معارك وثورات فلسطينية
صفحة 3 من اصل 3
صفحة 3 من اصل 3 • 1, 2, 3
رد: معارك وثورات فلسطينية
معركة اللد والرملة:
إن وجود مطار عسكري صغير وآخر مدني ومحطة الهاتف الرئيسة في فلسطين في مدينتي اللد والرملة إضافة إلى بعدهما 15كم عن تل أبيب عند ملتقى خطوط المواصلات، جعلا من هاتين المدينتين هدفاً مغريا للصهاينة.
وضع الصهاينة خطة للاستيلاء على المدينتين في وقت مبكر، فيما أدرك سكان المدينتين الخطر المحدق بهم فبدأوا بتحصين الدفاعات بالتعاون مع قوات جيش الجهاد المقدس بقيادة الشيخ حسن سلامة .
قامت اللجنة القومية بإشراف الشيخ حين أبو السعود بمساع لتنظيم وتوحيد جهود الدفاع والتسلح، فيما انضم لحامية المدينتين من شرق الأردن، وأصدرت اللجنة العسكرية في دمشق في 16/2/1948 أمراً على سرية من جيش الإنقاذ بالتوجه إلى اللد والرملة مع فصيل من المتطوعين المصريين.
نشبت عدة اشتباكات بين الصهاينة ومناضلي المدينتين بعد صدور قرار التقسيم، انتصر العرب فيها، كما أسقطوا طائرة واستولوا على المطار ومحطة السكة الحديد ومخزن للوقود ومعسكر بيت نبالا.
ظل الأمر على حالة حتى إعلان الهدنة الأولى، ويوم 18/6/1948 وفي أثناء الهدنة، تحركت سرية مشاة أردنية إلى اللد والرملة لمساعدة الحكم العسكري الأردني في إدارة المدينتين.
بعد استئناف القتال في 9/7/1948، سعت إسرائيل على احتلال اللد والرملة، لفتح طريق القدس بالقوة، وأعطوا لهذه الخطة الأسبقية، وقد أطلق على الخطة رمز "داني" وخصص لها نخبة من الجيش الإسرائيلي هي "البالماخ".
بدا الهجوم يوم 9/7/1948، ودخل الإسرائيليون قرية عنابة يوم 10/7 ثم قرية جمزو وقد احتل المهاجمون مطار اللد، وهكذا تم تطوير المدينتين وعزلهما، وتعرضت المدينتات لقصف جوي ثقيل وجه إلى مركز شرطة الرملة بشكل خاص، وقصف مدفعي للأحياء الآهلة بالسكان، وألقت الطائرات يوم 11/7 منشورات تدعو الأهالي للتسليم وطلبت منهم إرسال وفد عنهم للقيادة الإسرائيلية.
شن الإسرائيليون هجوماً قوياً على اللد أولاً، لكن مجاهدي المدينة صدوا الهجوم وخسر الإسرائيليون 60 قتيلاً، ثم عاود الإسرائيليون هجومهم ودخلوا المدينة واحتلوها وهم يطلقون النار في شوارعها فسقط عدد كبير من الشهداء.
في 11/7 استطاعت قوة من الجيش الأردني طرد الإسرائيليين من قرية جمزو وقتلوا 10 من أفرادها لكن الإسرائيليين عادوا إلى القرية بعد انسحاب الأردنيين منها.
تمكن الصهاينة من احتلال اللد بعد أن قتلوا 426 مواطناً منهم 176 في مذبحة في مسجد المدينة.
أحكم الإسرائيليون الطوق على الرملة وحشدوا مزيداً من القوات وزادوا من قصفهم الجوي والمدفعي لها، فذهب وفد من أهالي المدينة ليعرض التسليم للإسرائيليين بعد انسحاب السرية الأردنية، واستمرت المفاوضات في مستعمرة النعاني من 11/7 على 12/7، وتم الاتفاق على تسليم المدينة بشروط مكتوبة منها عدم التعرض للأهالي وعدم المساس بالأملاك.
في 13 تموز طلب الإسرائيليون من السكان إخلاء الرملة فرفضوا، لكن العدو لم يلتزم بالاتفاق ووضع السكان في شاحنات ونقلهم إلى جهة الشرق في عملية ترحيل استمرت 3 أيام.
إن وجود مطار عسكري صغير وآخر مدني ومحطة الهاتف الرئيسة في فلسطين في مدينتي اللد والرملة إضافة إلى بعدهما 15كم عن تل أبيب عند ملتقى خطوط المواصلات، جعلا من هاتين المدينتين هدفاً مغريا للصهاينة.
وضع الصهاينة خطة للاستيلاء على المدينتين في وقت مبكر، فيما أدرك سكان المدينتين الخطر المحدق بهم فبدأوا بتحصين الدفاعات بالتعاون مع قوات جيش الجهاد المقدس بقيادة الشيخ حسن سلامة .
قامت اللجنة القومية بإشراف الشيخ حين أبو السعود بمساع لتنظيم وتوحيد جهود الدفاع والتسلح، فيما انضم لحامية المدينتين من شرق الأردن، وأصدرت اللجنة العسكرية في دمشق في 16/2/1948 أمراً على سرية من جيش الإنقاذ بالتوجه إلى اللد والرملة مع فصيل من المتطوعين المصريين.
نشبت عدة اشتباكات بين الصهاينة ومناضلي المدينتين بعد صدور قرار التقسيم، انتصر العرب فيها، كما أسقطوا طائرة واستولوا على المطار ومحطة السكة الحديد ومخزن للوقود ومعسكر بيت نبالا.
ظل الأمر على حالة حتى إعلان الهدنة الأولى، ويوم 18/6/1948 وفي أثناء الهدنة، تحركت سرية مشاة أردنية إلى اللد والرملة لمساعدة الحكم العسكري الأردني في إدارة المدينتين.
بعد استئناف القتال في 9/7/1948، سعت إسرائيل على احتلال اللد والرملة، لفتح طريق القدس بالقوة، وأعطوا لهذه الخطة الأسبقية، وقد أطلق على الخطة رمز "داني" وخصص لها نخبة من الجيش الإسرائيلي هي "البالماخ".
بدا الهجوم يوم 9/7/1948، ودخل الإسرائيليون قرية عنابة يوم 10/7 ثم قرية جمزو وقد احتل المهاجمون مطار اللد، وهكذا تم تطوير المدينتين وعزلهما، وتعرضت المدينتات لقصف جوي ثقيل وجه إلى مركز شرطة الرملة بشكل خاص، وقصف مدفعي للأحياء الآهلة بالسكان، وألقت الطائرات يوم 11/7 منشورات تدعو الأهالي للتسليم وطلبت منهم إرسال وفد عنهم للقيادة الإسرائيلية.
شن الإسرائيليون هجوماً قوياً على اللد أولاً، لكن مجاهدي المدينة صدوا الهجوم وخسر الإسرائيليون 60 قتيلاً، ثم عاود الإسرائيليون هجومهم ودخلوا المدينة واحتلوها وهم يطلقون النار في شوارعها فسقط عدد كبير من الشهداء.
في 11/7 استطاعت قوة من الجيش الأردني طرد الإسرائيليين من قرية جمزو وقتلوا 10 من أفرادها لكن الإسرائيليين عادوا إلى القرية بعد انسحاب الأردنيين منها.
تمكن الصهاينة من احتلال اللد بعد أن قتلوا 426 مواطناً منهم 176 في مذبحة في مسجد المدينة.
أحكم الإسرائيليون الطوق على الرملة وحشدوا مزيداً من القوات وزادوا من قصفهم الجوي والمدفعي لها، فذهب وفد من أهالي المدينة ليعرض التسليم للإسرائيليين بعد انسحاب السرية الأردنية، واستمرت المفاوضات في مستعمرة النعاني من 11/7 على 12/7، وتم الاتفاق على تسليم المدينة بشروط مكتوبة منها عدم التعرض للأهالي وعدم المساس بالأملاك.
في 13 تموز طلب الإسرائيليون من السكان إخلاء الرملة فرفضوا، لكن العدو لم يلتزم بالاتفاق ووضع السكان في شاحنات ونقلهم إلى جهة الشرق في عملية ترحيل استمرت 3 أيام.
رد: معارك وثورات فلسطينية
معركة الماصيون:
عبر عشرون صهيونياً من مستوطنة عطاروت جنوب رام الله في 1/3/1948 إلى شمال قرية رافات وكمنوا لسيارة نقل ركاب وقذفوها بالقنابل وأطلقوا عليها الرصاص، لكنهم لم يصيبوا أحد من ركابها، فانسحبوا عن طريق وادي الدير، وفيما هم يتسلقون سفح تل الماصيون تصدى لهم أبناء البيرة ورام الله، فنشبت معركة قتل خلالها خمسة صهاينة وفر الباقون، فوصل إلى المكن عدد كبير من سكان القرى العربية المجاورة فحاصروا الفارين وقتلوا ستة منهم، فاستسلم من تبقى من الصهاينة، ولما اقترب المناضلون منهم ألقوا عليهم قنبلة يدوية ففتح المناضلون النار عليهم وقتلوهم جمعياً.
تم تسليم جثث القتلى إلى القوات البريطانية، وتبين أن خمسة من القتلى هم من موظفي مصلحة البريد وقد حصلوا على إذن من رؤسائهم بالتغيب ذلك اليوم.
معارك المالكية:
تقع قرية المالكية على بعد نصف كم من الحدود اللبنانية مع فلسطين، شمال مدينة صفد، وقد كانت حتى عام 1923 تابعة للبنان.
وحسب خطة وضعتها القيادة العامة للقوات العربية في عمان، كان مقرراً أن يدخل الجيش السوري من الحدود اللبنانية للاستيلاء على صفد وعزل مستوطنات الحولة عن طبريا والقيام بهجوم مشترك على حيفا مع الجيش اللبناني وجيش الإنقاذ.
وصلت هذه المعلومات إلى الصهاينة، فأصدر قائد لواء "يفتاح" وإيغال ألون أمراً في 13/5/1948 إلى قائد الكتيبة بالتقدم لاحتلال المالكية والتلال المحيطة بها لإغلاق الطريق أمام الجيش السوري واللبناني، وقام قائد الكتيبة ليلة 14-15/5 باحتلال قدس والمعسكر البريطانيين خارج المالكية، لكن مفرزتين من الجيش السوري واللبناني قامت بهجوم معاكس أجبر القوات الصهيونية على التراجع بعد أن خسرت عدداً كبيراً من رجالها، وبذا تم استرداد المالكية والمعسكر وقدس، لكن القوات الصهيونية المنسحبة أعادت تجميع نفسها وهاجمت النبي يوشع بعد قصفها وتمكنت من احتلالها.
في 19/5 تحركت قوة إسرائيلية معززة إلى داخل الأراضي اللبنانية والتفوا على المالكية واستطاعوا احتلالها رغم المقاومة العنيفة للقوات اللبنانية، واحتل قدس ونسف الجسور التي تؤدي إلى تلك المنطقة .
ألقيت على عاتق فوزي القاوقجي مهمة استرداد المالكية، وبدأت مدفعية جيش الإنقاذ ظهر يوم 6/6/1948 بقصف الصهيونية في المالكية ودارت معارك عنيفة بين الجانبين اشترك فيها أيضاً الطيران السوري، واستطاع العرب استعادة المالكية وفي اليوم التالي تم استعادة قدس أيضاً.
