الفنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لـــيــله فـــي نـــيـــويــــورك

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

لـــيــله فـــي نـــيـــويــــورك Empty لـــيــله فـــي نـــيـــويــــورك

مُساهمة من طرف iam what iam cartel style السبت فبراير 23, 2008 8:49 am

الـــتــــائـــــه

ليلة ككل ليلة نفس الأعمال , نفس الأشياء التى أقوم بها , نفس الحياة , كم كنت أحمق حينما صدقت الحلم الأمريكى .
دارت تلك الكلمات فى رأس حازم عندما كان يملىء أحد خزانات الوقود لسيارة أحدهم فى قلب محطة الوقود الذى يعمل هو فيها كعامل منذ أكثر من عامين .
بفارغ الصبر كان هو ينتظر الوقت الذى تنتهى فيه فترة عمله حتى يعود ليلقى بنفسه على فراشه ويتسعيد كالعادة ذكرياته السابقة ويلوم نفسه ككل ليلة على تفكيره فى السفر والهجرة للولايات المتحدة .
ككل من يهاجر إليها يظن أنه بمجرد نزوله من باب الطائرة سيجد المال والعمل المريح والحياة الرغدة , ولا يعلم الجحيم المنتظره خلف الأبواب المغلقة .
لحسن الحظ كانت الساعة الثانية عشر قد حانت وهى ميعاد انتهاء فترة عمله , فذهب لتغيير ملابسه والاستعداد للعودة إلى منزله أو إذا شئنا الدقة البدروم الحقير الذى يقطن فيه فى قلب منطقة بعيدة كل البعد عن الرقى والحضارة لا تصدق وجودها فى قلب مدينة مثل نيويورك إلا إذا رأيتها بنفسك , نيويورك مدينة الأحلام والجحيم , مدينة الجنة والنار , الغنى الفاحش والفقر المدقع , ربما لن تجد مدينة بها متناقضات أكثر من نيويورك فى اى مكان .
ضم حازم ياقة معطفه على وجهه لتقيه البرد الشديد فى تلك الفترة الباردة ولعن الأماكن الذى يضطر أن يسير بها ليلا خاصة مع امتلائها بكافة أنواع المجرمين قتلة ومتشردون وقطاع طرق وسارقون , كم تعرض هو بعض المواقف السيئة وهو عائد إلى منزله وكانت غالبا تنتهى بسلب كل ما فى جيوبه ومابدا ثميناً من ملابسه , كم أحس بالذل فى تلك اللحظات ولكن ماذا يفعل لو قاوم فهو يعلم ان الموت مصيره المحتوم فى تلك الأزقة الخلفية , على كل حال لم يكن هو بشكل او بآخر يريد الحياة أو يرغب فيها كانت بالنسبة إليه مجرد وسيلة لإستمرار عذاب أبدى لا منتهى فى قلب المدينة التى لا ترحم على بعد مئات الأميال من وطنه ومن بلاده.
إنه يظن أنها ليلة ككل ليلة نفس الأفكار التى تطوف بعقله , نفس الإحساس المرير الذى ينتابه , نفس درجة الحزن .
فى الواقع هى لن تكون ليلة ككل ليلة فى حياته , بل إنها ربما تكون أسوأ ليلة على الإطلاق .
**********************************

كانت كيت تقود سيارتها وهى تائهة فى أفكارها شريدة فى ماحدث فى الحفلة التى كانت راجعة منها وربما فى منتصفها , ما اتفه هؤلاء المراهقين على الرغم من انهم ربما تخطوا سن المراهقة بيولوجياً إلا أنهم مازالوا مراهقين بعقولهم , لا يهمهم سوى الحفلات الراقصة , والمجون , والتعرف على الفتيات والفتيان , وممارسة الجنس وماشابه ذلك من عادات المراهقين فى كل مكان , لم تستطع هى كالعادة الإندماج معهم وفضلت الرحيل إلى منزلها مبكراً أو بمعنى آخر فى منتصف الحفلة , إنتابها فى تلك اللحظة إحساس بغيض بالمرارة , لماذا هى تفكيرها غريب عنهم ؟ لماذا دوماً لا تشعر بالألفة والإندماج معهم , أهى على الرغم من أن تفكيرها يرضيها إلى أقصى حد ممكن ستكون مخطئة , أم ماذا بالظبط ؟.
انتزعها فجأة من تفكيرها رجل كان يقف أمام السيارة بالظبط على بعد أمتار منها وهى تسير بسرعة فضغطت على الفرامل بحركة تلقائية وبسرعة لتقف السيارة قبل الإصدام به وهى تسب وتلعن المعتوهين فى كل مكان , وقبل أن تستأنف سيرها فوجئت بسبعة من الرجال الذى يبدو عليهم قوة البنية وهم يخرجون سريعاً من أحد المنعطفات ليحيطوا السيارة بسرعة البرق , وليفتحوا بابها ثم يلقون بها خارج الباب , صرخت من شدة الرعب وقالت لهم ماذا تريدون خذوا السيارة لا أريدها , ثم قالت لهم هاهى ما معى من نقوذ خذوها ولكن لا تؤذونى من فضلكم , قال لها أحدهم وهو يبرز مديته ويداعبها بين يده , فى الواقع نحن لا نريد النقود , ولا نريد السيارة . نحن نريد شيئاً آخر تعرفيه أنت جيداً ولابد من ان تعطيه لنا بسهولة وإلا سيكون رغماً عنك , نظرت كيت فى رعب إلى السبع رجال وإلى أسلحتهم البيضاء التى تراوحت مابين الهراوات الثقيلة والمديات والسلاسل الحديدية وعرفت انها ستكون ليلة سوداء عليها بل ستكون ربما أسوأ ليلة فى حياتها على الأطلاق هذا إن عاشت لما بعد ذلك .
اقترب أحد الرجال منها مبرزأ أسنانه الصفراء القذرة أثناء ابتسامته , وفجأة ركلته هى ركلة شديدة بين أرجله ثم جرت فى الشارع بأقصى مايمكنها وخلفها الرجال , لمطاردة قد تكون محسومة من قبل أن تبدأ .
**********************************
بينما يسير حازم وهو شارد فى أفكاره وخواطره سمع صوت مستنجد , المساعدة , من فضلكم ساعدونى , وما أثار انتباهه انه كان صوتاً أنثوياً تلك المرة وقريب للغاية منه , استيقظت الشهامة العربية والنخوة فى عروقه وجرى ناحية الصوت ليجد فتاة , وخلفها سبعة من الرجال الأشداء مابين زنوج وبيض يركضون خلفها وهى فى حالة انهيار تقريباً ومن الواضح انه أكثر من مجرد سرقة , أنهم يريدون شيئاً أكثر من السرقة من فتاة بجمالها.
جرى حازم تجاه الفتاة ومن ثم تجاوزها ثم قفز بقدمه فى وجه أقرب الرجال إليها فطرحه أرضاً ثم إلتفت بسرعة تجاه الفتاة وقال لها بالأمريكية اركضى هيا بسرعة , ثم جرى تجاهها ومسكها من يدها ثم جذبها بقوة ليركضا بأقصى ما أتاهم من قوة تجاه أحد الأزقة المتفرعة فى تلك الحارة الخلفية .
ظلا يركضا قرابة الثلاث دقائق حتى شعر حازم ان الفتاة قد أهلكها التعب فوقف وهو يلهث من فرط المجهود والإنفعال ثم تنحنح وقال للفتاة , لا تخشى شيئاً لن يحدث لك اى مكروه إلا على جثتى , نظرت الفتاة له وقالت له وهى مازالت ترتجف من الإنفعال والخوف الشديدين وضاعف الإرتحاف المجهود العنيف التى لم يحتمله جسدها الضئيل وقالت له لا أعرف كيف أشكرك ولكن من انت ولماذا أدخلت نفسك فى متاعب من أجلى وانت لا تعرفنى .
رد عليها حازم فى صرامة بها لمحة من اليأس : أنا إسمى حازم وأنا مصرى هاجرت إلى الولايات المتحدة منذ عامين , وفى شيعتنا نحن العرب أنه لابد ان ننقذ جميع من يتسنجد بنا وأن السيدات خاصة لهم منزله خاصة تجلنا نفتك بكل من يحاول ان يمسهن بسوء وحتى لو لم نكن نعرفهن , وحتى ولو كان على حساب روحنا نفسها , وصمت لحظة ثم أضاف وقد هدأ إلى درجة كبيرة وشاعت نبرة اليأس فى صوته ثم قال , وعامة لا تخشى شيئاً فلا يوجد لدى أى شيء لأخشى عليه إطلاقاً فربما ذلك الحادث وتلك الصدفة تجعلنى أستعيد الإحترام بعض الإحترام لنفسى على الأقل فكم فقدت أموالى بل وربما بعض ملابسى بسبب أن هؤلاء الأوغاد , استولوا عليها أو قطعوا الطريق على , ولكن اليوم يختلف , فانا لست مسؤلاً عن نفسى فقط اليوم وإلا تركت نفسى للموت ولكنى مسؤول عن فتاه وضعها القدر فى طريقى من أجل أن أنقذها من الموت أو ما هو أسوا من الموت على مايبدو .
ردت عليه الفتاة وقالت بعدما اكتسب صوتها الكثير من الهدوء : لا أعرف بماذا أرد عليك وأقول لك , إننى بالفعل مصدومة مما تقوله كانت فكرتى عنكم - معشر العرب - غير ما رأيته اليوم منك . أعتقد انك ربما تكون حالة فردية بين العرب ولا تحزن من قولى إنكم يقال عنكم أنكم مجموعة من الإرهابيين .
رد حازم فى شيىء من السخرية : لا أريد الدخول الآن فى متاهات سياسية معقدة وحوارات لا طائل منها ولكنى أعتقد أننى لست الملاك الذى تتصوريه فأنا لا شيء على الإطلاق ولكن هناك مواقف معينة لا يستطيع أحدنا أن يتجاهلها...
واستطرد حازم فى سرعة وقد عاودته صرامته : لا تتخلى عن حذرك سريعاً فعلام يبدو وعلام أعرف هؤلاء الأوغاد جيداً أننا لسنا فى مأمن وأنهم حتماً قادمون من أجلنا نحن الإثنين تلك المرة .
ولم يعرف وقتها كم كان قوله صادقأ إلى درجة كبيرة ... بل إنه فى الواقع كان نبوءة .





عدل سابقا من قبل iam what iam cartel style في الثلاثاء مارس 04, 2008 7:26 am عدل 1 مرات
iam what iam cartel style
iam what iam cartel style
فنان متقدم
فنان متقدم

عدد الرسائل : 156
العمر : 35
البلد : alexandria
تاريخ التسجيل : 23/04/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لـــيــله فـــي نـــيـــويــــورك Empty رد: لـــيــله فـــي نـــيـــويــــورك

مُساهمة من طرف بطاطس السبت فبراير 23, 2008 9:20 am

الف شكر يا حنفى
بطاطس
بطاطس
قمه عالم الفن
قمه عالم الفن

عدد الرسائل : 5558
العمر : 34
البلد : اسكندرية
رقم العضوية : 9
تاريخ التسجيل : 19/04/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى