قتلني الكلب

من طرف hamada066 الأربعاء أبريل 02, 2008 4:22 am

ذهب أهل المدينة لأداء صلاة الفجر و المسجد يملأه الظلام الدامس لا يرى أحدا الآخر . و عندما أصطف

المسلمين بدأ هو يدخل المسجد و يتسلل بين صفوف المصلين و هو يراجع الخطة التي رسمها له أحد يهود

المدينة و يقترب من الأمام و يزاحم الناس على الصف الأول حتى أصبح خلف الإمام تماما . بدأ الأمام في تكبير

تكبيرة الإحرام و كبر كل من في المسجد إلا هو و عنندما شرع الإمام في قراءة الفاتحة أخرج السكين المدبب من

الجانبين و أخذ يطعن الإمام طعنات كثيرة و لكن الإمام لم يستطع أن يلتفت و لكنه صاح بأعلى صوته (قتلني

الكلب)...أنتبه جميع من بالصف الأول و حاولوا الأمساك به و لكنه أخذ يطعن فيهم رجل يلوا الآخر حتى قتل 13

من المصلين وحينما طوقوه بالعبائات قتل نفسه ....

لعل البعض منا عرف الآن من الأمام و من القاتل ... و لكن لمن لا يعرف فالأمام هو سيدنا عمر بن الخطاب

رضي الله عنه ... و الكلب هو أبولؤلؤة المجوسي ...

و بعدها أكمل المسلمين صلاة الفجر و بعدها حملوا سيدنا عمر إلى بيته و قد نال ما كان يتمناه فقد كان يدعوا الله

أن يموت شهيدا و يدفن بجوار رسول الله و كان الصحابة ينظرون للأمر بأنه مستحيل لأن المعارك تدور كلها

بعيدا عن أرض المدينة ... و أن تدور معركة داخل المدينة أمر شبه مستحيل فجيوش كسرى و قيصر تفر من

أمام جيوش المسلمين يوميا ...فمن يجرؤ على الوصول إلى المدينة ..

حينما أفاق عمر أول ما سأل عنه هو هل أتم المسلمين صلاة الفجر قالوا نعم فحمد الله ثم سأل عن قالتله فلما علم

أنه المجوسي حمد الله أنه لم يمت على يد مسلم .... و أسقاه الطبيب قليل من الحليب فوجده يخرج من أماكن

الطعنات فقال له الطبيب يا أمير المؤمنين أوصي فأنك ميت .. فأثني أمير المؤمنين على الطبيب لأنه صدقه

و أوصاه بألا يترك عبائته تجر في الأرض أمتثالا لأومر الرسول صلى الله عليه و سلم ... و مات الفاروق في

ثلاثة أيام ....

لعل الكثير يعلم هذه القصة .... و لكني بالأمس كنت أتفكر فيها ....و بالأخص في كلمة قتلني الكلب

لأني حينما سمعت القصة أعتقدت أنه أطلق كلمة الكلب على القاتل لأنه قتل عمر .... و لكني وقفت عدة وقفات

بالقصة ... لماذا سأل أول ما أفاق عن صلاة الفجر و لم يسأل عن قاتله 000 أنه وصفه بالكلب لأنه أراد أن يقتل

الأمام و ليس عمر و بقتل الأمام تهدم الصلاة .... فكان هم عمر هو ألا تهدم الصلاة و أن تتم في وقتها

و لو كان على حساب نفسه ...فنفسة مهما طال العمر مصيرها إلى التراب و لم يبقى إلا عملك .وصلتك بالله

المتمثله في الصلاة ...فلم يصفه بالكلب أنتقاما لنفسه و لكن لأنه قتل الإمام

فقد وصف من يحاول هدم أحد صلوات المسلمين بالكلب .... فما بال من يهدم كل صلاته ؟؟؟؟؟؟