عبر عشرون صهيونياً من مستوطنة عطاروت جنوب رام الله في 1/3/1948 إلى شمال قرية رافات وكمنوا لسيارة نقل ركاب وقذفوها بالقنابل وأطلقوا عليها الرصاص، لكنهم لم يصيبوا أحد من ركابها، فانسحبوا عن طريق وادي الدير، وفيما هم يتسلقون سفح تل الماصيون تصدى لهم أبناء البيرة ورام الله، فنشبت معركة قتل خلالها خمسة صهاينة وفر الباقون، فوصل إلى المكن عدد كبير من سكان القرى العربية المجاورة فحاصروا الفارين وقتلوا ستة منهم، فاستسلم من تبقى من الصهاينة، ولما اقترب المناضلون منهم ألقوا عليهم قنبلة يدوية ففتح المناضلون النار عليهم وقتلوهم جمعياً.
تم تسليم جثث القتلى إلى القوات البريطانية، وتبين أن خمسة من القتلى هم من موظفي مصلحة البريد وقد حصلوا على إذن من رؤسائهم بالتغيب ذلك اليوم.
معارك المالكية:
تقع قرية المالكية على بعد نصف كم من الحدود اللبنانية مع فلسطين، شمال مدينة صفد، وقد كانت حتى عام 1923 تابعة للبنان.
وحسب خطة وضعتها القيادة العامة للقوات العربية في عمان، كان مقرراً أن يدخل الجيش السوري من الحدود اللبنانية للاستيلاء على صفد وعزل مستوطنات الحولة عن طبريا والقيام بهجوم مشترك على حيفا مع الجيش اللبناني وجيش الإنقاذ.
وصلت هذه المعلومات إلى الصهاينة، فأصدر قائد لواء "يفتاح" وإيغال ألون أمراً في 13/5/1948 إلى قائد الكتيبة بالتقدم لاحتلال المالكية والتلال المحيطة بها لإغلاق الطريق أمام الجيش السوري واللبناني، وقام قائد الكتيبة ليلة 14-15/5 باحتلال قدس والمعسكر البريطانيين خارج المالكية، لكن مفرزتين من الجيش السوري واللبناني قامت بهجوم معاكس أجبر القوات الصهيونية على التراجع بعد أن خسرت عدداً كبيراً من رجالها، وبذا تم استرداد المالكية والمعسكر وقدس، لكن القوات الصهيونية المنسحبة أعادت تجميع نفسها وهاجمت النبي يوشع بعد قصفها وتمكنت من احتلالها.
في 19/5 تحركت قوة إسرائيلية معززة إلى داخل الأراضي اللبنانية والتفوا على المالكية واستطاعوا احتلالها رغم المقاومة العنيفة للقوات اللبنانية، واحتل قدس ونسف الجسور التي تؤدي إلى تلك المنطقة .
ألقيت على عاتق فوزي القاوقجي مهمة استرداد المالكية، وبدأت مدفعية جيش الإنقاذ ظهر يوم 6/6/1948 بقصف الصهيونية في المالكية ودارت معارك عنيفة بين الجانبين اشترك فيها أيضاً الطيران السوري، واستطاع العرب استعادة المالكية وفي اليوم التالي تم استعادة قدس أيضاً.
رد: معارك وثورات فلسطينية
معركة مشمار هعيميك "حامية المرج"
مشمار هعيميك مستعمرة تقع في مرج ابن عامر.
كانت خطة جيش الإنقاذ في الهجوم على مستوطنة مشمار همعيميك تهدف إلى اختبار مناعة المستعمرات وقياس قدرتها الدفاعية ومعرفة أساليب التنسيق بين المستعمرات ومدى قدرة الصهاينة على خوض معركة في العراء بعد استدراجهم.
سبقت عملة الهجوم على المستعمرة عملية هجوم مخادعة على مستعمرة زراعيم ليلة 4/4 ودمرت مجموعة من المنازل وبرك المياه، وتمكن أفراد وحدة جيش الإنقاذ من أخذ مواقعهم بسرية جوار مشمار هعيميك، وذلك لأن الأنظار اتجهت إلى زراعيم.
في مساء نفس اليوم 4/4، فتحت مدافع جيش الإنقاذ نيرانهم على المستعمرة، وتقدمت سرية من المشاة إلى الأسلاك الشائكة وبدأوا يقطعونها، اقتربت مصفحات جيش الإنقاذ من أبراج الحراسة وقصفها بكثافة حتى أسكنتها نهائياً.
انسحب القاوقجي بعد حلول الليل إلى التلال المجاورة ووجه إنذاراً إلى المستعمرة بإرسال وفد للتفاوض لوضع المستعمرة تحت حماية جيش الإنقاذ، فأرسلت المستعمرة مندوباً يعلمهم بأن هيئة تمثل المستعمرة يصحبها ضباط بريطانيون سيصلون للمفاوضة ظهراً.
اضطر القاوقجي لإرسال نجدات إلى القسطل بسبب تطورات الموقف هناك، وجاء وفد من المستوطنة إلى القاوقجي الذي أمهلهم 24 ساعة لنقل قتلاهم والتقرير بشأن الاستسلام.
لكن السيارات التي كانت تنقل جثث القتلى كانت تعود محملة بالرجال والسلاح، وفي صباح 10 نيسان قام الصهاينة بأعنف هجوم عرف حتى تلك الفترة، قطوقوا قوات جيش الإنقاذ وعزلوها عن مواقعها واضطروها للعودة مسافة 4كم عن مواقعها.
أعادت قوات جيش الإنقاذ تنظيم نفسها، وفي صباح 11/4 فتحت المدفعية العربية نيرانها على المستعمرة وقام المشاة بهجوم قوى عليها فبدأ أفراد الهاغاناة بالتراجع باتجاه المستوطنة والمستوطنات المجاورة، وراح جيش الإنقاذ يتقدم متجاوزا الجثث والأسلحة المتروكة، وعادت في هذه الأثناء القوة التي شاركت في معركة القسطل، وفي نفس الوقت وصلت قوات دعم صهيونية جديدة، وقام الصهاينة بهجوم مضاد، فنجح مأمون البيطار في إحباط الهجوم لكنه استشهد في المعركة، وتوقفت قوات جيش الإنقاذ عند قرية منسي وأعادت تنظيم نفسها، وقامت بهجوم ثان واستردت المواقع التي خسرتها وألحقت الهزيمة بالقوات الصهيونية، واستمر القتال 7 أيام دون انقطاع تم خلالها تحرير التلال المحيطة بالمستعمرة وقتل قائد الحامية الصهيونية، وهاجر على إثر ذلك عدد كبير من سكان المستوطنة إلى مناطق أخرى.
مشمار هعيميك مستعمرة تقع في مرج ابن عامر.
كانت خطة جيش الإنقاذ في الهجوم على مستوطنة مشمار همعيميك تهدف إلى اختبار مناعة المستعمرات وقياس قدرتها الدفاعية ومعرفة أساليب التنسيق بين المستعمرات ومدى قدرة الصهاينة على خوض معركة في العراء بعد استدراجهم.
سبقت عملة الهجوم على المستعمرة عملية هجوم مخادعة على مستعمرة زراعيم ليلة 4/4 ودمرت مجموعة من المنازل وبرك المياه، وتمكن أفراد وحدة جيش الإنقاذ من أخذ مواقعهم بسرية جوار مشمار هعيميك، وذلك لأن الأنظار اتجهت إلى زراعيم.
في مساء نفس اليوم 4/4، فتحت مدافع جيش الإنقاذ نيرانهم على المستعمرة، وتقدمت سرية من المشاة إلى الأسلاك الشائكة وبدأوا يقطعونها، اقتربت مصفحات جيش الإنقاذ من أبراج الحراسة وقصفها بكثافة حتى أسكنتها نهائياً.
انسحب القاوقجي بعد حلول الليل إلى التلال المجاورة ووجه إنذاراً إلى المستعمرة بإرسال وفد للتفاوض لوضع المستعمرة تحت حماية جيش الإنقاذ، فأرسلت المستعمرة مندوباً يعلمهم بأن هيئة تمثل المستعمرة يصحبها ضباط بريطانيون سيصلون للمفاوضة ظهراً.
اضطر القاوقجي لإرسال نجدات إلى القسطل بسبب تطورات الموقف هناك، وجاء وفد من المستوطنة إلى القاوقجي الذي أمهلهم 24 ساعة لنقل قتلاهم والتقرير بشأن الاستسلام.
لكن السيارات التي كانت تنقل جثث القتلى كانت تعود محملة بالرجال والسلاح، وفي صباح 10 نيسان قام الصهاينة بأعنف هجوم عرف حتى تلك الفترة، قطوقوا قوات جيش الإنقاذ وعزلوها عن مواقعها واضطروها للعودة مسافة 4كم عن مواقعها.
أعادت قوات جيش الإنقاذ تنظيم نفسها، وفي صباح 11/4 فتحت المدفعية العربية نيرانها على المستعمرة وقام المشاة بهجوم قوى عليها فبدأ أفراد الهاغاناة بالتراجع باتجاه المستوطنة والمستوطنات المجاورة، وراح جيش الإنقاذ يتقدم متجاوزا الجثث والأسلحة المتروكة، وعادت في هذه الأثناء القوة التي شاركت في معركة القسطل، وفي نفس الوقت وصلت قوات دعم صهيونية جديدة، وقام الصهاينة بهجوم مضاد، فنجح مأمون البيطار في إحباط الهجوم لكنه استشهد في المعركة، وتوقفت قوات جيش الإنقاذ عند قرية منسي وأعادت تنظيم نفسها، وقامت بهجوم ثان واستردت المواقع التي خسرتها وألحقت الهزيمة بالقوات الصهيونية، واستمر القتال 7 أيام دون انقطاع تم خلالها تحرير التلال المحيطة بالمستعمرة وقتل قائد الحامية الصهيونية، وهاجر على إثر ذلك عدد كبير من سكان المستوطنة إلى مناطق أخرى.
رد: معارك وثورات فلسطينية
معركة مشمار هايردين:
بعد تولي حسني الزعيم قيادة الأركان السورية، قرر تحقيق نصر عسكري في فلسطين مهما كان الثمن، لاسيما وأن مجلس الأمن كان على وشك اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار.
وقع اختيار الزعيم على مستعمرة مشمار هيردين وهي مستوطنة على نهر الأردن قريبة من جسر بنات يعقوب أقيمت عام 1890، وهي موشاف زراعي محصن.
نصت الخطة على إبقاء منطقة المستعمرة هادئة والقيام في نفس الوقت بهجمات مخادعة يمين ويسار المستعمرة، وبالفعل في صباح 7/6/1948 عبرت الوحدة السورية نهر الأردن وتمركزت باتجاه المستعمرة دون أن يشعر لها أحد.
تحركت القوة باتجاه الأسلاك الشائكة المحيطة بالمستوطنة وفتحت فيها عدة ثغرات فتنبه لها الصهاينة وراحوا يطلقون النار لكن ذلك لم يكسر حدة الهجوم، وتابعت القوة تقدمها وأسكتت أبراج الحراسة وانتشرت بين أبنية المستوطنة وخاضت معركة بالسلاح الأبيض، وفي هذه الأثناء عبرت قوة سورية أخرى نهر الأردن فساهمت في القضاء على فلول المنسجين، وقد وصلت القوات السورية إلى مستعمرة روشينا ثم عادت بعد أن كبرت المسافة بينها وبين المشاة.
سيطرت القوات السورية عل المستوطنة وتحت تصفية جيوب مقاومة صغيرة بقيت فيها، وفي صباح 8/6 قام الإسرائيليون بهجوم معاكس، فتصدت لهم القوات السورية بقيادة النقيب عدنان المالكي وطاردوهم حتى تل أبو الريش، وقد دعي هنا التل في ما بعد "تل المالكي". وقد فشلت كل المحاولات الإسرائيلية اللاحقة في إجلاء أي جندي سوري عن موقعه. وظل الوضع هكذا حتى دخول الهدنة الأولى 11/6/1948.
وضعت القيادة الإسرائيلية خطة رمزها "بيروش" تنص على تطويق القوات السورية التي تحتل المستعمرة، وما أن انتهت الهدنة الأولى في 8/7/1948، بدأ الإسرائيليون في 9/7 برمايات غزيرة من النيران وبقصف مدفعي بعيد، وحلقت 4 طائرات إسرائيلية فوق المواقع السورية، وأخذت تقصف بالقنابل، وفي العاشرة ليلاً نجح رتل مهادي في عبور النهر إلى الضفة الشرقية وبدأت من هناك عملية قصف مدفعي للقوات السورية مما قطع اتصال القوات مع القيادة.
فتحت القوات السورية نيرانها على الأرتال التي هاجمت مواقعها وأجبرتها على التراجع مما دعا القائد الإسرائيلي إلى الانسحاب السريع، وفي 10/7 تحركت الدبابات السورية وطاردت المنسجين، فدب الذعر في صفوفهم وأخذوا يفرون، مما اضطر القائد الإسرائيلي إلى تهديد الفارين بإطلاق النار عليهم كي يجبرهم على البقاء في مواقعهم.
استمرت المعركة ستة أيام خسر خلالها اللواء الإسرائيلي المهاجم نصف قواته بين جريح وقتيل قبل أن تنتي عملية "بيروش" بالفشل التام رغم النجدات التي وصلت يوم 14/7/1948.
لم تنسحب القوات السورية من مواقعها إلا بموجب اتفاقية الهدنة النهائية، بشرط أن تبقي مشمار هيردين منطقة مجردة من السلاح.
بعد تولي حسني الزعيم قيادة الأركان السورية، قرر تحقيق نصر عسكري في فلسطين مهما كان الثمن، لاسيما وأن مجلس الأمن كان على وشك اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار.
وقع اختيار الزعيم على مستعمرة مشمار هيردين وهي مستوطنة على نهر الأردن قريبة من جسر بنات يعقوب أقيمت عام 1890، وهي موشاف زراعي محصن.
نصت الخطة على إبقاء منطقة المستعمرة هادئة والقيام في نفس الوقت بهجمات مخادعة يمين ويسار المستعمرة، وبالفعل في صباح 7/6/1948 عبرت الوحدة السورية نهر الأردن وتمركزت باتجاه المستعمرة دون أن يشعر لها أحد.
تحركت القوة باتجاه الأسلاك الشائكة المحيطة بالمستوطنة وفتحت فيها عدة ثغرات فتنبه لها الصهاينة وراحوا يطلقون النار لكن ذلك لم يكسر حدة الهجوم، وتابعت القوة تقدمها وأسكتت أبراج الحراسة وانتشرت بين أبنية المستوطنة وخاضت معركة بالسلاح الأبيض، وفي هذه الأثناء عبرت قوة سورية أخرى نهر الأردن فساهمت في القضاء على فلول المنسجين، وقد وصلت القوات السورية إلى مستعمرة روشينا ثم عادت بعد أن كبرت المسافة بينها وبين المشاة.
سيطرت القوات السورية عل المستوطنة وتحت تصفية جيوب مقاومة صغيرة بقيت فيها، وفي صباح 8/6 قام الإسرائيليون بهجوم معاكس، فتصدت لهم القوات السورية بقيادة النقيب عدنان المالكي وطاردوهم حتى تل أبو الريش، وقد دعي هنا التل في ما بعد "تل المالكي". وقد فشلت كل المحاولات الإسرائيلية اللاحقة في إجلاء أي جندي سوري عن موقعه. وظل الوضع هكذا حتى دخول الهدنة الأولى 11/6/1948.
وضعت القيادة الإسرائيلية خطة رمزها "بيروش" تنص على تطويق القوات السورية التي تحتل المستعمرة، وما أن انتهت الهدنة الأولى في 8/7/1948، بدأ الإسرائيليون في 9/7 برمايات غزيرة من النيران وبقصف مدفعي بعيد، وحلقت 4 طائرات إسرائيلية فوق المواقع السورية، وأخذت تقصف بالقنابل، وفي العاشرة ليلاً نجح رتل مهادي في عبور النهر إلى الضفة الشرقية وبدأت من هناك عملية قصف مدفعي للقوات السورية مما قطع اتصال القوات مع القيادة.
فتحت القوات السورية نيرانها على الأرتال التي هاجمت مواقعها وأجبرتها على التراجع مما دعا القائد الإسرائيلي إلى الانسحاب السريع، وفي 10/7 تحركت الدبابات السورية وطاردت المنسجين، فدب الذعر في صفوفهم وأخذوا يفرون، مما اضطر القائد الإسرائيلي إلى تهديد الفارين بإطلاق النار عليهم كي يجبرهم على البقاء في مواقعهم.
استمرت المعركة ستة أيام خسر خلالها اللواء الإسرائيلي المهاجم نصف قواته بين جريح وقتيل قبل أن تنتي عملية "بيروش" بالفشل التام رغم النجدات التي وصلت يوم 14/7/1948.
لم تنسحب القوات السورية من مواقعها إلا بموجب اتفاقية الهدنة النهائية، بشرط أن تبقي مشمار هيردين منطقة مجردة من السلاح.
رد: معارك وثورات فلسطينية
معركة المصرارة :
المصرارة من الأحياء الشمالية في القدس، وهو يجاور حي مياشوريم اليهودي.
في 24/2/1948، قام الصهاينة بقصف المصرارة بالهاون مما أدى إلى استشهاد بعض سكانه وكان ذلك رداً على الانفجار الذي وقع في حي بن يهودا.
رد العرب على النار بالمثل، فتدخلت القوات البريطانية وفرضت الهدنة، ووصلت أخبار هزيمة الهاغاناة في كفار عتصيون يوم 27/3/1948، فقام يعود القدس بالانتقام وأطلقوا قذائف الهاون على حي المصرارة مما أدى إلى قتل سبعة من العرب وجرح 40، وقد قام العرب بقصف حي مئاشعاراية بمئة قنبلة أشعلت الحرائق فيه، وقتل وجرح كثيرون فبدأ أهل الحي اليهودي بالنزوح عنه. فاندفع المناضلون العرب لاقتحام الحي، لكن تدخل القوات الإنجليزية منعهم من ذلك.
بعد سقوط حيفا ويافا، عاد المهاجرون إلى الحي اليهودي، وعاودت القوات الصهيونية قصف حي المصرارة طوال ليلة 27/4 الأمر الذي جعل سكانه يرحلون عنه.
ولم يبق في الحي سوى 130 مناضلاً من جيش الإنقاذ وجيش الجهاد المقدس حين احتل الصهاينة المستشفى الإيطالي يوم 14/5، وسيطرت الهاغاناة على مبنى النوتردام فأصبحوا يشرفون علي حي المصرارة والأحياء المجاورة، فراحوا يطلبون من السكان العرب الانسحاب على البلدة القديمة بمكبرات الصوت، وأدعوا أنهم احتلوا القطمون والبقعة والشيخ جراح.
فشل المناضلون في استعادة المباني التي احتلها الصهاينة، وفض قائد جيش الجهاد المقدس الانسحاب الذي أمر به قائد جيش الإنقاذ العراقي، وعندما تقدمت القوات الصهيونية يوم 15/5 وطوقت القوات العربية، قام المناضلون بهجوم معاكس أدى إلى طرد القوة الصهيونية من الأماكن التي احتلتها لتطوق القوات العربية، بدب الذعر في صفوف الإسرائيليين، ولما تأكدوا أن الجيش الأردني لم يدخل كما كانوا يتوقعون قاموا بهجوم معاكس واحتلوا المواقع التي أخلوها.
في 16/5 شن العرب هجوماً معاكساً وطردوا الصهاينة من الحي وبلغوا حي مئا شعرايم، ولكن في 17/5 قام الصهاينة بهجوم واسع على الحي ونسفوا كثيرا من منازله وعادوا، وبقي الحي عربياً كاملاً حتى 8/6/1948 حين اشتبك الصهاينة مع الجيش الأردني واحتلوا قسماً من الحي.
المصرارة من الأحياء الشمالية في القدس، وهو يجاور حي مياشوريم اليهودي.
في 24/2/1948، قام الصهاينة بقصف المصرارة بالهاون مما أدى إلى استشهاد بعض سكانه وكان ذلك رداً على الانفجار الذي وقع في حي بن يهودا.
رد العرب على النار بالمثل، فتدخلت القوات البريطانية وفرضت الهدنة، ووصلت أخبار هزيمة الهاغاناة في كفار عتصيون يوم 27/3/1948، فقام يعود القدس بالانتقام وأطلقوا قذائف الهاون على حي المصرارة مما أدى إلى قتل سبعة من العرب وجرح 40، وقد قام العرب بقصف حي مئاشعاراية بمئة قنبلة أشعلت الحرائق فيه، وقتل وجرح كثيرون فبدأ أهل الحي اليهودي بالنزوح عنه. فاندفع المناضلون العرب لاقتحام الحي، لكن تدخل القوات الإنجليزية منعهم من ذلك.
بعد سقوط حيفا ويافا، عاد المهاجرون إلى الحي اليهودي، وعاودت القوات الصهيونية قصف حي المصرارة طوال ليلة 27/4 الأمر الذي جعل سكانه يرحلون عنه.
ولم يبق في الحي سوى 130 مناضلاً من جيش الإنقاذ وجيش الجهاد المقدس حين احتل الصهاينة المستشفى الإيطالي يوم 14/5، وسيطرت الهاغاناة على مبنى النوتردام فأصبحوا يشرفون علي حي المصرارة والأحياء المجاورة، فراحوا يطلبون من السكان العرب الانسحاب على البلدة القديمة بمكبرات الصوت، وأدعوا أنهم احتلوا القطمون والبقعة والشيخ جراح.
فشل المناضلون في استعادة المباني التي احتلها الصهاينة، وفض قائد جيش الجهاد المقدس الانسحاب الذي أمر به قائد جيش الإنقاذ العراقي، وعندما تقدمت القوات الصهيونية يوم 15/5 وطوقت القوات العربية، قام المناضلون بهجوم معاكس أدى إلى طرد القوة الصهيونية من الأماكن التي احتلتها لتطوق القوات العربية، بدب الذعر في صفوف الإسرائيليين، ولما تأكدوا أن الجيش الأردني لم يدخل كما كانوا يتوقعون قاموا بهجوم معاكس واحتلوا المواقع التي أخلوها.
في 16/5 شن العرب هجوماً معاكساً وطردوا الصهاينة من الحي وبلغوا حي مئا شعرايم، ولكن في 17/5 قام الصهاينة بهجوم واسع على الحي ونسفوا كثيرا من منازله وعادوا، وبقي الحي عربياً كاملاً حتى 8/6/1948 حين اشتبك الصهاينة مع الجيش الأردني واحتلوا قسماً من الحي.
رد: معارك وثورات فلسطينية
معركة جبل المكبر:
يشرف جبل المكبر في جنوب القدس على معظم أحيائها، ولهذا فإن له ميزة عسكرية فريدة.
قام المندوب السامي بوضع دار الحكومة ومبنى الكلية العربية والمدرسة الزراعية اليهودية تحت تصرف منظمة الصليب الأحمر، وقبل العرب هذا الترتيب يوم 9/5/1948.
تسلم الصليب الأحمر مباني جبل المبكر، وقد اشترط يومها ألا يقيم في المنطقة المسلحة أي شخص في سن الجندية.
انتهك الإسرائيليون يوم 17/8/1948 الاتفاق، وتسللوا إلى جبل المبكر فتصدي لهم المناضلون العرب وساندتهم مدفعية الجيش الأردني، ومدفعية الجيش المصري، فتراجع الإسرائيليون إلى مبنى المدينة الزراعية، وعاد الصهاينة في نفس اليوم واحتلوا مبنى الكلية العربية، وفي 18/8 تجمع أبناء شرق القدس وانضم إليهم مجموعة من الأخوان المسلمين المصريين وسرية من الجيش الأردني وقاموا بهجوم مضاد عنيف، فندحر الإسرائيليون واحتموا بدار الحكومة، فطوقها المجاهدون وهددوا بتدميرها، فقام مراقبو الهدنة بترتيب وقف إطلاق النار.
حاول الإسرائيليون استعادة المواقع التي احتلها المجاهدون يوم 19/8 لكنهم فشلوا، وتم تقدير خسائر الطرفين بمئتي قتيل ومئتي جريح.
يوم 22/8 عقد الجنرال رايلي كبير المراقبين الدوليين اجتماعاً بين القيادات العربية والإسرائيلية، وأضيفت بناء على الاجتماع منطقة جديدة تحت إشراف الصليب الأحمر، وسحب الفريقان العسكريين وأزالوا المنشآت من المناطق التي حددت وتم تسليمها للصليب الأحمر .. وجدد اتفاق وقف إطلاق النار في 20/11/1948.
يشرف جبل المكبر في جنوب القدس على معظم أحيائها، ولهذا فإن له ميزة عسكرية فريدة.
قام المندوب السامي بوضع دار الحكومة ومبنى الكلية العربية والمدرسة الزراعية اليهودية تحت تصرف منظمة الصليب الأحمر، وقبل العرب هذا الترتيب يوم 9/5/1948.
تسلم الصليب الأحمر مباني جبل المبكر، وقد اشترط يومها ألا يقيم في المنطقة المسلحة أي شخص في سن الجندية.
انتهك الإسرائيليون يوم 17/8/1948 الاتفاق، وتسللوا إلى جبل المبكر فتصدي لهم المناضلون العرب وساندتهم مدفعية الجيش الأردني، ومدفعية الجيش المصري، فتراجع الإسرائيليون إلى مبنى المدينة الزراعية، وعاد الصهاينة في نفس اليوم واحتلوا مبنى الكلية العربية، وفي 18/8 تجمع أبناء شرق القدس وانضم إليهم مجموعة من الأخوان المسلمين المصريين وسرية من الجيش الأردني وقاموا بهجوم مضاد عنيف، فندحر الإسرائيليون واحتموا بدار الحكومة، فطوقها المجاهدون وهددوا بتدميرها، فقام مراقبو الهدنة بترتيب وقف إطلاق النار.
حاول الإسرائيليون استعادة المواقع التي احتلها المجاهدون يوم 19/8 لكنهم فشلوا، وتم تقدير خسائر الطرفين بمئتي قتيل ومئتي جريح.
يوم 22/8 عقد الجنرال رايلي كبير المراقبين الدوليين اجتماعاً بين القيادات العربية والإسرائيلية، وأضيفت بناء على الاجتماع منطقة جديدة تحت إشراف الصليب الأحمر، وسحب الفريقان العسكريين وأزالوا المنشآت من المناطق التي حددت وتم تسليمها للصليب الأحمر .. وجدد اتفاق وقف إطلاق النار في 20/11/1948.
رد: معارك وثورات فلسطينية
معركة ميكورحاييم:
أحاطت بحي صور باهر جنوب القدس ثلاث مستعمرات، ميكور حاييم، تل بيوت، ورامات راحيل، وعندما وصل خبر إلى المناضلين العرب بقيام الصهاينة بقتل امرأة وطفلها من سكان بيت صفافا، قرروا مهاجمة تلك المستعمرات .
اقتحم المناضلون تلك المستعمرات بقيادة عبد القادر الحسيني ودارت بينهم وبين سكانها معارك قاسية كان أعنفها معركة ميكور حاييم في 13/3/1948م. واستطاع المجاهدون تدمير كثير من منازلها بعد احتلال الجزء الأكبر منها، وقتلوا وجرحوا كثير من سكانها واستولوا على كمية من الأسلحة والذخيرة، واقتربوا من احتلال كامل المستعمرة ولولا تدخل القوات البريطانية من معسكر العلمين جنوبي القدس، وهددت بقصف المجاهدين بالمدفعية، فاضطر المجاهدون إلى الانسحاب ولكنهم فرضوا حصاراً على ميكورحاييم وتصدوا للنجدات القادمة إليها، ولم تتخلص المستوطنة من الحصار إلا بعد سقوط حي القطمون في 1/5/1948.
معارك الناصرة:
وضعت القيادة الصهيونية مخططاً عسكرياً باسم "ديكل" كان الهدف منه مهاجمة قوات جيش الإنقاذ المتمركزة في الجليل الغربي واحتلال مواقع دفاعية وشل خطوط المواصلات.
كلف حاييم لاسكوف بقيادة عملية احتلال الناصرة ضمن الخطة، وكانت حامية الناصرة قوية في الجانب العربي قياساً إلى الوضع العام للحاميات العربية، وبتاريخ 9/7/1948 استولى الصهاينة على مخفر أمامي يسيطر على أسفل التلال، واستولت كذلك في 11/7 على عدد من القرى العربية، فقامت قوات جيش الإنقاذ بشن هجوم مضاد باتجاه نهاريا وعكا، وركز لاسكوف هجومه باتجاه شفا عمرو تأكد من عدم قيام الجيش اللبناني بأي هجوم، سقطت شفا عمرو صباح 14/7 وهي بالطبع الطريق المؤدي للناصرة، وخطط لاسكوف للاندفاع نحو الناصرة قبل أن يدرك القاوقجي الأمر يحصن دفاعاته، وفي نفس القوت قامت قوة من لواء غولاني بالإيهام بهجوم على الناصرة من الجنوب لتشتيت تركيز قوات جيش الإنقاذ.
وصلت قوات لاسكوف إلى صفورية صباح 16/7، فأرسل أهل صفورية برقية إلى القاوقجي يطلبون النجدة، فأرسل سرية لحماية الناصرة، لكنه تسلم برقية أخرى تفيد بخطورة الحالة في طبريا، استعداداً لمهاجمة المغار، واحتلال المغار كان يعني عزل جيش الإنقاذ في وحدتين والفصل بينهما، فسحب القاوقجي سرية من ترشيحا وأرسلها إلى المغار ثم الناصرة، واشتبكت السرية مع الدبابات الإسرائيلية، وتم صد الهجوم ولكن المقاومة الإسرائيلية كانت عنيفة.
قام الإسرائيليون بهجوم مضاد فدمروا مصفحات جيش الإنقاذ، ولكن بعد أن توفر الدعم، فضل الهجوم الإسرائيلي، وأخذت مقاومة القوات العربية تضعف تحت وطأة التفوق الإسرائيلي، وفي المساء دخلت القوات الصهيونية المدينة من الغرب والجنوب، فانسحبت قوات جيش الإنقاذ تحت قصف المدفعية الصهيونية، وسقطت الناصرة.
أحاطت بحي صور باهر جنوب القدس ثلاث مستعمرات، ميكور حاييم، تل بيوت، ورامات راحيل، وعندما وصل خبر إلى المناضلين العرب بقيام الصهاينة بقتل امرأة وطفلها من سكان بيت صفافا، قرروا مهاجمة تلك المستعمرات .
اقتحم المناضلون تلك المستعمرات بقيادة عبد القادر الحسيني ودارت بينهم وبين سكانها معارك قاسية كان أعنفها معركة ميكور حاييم في 13/3/1948م. واستطاع المجاهدون تدمير كثير من منازلها بعد احتلال الجزء الأكبر منها، وقتلوا وجرحوا كثير من سكانها واستولوا على كمية من الأسلحة والذخيرة، واقتربوا من احتلال كامل المستعمرة ولولا تدخل القوات البريطانية من معسكر العلمين جنوبي القدس، وهددت بقصف المجاهدين بالمدفعية، فاضطر المجاهدون إلى الانسحاب ولكنهم فرضوا حصاراً على ميكورحاييم وتصدوا للنجدات القادمة إليها، ولم تتخلص المستوطنة من الحصار إلا بعد سقوط حي القطمون في 1/5/1948.
معارك الناصرة:
وضعت القيادة الصهيونية مخططاً عسكرياً باسم "ديكل" كان الهدف منه مهاجمة قوات جيش الإنقاذ المتمركزة في الجليل الغربي واحتلال مواقع دفاعية وشل خطوط المواصلات.
كلف حاييم لاسكوف بقيادة عملية احتلال الناصرة ضمن الخطة، وكانت حامية الناصرة قوية في الجانب العربي قياساً إلى الوضع العام للحاميات العربية، وبتاريخ 9/7/1948 استولى الصهاينة على مخفر أمامي يسيطر على أسفل التلال، واستولت كذلك في 11/7 على عدد من القرى العربية، فقامت قوات جيش الإنقاذ بشن هجوم مضاد باتجاه نهاريا وعكا، وركز لاسكوف هجومه باتجاه شفا عمرو تأكد من عدم قيام الجيش اللبناني بأي هجوم، سقطت شفا عمرو صباح 14/7 وهي بالطبع الطريق المؤدي للناصرة، وخطط لاسكوف للاندفاع نحو الناصرة قبل أن يدرك القاوقجي الأمر يحصن دفاعاته، وفي نفس القوت قامت قوة من لواء غولاني بالإيهام بهجوم على الناصرة من الجنوب لتشتيت تركيز قوات جيش الإنقاذ.
وصلت قوات لاسكوف إلى صفورية صباح 16/7، فأرسل أهل صفورية برقية إلى القاوقجي يطلبون النجدة، فأرسل سرية لحماية الناصرة، لكنه تسلم برقية أخرى تفيد بخطورة الحالة في طبريا، استعداداً لمهاجمة المغار، واحتلال المغار كان يعني عزل جيش الإنقاذ في وحدتين والفصل بينهما، فسحب القاوقجي سرية من ترشيحا وأرسلها إلى المغار ثم الناصرة، واشتبكت السرية مع الدبابات الإسرائيلية، وتم صد الهجوم ولكن المقاومة الإسرائيلية كانت عنيفة.
قام الإسرائيليون بهجوم مضاد فدمروا مصفحات جيش الإنقاذ، ولكن بعد أن توفر الدعم، فضل الهجوم الإسرائيلي، وأخذت مقاومة القوات العربية تضعف تحت وطأة التفوق الإسرائيلي، وفي المساء دخلت القوات الصهيونية المدينة من الغرب والجنوب، فانسحبت قوات جيش الإنقاذ تحت قصف المدفعية الصهيونية، وسقطت الناصرة.
رد: معارك وثورات فلسطينية
معركة النبي يوشع:
النبي يوشع قرية شمال مدينة صفد، قريبة من الحدود اللبنانية، وسميت بهذا الاسم لوجود مزار فيها يعتقد بأنه قبر يوشع بن نون.
كان للقرية أهمية عسكرية خاصة لوقوعها على الحدود وأشرافها على طريق يؤدي إلى مرتفعات الجليل وجبل عامل في لبنان وتشرف كذلك على وادي الحولة وعلى الطريق العام لوحيد في الوادي.
في 15/4/1948 انسحب الجيش البريطاني من مركز شرطة بجوار القرية، فتصارع الصهاينة والعرب على احتلاله، واستطاع الملازم السوري شفيق عيسى احتلاله مع قوة صغيرة من جيش الإنقاذ، غير أن الصهاينة هاجموا المركز ليلة 19/4/1948 وحدثت معركة كانت نتيجتها ارتداد القوة الصهيونية، بعد أن خلفت وراءها عدداً من القتلى وكمية من الذخائر والأسلحة.
في 13/5 هاجمت المركز سرية من البالماخ واستطاع المناضلون ردها وقتلوا 10 من رجالها. وعاد البالماخ للهجوم ليلة 15/5 معززين بقوات إضافية فاستشهد الملازم عيسى، وانسحبت القوة العربية من المركز صباح 15/5 ودخلت القوات الصهيونية المركز يوم 17/5/1948.
معركة وادي الجوز:
فشل الصهاينة عدة مرات في احتلال وادي الجوز بعد عدة هجمات في 28/1 وفي 22/2 و23/2/1948، ولكن هذه الهجمات دفعت سكان الحي إلى مغادرته، ولم يبق غير عدد قليل من سكانه، لكن من بقي فيه صمم على الدفاع عنه وقاموا بتحصينه بشكل جيد للتعويض عن نقص المقاتلين.
اعتقد الصهاينة أن الاستيلاء على الحي أصبح سهلاً، فشنوا عليه هجوماً يوم 26/2/1948 منطلقين من مستشفى هداسا والجامعة العبرية، وتمكنوا من احتلال تل العفيفي ونسف منزلين عربيين مما أدى على استشهاد 3 أطفال تحت الأنقاض.
حاولت القوة الصهيونية التقدم داخل الحي فتصدي لهم شبان الحي والمجاهدون العرب كبدوهم خسائر أجبرتهم على التوقف، وطاردتهم العرب حتى أخرجوهم من الحي كاملاً بعد أن سقط منهم 12 قتيلاً و18 جريحاً، ولم يخسر المقاومون غير الأطفال الثلاثة الذين نسفت البيوت فوقهم.
تصدى المناضلون لهجوم ثان في منتصف آذار وأفشلوه أيضاً.
النبي يوشع قرية شمال مدينة صفد، قريبة من الحدود اللبنانية، وسميت بهذا الاسم لوجود مزار فيها يعتقد بأنه قبر يوشع بن نون.
كان للقرية أهمية عسكرية خاصة لوقوعها على الحدود وأشرافها على طريق يؤدي إلى مرتفعات الجليل وجبل عامل في لبنان وتشرف كذلك على وادي الحولة وعلى الطريق العام لوحيد في الوادي.
في 15/4/1948 انسحب الجيش البريطاني من مركز شرطة بجوار القرية، فتصارع الصهاينة والعرب على احتلاله، واستطاع الملازم السوري شفيق عيسى احتلاله مع قوة صغيرة من جيش الإنقاذ، غير أن الصهاينة هاجموا المركز ليلة 19/4/1948 وحدثت معركة كانت نتيجتها ارتداد القوة الصهيونية، بعد أن خلفت وراءها عدداً من القتلى وكمية من الذخائر والأسلحة.
في 13/5 هاجمت المركز سرية من البالماخ واستطاع المناضلون ردها وقتلوا 10 من رجالها. وعاد البالماخ للهجوم ليلة 15/5 معززين بقوات إضافية فاستشهد الملازم عيسى، وانسحبت القوة العربية من المركز صباح 15/5 ودخلت القوات الصهيونية المركز يوم 17/5/1948.
معركة وادي الجوز:
فشل الصهاينة عدة مرات في احتلال وادي الجوز بعد عدة هجمات في 28/1 وفي 22/2 و23/2/1948، ولكن هذه الهجمات دفعت سكان الحي إلى مغادرته، ولم يبق غير عدد قليل من سكانه، لكن من بقي فيه صمم على الدفاع عنه وقاموا بتحصينه بشكل جيد للتعويض عن نقص المقاتلين.
اعتقد الصهاينة أن الاستيلاء على الحي أصبح سهلاً، فشنوا عليه هجوماً يوم 26/2/1948 منطلقين من مستشفى هداسا والجامعة العبرية، وتمكنوا من احتلال تل العفيفي ونسف منزلين عربيين مما أدى على استشهاد 3 أطفال تحت الأنقاض.
حاولت القوة الصهيونية التقدم داخل الحي فتصدي لهم شبان الحي والمجاهدون العرب كبدوهم خسائر أجبرتهم على التوقف، وطاردتهم العرب حتى أخرجوهم من الحي كاملاً بعد أن سقط منهم 12 قتيلاً و18 جريحاً، ولم يخسر المقاومون غير الأطفال الثلاثة الذين نسفت البيوت فوقهم.
تصدى المناضلون لهجوم ثان في منتصف آذار وأفشلوه أيضاً.
رد: معارك وثورات فلسطينية
ثورة يافا:
تنامي الشعور القومي لدى الفلسطينيين بعد ثورة القدس في 4/4/1920، وعقد المؤتمر الفلسطيني الأول ثم الثاني، وكان الثالث في حيفا في آذار 1921 الذي رفض الانتداب وطالب بوقف الهجرة اليهودية وطالب كذلك بإنشاء حكومة وطنية في فلسطين.
بعد المؤتمر شرع الصهاينة يرفعون سقف مطالبهم لتحويل فلسطين كلها إلى وطن قومي لليهود، وشنت صحفهم حملات ضد العرب مطالبة إياهم بالرحيل عن فلسطين.
تمسكت بريطانيا بالانتداب ووعد بلفور، وتمادت في السماح بهجرة اليهود، وأخذ الصهاينة يقومون بمظاهرات تحدياً للعرب وبصورة خاصة في مدينة يافا، حتى أنهم كانوا يستقبلون المهاجرين عبر ميناء يافا في احتفالات ومظاهرات قبل أن ينقلوا على تل أبيب، وقد كان العلم الصهيوني يرفع في هذه المظاهرات، وقام سكان المستعمرات المحيطة بتل أبيب بأعمال استفزازية ضد سكان يافا.
احتج العرب عن طريق الجمعية الإسلامية المسيحية وطالبوا بوقف الهجرة، وهددوا بمنع إنزال المهاجرين اليهود إلى البر مهما كلف الثمن، وقرر بحارة ميناء يافا مقاطعة البواخر التي تنقل مهاجري اليهود، وأيدت اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الفلسطيني الموقف فترترت الحالة وهاجت الخواطر.
أعلنت الحكومة اعتبار اللغة العبرية لغة رسمية في البلاد إلى جوار العربية والإنجليزية، ورفض موسى كاظم الحسيني رئيس بلدية القدس تطبيق هذا القرار، فوقع اصطدام بين السلطة البريطانية وبينة انتهى بإقالته وكان هذا سبباً إضافياً لحالة الاحتقان التي عمت البلاد. ولكن الشرارة انطلقت من يافا لكونها تتلقى سيل الهجرة عبر مينائها.
في عيد العمل 1/5/1921، قام الصهاينة بمظاهرات كبرى في تل أبيب، أطلقوا فيها شعارات معادية للعرب وطالبوا بالثأر لدماء اليهود في ثورة القدس، وقد واكبت المظاهرة فئة من الجنود البريطانيين وقوة من الشرطة اليهودية، لكن المتظاهرين اتجهوا إلى حي المنشية في يافا وأخذوا يستفزون السكان، فهب أهل يافا لرد المتظاهرين فوقع اصطدام دموي سقط خلاله قتلى وجرحى وانتهى برد المتظاهرين اليهود.
عاود الصهاينة مهاجمة يافا صباح اليوم التالي، وكان بينهم مسلحون، فنشبت معركة عنيفة مع العرب أسفرت عن وقوع إصابات كثير بين المهاجمين.
وهاجم الصهاينة في نفس اليوم قرية العباسية المجاورة ليافا وقتلوا عدداً من نسائها وأطفالها فثار العرب وهاجموا الصهاينة في تل أبيب وقامت القرى المجاورة ليافا بمهاجمة المستعمرات، كما اشتبك أبناء عشيرة أبو كشك مع القوات البريطانية التي كانت تمنع وصول الإمدادات.
تواصلت أعمال العنف يوم 3/5/1921 ووقعت حوادث قتل وحلت أضرار جسيمة بمحلات اليهود التجارية، ولم تلبث هذه الاصطدامات مع الصهاينة والإنجليز أن امتدت إلى قلقيلية وطولكرم والرملة واللد، وقامت مظاهرات صاخبة وقرر كثير من الشباب حمل السلاح والتوجه إلى يافا.
سمع الفلاحون ورجال القبائل في المناطق المجاورة بتعرض العرب للقتل في يافا، فتجمع في 5/5 نحو 3000 عرب شمال مستوطنة بتاح تكفا وعدة مئات جنوبها، غير أن من تولى الدفاع عن هذه المستعمرة لم يكن غير البريطانيين الذين أطلقوا النار على الحشود فسقط 60 شهيداً وعدد من الجرحى.
لجأت الحكومة إلى الرؤساء الدينيين بعد أن فشلت في إخماد الثورة، وطلبت منهم المساعدة في وقفها، تحت وعد إعادة النظر في سياستها تجاه العرب، وتبين أن البريطانيين كانوا في انتظار قوة آتية من السويس وقبرص، وما أن وصلت هذه القوة حتى انقض رجال الجيش والشرطة على العرب في يافا وسائر المناطق المحيطة بها فوقعت صدامات دامية استطاعت بعدها الحكومة إخماد الثورة التي استمرت 15 يوماً.
في هذه الثورة قتل 47 صهيونياً وجرح 146، أما لعرب فقد استشهد منهم 157 وجرح 700، وقد سقط أكثرهم برصاص البريطانيين.
شكلت حكومة الانتداب محاكم عسكرية وحكمت على عدد من المجاهدين بالسجن، وقررت بعدها تشكيل لجنة تحقيق (لجنة هيكرافت) توصلت إلى أن سبب الثورة يتعلق بخطتها القاضية بإنشاء وطن قومي لليهود وإلى تذمر العرب من محاباة بريطانيا لليهود ووقوفها دون حكم العرب لأنفسهم.
تنامي الشعور القومي لدى الفلسطينيين بعد ثورة القدس في 4/4/1920، وعقد المؤتمر الفلسطيني الأول ثم الثاني، وكان الثالث في حيفا في آذار 1921 الذي رفض الانتداب وطالب بوقف الهجرة اليهودية وطالب كذلك بإنشاء حكومة وطنية في فلسطين.
بعد المؤتمر شرع الصهاينة يرفعون سقف مطالبهم لتحويل فلسطين كلها إلى وطن قومي لليهود، وشنت صحفهم حملات ضد العرب مطالبة إياهم بالرحيل عن فلسطين.
تمسكت بريطانيا بالانتداب ووعد بلفور، وتمادت في السماح بهجرة اليهود، وأخذ الصهاينة يقومون بمظاهرات تحدياً للعرب وبصورة خاصة في مدينة يافا، حتى أنهم كانوا يستقبلون المهاجرين عبر ميناء يافا في احتفالات ومظاهرات قبل أن ينقلوا على تل أبيب، وقد كان العلم الصهيوني يرفع في هذه المظاهرات، وقام سكان المستعمرات المحيطة بتل أبيب بأعمال استفزازية ضد سكان يافا.
احتج العرب عن طريق الجمعية الإسلامية المسيحية وطالبوا بوقف الهجرة، وهددوا بمنع إنزال المهاجرين اليهود إلى البر مهما كلف الثمن، وقرر بحارة ميناء يافا مقاطعة البواخر التي تنقل مهاجري اليهود، وأيدت اللجنة التنفيذية للمؤتمر العربي الفلسطيني الموقف فترترت الحالة وهاجت الخواطر.
أعلنت الحكومة اعتبار اللغة العبرية لغة رسمية في البلاد إلى جوار العربية والإنجليزية، ورفض موسى كاظم الحسيني رئيس بلدية القدس تطبيق هذا القرار، فوقع اصطدام بين السلطة البريطانية وبينة انتهى بإقالته وكان هذا سبباً إضافياً لحالة الاحتقان التي عمت البلاد. ولكن الشرارة انطلقت من يافا لكونها تتلقى سيل الهجرة عبر مينائها.
في عيد العمل 1/5/1921، قام الصهاينة بمظاهرات كبرى في تل أبيب، أطلقوا فيها شعارات معادية للعرب وطالبوا بالثأر لدماء اليهود في ثورة القدس، وقد واكبت المظاهرة فئة من الجنود البريطانيين وقوة من الشرطة اليهودية، لكن المتظاهرين اتجهوا إلى حي المنشية في يافا وأخذوا يستفزون السكان، فهب أهل يافا لرد المتظاهرين فوقع اصطدام دموي سقط خلاله قتلى وجرحى وانتهى برد المتظاهرين اليهود.
عاود الصهاينة مهاجمة يافا صباح اليوم التالي، وكان بينهم مسلحون، فنشبت معركة عنيفة مع العرب أسفرت عن وقوع إصابات كثير بين المهاجمين.
وهاجم الصهاينة في نفس اليوم قرية العباسية المجاورة ليافا وقتلوا عدداً من نسائها وأطفالها فثار العرب وهاجموا الصهاينة في تل أبيب وقامت القرى المجاورة ليافا بمهاجمة المستعمرات، كما اشتبك أبناء عشيرة أبو كشك مع القوات البريطانية التي كانت تمنع وصول الإمدادات.
تواصلت أعمال العنف يوم 3/5/1921 ووقعت حوادث قتل وحلت أضرار جسيمة بمحلات اليهود التجارية، ولم تلبث هذه الاصطدامات مع الصهاينة والإنجليز أن امتدت إلى قلقيلية وطولكرم والرملة واللد، وقامت مظاهرات صاخبة وقرر كثير من الشباب حمل السلاح والتوجه إلى يافا.
سمع الفلاحون ورجال القبائل في المناطق المجاورة بتعرض العرب للقتل في يافا، فتجمع في 5/5 نحو 3000 عرب شمال مستوطنة بتاح تكفا وعدة مئات جنوبها، غير أن من تولى الدفاع عن هذه المستعمرة لم يكن غير البريطانيين الذين أطلقوا النار على الحشود فسقط 60 شهيداً وعدد من الجرحى.
لجأت الحكومة إلى الرؤساء الدينيين بعد أن فشلت في إخماد الثورة، وطلبت منهم المساعدة في وقفها، تحت وعد إعادة النظر في سياستها تجاه العرب، وتبين أن البريطانيين كانوا في انتظار قوة آتية من السويس وقبرص، وما أن وصلت هذه القوة حتى انقض رجال الجيش والشرطة على العرب في يافا وسائر المناطق المحيطة بها فوقعت صدامات دامية استطاعت بعدها الحكومة إخماد الثورة التي استمرت 15 يوماً.
في هذه الثورة قتل 47 صهيونياً وجرح 146، أما لعرب فقد استشهد منهم 157 وجرح 700، وقد سقط أكثرهم برصاص البريطانيين.
شكلت حكومة الانتداب محاكم عسكرية وحكمت على عدد من المجاهدين بالسجن، وقررت بعدها تشكيل لجنة تحقيق (لجنة هيكرافت) توصلت إلى أن سبب الثورة يتعلق بخطتها القاضية بإنشاء وطن قومي لليهود وإلى تذمر العرب من محاباة بريطانيا لليهود ووقوفها دون حكم العرب لأنفسهم.
رد: معارك وثورات فلسطينية
معارك يافا:
لعله من المجدي قبل الحديث عن معارك يافا أن نذكر أن هذه المدينة كانت من الناحية العسكرية ساقطة دفاعياً، بسبب وجود مدينة تل أبيب شمالها ومستعمرة بيت يام جنوبها وكذلك أجرو بانك وحولون، أما في الشرق فتوجد مستعمرة نيتر الألمانية والبحر المتوسط من جهة الغرب.
بعد صدور قرار التقسيم جرى تشكيل لجنة قومية للمدينة باقتراح من الهيئة العربية العليا وكانت مهمة اللجنة الإشراف على الدفاع والإعداد وجمع السلاح.
حدثت مجموعة من الاشتباكات بين الصهاينة وسكان يافا بدأت باشتباك بين مجموعة من المناضلين والصهاينة بين تل الريش ومستعمرة حولون، قتل فيها عدد من الصهاينة فيهم قائد المجموعة، ثم قام الصهاينة في 4/1/1948 بنسف دار الحكومة فقتل عشرات العرب وجرح كثيرون، فأثار هذا الحادث أهالي يافا فتوحدوا وأزالوا الخلافات.
كان الشيخ حسن سلامة هو المسؤول العسكري عن منطقة يافا، وقد دارت معارك بين المجاهدين والصهاينة استمرت شهرين ونصف بدأت في 4/12/1947، وقد اعترف مناحيم بيغن زعيم الأرغون في تلك الفترة بشدة معاناة تل أبيب من يافا وحي المنشية ووطأة الضرب من هاتين المنطقتين، وقد سقط من سكان تل أبيب حوالي ألف قتيل وجريح، وقد أقر بيغن أن القناصة العرب كانوا يرسلون الموت إلى كل مكان، حتى أن رصاصهم وصل إلى النيابة التي تعمل فيها بلدية تل أبيب.
لم يكن في يافا أسلحة كثيرة، وهذا ما جعل المسؤولين العسكريين الذين ترسلهم دمشق يأتون فيدرسون الوضع ثم يعودون إلى دمشق.
قام الصهاينة يوم 20/3/1948 بهجوم كبير على ثكنة "أبي كبير ودمروا بعض المنازل العربية، لكن هذا الهجوم كلفهم 36 قتيلاً، وحاولوا بعد يومين اقتحام يافا بعد قصفها لكنهم فشلوا.
ذهبت وفود كثيرة إلى دمشق لتوضح عدم تكافؤ قوة المدينة مع قوة الصهاينة لكنها جميعها عادت دون أن تحصل على شيء.
في 31/3/1948 غنم المجاهدون عدداً من السيارات والمصفحات بعد معركة مع الصهاينة، وفي 13/4 توغل الصهاينة في تل الريش لكن العرب أخرجوهم منه، وأعادوا الهجوم يوم 24/4 وهاجموا المنشية واحتلوا مركز الشرطة ومحطة السكة الحديد، وقام العرب بهجمات مضادة وتمكنوا من استعادة المواقع المحتلة وطرد الصهاينة منها، وجدد الصهاينة هجماتهم يوم 25-26-27/4، لكن حماة يافا صدوا الهجومات، لكن الصهاينة قاموا يوم 28/4 بهجوم كبير من جهة تل الريش وآخر من جهة المنشية ودارت معارك طاحنة، فاستطاع المجاهدون رد الهجوم الأول في تل الريش بعد أن خسر الصهاينة 25 قتيلا وبعض الجرحى، أما هجوم المنشية فقد نحج فيه الصهاينة واحتلوا الحي فأخذ السكان يغادرونه، لكن قائد جيش الإنقاذ أقال قائد حامية يافا المقدم عادل نجم الدين وعين مكانة الرئيس ميشيل العيسي، فوصل إلى يافا يوم 28/4/1948 واستطاع دحر الصهاينة على طريق تقدمه ولكن بدأ واضحاً أن ميزان القوى يميل لصالح الصهاينة الذين احتلوا عدداً من القرى حول يافا.
في أوائل أيار بدأ الناس يغادرون إلى غزة بعد أن عم الاضطراب، فشدد الصهاينة من هجومهم على المدينة وأخذت المقاومة تنهار وازداد القتلى والجرحى.
في 13/5/1948 سلم الحاكم الإنجليزي مفاتيح الدوائر الحكومية إلى الحاج أحمد أبو لبن باعتباره مسؤولاً عن شؤون المدينة. وقدم الحاكم اقتراحاً باعتبار يافا منطقة مفتوحة فوافق العرب والصهاينة على الاقتراح، ووقعت اتفاقية في 13/5 بين وفد من أهالي يافا والهاغاناة في تل أبيب.
لم يحترم الصهاينة الاتفاقية، وبمجرد انسحاب الإنجليز يوم 14/5، قاموا باقتحام المدينة ورفعوا الأعلام الصهيونية على مبانيها وسقطت يافا.
لعله من المجدي قبل الحديث عن معارك يافا أن نذكر أن هذه المدينة كانت من الناحية العسكرية ساقطة دفاعياً، بسبب وجود مدينة تل أبيب شمالها ومستعمرة بيت يام جنوبها وكذلك أجرو بانك وحولون، أما في الشرق فتوجد مستعمرة نيتر الألمانية والبحر المتوسط من جهة الغرب.
بعد صدور قرار التقسيم جرى تشكيل لجنة قومية للمدينة باقتراح من الهيئة العربية العليا وكانت مهمة اللجنة الإشراف على الدفاع والإعداد وجمع السلاح.
حدثت مجموعة من الاشتباكات بين الصهاينة وسكان يافا بدأت باشتباك بين مجموعة من المناضلين والصهاينة بين تل الريش ومستعمرة حولون، قتل فيها عدد من الصهاينة فيهم قائد المجموعة، ثم قام الصهاينة في 4/1/1948 بنسف دار الحكومة فقتل عشرات العرب وجرح كثيرون، فأثار هذا الحادث أهالي يافا فتوحدوا وأزالوا الخلافات.
كان الشيخ حسن سلامة هو المسؤول العسكري عن منطقة يافا، وقد دارت معارك بين المجاهدين والصهاينة استمرت شهرين ونصف بدأت في 4/12/1947، وقد اعترف مناحيم بيغن زعيم الأرغون في تلك الفترة بشدة معاناة تل أبيب من يافا وحي المنشية ووطأة الضرب من هاتين المنطقتين، وقد سقط من سكان تل أبيب حوالي ألف قتيل وجريح، وقد أقر بيغن أن القناصة العرب كانوا يرسلون الموت إلى كل مكان، حتى أن رصاصهم وصل إلى النيابة التي تعمل فيها بلدية تل أبيب.
لم يكن في يافا أسلحة كثيرة، وهذا ما جعل المسؤولين العسكريين الذين ترسلهم دمشق يأتون فيدرسون الوضع ثم يعودون إلى دمشق.
قام الصهاينة يوم 20/3/1948 بهجوم كبير على ثكنة "أبي كبير ودمروا بعض المنازل العربية، لكن هذا الهجوم كلفهم 36 قتيلاً، وحاولوا بعد يومين اقتحام يافا بعد قصفها لكنهم فشلوا.
ذهبت وفود كثيرة إلى دمشق لتوضح عدم تكافؤ قوة المدينة مع قوة الصهاينة لكنها جميعها عادت دون أن تحصل على شيء.
في 31/3/1948 غنم المجاهدون عدداً من السيارات والمصفحات بعد معركة مع الصهاينة، وفي 13/4 توغل الصهاينة في تل الريش لكن العرب أخرجوهم منه، وأعادوا الهجوم يوم 24/4 وهاجموا المنشية واحتلوا مركز الشرطة ومحطة السكة الحديد، وقام العرب بهجمات مضادة وتمكنوا من استعادة المواقع المحتلة وطرد الصهاينة منها، وجدد الصهاينة هجماتهم يوم 25-26-27/4، لكن حماة يافا صدوا الهجومات، لكن الصهاينة قاموا يوم 28/4 بهجوم كبير من جهة تل الريش وآخر من جهة المنشية ودارت معارك طاحنة، فاستطاع المجاهدون رد الهجوم الأول في تل الريش بعد أن خسر الصهاينة 25 قتيلا وبعض الجرحى، أما هجوم المنشية فقد نحج فيه الصهاينة واحتلوا الحي فأخذ السكان يغادرونه، لكن قائد جيش الإنقاذ أقال قائد حامية يافا المقدم عادل نجم الدين وعين مكانة الرئيس ميشيل العيسي، فوصل إلى يافا يوم 28/4/1948 واستطاع دحر الصهاينة على طريق تقدمه ولكن بدأ واضحاً أن ميزان القوى يميل لصالح الصهاينة الذين احتلوا عدداً من القرى حول يافا.
في أوائل أيار بدأ الناس يغادرون إلى غزة بعد أن عم الاضطراب، فشدد الصهاينة من هجومهم على المدينة وأخذت المقاومة تنهار وازداد القتلى والجرحى.
في 13/5/1948 سلم الحاكم الإنجليزي مفاتيح الدوائر الحكومية إلى الحاج أحمد أبو لبن باعتباره مسؤولاً عن شؤون المدينة. وقدم الحاكم اقتراحاً باعتبار يافا منطقة مفتوحة فوافق العرب والصهاينة على الاقتراح، ووقعت اتفاقية في 13/5 بين وفد من أهالي يافا والهاغاناة في تل أبيب.
لم يحترم الصهاينة الاتفاقية، وبمجرد انسحاب الإنجليز يوم 14/5، قاموا باقتحام المدينة ورفعوا الأعلام الصهيونية على مبانيها وسقطت يافا.
رد: معارك وثورات فلسطينية
معركة اليرموك:
يطلق على الأرض والوادي والنهر اسم اليرموك، وقد أصبح يطلق على المعركة التي جرت بين المسلمين والبيزنطيين في نفس المنطقة، وهذه المعركة لم تحدث في بقعة معنية، لكنها كانت ممتدة حق التقاء نهر اليرموك بنهر الأردن. وهناك اختلاف بين المؤرخين على مكان وزمن وقوع المعركة لكن هذه الاختلافات تضعها بين سنة 13هـ و15هـ (634-636م).
بعد عام من المعارك بين المسلمين والحاميات البيزنطية في الشام أدرك البيزنطيون خطورة الفتح الإسلامي فقام هرقل بحشد الجيوش بقيادة "ماهان" بهدف إخراج المسلمين من الشام، ولمعرفة كم الجيوش التي جاء بها هرقل نقرأ جزءاً من رسالة أبي عبيدة بن الجراح لعمر بن الخطاب "نفرت الروم إلينا براً وبحراً وسهلاً وجبلاً، ولم يخلفوا وراءهم رجلاً يطيق حمل السلاح إلا جاؤوا به". ويقدر المؤرخون عدد الجيش البيزنطي بين مئة ألف على أقل تقدير و 400 ألف على أكثر تقدير. فيما كان المسلمون يعدون ما بين 24-46 ألفاً.
تقابل الجانبان وبدأت المناوشات، فتفوق البيزنطيون لحسن تنظيمهم، لكن المسلمين تجمعوا تحت راية خالد بن الوليد، وخاضعوا معركة عنيفة شارك فيها كثير الصحابة وقاتلت النساء كذلك، فانكشف الروم وفروا وداس بعضهم بعضاً وتراجع من نجا منهم إلى المدن. وكان السبب المباشر في هزيمة الروم ذلك اليوم هو قرار جبلة ابن الأيهم القتال مع العرب هو وجماعته رغم كونه مسيحياً، إلا عليهم من الخلف.
كانت هذه المعركة بداية لفتوحات كثيرة بعد ذلك، وبداية لانهيار دولة البيزنطيين.
يطلق على الأرض والوادي والنهر اسم اليرموك، وقد أصبح يطلق على المعركة التي جرت بين المسلمين والبيزنطيين في نفس المنطقة، وهذه المعركة لم تحدث في بقعة معنية، لكنها كانت ممتدة حق التقاء نهر اليرموك بنهر الأردن. وهناك اختلاف بين المؤرخين على مكان وزمن وقوع المعركة لكن هذه الاختلافات تضعها بين سنة 13هـ و15هـ (634-636م).
بعد عام من المعارك بين المسلمين والحاميات البيزنطية في الشام أدرك البيزنطيون خطورة الفتح الإسلامي فقام هرقل بحشد الجيوش بقيادة "ماهان" بهدف إخراج المسلمين من الشام، ولمعرفة كم الجيوش التي جاء بها هرقل نقرأ جزءاً من رسالة أبي عبيدة بن الجراح لعمر بن الخطاب "نفرت الروم إلينا براً وبحراً وسهلاً وجبلاً، ولم يخلفوا وراءهم رجلاً يطيق حمل السلاح إلا جاؤوا به". ويقدر المؤرخون عدد الجيش البيزنطي بين مئة ألف على أقل تقدير و 400 ألف على أكثر تقدير. فيما كان المسلمون يعدون ما بين 24-46 ألفاً.
تقابل الجانبان وبدأت المناوشات، فتفوق البيزنطيون لحسن تنظيمهم، لكن المسلمين تجمعوا تحت راية خالد بن الوليد، وخاضعوا معركة عنيفة شارك فيها كثير الصحابة وقاتلت النساء كذلك، فانكشف الروم وفروا وداس بعضهم بعضاً وتراجع من نجا منهم إلى المدن. وكان السبب المباشر في هزيمة الروم ذلك اليوم هو قرار جبلة ابن الأيهم القتال مع العرب هو وجماعته رغم كونه مسيحياً، إلا عليهم من الخلف.
كانت هذه المعركة بداية لفتوحات كثيرة بعد ذلك، وبداية لانهيار دولة البيزنطيين.
رد: معارك وثورات فلسطينية
ثورة 1834:
لم تقم في فلسطين على امتداد تاريخها الطويل ثورة أعم وأشمل وأكثر تنظيماً من ثورة 1834م ضد حكم محمد علي باشا والي مصر، لذا فقد رأينا أنه من المهم استعراض الكثير من القضايا المتعلقة بمحمد علي وولايته على فلسطين وأسباب الثورة ونتائجها.
دخلت بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين تحت حكم محمد علي باشا لمدة عشر سنوات بدأت في شهر 11/1831 وانتهت بنهاية عام 1840م، بعد حملة عسكرية قادها إبراهيم باشا ابن محمد علي اكتسح فيها قوى السلطان محمود الثاني وطاردها حتى مشارف الآستانة.
رأي محمد علي أنه يستطيع امتلاك عكا على الأقل لتأمين حدوده الشرقية، وكان يراقب بارتياح تردي الأمور بين الولاة في الشام، والولاة اقتتلوا حول دمشق ثم حاصروا عكا لمدة 9 أشهر سنة 1822 وثار الجنبلاطيون سنة 1925، وتناعت الزعامات النابلسية في قضايا الولاية والضرائب، واقتنعت القدس وبيت لحم عن دفع الضرائب، وقامت ثورة في فلسطين رغم دكتاتورية عبد الله باشا الجزار، فقد كان هم المتسلمين في غزة جمع المال بأي طريقة وكان الملتزمون للميري عبئاً ثقيلاً على أهل غزة، أما البدو في الأطراف فكانوا ينهبون من ثروة عزة ما يزيد عن 200 ألف ليرة ذهبية كل عام، لذا فعندما سمع الناس بقدوم محمد علي، شعروا بقرب الفرج. فطردوا وكيل الجمرك وأعلنوا العصيان، ولم يكن تهديد الجزار لهم يخيفهم لأن الجنود المصريون سبقوه إلى غزة.
أما القدس ونابلس فقد جرد عليهم الجزار حملة نكبت زعماءهم واضطر قسم منهم على الثورة واعتصموا بقلعة صانور فدمرها الجزار مما دفع من تبقى من الزعامات للتعاون مع محمد علي.
لم يدفع عبد الله الجزار لمحمد علي ديونه، وآوى مجموعة كبيرة من الفارين من الجذرية في مصر، فاتخذ محمد علي ذلك ذريعة لمهاجمة فلسطين ومحاربة والي عكا، وبسبب كثرة الحروب بين الولاة لم يكترث الباب العالي في البداية لهذه الحرب.
تحركت جيوش محمد علي براً وبحراً بقيادة إبراهيم باشا في 29/10/1731 ولم تجد صعوبة في احتلال العريش ورفح وغزة، وهربت قوى الجزار فتابع إبراهيم باشا مسيرة ووصل إلى يافا في 8/11/1831 ودخلها وتوجه إلى حيفا في 13/11 وفي 26/11 بدأ حصاره لعكا.
قدم زعماء المناطق الفلسطينية الولاء لإبراهيم باشا وهو في حيفا، وكانت كتائب من الجيش المصري قد احتلت بقية فلسطين، ورفعت الضرائب التعسفية عن غير المسلمين مما زاد في تأييد محمد علي باشا.
بعد عدة أشهر من حصار عكا بدأ القلق يساور محمد علي، خصوصاً أن الباب العالي أعلن عصيان محمد علي في 23/4/1832، وأصدر ضده فتاوى دينية وجرده من الولاية مع ابنه وأباح دمهما.
لكن عكا سقطت في 27/5/1832 وأسر عبد الله باشا وأرسل إلى مصر. وثارت بعد ذلك أزمة دولية خطيرة انتهت بصلح كوتاهية في 6/5/1833 الذي أعطى محمد علي ولاية فلسطين.
حاول إبراهيم باشا بعد ذلك دعم الإنتاج الزراعي وأدخل إصلاحات على نظام التعليم، لكن مجموعة التدابير التي اتخذها جلبت النقمة عليه من قبل سكان فلسطين ومن أهم هذه التدابير:
1. مصادرة المؤن لتموين الجيش.
2. مصادرة حيوانات النقل.
3. إجبار الناس على إقامة التحصينات العسكرية بالسخرة.
4. نزع السلاح من الأهالي.
5. التجنيد الإجباري.
وعندما صدر أمر إبراهيم باشا بطلب 3000 مجند من كل قضاء فلسطين وذلك في 25/4/1834 جر ذلك إلى الصدام لامع عواطف الأهالي وحسب، بل مع سلاحهم.
في منتصف أيار هجم الفلاحون والبدو على القوات المصرية في الكرك، وذبحت حامية الخليل، وفي 25/5/1934 التهب طريق باب الواد وتحركت الفتية في بيت جالا وبيت لحم، والبيرة، وقام الناس بحصار القدس، واشتعلت نابلس فوصلت الثورة من صفد شمالاً إلى غزة جنوباً.
لم تكن الثورة مجرد انفجار شعبي عفوي، بل اتخذت الشكل التنظيمي حين تسلمت الزعامات قيادتها. فقد اجتمعوا وقرروا إعلان الثورة في 28/4/1834، وسيطر ثوار القدس على المدينة في 14/5 وكانت الخليل وغزة في يد الثوار والتحقت اللد وطبرية بالصورة أيضاً.
اتجه إبراهيم باشا إلى القدس يوم 6/6/1834، وبعد 3 أيام من المعارك الطاحنة دخلها في 8/6/1834، وتحصن في قلعة القدس بانتظار نجدة أبيه.
حاول ثوار نابلس اقتحام القدس فصدهم إبراهيم باشا 3 مرات، ولم يجد بدأ من مفاوضتهم كي يكسب الوقت، فأوقف التجنيد وألغى ضريبة الفردة وعين قاسم الأحمد وهو قائد ثوار نابلس حاكماً علي البلاد في 26/6/1834، فانتهى بذلك الحصار الذي استمر شهراً ونصف.
جاءت النجدات من مصر بعد أيام، ووصل محمد علي نفسه إلى يافا، وائل تموز، وكلف الأمير بشير الشهابي بإخماد ثورة صفد، وعاد إلى الإسكندرية، وكان ثوار نابلس وهم الأكثر عدداً والأخطر في هذه الثورة قد منعوا القمح المفروضة عن إبراهيم باشا، فسار إليهم في 10/7/1834، ووعد بالإعفاء من التجنيد والتسامح في الميري، وأخذ يستحيل آل أبو غوش، فلما استجابوا له مقابل إطلاق زعيمهم إبراهيم أبو غوش، قطع مفاوضاته مع قاسم الأحمد وسار إلى جبال نابلس وسحق في طريقه بلدة الطيبة وقاقون وهزم الثوار عند زيتا، ولاقاهم عند دير الغصون في طولكرم يوم 16/7/1834، وتمكن من هزيمتهم هزيمة نهائية عاد بعدها إلى نابلس، وخرج أهلها يطلبون الأمان، فقتل من وقع في يده من الثوار وجرى تجريد السكان من السلاح، أما بقية الزعماء فقد أخذوا عائلاتهم من نابلس وهربوا إلى الخليل.
في نفس الوقت سار الأمير بشير حسب أوامر محمد علي إلى صفد، فلاقاه شيخها صالح الترشيحي معلناً الطاعة، فدخلها الأمير، وخضعت المناطق المجاورة وتلقى الأمير طاعة طبريا وقرى الجليل والساحل حتى عكا، وانتهى من ذلك في 25/7/1834.
دخل إبراهيم باشا القدس فقدم أهلها الطاعة، وأرسل ثوار الخليل يطلبون الأمان ليدخلوا في الطاعة، لكن إبراهيم باشا اشترط عليهم تسليم زعماء الثورة أحياء، فرفض الثوار مطلبه، فتحرك إليهم بقواته في 5/8 وهزمهم عند بيت جالا، وأصرت الخليل على المقاومة، فهاجمها واحتلها بعد بضع ساعات من المقاومة وأباحها للنهب والقتل والأسر، وخسرت الخليل مالا يحصى من الأموال، واعتقل علماءها ودراويشها وأبعدهم إلى مصر، وأما مشايخ نابلس فقد فروا إلى الكرك شرقي الأردن، ولما هاجمها إبراهيم باشا فر النابلسيون إلى غزة لكنهم وقعوا في الأسر لملاحقة إبراهيم باشا إياهم، وقتل قاسم الأحمد والبرقاوي وقطع رؤوس أولادهما.
وإن كانت الثورة في فلسطين قد خمدت فإنها كلفت النظام المصري الكثير من الضحايا والجهد كما أنها جرأت عليه المناطق الأخرى وتركت الكثير من الأحقاد في فلسطين ستنفجر في وقت لاحق.
كما كانت هذه الثورة من أهم أسباب إجهاض مشروع محمد عي في إقامة مملكة عربية موحدة في مواجهة العثمانيين مما فرص علي محمد علي الانسحاب من بلاد الشام. وقد ترك آخر جنود محمد علي غزة في اتجاه مصر في 19/2/1841م.
لم تقم في فلسطين على امتداد تاريخها الطويل ثورة أعم وأشمل وأكثر تنظيماً من ثورة 1834م ضد حكم محمد علي باشا والي مصر، لذا فقد رأينا أنه من المهم استعراض الكثير من القضايا المتعلقة بمحمد علي وولايته على فلسطين وأسباب الثورة ونتائجها.
دخلت بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين تحت حكم محمد علي باشا لمدة عشر سنوات بدأت في شهر 11/1831 وانتهت بنهاية عام 1840م، بعد حملة عسكرية قادها إبراهيم باشا ابن محمد علي اكتسح فيها قوى السلطان محمود الثاني وطاردها حتى مشارف الآستانة.
رأي محمد علي أنه يستطيع امتلاك عكا على الأقل لتأمين حدوده الشرقية، وكان يراقب بارتياح تردي الأمور بين الولاة في الشام، والولاة اقتتلوا حول دمشق ثم حاصروا عكا لمدة 9 أشهر سنة 1822 وثار الجنبلاطيون سنة 1925، وتناعت الزعامات النابلسية في قضايا الولاية والضرائب، واقتنعت القدس وبيت لحم عن دفع الضرائب، وقامت ثورة في فلسطين رغم دكتاتورية عبد الله باشا الجزار، فقد كان هم المتسلمين في غزة جمع المال بأي طريقة وكان الملتزمون للميري عبئاً ثقيلاً على أهل غزة، أما البدو في الأطراف فكانوا ينهبون من ثروة عزة ما يزيد عن 200 ألف ليرة ذهبية كل عام، لذا فعندما سمع الناس بقدوم محمد علي، شعروا بقرب الفرج. فطردوا وكيل الجمرك وأعلنوا العصيان، ولم يكن تهديد الجزار لهم يخيفهم لأن الجنود المصريون سبقوه إلى غزة.
أما القدس ونابلس فقد جرد عليهم الجزار حملة نكبت زعماءهم واضطر قسم منهم على الثورة واعتصموا بقلعة صانور فدمرها الجزار مما دفع من تبقى من الزعامات للتعاون مع محمد علي.
لم يدفع عبد الله الجزار لمحمد علي ديونه، وآوى مجموعة كبيرة من الفارين من الجذرية في مصر، فاتخذ محمد علي ذلك ذريعة لمهاجمة فلسطين ومحاربة والي عكا، وبسبب كثرة الحروب بين الولاة لم يكترث الباب العالي في البداية لهذه الحرب.
تحركت جيوش محمد علي براً وبحراً بقيادة إبراهيم باشا في 29/10/1731 ولم تجد صعوبة في احتلال العريش ورفح وغزة، وهربت قوى الجزار فتابع إبراهيم باشا مسيرة ووصل إلى يافا في 8/11/1831 ودخلها وتوجه إلى حيفا في 13/11 وفي 26/11 بدأ حصاره لعكا.
قدم زعماء المناطق الفلسطينية الولاء لإبراهيم باشا وهو في حيفا، وكانت كتائب من الجيش المصري قد احتلت بقية فلسطين، ورفعت الضرائب التعسفية عن غير المسلمين مما زاد في تأييد محمد علي باشا.
بعد عدة أشهر من حصار عكا بدأ القلق يساور محمد علي، خصوصاً أن الباب العالي أعلن عصيان محمد علي في 23/4/1832، وأصدر ضده فتاوى دينية وجرده من الولاية مع ابنه وأباح دمهما.
لكن عكا سقطت في 27/5/1832 وأسر عبد الله باشا وأرسل إلى مصر. وثارت بعد ذلك أزمة دولية خطيرة انتهت بصلح كوتاهية في 6/5/1833 الذي أعطى محمد علي ولاية فلسطين.
حاول إبراهيم باشا بعد ذلك دعم الإنتاج الزراعي وأدخل إصلاحات على نظام التعليم، لكن مجموعة التدابير التي اتخذها جلبت النقمة عليه من قبل سكان فلسطين ومن أهم هذه التدابير:
1. مصادرة المؤن لتموين الجيش.
2. مصادرة حيوانات النقل.
3. إجبار الناس على إقامة التحصينات العسكرية بالسخرة.
4. نزع السلاح من الأهالي.
5. التجنيد الإجباري.
وعندما صدر أمر إبراهيم باشا بطلب 3000 مجند من كل قضاء فلسطين وذلك في 25/4/1834 جر ذلك إلى الصدام لامع عواطف الأهالي وحسب، بل مع سلاحهم.
في منتصف أيار هجم الفلاحون والبدو على القوات المصرية في الكرك، وذبحت حامية الخليل، وفي 25/5/1934 التهب طريق باب الواد وتحركت الفتية في بيت جالا وبيت لحم، والبيرة، وقام الناس بحصار القدس، واشتعلت نابلس فوصلت الثورة من صفد شمالاً إلى غزة جنوباً.
لم تكن الثورة مجرد انفجار شعبي عفوي، بل اتخذت الشكل التنظيمي حين تسلمت الزعامات قيادتها. فقد اجتمعوا وقرروا إعلان الثورة في 28/4/1834، وسيطر ثوار القدس على المدينة في 14/5 وكانت الخليل وغزة في يد الثوار والتحقت اللد وطبرية بالصورة أيضاً.
اتجه إبراهيم باشا إلى القدس يوم 6/6/1834، وبعد 3 أيام من المعارك الطاحنة دخلها في 8/6/1834، وتحصن في قلعة القدس بانتظار نجدة أبيه.
حاول ثوار نابلس اقتحام القدس فصدهم إبراهيم باشا 3 مرات، ولم يجد بدأ من مفاوضتهم كي يكسب الوقت، فأوقف التجنيد وألغى ضريبة الفردة وعين قاسم الأحمد وهو قائد ثوار نابلس حاكماً علي البلاد في 26/6/1834، فانتهى بذلك الحصار الذي استمر شهراً ونصف.
جاءت النجدات من مصر بعد أيام، ووصل محمد علي نفسه إلى يافا، وائل تموز، وكلف الأمير بشير الشهابي بإخماد ثورة صفد، وعاد إلى الإسكندرية، وكان ثوار نابلس وهم الأكثر عدداً والأخطر في هذه الثورة قد منعوا القمح المفروضة عن إبراهيم باشا، فسار إليهم في 10/7/1834، ووعد بالإعفاء من التجنيد والتسامح في الميري، وأخذ يستحيل آل أبو غوش، فلما استجابوا له مقابل إطلاق زعيمهم إبراهيم أبو غوش، قطع مفاوضاته مع قاسم الأحمد وسار إلى جبال نابلس وسحق في طريقه بلدة الطيبة وقاقون وهزم الثوار عند زيتا، ولاقاهم عند دير الغصون في طولكرم يوم 16/7/1834، وتمكن من هزيمتهم هزيمة نهائية عاد بعدها إلى نابلس، وخرج أهلها يطلبون الأمان، فقتل من وقع في يده من الثوار وجرى تجريد السكان من السلاح، أما بقية الزعماء فقد أخذوا عائلاتهم من نابلس وهربوا إلى الخليل.
في نفس الوقت سار الأمير بشير حسب أوامر محمد علي إلى صفد، فلاقاه شيخها صالح الترشيحي معلناً الطاعة، فدخلها الأمير، وخضعت المناطق المجاورة وتلقى الأمير طاعة طبريا وقرى الجليل والساحل حتى عكا، وانتهى من ذلك في 25/7/1834.
دخل إبراهيم باشا القدس فقدم أهلها الطاعة، وأرسل ثوار الخليل يطلبون الأمان ليدخلوا في الطاعة، لكن إبراهيم باشا اشترط عليهم تسليم زعماء الثورة أحياء، فرفض الثوار مطلبه، فتحرك إليهم بقواته في 5/8 وهزمهم عند بيت جالا، وأصرت الخليل على المقاومة، فهاجمها واحتلها بعد بضع ساعات من المقاومة وأباحها للنهب والقتل والأسر، وخسرت الخليل مالا يحصى من الأموال، واعتقل علماءها ودراويشها وأبعدهم إلى مصر، وأما مشايخ نابلس فقد فروا إلى الكرك شرقي الأردن، ولما هاجمها إبراهيم باشا فر النابلسيون إلى غزة لكنهم وقعوا في الأسر لملاحقة إبراهيم باشا إياهم، وقتل قاسم الأحمد والبرقاوي وقطع رؤوس أولادهما.
وإن كانت الثورة في فلسطين قد خمدت فإنها كلفت النظام المصري الكثير من الضحايا والجهد كما أنها جرأت عليه المناطق الأخرى وتركت الكثير من الأحقاد في فلسطين ستنفجر في وقت لاحق.
كما كانت هذه الثورة من أهم أسباب إجهاض مشروع محمد عي في إقامة مملكة عربية موحدة في مواجهة العثمانيين مما فرص علي محمد علي الانسحاب من بلاد الشام. وقد ترك آخر جنود محمد علي غزة في اتجاه مصر في 19/2/1841م.
صفحة 3 من اصل 3 • 1, 2, 3
صفحة 3 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى