقاعدها بانتخابات اجتماعية والميزانيات متواضعة واللوائح الموجودة متخلفة!
كلنا يعلم هذا لكن أغلبنا يجهل أنه يوم اهتمت الدولة بالرياضة وأعطت الضوء الأخضر لأجل وضع قانون للرياضة يا فرحة ما تمت لأن الجهة الإدارية المسئولة عن الرياضة تصرفت نفس تصرف شخص يعاني من تريقة خلق الله علي لقب الجحش الذي يحمله في اسمه والتريقة جعلته فكر واهتدي إلي حل يقضي به علي سخرية الناس والحل تغيير الاسم فماذا فعل؟. بدلا من تغيير كلمة الجحش المتسببة في كل البلاوي غير اسمه الأول وترك اللقب.. غير الاسم من فلان الجحش إلي علان الجحش! وهذا ما فعلته الجهة الإدارية التي تركت القانون الذي تخطاه الزمن بزمن وأصبح وجوده غير قانوني لأن الهيئات الرياضية تغيرت جذريا مهامها!. بدلا من نسف القانون الجحش الموجود تركوه يرتع وراحوا يغيرون أشياء هايفة مفترض أنها ستلغي كلها مع تحول الأندية إلي كيانات اقتصادية!.
الحل أن نقلد الاتحاد الإماراتي وليس هذا عيبا طالما أن الغفوة أخذتنا سنين والدنيا حولنا تتحرك!. نقلده لأجل إقامة دوري محترفين ولأجل أن تكون أنديتنا كيانات اقتصادية!
الحل أن نأخذ المسألة بجد وندرس ملف احتراف الأندية بجد لأن كل وقت نهدره في الكلام الفارغ يدفعنا للوراء بجد!
......................................................
** الحل الجذري هو الآجل الذي طرحته في السطور السابقة.. فماذا عن الحل العاجل الذي لابد منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأندية التي تحظي بجماهيرية وشعبية؟
الحل العاجل مطلوب أن نعمل له من نفس اللحظة التي نفكر فيها في الحل الآجل!
الحل الذي أتكلم عنه هدفه العاجل إنقاذ ما تبقي من أندية جماهيرية والحيلولة دون سقوطها والسوابق أكدت أن الذي يقع منها لا تقوم له قائمة!
هذه الأندية التي أتحدث عنها لديها عجز مادي هائل نتيجة الخلل ما بين المصروفات الرهيبة التي صنعها الاحتراف والإيرادات المتواضعة التي تزداد تواضعا.. والعجز المادي هذا يحاول رجال الأعمال المسئولون عن هذه الأندية أن يقللوا من اتساع هوته والحل العاجل الذي أتكلم عنه لهذه الأندية يوفر مناخا أفضل لها وأسهل أمامها خلال الفترة الزمنية التي يحتاجها الحل الآجل الذي به ومعه تتحول الأندية من هيئات اجتماعية إلي كيانات اقتصادية!
نحن أمام عدة حقائق مستحيل تجاهلها ونحن نتحدث عن خطر الانقراض الذي يواجه الأندية الجماهيرية والذي سيؤثر تماما فيما بعد علي شعبية ومستوي كرة القدم المصرية.. واسمحوا لي بأن أستعرض أهم هذه الحقائق:
1 ـ الموسم الكروي الذي نحن فيه انضرب وانتهي فنيا وماديا نتيجة التوقفات التي هي مشكلة.. أما المشكلة الأكبر فسوف تظهر عندما تستأنف المسابقة بجدول مباريات مضغوط لا يعنيه مستوي ولا إجهاد ولا إصابات لأن كل ما يهمه تسديد خانات أن المسابقة أقيمت وليس مهما أي من أهداف إقامتها تحقق.. وعليه!
ظلم فادح أن نحاسب الأندية علي مستوي في موسم قتلوه فنيا!
2 ـ الحقيقة الثانية هي واقع قائم من سنين طويلة وأغلبنا بكل أسف لا يراه!. واقع يقول إن عجز الميزانيات في الأندية القائمة علي قاعدة جماهيرية ابتلع عددا هائلا منها من سنين وكل ناد وقع لم يستطع النهوض ليختفي من علي الخريطة الكروية!. حدث هذا لناديين في السويس وناد في الإسكندرية وفي المنصورة وفي الشرقية وفي كفر الشيخ وفي دمنهور وفي قنا وفي المنيا وفي أسوان!
أندية خرجت ولم تعد وصعب جدا عودتها ما لم يحدث تغيير جذري في هيكلها الاجتماعي لتصبح كيانا اقتصاديا ومعه وخلاله لابد وفورا أن يحدث تغيير جذري آخر في شكل ومضمون مسابقة الدوري وعندما أتكلم عن الدوري فأنا أقصد الدوري بكل درجاته لأنها جميعا تصنع هذا الكيان وإن لم تكن هذه الدرجات مرتبطة ببعضها بعضا بجعلها عمقا لبعضها بعضا.. إنما لم يحدث هذا التناسق الذي هو غير موجود منذ بدأ الدوري في1948.. وعدم وجوده جعل درجات الدوري لا علاقات فنية تربطها ومن ثم تحولت المسابقة في هذه الدرجات إلي عمل روتيني لا تتحقق من ورائه أهداف وهذا الأمر قصم ظهر مسابقة الدوري وفصل الرأس وأقصد به الدوري الممتاز عن الجسد الذي يضم درجات الدرجة الأولي والثانية والثالثة!
3 ـ ونحن نتكلم عن حلول جذرية حان وقت إعادة النظر في مسابقة الدوري التي لم ينظر لها أحد فنيا علي مدي عمرها كله والنظرة الفنية التي أتكلم عنها هي أن تكون درجات الدوري وحدة واحدة تتلاقي القوي فيها ولا تتضاد والتلاقي في اتجاه واحد هو المنتخب نحو هدف واحد هو المستوي وهذا الأمر بهذا التصور لم يحدث لا في سنة1948 يوم بدأ الدوري ولا هو موجود في سنة2007 التي اتوقف فيها حال الدوري!
4 ـ خلال الـ59 سنة الماضية وهي عمر الدوري طرأت علي فترات تغيرات علي المسابقة لأهداف ليس منها النواحي الفنية والتغيرات كانت علي الشكل لا المضمون في أن يكون الممتاز مجموعتين بدلا من مجموعة أو يعود مجموعة واحدة بدلا من مجموعتين وفي الحالتين لم يفسر أحد لنا الهدف من كل تغيير والسبب في التغيير!. لا أحد قال لماذا تم التغيير عندما جعلوه مجموعتين بدلا من مجموعة واحدة ولا أحد قال لنا لماذا عادوا في التغيير إلي مجموعة بدلا من اثنتين!. لم يبرر مسئول السبب لأنهم عندما غيروا لم يكن الأمر لأسباب فنية وعندما عدلوا أيضا لم يكن الأمر فنيا!
5 ـ أنا أطالب بإعادة النظر في مسابقة الدوري بدرجاتها لتكون قاعدة اختيار للمنتخب وضمانة لصنع مستوي فني متميز والحفاظ عليه وهذا يتحقق فيما لو نسفنا نظام المسابقة الحالي لأنه فاشل والذي يؤكد فشله المستوي الذي لا يثبت علي مستوي والنتائج المتواضعة لكرة القدم المصرية أمام الدول الأخري!
6 ـ في تقديري أن نظام مسابقة الدوري الأمثل هو الذي يعطي للأندية في مختلف الدرجات مساحة اطمئنان بها ومعها تهتم بالناشئين الصغار وتعطي الفرص للناشئين الكبار.. ومساحة الاطمئنان التي أشير إليها هي بيت القصيد وأصل الداء الذي ضرب معظم الأندية التي اختفت من علي الساحة الكروية!. كيف؟.
لأن في الكرة عقدة اسمها الدوري الممتاز مثلما في المجتمع عقدة الشهادة الجامعية! من لا يحمل شهادة جامعية خرج من رحمة بلد بأكمله.. لا أندية تقبله عضوا بها ولا انتخابات رياضية يسمح له بدخولها لأن الشهادة الجامعية هي أحد شروط الترشيح ولا أسرة تقبل أن تزوج ابنتها.. باختصار أحسن له يبحث عن بلد آخر ليس بلد شهادات!
والأندية أيضا من لا يلعب في الممتاز خرج من رحمة الكرة ولذلك من يهبط للمظاليم يسعي للعودة للأضواء بأي طريقة حتي ولو كان سيهبط في نهاية سنة الصعود!. المهم أن يصعد وأن يوضع اسمه في جدول الممتاز ويظهر في التليفزيون مع الكبار وتأتي في الصحف سيرته كل أسبوع وهم يتكلمون عن مباريات الأسبوع بل ويدخل اسمه في عنوان بعرض الصفحة عندما يلعب مع الأكابر بل إنه مرشح لدخول التاريخ إذا ما عملها وهزم أولاد الذوات وهذا ممكن ووارد!. باختصار النادي يريد الصعود بأي طريقة وأقصر الطرق هو اللاعبون أصحاب الشنط الجاهزة الذين يتعاقدون في بداية الموسم مع ناد صاعد للممتاز
وفي نفس الوقت يربطون كلاما للعب مع المرشح للصعود في الموسم الجديد لأنهم يعلمون أن مهمتهم مع أي ناد صاعد هي موسم واحد يقبضون فيه ما يقدرون عليه من فلوس وفي نهاية الموسم يقع النادي ويتركون الفريق لأنهم اشترطوا في العقد أن تنتهي العلاقة فيما لو هبط وهم يعرفون من أول يوم أنه سيهبط ولهذا يربطون كلاما مع المرشحين للصعود ويتم التعاقد بمجرد الصعود وتنتهي العلاقة بمجرد الهبوط وينتقلون لفريق آخر صاعد يتركونه في نهاية الموسم لأنه هابط وكل واحد من أصحاب الشنط الجاهزة يستفيد إلا كرة القدم والمستوي والمنتخب!
هذا الوضع المسخرة قضي علي الناشئين في كل محافظات مصر لأن الأندية تريد الجاهز ولو أن ناديا فكر مرة بعد هبوطه في أن يعيد ترتيب بيته ويفسح المجال للنشء الصغير ليكبر به داخل النادي ويعتمد عليه في الصعود ويعتمد عليه في الممتاز لو حدث هذا لعادت الأندية الجماهيرية إلي مواقعها في الممتاز لأن أي ناد في خدمته محافظة بأكملها تمولها بالمواهب الصغيرة!. لو حدث هذا.. عادت الأندية الجماهيرية قاعدة تفريخ للمنتخب مثلما كان الوضع وقت كان للسويس والمصري والمنصورة والاتحاد والأوليمبي أسماء رائعة لامعة في منتخب مصر.. يوم قدمت للكرة المصرية عبده سليم وفؤاد سليم والإسناوي وحميد وحمد الله وشاهين وسيد عبد الله والليوي ومحمد بدوي والشال وسليط وبدير وأحمد صالح وبوبو وشحتة الإسكندراني وبدوي عبد الفتاح ومحمود بكر وعز الدين يعقوب!
هذه الأندية قدمت هؤلاء النجوم الدوليين لمصر لأن المدارس وقتها كانت هي المعنية باكتشاف المواهب لأن بها ملاعب وعندما اغتالوا الملاعب ماتت الرياضة المدرسية وأصبح النادي مسئولا عن البحث والاكتشاف والرعاية وهي مشكلة صعبة وتزداد صعوبة لأن عدد الممارسين للكرة في تناقص لأنه لا توجد مساحة أرض خالية يلعبون عليها عكس زمان كانت الملاعب في المدارس وفي الشوارع وفي مساحات الأرض الكثيرة الخالية!
الأندية الآن ظهرها أصبح في الحائط لأن قاعدة الممارسة تزداد تقلصا وفرص اكتشاف المواهب تنعدم بعدما أصبح البناء علي أي مساحة فضاء أو ملعب هدفا حكوميا والأطفال الذين كانوا يمارسون الكرة في الستينات تضاءلت أعدادهم رغم أن تعداد مصر تضاعف أربع مرات!
عقدة الصعود للأضواء بأي طريقة جعلت الأندية تعتمد تماما علي اللاعبين الرديف الانكشارية وجاء ذلك علي حساب الناشئين الصغار الموجود بينهم مواهب لن نراها إلا إذا أخذت فرصة وهي لن تحصل علي فرصة مادام اللاعبون' التيك أواي' جاهزين بالشنط!
كل هذه العناصر التي طرحتها وغيرها كثير لابد أن توضع في الحسبان ونحن نتحدث عن نظام جديد لمسابقة الدوري وعندي لها تصور يصلح أساسا للنقاش!
أقترح أن يتم تحويل200 ناد من الأندية الأعضاء في اتحاد الكرة إلي أندية متخصصة في الكرة حتي عمر16 عاما وهو العمر الذي يجب أن يكون بداية سن المنافسة وهذه الأندية محترفة وتعمل في صناعة النشء وبيعه في سن الـ16 لكل أندية المسابقة وهي تحصل علي النشء من أندية تحتها كل مهمتها الممارسة أي عندها مساحة أرض وهدف النادي إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الصغار ليلعبوا الكرة لأجل اكتشاف العناصر التي تصلح للعب الكرة.. بمعني أن أندية الممارسة مهمتها أن تشير إلي العناصر الصغيرة الصالحة لتلتقطها أندية الناشئين الـ200 المتخصصة!. وأندية الممارسة لابد أن تنشئها الدولة إذا ما كنا نفكر في إصلاح جذري للكرة لأن إتاحة فرصة اللعب أمام النشء مطلوب لها مساحات أرض والأرض مسئولية دولة لأن الأرض ملكيتها!
الأندية المتخصصة في الكرة حتي سن الـ16.. فوقها تأتي الدرجة الثالثة للمسابقة بحد أقصي للسن فيها19 سنة ومن وصل إلي هذا العمر ولم يلفت أنظار أندية الثانية والأولي والممتاز أفضل له أن يمارس الكرة كهواية ويترك مكانه لمن يقدر علي احتراف الكرة!
الدرجة الثانية أقصي سن لها22 سنة والأولي مع الممتاز الأعمار فيها مفتوحة!
