فهمي عمر رئيساً للزمالك

سيل من الخطابات والتليفونات والفاكسات من أعضاء ومحبي نادي الزمالك تؤيد فكرة ترشيح شخصية لها ثقلها واسمها وسمعتها وشفافيتها وإخلاصها وتاريخها المشرف لرئاسة النادي.. باختصار ترشيح اسم لا يختلف عليه اثنان لكي يجمع شتات النادي الكبير الذي تبعثر من أفعال مجالس الإدارات الأخيرة.
والغريب فعلاً وجود شخصيات رسمية ذات أسماء رنانة من محبي ومشجعي الفانلة البيضاء.. وهم كثيرون.. ولكن قد تكون العقبة أنهم ليسوا أعضاء عاملين مر علي عضويتهم أكثر من عامين.. ورغم وجود فتوي قديمة بالسماح لهم بالترشيح إلا أن كثيرين من أصحاب الرسائل يخشون من دوامة الدخول مرة أخري إلي قاعات المحاكم خاصة أن "بعضهم" يهوي ويعشق حكاية القضايا!!!
لذلك اسمحوا لي أن أرشح شخصية لا يختلف عليها اثنان.. أرشح الخال خال الجميع فهمي عمر رئيساً لنادي الزمالك.. وأعتقد بل لابد أن يكون عضواً عاملاً به منذ مدة طويلة تزيد علي نصف قرن.
فهمي عمر - لأبناء الجيل الجديد - من قمم الإعلام المصري علي مدي تاريخ هذا الإعلام.. له بصمات خالدة علي ميكرفون الإذاعة.. صاحب أول وصف تفصيلي للمباريات عبر الإذاعة لم يكن هناك تليفزيون بعد كان الناس يلتفون حول الراديو الخشبي الكبير إلي أن أصبح ترانزستور صغيرا.. كانوا يستمتعون بوصف محمود بدر الدين ثم عبدالمنعم الديب ثم محمد أبو العز ثم محمد لطيف وإبراهيم الجويني رواد الوصف التفصيلي الأوائل.. كانوا يطلبون من المستمعين احضار فرخ ورق مستطيل ليرسموا مرميين ويقسموا الورقة إلي 8 مربعات أمام كل مرمي مربع ويضعون أرقاما لهذه المربعات.. فإذا قال بدر الدين اللاعب الفلاني في المربع رقم كذا ووصل إلي مربع كذا يستطيع "المستمع" أن يتخيل الهجمة ومداها.. مع صوت بدر الدين المعبر عن الأحداث وسخونتها أحيانا.
ثم لا ننسي لفهمي عمر أن مصر كلها كانت تنتظره يوم مباريات الدوري في الساعة السابعة مساء لتستمتع بصوته المحبب إلي ملخص ما حدث في كل المباريات بعبارة لعوب رشيقة تجذب الجماهير.. وهو صاحب إنشاء أول "برنامج رياضي أسبوعي" في الإذاعة.. ثم حول البرنامج إلي محطة إذاعية مستقلة "الشباب والرياضة".. الآن.
بجانب ذلك.. فهمي عمر هو صاحب أشهر "برنامج فكاهي" عرفته مصر ولم يتكرر.. وهو "برنامج ساعة لقلبك" الذي تخرج فيه كل ممثلي وممثلات الكوميديا في مصر.. أساطين الكوميديا المصرية تخرجوا علي يد فهمي عمر.. ثم خطفهم سيد بدير في بداية التليفزيون في الستينيات ليعملوا أعظم مسرح كوميدي عرفته مصر.. وخطف بعضهم محمد سالم رئيس المنوعات في التليفزيون ليعمل الفوازير.. فما كان من فهمي عمر إلا أن اكتشف آخرين بدلاً منهم ليظل ميكرفون الإذاعة جاذباً لكل الناس.
عفواً.. عفوا.. أيها القاريء.. لقد "تجاوزت قدري" حينما أكتب عن تاريخ فهمي عمر الذي يحتاج لكتاب.. وجائزة الدولة التقديرية.. ونوبل الرياضة.. وتخليد اسمه علي شارع الشريفين أو شارع علوي حيث قضينا أجمل سنوات عمرنا.
هذا العملاق.. هذا الكنز الكبير.. هذه الأسطورة الرياضية الإعلامية.. عضو مجلس الشعب الدائم.. هل توافق علي انتشال إحدي القوتين الأعظم مما هي فيه الآن.
فهمي عمر أدري الناس بالأعضاء الكبار الذين يمكنهم عمل قائمة مشرفة مشرقة تعيد للنادي الكبير ماضيه وهيبته واسمه وتاريخه.. فهل يفعل؟؟