رحلة إلى المجر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رحلة إلى المجر
كانت بلاد المجر عبر التاريخ مسرحاً للتداخل الثقافي، وخاصة بين الأبعاد السلافية والبلقانية، والمؤثرات المسيحية والإسلامية، والتقاليد الألمانية والعثمانية, وبتتبع جذور الإسلام الضاربة في أعماق هذا البلد نلمس الكثير من المفاجآت التي تتفتق عنها معالم متداعية منذ قرون، أو ما تنطق بها كتب خطها أعلام المؤرخين والرحالة في القرون الغابرة التي امتدت ما يقارب 10 قرون أي ألف عام ضرب فيها الوجود الإسلامي بجذوره في أعماق تاريخ المجر، يؤكد ذلك وجود ثلاثين بلدة مسلمة قبل ألف سنة!
ونحن هنا نسير عبر أروقة وطرقات التاريخ داخل دولة المجر لنستنشق عبق العطر الإسلامي الذي يفوح بين جنباتها.
تقع المجر -التي تعرف أيضا بهنغاريا- في وسط أوروبا. يحدها من الشمال سلوفاكيا، ومن الشمال الشرقي أوكرانيا، ومن الشرق رومانيا، من الجنوب كرواتيا وسلوفينيا، من الغرب النمسا وهنغاريا ليس لها منفذ على البحر.
• العاصمة: بودابيست.
• المساحة: 93,030 كم².
• السكان: 10,006,835مليون نسمة وذلك حسب آخر إحصائية عام 2005م بينهم حوالي 30ألف مسلم يمثلون حوالي 2في الألف من تعداد السكان.
• المجموعات العرقية: حوالي 89.9% من سكان المجر هم مجريون أو هنغاريون. هناك أقلية كبيرة من شعب روما وتبلغ نسبتها 4% من مجموع السكان والأقليات الأخرى الألمان 2.6%، الرومانيون 0.7%، الصرب 2%، السلوفاك 0.8% وغيرهم, هذا وتعاني البلاد من انخفاض نسبة نمو السكان.
• اللغة: هي الهنغارية،وهي لغة أصلها آسيوي وتمثل 68.2%, 1.8% لغات أخرى.
• الديانة: رسميا يدين حوالي92.5% من السكان بالمسيحية,و النسبة الباقية هي للديانات الأخرى أو للذين لا يتبعون أي ديانة.
المساجد والمؤسسات الإسلامية: 61 مسجداً جامعا و22مسجداً للصلوات الخمس، و10 مدارس إسلامية وعدد من المكتبات الإسلامية في مدينة بودابست وحدها.
الهنغار كانوا في الأصل شعب متنقل خيال، والهنجرانية كلمة مشتقة من الهنغرية وتعنى القبائل المنتشرة في العالم العربي ويدينون بالإسلام وبعض الدول الأوربية والأسيوية ويدين كثير منهم بالمسيحية ويتمتعون في بلدانهم بحقوق المواطنة, هاجر في القرن التاسع الميلادي من المنطقة ما بين الفولجا والأورال.
وفي نهاية القرن العاشر، ومع مجيء الملك ستيفان الأول عام 997 م حصلت الدولة الهنغارية على استقلالها من الإمبراطورية الرومانية وأصبح الدين المسيحي هو دين الدولة.
انتخب البرلمان ماتياس كورفينوس ملكاً للبلاد عام 1458م- الذي تمكن من صد التوسع العثماني في وسط أوروبا لبعض الوقت، حيث سقطت لاحقاً معظم أراضي البلاد في أيديهم عام 1526م بعد خسارتهم في معركة موهاكس-. بقيت هذه الأراضي تحت سيطرتهم لمدة 150 عام لحين اندلاع الحروب التركية1683م -1699م -التي استطاعت فيها النمسا الاستيلاء على هنغاريا-وفشلت الثورة الهنغارية عام 1848م-1849م أمام النمساويين.ثم اتفق الهنغار والنمساويون عام 1867م على إعلان هنغاريا مملكة ذات سيادة ضمن المملكة النمساوية – الهنغارية, وفيما بعد أدت النتائج السلبية للحرب العالمية الأولى إعلان جمهورية هنغاريا عام 1918م مستقلة.
ونحن هنا نسير عبر أروقة وطرقات التاريخ داخل دولة المجر لنستنشق عبق العطر الإسلامي الذي يفوح بين جنباتها.
تقع المجر -التي تعرف أيضا بهنغاريا- في وسط أوروبا. يحدها من الشمال سلوفاكيا، ومن الشمال الشرقي أوكرانيا، ومن الشرق رومانيا، من الجنوب كرواتيا وسلوفينيا، من الغرب النمسا وهنغاريا ليس لها منفذ على البحر.
• العاصمة: بودابيست.
• المساحة: 93,030 كم².
• السكان: 10,006,835مليون نسمة وذلك حسب آخر إحصائية عام 2005م بينهم حوالي 30ألف مسلم يمثلون حوالي 2في الألف من تعداد السكان.
• المجموعات العرقية: حوالي 89.9% من سكان المجر هم مجريون أو هنغاريون. هناك أقلية كبيرة من شعب روما وتبلغ نسبتها 4% من مجموع السكان والأقليات الأخرى الألمان 2.6%، الرومانيون 0.7%، الصرب 2%، السلوفاك 0.8% وغيرهم, هذا وتعاني البلاد من انخفاض نسبة نمو السكان.
• اللغة: هي الهنغارية،وهي لغة أصلها آسيوي وتمثل 68.2%, 1.8% لغات أخرى.
• الديانة: رسميا يدين حوالي92.5% من السكان بالمسيحية,و النسبة الباقية هي للديانات الأخرى أو للذين لا يتبعون أي ديانة.
المساجد والمؤسسات الإسلامية: 61 مسجداً جامعا و22مسجداً للصلوات الخمس، و10 مدارس إسلامية وعدد من المكتبات الإسلامية في مدينة بودابست وحدها.
الهنغار كانوا في الأصل شعب متنقل خيال، والهنجرانية كلمة مشتقة من الهنغرية وتعنى القبائل المنتشرة في العالم العربي ويدينون بالإسلام وبعض الدول الأوربية والأسيوية ويدين كثير منهم بالمسيحية ويتمتعون في بلدانهم بحقوق المواطنة, هاجر في القرن التاسع الميلادي من المنطقة ما بين الفولجا والأورال.
وفي نهاية القرن العاشر، ومع مجيء الملك ستيفان الأول عام 997 م حصلت الدولة الهنغارية على استقلالها من الإمبراطورية الرومانية وأصبح الدين المسيحي هو دين الدولة.
انتخب البرلمان ماتياس كورفينوس ملكاً للبلاد عام 1458م- الذي تمكن من صد التوسع العثماني في وسط أوروبا لبعض الوقت، حيث سقطت لاحقاً معظم أراضي البلاد في أيديهم عام 1526م بعد خسارتهم في معركة موهاكس-. بقيت هذه الأراضي تحت سيطرتهم لمدة 150 عام لحين اندلاع الحروب التركية1683م -1699م -التي استطاعت فيها النمسا الاستيلاء على هنغاريا-وفشلت الثورة الهنغارية عام 1848م-1849م أمام النمساويين.ثم اتفق الهنغار والنمساويون عام 1867م على إعلان هنغاريا مملكة ذات سيادة ضمن المملكة النمساوية – الهنغارية, وفيما بعد أدت النتائج السلبية للحرب العالمية الأولى إعلان جمهورية هنغاريا عام 1918م مستقلة.
رد: رحلة إلى المجر
استولى الجيش الأحمر على هنغاريا عام 1945م، بعد معارك طاحنة وخاصة حول العاصمة بودابيست -التي سُلمت شبه مُدمرة تماماً في فبراير 1945م-.
بعد ذلك دخلت البلاد في حقبة شيوعية تحت السيطرة السوفيتية إلى عام1990م.إلا أنه في تلك الفترة وبالتحديد عام 1988م بدأت عملية الإصلاح السياسي مع بدء انهيار الاتحاد السوفيتي.ثم فاز المنتدى الديمقراطي بقيادة جوزيف انتال بانتخابات عام 1990م الحرة وبدأت هنغاريا مفاوضات مع الاتحاد السوفيتي لسحب قواته من البلاد ومفاوضات أخرى مع الاتحاد الأوروبي لمناقشة عضوية البلاد في الاتحاد، التي تمت عام2004م.
نبذة عن المجتمع المجري الآن: في حقيقة الأمر إنّ المجتمع المجري ما زال يعاني من تداعيات الفراغ العقائدي، ومن صدمة التحول إلى الرأسمالية. ولا ينعكس الأمر على اختلال سافر في موازين القيم السائدة وحسب، بل وعلى تفاقم التفكك الأسري وترويج السموم البيضاء وازدهار الاتجار بالنساء بالشكل الذي تحوّلت معه بعض أحياء العاصمة المجرية إلى "ماخور كبير" في العهد الديمقراطي، فيما انتقلت أعداد كبيرة من الفتيات المجريات إلى الغرب بحثاً عن فرص أفضل في العيش، بما انتهي بكثيرات منهن إلى مستنقع الجريمة المنظمة وشراك الاستغلال الجنسي.
دخول الإسلام : عرفت المجر الإسلام عن طريق القبائل البلغارية التي هاجرت إلى المجر في أواخر القرن الرابع الهجري. وتأسست هناك جالية مسلمة على مذهب الإمام أبي حنيفة، من ثم انتشر المسلمون في 30 قرية مجرية.كما حرصوا على تربية النشء المسلم تربية إسلامية صحيحة. واهتموا بإرسال طلاب العلم إلى الدول العربية لدراسة اللغة العربية وعلومها.
كما هاجر إلى المجر بعض علماء الإسلام من الأندلس، وذلك في القرن السادس الهجري, حيث شهد هذا القرن التحول الأهم، عندما تمكّن السلطان سليمان القانوني من الانتصار على المجر، ليدخل عاصمتها بودابست. وبذلك لم تصبح المجر ولاية عثمانية وحسب، وإنما باتت بلداً حافلاً بالمعالم الإسلامية ومنشآت العلوم والصناعة والحضارة أيضاً.وتزايد تعداد المسلمين في هنغاريا ليبلغ نحو ربع المليون نسمة مع نهاية العهد العثماني.
وكان بالمجر نحو 100ألف مسلم ، وفق تقديرات العام 627 للهجرة، حتى عهد ياقوت الحموي، حيث أُجبروا على اعتناق النصرانية في النصف الأول من القرن الثامن للهجرة. وأما ربع المليون مسلم الذين كانوا يعيشون في هذه الديار في أواخر العهد العثماني فقد نكلت بهم يد الغدر والحقد الصليبي وطاردهم سوط التهجير القسري لتتبقى منهم مئات قليلة سرعان ما ذابت في المجتمع الرافض للإسلام متمثلاً في شخص أتباعه من المسلمين.
وقد زادت أعداد المسلمين في المجر بعد الفتح الإسلامي للمجر في عام 949هـ -1586م. حيث اعتنق عدد لا بأس به الإسلام طواعية, كما استقرت هناك جالية إسلامية تركية بعد انتهاء الحكم التركي في عام 1098هـ -1687م. ويعيش في المجر اليوم أكثر من 30ألف مسلم، معظمهم من الوافدين من العالم العربي، وبشكل خاص من اليمن وبلاد الشام ومصر والعراق، ويكثر من بينهم التجار والطلبة الأكاديميون.ويأتي هذا الوجود المحدود، الذي لا يمثِّل أكثر من اثنين في الألف من سكان البلاد بقايا معالم الحضارة الإسلامية هناك.
وقد كانت العاصمة المجرية ذات طابع معماري إسلامي, إلا أن المؤسسات الدعوية والتعليمية قد تعرضت للتدمير في القرن السابع عشر الميلادي وبهذا فقدت هذه البلاد التي تجمع بين بهاء الطبيعة وعراقة التاريخ معالمها الحضارية الكبرى التي تشير إلى العهد الإسلامي.
فمن المؤسف أن طالت معاول التدمير مساجد بودابست التي بلغ عددها في أواخر القرن السابع عشر 83 مسجداً، منها 22 مسجداً جامعاً، ولم يكن مصير عشر مدارس إسلامية كانت تحتضنها العاصمة المجرية مع نهاية العهد العثماني بأفضل حالاً.
فقد آل مسجد في بودابست إلى مأوى للفيلة، ومرتع للسائحين ، فالمسجد ذو القباب الزرقاء والمئذنة البديعة، والذي يقع حالياً في نطاق حديقة حيوانات العاصمة المجرية، حولته إدارة الحديقة إلى دار للفيلة ، فيما جعلت من المئذنة برجاً للاستطلاع السياحي.
بعد ذلك دخلت البلاد في حقبة شيوعية تحت السيطرة السوفيتية إلى عام1990م.إلا أنه في تلك الفترة وبالتحديد عام 1988م بدأت عملية الإصلاح السياسي مع بدء انهيار الاتحاد السوفيتي.ثم فاز المنتدى الديمقراطي بقيادة جوزيف انتال بانتخابات عام 1990م الحرة وبدأت هنغاريا مفاوضات مع الاتحاد السوفيتي لسحب قواته من البلاد ومفاوضات أخرى مع الاتحاد الأوروبي لمناقشة عضوية البلاد في الاتحاد، التي تمت عام2004م.
نبذة عن المجتمع المجري الآن: في حقيقة الأمر إنّ المجتمع المجري ما زال يعاني من تداعيات الفراغ العقائدي، ومن صدمة التحول إلى الرأسمالية. ولا ينعكس الأمر على اختلال سافر في موازين القيم السائدة وحسب، بل وعلى تفاقم التفكك الأسري وترويج السموم البيضاء وازدهار الاتجار بالنساء بالشكل الذي تحوّلت معه بعض أحياء العاصمة المجرية إلى "ماخور كبير" في العهد الديمقراطي، فيما انتقلت أعداد كبيرة من الفتيات المجريات إلى الغرب بحثاً عن فرص أفضل في العيش، بما انتهي بكثيرات منهن إلى مستنقع الجريمة المنظمة وشراك الاستغلال الجنسي.
دخول الإسلام : عرفت المجر الإسلام عن طريق القبائل البلغارية التي هاجرت إلى المجر في أواخر القرن الرابع الهجري. وتأسست هناك جالية مسلمة على مذهب الإمام أبي حنيفة، من ثم انتشر المسلمون في 30 قرية مجرية.كما حرصوا على تربية النشء المسلم تربية إسلامية صحيحة. واهتموا بإرسال طلاب العلم إلى الدول العربية لدراسة اللغة العربية وعلومها.
كما هاجر إلى المجر بعض علماء الإسلام من الأندلس، وذلك في القرن السادس الهجري, حيث شهد هذا القرن التحول الأهم، عندما تمكّن السلطان سليمان القانوني من الانتصار على المجر، ليدخل عاصمتها بودابست. وبذلك لم تصبح المجر ولاية عثمانية وحسب، وإنما باتت بلداً حافلاً بالمعالم الإسلامية ومنشآت العلوم والصناعة والحضارة أيضاً.وتزايد تعداد المسلمين في هنغاريا ليبلغ نحو ربع المليون نسمة مع نهاية العهد العثماني.
وكان بالمجر نحو 100ألف مسلم ، وفق تقديرات العام 627 للهجرة، حتى عهد ياقوت الحموي، حيث أُجبروا على اعتناق النصرانية في النصف الأول من القرن الثامن للهجرة. وأما ربع المليون مسلم الذين كانوا يعيشون في هذه الديار في أواخر العهد العثماني فقد نكلت بهم يد الغدر والحقد الصليبي وطاردهم سوط التهجير القسري لتتبقى منهم مئات قليلة سرعان ما ذابت في المجتمع الرافض للإسلام متمثلاً في شخص أتباعه من المسلمين.
وقد زادت أعداد المسلمين في المجر بعد الفتح الإسلامي للمجر في عام 949هـ -1586م. حيث اعتنق عدد لا بأس به الإسلام طواعية, كما استقرت هناك جالية إسلامية تركية بعد انتهاء الحكم التركي في عام 1098هـ -1687م. ويعيش في المجر اليوم أكثر من 30ألف مسلم، معظمهم من الوافدين من العالم العربي، وبشكل خاص من اليمن وبلاد الشام ومصر والعراق، ويكثر من بينهم التجار والطلبة الأكاديميون.ويأتي هذا الوجود المحدود، الذي لا يمثِّل أكثر من اثنين في الألف من سكان البلاد بقايا معالم الحضارة الإسلامية هناك.
وقد كانت العاصمة المجرية ذات طابع معماري إسلامي, إلا أن المؤسسات الدعوية والتعليمية قد تعرضت للتدمير في القرن السابع عشر الميلادي وبهذا فقدت هذه البلاد التي تجمع بين بهاء الطبيعة وعراقة التاريخ معالمها الحضارية الكبرى التي تشير إلى العهد الإسلامي.
فمن المؤسف أن طالت معاول التدمير مساجد بودابست التي بلغ عددها في أواخر القرن السابع عشر 83 مسجداً، منها 22 مسجداً جامعاً، ولم يكن مصير عشر مدارس إسلامية كانت تحتضنها العاصمة المجرية مع نهاية العهد العثماني بأفضل حالاً.
فقد آل مسجد في بودابست إلى مأوى للفيلة، ومرتع للسائحين ، فالمسجد ذو القباب الزرقاء والمئذنة البديعة، والذي يقع حالياً في نطاق حديقة حيوانات العاصمة المجرية، حولته إدارة الحديقة إلى دار للفيلة ، فيما جعلت من المئذنة برجاً للاستطلاع السياحي.
رد: رحلة إلى المجر
نواصل اليوم أيها الأحبة، المسير في دراسة أحوال الأقلية الإسلامية في دولة المجر، وقد كنا توقفنا في الحلقة السابقة عند المآسي التي آلت إليها أهم معالم الحضارة الإسلامية الكبرى في تلك البلاد واليوم ندخل مدينة بيتش الواقعة في أقصى جنوب البلاد ، لنقف على ما يعانيه فيها مسجداً مهيباً من الانتهاك لحرمته ، وفرض الرموز المسيحية عليه ، إذ أضيف صليب بارز فوق الهلال الذي يعلو القبة الخضراء للمسجد التاريخي، فيما عُلِّق صليب ضخم فوق محرابه الذي يضم نقوشاً عربية هي عبارة عن كلمة التوحيد. وتم تحويل هذا المسجد إلى متحف يتضمن صوراً مزعومة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وبينما يُبدي عشرون ألف مسلم في المجر حزناً على عشرات المساجد والمدارس والمعالم الإسلامية في البلاد، بعد أن تم إحراقها وهدمها أو طمسها بعد العام 1686؛ فإنّ هناك من بات يشاطرهم هذا الحزن منذ أواسط القرن العشرين. إذ تداعى خبراء الآثار والمفتونون بالمعالم الحضارية التي شيدتها الإنسانية عبر التاريخ إلى التدخل للمطالبة بصيانة المعالم النادرة التي نجت من الممارسات الهمجية.
ورغم الحال المزري والامتهان الشديد الذي ما زال يخيم على هذه الآثار الإسلامية فإنّ مكسباً هاماً كان قد تحقق في السنوات الأخيرة بضمها إلى قائمة المنشآت التاريخية المُصانة من العبث بموجب القانون، لكنّ المسلمين يأملون في عودتها إلى وضعها الطبيعي الذي تقتضيه الحياة في رحاب الحرية الدينية والأجواء الديمقراطية.
وقد تأسست في بودابست منذ عدة سنوات جمعية إسلامية مهمتها الحفاظ على الآثار الإسلامية وإعادة ترميم المساجد، كما تم إنشاء مدرسة إسلامية تستخدم في اللغة المجرية بعض الكلمات العربية بنفس معناها ، ويوجد في المجر العديد من الكتب والمخطوطات الإسلامية.
وكما لم تسلم الأبنية من أيدي الحقد الصليبي كذلك لم يسلم الإنسان حيث تناقصت أعداد المسلمين في المجر. فبلغت أعدادهم في أعقاب الحرب العالمية الثانية ثلاثة آلاف مسلم.
ثم تزايدت أعداد المسلمين مرة أخرى، ،و كان من أهم الظواهر التي شهدتها المجر في أعقاب الانفتاح الديمقراطي انتعاش الإقبال على اعتناق الدين الإسلامي. فيما كان من المستغرب بالنسبة للمراقبين أن يعتنق المئات من الفتيات والشبان الدين الإسلامي دون جُهد يُذكر من جانب المسلمين. وبذلك تحول الزي الإسلامي إلى مشهد مألوف في أروقة الجامعات المجرية، في إشارة على إقبال الشريحة الطلابية على الدين الإسلامي.
وفى العهد الشيوعي جمعت علاقات ودية بودابست مع عدد من العواصم العربية الصديقة كدمشق وبغداد وعدن، تمثل في حضور كبير للطلبة الوافدين من سورية والعراق واليمن، بالإضافة إلى العدد الكبير من الطلبة الفلسطينيين والسودانيين الذين تلقوا تعليمهم العالي في جامعاتها العريقة.
وخلافاً لطبيعة الهجرة المألوفة إلى بلدان غرب أوروبا طلباً للعمل ، فقد جاء التحصيل الأكاديمي في مقدمة مبررات الوجود العربي والإسلامي في هذا البلد، وهو ما يبدو ملحوظاً في دول شرق أوروبا بشكل عام.
ولكن هامش الحريات الدينية المتاح حتى العام 1989 لم يكن ليفسح المجال أمام نمو الحضور الديني الإسلامي، الذي اقتصر خلال ذلك العهد على بعض النشاطات الثقافية والاجتماعية في الأطر الطلابية العربية.
وفي نهاية يونيو 1989م طرأ حدث تاريخي، عندما قام المسئولون المجريون والنمساويون بإزاحة الستار الحديدي، في خطوة رمزية تعكس انتصار الانفتاح والديمقراطية في الكتلة الشرقية ككل وليس في المجر وحدها.
في أعقاب ذلك افتتحت عدد من المصليات في مدن المجر، فيما تم تسجيل جمعيات إسلامية، وأصبح بالإمكان القيام بالفعاليات العامة بلا ملاحقة من جانب الشرطة السرية.
وانطلاقاً من مدينة بودابست، التي كانت مدينة إسلامية قبل قرون، تعمل حالياً عدد من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية الصغيرة,وقد تأسست هذه الجمعيات في غضون السنوات العشر الماضية، وفي العام 2000 تأسست في مدينة بيتش الواقعة جنوب البلاد "جمعية المنارة". وتُقام الصلوات في مساجد قليلة لا تغطي أراضي البلاد التي تتوزع على 19 مقاطعة تفترش 93 ألف كيلومتراً مربعاً ، ففي بودابست يوجد مسجدان صغيران، وهناك مسجد في كل من مدينة سجد، ومدينة ميشكولت، فيما تقام صلاة الجمعة وحدها في مسجد تاريخي بمدينة بيتش جرى تحويله إلى مزار سياحي ومتحف ونشرت الصلبان قسراً في أروقته.
وبينما تسعى الجمعيات الإسلامية العديدة إلى توفير فرص ممارسة الشعائر الإسلامية في المجتمع غير المسلم، فإنّ جمعية القلم تكثف منذ تأسيسها في العام 1998 فعالياتها التي تُعنى باحتضان معتنقي الإسلام من المجريين، وتثقيفهم، والتطرق إلى الخدمات التي يمكن للمسلمين أن يوفروها للمجتمع المجري الذي يعاني من تناقضات معقدة.
وبينما يُبدي عشرون ألف مسلم في المجر حزناً على عشرات المساجد والمدارس والمعالم الإسلامية في البلاد، بعد أن تم إحراقها وهدمها أو طمسها بعد العام 1686؛ فإنّ هناك من بات يشاطرهم هذا الحزن منذ أواسط القرن العشرين. إذ تداعى خبراء الآثار والمفتونون بالمعالم الحضارية التي شيدتها الإنسانية عبر التاريخ إلى التدخل للمطالبة بصيانة المعالم النادرة التي نجت من الممارسات الهمجية.
ورغم الحال المزري والامتهان الشديد الذي ما زال يخيم على هذه الآثار الإسلامية فإنّ مكسباً هاماً كان قد تحقق في السنوات الأخيرة بضمها إلى قائمة المنشآت التاريخية المُصانة من العبث بموجب القانون، لكنّ المسلمين يأملون في عودتها إلى وضعها الطبيعي الذي تقتضيه الحياة في رحاب الحرية الدينية والأجواء الديمقراطية.
وقد تأسست في بودابست منذ عدة سنوات جمعية إسلامية مهمتها الحفاظ على الآثار الإسلامية وإعادة ترميم المساجد، كما تم إنشاء مدرسة إسلامية تستخدم في اللغة المجرية بعض الكلمات العربية بنفس معناها ، ويوجد في المجر العديد من الكتب والمخطوطات الإسلامية.
وكما لم تسلم الأبنية من أيدي الحقد الصليبي كذلك لم يسلم الإنسان حيث تناقصت أعداد المسلمين في المجر. فبلغت أعدادهم في أعقاب الحرب العالمية الثانية ثلاثة آلاف مسلم.
ثم تزايدت أعداد المسلمين مرة أخرى، ،و كان من أهم الظواهر التي شهدتها المجر في أعقاب الانفتاح الديمقراطي انتعاش الإقبال على اعتناق الدين الإسلامي. فيما كان من المستغرب بالنسبة للمراقبين أن يعتنق المئات من الفتيات والشبان الدين الإسلامي دون جُهد يُذكر من جانب المسلمين. وبذلك تحول الزي الإسلامي إلى مشهد مألوف في أروقة الجامعات المجرية، في إشارة على إقبال الشريحة الطلابية على الدين الإسلامي.
وفى العهد الشيوعي جمعت علاقات ودية بودابست مع عدد من العواصم العربية الصديقة كدمشق وبغداد وعدن، تمثل في حضور كبير للطلبة الوافدين من سورية والعراق واليمن، بالإضافة إلى العدد الكبير من الطلبة الفلسطينيين والسودانيين الذين تلقوا تعليمهم العالي في جامعاتها العريقة.
وخلافاً لطبيعة الهجرة المألوفة إلى بلدان غرب أوروبا طلباً للعمل ، فقد جاء التحصيل الأكاديمي في مقدمة مبررات الوجود العربي والإسلامي في هذا البلد، وهو ما يبدو ملحوظاً في دول شرق أوروبا بشكل عام.
ولكن هامش الحريات الدينية المتاح حتى العام 1989 لم يكن ليفسح المجال أمام نمو الحضور الديني الإسلامي، الذي اقتصر خلال ذلك العهد على بعض النشاطات الثقافية والاجتماعية في الأطر الطلابية العربية.
وفي نهاية يونيو 1989م طرأ حدث تاريخي، عندما قام المسئولون المجريون والنمساويون بإزاحة الستار الحديدي، في خطوة رمزية تعكس انتصار الانفتاح والديمقراطية في الكتلة الشرقية ككل وليس في المجر وحدها.
في أعقاب ذلك افتتحت عدد من المصليات في مدن المجر، فيما تم تسجيل جمعيات إسلامية، وأصبح بالإمكان القيام بالفعاليات العامة بلا ملاحقة من جانب الشرطة السرية.
وانطلاقاً من مدينة بودابست، التي كانت مدينة إسلامية قبل قرون، تعمل حالياً عدد من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية الصغيرة,وقد تأسست هذه الجمعيات في غضون السنوات العشر الماضية، وفي العام 2000 تأسست في مدينة بيتش الواقعة جنوب البلاد "جمعية المنارة". وتُقام الصلوات في مساجد قليلة لا تغطي أراضي البلاد التي تتوزع على 19 مقاطعة تفترش 93 ألف كيلومتراً مربعاً ، ففي بودابست يوجد مسجدان صغيران، وهناك مسجد في كل من مدينة سجد، ومدينة ميشكولت، فيما تقام صلاة الجمعة وحدها في مسجد تاريخي بمدينة بيتش جرى تحويله إلى مزار سياحي ومتحف ونشرت الصلبان قسراً في أروقته.
وبينما تسعى الجمعيات الإسلامية العديدة إلى توفير فرص ممارسة الشعائر الإسلامية في المجتمع غير المسلم، فإنّ جمعية القلم تكثف منذ تأسيسها في العام 1998 فعالياتها التي تُعنى باحتضان معتنقي الإسلام من المجريين، وتثقيفهم، والتطرق إلى الخدمات التي يمكن للمسلمين أن يوفروها للمجتمع المجري الذي يعاني من تناقضات معقدة.
رد: رحلة إلى المجر
ومازال مسلمو المجر يواجهون مع مطلع القرن الحادي والعشرين جمله من التحديات لكن أبرزها يتمثل في إحياء اعتراف الدولة بالإسلام و بالمجموعة الدينية المسلمة مثلما حدث بالنمسا التي أصدرت قانون الإسلام لعام 1912م- الذي يتضمن الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي ، وينظم العلاقة مع المسلمين-,ويعود الاعتراف المجري بالدين الإسلامي إلى بدايات القرن العشرين إلا أن هذا الاعتراف في الحقيقة يكتنفه الغموض.
ومع كل ما سبق فإن المسلمون في المجر يتمتعون بكامل الحرية في العبادة والدعوة ، وأوضح رئيس جمعية دار السلام في العاصمة المجرية" بودابست",أن التعصب للمذاهب بين المسلمين في المجر أمر ليس موجود ، وهم كالجسد الواحد ويحكمهم المنهج الإسلامي القويم. كما أن أحوال المسلمين في هنغاريا تدعو للتفاؤل؛ لأن المسلمين في المجر استطاعوا تأسيس حضارة إسلامية راقية، ولأن الأقلية المسلمة في المجر من الأقليات المسلمة النشطة في قارة أوروبا، ولأن اللغة المجرية ليست لغة أوروبية وإنما لغة آسيوية تأثرت بالعروبة والقرآن الكريم.
و مع ذلك يتطلع إخواننا المسلمين بالمجر إلى تحقيق جملة من الأهداف الكبرى في المرحلة المقبلة، ليضمنوا لوجودهم استقراراً هادئاً وفاعلاً في هذه البلاد بعد أن آل حال مسلمي القرون الغابرة فيها إلى تذويب قسري وعذابات أليمة.
ومع كل ما سبق فإن المسلمون في المجر يتمتعون بكامل الحرية في العبادة والدعوة ، وأوضح رئيس جمعية دار السلام في العاصمة المجرية" بودابست",أن التعصب للمذاهب بين المسلمين في المجر أمر ليس موجود ، وهم كالجسد الواحد ويحكمهم المنهج الإسلامي القويم. كما أن أحوال المسلمين في هنغاريا تدعو للتفاؤل؛ لأن المسلمين في المجر استطاعوا تأسيس حضارة إسلامية راقية، ولأن الأقلية المسلمة في المجر من الأقليات المسلمة النشطة في قارة أوروبا، ولأن اللغة المجرية ليست لغة أوروبية وإنما لغة آسيوية تأثرت بالعروبة والقرآن الكريم.
و مع ذلك يتطلع إخواننا المسلمين بالمجر إلى تحقيق جملة من الأهداف الكبرى في المرحلة المقبلة، ليضمنوا لوجودهم استقراراً هادئاً وفاعلاً في هذه البلاد بعد أن آل حال مسلمي القرون الغابرة فيها إلى تذويب قسري وعذابات أليمة.
رد: رحلة إلى المجر
بسم الله ماشاء الله لا بجد مجهود جبار انت لوحدك على التاريخ ان شاء الله انا هانضم ليكى
™MR.Spider- مؤسس عالم الفن
- عدد الرسائل : 1153
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
مواضيع مماثلة
» رحلة انسان
» رحلة الموت
» رحلة كريستوفر كولمبس بداية الحلم.. أم ذروة المأساة؟
» هل بدأ الأهلي رحلة الهبوط من القمة؟
» أسود الأطلسي .. في رحلة صيد النجوم
» رحلة الموت
» رحلة كريستوفر كولمبس بداية الحلم.. أم ذروة المأساة؟
» هل بدأ الأهلي رحلة الهبوط من القمة؟
» أسود الأطلسي .. في رحلة صيد النجوم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى