السيدة رقية..... بنت رسول الله صلى الله علية وسلم

من طرف hoss65 الأحد فبراير 24, 2008 9:43 am

السيدة رقية بنت الرسول عليه السلام

هي رقية بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية أبوها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد الأسدية القرشية رضي الله عنها، وكنيتها أم عبد الله ولقبها ذات الهجرتين لأنها هاجرت الهجرة الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة، وهي الابنة الثانية للنبي عليه السلام بعد زينب، ولدت في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية بنحو سبعة أعوام، وخطبها ابن عم أبيها عتبة ابن أبي لهب الهاشمي وهي دون العاشرة، ولما بُعث الرسول عليه السلام أسلمت مع أهل بيتها وبقي آل أبي لهب على الكفر، وأنزل الله قرآناً في ذم أبي لهب وزوجته فحمل أبو لهب ابنه على طلاق رقية بنت محمد أبيها، فجلست في بيت أبيها حتى خطبها عثمان بن عفان الأموي القرشي وهو من السابقين إلى الإسلام، ومن رجالات قريش نسباً ومالاً وجمالاً فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه، ويروى في زواجهما أنه لم يُر زوجان قط أجمل منهما ولا أبهى، وأن النساء غنّين في عرسهما:

أحسن شخصين رأى إنسانُ ----- رقيّة .. وبعلها عثمان

ولم تطل إقامتهما في مكة، إذ سرعان ما هاجر بها عثمان إلى بلاد الحبشة وهما من أوائل المهاجرين إليها، وفيهما يقول الرسول عليه السلام: (والذي نفسي بيده، إنه أول من هاجر بعد إبراهيم ولوط) وهناك استقر بهما المقام وطال بهما العهد عدة سنوات في ضيافة النجاشي ملك الحبشة العادل.

وحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد أنباء ابنته، حتى أتت امرأة من طرفهم فأخبرته أنها رأت رقية وزوجها، فقال: (منحهما الله، إن عثمان أول من هاجر بأهله)، وفي الحبشة حملت السيدة رقية حملها الأول وأسقطته، ثم حملت ثانية بابنها عبد الله وبها كانت تكنى فيقال لها: أم عبد الله، وفي السنة العاشرة من البعثة عاد بعض المهاجرين من الحبشة وفيهم عثمان وأهله، وفي مكة بلغهم خبر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من بني هاشم من الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شعب أبي طالب، فسرّهم ذلك، ولكن كانت صدمة السيدة رقية بوفاة والدتها السيدة خديجة كبيرة، ولما كثر على المسلمين مضايقة قريش لهم، أمرهم الرسول بالهجرة إلى المدينة ثم هاجر الرسول عليه السلام، وهاجر عثمان وزوجته وولده الهجرة الثانية، وعاشت السيدة رقية في المدينة إلى جانب زوجها وأبيها وأخواتها، وبمرور الأيام تضاعفت عليها الآلام الجسدية والنفسية خاصة بعد موت ولدها عبد الله وهو في السادسة من عمره، وأصيبت السيدة رقية بالحمى وقيل: بالحصبة، ووافق ذلك خروج المسلمين للتصدي لعير قريش، حيث وقعت غزوة بدر في رمضان من السنة الثانية للهجرة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان أن يبقى بجانب زوجته يمرضها، واشتد بها المرض، ولما جاء البشير إلى المدينة بانتصار المسلمين في معركة بدر، كانت السيدة رقية تعاني سكرات الموت وتوفيت رحمها الله في المدينة ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة ودفنت في البقيع بجوار قبور أهل بيتها رحمها الله ورضي عنها .