سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
5 مشترك
الفنان :: البوابه الأسلاميه :: المنتدى الأسلامى العام :: المنتدى الأسلامى العام :: ارشيف الغرفة الدينية
صفحة 1 من اصل 1
سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
الرسول قبل البعثة
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر وينتهى نسبه إلى إسماعيل عليه السلام , وأبوه عبد الله بن عبد المطلب أحد الذبيحين المذكورين في الحديث الشريف (أنا ابن الذبيحين) يعنى جده البعيد إسماعيل , حين أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم علية السلام بذبحه , والذبيح الثاني هو والدة عبد الله وذلك أن جده عبد المطلب حينما حفر زمزم واستخرج كنوز جرهم منها , نازعته قريش فيها ولم يكن له من أبناء ينصرونه ويؤازرونه , فنذر لله أن رزقه عشرة من الذكور ليتقربن إلى الإلهة بواحد منهم , ورزقه الله عشرة من الذكور فأقرع بينهم فخرجت القرعة على عبد الله فذهب به عبد المطلب ليوفى بندرة فمنعته قريش حتى لا تكون بمثابة سابقة يعتادها العرب بعده , فاحتكموا إلى عرافة فأفتت أن يفتدي عبد المطلب ابنه بعشرة من الإبل ويقارع بينها وبين عبد الله فإن خرجت على عبد الله زاد عشرة من الإبل , ومازال عبد المطلب يفعل ذلك حتى بلغ عدد الإبل مائه فخرجت القرعة على الإبل فذبحها عبد المطلب وافتدى عبد الله والد الرسول صلى الله عليه و سلم
ومما تجدر ملاحظة أن عبد الله لم يكن أصغر أولاد عبد المطلب , خلافا لما عليه المؤرخون, فالمعروف أن العباس عم الرسول صلى الله عليه و سلم كان أكبر منه بعامين ولما كان الفداء فى العام السابق لمولد الرسول صلى الله عليه و سلم يكون للعباس حينئذ من العمر عام واحد , أما عمه حمزة فكان في مثل عمرة فكيف يكون عبد الله أصغر من هؤلاء وهو أب لمحمد صلى الله عليه و سلم
تزوج عبد الله بامنة بنت وهب وهى من أشرف بيوت قريش, ولم يمضى على زواجهما إلا فترة بسيطة حتى خرج عبد الله بتجارة إلى الشام , ولكنه لم يعد إلى مكة حيث مرض في طريق عودته فذهبوا به إلى يثرب , فمات عند أخواله من بنى النجار ولم يمض على حمل زوجته أكثر من شهرين , وكأن الله أنجاه من الذبح لأداء مهمة معينة فلما انتهى منها قبضت روحه !! وقيل أن عبد الله توفي بعد مولد ابنة بعام وقيل بثمانية وعشرين شهرا والرأي الأول هو المشهور
وظلت آمنة تعيش في مكة في كفالة عبد المطلب وبما ترك لها زوجها عبد الله من ثروة تقدر بخمسة من الإبل وقطيعا والغنم وجارية وهى أم أيمن
عدل سابقا من قبل في الثلاثاء يناير 22, 2008 11:34 am عدل 3 مرات
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
مولدة صلى الله عليه و سلم
ولما أتمت آمنة حملها على خير ما ينبغي ولدت محمد صلى الله عليه و سلم وكان حملها وميلاده طبيعيين ليس فيها ما يروى من أقاصيص تدور حول ما رأت في الحمل وليلة الميلاد , وخلت المصادر التاريخية الصحيحة كأبن هاشم والطبري والمسعودى وأبن الأثير من مثل هذه الأقاصيص , لما ذكر ابن هشام واحدة منها لم يكن مصدقا لها وقال (ويزعمون فيما يتحدث الناس والله أعلم) وتتأرجح روايات المؤرخين في تحديد مولده صلى الله عليه و سلم وهل ولد يوم الثاني أو الثامن أو الثاني عشر وهل كان في شهر صفرأو ربيع الأول وهل ولد ليلا أو نهارا , وصيفا أم ربيعا وهل كان في عام الفيل أم قبله أم بعده
والمشهور أنة ولد في فجر يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل ويرى الباحثون أن عام الفيل غير معروف على وجه التحديد هل كان في عام 522م أو 563م أو570 أو 571م فبحثوا عن تاريخ ثابت محقق يمكن على أساسه تحديد مولد الرسول صلى الله عليه و سلم فوجدوا أن أول تاريخ تحقيقه هو تاريخ الهجرة في سنة 622م وعلى هذا يمكن التوفيق بين رأي المؤرخين و رأي الباحثين بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولد يوم الاثنين التاسع ربيع الأول في العام الثالث والخمسين قبل هجرته
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
رضاعة صلى الله عليه و سلم
وكانت عادة أشراف مكة أن يعهدوا بأطفالهم إلى نساء البادية ليقمن على رضاعتهم , لأن البادية أصلح لنمو أجسام الأطفال وأبعد عن أمراض الحضر التي كثير ما تصيب أجسامهم فضلا عن إتقان اللغة العربية وتعود النطق بالفصحى منذ نعومه أظفارهم. وكان مقدار العناية والرعاية بالطفل يختلف من قبيلة لأخرى لذا حرص أشراف مكة على أن يكون أطفالهم عند أكثر هذه القبائل عناية , ورعاية وكانت أشهر قبيلة في هذا الأمر هي قبيلة بنى سعد
ولم تقف شهرة بنى سعد على أمر العناية والرعاية بالطفل فقط , بل حازت الشهرة في أن لغتها كانت عربية خالصة لم تشبها شائبة فضلا عما اشتهرت به من أخلاق كريمة طيبة لذا حرص عبد المطلب على أن يكون محمد في بني سعد فلما جاءت حليمة السعدية لتأخذه وأحست هذا الحرص طمعت في جزل العطاء فتمنعت في أخذه فلما أجزل لها أخذته وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفخر برضاعته في بنى سعد فيقول : أنا أعربكم أنا قرشي واسترضعت في بنى سعد بن بكر
ويذكر المؤرخون أن محمد عرض على جميع المرضعات اللاتي وفدن على مكة فأبين يأخذنه ليتمه وفقرة , وأنهن كن يطمعن في أبناء الأغنياء وأن حليمة ما عادت إليه الا لأنها لم تجد طفلا غيره وهذا غير صحيح فمحمد لم يكن فقيرا فهو في كفالة جدة عبد المطلب سيد مكة وكبيرها , ومثله من يطمع في عطائه وقد ذكرت المصادر أن جيش أبرهه في حملته على الكعبة قد حاز مائتين من الإبل لعبد المطلب , كما أنة فدى ابنة عبد الله بمائة من الإبل , وذبح مجموعة كبيرة منها في زواجه لا يصد عنها إنسان ولا حيوان , ويذكر اليعقوبى أن عبد المطلب عند موته لف في حلتين من حلل اليمن قيمتها ألف مثقال من الذهب فمن كان ذلك حاله أيعقل أن يكون فقيرا تترك المرضعات ولده ؟ ذلك فضلا عن إرضاع الأطفال في البادية عادة أشرف مكة وأغنيائها , أما الفقير فكانت كل أم ترضع طفلها
قضى محمد صلى الله عليه و سلم في حضانة ورعاية (حليمة بنت أبى ذؤيب السعدية) وزوجها (الحارث بن عبد العزى) أربع أو خمس سنوات ثم حدث ما جعلها تعجل بإرجاعه إلى أمه في مكة إذا أخبرها ابنها الصغير أن رجلين أخذا محمدا فشقا صدره واستخرجا قلبه وأخذا منه علقه سوداء ثم غسلا القلب وإعاداه إلى ما كان عليه , وقد اختلف المؤرخين في حقيقة شق الصدر هل هو حسي أم معنوي ؟ ولكن لعله يشير إلى الحصانات التي أضفاها الله على محمد صلى الله عليه و سلم فحصنته ضد مساوئ الطبيعة الإنسانية ومفاتن الحياة الأرضية
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
وفاة أمة وجدة وكفالة عمة له صلى الله عليه و سلم
وظل محمد في رعاية أمه و كفالة جده حتى بلغ السادسة , فذهب به أمه لزيارة قبر زوجها في يثرب وقدر لها أن تموت في طريق عودتها وتدفن في الأبواء (على الطريق بين يثرب ومكة ) ويصبح محمد بعدها يتيما , ويكفله جده عبد المطلب فيحبه حبا شديدا عوضه عن حنان أمه وعطف أبيه فكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة لا يجلس عليه أحد من أبنائه ألا محمدا فكان يجلسه معه ويمسح ظهره بيده , ولكن القدر لم يمهل جده طويلا فمات بعد سنتين, فكفله عمه أبو طالب فأحبه حبا شديدا وأخذا يتعهده بعناية و رعايته , ولم تقتصر حمايته له قبل البعثة بل امتدت إلى ما بعدها فكان عونا للدعوة الإسلامية وظهرا لصاحبها على الرغم من انه لم يسلم
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
اشتغاله صلى الله عليه و سلم برعي الغنم
ولما شب محمد وأصبح فتى أراد أن يعمل و يأكل من عمل يده , فاشتغل برعي الغنم لأعمامه ولغيرهم مقابل أجر يأخذه منهم , ويذهب البعض إلى أن حرفة الرعي وقيادة الأغنام علمت الرسول صلى الله عليه و سلم رعاية المسلمين و قيادة الأمة بعد بعثته وهذا ولا شك مبالغة كبيرة فان كثيرا غيره من الرعاة لم يصبحوا قوادا ولا ساسة كما أن الكثير من القواد والساسة لم يعرفوا عن حرفة الرعي شيئا , وهناك فرق كبير بين سياسة الحيوان والإنسان , لكن يمكن القول أن حرفة الرعي لما كانت تتم في الصحراء حيث الفضاء المتناهي والسماء الصافية والنجوم المتلألئة في الليل , والشمس المشرقة في الصباح وهذا النظام البديع في حركة الكون استرعى كل ذلك انتباه محمد فأخذ يتأمل ويتفكر ويتدبر في الكون العجيب
اشتغاله صلى الله عليه و سلم بالتجارة
وزاول محمد مهنة التجارة وهو في الثانية عشرة من عمرة (وقيل في التاسعة) وانتهز فرصة خروج عمه أبى طالب بتجارة إلى الشام فخرج معه وفى الطريق قابلهما راهب مسيحي رأى في محمد علامات النبوة فنصح عمه أن يعود به إلى مكة مخافة أن يعرفه الروم ويقتلوه
وعلى الرغم من ذكر المؤرخين لقصة الراهب بحيرا إلا أنة لا يمكن تصديقها بسهولة, لأن محمد صلى الله عليه و سلم نفسه لم يكن يعرف أنه نبي إلا بعد أخبره جبريل بذلك في الغار , وكل ما يعرفه رجال الدين اليهودي والمسيحي عن الرسالة المحمدية زمانها لا شخص صاحبها, وقد أفادت هذه الرحلة محمدا كثيرا, فعودته الصبر وتحمل المشاقة وفتحت عينية على أقوام ومجتمعات تختلف كثيرا عن قومه ومجتمعة , ومر في الطريق الذهاب والعودة على أطلال مدن عرف أنها ديار ثمود ومدين ووادي القرى وسمع عن أخبارهم الكثير
ولم تنقطع صلة محمد بالتجارة بعد عودته من الشام بل كان يتاجر بالسواق مكة او بالأسواق القريبة منها كسوق عكاظ ومجنه وذي المجاز لكنه لم يجعل التجارة كل همه واكتفى منها بما يوفر له حياة متزنة سعيدة وكان كلما تقدم به العمر ازداد تفكيرا وتأملا وقضى الكثير من وقته يتدبر هذا الكون العجيب
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
حرب الفجار
وشارك محمد مكة الدفاع عن مدينتهم في حرب الفجار بين قريش وهوازن والتي استمر أربع سنوات كان عمر محمد في بدايتها خمسة عاما وسببها أن النعمان بن المنذر أراد يعين قائدا لقافلة تجارية من الحيرة إلى سوق عكاظ فعرض كل من البراض الكتاني وعروة الهوازنى نفسه فاختار النعمان عروة فقتله البراض, وسمعت قريش وهى من كنانة الخبر وأدركت أن (هوازن) قبيلة عروة لابد أنها ستثأر لرجلها
ووقع القتال بين الفريقين وكان في الأشهر الحرم وتراجعت قريش حتى دخلت الحرم فوعدتهم هوازن الحرب في العالم القادم وظلت هذه الحرب تجدد طوال أربع سنوات في انعقاد سوق عكاظ , ثم انتهت بالصلح بين الفريقين على أن تدفع قريش دية من يزيد عن قتلاها لهوازن فكانوا عشرين رجلا وسميت هذه الحرب بحرب الفجار لأنها وقعت في الأشهر الحرم وهو الفجار الرابع في تاريخ مكة
ويروى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنة قال في حرب الفجار:كنت أنبل على أعمامي (أي أجمع نبل عدوهم اذا رموهم بها)وقال في حديث آخر:قد حضرتها (حرب الفجار)مع عمومتي ورميت فيها بأسهم وما أحب أنى لم أكن فعلت
ولذلك اختلف المؤرخين في كيفية مشاركة الرسول صلى الله عليه و سلم , وهل بجمع النبل؟أم بالرمي؟و يبدوا أن الرسول صلى الله عليه و سلم مارس العملين, فإن الحرب استمرت أربعة أعوام , كان عمر الرسول في بدايتها خمسة عشر عاما وهى لا تمكنه من الرمي فساهم بجمع النبل , وفي نهايتها كان على أبواب العشرين ربيعا فتمكن أن يساهم يرمى النبل
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
حلف الفضول
وكما شارك محمد صلى الله عليه و سلم قومه في الحرب شاركهم أيضا في السلم فشهد معهم حلف الفضول ولقد تحدث رسول الله صلى الله عليه و سلم عنه بعد بعثته فقال (لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت
وسبب هذا الحلف أن قريشا رأت ما أصبح عليه حالها من ضعف وتفكك أدى إلى تطاول القبائل العربية عليها ومهاجمتها في ديارها في الأشهر الحرم , بعد أن كانت مرهوبة الجانب قوية السلطان ورأت أيضا ما جرته عليها حرب الفجار من قتل لرجالها وإفناء لثروتها, فقام الزبير بن عبد المطلب يدعو إلى حلف يجمع به شأن قريش ويوحد صفوفها فأجابته جميع بطون قريش وتحالفوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته
وسبب تسميته بحلف الفضول أنة كان إحياء لحلف آخر سابق فى الجاهلية دعا إليه ثلاثة اسمهم مشتق من الفضل فسموا الحلف بالفضول
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
زواجه بخديجة
ويبدو على الرغم من تجارة محمد المحدودة إلا انه اكتسب فيها شهرة كبيرة لأمانته وشرفة المشهود له بهما في مجتمعة ومن ثم كان الكثير من تجار مكة يعرضون عليه العمل لهم في تجارتهم مقابل أجر أكبر من أقرانه
وكانت خديجة بنت خويلد أحد أشرف مكة ومن اكبر تجارها تستأجر الرجال ليتاجروا بما لها في أسواق الشام والحبشة مقابل أجر لهم , ولما سمعت عن شهرة محمد تمنت أن يكون أحد رجالها –وكان يومها في الخامسة والعشرين من عمره–فعرضت علية أن يخرج لها في تجارة إلى الشام على أن تدفع له أجر رجلين فقبل محمد وخرج في تجارتها ومعه غلامها ميسرة وابتاع واشترى وعادت تجارته رابحة بأكثر مما كانت تتوقع خديجة, وأثنى خادمها على محمد ثناء مستطابا
وبنظرة متأنية في أمر هذه الرحلة يتضح أنه عليه السلام لم تكن هذه أول رحلة إلى الشام بعد رحلته مع عمه أبى طالب , فخبرته بالطريق والمسالك المؤدية إلى الشام , وكذلك خبرته بطريقة البيع والشراء التي عليها أهل الشام , وشراؤه السلع من الشام يروج بيعها في مكة كل ذلك يعطينا الحق في أن نقول أن محمدا قد قام بأكثر من رحلة إلى الشام قبل رحلة خديجة اكتسب فيها كل هذه الخبرة والمهارة وللأسف لم تسعفنا المصادر التاريخية بشيء من ذلك
وكانت خديجة في ذلك الوقت أرملا بلا زوج وقد عرض الكثير من أشراف مكة الزواج منها فلم تقبل لأنهم يطمعون في ثرواتها , ولكنها سمعت عن محمد صلى الله عليه و سلم من حلو الشمائل وجميل الصفات وما أغبطها وتأكدت من ذلك بعد ان عمل لها في تجارتها ورأت عن قرب من صفاته أكثر مما سمعت ولم يك إلا رد الطرف حتى انقلبت غبطتها حبا جعلها تفكر في أن تتخذه زوجا , وسرعان ما ظهرت الفكرة إلى حيز التنفيذ فعرضت عليه الزواج بواسطة إحدى صديقاتها فوافق وتزوج بها وفقا للعادات المتبعة في زواج الشرفاء من أهل مكة حيث تبدأ بخطبة من أهل العريس يوضحون فيها رغبة إبنهم في الزواج من العروس ويسمون المهر فيرد أهل العروس بخطبة أخرى يوافقون فيها ويباركون الزواج
وتزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم خديجة فولدت له أولاده كلهم ما عدا إبراهيم فإنه من ماريا القبطية ولدت له من الذكور القاسم وبه كان يكنى وعبد الله وهو الملقب بالطيب والطاهر وقيل أن الطيب والطاهر أسمان لولدين آخرين ولكن الأول هو الأشهر كما ولدت له من الإناث زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة
والمشهور عند المؤرخين أن محمدا صلى الله عليه و سلم تزوج خديجة وعمرة خمسة وعشرين عاما وعمرها أربعين عاما, ولكن ابن عباس يروى أنها تزوجت الرسول وعمرها ثمانية وعشرين فكانت أكبر من الرسول بقليل, وهذا الرواية لها ما يؤيدها من تاريخ أم المؤمنين رضى الله عنها فالمعروف أنها أنجبت عبد الله بعد البعثة النبوية ولذا لقب بالطاهر الطيب , ولما كانت البعثة النبوية بعد زواجها بخمسة عشر عاما فعلى رواية الأربعين يستلزم أن يكون عمرها عند إنجابه أكثر من خمس وخمسين سنة , وكيف تنجب سيدة في ذلك السن, لذلك كانت راوية ابن عباس أقرب إلى الصحة خلافا لما عليه كثير من المؤرخين وإذا صح ما جاء في اليعقوبى من أن الرسول تزوج وعنده ثلاثون سنة وحاولنا عقد مقارنة بينه وبين رواية ابن عباس لا تضح لنا أن الرسول الله صلى الله عليه و سلم كان وقت زواجه أكبر من خديجة بعامين وعلى أية حال فقد كان زواجها مباركا وموفقا للغاية فقد وجد محمد في خديجة سكنا وسندا ورفيقا ووجدت خديجة في محمد زوجا بارا كريما فوقفت بجانبه تؤازره وتناصره مما جعله يثني عليها دائما بالخير ولم يتزوج عليها طوال حياتها
ويقفز المؤرخين قفزة زمنية واسعة امتدت عشر سنوات من عمر الرسول من الخامسة والعشرين إلى الخامسة والثلاثين, لم يذكروا عنه فيها شيئا وإن كان من المسلم به أنه لم ينقطع عن مخالطة أهل مكة والأخذ معهم بنصيب الحياة العامة وساعدته ثروة زوجته في تأمين حياته ومن ثم وجد وقتا أوسع للتفكير و التأمل والتدبير , وكأني بخديجة وقد عرفت فيه هذا الرغبة فهيأت له ما يساعد عليها
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
بناء الكعبة
ويروى المؤرخون أن محمدا صلى الله عليه و سلم وهو في الخامسة والثلاثين شارك قومه بناء الكعبة فلقد أرادت قريش أن تهدم الكعبة وتعيد بناءها من جديد وقسمت العمل بين جميع قبائلها فكان شق الباب لبنى مناف وزهرة وظهر الكعبة لبنى جمح وبنى سهم , وشق الحجر لبنى عبد الدار وبنى أسد وبنى عدى , وما بين الركن الأسود واليماني لبنى مخزوم وقبائل من قريش انضموا إليهم
وترددت قريش في هدم الكعبة لأنها خشيت أن يصيبهم أذى من الله , فأقدم الوليد ابن المغيرة وهدم بعضا منها , وانتظر القوم حتى الصباح لينظروا ما الله فاعل بالوليد فلما أصبح على خير, قدموا يهدمون الكعبة ثم قامت القبائل بنقل الحجارة من جبال مكة وشارك عليه السلام في حمل هذه الحجارة ثم بدأت كل جماعة في بناء ما أسند إليها فلما ارتفع البناء مقدار قامة رجل وجاء وقت وضع الحجر الأسود في مكانة تنازعت القبائل جمعيها شرف وضعه وأشتد الخلاف بينهم وتحالفت بنى الدار وبنى عدى أن يحولوا بين أي قبيلة وهذا الشرف العظيم وجاءوا بحفنة مملوءة دما و وضعوا أيديهم فيها توكيدا لإيمانهم ومن ثم سموا بلعقه الدم وباتت قريش على أهلية وتوقف البناء خمسة أيام
ويرى المؤرخون أن أبا أمية بن المغيرة وكان من قريش لما رأى ما وصلت إلية حال القبائل خشى أن ينفرط عقدها فأشار عليهم بأن يحكموا بينهم أول من يدخل عليهم فكان محمد عليه السلام فقالوا رضينا بالأمين حكما واخبروه الخبر ففرد ثوبا وأخذ الحجر ووضعه وطلب من رؤساء القبائل أن يأخذ كل منهم بطرف من أطراف الثواب فرفعوه جميعا حتى إذا بلع موضعه وضعة بيده ثم بنى عليه وكأني لا أميل إلى تصديق الرواية فالأمر قد استحر بين القبائل وأصبح شبح الحرب الأهلية قائمة فهل يعقل أن يجعل عقلاء مكة مصيرها في يد أول داخل عليهم وقد يكون هذا الداخل سفيها أو معتوها فيقع مالا تحمد عقباه فضلا عن أن الرواية تظهر محمدا وكأنه لا يعرف شيء عن هذا النزاع وأخبروه الخبر وهو الذي حمل معهم حجارتها وشاركهم بنائها
ولكنى أصدق أن قريشا لما اشتدت الأزمة ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من خلاف كان لابد من البحث عن شخص يعبر بها الأزمة ويجتاز بها الخلاف أحلى ما يميزه العقل والحكمة لا السن والمال فهما لا ينفعان في مثل هذا النوع من الأزمات فلم يجدوا بين أظهرهم أعقل ولا أحكم من محمد صلى الله عليه و سلم فاحتكموا إليه وكان الحكم السابق وعلى أية حال فإن هذا الحل كان مثاليا وعلى الرغم من سهولته ويسره فقد كان فذا عبقريا أرضى جميع الأطراف المتصارعة وجعل القبائل على قدم المساواة في نيل شرف وضع الحجر وأنتهى الصراع إلى السلام والتفاهم وانحلت مشكلة خطيرة كادت أن تؤدى بأهل مكة
ومما تجدر ملاحظته أن احتكام أهل مكة إلى محمد صلى الله عليه و سلم يدل على أنه لم يكن شخصا عاديا في مجتمع مكة وإنما كان إنسان عظيما يستعان برأيه وقت الشدة و إهتدائه إلى هذا الحل يدل على ذكاء نادر وسرعة بديهة كما أنه لفت إليه أنظار العرب قاطبة فهو وان كان الصراع داخليا بين قبائل مكة إلا أن الحدث ارتبط بالكعبة التي إليها جميع العرب
وهكذا نجد أن محمد صلى الله عليه و سلم قد شارك قومه حياتهم العادية وعاش في مكة عيشة الشرفاء المهذبين واجتمعت له كل الصفات الإنسانية النبيلة وبلغ بها مرتبة الكمال وعرفه قومه بالصادق الأمين وكانت عناية الله تكلؤه وترعاه وتحوطه من أفزار الجاهلية وتنأى به بعيدا عن مساوي البشر وإليك بعض الأمثلة
ذهب وهو طفل صغير يرعى الغنم لسماع الغناء في حفل عرس فضرب الله على أذنه فغلب عليه النوم فنام حتى الصباح ولما أراد أن يعاود الكرة عاوده النوم أيضا فلم يعد إلى مثلها أبدا
ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم: لقد رأيتني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان كلنا قد تعرى وأخذ إزاره فجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة فأنا لأقبل معهم وأدبر إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة ثم قال شد عليك إزارك فأخذته وشددته ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري على من بين أصحابي كذلك شملته عناية الله ورعايته ونأت به بعيدا عن كل ما يعيب شخصه
أشترك وهو كبير مع قومه في حمل الأحجار لبناء الكعبة وكان القوم يجعلون أزرهم على عواتقهم لتقيهم الحجارة وكان عليه السلام يحملها وهو لابس إزاره فأشار عليه العباس أن يجعل ازاره على عاتقة ليحميه فلما هم أن يفعل وقع مغشيا عليه فما رؤي بعد ذلك عريانا
وكان عليه السلام يذهب إلى الكعبة ويطوف بها ولكنه لم يسجد أبدا لصنم وكان يعيب على قريش عبادتها لحجارة لا تنفع ولا تضر ويقيمون لها الاحتفالات ويذبحون لها لقرابين
وكان لقريش صنما يسمى "بوانه" له احتفالات كل عام وكان أعمام الرسول وعماته يشتركون في الاحتفال وطلب أبو طالب من محمد أن يشاركهم حفلهم فرفض فغضب منه وغضبت منه عماته وأخذن يزين له ضرورة المشاركة ومازالوا به حتى ذهب معهم وغاب محمد عنهم برهة ثم عاد مفزوعا كأن به مس من الشيطان فسألته عماته عما به فقال أنى كلما دنوت من صنم منها تخيل لي رجل ابيض الثياب يصيح بي ابتعد يا محمد لا تمسنه ولم يعد بعدها لعيد لهم
ولهذا كان محمد عازفا عما فيه قومه من ضلال وأحب منذ صغره حياة التأمل والتفكير والتدبير فكان يخلو لنفسه في داره حينا ويخرج إلى الخلاء أحيانا وكلما زادت به السن ازداد بعدا عن الناس وإمعانا في التفكير لذلك التمس له غار في جبل حراء وأصبح من عادته أن يخرج إليه كل عام معه طعامه وشرابه ليقضي فيه بعض أيام شهر رمضان سابحا في تأمله غارقا في تفكيره وطالت تأملات محمد في الغار وطال تفكيره في خالق الأرض السماء وأضاءت نفسه من طول النظرة وأعمال الفكرة وكانت تزدحم الأفكار في رأسة فيسير في الصحراء ساعات ثم يعود إلى خلوته وقد صفت نفسه وانجلى ذهنه
ويرى المؤرخون أن أبا أمية بن المغيرة وكان من قريش لما رأى ما وصلت إلية حال القبائل خشى أن ينفرط عقدها فأشار عليهم بأن يحكموا بينهم أول من يدخل عليهم فكان محمد عليه السلام فقالوا رضينا بالأمين حكما واخبروه الخبر ففرد ثوبا وأخذ الحجر ووضعه وطلب من رؤساء القبائل أن يأخذ كل منهم بطرف من أطراف الثواب فرفعوه جميعا حتى إذا بلع موضعه وضعة بيده ثم بنى عليه وكأني لا أميل إلى تصديق الرواية فالأمر قد استحر بين القبائل وأصبح شبح الحرب الأهلية قائمة فهل يعقل أن يجعل عقلاء مكة مصيرها في يد أول داخل عليهم وقد يكون هذا الداخل سفيها أو معتوها فيقع مالا تحمد عقباه فضلا عن أن الرواية تظهر محمدا وكأنه لا يعرف شيء عن هذا النزاع وأخبروه الخبر وهو الذي حمل معهم حجارتها وشاركهم بنائها
ولكنى أصدق أن قريشا لما اشتدت الأزمة ووصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من خلاف كان لابد من البحث عن شخص يعبر بها الأزمة ويجتاز بها الخلاف أحلى ما يميزه العقل والحكمة لا السن والمال فهما لا ينفعان في مثل هذا النوع من الأزمات فلم يجدوا بين أظهرهم أعقل ولا أحكم من محمد صلى الله عليه و سلم فاحتكموا إليه وكان الحكم السابق وعلى أية حال فإن هذا الحل كان مثاليا وعلى الرغم من سهولته ويسره فقد كان فذا عبقريا أرضى جميع الأطراف المتصارعة وجعل القبائل على قدم المساواة في نيل شرف وضع الحجر وأنتهى الصراع إلى السلام والتفاهم وانحلت مشكلة خطيرة كادت أن تؤدى بأهل مكة
ومما تجدر ملاحظته أن احتكام أهل مكة إلى محمد صلى الله عليه و سلم يدل على أنه لم يكن شخصا عاديا في مجتمع مكة وإنما كان إنسان عظيما يستعان برأيه وقت الشدة و إهتدائه إلى هذا الحل يدل على ذكاء نادر وسرعة بديهة كما أنه لفت إليه أنظار العرب قاطبة فهو وان كان الصراع داخليا بين قبائل مكة إلا أن الحدث ارتبط بالكعبة التي إليها جميع العرب
وهكذا نجد أن محمد صلى الله عليه و سلم قد شارك قومه حياتهم العادية وعاش في مكة عيشة الشرفاء المهذبين واجتمعت له كل الصفات الإنسانية النبيلة وبلغ بها مرتبة الكمال وعرفه قومه بالصادق الأمين وكانت عناية الله تكلؤه وترعاه وتحوطه من أفزار الجاهلية وتنأى به بعيدا عن مساوي البشر وإليك بعض الأمثلة
ذهب وهو طفل صغير يرعى الغنم لسماع الغناء في حفل عرس فضرب الله على أذنه فغلب عليه النوم فنام حتى الصباح ولما أراد أن يعاود الكرة عاوده النوم أيضا فلم يعد إلى مثلها أبدا
ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم: لقد رأيتني في غلمان قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان كلنا قد تعرى وأخذ إزاره فجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة فأنا لأقبل معهم وأدبر إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة ثم قال شد عليك إزارك فأخذته وشددته ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري على من بين أصحابي كذلك شملته عناية الله ورعايته ونأت به بعيدا عن كل ما يعيب شخصه
أشترك وهو كبير مع قومه في حمل الأحجار لبناء الكعبة وكان القوم يجعلون أزرهم على عواتقهم لتقيهم الحجارة وكان عليه السلام يحملها وهو لابس إزاره فأشار عليه العباس أن يجعل ازاره على عاتقة ليحميه فلما هم أن يفعل وقع مغشيا عليه فما رؤي بعد ذلك عريانا
وكان عليه السلام يذهب إلى الكعبة ويطوف بها ولكنه لم يسجد أبدا لصنم وكان يعيب على قريش عبادتها لحجارة لا تنفع ولا تضر ويقيمون لها الاحتفالات ويذبحون لها لقرابين
وكان لقريش صنما يسمى "بوانه" له احتفالات كل عام وكان أعمام الرسول وعماته يشتركون في الاحتفال وطلب أبو طالب من محمد أن يشاركهم حفلهم فرفض فغضب منه وغضبت منه عماته وأخذن يزين له ضرورة المشاركة ومازالوا به حتى ذهب معهم وغاب محمد عنهم برهة ثم عاد مفزوعا كأن به مس من الشيطان فسألته عماته عما به فقال أنى كلما دنوت من صنم منها تخيل لي رجل ابيض الثياب يصيح بي ابتعد يا محمد لا تمسنه ولم يعد بعدها لعيد لهم
ولهذا كان محمد عازفا عما فيه قومه من ضلال وأحب منذ صغره حياة التأمل والتفكير والتدبير فكان يخلو لنفسه في داره حينا ويخرج إلى الخلاء أحيانا وكلما زادت به السن ازداد بعدا عن الناس وإمعانا في التفكير لذلك التمس له غار في جبل حراء وأصبح من عادته أن يخرج إليه كل عام معه طعامه وشرابه ليقضي فيه بعض أيام شهر رمضان سابحا في تأمله غارقا في تفكيره وطالت تأملات محمد في الغار وطال تفكيره في خالق الأرض السماء وأضاءت نفسه من طول النظرة وأعمال الفكرة وكانت تزدحم الأفكار في رأسة فيسير في الصحراء ساعات ثم يعود إلى خلوته وقد صفت نفسه وانجلى ذهنه
وفجأة وعندما بلغ الأربعين من عمرة نزل علية الوحي
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
الله الله الله الله الله الله الله الله
عليكى يا نهلة جزاكى الله خيرا
موضوع قمة فى الروعة
انا لسة انا شاء الله هكملو
الدوحة- Admin
- عدد الرسائل : 12779
العمر : 35
البلد : الثغر السكندرى
رقم العضوية : 1
الدولة :
الاوسمة :
تاريخ التسجيل : 17/04/2007
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
ربنا يباركى فيكى يانهلة الموضوع جميل بجد
ربنا يجعله فى ميزن حسناتكيوم العرض عليه
اللهم آمين
ربنا يبارك فيكى وأسأل الله تعالى أن يرزقنا واياكى الفردوس الأعلى
ربنا يجعله فى ميزن حسناتكيوم العرض عليه
اللهم آمين
ربنا يبارك فيكى وأسأل الله تعالى أن يرزقنا واياكى الفردوس الأعلى
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
بعد نزول الوحى
لقد علمنا مما سبق أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام كان يخلو بنفسه في غار حراء متعبداً، وكانت عبادته على دين إبراهيم عليه السلام، واستمر تعبده صلَّى الله عليه وسلم في غار حراء حتى نزل عليه الوحي.
كانت الرؤيا الصادقة هي مقدمات الوحي، فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءت حقاً، ولقد جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " أول ما بُدِئَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءت مثل فلق الصبح ".
لمَّا أتمَّ الرسول عليه الصلاة والسلام الأربعين من عمره، وكان الشهر الذي أراد الله تعالى إكرامه فيه بالرسالة، وهو شهر رمضان، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غار حراء حيث اعتاد الاختلاء بنفسه والعزلة عن الناس والتأمل في ملكوت الله، فلما كانت الليلة التي أكرمه الله فيها بنزول أول آيات القرآن الكريم جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام " جاءني جـبريل في الغار فقال لي: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فضمني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثُمَّ أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فضمني الثالثة ثُمَّ أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ماذا أقرأ؟ فقال جبريل: { اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علَّم بالقلم* علَّم الإنسان ما لم يعلم} [سورة العلق، الآيات 1- 5]. قال: فقرأتها، ثُمَّ انتهى فانصرف عني، فكأنما كُتِبَت في قلبي كتاباً. ثُمَّ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: " فخرجت حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله وأنا جبريل…" أسرع الرسول عليه الصلاة والسلام في العودة وقد أصابته رعدة شديدة، وأخـذ جسمه يتصبب عرقاً حتى إذا دخل على زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قـال: " زمّلوني زمّلوني ". فزمَّلُوه حتى ذهب عنه الروع سألته السيدة خديجة رضي الله عنها عمَّا أصابه، فحدّثها بالذي رأى وأخبرها الخبر. وقال لها:" لقد خشيت على نفسي ". فقالت له رضي الله عنها: كلا والله ما يخزيك الله أبداُ، إنَّك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتُكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الزمن. ثُمَّ طمأنته وقالت له: أبشر يا ابن عم واثبت. فوالله إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.
ثُمً قامت السيدة خديجة رضي الله عنها وانطلقت إلى ابن عمها ورقة بن نوفل بن أسد، وكان ورقة قد تنصًّر، وكان ملماً للنصرانية وعالماً بالنصوص المقدسة السابقة، فقال لها بعد أن سمع منها ما حدث وما كان من أمر محمد عليه الصلاة والسلام مع جبريل عليه السلام: "إنَّ هذا الناموس الذي نزل على الأنبياء من قبل محمد. إنَّ محمداً هو نبي هذه الأمة، وقولي له أن يثبت ولا يخاف".. وقد التقى ورقة بن نوفل بالرسول عليه الصلاة والسلام وهو يطوف بالكعبة كعادته، وطلب منه أن يقص عليه قصته بنفسه، فقصَّ عليه الصلاة والسلام ما حدث له، فطمأنه وكرَّر عليه ما أخبر به السيدة خديجة, ثُمَّ أضاف: يا ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك حتى أنصرك نصراً مؤزراً. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: أوَ مُخْرِجي هُم؟ قال: نعم، لم يأت رجلٌ قط بمثل ما جئت به إلاَّ عودي. ولكن الأجل المحتوم وافى ورقة قبل بلوغه هذه الأُمنية.
وكانت سورة العلق أول سورة نزلت من القرآن الكريم على محمد صلَّى الله عليه وسلم، وكانت الليلة التي نزلت فيها هي ليلة القدر التي فضلها الله على سائر الليالي، فقال جلَّ من قائل: { إنَّا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر* تنزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر* سلام هي حتَّى مطلع الفجرة }. [سورة القدر].
كانت الرؤيا الصادقة هي مقدمات الوحي، فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءت حقاً، ولقد جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " أول ما بُدِئَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءت مثل فلق الصبح ".
لمَّا أتمَّ الرسول عليه الصلاة والسلام الأربعين من عمره، وكان الشهر الذي أراد الله تعالى إكرامه فيه بالرسالة، وهو شهر رمضان، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غار حراء حيث اعتاد الاختلاء بنفسه والعزلة عن الناس والتأمل في ملكوت الله، فلما كانت الليلة التي أكرمه الله فيها بنزول أول آيات القرآن الكريم جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام " جاءني جـبريل في الغار فقال لي: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فضمني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثُمَّ أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فضمني الثالثة ثُمَّ أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ماذا أقرأ؟ فقال جبريل: { اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علَّم بالقلم* علَّم الإنسان ما لم يعلم} [سورة العلق، الآيات 1- 5]. قال: فقرأتها، ثُمَّ انتهى فانصرف عني، فكأنما كُتِبَت في قلبي كتاباً. ثُمَّ قال الرسول عليه الصلاة والسلام: " فخرجت حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله وأنا جبريل…" أسرع الرسول عليه الصلاة والسلام في العودة وقد أصابته رعدة شديدة، وأخـذ جسمه يتصبب عرقاً حتى إذا دخل على زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قـال: " زمّلوني زمّلوني ". فزمَّلُوه حتى ذهب عنه الروع سألته السيدة خديجة رضي الله عنها عمَّا أصابه، فحدّثها بالذي رأى وأخبرها الخبر. وقال لها:" لقد خشيت على نفسي ". فقالت له رضي الله عنها: كلا والله ما يخزيك الله أبداُ، إنَّك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتُكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الزمن. ثُمَّ طمأنته وقالت له: أبشر يا ابن عم واثبت. فوالله إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.
ثُمً قامت السيدة خديجة رضي الله عنها وانطلقت إلى ابن عمها ورقة بن نوفل بن أسد، وكان ورقة قد تنصًّر، وكان ملماً للنصرانية وعالماً بالنصوص المقدسة السابقة، فقال لها بعد أن سمع منها ما حدث وما كان من أمر محمد عليه الصلاة والسلام مع جبريل عليه السلام: "إنَّ هذا الناموس الذي نزل على الأنبياء من قبل محمد. إنَّ محمداً هو نبي هذه الأمة، وقولي له أن يثبت ولا يخاف".. وقد التقى ورقة بن نوفل بالرسول عليه الصلاة والسلام وهو يطوف بالكعبة كعادته، وطلب منه أن يقص عليه قصته بنفسه، فقصَّ عليه الصلاة والسلام ما حدث له، فطمأنه وكرَّر عليه ما أخبر به السيدة خديجة, ثُمَّ أضاف: يا ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك حتى أنصرك نصراً مؤزراً. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: أوَ مُخْرِجي هُم؟ قال: نعم، لم يأت رجلٌ قط بمثل ما جئت به إلاَّ عودي. ولكن الأجل المحتوم وافى ورقة قبل بلوغه هذه الأُمنية.
وكانت سورة العلق أول سورة نزلت من القرآن الكريم على محمد صلَّى الله عليه وسلم، وكانت الليلة التي نزلت فيها هي ليلة القدر التي فضلها الله على سائر الليالي، فقال جلَّ من قائل: { إنَّا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر* تنزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر* سلام هي حتَّى مطلع الفجرة }. [سورة القدر].
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
الدعوه الى الاسلام
علم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بالواجب الذي سيعهد به إليه، وصار يتردد على مهبط الوحي في غار حراء منتظراً أمر ربه إلى أن نزلت الآيات الكريمات{ يا أيها المدثر* ثم فأنذر* وربك فكبر* وثيابك فطهر* …}[سورة المدثر، الآيات: 1-4]. فكان ذلك بدء الدعوة للإسلام. لم يكن بالأمر السهل أن يقوم الرسول عليه الصلاة والسلام بدعوة قومه للإسلام الآن في مكة في ذلك الوقت إذ كانت معقل الوثنية، ومركز دين العرب وعبادة الأصنام، وكان عليه الصلاة والسلام يعرف أنَّه سوف يتعرض لكثير من الأذى لأن الناس متمسكون بجاهليتهم وما ألفوه من عادات وعبادات، ومع كل هذا فقد تحمَّل عليه الصلاة والسلام هذه المسئولية الضخمة وحده بشجاعة وثبات بفضل ما كان عليه من صفات خُلُقية ساعدته على تخطى جميع العقبات التي صادفته في تبليغ رسالة ربه.
شهدت الدعوة إلى الإسلام عهدين رئيسيتين هما العهد المكـي، وهي المدة التي قضاها الرسول عليه الصلاة والسلام في نشر الدعوة بمكة المكرمة مستعملاً كل وسائل الإقناع، متحملاً كل أنواع الأذى في سبيلها. والعهد المدني وهي المدة التي قضاها عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، وتسلم فيه زمام المبادرة والقوة عندما فرض الله سبحانه وتعالى الجهاد في سبيل الدعوة إلى الإسلام. وفي العهد المكي مرَّت الدعوة بمرحلتين هما:
شهدت الدعوة إلى الإسلام عهدين رئيسيتين هما العهد المكـي، وهي المدة التي قضاها الرسول عليه الصلاة والسلام في نشر الدعوة بمكة المكرمة مستعملاً كل وسائل الإقناع، متحملاً كل أنواع الأذى في سبيلها. والعهد المدني وهي المدة التي قضاها عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، وتسلم فيه زمام المبادرة والقوة عندما فرض الله سبحانه وتعالى الجهاد في سبيل الدعوة إلى الإسلام. وفي العهد المكي مرَّت الدعوة بمرحلتين هما:
الدعوه سرا:
لمَّا تلقى الرسول عليه الصلاة والسلام الأمر من ربه بتبليغ رسالته، مضى إلى غايته، وبدأ بأقرب الناس إليه من أهله وأصدقائه، فآمن به من آمن مِمَّن شرح الله صدورهم إلى الإسلام، وكذَّبه فريق منهم، ومن السابقين إلى الإسلام المسارعين إليه السيدة خديجة بنت خويلد زوجته عليه الصلاة والسلام، وعلي بن أبي طالب ابن عمه، وكان صبياً، وزيد بن حارثة مولى الرسول عليه الصلاة والسلام، وأبو بكر الصديق رضـي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصديقه، وفيما يلي تفصيل عن إسلام هؤلاء السابقين:
إسلام السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:
بعد أن تلقى الرسول عليه الصلاة والسلام أمر ربه عزَّ وجلَّ بإبلاغ الرسالة، توجـه بدعوته إلى أهل بيته، فأخبر زوجته بالأمر ودعاها إلى الإسلام وإلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فاستجابت له وصدَّقت بما جاءه من الله، فكانت بذلك أول من أسلم بدعوته. ثُمَّ أخذت تخفف عنه كل ما يلقاه وما يواجهه، فكان موقفها هذا يقويه ويفرج ما به من كرب وشدة، فإذا ما عاد إليها وقد سمع ما يكرهه من تكذيبٍ له تثبته وتخفف عند وتصدقه وتهون عليه أمر الناس، كما أسلمن بناته صلَّى الله عليه وسلَّم و رضي الله عنهن جميعاً.
إسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان في كفالته صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه ذلك, لأن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب كثير العيال قليل المال، فأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام علياً وضمّه إليه، كما أخذ العباس بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، تخفيفاً عن أبي طالب.
كان علي عند إسلامه صبياً لم يتجاوز العاشرة من عمره، وسبب إسلامه أنّه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام والسيدة خديجة يُصَلَّيان، فسأل الرسول عليه الصلاة والسلام فأخبره بأنّه رسول الله، وأنَّه جاء بالإسلام، فأسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبذلك يكون أوّل مَنْ أسلم من الصبيان.
إسلام السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:
بعد أن تلقى الرسول عليه الصلاة والسلام أمر ربه عزَّ وجلَّ بإبلاغ الرسالة، توجـه بدعوته إلى أهل بيته، فأخبر زوجته بالأمر ودعاها إلى الإسلام وإلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فاستجابت له وصدَّقت بما جاءه من الله، فكانت بذلك أول من أسلم بدعوته. ثُمَّ أخذت تخفف عنه كل ما يلقاه وما يواجهه، فكان موقفها هذا يقويه ويفرج ما به من كرب وشدة، فإذا ما عاد إليها وقد سمع ما يكرهه من تكذيبٍ له تثبته وتخفف عند وتصدقه وتهون عليه أمر الناس، كما أسلمن بناته صلَّى الله عليه وسلَّم و رضي الله عنهن جميعاً.
إسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان في كفالته صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى إليه ذلك, لأن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب كثير العيال قليل المال، فأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام علياً وضمّه إليه، كما أخذ العباس بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، تخفيفاً عن أبي طالب.
كان علي عند إسلامه صبياً لم يتجاوز العاشرة من عمره، وسبب إسلامه أنّه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام والسيدة خديجة يُصَلَّيان، فسأل الرسول عليه الصلاة والسلام فأخبره بأنّه رسول الله، وأنَّه جاء بالإسلام، فأسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبذلك يكون أوّل مَنْ أسلم من الصبيان.
الجهر بالدعوه:
استمرَّ الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو الناس إلى الإسلام سرّ ثلاث سنين، حتَّى جاء أمر الله إليه أن يجهر بالدعوة إلى الله، وأن يدعو الناس للإسلام. وكان بدء هذه المرحلة الهامة من الدعوة نزول قول الله سبحانه وتعالى { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركيِن } [سورة الحجر، آية94]، وكذلك قوله تعالى{ وأنذر عشرتك الأقربين واخفض جناحك لمن تبعك من المؤمنين* فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون } [سورة الشعراء، آية 214-215]، تنفيذاً لأمر الله سبحانه وتعالى بالجهر بالدعوة قام الرسول عليه الصلاة والسلام بالصعود على الصفا وقال:" يا معشر قريش ". فقالت قريش: محمد على الصفا يـهتف، فأقبلوا إليه واجتمعوا عنده وقالوا: مالك يا محمد؟ قال صلَّى الله عليه وسلم:" أرأيتم لو أخبرتكم أنَّ خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم تصدقونني؟ قالوا: نعم، أنت عندنا غير متهم، وما جرّبنا عليك كذباً قط. فقال لهم: إني نذير لكم بين يدي عذابٍ شديد، يا بني عبد المطلب، يا بني عبد مناف، يا بني زهرة، وعدَّد عليه الصلاة والسلام قبائل قريش، إنَّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيباً إلاَّ أن تقولوا لا إله إلاَّ الله ". فقال أبو لهب:" تباً لك ألهذا جمعتنا ". فأنزل الله تبارك وتعالى { تبَّت يدا أبي لهب وتب* ما أغنى عنه ماله وما كسب* سيصلى ناراً ذات لهب* وامرأته حمَّالة الحطب* في جيدها حبلٌ من مسد} [سورة المسد].وقد أغضبت هذه السور، أبا لهب، فأظهر هو وزوجته العداوة الشديدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
انطق الرسول عليه الصلاة السلام يدعو للإسلام جهراً، فأخذ يدعو السادة والعبيد، ويدعو الأقربين، وكذلك الغرباء، ويدعو أهل مكة، ويدعو الحجاج الذين يفدون إلى مكة من مختلف البلدان، واستمرّت هذه المرحلة في مكة عشر سنين حتى هجرة المسلمين إلى يثرب، وقد لقي المسلمون في هذه المرحلة الأذى والتعذيب من قريش، وظلُّوا صابرين أقويـاء بإيمانهم وعقيدتهم، وفيما يلي تفصيل عن صور الإيذاء التي لقيها المسلمون في سبيل الإسلام.
انطق الرسول عليه الصلاة السلام يدعو للإسلام جهراً، فأخذ يدعو السادة والعبيد، ويدعو الأقربين، وكذلك الغرباء، ويدعو أهل مكة، ويدعو الحجاج الذين يفدون إلى مكة من مختلف البلدان، واستمرّت هذه المرحلة في مكة عشر سنين حتى هجرة المسلمين إلى يثرب، وقد لقي المسلمون في هذه المرحلة الأذى والتعذيب من قريش، وظلُّوا صابرين أقويـاء بإيمانهم وعقيدتهم، وفيما يلي تفصيل عن صور الإيذاء التي لقيها المسلمون في سبيل الإسلام.
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
ايذاء قريش للمسلمين
بدأت مقاومة قريش للرسول عليه الصلاة والسلام عندما أخذ يتلو عليهم الآيات القرآنية مبيناً لهم مبادئ الدين الإسلامي الجديد وأهدافه في العدل والمساواة بين البشر، وفي عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة الأصنام، مبشراً المؤمنين بالجنة، ومنذراً الذين كفروا بعذابٍ عظيم.
ولمَّا أظهر الرسول عليه الصلاة والسلام ومن معه الإسلام، وفشا أمره في مكة، كان أصحابه يعاونونه في نشر الدعوة بين النَّاس، فغضبت لذلك قريش، وكان من أشدهم حرباً على الرسول عليه الصلاة والسلام وإيذاءً له أبو جهل (عمرو بن هشام)، وأبو لهب بن عبد المطلب، والوليد بن المغيرة، و النضر بن الحارث، وغيرهم. ولكنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام استمرَّ في دعوته ولم يتخاذل أمامهم، وظلَّ مجاهداً بكل ما أُوتي من وسائل الإقناع وإقامة الأدلة على صحة دعوته. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام في أوَّل الأمر يتجنَّب الاحتكاك بالمشركين، فكان يذهب ومَنْ معه من المسلمين إلى صعاب مكة يؤدون الصلاة، غير أنّ المشركين كانوا يتصدون لهم بالسباب والشتائم.
أخذ المشركون يسخرون من الرسول عليه الصلاة والسلام ويتهمونه بالسحر والجنون، وينشرون ذلك بين الناس والحجاج، والرسول عليه الصلاة والسلام يكذبهم، فزادهم ذلك ضيقاً وتجاوز إيذاؤهم الكلام إلى إلقاء القذى على الرسول عليه الصلاة والسلام أثناء الصلاة، ووضع الشوك في طريقه، كل هذا يحدث والرسول عليه الصلاة والسلام على ما هو عليه من صبرٍ وتَحَمُّلٍ واستمرارٍ في نشر الدعوة التي آمن بها كثير من الناس خاصةً العبيد الَّذين رأوا في هذا الدين ما يُحرّرهم من عبوديتهم، ويحفظ لهم آدميتهم.
لمَّا يئس المشركون من تحقيق هدفهم بدأوا مرحلة جديدة من الإيذاء، مرحلة العداوة والتعذيب أمَّا الرسول عليه الصلاة والسلام فقد حماه الله بعمه أبي طالب، لأنَّه شريفاً، ذا مكانة مرموقة في مكة، وكذلك مَنْ كان مِنْ أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام له عشيرة تحميه، امتنع بعشيرته. أمَّا الباقي فقد تصدَّى لهم المشركون بالأذى والتعذيب، ومِن هؤلاء عمَّار بن ياسر وأمُّه سمية وأهل بيته، عُذِّبوا في الله، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إذا مرَّ بهم وهم يُعَذَّبُون يقول:" صبراً آل ياسر فإنَّ موعدكم الجنَّة "، ومرَّ أبو جهل بسمية أمَّ عمَّار وهي تُعَذَّب وزوجها وابنها، فطعنها بحربةٍ فقتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام. وكان أبو بكر الصديق إذا مرَّ بأحدٍ من العبيد يُعَذَّب اشتراه وأعتقه، منهم بلال بن رباح، فإنَّه عُذّبَ في الله أشد العذاب، وكان كُلَّما اشتدَّ به العذاب يقول: أحد. أحد. ولقد لقي الكثير من المسلمين غيـر هؤلاء الأذى من المشركين، ولكن الله سبحانه وتعالى ربط على قلوبهم وثبَّتهم على الإيمان حتى حقَّق الله لهم النصر، وكتب لهم العزة، وأيَّدهم على عدوهم.
ولمَّا أظهر الرسول عليه الصلاة والسلام ومن معه الإسلام، وفشا أمره في مكة، كان أصحابه يعاونونه في نشر الدعوة بين النَّاس، فغضبت لذلك قريش، وكان من أشدهم حرباً على الرسول عليه الصلاة والسلام وإيذاءً له أبو جهل (عمرو بن هشام)، وأبو لهب بن عبد المطلب، والوليد بن المغيرة، و النضر بن الحارث، وغيرهم. ولكنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام استمرَّ في دعوته ولم يتخاذل أمامهم، وظلَّ مجاهداً بكل ما أُوتي من وسائل الإقناع وإقامة الأدلة على صحة دعوته. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام في أوَّل الأمر يتجنَّب الاحتكاك بالمشركين، فكان يذهب ومَنْ معه من المسلمين إلى صعاب مكة يؤدون الصلاة، غير أنّ المشركين كانوا يتصدون لهم بالسباب والشتائم.
أخذ المشركون يسخرون من الرسول عليه الصلاة والسلام ويتهمونه بالسحر والجنون، وينشرون ذلك بين الناس والحجاج، والرسول عليه الصلاة والسلام يكذبهم، فزادهم ذلك ضيقاً وتجاوز إيذاؤهم الكلام إلى إلقاء القذى على الرسول عليه الصلاة والسلام أثناء الصلاة، ووضع الشوك في طريقه، كل هذا يحدث والرسول عليه الصلاة والسلام على ما هو عليه من صبرٍ وتَحَمُّلٍ واستمرارٍ في نشر الدعوة التي آمن بها كثير من الناس خاصةً العبيد الَّذين رأوا في هذا الدين ما يُحرّرهم من عبوديتهم، ويحفظ لهم آدميتهم.
لمَّا يئس المشركون من تحقيق هدفهم بدأوا مرحلة جديدة من الإيذاء، مرحلة العداوة والتعذيب أمَّا الرسول عليه الصلاة والسلام فقد حماه الله بعمه أبي طالب، لأنَّه شريفاً، ذا مكانة مرموقة في مكة، وكذلك مَنْ كان مِنْ أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام له عشيرة تحميه، امتنع بعشيرته. أمَّا الباقي فقد تصدَّى لهم المشركون بالأذى والتعذيب، ومِن هؤلاء عمَّار بن ياسر وأمُّه سمية وأهل بيته، عُذِّبوا في الله، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إذا مرَّ بهم وهم يُعَذَّبُون يقول:" صبراً آل ياسر فإنَّ موعدكم الجنَّة "، ومرَّ أبو جهل بسمية أمَّ عمَّار وهي تُعَذَّب وزوجها وابنها، فطعنها بحربةٍ فقتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام. وكان أبو بكر الصديق إذا مرَّ بأحدٍ من العبيد يُعَذَّب اشتراه وأعتقه، منهم بلال بن رباح، فإنَّه عُذّبَ في الله أشد العذاب، وكان كُلَّما اشتدَّ به العذاب يقول: أحد. أحد. ولقد لقي الكثير من المسلمين غيـر هؤلاء الأذى من المشركين، ولكن الله سبحانه وتعالى ربط على قلوبهم وثبَّتهم على الإيمان حتى حقَّق الله لهم النصر، وكتب لهم العزة، وأيَّدهم على عدوهم.
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
إسلام حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب
أخذت الدعوة الإسلامية تشتد وتقوى رغم معاندة قريش، وأخذ عدد المسلمين يزداد شيئاً فشيئا، حتى قوي ساعد الرسول عليه الصلاة والسلام بإسلام أعز رجلين في مكة، حمزة بن عبد المطلب، وعمر بن الخطاب، وفيما يلي بيان لإسلام كل منهما:
أولاً: إسلام حمزة بن عبد المطلب:
هو عم الرسول صلّى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب بن هاشم، كان رجلاً عزيزاً في قومه، قوي الشخصية، يسمى (أعزّ الناس) وكان محباً للرسول عليه الصلاة والسلام، كما كان شديد البطش بأعدائه، وكان شاباً يحب الصيد والقنص. وسبب إسلامه أنَّه في أحد الأيام كان راجعاً من رحلة قنص متوشحاً قوسه، فأخبرته جارية لعبد الله بن جدعان أنَّ أبا جهل مرَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا فأذاه ونال منه، ورسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ساكت لا يرد عليه، فغضب حمزة عند سماعه الخبر، ودخل المسجد وأبو جهل جالس في نادي قومه، فقال له حمزة: كيف تشتم ابن أخي وأنا على دينه، ثُمً ضربه بالقوس فشجه. فثار رجال من بني مخزوم، وثار بنو هاشم، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فإني سببت ابن أخيه سباً قبيحاً، فعلمت قريش أنَّ رسول الله صلِّى الله عليه وسلَّم قد أعزَّ بإسلام حمزة فكَفُّوا عنه بعض ما كانوا ينالون منه. وكان إسلام حمزة بن عبد المطلب في السنة السادسة بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولقد سمَّاه الرسول عليه الصلاة والسلام (أسد الله).
ثانياً: إسلام عمر بن الخـطاب:
هو عمر بن الخطاب بن نفيل، من بني عدي، كان قوي البنيان، شب على حُبّ المصارعة وركوب الخيل والفروسية، ولم يسارع عمر إلى اعتناق الإسلام، بل أخذ يعذب المسلمين ويضطهدهم، وكان قد اعتزم يوماً أن يقتل محمداً صلَّى الله عليه وسلَّم، فخرج متوشحاً بسيفه و اتجه نحو الصفا حيث اعتقد أنَّ محمَّدا صلى الله عليه و سلم موجودٌ هناك، فقابله في الطريق نعيم بن عبد الله فقال: إلى أين يا عمر؟ فقال عمر: إلى حيث محمد الذي فرَّق أمر قريش، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله فقال له نعيم: إنَّ أختَك فاطمة وزوجها سعيد بن زيد قد أسلما. فرجع عمر مسرعاً إلى دار أخته فاطمة وأراد أن يبطش بها وبزوجها، وضرب أخته فشجها، وحينما فعل ذلك ونظر إلى الدم وهو يغطي وجه أخته وقد بهرته بشجاعتها في الدين، خجل مِمَّا صنع، وأخذ يتأمل الموقف في سكون ثُمَّ قال لها: أعطني الصحيفة التي كُنتِ تقرأين فيها، فلمَّا أخذها وقرأ فيها آيات من سورة طه، حتى قال: ما أحسن هذا الكلام وما أكرمه. ثُمَّ سار إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان مـع أصحابه في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وطرق الباب، ولمَّا عرف الرسول عليه الصلاة والسلام أنَّه بالباب أمر ففتح له، فسأله الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم عن سبب قدومه، فقال يا رسول الله لقد جئت لأعلن إسلامي وإيماني بالله ورسوله، فكبَّر الرسول عليه الصلاة والسلام وكبَّر الحاضرون، وفرح الجميع بإسلام عمر بن الخطاب. وكان إسلام عمر بن الخطاب عاملاً قوياً من عوامل عزة المسلمين ومنعتهم. روى عبد الله بن مسعود قوله: " إنَّ إسلام عمر كان فتحاً، وإنَّ هجرته كانت نصراً، وإنَّ إمارته كانت رحمة، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلمًا أسلم قاتل قريشاً حتى صلَّى عند الكعبة وصلينا معه "، ولقبه الرسول عليه الصلاة والسلام بالفاروق، وكان إسلام عمر بن الخطاب كذلك في العام السادس للبعثة بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاثة أيام
أولاً: إسلام حمزة بن عبد المطلب:
هو عم الرسول صلّى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب بن هاشم، كان رجلاً عزيزاً في قومه، قوي الشخصية، يسمى (أعزّ الناس) وكان محباً للرسول عليه الصلاة والسلام، كما كان شديد البطش بأعدائه، وكان شاباً يحب الصيد والقنص. وسبب إسلامه أنَّه في أحد الأيام كان راجعاً من رحلة قنص متوشحاً قوسه، فأخبرته جارية لعبد الله بن جدعان أنَّ أبا جهل مرَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا فأذاه ونال منه، ورسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ساكت لا يرد عليه، فغضب حمزة عند سماعه الخبر، ودخل المسجد وأبو جهل جالس في نادي قومه، فقال له حمزة: كيف تشتم ابن أخي وأنا على دينه، ثُمً ضربه بالقوس فشجه. فثار رجال من بني مخزوم، وثار بنو هاشم، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فإني سببت ابن أخيه سباً قبيحاً، فعلمت قريش أنَّ رسول الله صلِّى الله عليه وسلَّم قد أعزَّ بإسلام حمزة فكَفُّوا عنه بعض ما كانوا ينالون منه. وكان إسلام حمزة بن عبد المطلب في السنة السادسة بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولقد سمَّاه الرسول عليه الصلاة والسلام (أسد الله).
ثانياً: إسلام عمر بن الخـطاب:
هو عمر بن الخطاب بن نفيل، من بني عدي، كان قوي البنيان، شب على حُبّ المصارعة وركوب الخيل والفروسية، ولم يسارع عمر إلى اعتناق الإسلام، بل أخذ يعذب المسلمين ويضطهدهم، وكان قد اعتزم يوماً أن يقتل محمداً صلَّى الله عليه وسلَّم، فخرج متوشحاً بسيفه و اتجه نحو الصفا حيث اعتقد أنَّ محمَّدا صلى الله عليه و سلم موجودٌ هناك، فقابله في الطريق نعيم بن عبد الله فقال: إلى أين يا عمر؟ فقال عمر: إلى حيث محمد الذي فرَّق أمر قريش، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله فقال له نعيم: إنَّ أختَك فاطمة وزوجها سعيد بن زيد قد أسلما. فرجع عمر مسرعاً إلى دار أخته فاطمة وأراد أن يبطش بها وبزوجها، وضرب أخته فشجها، وحينما فعل ذلك ونظر إلى الدم وهو يغطي وجه أخته وقد بهرته بشجاعتها في الدين، خجل مِمَّا صنع، وأخذ يتأمل الموقف في سكون ثُمَّ قال لها: أعطني الصحيفة التي كُنتِ تقرأين فيها، فلمَّا أخذها وقرأ فيها آيات من سورة طه، حتى قال: ما أحسن هذا الكلام وما أكرمه. ثُمَّ سار إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان مـع أصحابه في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وطرق الباب، ولمَّا عرف الرسول عليه الصلاة والسلام أنَّه بالباب أمر ففتح له، فسأله الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم عن سبب قدومه، فقال يا رسول الله لقد جئت لأعلن إسلامي وإيماني بالله ورسوله، فكبَّر الرسول عليه الصلاة والسلام وكبَّر الحاضرون، وفرح الجميع بإسلام عمر بن الخطاب. وكان إسلام عمر بن الخطاب عاملاً قوياً من عوامل عزة المسلمين ومنعتهم. روى عبد الله بن مسعود قوله: " إنَّ إسلام عمر كان فتحاً، وإنَّ هجرته كانت نصراً، وإنَّ إمارته كانت رحمة، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلمًا أسلم قاتل قريشاً حتى صلَّى عند الكعبة وصلينا معه "، ولقبه الرسول عليه الصلاة والسلام بالفاروق، وكان إسلام عمر بن الخطاب كذلك في العام السادس للبعثة بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاثة أيام
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
الهجـرة الأُولى إلى الحبشة
لمَّا رأى الرسول عليه الصلاة والسلام ما حل بالمسلمين من أذى يوقعه بهم المشركون، أراد أن ينقذهم مِمَّا يلاقون، فنصحهم بالهجرة إلى الحبشة. وقد فضّل الرسول عليه الصلاة والسلام هجرة المسلمين إلى الحبشة دون غيرها من البلدان، لأنّ سكانها يدينون بالمسيحية، وأنّ فيها ملكاً عُرِفَ بالتسامح والعدل وأنَّه لا يظلم عنده أحد. خرج المسلمون من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام مهاجرين مخافة الفتنة، وفراراً إلى الله بدينهم، وكانت هذه أوَّل هجرة في الإسلام. وكان أهل هذه الهجرة الأولى اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، من بينهم عثمان بن عفان وزوجته رقية ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ومنهم الزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود، وأبو سلمة وامرأته، رضي الله عنهم أجمعين.
خرج المهاجرون متسللين سرّاً حتى وصلوا إلى شاطىء البحر الأحمر، وهناك وجدوا سفينة حملتهم إلى الحبشة. خرجت قريش في آثار هؤلاء المهاجرين تود أن تدركهم وأن تعيدهم إلى مكة مرّةً ثانية، ولكن عندما وصلوا إلى البحر لم يجدوا أحداً. وكان خروج المهاجرين من مكة في رجب من العام الخامس للبعثة، وأقاموا في الحبشة حتى أُشيع أنَّ قريشاً قد تصالحت مع الرسول عليه الصلاة والسلام ففرحوا بذلك أشد الفرح، وعزموا على العودة إلى مكة، فلمَّا اقتربوا منهم بلغهم أمر المشركين وأنَّهم ما زالوا على كفرهم وعصيانهم. عندئذٍ توقفوا عن الدخول خوفاً من المشركين، إلى أن دخل كل واحد منهم في جوار رجل من قريش.
خرج المهاجرون متسللين سرّاً حتى وصلوا إلى شاطىء البحر الأحمر، وهناك وجدوا سفينة حملتهم إلى الحبشة. خرجت قريش في آثار هؤلاء المهاجرين تود أن تدركهم وأن تعيدهم إلى مكة مرّةً ثانية، ولكن عندما وصلوا إلى البحر لم يجدوا أحداً. وكان خروج المهاجرين من مكة في رجب من العام الخامس للبعثة، وأقاموا في الحبشة حتى أُشيع أنَّ قريشاً قد تصالحت مع الرسول عليه الصلاة والسلام ففرحوا بذلك أشد الفرح، وعزموا على العودة إلى مكة، فلمَّا اقتربوا منهم بلغهم أمر المشركين وأنَّهم ما زالوا على كفرهم وعصيانهم. عندئذٍ توقفوا عن الدخول خوفاً من المشركين، إلى أن دخل كل واحد منهم في جوار رجل من قريش.
ورغم قلة عدد المهاجرين إلى الحبشة في هذه المرة إلاّ أنّه كان لهجرتهم هذه شأن عظيم في تاريخ الإسلام، فإنهم كانوا برهاناً لأهل مكة على مبلغ إخلاص المسلمين وتفانيهم في احتمال ما يصيبهم من المشقات والمتاعب في سبيل تمسكهم بعقيدتهم.
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
الهجرة الثانية إلى الحبشة
لمَّا قدم أصـحاب الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم مكة من الهجرة الأولى، أشتدّ عليهم قومهم ولقوا منهم أذى شديداً، فأذن لهم الرسول صلَّى الله عليه وسلّم في الهجرة إلى الحبشة مرّة ثانية، وكان عدد الذين خرجوا في الهجرة الثانية ثلاثة وثمانين رجلاً واثنتي عشرة امرأة من قريش، وسبع نساء أخريات من غيرها، وأقام المهاجرون بأرض الحبشة عند ملكها النجاشي في أحسن جوار.
لم تسترح مكة وأهلها إلى خروج من خرج من المسلمين إلى الحبشة، بل بعثوا برجلين إلى النجاشي، و معهما الهدايا النفيسة ليقنعوه بأن يرد المسلمين من مواطنيهم إليهم. وكان الرسولان هما عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي ربيعة، وقد دفعا إلى النجاشي وإلى بطارقته بالهدايا كي يرد المهاجرين من أهل مكة إليها، ثُمَّ قالا: " أيها الملك، إنَّه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدينٍ ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليه فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عيناً، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه ".
وكان الرسولان قد اتفقا مع بطارقة النجاشي بعد اتحافهم بهدايا أهل مكة أن يعاونوهم على رد المسلمين إلى قريش. ولكن النجاشي أبى أن يفعل حتى يسمع ما يقول المهاجرون، وبعث في طلبهم. فلمَّا جاءوا ودخلوا عليه سألهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكـم ولم تدخلوا به في ديني ولا في دين أحد آخر؟. فردَّ عليه جعفر بن أي طالب قائلًَ: " أيها الملك. كنا قوم جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله فينا رجلاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والكف عن المحارم، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئاً " وعدّد جعفر أمور الإسلام, نُمَّ أضاف: " فصدّقناه وتبعناه، وعبدنا الله وحده لا نشرك له شيئا، فلمَّا قهرونا وظلمونا وضيَّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على سواك، ورغبنا في جوارك ورجونا ألاَّ نُظْلَم عندك". فقال النجاشي لجعفر: هل معك مِمَّا جاء به من شيء تقرؤه عليَّ؟ قل جعفر: نعم، وتلا عليه سورة مريم من أولها إلى قوله تعالى:{ فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً* قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً* وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً }، فلما سمع النجاشي وبطارقته هذا القول مصدقاً لما جاء في الإنجيل أخذوا وقالوا هذه الكلمات تصدر من النبع الذي صدرت منه كلمات المسيح. ثُمَّ أضاف النجاشي قائلاً: " إنَّ هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة ".
ثُمَّ وجه النجاشي كلامه لعمرو بن العاص وزميله قائلاً: انطلِقا، والله لا أسلمهم إليكما. وأقبل النجاشي على جعفر وقال: " اذهبوا فأنتم آمنون "، ثُمَّ أكرمهم وأحسن إليهم. وظلوا بالحبشة حتى السنة السابعة من الهجرة.
وقد كتب الرسول عليه الصلاة والسلام في العام السابع للهجرة إلى النجاشـي يدعوه إلى الإسلام، وكتب إليه أن يزوَّجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، وكانت مهـاجرة مـع زوجها عبيد الله ابن جحش، فتنصَّر ومات هناك نصرانياً. كما كتب إليه أيضاً أن يرد من بقي من أصحابه، فلمَّا قرأ النجاشي كتاب الرسول عليه الصلاة والسلام أسلم وقال: لو قدرت أن آتيه لفعلت، ثُمَّ زوَّجه أم حبيبة وأصدقها عنه أربعمائة دينار. وحمل بقية أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام على سفينتين، وقدموا على الرسول عليه الصلاة والسلام. ولمَّا مات النجاشي خرج الرسول عليه الصلاة والسلام ونعاه للمسلمين ثُمَّ صلَّى عليه صلاة الجنازة.
لم تسترح مكة وأهلها إلى خروج من خرج من المسلمين إلى الحبشة، بل بعثوا برجلين إلى النجاشي، و معهما الهدايا النفيسة ليقنعوه بأن يرد المسلمين من مواطنيهم إليهم. وكان الرسولان هما عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي ربيعة، وقد دفعا إلى النجاشي وإلى بطارقته بالهدايا كي يرد المهاجرين من أهل مكة إليها، ثُمَّ قالا: " أيها الملك، إنَّه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدينٍ ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليه فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عيناً، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه ".
وكان الرسولان قد اتفقا مع بطارقة النجاشي بعد اتحافهم بهدايا أهل مكة أن يعاونوهم على رد المسلمين إلى قريش. ولكن النجاشي أبى أن يفعل حتى يسمع ما يقول المهاجرون، وبعث في طلبهم. فلمَّا جاءوا ودخلوا عليه سألهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكـم ولم تدخلوا به في ديني ولا في دين أحد آخر؟. فردَّ عليه جعفر بن أي طالب قائلًَ: " أيها الملك. كنا قوم جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله فينا رجلاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والكف عن المحارم، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئاً " وعدّد جعفر أمور الإسلام, نُمَّ أضاف: " فصدّقناه وتبعناه، وعبدنا الله وحده لا نشرك له شيئا، فلمَّا قهرونا وظلمونا وضيَّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على سواك، ورغبنا في جوارك ورجونا ألاَّ نُظْلَم عندك". فقال النجاشي لجعفر: هل معك مِمَّا جاء به من شيء تقرؤه عليَّ؟ قل جعفر: نعم، وتلا عليه سورة مريم من أولها إلى قوله تعالى:{ فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً* قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً* وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً }، فلما سمع النجاشي وبطارقته هذا القول مصدقاً لما جاء في الإنجيل أخذوا وقالوا هذه الكلمات تصدر من النبع الذي صدرت منه كلمات المسيح. ثُمَّ أضاف النجاشي قائلاً: " إنَّ هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة ".
ثُمَّ وجه النجاشي كلامه لعمرو بن العاص وزميله قائلاً: انطلِقا، والله لا أسلمهم إليكما. وأقبل النجاشي على جعفر وقال: " اذهبوا فأنتم آمنون "، ثُمَّ أكرمهم وأحسن إليهم. وظلوا بالحبشة حتى السنة السابعة من الهجرة.
وقد كتب الرسول عليه الصلاة والسلام في العام السابع للهجرة إلى النجاشـي يدعوه إلى الإسلام، وكتب إليه أن يزوَّجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، وكانت مهـاجرة مـع زوجها عبيد الله ابن جحش، فتنصَّر ومات هناك نصرانياً. كما كتب إليه أيضاً أن يرد من بقي من أصحابه، فلمَّا قرأ النجاشي كتاب الرسول عليه الصلاة والسلام أسلم وقال: لو قدرت أن آتيه لفعلت، ثُمَّ زوَّجه أم حبيبة وأصدقها عنه أربعمائة دينار. وحمل بقية أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام على سفينتين، وقدموا على الرسول عليه الصلاة والسلام. ولمَّا مات النجاشي خرج الرسول عليه الصلاة والسلام ونعاه للمسلمين ثُمَّ صلَّى عليه صلاة الجنازة.
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
الله بجد موضوع رااااااااااااائع ومفيد جداااااااا
تسلمى وتاجري عليه
ان شالله
جزاك الله خيرا
تسلمى وتاجري عليه
ان شالله
جزاك الله خيرا
نبضات قلب- فنان نشيط
- عدد الرسائل : 205
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 06/08/2007
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
شكرا ليك يا عزنبضات قلب كتب:الله بجد موضوع رااااااااااااائع ومفيد جداااااااا
تسلمى وتاجري عليه
ان شالله
جزاك الله خيرا
رد: سيره الرسول صلى الله عليه وسلم
عليه افضل الصلاة والسلام
جزاكى الله خيرا
جزاكى الله خيرا
كهرمان- فنان نشيط
- عدد الرسائل : 264
البلد : عروس البحر
تاريخ التسجيل : 08/12/2007
مواضيع مماثلة
» رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
» وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
» قصائد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
» الحكمة من إدخال قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد
» صفية بنت حيى ..من زوجات الرسول صلى الله علية وسلم
» وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
» قصائد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
» الحكمة من إدخال قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد
» صفية بنت حيى ..من زوجات الرسول صلى الله علية وسلم
الفنان :: البوابه الأسلاميه :: المنتدى الأسلامى العام :: المنتدى الأسلامى العام :: ارشيف الغرفة الدينية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى