7 أسئلة مهمة في أزمة سيد معوض

حال الاحتراف عندنا في كرة القدم لا يعجب أحدا وبسبب هذه الحالة من عدم الرضا العام. فنحن نتعامل مع ما نسميه احترافا بالعواطف التي تصل إلي حد العصبية والتعصب.. وسوف نستمر في هذه الحالة إلي ما شاء الله طالما أن المجلس القومي للرياضة عاجزا عن تحريك ما يسميه بالقانون الجديد للهيئات الرياضية. والذي من المفترض أن يعطي الأندية صلاحيات حقيقية في تنمية مواردها ودخول عالم التسويق الرياضي. بما يتناسب والانفتاح الاحترافي السائد والمتسع من حولنا. سواء في كرة القدم أو غيرها من اللعبات.. خاصة في الأندية الجماهيرية التي تعيش حالة صعبة. لا مخرج منها إلا بأن تطور نفسها لتحل تلك المعادلة الصعبة. التي تزداد تعقيدا سنة بعد أخري. ما بين ضعف مواردها وضغط جماهيرها.. فلا نجحت مجالس إدارات هذه الأندية في الهروب من حالة الإفلاس المستمرة إلا بالمسكنات سريعة الزوال علي طريقة "الكومي". ولا أرضت طموحات جماهيرها.. فباتت فرق الكرة في هذه الأندية وبالا عليها. ونقمة بدلاً من أن تكون نعمة وسببا لسعادة هذه الجماهير.
حالة الضعف والهوان الاقتصادي. سوف تستمر ما لم ير هذا القانون النور ليطلق الرياضة المصرية كلها إلي أفاق جديد.. في كرة القدم وغيرها.
ولأن العواطف هي سيدة الموقف حتي الآن. فإن هناك خللا شديدا تظهر إثاره كلما طفت علي السطح قضية ساخنة مثل قضية سيد معوض. أو شبه ساخنة مثل قضية حسام غالي.. والقضيتان كان للرأي العام في الشارع الكروي مشاعر مختلفة. كل تعبير منها يعبر عن ميول صاحبه.. كما كان لزملاء النقد الرياضي أراء جديرة بالاحترام. ولكنها متناقضة ومتضاربة. فما يؤكد أننا لا نتعامل مع الأمور والوقائع بمنهجية واحدة.. وذلك لأن الثقافة الاحترافية لدينا تعتمد علي العواطف من ناحية. ومن ناحية أخري تعيش حالة الخلل التي سبق أن أشرت إليها. والتي جعلت النادي الأهلي يلحق وحده عاليا. ومستخدما قدراته المالية الضخمة والهائلة في تطبيق سياسة "القوة المفرطة" التي سبق أن حذرت منها في مقال سابق مثل شهور فيما تقترب منه. وبمسافة بعيدة أيضاً أندية المؤسسات. مثل المؤسسة العسكرية والبترولية. وقريبا جدا الشرطية.. فيما تبقي الأندية الجماهيرية القديمة بعيدة كل البعد. وربما في القاع.
وأقف هنا وقفة سريعة.. كي أؤكد أن هذا الخلل ليس مسئولا عنه النادي الأهلي.. لأنه تغلب بشعبيته الطاغية علي القوانين البالية وتجاوز نصوصها التالفة. ونجحت إدارته في تحقيق التطوير المطلوب. وهو ما عجزت عنه كل الأندية الجماهيرية الأخري.
وأعود بعد هذه الوقفة إلي موضوعنا. وهو سيادة العواطف في تعاملنا مع الاحتراف. الذي هو حقيقة عالمية الآن. يؤكدها كل نصوص وقانون ودستور الاتحاد الدولي لكرة القدم.. وأهم هذه النصوص أنه لا هواية بعد سن ال 18 عاماً.. وراجعوا صفقة ميدو الذي رحل بلا مقابل عن نادي الزمالك واحترف في بلجيكا. لأنهم في الزمالك تجاهلوا هذا النص ولم يحرروا له عقدا كناشئ.. فالاحتراف موجود ولن ندفن رؤوسنا في الرمال.
علينا أن نتعامل مع هذا الواقع باحترام ومصداقية مع أنفسنا. ولا ننفعل علي القاضي وكأننا في صالة عزاء دائم لعزيز لنا. لا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم.. ومن واقع الاحترام والمصداقية والمنطق. سوف أطرح عدة تساؤلات. وأدعو القراء الأعزاء أن يشاركوني في الإجابة عليها.. وأعد كل من يشاركني بأي إجابة أن أنشر إجابته.
السؤال الأول هل كانت نفس ردود الأفعال في الإسماعيلية ستكون بنفس حالة الغضب لو أن رئيس الإسماعيلي وافق علي انتقال سيد معوض إلي الزمالك؟
السؤال الثاني: هل تلك المشاعر الفاضية لجمهور الإسماعيلي العزيز معبرة حقا عن أغلبية هذا الجمهور.. أم أن هناك من كان وراءها؟
السؤال الثالث: هل تعتقد أن الإسماعيلي خسر قيمة الصفقة "5 ملايين و700 ألف جنيه".. وكيف سيحافظ علي بقية نجومه الذين يطالبون بمستحقاتهم؟
السؤال الرابع: هل تعتقد أن سيد معوض "29 سنة" سيكون عنصرا مفيدا في الفريق بعد التمسك به؟
السؤال الخامس: لماذا لم يحدث هذا الغضب عندما باعت إدارات سابقة نجوم الإسماعيلي محمد بركات وعماد النحاس وإسلام الشاطر.. وتركت محمد عبدالله وخالد بيبو بلا مقابل؟
السؤال السادس: ماذا تفعل لو كنت مكان اللاعب حسام غالي الذي اعتذر فجأة عن الانضمام للمنتخب الوطني بعد أن جاءه أخيراً عرض من ديربي كاونتي بعد أن طردوه من توتنهام.. هل هو خائن أم معذور؟
السؤال الأخير: لماذا يكتفي النادي الأهلي بالنظر إلي نجوم الأندية الأخري. ويدفع فيهم الملايين.. ولا يجتهد اجتهادا حقيقيا في إعداد ناشئين أو اكتشاف مواهب شابة "دون 18 سنة" في الأندية الصغيرة. كما تفعل أندية الإسماعيلي والمنصورة والمحلة؟
في انتظار ردودكم!!