الدوري الممتاز من حيث العدد يبدأ بثلاث مجموعات وربما أكثر وكل مجموعة تضم8 أندية وهذا معناه أن النادي سيلعب14 مباراة ذهابا وعودة وهذا الدوري ينتهي في ثلاثة أشهر وأسبوعين فيما لو أقيمت مباراة واحدة في الأسبوع وبانتهاء هذا الدوري يتم اختيار الأندية الثلاثة الأولي في كل مجموعة لتلعب في دوري سوبر من مجموعتين فيه يلعب النادي16 مباراة علي مدي16 أسبوعا أي أربعة أشهر! معني الكلام أن الموسم سبعة أشهر ونصف الشهر والمباريات كل أسبوع وفرصة اللعب الودي قائمة أمام كل ناد في وسط الأسبوع وانتظام المواعيد سيرفع المستوي ويعيد الجماهير للمدرجات والمكسب الأهم علي الإطلاق أن الأندية في المحافظات ستعطي كل الفرص للناشئين ما دامت تلعب في أول الموسم مع الأهلي والزمالك والإسماعيلي.. والناشئون هم مستقبل الكرة وليس لاعبي الشنط الجاهزة!
المنصورة خرج ولم يعد والأوليمبي مثله والسويس هبط ولم يعثروا له علي أثر والشرقية يقال إن النداهة أخذته والمنيا هناك كلام عن أنه معمول له عمل وكفر الشيخ ودمنهور وقنا وأسوان سمعت أنها غيرت نشاطها!
لو عندنا جهة ترصد لعرفت أن الدور قادم لا محالة علي بقية الأندية والمتوقع أن يتزايد معدل السقوط لنودع كل سنة ناديا يذهب ولا يعود.. وهو ذهب ولن يعود لأن الدولة ممثلة في الجهة الإدارية تعاونت مع اتحاد الكرة قبل17 سنة في فرض نظام احتراف كروي هو في الواقع بدعة لا يوجد لها مثيل.. تم فرضها علي الأندية التي وجدت نفسها مجبرة علي قبول الاحتراف
وعلي الالتزام بحتمية التعاقد مع اللاعبين بعقود محددة المدة وعلي ترك بورصة الأسعار بلا نظام يحكمها أو دليل تهتدي به ليصبح سعر اللاعبين علي الكيف وتتضاعف مصروفات الأندية أضعاف أضعاف ما كانت عليه قبل الاحتراف بينما الإيرادات كما هي بل أخذت في التدهور نتيجة عدم إقبال الجماهير علي المباريات والجماهير لا تحضر لأسباب.. منها المستوي الذي لا يستقر علي حال والمستوي مذبذب لأن المسابقة غير منتظمة ومواعيدها غير محترمة!. الإيرادات تتدهور لأن التوقفات تستمر أسابيع لا توجد فيها كرة وفجأة تستأنف المسابقة بمباراة كل ثلاثة أيام والطبيعي ألا تحضر الجماهير لأن عندها أعمالها وأرزاقها وليست متفرغة للكرة لكي تحضر مباراة كل ثلاثة أيام والمباريات تقام علي مدي أيام الأسبوع والمفترض أن تقام في يوم واحد هو يوم الإجازة ـ الجمعة ـ وتثبيت يوم للمباريات يساعد علي ذهاب الجماهير للملاعب مثلما يساعد علي ارتفاع المستوي الفني الذي بدوره له مردود علي الإقبال الجماهيري!
خلاصة القول إن الأندية وجدت نفسها مع هذا الاحتراف أمام مصروفات هائلة بالمقارنة بالإيرادات المتواضعة لتبدأ منظومة عجز في الميزانيات يتعاظم سنة بعد أخري وكلما سنحت الفرصة أجهز هذا العجز المادي علي ناد وأسقطه من الممتاز وقطع أمامه كل طرق العودة!
وهذه السنة تحديدا النداهة تحوم وتدور حول أندية الدوري وهي علي ثقة في أنها ستأخذ معها في نهاية الموسم ناديا شعبيا إلي الطريق الذي لا عودة منه!. أؤكد هذا لأن الجواب نعرفه من عنوانه والموسم اتعرف من بدايته التي شهدت توقفا لمدة شهر لأجل البطولة العربية وكلها كام يوم ويتوقف شهرين لأجل كأس الأمم وبحسبة بسيطة نكتشف أن التوقفات ستصل إلي قرابة الـ100 يوم والنشاط الذي يتوقف أكثر من ثلاثة أشهر منها اثنان متصلان لابد أن ينقصم ظهره فنيا وأنا شخصيا لا أعرف كيف ستتصرف الأندية خلال توقف كأس الأمم؟. هل تعطي لاعبيها إجازة وتعمل لهم بعدها فترة إعداد جديدة؟. هل تنظم مباريات ودية وهل مثل هذه المباريات كافية للحفاظ علي مستوي؟. هل يفكر اتحاد الكرة أو أي جهة في عمل دورة ودية أو أكثر باعتبار أنه ما لا يؤخذ كله لا يترك كله؟. هل تأخذ الأندية لاعبيها و'تشحت' بهم أمام أضرحة أولياء الله؟. أنا لا أعرف ماذا ستفعل الأندية في هذه الورطة المادية و الفنية الناجمة عن التوقف الطويل والتي ستترك آثارا سلبية بالغة علي اللاعبين وعلي الخزائن الخاوية أصلا!.
أنا لا أعرف كيف تواجه الأندية القصور المادي الناجم عن التوقف لأن عداد عقود اللاعبين شغال والمباريات متوقفة والدخل القادم من تليفزيون وإعلانات ملعب توقف!
هذا التوقف يجيء ونصف أندية المسابقة يلعب في القاع حيث التقارب في النقاط وحيث التشابه في الظروف التي تدور كلها حول الهروب من الهبوط والمستوي هو طوق النجاة لأندية القاع وهذا المستوي لا أحد يسأل عنه بعد أشهر التوقف!
أخشي ما أخشاه أن يكون القادم أكثر من ضحية من الأندية الجماهيرية.. ضحية التوقف الذي أوقف الحال ماديا وفنيا ولو حدث هذا لا قدر الله.. انفرط عقد التركيبة المتوازنة للمسابقة مابين الأندية الجماهيرية وأندية الهيئات لتصبح الأغلبية لأول مرة لمصلحة أندية الهيئات وضد مصلحة كرة القدم المصرية لأن اختفاء الأندية صاحبة الجماهيرية الواحد بعد الآخر واحتلال أندية الهيئات مكانها سيقضي علي شعبية الكرة وهذا قضاء علي الكرة نفسها!
الحل الجذري لهذه القضية.. أن نطبق ما سبقنا العالم فيه وأن نصلح الخلل القائم من أول يوم طبقنا فيه الاحتراف المصري وإصلاح الخلل بأن نجعل الأندية كيانات اقتصادية علي شكل شركات مساهمة بدلا من وضعها الحالي هيئات اجتماعية وهذا التحول حتمي لأن الاحتراف نشاط اقتصادي قبل أن يكون رياضيا وما لم تكن الأندية مؤسسات اقتصادية فلن تقدر علي الاحتراف ولن تجد إيرادات تواجه بها المصروفات وسوف تعيش علي الإعانات والتبرعات وكفالة رجال الأعمال لها وكلها إيرادات في علم الغيب لأن من' يشحت' ليس من حقه أن يحدد ما يريد أو حتي يفتح فمه وقدره أن ينتظر وصول العطاء من أهل الخير وهو يعلم أنه قد يصل وربما لا يصل وقد يكون مناسبا وقد يكون قليلا وفي الحالتين المدعوم لا يملك مجرد الاعتراض لأنه مدين ومتورط ومحتاج!
الحل الجذري أن نطبق الاحتراف كما هو معمول به في كل الدنيا ونتذكر أنه لا يوجد في بلد بالعالم أندية هاوية تدير لاعبين محترفين وهذا الوضع الغريب موجود عندنا فقط وهو سبب كل البلاوي واستمراره سيغلق أندية بالضبة والمفتاح!
الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اختار عشر دول آسيوية لتطبيق كل جوانب الاحتراف وأعطاها فترة سماح حتي2009 لتوفيق أوضاعها لتتمكن من اللعب في دوري المحترفين الذي يتطلب شروطا كثيرة لابد من توافرها في اللاعبين والأندية والاتحاد الإماراتي سوف ينظم دوري المحترفين ابتداء من الموسم المقبل في الإمارات وفق تعليمات الاتحاد الآسيوي!
الدنيا كلها تتحرك ونحن ولا هنا وأنديتنا هيئات اجتماعية لها اهتمام بالرياضة!. كلنا يعرف أن أنديتنا هيئات اجتماعية تحكمها إدارات هاوية غير متفرغة وتجيء لمقاعدها بانتخابات اجتماعية والميزانيات متواضعة واللوائح الموجودة متخلفة!
كلنا يعلم هذا لكن أغلبنا يجهل أنه يوم اهتمت الدولة بالرياضة وأعطت الضوء الأخضر لأجل وضع قانون للرياضة يا فرحة ما تمت لأن الجهة الإدارية المسئولة عن الرياضة تصرفت نفس تصرف شخص يعاني من تريقة خلق الله علي لقب الجحش الذي يحمله في اسمه والتريقة جعلته فكر واهتدي إلي حل يقضي به علي سخرية الناس والحل تغيير الاسم فماذا فعل؟. بدلا من تغيير كلمة الجحش المتسببة في كل البلاوي غير اسمه الأول وترك اللقب.. غير الاسم من فلان الجحش إلي علان الجحش! وهذا ما فعلته الجهة الإدارية التي تركت القانون الذي تخطاه الزمن بزمن وأصبح وجوده غير قانوني لأن الهيئات الرياضية تغيرت جذريا مهامها!. بدلا من نسف القانون الجحش الموجود تركوه يرتع وراحوا يغيرون أشياء هايفة مفترض أنها ستلغي كلها مع تحول الأندية إلي كيانات اقتصادية!.
الحل أن نقلد الاتحاد الإماراتي وليس هذا عيبا طالما أن الغفوة أخذتنا سنين والدنيا حولنا تتحرك!. نقلده لأجل إقامة دوري محترفين ولأجل أن تكون أنديتنا كيانات اقتصادية!
الحل أن نأخذ المسألة بجد وندرس ملف احتراف الأندية بجد لأن كل وقت نهدره في الكلام الفارغ يدفعنا للوراء بجد!
......................................................
** الحل الجذري هو الآجل الذي طرحته في السطور السابقة.. فماذا عن الحل العاجل الذي لابد منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأندية التي تحظي بجماهيرية وشعبية؟
الحل العاجل مطلوب أن نعمل له من نفس اللحظة التي نفكر فيها في الحل الآجل!
الحل الذي أتكلم عنه هدفه العاجل إنقاذ ما تبقي من أندية جماهيرية والحيلولة دون سقوطها والسوابق أكدت أن الذي يقع منها لا تقوم له قائمة!
هذه الأندية التي أتحدث عنها لديها عجز مادي هائل نتيجة الخلل ما بين المصروفات الرهيبة التي صنعها الاحتراف والإيرادات المتواضعة التي تزداد تواضعا.. والعجز المادي هذا يحاول رجال الأعمال المسئولون عن هذه الأندية أن يقللوا من اتساع هوته والحل العاجل الذي أتكلم عنه لهذه الأندية يوفر مناخا أفضل لها وأسهل أمامها خلال الفترة الزمنية التي يحتاجها الحل الآجل الذي به ومعه تتحول الأندية من هيئات اجتماعية إلي كيانات اقتصادية!
نحن أمام عدة حقائق مستحيل تجاهلها ونحن نتحدث عن خطر الانقراض الذي يواجه الأندية الجماهيرية والذي سيؤثر تماما فيما بعد علي شعبية ومستوي كرة القدم المصرية.. واسمحوا لي بأن أستعرض أهم هذه الحقائق:
1 ـ الموسم الكروي الذي نحن فيه انضرب وانتهي فنيا وماديا نتيجة التوقفات التي هي مشكلة.. أما المشكلة الأكبر فسوف تظهر عندما تستأنف المسابقة بجدول مباريات مضغوط لا يعنيه مستوي ولا إجهاد ولا إصابات لأن كل ما يهمه تسديد خانات أن المسابقة أقيمت وليس مهما أي من أهداف إقامتها تحقق.. وعليه!
ظلم فادح أن نحاسب الأندية علي مستوي في موسم قتلوه فنيا!
2 ـ الحقيقة الثانية هي واقع قائم من سنين طويلة وأغلبنا بكل أسف لا يراه!. واقع يقول إن عجز الميزانيات في الأندية القائمة علي قاعدة جماهيرية ابتلع عددا هائلا منها من سنين وكل ناد وقع لم يستطع النهوض ليختفي من علي الخريطة الكروية!. حدث هذا لناديين في السويس وناد في الإسكندرية وفي المنصورة وفي الشرقية وفي كفر الشيخ وفي دمنهور وفي قنا وفي المنيا وفي أسوان!
أندية خرجت ولم تعد وصعب جدا عودتها ما لم يحدث تغيير جذري في هيكلها الاجتماعي لتصبح كيانا اقتصاديا ومعه وخلاله لابد وفورا أن يحدث تغيير جذري آخر في شكل ومضمون مسابقة الدوري وعندما أتكلم عن الدوري فأنا أقصد الدوري بكل درجاته لأنها جميعا تصنع هذا الكيان وإن لم تكن هذه الدرجات مرتبطة ببعضها بعضا بجعلها عمقا لبعضها بعضا.. إنما لم يحدث هذا التناسق الذي هو غير موجود منذ بدأ الدوري في1948.. وعدم وجوده جعل درجات الدوري لا علاقات فنية تربطها ومن ثم تحولت المسابقة في هذه الدرجات إلي عمل روتيني لا تتحقق من ورائه أهداف وهذا الأمر قصم ظهر مسابقة الدوري وفصل الرأس وأقصد به الدوري الممتاز عن الجسد الذي يضم درجات الدرجة الأولي والثانية والثالثة!
3 ـ ونحن نتكلم عن حلول جذرية حان وقت إعادة النظر في مسابقة الدوري التي لم ينظر لها أحد فنيا علي مدي عمرها كله والنظرة الفنية التي أتكلم عنها هي أن تكون درجات الدوري وحدة واحدة تتلاقي القوي فيها ولا تتضاد والتلاقي في اتجاه واحد هو المنتخب نحو هدف واحد هو المستوي وهذا الأمر بهذا التصور لم يحدث لا في سنة1948 يوم بدأ الدوري ولا هو موجود في سنة2007 التي اتوقف فيها حال الدوري!
4 ـ خلال الـ59 سنة الماضية وهي عمر الدوري طرأت علي فترات تغيرات علي المسابقة لأهداف ليس منها النواحي الفنية والتغيرات كانت علي الشكل لا المضمون في أن يكون الممتاز مجموعتين بدلا من مجموعة أو يعود مجموعة واحدة بدلا من مجموعتين وفي الحالتين لم يفسر أحد لنا الهدف من كل تغيير والسبب في التغيير!. لا أحد قال لماذا تم التغيير عندما جعلوه مجموعتين بدلا من مجموعة واحدة ولا أحد قال لنا لماذا عادوا في التغيير إلي مجموعة بدلا من اثنتين!. لم يبرر مسئول السبب لأنهم عندما غيروا لم يكن الأمر لأسباب فنية وعندما عدلوا أيضا لم يكن الأمر فنيا!
5 ـ أنا أطالب بإعادة النظر في مسابقة الدوري بدرجاتها لتكون قاعدة اختيار للمنتخب وضمانة لصنع مستوي فني متميز والحفاظ عليه وهذا يتحقق فيما لو نسفنا نظام المسابقة الحالي لأنه فاشل والذي يؤكد فشله المستوي الذي لا يثبت علي مستوي والنتائج المتواضعة لكرة القدم المصرية أمام الدول الأخري!
6 ـ في تقديري أن نظام مسابقة الدوري الأمثل هو الذي يعطي للأندية في مختلف الدرجات مساحة اطمئنان بها ومعها تهتم بالناشئين الصغار وتعطي الفرص للناشئين الكبار.. ومساحة الاطمئنان التي أشير إليها هي بيت القصيد وأصل الداء الذي ضرب معظم الأندية التي اختفت من علي الساحة الكروية!. كيف؟.
لأن في الكرة عقدة اسمها الدوري الممتاز مثلما في المجتمع عقدة الشهادة الجامعية! من لا يحمل شهادة جامعية خرج من رحمة بلد بأكمله.. لا أندية تقبله عضوا بها ولا انتخابات رياضية يسمح له بدخولها لأن الشهادة الجامعية هي أحد شروط الترشيح ولا أسرة تقبل أن تزوج ابنتها.. باختصار أحسن له يبحث عن بلد آخر ليس بلد شهادات!
والأندية أيضا من لا يلعب في الممتاز خرج من رحمة الكرة ولذلك من يهبط للمظاليم يسعي للعودة للأضواء بأي طريقة حتي ولو كان سيهبط في نهاية سنة الصعود!. المهم أن يصعد وأن يوضع اسمه في جدول الممتاز ويظهر في التليفزيون مع الكبار وتأتي في الصحف سيرته كل أسبوع وهم يتكلمون عن مباريات الأسبوع بل ويدخل اسمه في عنوان بعرض الصفحة عندما يلعب مع الأكابر بل إنه مرشح لدخول التاريخ إذا ما عملها وهزم أولاد الذوات وهذا ممكن ووارد!. باختصار النادي يريد الصعود بأي طريقة وأقصر الطرق هو اللاعبون أصحاب الشنط الجاهزة الذين يتعاقدون في بداية الموسم مع ناد صاعد للممتاز
وفي نفس الوقت يربطون كلاما للعب مع المرشح للصعود في الموسم الجديد لأنهم يعلمون أن مهمتهم مع أي ناد صاعد هي موسم واحد يقبضون فيه ما يقدرون عليه من فلوس وفي نهاية الموسم يقع النادي ويتركون الفريق لأنهم اشترطوا في العقد أن تنتهي العلاقة فيما لو هبط وهم يعرفون من أول يوم أنه سيهبط ولهذا يربطون كلاما مع المرشحين للصعود ويتم التعاقد بمجرد الصعود وتنتهي العلاقة بمجرد الهبوط وينتقلون لفريق آخر صاعد يتركونه في نهاية الموسم لأنه هابط وكل واحد من أصحاب الشنط الجاهزة يستفيد إلا كرة القدم والمستوي والمنتخب!
هذا الوضع المسخرة قضي علي الناشئين في كل محافظات مصر لأن الأندية تريد الجاهز ولو أن ناديا فكر مرة بعد هبوطه في أن يعيد ترتيب بيته ويفسح المجال للنشء الصغير ليكبر به داخل النادي ويعتمد عليه في الصعود ويعتمد عليه في الممتاز لو حدث هذا لعادت الأندية الجماهيرية إلي مواقعها في الممتاز لأن أي ناد في خدمته محافظة بأكملها تمولها بالمواهب الصغيرة!. لو حدث هذا.. عادت الأندية الجماهيرية قاعدة تفريخ للمنتخب مثلما كان الوضع وقت كان للسويس والمصري والمنصورة والاتحاد والأوليمبي أسماء رائعة لامعة في منتخب مصر.. يوم قدمت للكرة المصرية عبده سليم وفؤاد سليم والإسناوي وحميد وحمد الله وشاهين وسيد عبد الله والليوي ومحمد بدوي والشال وسليط وبدير وأحمد صالح وبوبو وشحتة الإسكندراني وبدوي عبد الفتاح ومحمود بكر وعز الدين يعقوب!
هذه الأندية قدمت هؤلاء النجوم الدوليين لمصر لأن المدارس وقتها كانت هي المعنية باكتشاف المواهب لأن بها ملاعب وعندما اغتالوا الملاعب ماتت الرياضة المدرسية وأصبح النادي مسئولا عن البحث والاكتشاف والرعاية وهي مشكلة صعبة وتزداد صعوبة لأن عدد الممارسين للكرة في تناقص لأنه لا توجد مساحة أرض خالية يلعبون عليها عكس زمان كانت الملاعب في المدارس وفي الشوارع وفي مساحات الأرض الكثيرة الخالية!
الأندية الآن ظهرها أصبح في الحائط لأن قاعدة الممارسة تزداد تقلصا وفرص اكتشاف المواهب تنعدم بعدما أصبح البناء علي أي مساحة فضاء أو ملعب هدفا حكوميا والأطفال الذين كانوا يمارسون الكرة في الستينات تضاءلت أعدادهم رغم أن تعداد مصر تضاعف أربع مرات!
عقدة الصعود للأضواء بأي طريقة جعلت الأندية تعتمد تماما علي اللاعبين الرديف الانكشارية وجاء ذلك علي حساب الناشئين الصغار الموجود بينهم مواهب لن نراها إلا إذا أخذت فرصة وهي لن تحصل علي فرصة مادام اللاعبون' التيك أواي' جاهزين بالشنط!
كل هذه العناصر التي طرحتها وغيرها كثير لابد أن توضع في الحسبان ونحن نتحدث عن نظام جديد لمسابقة الدوري وعندي لها تصور يصلح أساسا للنقاش!
أقترح أن يتم تحويل200 ناد من الأندية الأعضاء في اتحاد الكرة إلي أندية متخصصة في الكرة حتي عمر16 عاما وهو العمر الذي يجب أن يكون بداية سن المنافسة وهذه الأندية محترفة وتعمل في صناعة النشء وبيعه في سن الـ16 لكل أندية المسابقة وهي تحصل علي النشء من أندية تحتها كل مهمتها الممارسة أي عندها مساحة أرض وهدف النادي إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الصغار ليلعبوا الكرة لأجل اكتشاف العناصر التي تصلح للعب الكرة.. بمعني أن أندية الممارسة مهمتها أن تشير إلي العناصر الصغيرة الصالحة لتلتقطها أندية الناشئين الـ200 المتخصصة!. وأندية الممارسة لابد أن تنشئها الدولة إذا ما كنا نفكر في إصلاح جذري للكرة لأن إتاحة فرصة اللعب أمام النشء مطلوب لها مساحات أرض والأرض مسئولية دولة لأن الأرض ملكيتها!
الأندية المتخصصة في الكرة حتي سن الـ16.. فوقها تأتي الدرجة الثالثة للمسابقة بحد أقصي للسن فيها19 سنة ومن وصل إلي هذا العمر ولم يلفت أنظار أندية الثانية والأولي والممتاز أفضل له أن يمارس الكرة كهواية ويترك مكانه لمن يقدر علي احتراف الكرة!
الدرجة الثانية أقصي سن لها22 سنة والأولي مع الممتاز الأعمار فيها مفتوحة!
الدوري الممتاز من حيث العدد يبدأ بثلاث مجموعات وربما أكثر وكل مجموعة تضم8 أندية وهذا معناه أن النادي سيلعب14 مباراة ذهابا وعودة وهذا الدوري ينتهي في ثلاثة أشهر وأسبوعين فيما لو أقيمت مباراة واحدة في الأسبوع وبانتهاء هذا الدوري يتم اختيار الأندية الثلاثة الأولي في كل مجموعة لتلعب في دوري سوبر من مجموعتين فيه يلعب النادي16 مباراة علي مدي16 أسبوعا أي أربعة أشهر! معني الكلام أن الموسم سبعة أشهر ونصف الشهر والمباريات كل أسبوع وفرصة اللعب الودي قائمة أمام كل ناد في وسط الأسبوع وانتظام المواعيد سيرفع المستوي ويعيد الجماهير للمدرجات والمكسب الأهم علي الإطلاق أن الأندية في المحافظات ستعطي كل الفرص للناشئين ما دامت تلعب في أول الموسم مع الأهلي والزمالك والإسماعيلي.. والناشئون هم مستقبل الكرة وليس لاعبي الشنط الجاهزة!
أسامة صلاح- فنان راقى جدا
- عدد الرسائل : 3595
العمر : 56
البلد : اسكندرية
اللقب : ابو سيف
تاريخ التسجيل : 11/09/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى