تحقيق التراث في العصر الحديث الإيجابيات .. والسلبيات
صفحة 1 من اصل 1
تحقيق التراث في العصر الحديث الإيجابيات .. والسلبيات
تحقيق التراث في العصر الحديث
الإيجابيات .. والسلبيات
د . عثمان جمعة ضميرية
الحمد لله الذي اصطفى من عباده خلقاً أورثهم الكتاب ، وأمرهم بأن يقولوا الحقّ ، وأن يقوموا بالحق والعدل والقسط . وبعد :
فقد كانت الكلمة الأولى التي أُنزلت وحياً على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في آخر اتصال للسماء بالأرض هي كلمة (اقًرأً) : اقْراً بِاسْمِ رَبِّكَ الَذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَاً وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ [العلق : 1-4] . ثم تتابعت الآيات القرآنية الكريمة نزولاً ، ترسم للمسلمين معالم المنهج الذي يسيرون عليه :عقيدةً ، وعبادةً ، وسلوكاً ، وأصولَ نظرٍ واستدلالٍ ؛ فكان لذلك كله أثره البالغ في تهيئة المناخ لنشوء المنهج العلمي الذي يقوم على التثبّت والدقّة في الرواية والنقل ، بالنسبة للمرويّات والأخبار ، وعلى الحجة والدليل الواضح الصحيح في العقليّات ، وعلى التجربة والبرهان والنظرفي الحسيّات .
ثم أقام المسلمون انطلاقاً من هذا عِلْماً قائماً برأسه لنقد المرويات : سنداً ومتناً ، وهو عِلْمٌ انفردت به هذه الأمة من بين سائر الأمم ، باعتراف المنصفين وغير المنصفين من غير المسلمين ، بَلْهَ المسلمين أنفسهم من غير أهـل هذا الفن والعلم ، ويعود هذا إلى الأيام الأولى لرواية الحديث النبوي وأخبار السيرة والمغازي ؛ فكثيراً ما نجد في الرواية تأكيداً للسماع والنظر من الراوي نفسه ؛ حيث يقول مثلاً : (سَمِعَتْه أذناي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... ) أو (سَمْعَ أذنيّ ... )
فهو مُتثبّت غاية التثبت ، فلا تظننّ أنه ينسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يَقُل ، أو لا يتبادرنّ إلى ذهنك أنه وهم أو أخطأ في النقل أو السماع.. وهذا قمةٌ في تحرّي النص ، والمجيءِ باللفظ ؛ تحقيقاً لأمانة النقل ، والوقوف على اللفظ الأصلي .
وبعد أن كانت الرواية الشفوية هي الوسيلة الغالبة السائدة في نقل العلم ، في عصر الرسالة وصدر الدولة الأولى ، فإن الحضارة الإسلامية كغيرها من الحضارات كانت تقوم على الكلمة المكتوبة ؛ فقد بدأ التدوين في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم في عهد الصحابة والتابعين ، واتّسع في عهد بني أمية ، وتلاه التصنيف في عهد بني العباس ، وهو عصر ازدهار الثقافة والعلم بكل فروعه ، حتى وصفه بعضهم بأنه (عصر النهضة في الإسلام) .
وقد أَلمْعَ الإمام الذهبيّ رحمه الله إلى الأصول الأولى في التدوين والتصنيف ، بكلمة جامعة ، عند حديثه عن أهم أحداث سنة (143هـ) في كتابه (تاريخ الإسلام)، قال فيها : (شرع علماء الإسلام في هذا العصر في تدوين الحديث والفقه والتفسير؛ فصنّف ابن جُرَيْج التصانيف بمكة ، ومالكٌ (الموطأ) بالمدينة ، والأَوْزَاعيّ بالشام ، وابن أبي عَرُوبة وحمّاد بن سَلَمة وغيرهما بالبصرة ، ومَعْمَر بن راشد باليمن ، وصنّف أبو حنيفة الفقه والرأي ... وقبل هذا العصر كان الأئمة يتكلمون من حِفْظهم ، أو يَرْوُون العلم من صحف صحيحة غير مرتّبة ، فَسَهُلَ ولله الحمد تناول العلم ، وأخذ الحفظ يتناقص . ولله الأمر كلّه) .
وعندما انتشر تدوين العلم وتبويبه ، واستقلّت علومٌ عن غيرها ، برزت عندئذ معالم منهج التثبت والدقة في طرق تحمل العلم وأدائه ، في كل علم بحسب موضوعه ومنهجه ؛ فكان مثلاً من أهم وسائل هذا التثبت : مقابلة الكتاب بأصلٍ صحيحٍ موثوقٍ به ؛ فالمقابلة الدقيقة مُتعَيّنة للكتاب الذي يُرَام النفع به ، وعلى هذا تطابقتْ كلمة العلماء . والأمثلة على ذلك كثيرة تعزّ على الحصر ، تجدها في كتب مصطلح الحديث وآداب التعلم والرواية ...
وعندما يصحح الكتاب ويضبطه ، وهو في محل شك عند مطالعته ، أو تطرّق احتمال يضع عندئذ فوق ذلك كلمة (صح) بخط صغير ... إلخ كما أن العلماء وضعوا قواعد غاية في الأهمية والدقة لتصحيح النص ؛ لأنهم كانوا يدركون صعوبة هذا التصحيح وأهميته .
وتلك العصور السابقة التي وصفْنَا حال الرواية والكتابة فيها بعامة كانت
الكتب فيها تُكْتب وتُنْسخ باليد ، فهي إذنْ عصور المخطوطات ، وقد رَاجَتْ فيها تجارة الكتب المخطوطة ، إلا أن صعوبات كثيرة كانت تحدّ من وَفْرة النّسَخ للكتاب الواحد ، كما أن عوامل أخرى ، تتصل بالحروب والفتن ، كانت تزيد من صعوبة الحصول على الكتب المخطوطة وانتشارها انتشاراً كبيراً ، إلى أن ظهرت الطباعة ، فيسّرتْ هذا كله .
الإيجابيات .. والسلبيات
د . عثمان جمعة ضميرية
الحمد لله الذي اصطفى من عباده خلقاً أورثهم الكتاب ، وأمرهم بأن يقولوا الحقّ ، وأن يقوموا بالحق والعدل والقسط . وبعد :
فقد كانت الكلمة الأولى التي أُنزلت وحياً على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في آخر اتصال للسماء بالأرض هي كلمة (اقًرأً) : اقْراً بِاسْمِ رَبِّكَ الَذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَاً وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ [العلق : 1-4] . ثم تتابعت الآيات القرآنية الكريمة نزولاً ، ترسم للمسلمين معالم المنهج الذي يسيرون عليه :عقيدةً ، وعبادةً ، وسلوكاً ، وأصولَ نظرٍ واستدلالٍ ؛ فكان لذلك كله أثره البالغ في تهيئة المناخ لنشوء المنهج العلمي الذي يقوم على التثبّت والدقّة في الرواية والنقل ، بالنسبة للمرويّات والأخبار ، وعلى الحجة والدليل الواضح الصحيح في العقليّات ، وعلى التجربة والبرهان والنظرفي الحسيّات .
ثم أقام المسلمون انطلاقاً من هذا عِلْماً قائماً برأسه لنقد المرويات : سنداً ومتناً ، وهو عِلْمٌ انفردت به هذه الأمة من بين سائر الأمم ، باعتراف المنصفين وغير المنصفين من غير المسلمين ، بَلْهَ المسلمين أنفسهم من غير أهـل هذا الفن والعلم ، ويعود هذا إلى الأيام الأولى لرواية الحديث النبوي وأخبار السيرة والمغازي ؛ فكثيراً ما نجد في الرواية تأكيداً للسماع والنظر من الراوي نفسه ؛ حيث يقول مثلاً : (سَمِعَتْه أذناي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... ) أو (سَمْعَ أذنيّ ... )
فهو مُتثبّت غاية التثبت ، فلا تظننّ أنه ينسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يَقُل ، أو لا يتبادرنّ إلى ذهنك أنه وهم أو أخطأ في النقل أو السماع.. وهذا قمةٌ في تحرّي النص ، والمجيءِ باللفظ ؛ تحقيقاً لأمانة النقل ، والوقوف على اللفظ الأصلي .
وبعد أن كانت الرواية الشفوية هي الوسيلة الغالبة السائدة في نقل العلم ، في عصر الرسالة وصدر الدولة الأولى ، فإن الحضارة الإسلامية كغيرها من الحضارات كانت تقوم على الكلمة المكتوبة ؛ فقد بدأ التدوين في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم في عهد الصحابة والتابعين ، واتّسع في عهد بني أمية ، وتلاه التصنيف في عهد بني العباس ، وهو عصر ازدهار الثقافة والعلم بكل فروعه ، حتى وصفه بعضهم بأنه (عصر النهضة في الإسلام) .
وقد أَلمْعَ الإمام الذهبيّ رحمه الله إلى الأصول الأولى في التدوين والتصنيف ، بكلمة جامعة ، عند حديثه عن أهم أحداث سنة (143هـ) في كتابه (تاريخ الإسلام)، قال فيها : (شرع علماء الإسلام في هذا العصر في تدوين الحديث والفقه والتفسير؛ فصنّف ابن جُرَيْج التصانيف بمكة ، ومالكٌ (الموطأ) بالمدينة ، والأَوْزَاعيّ بالشام ، وابن أبي عَرُوبة وحمّاد بن سَلَمة وغيرهما بالبصرة ، ومَعْمَر بن راشد باليمن ، وصنّف أبو حنيفة الفقه والرأي ... وقبل هذا العصر كان الأئمة يتكلمون من حِفْظهم ، أو يَرْوُون العلم من صحف صحيحة غير مرتّبة ، فَسَهُلَ ولله الحمد تناول العلم ، وأخذ الحفظ يتناقص . ولله الأمر كلّه) .
وعندما انتشر تدوين العلم وتبويبه ، واستقلّت علومٌ عن غيرها ، برزت عندئذ معالم منهج التثبت والدقة في طرق تحمل العلم وأدائه ، في كل علم بحسب موضوعه ومنهجه ؛ فكان مثلاً من أهم وسائل هذا التثبت : مقابلة الكتاب بأصلٍ صحيحٍ موثوقٍ به ؛ فالمقابلة الدقيقة مُتعَيّنة للكتاب الذي يُرَام النفع به ، وعلى هذا تطابقتْ كلمة العلماء . والأمثلة على ذلك كثيرة تعزّ على الحصر ، تجدها في كتب مصطلح الحديث وآداب التعلم والرواية ...
وعندما يصحح الكتاب ويضبطه ، وهو في محل شك عند مطالعته ، أو تطرّق احتمال يضع عندئذ فوق ذلك كلمة (صح) بخط صغير ... إلخ كما أن العلماء وضعوا قواعد غاية في الأهمية والدقة لتصحيح النص ؛ لأنهم كانوا يدركون صعوبة هذا التصحيح وأهميته .
وتلك العصور السابقة التي وصفْنَا حال الرواية والكتابة فيها بعامة كانت
الكتب فيها تُكْتب وتُنْسخ باليد ، فهي إذنْ عصور المخطوطات ، وقد رَاجَتْ فيها تجارة الكتب المخطوطة ، إلا أن صعوبات كثيرة كانت تحدّ من وَفْرة النّسَخ للكتاب الواحد ، كما أن عوامل أخرى ، تتصل بالحروب والفتن ، كانت تزيد من صعوبة الحصول على الكتب المخطوطة وانتشارها انتشاراً كبيراً ، إلى أن ظهرت الطباعة ، فيسّرتْ هذا كله .
رد: تحقيق التراث في العصر الحديث الإيجابيات .. والسلبيات
وكان ظهور المطبعة في القرن العاشر الهجري (الخامس عشر ميلادي) ، عندما اخترع (جوتنبرغ) عام (1468م) أول حروف طباعة ، ثم انتشرت الطباعة في أوروبا بالحروف اللاتينية .
ولم تظهر حروف الطباعة العربية إلا يوم طبع كاهنٌ دومينيكي اسمه
(مارتان) عام (1486م) كتاباً بالحروف العربية بلغة غير عربية ، بمدينة (مينز) وفي القرن السادس عشر طبع الإنجيل عام (1591م) بمطبعة آل مديتش ، وذلك كله أيضاً في البلاد الأوروبية .
وعرفت الطباعة في تركيا ، عندما أفتى شيخ الإسلام في تركيا بجواز
الطباعة في القرن الثامن عشر (1719م) . وعرفت لبنان الطباعة عام (1760م) على يد عددٍ من الرهبان ، ودخلت الطباعة دمشق مع جيش إبراهيم باشا ، ودخلت مصر عند الحملة الفرنسية ، وأسّس محمد علي أول مطبعة في بولاق عام (1819م) ، ثم انتشرت في سائر الأقطار العربية .
وعندئذ بدأت المطبوعات تظهر إلى عالم الوجود ، بصورة بطيئة ، ثم
تطورت إلى ما نعرفه اليوم .
وقد بدأت عملية نشر التراث الإسلامي مطبوعاً في القرن الماضي ، في الربع الأخير منه ، وكان المستشرقون قبل ذلك أول من سبق إلى ذلك ، فقاموا بنشر بعض المخطوطات العربية منذ وقت مبكر ؛ ففي عام (1593م) نُشِر كتاب (النجاة) لابن سينا ، وفي عام (1636م) نشر كتاب (عجائب المقدور) لابن عربشاه ، نشر في ليدن ، وكانت هذه النشرات السابقة بدايات للعمل ، تعتمد على نسخة واحدة
للمخطوط ، يعوزها كثير من الضبط وتقويم النص .
وفي مرحلة تالية لذلك ، بدأ المستشرقون يضعون قواعد لتحقيق المخطوطات ونشرها ، وكان مما نشره المستشرقون : (شرح ديوان المفضليات) لابن الأنباري ، و (المنتخب من تاريخ حلب) لابن العديم ، و (الفهرست) لابن النديم ، و (معجم البلدان ) لياقوت ، و ( الكتاب ) لسيبويه ، وغيرها من الكتب الأمهات [1] .
ثم حذا علماء المسلمين المعاصرون حذو علماء الغرب في عملية تحقيق كتب التراث ونشرها ، وتصحيحها تصحيحاً دقيقاً ، ضمن قواعد وأصول للتحقيق العلمي . وقد تفاوتت الجهود في ذلك تفاوتاً كبيراً ، مما يجعل النظر في إيجابيات هذا التحقيق وسلبياته أمراً ذا فائدة ، بغية الإفادة من الصواب وتجنب الخطأ ، وقياماً بواجب النصيحة لهذا الدين ، وحفاظاً على هذا التراث الذي تعتزّ به الأمة ، ولذلك نعقد فقرة سريعة لما نقصده بهذه الكلمة (التراث) ، قبل النظر في الإيجابيات والسلبيات . وعلى الله قصد السبيل .
التراث والميراث والإرث ، في اللغة العربية : هي أن يكون الشيءُ لقومٍ ، ثم يصير إلى آخرين ، بنسب أو سبب . وهذا يشمل كل ما ينتقل إلى الآخرين من مالٍ وعلمٍ ومجدٍ . وبهذه المعاني أيضاً جاءت هذه الكلمة في القرآن الكريم ، وفي الحديث النبوي الشريف .
وعلى هذا : فإن المراد بالتراث هو كل ما يتناقله الخلف عن السلف ،
فيخلفونهم فيه خلافة جبرية ، وقد يكون هذا التراث الموروث مادياً : مالاً أو غيره ، وقد يكون غير مادي ، كالعلم ونحوه .
ونعني بالتراث هنا على وجه الخصوص : هذه الثروة الكبيرة الثمينة الغالية ، التي خلّفها لنا أسلافنا رحمهم الله في شتى مناحي العلوم الدينية في مؤلفاتهم وكتبهم التي عُنِيَتْ بالعلم الشرعي ؛ كالتفسير والحديث وعلومهما ، والفقه والأصول ، والسيرة النبوية ، وما يكون خادماً لهذه العلوم الشريفة ، وبخاصة ما لا يزال منها في عالم المخطوطات ، وتتجه العناية اليوم إلى نشره وإشاعته ، أو تجديد ما سبق نشره منها [2].
أما عملية التحقيق نفسها ؛ فإنها تَعْنِي بَذْلَ عنايةٍ خاصّةٍ بالمخطوط ، لتقديمه صحيحاً ، كما وضعه مؤلّفُه . وتكاد كلمة المحققين تُجْمع على أن الجهود التي تبذل في كل مخطوط يجب أن يتناول البحث في : تحقيق عنوان الكتاب ، ثم تحقيق اسم المؤلف ونسبة الكتاب إلى صاحبه ، ثم تحقيق متن الكتاب ونصه . ويسبق هذا أن يقوم المحقق بجمع النسخ المخطوطة للكتاب من مظانّها ، مستعيناً بفهارس المكتبات ، وبالكتب التي عنيت بالتراث وتصنيفه ، وبالدوريات المتخصصة ... ثم يدرس هذه النسخ ويرتبها حسب الأهمية والأولوية ليختار منها ما يصلح للاعتماد عليه في التحقيق كما هو مقرّر ومعروف في هذا العلم ، ويقارن بين هذه النّسخ ، ويضبط النصّ أو ما يحتاج منه إلى ضبط ، وقد يشرح الغامض فيه ، ويعزو المنقول إلى صاحبه .. وقد يناقش أو يصحح حسب الحاجة ، ضمن قواعد مصطلح عليها . وهذا يعني بالبداهة أن المحقق مؤهل للقيام بهذا العمل الدقيق الصعب ، فلا يجوز
أن يقدم عليه إلا من لديه الكفاءة والقدرة .. وليس من غرض هذه الكلمات الموجزة أن تأتي على كل ما ينبغي عمله في التحقيق وإخراج المخطوط ، فإن ذلك يطلب من مظانّه ، وهي بحمد الله كثيرة مشتهرة [3].
ولم تظهر حروف الطباعة العربية إلا يوم طبع كاهنٌ دومينيكي اسمه
(مارتان) عام (1486م) كتاباً بالحروف العربية بلغة غير عربية ، بمدينة (مينز) وفي القرن السادس عشر طبع الإنجيل عام (1591م) بمطبعة آل مديتش ، وذلك كله أيضاً في البلاد الأوروبية .
وعرفت الطباعة في تركيا ، عندما أفتى شيخ الإسلام في تركيا بجواز
الطباعة في القرن الثامن عشر (1719م) . وعرفت لبنان الطباعة عام (1760م) على يد عددٍ من الرهبان ، ودخلت الطباعة دمشق مع جيش إبراهيم باشا ، ودخلت مصر عند الحملة الفرنسية ، وأسّس محمد علي أول مطبعة في بولاق عام (1819م) ، ثم انتشرت في سائر الأقطار العربية .
وعندئذ بدأت المطبوعات تظهر إلى عالم الوجود ، بصورة بطيئة ، ثم
تطورت إلى ما نعرفه اليوم .
وقد بدأت عملية نشر التراث الإسلامي مطبوعاً في القرن الماضي ، في الربع الأخير منه ، وكان المستشرقون قبل ذلك أول من سبق إلى ذلك ، فقاموا بنشر بعض المخطوطات العربية منذ وقت مبكر ؛ ففي عام (1593م) نُشِر كتاب (النجاة) لابن سينا ، وفي عام (1636م) نشر كتاب (عجائب المقدور) لابن عربشاه ، نشر في ليدن ، وكانت هذه النشرات السابقة بدايات للعمل ، تعتمد على نسخة واحدة
للمخطوط ، يعوزها كثير من الضبط وتقويم النص .
وفي مرحلة تالية لذلك ، بدأ المستشرقون يضعون قواعد لتحقيق المخطوطات ونشرها ، وكان مما نشره المستشرقون : (شرح ديوان المفضليات) لابن الأنباري ، و (المنتخب من تاريخ حلب) لابن العديم ، و (الفهرست) لابن النديم ، و (معجم البلدان ) لياقوت ، و ( الكتاب ) لسيبويه ، وغيرها من الكتب الأمهات [1] .
ثم حذا علماء المسلمين المعاصرون حذو علماء الغرب في عملية تحقيق كتب التراث ونشرها ، وتصحيحها تصحيحاً دقيقاً ، ضمن قواعد وأصول للتحقيق العلمي . وقد تفاوتت الجهود في ذلك تفاوتاً كبيراً ، مما يجعل النظر في إيجابيات هذا التحقيق وسلبياته أمراً ذا فائدة ، بغية الإفادة من الصواب وتجنب الخطأ ، وقياماً بواجب النصيحة لهذا الدين ، وحفاظاً على هذا التراث الذي تعتزّ به الأمة ، ولذلك نعقد فقرة سريعة لما نقصده بهذه الكلمة (التراث) ، قبل النظر في الإيجابيات والسلبيات . وعلى الله قصد السبيل .
التراث والميراث والإرث ، في اللغة العربية : هي أن يكون الشيءُ لقومٍ ، ثم يصير إلى آخرين ، بنسب أو سبب . وهذا يشمل كل ما ينتقل إلى الآخرين من مالٍ وعلمٍ ومجدٍ . وبهذه المعاني أيضاً جاءت هذه الكلمة في القرآن الكريم ، وفي الحديث النبوي الشريف .
وعلى هذا : فإن المراد بالتراث هو كل ما يتناقله الخلف عن السلف ،
فيخلفونهم فيه خلافة جبرية ، وقد يكون هذا التراث الموروث مادياً : مالاً أو غيره ، وقد يكون غير مادي ، كالعلم ونحوه .
ونعني بالتراث هنا على وجه الخصوص : هذه الثروة الكبيرة الثمينة الغالية ، التي خلّفها لنا أسلافنا رحمهم الله في شتى مناحي العلوم الدينية في مؤلفاتهم وكتبهم التي عُنِيَتْ بالعلم الشرعي ؛ كالتفسير والحديث وعلومهما ، والفقه والأصول ، والسيرة النبوية ، وما يكون خادماً لهذه العلوم الشريفة ، وبخاصة ما لا يزال منها في عالم المخطوطات ، وتتجه العناية اليوم إلى نشره وإشاعته ، أو تجديد ما سبق نشره منها [2].
أما عملية التحقيق نفسها ؛ فإنها تَعْنِي بَذْلَ عنايةٍ خاصّةٍ بالمخطوط ، لتقديمه صحيحاً ، كما وضعه مؤلّفُه . وتكاد كلمة المحققين تُجْمع على أن الجهود التي تبذل في كل مخطوط يجب أن يتناول البحث في : تحقيق عنوان الكتاب ، ثم تحقيق اسم المؤلف ونسبة الكتاب إلى صاحبه ، ثم تحقيق متن الكتاب ونصه . ويسبق هذا أن يقوم المحقق بجمع النسخ المخطوطة للكتاب من مظانّها ، مستعيناً بفهارس المكتبات ، وبالكتب التي عنيت بالتراث وتصنيفه ، وبالدوريات المتخصصة ... ثم يدرس هذه النسخ ويرتبها حسب الأهمية والأولوية ليختار منها ما يصلح للاعتماد عليه في التحقيق كما هو مقرّر ومعروف في هذا العلم ، ويقارن بين هذه النّسخ ، ويضبط النصّ أو ما يحتاج منه إلى ضبط ، وقد يشرح الغامض فيه ، ويعزو المنقول إلى صاحبه .. وقد يناقش أو يصحح حسب الحاجة ، ضمن قواعد مصطلح عليها . وهذا يعني بالبداهة أن المحقق مؤهل للقيام بهذا العمل الدقيق الصعب ، فلا يجوز
أن يقدم عليه إلا من لديه الكفاءة والقدرة .. وليس من غرض هذه الكلمات الموجزة أن تأتي على كل ما ينبغي عمله في التحقيق وإخراج المخطوط ، فإن ذلك يطلب من مظانّه ، وهي بحمد الله كثيرة مشتهرة [3].
رد: تحقيق التراث في العصر الحديث الإيجابيات .. والسلبيات
إيجابيات تحقيق التراث :
وفي تحقيق كتب التراث ونشرها بطريقة علمية ، وَفْق أصول النشر الحديث
وضمن قواعد التحقيق ، نجني جملةً من المكاسب والفوائد من أهمها :
1- حفاظ على تراث الأمة ، وحفظٌ له من الضياع ، أو الحفاظ على ما بقي
منه بعد أن عَدَتْ عليه العوادي والفتن وحوادث الدهر ؛ وبذلك نصل ما بين ماضي
هذه الأمة وحاضرها ؛ ونستفيد من هذا التراث الضخم في حَلّ كثير من مشكلات
العصر ؛ لأن المشكلات التي تَشْغل بال الأمة ، بل تشغل البشرية بأجمعها ، هي
مشكلات في جوهرها وحقيقتها واحدة ، وإن كانت تختلف أحياناً في مظهرها ، أو
تختلف طريقة التفكير في حلّها .
2- تيسير الرجوع للكتاب والإفادة منه إفادة أكبر ، حيث يزوّده المحقق بجملة
من الفهارس الكاشفة لمحتواه من فهارس للأبحاث ، والمصطلحات ، والأعلام ،
والأماكن ، والمصطلحات الحضارية ، والقواعد والضوابط ، وفهارس الشّعْر ...
وفهارس الآيات والأحاديث النبوية ، والآثار المروية ... فيمكن عندئذ للقارئ أن
يصل إلى طَلِبَتِه بأيسر السّبُل وأقربها ، فيوفّر بذلك جهداً ووقتاً ... فإذا أضفنا إلى
ذلك سهولة الرجوع إلى الكتاب المطبوع أكثر من الرجوع إليه والقراءة فيه
مخطوطاً ؛ تضاعفت عندئذ الفائدة وتعاظمت ؛ فطريقة استعمال المخطوط ،
وصعوبة الحصول عليه في كل وقت ، تقف عائقاً أمام الاستفادة الأمثل . وبذلك
تيسّر عمليةُ التحقيق القراءة والاطلاع ، وتساهم في نشر العلم والثقافة على نطاق
أوسع .
3- وفي عملية التحقيق نستطيع أن نطمئن إلى صحة النص الذي نقرؤه ،
وصحة نسبته إلى صاحبه ؛ حيث يقوم المحقّق بدراسة تهدف إلى إثبات صحة نسبة
الكتاب لصاحبه ، فيكون الكتاب بجملته صحيح النسبة ، ثم يقارن ويوازن النسخ
المخطوطة للكتاب فيخرج لنا نصاً سليماً ، لا يعتوره نقص ولا تحريف على قدر
الطاقة والوسع وتظهر أهمية هذه الفائدة عندما نقرأ في كتابٍ منشورٍ نشراً تجارياً ،
دون تحقيق علمي ؛ فتقف أمام كثير من عباراته غير المفهومة ، لوجود سقط أو
خرمٍ فيها وتحريف ، ويزول ذلك كله بمقابلة الكتاب بنسخة أخرى موثّقة .
4- كما أن تحقيق كتب التراث وسيلة لتيسير وتقريب فهم النصوص ، بما
يكتنفها من شرحٍ للغامض المبهم ، وضبطٍ للمهمل والمشكل ، وترجمة للأعلام حسب
الحاجة وتعقيبٍ على بعض الآراء والأفكار ، وتصحيح ما قد يظهر من أخطاء ،
فيجعل الفائدة ميسورة التحقق للقارئ أكثر .
وفي تحقيق كتب التراث ونشرها بطريقة علمية ، وَفْق أصول النشر الحديث
وضمن قواعد التحقيق ، نجني جملةً من المكاسب والفوائد من أهمها :
1- حفاظ على تراث الأمة ، وحفظٌ له من الضياع ، أو الحفاظ على ما بقي
منه بعد أن عَدَتْ عليه العوادي والفتن وحوادث الدهر ؛ وبذلك نصل ما بين ماضي
هذه الأمة وحاضرها ؛ ونستفيد من هذا التراث الضخم في حَلّ كثير من مشكلات
العصر ؛ لأن المشكلات التي تَشْغل بال الأمة ، بل تشغل البشرية بأجمعها ، هي
مشكلات في جوهرها وحقيقتها واحدة ، وإن كانت تختلف أحياناً في مظهرها ، أو
تختلف طريقة التفكير في حلّها .
2- تيسير الرجوع للكتاب والإفادة منه إفادة أكبر ، حيث يزوّده المحقق بجملة
من الفهارس الكاشفة لمحتواه من فهارس للأبحاث ، والمصطلحات ، والأعلام ،
والأماكن ، والمصطلحات الحضارية ، والقواعد والضوابط ، وفهارس الشّعْر ...
وفهارس الآيات والأحاديث النبوية ، والآثار المروية ... فيمكن عندئذ للقارئ أن
يصل إلى طَلِبَتِه بأيسر السّبُل وأقربها ، فيوفّر بذلك جهداً ووقتاً ... فإذا أضفنا إلى
ذلك سهولة الرجوع إلى الكتاب المطبوع أكثر من الرجوع إليه والقراءة فيه
مخطوطاً ؛ تضاعفت عندئذ الفائدة وتعاظمت ؛ فطريقة استعمال المخطوط ،
وصعوبة الحصول عليه في كل وقت ، تقف عائقاً أمام الاستفادة الأمثل . وبذلك
تيسّر عمليةُ التحقيق القراءة والاطلاع ، وتساهم في نشر العلم والثقافة على نطاق
أوسع .
3- وفي عملية التحقيق نستطيع أن نطمئن إلى صحة النص الذي نقرؤه ،
وصحة نسبته إلى صاحبه ؛ حيث يقوم المحقّق بدراسة تهدف إلى إثبات صحة نسبة
الكتاب لصاحبه ، فيكون الكتاب بجملته صحيح النسبة ، ثم يقارن ويوازن النسخ
المخطوطة للكتاب فيخرج لنا نصاً سليماً ، لا يعتوره نقص ولا تحريف على قدر
الطاقة والوسع وتظهر أهمية هذه الفائدة عندما نقرأ في كتابٍ منشورٍ نشراً تجارياً ،
دون تحقيق علمي ؛ فتقف أمام كثير من عباراته غير المفهومة ، لوجود سقط أو
خرمٍ فيها وتحريف ، ويزول ذلك كله بمقابلة الكتاب بنسخة أخرى موثّقة .
4- كما أن تحقيق كتب التراث وسيلة لتيسير وتقريب فهم النصوص ، بما
يكتنفها من شرحٍ للغامض المبهم ، وضبطٍ للمهمل والمشكل ، وترجمة للأعلام حسب
الحاجة وتعقيبٍ على بعض الآراء والأفكار ، وتصحيح ما قد يظهر من أخطاء ،
فيجعل الفائدة ميسورة التحقق للقارئ أكثر .
رد: تحقيق التراث في العصر الحديث الإيجابيات .. والسلبيات
5- ومما يتصل بعملية التيسير والتقريب ؛ تجدر الإشارة إلى أن طريقة
إخراج النص والعناية بفقراته ، والاهتمام بعلامات الضبط والترقيم كالفاصلة ،
والفاصلة المنقوطة ، والنقطة ، والنقطتين ، وعلامات التعجب ، والأقواس ، وإشارة
الحصر أو المعترضتين .. كل ذلك يساعد القارئ على الفهم ، ويشجع على متابعة
القراءة دون عناء ، وإلا فإنه سيجد صعوبة كبيرة ، ويضيع وقتاً ثميناً ؛ فأنت تجد
في الكتب القديمة : فصلاً بين المبتدأ والخبر مثلاً أو بين الشرط وجوابه ، قد
يتجاوز بضعة أسطر فيحتاج هذا إلى ضبط بالعلامات حتى لا تقرأ الكتاب كله وكأنه
فقرة واحدة ... فالحاجة شديدة لإخراج الكتاب بطريقة تساعد على تجاوز تلك
العقبات والمعوّقات . والتحقيق للكتاب كفيلٌ بذلك كله ، إن شاء الله تعالى .
تلكم هي بعض الإيجابيات فيما أراها لتحقيق كتب التراث ، وهي على غاية
من الأهمية تسوّغ ما ينفق من جهد في عملية التحقيق ، فإن لم نحصل على هذه
الإيجابيات أو على معظمها ، فإن عملية التحقيق قد تكون ناقصة ، أو غير مستوية
على أصول صحيحة ، ويمكن عندئذ أن نرصد جملة من الشوائب أو السلبيات
الظاهرة التي ينبغي أن نسعى جميعاً للتخلص منها .
ولبعض التحقيق سلبيات :
إن ما يتبدى لنا من ملاحظات وسلبيات في تحقيق كتب التراث يمكن أن
نجعله مندرجاً في أمور ثلاثة :
أولها : الانحراف عن الهدف الأساس الذي يتغيّاه المسلم من نشر العلم ،
تدريساً وتأليفاً وتحقيقاً ؛ ألا وهو القيام بواجب الطاعة والعبادة ؛ فإن ذلك كله عبادة
يتقرّب بها المسلم إلى الله تعالى ، يبتغي بها الأجر والمثوبة ، قبل أن يطلب بها
عَرَضاً من الدنيا ، أو أن يسعى من ورائها إلى شهرة أو تحقيق شهوة . والنصوص
الشرعية في ذلك كثيرة متضافرة .
وعن هذه القضية الكبرى ، أو عند الانحراف عن هذه الغاية ، أو نسيانها ،
تظهر جملة من الانحرافات أو السلبيات ، ثم تتراكم مع الزمن لتشكل خطراً على
تراثنا الإسلامي على ما سنلمع إليه بعد هذا الإجمال .
وثانيها : إغفال القواعد الضابطة التي اتفق عليها المحققون في نشر كتب
التراث ، والاضطراب في مفهوم التحقيق والغاية منه ؛ حيث تحوّل عند بعض
الذين يزعمون التحقيق ، إلى شيء آخر ، لا علاقة له بالتحقيق ، وإنما هو شرح أو
حاشية أو تقريرات على الكتاب ، أو عملية نفخ وعبث بالكتب وهذا أيضاً ترتب
عليه جملة أخرى من السلبيات والأخطاء .
والثالث : وهو مما له صلة بما سبقه ؛ أن بعضهم تسوّر هذا العلم ، وهو
خالي الوفاض ، غير مُؤهّل له ، لا يمتلك إلا شهوةً وهوىً يدفعانه للعمل ، ولذلك
وقع في كثير من الأخطاء ، واحتُسبت هذه الأخطاء على التحقيق وأهله ، دون أن
يردع عنها دينٌ أو خُلُقٌ من الأمانة والحياء .
وهذه الملاحظات الإجمالية ، يمكن أن نؤيدها بالإشارة إلى كثير من السلبيات
التي رصدها المعنيون بهذا التراث ، أو رصدوا جملةً وافرة منها تشير إلى ما
وراءها ، وإن كانت النية متجهة أصلاً إلى بيان الإيجابيات أكثر من بيان السلبيات ، لكن لخطورة هذه الجوانب السلبية ، ينبغي التنبيه والتحذير .
إخراج النص والعناية بفقراته ، والاهتمام بعلامات الضبط والترقيم كالفاصلة ،
والفاصلة المنقوطة ، والنقطة ، والنقطتين ، وعلامات التعجب ، والأقواس ، وإشارة
الحصر أو المعترضتين .. كل ذلك يساعد القارئ على الفهم ، ويشجع على متابعة
القراءة دون عناء ، وإلا فإنه سيجد صعوبة كبيرة ، ويضيع وقتاً ثميناً ؛ فأنت تجد
في الكتب القديمة : فصلاً بين المبتدأ والخبر مثلاً أو بين الشرط وجوابه ، قد
يتجاوز بضعة أسطر فيحتاج هذا إلى ضبط بالعلامات حتى لا تقرأ الكتاب كله وكأنه
فقرة واحدة ... فالحاجة شديدة لإخراج الكتاب بطريقة تساعد على تجاوز تلك
العقبات والمعوّقات . والتحقيق للكتاب كفيلٌ بذلك كله ، إن شاء الله تعالى .
تلكم هي بعض الإيجابيات فيما أراها لتحقيق كتب التراث ، وهي على غاية
من الأهمية تسوّغ ما ينفق من جهد في عملية التحقيق ، فإن لم نحصل على هذه
الإيجابيات أو على معظمها ، فإن عملية التحقيق قد تكون ناقصة ، أو غير مستوية
على أصول صحيحة ، ويمكن عندئذ أن نرصد جملة من الشوائب أو السلبيات
الظاهرة التي ينبغي أن نسعى جميعاً للتخلص منها .
ولبعض التحقيق سلبيات :
إن ما يتبدى لنا من ملاحظات وسلبيات في تحقيق كتب التراث يمكن أن
نجعله مندرجاً في أمور ثلاثة :
أولها : الانحراف عن الهدف الأساس الذي يتغيّاه المسلم من نشر العلم ،
تدريساً وتأليفاً وتحقيقاً ؛ ألا وهو القيام بواجب الطاعة والعبادة ؛ فإن ذلك كله عبادة
يتقرّب بها المسلم إلى الله تعالى ، يبتغي بها الأجر والمثوبة ، قبل أن يطلب بها
عَرَضاً من الدنيا ، أو أن يسعى من ورائها إلى شهرة أو تحقيق شهوة . والنصوص
الشرعية في ذلك كثيرة متضافرة .
وعن هذه القضية الكبرى ، أو عند الانحراف عن هذه الغاية ، أو نسيانها ،
تظهر جملة من الانحرافات أو السلبيات ، ثم تتراكم مع الزمن لتشكل خطراً على
تراثنا الإسلامي على ما سنلمع إليه بعد هذا الإجمال .
وثانيها : إغفال القواعد الضابطة التي اتفق عليها المحققون في نشر كتب
التراث ، والاضطراب في مفهوم التحقيق والغاية منه ؛ حيث تحوّل عند بعض
الذين يزعمون التحقيق ، إلى شيء آخر ، لا علاقة له بالتحقيق ، وإنما هو شرح أو
حاشية أو تقريرات على الكتاب ، أو عملية نفخ وعبث بالكتب وهذا أيضاً ترتب
عليه جملة أخرى من السلبيات والأخطاء .
والثالث : وهو مما له صلة بما سبقه ؛ أن بعضهم تسوّر هذا العلم ، وهو
خالي الوفاض ، غير مُؤهّل له ، لا يمتلك إلا شهوةً وهوىً يدفعانه للعمل ، ولذلك
وقع في كثير من الأخطاء ، واحتُسبت هذه الأخطاء على التحقيق وأهله ، دون أن
يردع عنها دينٌ أو خُلُقٌ من الأمانة والحياء .
وهذه الملاحظات الإجمالية ، يمكن أن نؤيدها بالإشارة إلى كثير من السلبيات
التي رصدها المعنيون بهذا التراث ، أو رصدوا جملةً وافرة منها تشير إلى ما
وراءها ، وإن كانت النية متجهة أصلاً إلى بيان الإيجابيات أكثر من بيان السلبيات ، لكن لخطورة هذه الجوانب السلبية ، ينبغي التنبيه والتحذير .
رد: تحقيق التراث في العصر الحديث الإيجابيات .. والسلبيات
فمن هذه السلبيات التي كانت نتيجة الانحراف عن المنهج السليم في التحقيق :
1- عدم اتباع قواعده الضابطة له : أن نجد كتباً كثيرة يعوزها العناية أكثر
بالعمل ، مثل ضبط الأعلام والأسماء التي لا تعرف إلا سماعاً ، وبالرجوع إلى
الكتب المتخصصة بذلك ، ومنها أيضاً : التوسع في التعليق والشرح ، ونقل
نصوص كثيرة في الحواشي لأدنى مناسبة ، وأحياناً دون مناسبة ، مما يضخم حجم
الكتاب ، وقد يجعله كالطبل الأجوف ، وأحياناً على الضدّ من ذلك : تقرأ كتاباً يقع
في مجلداتٍ ، لا تجد فيه تعليقاً ، ولا تقع فيه على شرحٍ لمصطلح ، أو عزو لآية ،
أو تخريج لحديثٍ ، أو نسبة بيت شعر لقائله . وقد يكون الكتاب كله سرداً واحداً من
أوله إلى آخره ، لا تعرف فيه بدايةً لفقرةٍ أو فكرة أو مسألة .
2- تحقيق الكتاب عن نسخة واحدة ، وقد تكون نسخة سقيمة ، مع وجود نُسَخ
أخرى جيدة قيّمة تساعد على إخراج نصٍ كامل صحيح للكتاب . وعندئذ يقع المحقق
في كثير من الأخطاء ، ويقف في كثير من المواضع لا يدري ماذا يصنع ؛ لأنه
يرى السياق أمامه غير مترابط ، وكأن فجوة كبيرة أمامه . ولا أريد أن أضرب
أمثلة على هذا من كتب كثيرة زعم بعضهم أنهم حقّقوها ... وهي تمتلئ بهذه
الملاحظات السابقة ؛ لأن هذا المقال لا يهدف إلى التشهير بأحدٍ ، أو التقليل من
الجهد ، وإنما يهدف إلى رصد السلبيات والدلالة عليها بكلمات عامة ؛ ولو اتجهنا
إلى ضرب الأمثلة ، فإن الأمر جدّ ميسور ، وهي كثيرة !
3- إغفال نشر الكتب الأصول في العلم ، والأمهات في كل فن من الفنون
الشرعية والعربية ونحوها ، والاهتمام بكتب تأتي في مرتبة تالية أو متأخرة ، وقد
لا تضيف شيئاً ذا بال إلى المعرفة ، ولو أهملناها إهمالاً تاماً لم نفقد شيئاً ، بينما
كثير من الكتب النفيسة الأصيلة في العلم لا تزال تقبع في عالم النسيان ؛ إما لأنها
كتب كبيرة يحتاج إخراجها وتحقيقها إلى جهدٍ أكبر ، وإلى نفقات قد تكون باهظة
يعجز عنها الأفراد المعنيون بهذا التراث الحريصون عليه ؛ أو لأنها ليست ذات
شهرة عريضة عند كثير من طلاب العلم أو المحققين مثلاً ، فهي تحتاج إذن إلى من
يعرّف بها ويتحمل مسؤولية القيام بتحقيقها وإشاعتها ، وإن كنا نجد في الآونة
الأخيرة عناية ببعض هذه الآثار واتجاهاً إليها ، وبخاصة في الجامعات والمعاهد
والدراسات العليا ، ونسأل الله تعالى أن يبارك في جهود العاملين ، ويكتب لهم
التوفيق والسّداد .
4- إغفال نشر الكتب السهلة ، الميسورة الفهم ، التي يمكن الانتفاع بها على
نطاق واسع ، والعناية بالكتب المعقدة أحياناً لغزارة مادتها ، وقلة حجمها ، فهي أشبه
ما تكون بالألغاز والأحاجي ، أو على الأقل : قد تحتاج إلى وقت طويل وعناء كبير
كي تحلّ ألفاظها ، وتعيد ضمائرها ، وتفهم مراد مؤلفها . وإن كان هذا لا يعني أننا
ندعو دائماً إلى السهل حتى ولو كان قليل الفائدة ، وننصرف عن الصعب مما فيه
فائدة ؛ فقد يكون الكتاب الموجز ، الصغير في حجمه ، الجامع في مضمونه ، قد
يكون هذا الكتاب عمدةً في علمٍ من العلوم ينبغي العناية به : حفظاً ودراسة وفهماً .
1- عدم اتباع قواعده الضابطة له : أن نجد كتباً كثيرة يعوزها العناية أكثر
بالعمل ، مثل ضبط الأعلام والأسماء التي لا تعرف إلا سماعاً ، وبالرجوع إلى
الكتب المتخصصة بذلك ، ومنها أيضاً : التوسع في التعليق والشرح ، ونقل
نصوص كثيرة في الحواشي لأدنى مناسبة ، وأحياناً دون مناسبة ، مما يضخم حجم
الكتاب ، وقد يجعله كالطبل الأجوف ، وأحياناً على الضدّ من ذلك : تقرأ كتاباً يقع
في مجلداتٍ ، لا تجد فيه تعليقاً ، ولا تقع فيه على شرحٍ لمصطلح ، أو عزو لآية ،
أو تخريج لحديثٍ ، أو نسبة بيت شعر لقائله . وقد يكون الكتاب كله سرداً واحداً من
أوله إلى آخره ، لا تعرف فيه بدايةً لفقرةٍ أو فكرة أو مسألة .
2- تحقيق الكتاب عن نسخة واحدة ، وقد تكون نسخة سقيمة ، مع وجود نُسَخ
أخرى جيدة قيّمة تساعد على إخراج نصٍ كامل صحيح للكتاب . وعندئذ يقع المحقق
في كثير من الأخطاء ، ويقف في كثير من المواضع لا يدري ماذا يصنع ؛ لأنه
يرى السياق أمامه غير مترابط ، وكأن فجوة كبيرة أمامه . ولا أريد أن أضرب
أمثلة على هذا من كتب كثيرة زعم بعضهم أنهم حقّقوها ... وهي تمتلئ بهذه
الملاحظات السابقة ؛ لأن هذا المقال لا يهدف إلى التشهير بأحدٍ ، أو التقليل من
الجهد ، وإنما يهدف إلى رصد السلبيات والدلالة عليها بكلمات عامة ؛ ولو اتجهنا
إلى ضرب الأمثلة ، فإن الأمر جدّ ميسور ، وهي كثيرة !
3- إغفال نشر الكتب الأصول في العلم ، والأمهات في كل فن من الفنون
الشرعية والعربية ونحوها ، والاهتمام بكتب تأتي في مرتبة تالية أو متأخرة ، وقد
لا تضيف شيئاً ذا بال إلى المعرفة ، ولو أهملناها إهمالاً تاماً لم نفقد شيئاً ، بينما
كثير من الكتب النفيسة الأصيلة في العلم لا تزال تقبع في عالم النسيان ؛ إما لأنها
كتب كبيرة يحتاج إخراجها وتحقيقها إلى جهدٍ أكبر ، وإلى نفقات قد تكون باهظة
يعجز عنها الأفراد المعنيون بهذا التراث الحريصون عليه ؛ أو لأنها ليست ذات
شهرة عريضة عند كثير من طلاب العلم أو المحققين مثلاً ، فهي تحتاج إذن إلى من
يعرّف بها ويتحمل مسؤولية القيام بتحقيقها وإشاعتها ، وإن كنا نجد في الآونة
الأخيرة عناية ببعض هذه الآثار واتجاهاً إليها ، وبخاصة في الجامعات والمعاهد
والدراسات العليا ، ونسأل الله تعالى أن يبارك في جهود العاملين ، ويكتب لهم
التوفيق والسّداد .
4- إغفال نشر الكتب السهلة ، الميسورة الفهم ، التي يمكن الانتفاع بها على
نطاق واسع ، والعناية بالكتب المعقدة أحياناً لغزارة مادتها ، وقلة حجمها ، فهي أشبه
ما تكون بالألغاز والأحاجي ، أو على الأقل : قد تحتاج إلى وقت طويل وعناء كبير
كي تحلّ ألفاظها ، وتعيد ضمائرها ، وتفهم مراد مؤلفها . وإن كان هذا لا يعني أننا
ندعو دائماً إلى السهل حتى ولو كان قليل الفائدة ، وننصرف عن الصعب مما فيه
فائدة ؛ فقد يكون الكتاب الموجز ، الصغير في حجمه ، الجامع في مضمونه ، قد
يكون هذا الكتاب عمدةً في علمٍ من العلوم ينبغي العناية به : حفظاً ودراسة وفهماً .
رد: تحقيق التراث في العصر الحديث الإيجابيات .. والسلبيات
5- تلك الظاهرة التي عمّتْ كثيراً من الأقطار ، والتي تتمثل في عملية خداع
وتدليس ، بسلخ بعض الأبواب أو الفصول أو المباحث من كتابٍ كبير ، ثم نشره
باسم جديد ، يوهم بأنه تأليف مستقل ، وفي هذا تغرير بالقارئ ، وخطورة في عملية
التوثيق في البحث العلمي ، وسَطْوٌ على جيوب القرّاء وأموالهم ، يدفع إلى ذلك
جشعٌ وتهافت على الربح السريع من أقصر الطرق ، دون نظر إلى حلالٍ أو حرام ،
ودون رقابة ذاتية أو غير ذاتية .
6- ومما يمكن أن نضيفه هنا من ملاحظات : تكرار العمل الواحد ، دون
وجود ما يسوّغ ذلك ؛ فتجد كتاباً أنفق فيه محقّقهُ جهداً كبيراً ، ومالاً وفيراً ،
للحصول على مخطوطاته وتصويرها ، ثم حققه تحقيقاً يفي بالغرض ، وبإخراج
جميل يتناسب مع أهميته . وبعد ذلك يأتي محقق آخر يزيد بضع كلمات أو جملة
من الحواشي التي لا داعي لها ، ويخرج الكتاب من جديد دون عناء ولا تكاليف ،
فهو يأخذ الكتاب السابق فيدفعه للمطبعة لتقوم بطباعته من جديد بحروف أصغر مثلاً
وبطريقة متعبة للقارئ . ولو كان لهذا العمل ما يسوّغه لكان ذلك محموداً ، فمثلاً :
لو حصل المحقق على مخطوطة أجود أو مخطوطة كاملة لكتاب طبع عن مخطوطة
ناقصة أو مخرومة مثلاً ... لكان له في ذلك عذر واضح ولكن لا تجد شيئاً من هذا .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
7- ومن أهم السلبيات في التحقيق والنشر : ما يتصل بالمضمون ونوع
الكتاب ومحتواه ؛ فقد اتجه المستشرقون أولاً إلى نوعٍ من الكتب القديمة تمثل اتجاهاً
فكرياً منحرفاً ، وعملوا على نشر هذه الكتب وتحقيقها لإشاعة الانحراف بين
المسلمين ، وإحياء المذاهب والحركات البدعية والباطنية ، وإثارة النعرات ،
وتشكيك الناس بالعقيدة والتاريخ الإسلامي ورجاله العظماء ، ولتكون هذه الكتب
مصدراً لتصيّد الأخطاء ثم تضخيمها بقصد التشويه والطعن ، وتابع المستشرقين
على هذه الطريق نَفَرٌ ممن يعيشون بين ظهراني المسلمين ويتكلمون بلغتهم .
وليس هذا كل ما يمكن أن يقال في هذا المجال ، فهناك الشيء الكثير ،
فحسبنا منه هذه اللمحات السريعة .
ولعل هذه الملاحظات ، وكل ما يكتبه الغيورون ، في هذا المجال ، وهم أوْلى
مني وأقدر إن شاء الله لعل هذا كله يكون دافعاً للمعنيين لاتخاذ موقف قويّ سليم ،
للحدّ من الظواهر السلبية ، قياماً بالواجب ، ونصحاً للأمة والملّة ؛ فإن العلماء
نصوا على أنه يُحجر على المفتي الماجن ، والطبيب الجاهل ، والمُكاري المفلس ،
فأوْلى أن يُحجر أيضاً على العابثين المتاجرين بتراثنا وأصولنا الثقافية .
________________________
(1) انظر : (قواعد تحقيق المخطوطات) د صلاح الدين المنجد ، ص (7- ، ( محاضرات في تحقيق النصوص) ، د أحمد محمد الخراط ، ص (15- 17) ، (تاريخ الأدب العربي) لأحمد حسن الزيات ، ص (424- 425) .
(2) انظر : (أوقفوا هذا العبث بالتراث) تأليف محمد عبد الله شاكر ، ص (11- 22) .
(3) المرجع السابق ، ص (118- 124) ففيه طائفة من الكتب والمراجع الخاصة بذلك .
المرجع مجلة البيان العدد137 صفحة 46 .
وتدليس ، بسلخ بعض الأبواب أو الفصول أو المباحث من كتابٍ كبير ، ثم نشره
باسم جديد ، يوهم بأنه تأليف مستقل ، وفي هذا تغرير بالقارئ ، وخطورة في عملية
التوثيق في البحث العلمي ، وسَطْوٌ على جيوب القرّاء وأموالهم ، يدفع إلى ذلك
جشعٌ وتهافت على الربح السريع من أقصر الطرق ، دون نظر إلى حلالٍ أو حرام ،
ودون رقابة ذاتية أو غير ذاتية .
6- ومما يمكن أن نضيفه هنا من ملاحظات : تكرار العمل الواحد ، دون
وجود ما يسوّغ ذلك ؛ فتجد كتاباً أنفق فيه محقّقهُ جهداً كبيراً ، ومالاً وفيراً ،
للحصول على مخطوطاته وتصويرها ، ثم حققه تحقيقاً يفي بالغرض ، وبإخراج
جميل يتناسب مع أهميته . وبعد ذلك يأتي محقق آخر يزيد بضع كلمات أو جملة
من الحواشي التي لا داعي لها ، ويخرج الكتاب من جديد دون عناء ولا تكاليف ،
فهو يأخذ الكتاب السابق فيدفعه للمطبعة لتقوم بطباعته من جديد بحروف أصغر مثلاً
وبطريقة متعبة للقارئ . ولو كان لهذا العمل ما يسوّغه لكان ذلك محموداً ، فمثلاً :
لو حصل المحقق على مخطوطة أجود أو مخطوطة كاملة لكتاب طبع عن مخطوطة
ناقصة أو مخرومة مثلاً ... لكان له في ذلك عذر واضح ولكن لا تجد شيئاً من هذا .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
7- ومن أهم السلبيات في التحقيق والنشر : ما يتصل بالمضمون ونوع
الكتاب ومحتواه ؛ فقد اتجه المستشرقون أولاً إلى نوعٍ من الكتب القديمة تمثل اتجاهاً
فكرياً منحرفاً ، وعملوا على نشر هذه الكتب وتحقيقها لإشاعة الانحراف بين
المسلمين ، وإحياء المذاهب والحركات البدعية والباطنية ، وإثارة النعرات ،
وتشكيك الناس بالعقيدة والتاريخ الإسلامي ورجاله العظماء ، ولتكون هذه الكتب
مصدراً لتصيّد الأخطاء ثم تضخيمها بقصد التشويه والطعن ، وتابع المستشرقين
على هذه الطريق نَفَرٌ ممن يعيشون بين ظهراني المسلمين ويتكلمون بلغتهم .
وليس هذا كل ما يمكن أن يقال في هذا المجال ، فهناك الشيء الكثير ،
فحسبنا منه هذه اللمحات السريعة .
ولعل هذه الملاحظات ، وكل ما يكتبه الغيورون ، في هذا المجال ، وهم أوْلى
مني وأقدر إن شاء الله لعل هذا كله يكون دافعاً للمعنيين لاتخاذ موقف قويّ سليم ،
للحدّ من الظواهر السلبية ، قياماً بالواجب ، ونصحاً للأمة والملّة ؛ فإن العلماء
نصوا على أنه يُحجر على المفتي الماجن ، والطبيب الجاهل ، والمُكاري المفلس ،
فأوْلى أن يُحجر أيضاً على العابثين المتاجرين بتراثنا وأصولنا الثقافية .
________________________
(1) انظر : (قواعد تحقيق المخطوطات) د صلاح الدين المنجد ، ص (7- ، ( محاضرات في تحقيق النصوص) ، د أحمد محمد الخراط ، ص (15- 17) ، (تاريخ الأدب العربي) لأحمد حسن الزيات ، ص (424- 425) .
(2) انظر : (أوقفوا هذا العبث بالتراث) تأليف محمد عبد الله شاكر ، ص (11- 22) .
(3) المرجع السابق ، ص (118- 124) ففيه طائفة من الكتب والمراجع الخاصة بذلك .
المرجع مجلة البيان العدد137 صفحة 46 .
مواضيع مماثلة
» نصر الله: بوش «فرعون ونمرود العصر»
» الاهلى رابع والزمالك خامس اندية العالم فى تحقيق البطولات الخ
» شوستر: من المبكر الحديث عن لقب الدوري وريكارد يتفق معه
» ختام بطولة الجمهورية للخماسي الحديث( الثلاثي)
» وفاة طاغية العصر مصطفى كمال أتاتورك
» الاهلى رابع والزمالك خامس اندية العالم فى تحقيق البطولات الخ
» شوستر: من المبكر الحديث عن لقب الدوري وريكارد يتفق معه
» ختام بطولة الجمهورية للخماسي الحديث( الثلاثي)
» وفاة طاغية العصر مصطفى كمال أتاتورك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى