السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
4 مشترك
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-46-
جُنْدُ الله
حباك الإلهُ بخَيْرِ ابتلاءِ
وأَنْتَ تَحَمَّلتَ شرَّ البلاءِ
فمنذ اجتباكَ رسولاً كريماً
وأَنت تعاني من الأَغبياءِ
ومن كلِّ فظٍّ غليظٍ عُتُلٍّ
يتيهُ على الأرض مثل الحذاءِ
وما ارتحت من شرّهم ذاتَ يومٍ
ولا أَنصفوك بحُسْنِ الوَلاءِ
فكم مرةً لفحوك بنارٍ
وَبَرْدٍ كمثلِ صقيعِ الشتاءِ
وكم مرةً قد أَثاروا عليكَ
جحافلَ كُفْرٍ طَغَتْ في رياءِ
لقد جاءَوك كثيراً كثيراً
كما الموجُ، أَو مثلَ طَيْرِ السماءِ
فما اختلجَ القلبُ طَرْفةَ عَيْنٍ
لديكَ من الخوْفِ عند النداءِ
فكان لك النصرُ عَوْنَ القديرٍ
بجُنْدٍ تكرُّ على الأَشقياءِ
وكم ذلّت الريحُ جُنْدَ الطُغاةِ
فَفَرّوا بذُعْرٍ فما مِنْ لقاءِ
فكم من جنودٍ لربِّ السماءِ
هو اللهُ عالمُ غَيْبِ القضاءِ
فصلَّى عليك الكريمُ نبيّاً
بُعثْتَ لنا خاتَم الأَنبياءِ
-47-
مكر يهود
سلامٌ عليك سَمَوْتَ مَنَارا
وَصِرْتَ لكلِّ النفوسِ عقارا
فطبَّبت كسرَ القلوب خبيراً
وجلّيْتَ وَهْمَ العقولِ فطارا
بهدْيك أَنْتَ شَفَيْتَ الصدورَ
وأبعدْتَ عن كلِّ بيتٍ دمارا
نَهَيْتَ الأَنامَ عن السيّئاتِ
كشفتَ عن الحقٍّ سِتْراً خِمارا
أما قُمْتَ تدعو إلى خيرِ نهْجٍ
بهِ قد هَدَيْتَ صغاراً كبارا
فيا بْنَ الذبيحين تِفديك روحي
عَلَوْتَ، وفي الليلِ صْرتَ نهارا
حَفِظْتَ لأهلِ الكتابِ عهودا
لآلِ يهودَ، وقومِ النصارى
وبالودِّ والحبِّ جئتَ إليهمْ
ولم تُخفِ سرَّاً فقلتَ جهارا
بتوراةِ موسى وإنجيل عيسى
بقرآنِ ربِّي فصارَ الخيارا
ولكنَّ آل يهودَ بمكرٍ
بِظُلْمٍ جَفَوْكَ وكانوا سُكارى
وراحوا يكيدون كيْداً عظيماً
ودسّوا لك السمَّ في الشاةِ نارا
وأَنْتَ الذي ما أسأَتَ إليهمْ
حَلَلْتَ على الدارِ ضيفاً وجارا
جُنْدُ الله
حباك الإلهُ بخَيْرِ ابتلاءِ
وأَنْتَ تَحَمَّلتَ شرَّ البلاءِ
فمنذ اجتباكَ رسولاً كريماً
وأَنت تعاني من الأَغبياءِ
ومن كلِّ فظٍّ غليظٍ عُتُلٍّ
يتيهُ على الأرض مثل الحذاءِ
وما ارتحت من شرّهم ذاتَ يومٍ
ولا أَنصفوك بحُسْنِ الوَلاءِ
فكم مرةً لفحوك بنارٍ
وَبَرْدٍ كمثلِ صقيعِ الشتاءِ
وكم مرةً قد أَثاروا عليكَ
جحافلَ كُفْرٍ طَغَتْ في رياءِ
لقد جاءَوك كثيراً كثيراً
كما الموجُ، أَو مثلَ طَيْرِ السماءِ
فما اختلجَ القلبُ طَرْفةَ عَيْنٍ
لديكَ من الخوْفِ عند النداءِ
فكان لك النصرُ عَوْنَ القديرٍ
بجُنْدٍ تكرُّ على الأَشقياءِ
وكم ذلّت الريحُ جُنْدَ الطُغاةِ
فَفَرّوا بذُعْرٍ فما مِنْ لقاءِ
فكم من جنودٍ لربِّ السماءِ
هو اللهُ عالمُ غَيْبِ القضاءِ
فصلَّى عليك الكريمُ نبيّاً
بُعثْتَ لنا خاتَم الأَنبياءِ
-47-
مكر يهود
سلامٌ عليك سَمَوْتَ مَنَارا
وَصِرْتَ لكلِّ النفوسِ عقارا
فطبَّبت كسرَ القلوب خبيراً
وجلّيْتَ وَهْمَ العقولِ فطارا
بهدْيك أَنْتَ شَفَيْتَ الصدورَ
وأبعدْتَ عن كلِّ بيتٍ دمارا
نَهَيْتَ الأَنامَ عن السيّئاتِ
كشفتَ عن الحقٍّ سِتْراً خِمارا
أما قُمْتَ تدعو إلى خيرِ نهْجٍ
بهِ قد هَدَيْتَ صغاراً كبارا
فيا بْنَ الذبيحين تِفديك روحي
عَلَوْتَ، وفي الليلِ صْرتَ نهارا
حَفِظْتَ لأهلِ الكتابِ عهودا
لآلِ يهودَ، وقومِ النصارى
وبالودِّ والحبِّ جئتَ إليهمْ
ولم تُخفِ سرَّاً فقلتَ جهارا
بتوراةِ موسى وإنجيل عيسى
بقرآنِ ربِّي فصارَ الخيارا
ولكنَّ آل يهودَ بمكرٍ
بِظُلْمٍ جَفَوْكَ وكانوا سُكارى
وراحوا يكيدون كيْداً عظيماً
ودسّوا لك السمَّ في الشاةِ نارا
وأَنْتَ الذي ما أسأَتَ إليهمْ
حَلَلْتَ على الدارِ ضيفاً وجارا
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-48-
بنو قَيْنُقاع
فمن ذا سينسى بَني قَيْنُقاعا
وما أَجرموهُ فباتوا رعاعا
وما فعلوه بإحدى النساءِ
من المسلماتِ فخابوا طباعا
تمادوْا بظلْمٍ وَخُبْثٍ دهاءً
كما لو علوْا جبروتاً، سباعا
أَرادوا بها السوءَ حتّى استغاثتْ
فوا أحْمداهُ فما الصوتُ ضاعا
فهبَّ من المسلمين هِزَبْرٌ
وثارَ قويَّاً أَبيَّاً شُجاعا
فقتل اليهوديَّ رأسَ البُغاةِ
ومن كان يزهو بمكْرٍ خداعا
ولكنَّ حشداً من المجرمينَ
أَذاقوهُ كأْسَ الحمامِ نزاعا
لقد قتلوهُ ونقضوا العهودَ
وما جار ظُلْماً، ولكنْ دفاعا
فضربَ الرسولُ عليهمْ حصاراً
إلى أنْ تباكوْا حيارى جياعا
فقامَ المنافقُ بْنُ سلولٍ
يُحابي اليهودَ زعيماً مُطاعا
وَخَفَّـفَ عنهم عِقابَ الرسولِ
فَطُردوا إلى الشامِ، تركوا الضياعا
فهم قد جنوْا شرَّ ما زرعوهُ
ومن يظلمِ النحلَ يَجْنِ اللُساعا
-49-
بنو النضير
تَعالَتْ بمكرٍ، وخبثٍ يهودُ
وليستْ لها في الأَنامِ عُهودُ
تفجّرُ أَضغانها إِنْ علاها
أُناسٌ كرامٌ، فشرَّاً تُريدُ
وهذا نبيٌّ أَمينٌ حليمٌ
بخيرٍ أَتاها وعنهُ تحيدُ
وقد أَنكرتهُ بما جاءَ هَدْياً
ولم تُبْدِ ما في الصدورِ يميدُ
فصار يُها دنها رغْم علْمٍ
بما في الخبايا تُسِرُّ تكيدُ
لعلَّ مع الصبرِ يجلوا النفوسَ
وعن غيّها ذات يومٍ تعودُ
وحين استعان بقومِ النضيرِ
على دفعِ ديةٍ عسى أَنْ يجودوا
فأَظهر رسمُ الوجوهِ رضاهم
وأَمّا القلوبُ جفاها الصدودُ
فهُمْ أَضمروا الشرَّ أَنْ يرجموهُ
بضخرتِهمْ من علوٍّ تُبيدُ
فجاءَ إليهِ من اللهِ خَبَرٌ
فقامَ الذي إصطفاهُ الوَدُودُ
ومن ثَمَّ عاد إليهم بجيشٍ
هُمُ المسلمون الأُباةُ الجُنودُ
فأجلاهمُ بعد طولِ حصارٍ
فبادَتْ حصونٌ، وهُدَّتْ سدودْ
بنو قَيْنُقاع
فمن ذا سينسى بَني قَيْنُقاعا
وما أَجرموهُ فباتوا رعاعا
وما فعلوه بإحدى النساءِ
من المسلماتِ فخابوا طباعا
تمادوْا بظلْمٍ وَخُبْثٍ دهاءً
كما لو علوْا جبروتاً، سباعا
أَرادوا بها السوءَ حتّى استغاثتْ
فوا أحْمداهُ فما الصوتُ ضاعا
فهبَّ من المسلمين هِزَبْرٌ
وثارَ قويَّاً أَبيَّاً شُجاعا
فقتل اليهوديَّ رأسَ البُغاةِ
ومن كان يزهو بمكْرٍ خداعا
ولكنَّ حشداً من المجرمينَ
أَذاقوهُ كأْسَ الحمامِ نزاعا
لقد قتلوهُ ونقضوا العهودَ
وما جار ظُلْماً، ولكنْ دفاعا
فضربَ الرسولُ عليهمْ حصاراً
إلى أنْ تباكوْا حيارى جياعا
فقامَ المنافقُ بْنُ سلولٍ
يُحابي اليهودَ زعيماً مُطاعا
وَخَفَّـفَ عنهم عِقابَ الرسولِ
فَطُردوا إلى الشامِ، تركوا الضياعا
فهم قد جنوْا شرَّ ما زرعوهُ
ومن يظلمِ النحلَ يَجْنِ اللُساعا
-49-
بنو النضير
تَعالَتْ بمكرٍ، وخبثٍ يهودُ
وليستْ لها في الأَنامِ عُهودُ
تفجّرُ أَضغانها إِنْ علاها
أُناسٌ كرامٌ، فشرَّاً تُريدُ
وهذا نبيٌّ أَمينٌ حليمٌ
بخيرٍ أَتاها وعنهُ تحيدُ
وقد أَنكرتهُ بما جاءَ هَدْياً
ولم تُبْدِ ما في الصدورِ يميدُ
فصار يُها دنها رغْم علْمٍ
بما في الخبايا تُسِرُّ تكيدُ
لعلَّ مع الصبرِ يجلوا النفوسَ
وعن غيّها ذات يومٍ تعودُ
وحين استعان بقومِ النضيرِ
على دفعِ ديةٍ عسى أَنْ يجودوا
فأَظهر رسمُ الوجوهِ رضاهم
وأَمّا القلوبُ جفاها الصدودُ
فهُمْ أَضمروا الشرَّ أَنْ يرجموهُ
بضخرتِهمْ من علوٍّ تُبيدُ
فجاءَ إليهِ من اللهِ خَبَرٌ
فقامَ الذي إصطفاهُ الوَدُودُ
ومن ثَمَّ عاد إليهم بجيشٍ
هُمُ المسلمون الأُباةُ الجُنودُ
فأجلاهمُ بعد طولِ حصارٍ
فبادَتْ حصونٌ، وهُدَّتْ سدودْ
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-50-
أَهلُ النفاق
لقد غرَّهم قَوْلُ أَهلِ النفاقِ
لئنْ أَخرجوكم لدينا الردودُ
خرجنا، وإنْ قاتلوكم نصرنا
وفي الحربِ لا بدَّ تعلو الفهودُ
فهيّا اثبتوا سوف نصمدُ معكم
وإنّا لَنَحْنُ غداً مَنْ يَسودُ
فما ذُلَّ قَوْمٌ كما أُسْتُذِلُّوا
وما مثلهم في البكاءِ العبيدُ
كأَنّي بهم في هلاكٍ مُبينٍ
فشابَ لهولِ المُقامِ الوليدُ
فلما استفاضوا قُنوطاً ويأْساً
وما عاد ينفعُ رأيٌ عنيدُ
ولم يُجدِ نفعاً صراخٌ عويلٌ
فَصُمَّ القريبُ ونامَ البعيدُ
رضوْا بقرارِ الرسولِ خُنوعاً
بحكمِ الجلاءِ ارتضاهُ الحميدُ
لقد مكروا مكرهم ثُمَّ آلَ
إليهم دماراً فبادَتْ ثمودُ
وما حفظتْ ناقة اللهِ ظُلْماً
فمن يعقرُ النوقَ إلاّ الحقودُ
وَمَنْ مثلهم يُخْربون البيوتَ
إذلاّءَ والمؤمنون شُهُودُ
وهانوا على الناسِ قَوْماً وهاموا
كما الدهْرَ هامَ الشقيُّ الطريدُ
-51-
حُييُّ بن أخطب
جَفَتْكَ قريشٌ، لماذا تُراها..؟!
هو الجَهْلُ ما اتَّخَذَتْهُ إلها
وسفَّهْتَ أَحلامَها فاسْتُثيَرتْ
وباتَتْ تنوءُ بحملٍ عصاها
ولكنْ يهودُ لماذا تُعادي
وأَنت نبيٌّ، وموسى أَتاها
حُييُّ بن أَخطب كان زعيماً
يثيُر الضغائن حتّى امتطاها
فقامَ يؤَلّبُ جُنْداً جيوشاً
من الأحزابِ عليك طغاها
أَما قال مع زعماءِ اليهودِ
خبيثُ المقالةِ، كيف فتاها...؟!
أَيؤمنُ بالجبتِ والطاغوتِ
أَأَهل كتابٍ، وكيف ارتضاها..؟!
فمن ذا الذي كان أَهدى سبيلاً
من المؤمنينَ، الشقيُّ افتراها..؟!
أَيدفعُ بالمشركين الطُغاةِ
لغزوِ المدينةِ شَرُفَ ثراها..؟!
يَمُدُّ يَدَ العونِ للكافرينَ
وأَوْقَدَ للحربِ ظُلْماً لظاها
وعادى الذي يَعْبدُ الله حقّاً
وبالهدْىِ أَجلْى الشموسَ سناها
فلعنةُ ربِّ السماءِ عليهِ
ظلوماً، جهولاً، خؤوناً تباهى
أَهلُ النفاق
لقد غرَّهم قَوْلُ أَهلِ النفاقِ
لئنْ أَخرجوكم لدينا الردودُ
خرجنا، وإنْ قاتلوكم نصرنا
وفي الحربِ لا بدَّ تعلو الفهودُ
فهيّا اثبتوا سوف نصمدُ معكم
وإنّا لَنَحْنُ غداً مَنْ يَسودُ
فما ذُلَّ قَوْمٌ كما أُسْتُذِلُّوا
وما مثلهم في البكاءِ العبيدُ
كأَنّي بهم في هلاكٍ مُبينٍ
فشابَ لهولِ المُقامِ الوليدُ
فلما استفاضوا قُنوطاً ويأْساً
وما عاد ينفعُ رأيٌ عنيدُ
ولم يُجدِ نفعاً صراخٌ عويلٌ
فَصُمَّ القريبُ ونامَ البعيدُ
رضوْا بقرارِ الرسولِ خُنوعاً
بحكمِ الجلاءِ ارتضاهُ الحميدُ
لقد مكروا مكرهم ثُمَّ آلَ
إليهم دماراً فبادَتْ ثمودُ
وما حفظتْ ناقة اللهِ ظُلْماً
فمن يعقرُ النوقَ إلاّ الحقودُ
وَمَنْ مثلهم يُخْربون البيوتَ
إذلاّءَ والمؤمنون شُهُودُ
وهانوا على الناسِ قَوْماً وهاموا
كما الدهْرَ هامَ الشقيُّ الطريدُ
-51-
حُييُّ بن أخطب
جَفَتْكَ قريشٌ، لماذا تُراها..؟!
هو الجَهْلُ ما اتَّخَذَتْهُ إلها
وسفَّهْتَ أَحلامَها فاسْتُثيَرتْ
وباتَتْ تنوءُ بحملٍ عصاها
ولكنْ يهودُ لماذا تُعادي
وأَنت نبيٌّ، وموسى أَتاها
حُييُّ بن أَخطب كان زعيماً
يثيُر الضغائن حتّى امتطاها
فقامَ يؤَلّبُ جُنْداً جيوشاً
من الأحزابِ عليك طغاها
أَما قال مع زعماءِ اليهودِ
خبيثُ المقالةِ، كيف فتاها...؟!
أَيؤمنُ بالجبتِ والطاغوتِ
أَأَهل كتابٍ، وكيف ارتضاها..؟!
فمن ذا الذي كان أَهدى سبيلاً
من المؤمنينَ، الشقيُّ افتراها..؟!
أَيدفعُ بالمشركين الطُغاةِ
لغزوِ المدينةِ شَرُفَ ثراها..؟!
يَمُدُّ يَدَ العونِ للكافرينَ
وأَوْقَدَ للحربِ ظُلْماً لظاها
وعادى الذي يَعْبدُ الله حقّاً
وبالهدْىِ أَجلْى الشموسَ سناها
فلعنةُ ربِّ السماءِ عليهِ
ظلوماً، جهولاً، خؤوناً تباهى
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-52-
بنو قريظة
وكم لقريظةَ من سيئّاتٍ
ونقضِ عهودِ الرسولِ كفاها
وإذْ كَشّرَتْ يَوْمَ شُدَّ الحصارُ
عن الغدْر بالمسلمين استباها
وَعَضّتْ بنابِ المكيدةِ عَمْداً
على المؤمنين ودارتْ رَحاها
وصارتْ تجولُ وهبَّتْ تصولُ
ولكنّ ربَّ السماءِ رماها
بجُنْدِ النبيِّ يَرُدَّ الحصارَ
إليها فما من عدوٍّ سواها
وقد فَرَّتِ الأحزابُ بعيداً
ولم يَرْجِعِ الدْهرَ بَعْدُ صداها
فذاقَتْ من الذُلّ ما لم تُطِقْهُ
ولجّ بها الأَمْرُ والكفرُ تاها
فما من سبيلِ نجاةٍ لديْها
وما من صديقٍ يواسي أَساها
وكان الجزاءُ بذبحِ الرجالِ
وسبْيِ النساءِ فماذا دهاها..؟
وماذا جَنَتْ غيرَ خزْىِ الحياةِ
وسوءِ المماتِ، وربٍّ جفاها..؟!
وليسَ لها غَيْرَ نارٍ، جحيمٍ
بدارِ القرارِ، تَكُبُّ الجباها
وساءَتْ مصيراً ولم تُجْزَ ظُلمْاً
ولكن بَعْدلٍ، ومن ذا جزاها..؟!
- 53-
جلاءُ يهود
حَكَمْتَ، عَدَلتَ، فأَحْسَنْتَ صُنعا
أَيا خَيْرَ من جئَتَ أَصلاً وفَرْعا
فلا لن يجاورنا من يهودَ
من القومِ رهطٌ وإنْ كان بضْعا
فطهّرت أرضَ الجزيرةِ قُدْساً
فطابتْ نقاءً وماءً وَنَبْعا
وباتَتْ مناراً هَدَى المؤمنين
وأَمناً، ملاذاً، وسيفاً، ودرْعا
فوحدك واجهتَ كلَّ الطُغاةِ
ونور هُدَاك على الأرض يَسْعى
وها نحن مثلَ رمالِ الفلاةِ
ولكنْ غُثاءً، فلم يُجْدِ نَفْعا
يهودُ استبدَّت بنا من عُلُوٍّ
فلم تُبقِ أرضاً، ولم تسقِ زَرْعا
لنا في فلسطينَ... بتنا عُراةً
وأَسْرى، عبيداً ، ونَهْلَكُ صَرْعى
وذي القُدْسُ قد أَثخنتها جراحاً
ومن ذا سَيُلْقي لها البالَ سَمْعا
ولكن بفضلِ هُداك أَقمنا
دعائمَ للدينِ نَهْجاً وشَرْعا
وَخُضْنا حُروباً، كسرنا القيودَ
وصرنا أمامَ الإذلاءِ جَمْعا
سنمضي على دَرْبِ هَدْيك أُسْداً
ونقرعُ بابَ الشهادةِ قَرْعا
بنو قريظة
وكم لقريظةَ من سيئّاتٍ
ونقضِ عهودِ الرسولِ كفاها
وإذْ كَشّرَتْ يَوْمَ شُدَّ الحصارُ
عن الغدْر بالمسلمين استباها
وَعَضّتْ بنابِ المكيدةِ عَمْداً
على المؤمنين ودارتْ رَحاها
وصارتْ تجولُ وهبَّتْ تصولُ
ولكنّ ربَّ السماءِ رماها
بجُنْدِ النبيِّ يَرُدَّ الحصارَ
إليها فما من عدوٍّ سواها
وقد فَرَّتِ الأحزابُ بعيداً
ولم يَرْجِعِ الدْهرَ بَعْدُ صداها
فذاقَتْ من الذُلّ ما لم تُطِقْهُ
ولجّ بها الأَمْرُ والكفرُ تاها
فما من سبيلِ نجاةٍ لديْها
وما من صديقٍ يواسي أَساها
وكان الجزاءُ بذبحِ الرجالِ
وسبْيِ النساءِ فماذا دهاها..؟
وماذا جَنَتْ غيرَ خزْىِ الحياةِ
وسوءِ المماتِ، وربٍّ جفاها..؟!
وليسَ لها غَيْرَ نارٍ، جحيمٍ
بدارِ القرارِ، تَكُبُّ الجباها
وساءَتْ مصيراً ولم تُجْزَ ظُلمْاً
ولكن بَعْدلٍ، ومن ذا جزاها..؟!
- 53-
جلاءُ يهود
حَكَمْتَ، عَدَلتَ، فأَحْسَنْتَ صُنعا
أَيا خَيْرَ من جئَتَ أَصلاً وفَرْعا
فلا لن يجاورنا من يهودَ
من القومِ رهطٌ وإنْ كان بضْعا
فطهّرت أرضَ الجزيرةِ قُدْساً
فطابتْ نقاءً وماءً وَنَبْعا
وباتَتْ مناراً هَدَى المؤمنين
وأَمناً، ملاذاً، وسيفاً، ودرْعا
فوحدك واجهتَ كلَّ الطُغاةِ
ونور هُدَاك على الأرض يَسْعى
وها نحن مثلَ رمالِ الفلاةِ
ولكنْ غُثاءً، فلم يُجْدِ نَفْعا
يهودُ استبدَّت بنا من عُلُوٍّ
فلم تُبقِ أرضاً، ولم تسقِ زَرْعا
لنا في فلسطينَ... بتنا عُراةً
وأَسْرى، عبيداً ، ونَهْلَكُ صَرْعى
وذي القُدْسُ قد أَثخنتها جراحاً
ومن ذا سَيُلْقي لها البالَ سَمْعا
ولكن بفضلِ هُداك أَقمنا
دعائمَ للدينِ نَهْجاً وشَرْعا
وَخُضْنا حُروباً، كسرنا القيودَ
وصرنا أمامَ الإذلاءِ جَمْعا
سنمضي على دَرْبِ هَدْيك أُسْداً
ونقرعُ بابَ الشهادةِ قَرْعا
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-54-
الصعاب
أيامَنْ وطئتَ السحاب ركابا
عَلَوْتَ النجومَ سناًَ وشهابا
َأضْأتَ ُشموساً،أََنَرتَ بدوراً
وعَطَّرْتً زهر الرياض فطابا
فمن ذا تُراهُ اجتباك رسولاً
وأَهداك جبريل وحياً كتابا
هو الله ربُّ السماءِ القديرُ
حباك بخيرٍ ففقت ثوابا
لقد عانيت من الكفر همّاً
وأَهل النفاق أَذيً وعذابا
وكلّ اليهود عداءً وظلماً
جدالاً، وفَحشاً وقاموا كذابا
وأَما الجزيرةُ ثارتْ عليكَ
وأَعرابُها استبدّوا غضابا
وكسرى، وقَيصْرُ لم ينصفوكَ
ومن كلّ بطشٍ ،وقهرٍ أصابا
وكم كنت من فعل كسرى
حزيناً فذاك الغبيّ أَساءَ الجوابا
وأَردي رسولك ظلماً قتيلاَ
فمن جاءَ يهدي ينالُ العقابا
فذي الأرضُ باتتْ عدوَّاً مبيناً
سوي الصحبِ إذ نصروك شبابا
فلم تَخْشَ في الله أيّ عذابٍ
وَدُستَ بكلّ اليقينِ الصعابا
-55-
أبو بكر
أَيا من هدى الصحبَ للطيبات
سلامٌ عليك بكلِّ صلاةِ
أَبو البكر ما أَزكْاهُ صديقاً
رقيقَ الفؤادِ جميلَ السماتِ
قويَّاً وللحقِّ ليثٌ غضوبٌ
إذا ما اسْتبيحَ شديدَ القناةِ
يؤمُّ من الساجدين شيوخاً
وَيَظهرُ كالنجمِ يوْمَ الغُزاةِ
لهُ من كريمِ السجايا خصالٌ
يضيقُ بها الحَصْرُ مُدَّ الفلاةِ
وزكّاهُ ربُّ العبادِ رَضِيّاً
كريماً يجودُ بكلّ الهباتِ
بهدْيكَ أَنت سما مثلَ بَدْرٍ
نقيَّاً وَبَعْدَكَ خيرَ الهُداةِ
خليلاً رفيقاً محبّاً ودوداً
وقد صارَ حرباً على المُنْكَرَاتِ
وإنْ سامَهُ الكربُ يَشْتَدُّ عوداً
ويمضي بحزمٍ لدى المُعْضلاتِ
وعاشَ الحياةَ يُجاهدُ قوماً
يذودُ عن الدينِ فهْدَ الحُمَاةِ
أَنَرْتَ لهُ يا رسولَ الكريمِ
طريقَ الهُدى، وسبيلَ النجاةِ
وبالصدقِ فاز حييَّاً عطوفاً
وصار الأَميرَ عظيمَ الصفاتِ
الصعاب
أيامَنْ وطئتَ السحاب ركابا
عَلَوْتَ النجومَ سناًَ وشهابا
َأضْأتَ ُشموساً،أََنَرتَ بدوراً
وعَطَّرْتً زهر الرياض فطابا
فمن ذا تُراهُ اجتباك رسولاً
وأَهداك جبريل وحياً كتابا
هو الله ربُّ السماءِ القديرُ
حباك بخيرٍ ففقت ثوابا
لقد عانيت من الكفر همّاً
وأَهل النفاق أَذيً وعذابا
وكلّ اليهود عداءً وظلماً
جدالاً، وفَحشاً وقاموا كذابا
وأَما الجزيرةُ ثارتْ عليكَ
وأَعرابُها استبدّوا غضابا
وكسرى، وقَيصْرُ لم ينصفوكَ
ومن كلّ بطشٍ ،وقهرٍ أصابا
وكم كنت من فعل كسرى
حزيناً فذاك الغبيّ أَساءَ الجوابا
وأَردي رسولك ظلماً قتيلاَ
فمن جاءَ يهدي ينالُ العقابا
فذي الأرضُ باتتْ عدوَّاً مبيناً
سوي الصحبِ إذ نصروك شبابا
فلم تَخْشَ في الله أيّ عذابٍ
وَدُستَ بكلّ اليقينِ الصعابا
-55-
أبو بكر
أَيا من هدى الصحبَ للطيبات
سلامٌ عليك بكلِّ صلاةِ
أَبو البكر ما أَزكْاهُ صديقاً
رقيقَ الفؤادِ جميلَ السماتِ
قويَّاً وللحقِّ ليثٌ غضوبٌ
إذا ما اسْتبيحَ شديدَ القناةِ
يؤمُّ من الساجدين شيوخاً
وَيَظهرُ كالنجمِ يوْمَ الغُزاةِ
لهُ من كريمِ السجايا خصالٌ
يضيقُ بها الحَصْرُ مُدَّ الفلاةِ
وزكّاهُ ربُّ العبادِ رَضِيّاً
كريماً يجودُ بكلّ الهباتِ
بهدْيكَ أَنت سما مثلَ بَدْرٍ
نقيَّاً وَبَعْدَكَ خيرَ الهُداةِ
خليلاً رفيقاً محبّاً ودوداً
وقد صارَ حرباً على المُنْكَرَاتِ
وإنْ سامَهُ الكربُ يَشْتَدُّ عوداً
ويمضي بحزمٍ لدى المُعْضلاتِ
وعاشَ الحياةَ يُجاهدُ قوماً
يذودُ عن الدينِ فهْدَ الحُمَاةِ
أَنَرْتَ لهُ يا رسولَ الكريمِ
طريقَ الهُدى، وسبيلَ النجاةِ
وبالصدقِ فاز حييَّاً عطوفاً
وصار الأَميرَ عظيمَ الصفاتِ
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-58-
صورٌ من المهاجرين الأَوّلين
( ب )
ومصعبُ، ياللزبيرِ، وَسَعْـدُ
بلالٌ، وعمَّارُ كالفُـهْدِ جُنْـدُ
وذاكَ بن عوفٍ، وابنِ اليمانِ
وطلحةُ، مثـل المغاويرِ أُسْـدُ
رجالٌ على فطرة الدينِ شَبّوا
وما انتقضَ الوَعْدُ منهم وَعَهْدُ
ولبّوا نداءَك للذوْدِ طـوْعاً
عن الملّـةِ المُبتـغاةِ وجـدّوا
ولم يُلههم في الحياةِ متـاعٌ
ولا ولدٌ أو نسـاءٌ وشهْـدُ
فباعوا النفوسَ لربّ السماءِ
بجنّاتِ عَدْنٍ، من اللهِ وَعْـدُ
فهم في الوغى مثل عصفِ الرياحِ
إذا اشتدّ قَصْفٌ، وبرقٌ، وَرَعْدُ
ويتلون آناءَ لَيـْلٍ كتابـاً
فينأى عن الفكْرِ هَمٌّ وَسُهْدُ
بهِِ تطمئنُّ القلوبُ بصدْقٍ
فما هبَّ فيها لهيبٌ وَوَجْـدُ
بهدْيك هم إستناروا ضياءً
وتلك العقولُ لهدْيِكَ تَغْـدو
فأَيُّ رباطٍ بهِ قد جَذَبْتَ
صفاءَ النفوسِ لـها الحـبُّ مَهْـدُ
كأَنّي أراك كما النهرُ عَذْباً
وقد فاضَ منكَ رحيقٌ وودُّ
-59-
حكمة الإبتلاء
أُفكِّرُ فيكَ نبيّاً كريماً
فَنِلْتَ من اللهِ أَجْراً عظيما
وما شاءَ من قَدَرٍ كانَ عدْلا
وخيراً يهلُّ علينا حكيما
تساءَلتُ عّما ابتلاك الإلهُ
بهِ من صعابٍ وكنت حليما
ومن ذا كمثلِكَ جَاهَدَ دَهْراً
وخاضَ الحروبَ نضالاً أَليما
وجابَهَ كُلَّ طغاةِ الزمانِ
وَصَدَّ زنيماً، وَرَدَّ لئيما
وَبِتَّ تُعاني من المشركينَ
وأَهلِ النفاقِ عذاباً مُقيما
فأبْصَرْتُ في حُلْكَةِ الليل نوراً
وَهَدْياً بدا في الظلامِ نُجوما
فلوجئتَ للناسِ تهدي العُصاةَ
وكلٌّ أَطاعَ مُعافىً سليما
وما أَنكر الأَمْرَ أُيُّ سفيهٍ
وإِبليس ما عادَ يَشْقَى رجيما
فكيف إذنْ كان يوماً عُصاةٌ
وشرٌّ على الأرْضِ باتَ وخيما..؟!
ولو شاءَ ربُّ السماء أَحلَّ
على العالمين السلاَم رحيما
ولكنَّهُ الإبتلاءُ لقلبٍ
لئلا يعود إليهِ سقيما
صورٌ من المهاجرين الأَوّلين
( ب )
ومصعبُ، ياللزبيرِ، وَسَعْـدُ
بلالٌ، وعمَّارُ كالفُـهْدِ جُنْـدُ
وذاكَ بن عوفٍ، وابنِ اليمانِ
وطلحةُ، مثـل المغاويرِ أُسْـدُ
رجالٌ على فطرة الدينِ شَبّوا
وما انتقضَ الوَعْدُ منهم وَعَهْدُ
ولبّوا نداءَك للذوْدِ طـوْعاً
عن الملّـةِ المُبتـغاةِ وجـدّوا
ولم يُلههم في الحياةِ متـاعٌ
ولا ولدٌ أو نسـاءٌ وشهْـدُ
فباعوا النفوسَ لربّ السماءِ
بجنّاتِ عَدْنٍ، من اللهِ وَعْـدُ
فهم في الوغى مثل عصفِ الرياحِ
إذا اشتدّ قَصْفٌ، وبرقٌ، وَرَعْدُ
ويتلون آناءَ لَيـْلٍ كتابـاً
فينأى عن الفكْرِ هَمٌّ وَسُهْدُ
بهِِ تطمئنُّ القلوبُ بصدْقٍ
فما هبَّ فيها لهيبٌ وَوَجْـدُ
بهدْيك هم إستناروا ضياءً
وتلك العقولُ لهدْيِكَ تَغْـدو
فأَيُّ رباطٍ بهِ قد جَذَبْتَ
صفاءَ النفوسِ لـها الحـبُّ مَهْـدُ
كأَنّي أراك كما النهرُ عَذْباً
وقد فاضَ منكَ رحيقٌ وودُّ
-59-
حكمة الإبتلاء
أُفكِّرُ فيكَ نبيّاً كريماً
فَنِلْتَ من اللهِ أَجْراً عظيما
وما شاءَ من قَدَرٍ كانَ عدْلا
وخيراً يهلُّ علينا حكيما
تساءَلتُ عّما ابتلاك الإلهُ
بهِ من صعابٍ وكنت حليما
ومن ذا كمثلِكَ جَاهَدَ دَهْراً
وخاضَ الحروبَ نضالاً أَليما
وجابَهَ كُلَّ طغاةِ الزمانِ
وَصَدَّ زنيماً، وَرَدَّ لئيما
وَبِتَّ تُعاني من المشركينَ
وأَهلِ النفاقِ عذاباً مُقيما
فأبْصَرْتُ في حُلْكَةِ الليل نوراً
وَهَدْياً بدا في الظلامِ نُجوما
فلوجئتَ للناسِ تهدي العُصاةَ
وكلٌّ أَطاعَ مُعافىً سليما
وما أَنكر الأَمْرَ أُيُّ سفيهٍ
وإِبليس ما عادَ يَشْقَى رجيما
فكيف إذنْ كان يوماً عُصاةٌ
وشرٌّ على الأرْضِ باتَ وخيما..؟!
ولو شاءَ ربُّ السماء أَحلَّ
على العالمين السلاَم رحيما
ولكنَّهُ الإبتلاءُ لقلبٍ
لئلا يعود إليهِ سقيما
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-60-
حرص النبيّ
تقولُ وقولُك فيه الأمانُ
كما دِنْتَ يوماً فأَنْتَ تُدانُ
هو الَعْدلُ كم ترتضيه جزاءً
قلوبٌ صَفَتْ ما سباها الهوانُ
َبَدتْ تستقيمُ على الدرب هدْيا
ُتشيرُ لوجهِك ذاكَ الحنانُ
إذا ما رأتْك العيونُ اطمأَنَّتْ
وإن غبت يهفو إليك الجَنانُ
رسمت لكلّ كريمٍ طريقاً
يسير عليه , فآن الأَوانُ
لتخشع لله منّا القلوبُ
فتسمو, وللفائزين الجنانُ
حرصتَ على أنْ نكون هُداةً
وقد ضوّعتنا السجايا الحسانُ
بعينيك تنظر برَّاً رحيمًا
يفوحُ بعطر الدعاء اللسانُ
وتسأل للمؤمنين النجاةَ
سلاماً من النار بئس المكانُ
تفطَّر قلبك حزناً علينا
ونحن لهونا رمانا الزمانُ
وبتنا نجرّ من السيئاتِ
كما جرّ طودَ الحصادِ الحصانُ
فكلّ السلام إليك يقينًا
فأنت النبيُّ الكريمُ المُصانُ
-61-
من أًضاءْ ..؟!
وفي ليلةٍ عَمَّ فيها الضياءْ
وَوَجْهُكَ نورٌ علاهُ البهاءْ
نَظَرْتُ، فمن يا تُرى قد أَضاءَ
أًَوَجهُكَ أَم كان بدرُ السماءْ
وإن كان للبدرِ نورٌ بهىٌّ
فأنتَ سَمَوتَ عظيمَ الرجاءْ
وبيّنتَ للناسِ هَدْياً مُبيناً
ونهجاً سويّاً بدا في جلاءْ
تَلَوْْتَ عَلينا كتاباً مجيداً
وذكراً حكيماً بديعَ الصفاءْ
وأَثْرَيْتنَا ببليغِ الحديثِ
وعذب البيانِ قويِّ البناءْ
ومنك اكتسبنا كريمَ الخصالِ
وَحُسْنَ الوصالِ وحُبَّ العطاءْ
فهل مثل نوركِ في العالمينَ
أضاءَ النَفوسَ فباتت نقاءْ
وما جاءَ هَدْيٌ عظيمٌ حكيمٌ
كمثلِ هُداكَ يشعُّ السناءْ
فأَنتَ الكمالُ سراجاً مُنيراً
وعلمك كالغيثِ فاق الفضاءْ
وأعطاك ربُّ السماءِ رجالاً
كراماً أٌباةً هُمُ الأَتقياءْ
أَحبّوك ثُمَّ أطاعوكَ عهداً
وللهِ مَنْ إِصطفاك الولاءْ
حرص النبيّ
تقولُ وقولُك فيه الأمانُ
كما دِنْتَ يوماً فأَنْتَ تُدانُ
هو الَعْدلُ كم ترتضيه جزاءً
قلوبٌ صَفَتْ ما سباها الهوانُ
َبَدتْ تستقيمُ على الدرب هدْيا
ُتشيرُ لوجهِك ذاكَ الحنانُ
إذا ما رأتْك العيونُ اطمأَنَّتْ
وإن غبت يهفو إليك الجَنانُ
رسمت لكلّ كريمٍ طريقاً
يسير عليه , فآن الأَوانُ
لتخشع لله منّا القلوبُ
فتسمو, وللفائزين الجنانُ
حرصتَ على أنْ نكون هُداةً
وقد ضوّعتنا السجايا الحسانُ
بعينيك تنظر برَّاً رحيمًا
يفوحُ بعطر الدعاء اللسانُ
وتسأل للمؤمنين النجاةَ
سلاماً من النار بئس المكانُ
تفطَّر قلبك حزناً علينا
ونحن لهونا رمانا الزمانُ
وبتنا نجرّ من السيئاتِ
كما جرّ طودَ الحصادِ الحصانُ
فكلّ السلام إليك يقينًا
فأنت النبيُّ الكريمُ المُصانُ
-61-
من أًضاءْ ..؟!
وفي ليلةٍ عَمَّ فيها الضياءْ
وَوَجْهُكَ نورٌ علاهُ البهاءْ
نَظَرْتُ، فمن يا تُرى قد أَضاءَ
أًَوَجهُكَ أَم كان بدرُ السماءْ
وإن كان للبدرِ نورٌ بهىٌّ
فأنتَ سَمَوتَ عظيمَ الرجاءْ
وبيّنتَ للناسِ هَدْياً مُبيناً
ونهجاً سويّاً بدا في جلاءْ
تَلَوْْتَ عَلينا كتاباً مجيداً
وذكراً حكيماً بديعَ الصفاءْ
وأَثْرَيْتنَا ببليغِ الحديثِ
وعذب البيانِ قويِّ البناءْ
ومنك اكتسبنا كريمَ الخصالِ
وَحُسْنَ الوصالِ وحُبَّ العطاءْ
فهل مثل نوركِ في العالمينَ
أضاءَ النَفوسَ فباتت نقاءْ
وما جاءَ هَدْيٌ عظيمٌ حكيمٌ
كمثلِ هُداكَ يشعُّ السناءْ
فأَنتَ الكمالُ سراجاً مُنيراً
وعلمك كالغيثِ فاق الفضاءْ
وأعطاك ربُّ السماءِ رجالاً
كراماً أٌباةً هُمُ الأَتقياءْ
أَحبّوك ثُمَّ أطاعوكَ عهداً
وللهِ مَنْ إِصطفاك الولاءْ
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-62-
حديثُ الإفك
أُحبُّكَ يا مَنْ حباك الإلهُ
وحلَّ عليكَ سلاماً رضاهُ
ومال عليك الزمانُ ثقيلاً
لتَبْزُغَ فجراً بهيّاً ســناهُ
فذي عُصبةُ الإفكِ قالت كلاماً
فكيف أذاعتْ بفُحْشٍ شِفاهُ
فآلُ النبيِّ هُمُ الطُهْرُ صَفْواً
وبيتُ النبيِّ الكريمُ اصطفاهُ
فلا عاشَ مَنْ مسَّ بيتَ النبيِّ
وشُلَّ اللسانُ وغُلَّتْ يداهُ
أَمَهْبَطُ وَحْيٍ وذكْرٍ حكيمٍ
يُشاعُ عليه ، فكيف سواهُ..؟!
أزوجُ الرسولِ العَفَافُ النقاءُ
وبنت أَبي البكر من ذا جفاهُ..؟!
إذا خُدِشَ الطُهرُ يوماً بسوءٍ
ولا مَنْ يذودُ ، ولا مَنْ نفاهُ
يسودُ الخنا ثمّ يطغى الفسادُ
ومَنْ ذاك ينجو سليماً تُراهُ..؟!
لقد أنزل اللهُ فيهم عقاباً
وحكماً لمن ساءَ منهم أَذاهُ
فما كان شرَّاً غدا بعدُ خيراً
وربُّ السماءِ حكيماً جلاهُ
وأَخزى الخُنَاةَ وأَهْلَ النفاقِ
ومَنْ شوَّهَ الطُهْرَ بالظلمِ فاهُ
-63-
منعة الإسلام
غُداةَ انتهتْ غزوةُ الأحزابِ
وفرّوا إذلاّءَ كلُّ الذئابِ
عَلَتْ في المدائنِ طيبةُ حصناً
وَهَابَتْ ثراها جميعُ الرقابِ
وَصارَ انتصارٌ لدينِ النبيِّ
بغيرِ السيوفِ، وطعنِ الحرابِ
وما قد جرى لليهودِ جزاءً
بما اقترفوهُ، وسوءَ العقابِ
أَطلَّ على المسلمين زمانٌ
أَذاقوا بهِ الكُفْرَ جُمَّ العذابِ
فدبَّ من الرُعْبِ في كلِّ قلبٍ
كفورٍ، كَقَصْفِ الرعودِ الغضابِ
وَسارَ النبيُّ مُضيّاً يذبُّ
عن الدينِ شرَّ الوحوشِ الكلابِ
فما فاقهُ في الحروبِ خبيرٌ
ولا قائدٌ قد سما كالشهابِ
تخرُّ من الخوفِ جُنْدُ الأَعادي
إذا ما التَقَتْ بالنبيِّ المُهابِ
وَلَحْظَةَ يعلو نفيرُ العراكِ
وقرعُ الطبولِ، وَصَوْتُ الضرابِ
وصار عزيزاً، منيعاً، قويَّاً
كريماً كقطرِ الندى، والسحابِ
إذا استصرختْهُ فتاةٌ أجابَ
بسيفٍ يُغيثُ سريعَ الحسابِ
حديثُ الإفك
أُحبُّكَ يا مَنْ حباك الإلهُ
وحلَّ عليكَ سلاماً رضاهُ
ومال عليك الزمانُ ثقيلاً
لتَبْزُغَ فجراً بهيّاً ســناهُ
فذي عُصبةُ الإفكِ قالت كلاماً
فكيف أذاعتْ بفُحْشٍ شِفاهُ
فآلُ النبيِّ هُمُ الطُهْرُ صَفْواً
وبيتُ النبيِّ الكريمُ اصطفاهُ
فلا عاشَ مَنْ مسَّ بيتَ النبيِّ
وشُلَّ اللسانُ وغُلَّتْ يداهُ
أَمَهْبَطُ وَحْيٍ وذكْرٍ حكيمٍ
يُشاعُ عليه ، فكيف سواهُ..؟!
أزوجُ الرسولِ العَفَافُ النقاءُ
وبنت أَبي البكر من ذا جفاهُ..؟!
إذا خُدِشَ الطُهرُ يوماً بسوءٍ
ولا مَنْ يذودُ ، ولا مَنْ نفاهُ
يسودُ الخنا ثمّ يطغى الفسادُ
ومَنْ ذاك ينجو سليماً تُراهُ..؟!
لقد أنزل اللهُ فيهم عقاباً
وحكماً لمن ساءَ منهم أَذاهُ
فما كان شرَّاً غدا بعدُ خيراً
وربُّ السماءِ حكيماً جلاهُ
وأَخزى الخُنَاةَ وأَهْلَ النفاقِ
ومَنْ شوَّهَ الطُهْرَ بالظلمِ فاهُ
-63-
منعة الإسلام
غُداةَ انتهتْ غزوةُ الأحزابِ
وفرّوا إذلاّءَ كلُّ الذئابِ
عَلَتْ في المدائنِ طيبةُ حصناً
وَهَابَتْ ثراها جميعُ الرقابِ
وَصارَ انتصارٌ لدينِ النبيِّ
بغيرِ السيوفِ، وطعنِ الحرابِ
وما قد جرى لليهودِ جزاءً
بما اقترفوهُ، وسوءَ العقابِ
أَطلَّ على المسلمين زمانٌ
أَذاقوا بهِ الكُفْرَ جُمَّ العذابِ
فدبَّ من الرُعْبِ في كلِّ قلبٍ
كفورٍ، كَقَصْفِ الرعودِ الغضابِ
وَسارَ النبيُّ مُضيّاً يذبُّ
عن الدينِ شرَّ الوحوشِ الكلابِ
فما فاقهُ في الحروبِ خبيرٌ
ولا قائدٌ قد سما كالشهابِ
تخرُّ من الخوفِ جُنْدُ الأَعادي
إذا ما التَقَتْ بالنبيِّ المُهابِ
وَلَحْظَةَ يعلو نفيرُ العراكِ
وقرعُ الطبولِ، وَصَوْتُ الضرابِ
وصار عزيزاً، منيعاً، قويَّاً
كريماً كقطرِ الندى، والسحابِ
إذا استصرختْهُ فتاةٌ أجابَ
بسيفٍ يُغيثُ سريعَ الحسابِ
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-64-
فـتـح مـكــة
لقد يسَّرَ اللهُ فَتْحاً مُبينا
أعزّ بهِ المؤمنين قرونا
وما مرَّ يِوْمُ انتصارٍ كيومٍ
بمكّةَ فيهِ نَزَلْتَ حصينا
بعشرةِ آلافِ ليثٍ أَتْيتَ
وَجُنْدٍ سموْا فى الوغى مُسْلمينا
ولمّا دخَلْتَ الشعابَ انحنيتَ
كما لو سَجَدْتَ بحمدٍ أَمينا
تشوَّقْتَ للأَرضِ مَهْدِ صباكا
وذكرى شبابك حيناً وحينا
ومذ أخرجوك ,وَنَفْْسُكَ تَهْفًو
إلى البيتِ فيهِ الأَمانُ يقينا
هناك الصلاةُ , وَحَجُّ ,وَسَعْىٌ
طوافٌ به كم يفيض حنينا
لقد كان نصراًَ أَطلّّّّّّّ حكيماً
تجَلَّى بهٍ الخيرُ دهراً قرينا
فكم عَظُمَتْ شوكةُ المسلمينَ
فطالوا النجومَ فخاراً ودينا
وحَطَّمْتَ ما كان رِجْساً فباتتْ
بقايا الحجارةِ خِزْياً مهينا
وطهّرتَ مكّةَ من كلِّّّّّّّ كفْرٍ
وذو الشركٍ بات خْفيَّاً لعينا
يجوبُ الفلاةَ فلامن مقامٍ
يلوذ به كالسجينٍ رهينا
-65-
الطـلقـــاء
بغيرِ قتالٍ دَخَلْتَ الشعابا
إِليها صَعَدْتَ جبالاً هضابا
مع المؤمنين كطوفانِ جُنْدٍ
فأَشْرَقَ وجهك، بالنورِ طابا
سنيناً وأنت تكابدُ همَّاً
وشوْقاً، فللبيتِ جُزْتَ السحابا
لقد مَنّ ربُّ السماءِ عليكا
وأَهْداك نصراً فجاءَ ثوابا
وَنِلْتَ بهِ خيْرَ يومٍ عَرَفْتَ
ففاض نعيماً، وَشَهْداً رضابا
كأّنَّ ملائكةَ الأرضِ حَفَّتْ
بمكّة خَيْرَ البلادِ تُرابا
وصارَ احتفالاً مهيبا تسامى
بهِ ذكْرُ ربِّ السماءِ خطابا
وَحُشِرتْ إليك وجوهُ قريشٍ
فعند النداءِ الجميعُ استجابا
وكلٌّ يساورهُ الشكُّ خَوْفاً
كما لو علا الإنتقامُ الرقابا
بسيفِكَ أَنْتَ، فكم حاربوكا
أذاقوكَ من كلِّ صنفٍ عذابا
تساءَلتَ ماذا تظنّون أَنّى
سأفعلُ..؟ قالوا أخٌ لن يُعابا
فَقُلْتَ اذهبوا أنْتُمُ الطلقاءُ
صَنَعْتَ بعفوِكَ عَجَباً عُجابا
فـتـح مـكــة
لقد يسَّرَ اللهُ فَتْحاً مُبينا
أعزّ بهِ المؤمنين قرونا
وما مرَّ يِوْمُ انتصارٍ كيومٍ
بمكّةَ فيهِ نَزَلْتَ حصينا
بعشرةِ آلافِ ليثٍ أَتْيتَ
وَجُنْدٍ سموْا فى الوغى مُسْلمينا
ولمّا دخَلْتَ الشعابَ انحنيتَ
كما لو سَجَدْتَ بحمدٍ أَمينا
تشوَّقْتَ للأَرضِ مَهْدِ صباكا
وذكرى شبابك حيناً وحينا
ومذ أخرجوك ,وَنَفْْسُكَ تَهْفًو
إلى البيتِ فيهِ الأَمانُ يقينا
هناك الصلاةُ , وَحَجُّ ,وَسَعْىٌ
طوافٌ به كم يفيض حنينا
لقد كان نصراًَ أَطلّّّّّّّ حكيماً
تجَلَّى بهٍ الخيرُ دهراً قرينا
فكم عَظُمَتْ شوكةُ المسلمينَ
فطالوا النجومَ فخاراً ودينا
وحَطَّمْتَ ما كان رِجْساً فباتتْ
بقايا الحجارةِ خِزْياً مهينا
وطهّرتَ مكّةَ من كلِّّّّّّّ كفْرٍ
وذو الشركٍ بات خْفيَّاً لعينا
يجوبُ الفلاةَ فلامن مقامٍ
يلوذ به كالسجينٍ رهينا
-65-
الطـلقـــاء
بغيرِ قتالٍ دَخَلْتَ الشعابا
إِليها صَعَدْتَ جبالاً هضابا
مع المؤمنين كطوفانِ جُنْدٍ
فأَشْرَقَ وجهك، بالنورِ طابا
سنيناً وأنت تكابدُ همَّاً
وشوْقاً، فللبيتِ جُزْتَ السحابا
لقد مَنّ ربُّ السماءِ عليكا
وأَهْداك نصراً فجاءَ ثوابا
وَنِلْتَ بهِ خيْرَ يومٍ عَرَفْتَ
ففاض نعيماً، وَشَهْداً رضابا
كأّنَّ ملائكةَ الأرضِ حَفَّتْ
بمكّة خَيْرَ البلادِ تُرابا
وصارَ احتفالاً مهيبا تسامى
بهِ ذكْرُ ربِّ السماءِ خطابا
وَحُشِرتْ إليك وجوهُ قريشٍ
فعند النداءِ الجميعُ استجابا
وكلٌّ يساورهُ الشكُّ خَوْفاً
كما لو علا الإنتقامُ الرقابا
بسيفِكَ أَنْتَ، فكم حاربوكا
أذاقوكَ من كلِّ صنفٍ عذابا
تساءَلتَ ماذا تظنّون أَنّى
سأفعلُ..؟ قالوا أخٌ لن يُعابا
فَقُلْتَ اذهبوا أنْتُمُ الطلقاءُ
صَنَعْتَ بعفوِكَ عَجَباً عُجابا
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-66-
عداءٌ وَغَيْرَة
إذا ما سما المرءُ فَوقَ النُجومِ
وصار له الذكرُ فَوْحَ النسيمِ
وأَضْحَتْ تُراقبهُ كلُّ عَيْنٍ
وترنو إليهِ كنقشٍ رقيمِ
ولم يسعَ للفُحْشِ يوماً ولهوٍ
وبات مثالاً كرمزٍ عظيمِ
تظنّ الذي قد رأَيت حصوناً
فما من سهامٍ ولامن رجومِ
كما لوحباهُ الزمانُ بأَمْنٍ
مضى أَيُّ حزنٍ ، وَرَجْعُ الهُمومِ
فما جاوز الأَمرُ بعض ظنونٍ
تراودُ عقلَ سفيهٍ ظلومِ
وكم تستفيضُ لديهِ الهمومُ
وَيُضْحي عدوّاً لكلَّ لئيمِ
ويحسدُهُ من يراهُ مُعافى
وذو شرفٍ بات غَيْرَ زعيمِ
فذا المصُطفى قد تسامى حكيماً
وأَضحى كما الطودُ فوق الأَديمِ
فَلَمَّا رأتُه العيونُ عظيماً
يردُّ الطغاةَ بسيفٍ حسيمِ
تعاضدَ كلُّ ذوي الشرِّ ظُلْماً
وهبّوا كمثلِ رياحِ السمومِ
فكانت حروبٌ كما الموجُ فيها
جلي النصرَ سيفُ الرسولِ الكريمِ
-67-
عَفْوُ النبيّ
أَتى مشركٌ يتْسلّلُ وحَشْْْا
وقد أَخذت سِنَةُ النومِ جيْشا
بأرضٍ فلاةٍ حَوَتْْ بعض شجرٍ
فجعل النبيُّ له الأرض فرشْا
على الغُصْنِ علَّقَ سيفاً أَماناً
قليلاً هي العينُ تغمضُ رمْشا
أفاق الرسولُ على صَوْتِ ذئبٍ
قد اختطفَ السيفَ، أَظهرَ فُحْشا
وصاح فمن يمنعنَّك منّي
أجاب هو الله ما دمتُ أَخْشى
فسرعان ما خرّ منه الحسامُ
بعونِ الذي قد أذلَّ قُرْيشا
ويوم استبدّت عناداً وكفراً
فصارَ لها الكبرُ قبراً وَنَعْشا
وأَمسك بالسيفِ كفّ النبيِّ
فدبَّ الرعبُ بمن جاءَ يَغْشى
وقال فمن يمنعنّك منّي
فأضحى جباناً غدا بَعْدُ جَحْشا
بذلٍ أَجاب فكن أَنت خيراً
وعهداً بأنْ لا اسيئنَّ طَيْشا
عفا عنه من قام للعالمينا
رحيماً، وللكفرِ ناراً وَبَطْشا
فعمَّ السرورُ سماتِ المغُيرِ
وأَسلم بَعْدُ وقد طابَ عَيْشا
عداءٌ وَغَيْرَة
إذا ما سما المرءُ فَوقَ النُجومِ
وصار له الذكرُ فَوْحَ النسيمِ
وأَضْحَتْ تُراقبهُ كلُّ عَيْنٍ
وترنو إليهِ كنقشٍ رقيمِ
ولم يسعَ للفُحْشِ يوماً ولهوٍ
وبات مثالاً كرمزٍ عظيمِ
تظنّ الذي قد رأَيت حصوناً
فما من سهامٍ ولامن رجومِ
كما لوحباهُ الزمانُ بأَمْنٍ
مضى أَيُّ حزنٍ ، وَرَجْعُ الهُمومِ
فما جاوز الأَمرُ بعض ظنونٍ
تراودُ عقلَ سفيهٍ ظلومِ
وكم تستفيضُ لديهِ الهمومُ
وَيُضْحي عدوّاً لكلَّ لئيمِ
ويحسدُهُ من يراهُ مُعافى
وذو شرفٍ بات غَيْرَ زعيمِ
فذا المصُطفى قد تسامى حكيماً
وأَضحى كما الطودُ فوق الأَديمِ
فَلَمَّا رأتُه العيونُ عظيماً
يردُّ الطغاةَ بسيفٍ حسيمِ
تعاضدَ كلُّ ذوي الشرِّ ظُلْماً
وهبّوا كمثلِ رياحِ السمومِ
فكانت حروبٌ كما الموجُ فيها
جلي النصرَ سيفُ الرسولِ الكريمِ
-67-
عَفْوُ النبيّ
أَتى مشركٌ يتْسلّلُ وحَشْْْا
وقد أَخذت سِنَةُ النومِ جيْشا
بأرضٍ فلاةٍ حَوَتْْ بعض شجرٍ
فجعل النبيُّ له الأرض فرشْا
على الغُصْنِ علَّقَ سيفاً أَماناً
قليلاً هي العينُ تغمضُ رمْشا
أفاق الرسولُ على صَوْتِ ذئبٍ
قد اختطفَ السيفَ، أَظهرَ فُحْشا
وصاح فمن يمنعنَّك منّي
أجاب هو الله ما دمتُ أَخْشى
فسرعان ما خرّ منه الحسامُ
بعونِ الذي قد أذلَّ قُرْيشا
ويوم استبدّت عناداً وكفراً
فصارَ لها الكبرُ قبراً وَنَعْشا
وأَمسك بالسيفِ كفّ النبيِّ
فدبَّ الرعبُ بمن جاءَ يَغْشى
وقال فمن يمنعنّك منّي
فأضحى جباناً غدا بَعْدُ جَحْشا
بذلٍ أَجاب فكن أَنت خيراً
وعهداً بأنْ لا اسيئنَّ طَيْشا
عفا عنه من قام للعالمينا
رحيماً، وللكفرِ ناراً وَبَطْشا
فعمَّ السرورُ سماتِ المغُيرِ
وأَسلم بَعْدُ وقد طابَ عَيْشا
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-68-
الجـاهليَّـة
بكيتَ وما عاد يجدي البكـاءُ
وإن كان في الدْمع طُهْرٌ نقاءُ
على ما ارتكبتَ من السوء فُحْشا
وعمّ بما قد فعلتَ البــلاءُ
حفرت لطفلتِكَ القبرَ ظُلمْا
وَرُمْتَ لها الموتَ ذا ما تشـاءُ
فماذا تُراها جَنَتْهُ الفتاةُ
سوى أن كسا الطيفَ منها الحياءُ
غدا الوَجْهُ منك كليلٍ عبوسٍ
ومن وَجْهِها قد أَطلَّ الصفاءُ
حَمَلْتَ البراءَة بين يديكَ
وإذ فاض في القلبِ منك الجفاءُ
فمدّت يديها إليك حنانًا
تُنَطِّفُ وَجْهًا علاهُ الهبـاءُ
تكادُ تضمّك شَوْقًا وَحُبًَّا
نما في شغافِ الفؤادِ الوفاءُ
غدا جسمها ليّنًا كالورودِ
وقلبك جمرٌ وصخرٌ شقـاءُ
أَهلْتَ عليها الترابَ برعْبٍ
وفي طُهْرِ عينيها ماتَ الرجاءُ
أَأًنت الذي كُنْتَ حضن أَمانٍ
أَتَقْتُلهُا كيف ذاكَ الغباءُ..؟!
لقد فاض منّي الفؤادُ جراحًا
وأَثَخْنَ عَيْنيَّ دمـعٌ، دمـاءُ
-69-
الإســـلام
بَطَشْتَ وَكُنْْتَ القويَّ المُهابا
قَسَوْتَ فصرتَ مُطاعاً مُجابا
وما ارتجف القلبُ منك لخوفٍ
وما عَرَفَ الدمعُ للعينِ بابا
أَبا الحفصِ كم ارتكبتَ ذنوباً
ولم تَخْشَ في ذي الحياةِ عقابا
وكنت كما الراسياتُ شُموخاً
وصخراً فما لنت يوماً خطابا
فلمّا هُديتَ فلاحاً ورشداً
سَمَوْتَ بدينكَ غَيْثاً سحابا
غدا القلبُ منك كلمسِ الحريرِ
رقيقاً، رحيماً وشهداً رضابا
على وجنتيك بدا مَجْريانِ
لدمعكَ مزَّقَ ستراً حجابا
وَفُقْتَ بعدلِكَ بَعْد النبيِّ
جميعَ الهُداةِ شيوخاً شبابا
وَمَهَّدْتَ للمتقين سبيلاً
وسطّرتَ في الزهدِ نَهْجاً كتابا
وفي كلِّ طَرْفةِ عَيْنٍ خشيتَ
وخفتَ من اللهِ سوءَاً حسابا
فسبحان ربِّ السماءِ هداكا
فَفُزْتَ كريماً، وَطِبْتَ مآبا
وخيرُ الأَنامِ أَنارَ الطريقَ
فَجُزْتَ الصراطَ وكان سرابا
الجـاهليَّـة
بكيتَ وما عاد يجدي البكـاءُ
وإن كان في الدْمع طُهْرٌ نقاءُ
على ما ارتكبتَ من السوء فُحْشا
وعمّ بما قد فعلتَ البــلاءُ
حفرت لطفلتِكَ القبرَ ظُلمْا
وَرُمْتَ لها الموتَ ذا ما تشـاءُ
فماذا تُراها جَنَتْهُ الفتاةُ
سوى أن كسا الطيفَ منها الحياءُ
غدا الوَجْهُ منك كليلٍ عبوسٍ
ومن وَجْهِها قد أَطلَّ الصفاءُ
حَمَلْتَ البراءَة بين يديكَ
وإذ فاض في القلبِ منك الجفاءُ
فمدّت يديها إليك حنانًا
تُنَطِّفُ وَجْهًا علاهُ الهبـاءُ
تكادُ تضمّك شَوْقًا وَحُبًَّا
نما في شغافِ الفؤادِ الوفاءُ
غدا جسمها ليّنًا كالورودِ
وقلبك جمرٌ وصخرٌ شقـاءُ
أَهلْتَ عليها الترابَ برعْبٍ
وفي طُهْرِ عينيها ماتَ الرجاءُ
أَأًنت الذي كُنْتَ حضن أَمانٍ
أَتَقْتُلهُا كيف ذاكَ الغباءُ..؟!
لقد فاض منّي الفؤادُ جراحًا
وأَثَخْنَ عَيْنيَّ دمـعٌ، دمـاءُ
-69-
الإســـلام
بَطَشْتَ وَكُنْْتَ القويَّ المُهابا
قَسَوْتَ فصرتَ مُطاعاً مُجابا
وما ارتجف القلبُ منك لخوفٍ
وما عَرَفَ الدمعُ للعينِ بابا
أَبا الحفصِ كم ارتكبتَ ذنوباً
ولم تَخْشَ في ذي الحياةِ عقابا
وكنت كما الراسياتُ شُموخاً
وصخراً فما لنت يوماً خطابا
فلمّا هُديتَ فلاحاً ورشداً
سَمَوْتَ بدينكَ غَيْثاً سحابا
غدا القلبُ منك كلمسِ الحريرِ
رقيقاً، رحيماً وشهداً رضابا
على وجنتيك بدا مَجْريانِ
لدمعكَ مزَّقَ ستراً حجابا
وَفُقْتَ بعدلِكَ بَعْد النبيِّ
جميعَ الهُداةِ شيوخاً شبابا
وَمَهَّدْتَ للمتقين سبيلاً
وسطّرتَ في الزهدِ نَهْجاً كتابا
وفي كلِّ طَرْفةِ عَيْنٍ خشيتَ
وخفتَ من اللهِ سوءَاً حسابا
فسبحان ربِّ السماءِ هداكا
فَفُزْتَ كريماً، وَطِبْتَ مآبا
وخيرُ الأَنامِ أَنارَ الطريقَ
فَجُزْتَ الصراطَ وكان سرابا
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-70-
غَزْوَةُ حُنَيْن
وإذ أَعجب المسلمين العَدَدُ
فما مثلهم من جموعٍ أَحَدُ
فمن ذا سيغلبهم في حُنَيْنٍ
وقد كثّرتهم جُيوشٌ جُدُدُ
نسوْا أَنَّهُ اللهُ من ينصرهم
ومن ذا سواهُ العزيزُ الصَمَدُ..؟!
فسرعانَ ما انقضَّ جَيْشُ الأَعادي
عليهم كما الرعدُ حتّى ارتعدوا
وفرّوا وهم يطلبون النجاةَ
بأَرواحهم إذ تهاوى المَدَدُ
ولم يبقَ إلاّ النبيُّ الكريمُ
يصدُّ الفوارسَ ذاك الأَسَدُ
كما الحصنُ يثبت مثلَ الأَشمِّ
له عند ضربِ الرقابِ الجَلَدُ
إذا ما حَمِيَ الوطيسُ يلوذُ
به الصحبُ سدَّاً منيعاً وَرَدُوا
وصاح النبيُّ بخيرِ الرجالِ
هلُّموا وجنَّاتِ عَدْنٍ ففدوا
فعاد القليلُ ولكْن أُسوداً
أُباةً بكلِّ شموخٍ صعدوا
لنيلِ الشهادةِ رضوانِ ربٍّ
كريمٍ أو النصرِ ذا ما وُعِدوا
فكان النجاحُ وفوزٌ عظيمٌ
وبالحُسْنَيَيْنِ هُمُ قد سعدوا
-71-
سجايـا الرسـول
أَنا لو ملكتُ القراطيسَ وادا
وماءَ السحابِ جَعَلْتُ المدادا
وطال بيَ العُمْرُ دهراً طويلاً
أُسطِّر فكري، به العقلُ جادا
وأَزرعُ من كلِّ نَبْتٍ ووردٍ
سجايا الرسولِ سهولاً مِهادا
لما كنتُ أُحصي له من خلالٍ
ولا أَجمعنْ من هداهُ الحصادا
ولا أَعلمنْْ كم له من عطورٍ
تفوحُ عبيراً وُحبّاً ودادا
فلو قالَ حرفاً لصارَ كتاباً
ولو خطّ أَمراً لأَضحى جهادا
وإذ أَشرق الوَجْهُ منهُ بنورٍ
أَضاءَ الوجودَ وطالَ العبادا
فمن ذا سَيُحصي شُعاعَ النفوسِ
وفي كلِّ نفسٍ هَدَاها جوادا
روى كُلَّ ذي ظمأٍ عَذْبَ ماءٍ
وكم بَصَّرَ القلبَ أَجلى السوادا
نبيٌّ وبالمؤمنين رحيمٌ
كما النورُ بالحبِّ مَلَكَ الفؤادا
فقلْ للمضلِّين في كلِّ نادٍ
كفاكم جُحوداً وَذُبّوا العنادا
وإنْ لا فموتوا بغيظٍ ورعبٍ
وأَعينكُمْ فاملأوها رمادا
غَزْوَةُ حُنَيْن
وإذ أَعجب المسلمين العَدَدُ
فما مثلهم من جموعٍ أَحَدُ
فمن ذا سيغلبهم في حُنَيْنٍ
وقد كثّرتهم جُيوشٌ جُدُدُ
نسوْا أَنَّهُ اللهُ من ينصرهم
ومن ذا سواهُ العزيزُ الصَمَدُ..؟!
فسرعانَ ما انقضَّ جَيْشُ الأَعادي
عليهم كما الرعدُ حتّى ارتعدوا
وفرّوا وهم يطلبون النجاةَ
بأَرواحهم إذ تهاوى المَدَدُ
ولم يبقَ إلاّ النبيُّ الكريمُ
يصدُّ الفوارسَ ذاك الأَسَدُ
كما الحصنُ يثبت مثلَ الأَشمِّ
له عند ضربِ الرقابِ الجَلَدُ
إذا ما حَمِيَ الوطيسُ يلوذُ
به الصحبُ سدَّاً منيعاً وَرَدُوا
وصاح النبيُّ بخيرِ الرجالِ
هلُّموا وجنَّاتِ عَدْنٍ ففدوا
فعاد القليلُ ولكْن أُسوداً
أُباةً بكلِّ شموخٍ صعدوا
لنيلِ الشهادةِ رضوانِ ربٍّ
كريمٍ أو النصرِ ذا ما وُعِدوا
فكان النجاحُ وفوزٌ عظيمٌ
وبالحُسْنَيَيْنِ هُمُ قد سعدوا
-71-
سجايـا الرسـول
أَنا لو ملكتُ القراطيسَ وادا
وماءَ السحابِ جَعَلْتُ المدادا
وطال بيَ العُمْرُ دهراً طويلاً
أُسطِّر فكري، به العقلُ جادا
وأَزرعُ من كلِّ نَبْتٍ ووردٍ
سجايا الرسولِ سهولاً مِهادا
لما كنتُ أُحصي له من خلالٍ
ولا أَجمعنْ من هداهُ الحصادا
ولا أَعلمنْْ كم له من عطورٍ
تفوحُ عبيراً وُحبّاً ودادا
فلو قالَ حرفاً لصارَ كتاباً
ولو خطّ أَمراً لأَضحى جهادا
وإذ أَشرق الوَجْهُ منهُ بنورٍ
أَضاءَ الوجودَ وطالَ العبادا
فمن ذا سَيُحصي شُعاعَ النفوسِ
وفي كلِّ نفسٍ هَدَاها جوادا
روى كُلَّ ذي ظمأٍ عَذْبَ ماءٍ
وكم بَصَّرَ القلبَ أَجلى السوادا
نبيٌّ وبالمؤمنين رحيمٌ
كما النورُ بالحبِّ مَلَكَ الفؤادا
فقلْ للمضلِّين في كلِّ نادٍ
كفاكم جُحوداً وَذُبّوا العنادا
وإنْ لا فموتوا بغيظٍ ورعبٍ
وأَعينكُمْ فاملأوها رمادا
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-72-
دينٌ ودنيا
سلامٌ على المُصطفى والسراجِ
يُحيِّيهِ قلبي بكلِّ ابتهاجِ
أَقام على الأرضِ خيْرَ الصراطِ
وجاءَ شِفاءً وَحُسْنَ العلاجِ
وجاهد في اللهِ حقّ الجهادِ
وكم عانقتهُ جميعُ الفجاجِ
وقادَ الجيوشَ، وبَعَثَ السرايا
يُقاوم أَمواجَ بحرٍ لُجاجِ
فكم من غُزاةٍ كليثٍ غزاها
ففرَّ الطغاةُ كمثلِ النعاجِ
وكم عَرَفَتْهُ الصحاري شُجاعاً
وقد كرَّ في الحربِ بين العُجاجِ
يردُّ هناك من الكافرينَ
جبابرةً قد غَدَوْا من زُجاجِ
وفي كلِّ شبرٍ أذلَّ العُصاةَ
فَطَهّرها الأرضَ من كلِّ هاجِ
ورغم المعاركِ كمِّ الحُروبِ
دعا للولائم عندّ الزواج
وحضّ على الإحتفال بعيدٍ
لفطرٍ وأَضحى، بِحُسْنِ المزاج
فأكلٌ وشربٌ وأيّامُ ذكرٍ
لربّ السماءِ عظيمِ الخراجِ
فعلّمنا كيف نحيا كراماً
بلا أيِّ هَمٍّ، ولا إنزعاجِ
-73-
خير القرون
لقد كان قرنك خيرَ القرونِ
فأَنت الذي كنت نورَ العُيونِ
وهذَّبتَ في الناسِ ما ساءَ طبعاً
وحرّرْتهم من ظلامٍ، سُجونِ
هو الجهلُ كم فيهِ من ظُلُماتٍ
وحقدٍ وبغضِ، وَفُحْشٍ الظُنونِ
ففيهم نَهَضْتَ تُعَلِّمُ عَمْراً
طريقَ النجاةِ بغيرِ شُجونِ
وَسَعْداً رَقَيْتَ فأَضحى هُماماً
وقادَ جيوشاً لدكِّ الحُصونِ
وَزَيْداً هَدَيْتَ فصار شهيداً
ولم يخشَ في اللهِ سيفَ المنونِ
وذاكَ الذي رام فُحْشاً فقلتَ
أَترضاهُ..؟! ثُمَّ نجا من فُتونِ
فكم من دواءٍ وَصَفْتَ لقومٍ
وكم من هُدىً جئتَ في كلِّ حينِ
ولامستَ نُصْحاً شغافَ القلوبِ
فشُدَّت إليكَ بنوطِ الحنينِ
وما رَغِبَتْ عنك نفسٌ جُفاءً
فكنت لها مثلَ ملءِ الجُفونِ
فأَخْرَجْتَ للعالمين هُداةً
بنوْا أُمةً بالكتاب المصونِ
فأَنعمْ بما قد هَدَيْتَ فَفُزْتَ
ومن ذا كمثلِ النبيِّ الأَمينِ..؟!
دينٌ ودنيا
سلامٌ على المُصطفى والسراجِ
يُحيِّيهِ قلبي بكلِّ ابتهاجِ
أَقام على الأرضِ خيْرَ الصراطِ
وجاءَ شِفاءً وَحُسْنَ العلاجِ
وجاهد في اللهِ حقّ الجهادِ
وكم عانقتهُ جميعُ الفجاجِ
وقادَ الجيوشَ، وبَعَثَ السرايا
يُقاوم أَمواجَ بحرٍ لُجاجِ
فكم من غُزاةٍ كليثٍ غزاها
ففرَّ الطغاةُ كمثلِ النعاجِ
وكم عَرَفَتْهُ الصحاري شُجاعاً
وقد كرَّ في الحربِ بين العُجاجِ
يردُّ هناك من الكافرينَ
جبابرةً قد غَدَوْا من زُجاجِ
وفي كلِّ شبرٍ أذلَّ العُصاةَ
فَطَهّرها الأرضَ من كلِّ هاجِ
ورغم المعاركِ كمِّ الحُروبِ
دعا للولائم عندّ الزواج
وحضّ على الإحتفال بعيدٍ
لفطرٍ وأَضحى، بِحُسْنِ المزاج
فأكلٌ وشربٌ وأيّامُ ذكرٍ
لربّ السماءِ عظيمِ الخراجِ
فعلّمنا كيف نحيا كراماً
بلا أيِّ هَمٍّ، ولا إنزعاجِ
-73-
خير القرون
لقد كان قرنك خيرَ القرونِ
فأَنت الذي كنت نورَ العُيونِ
وهذَّبتَ في الناسِ ما ساءَ طبعاً
وحرّرْتهم من ظلامٍ، سُجونِ
هو الجهلُ كم فيهِ من ظُلُماتٍ
وحقدٍ وبغضِ، وَفُحْشٍ الظُنونِ
ففيهم نَهَضْتَ تُعَلِّمُ عَمْراً
طريقَ النجاةِ بغيرِ شُجونِ
وَسَعْداً رَقَيْتَ فأَضحى هُماماً
وقادَ جيوشاً لدكِّ الحُصونِ
وَزَيْداً هَدَيْتَ فصار شهيداً
ولم يخشَ في اللهِ سيفَ المنونِ
وذاكَ الذي رام فُحْشاً فقلتَ
أَترضاهُ..؟! ثُمَّ نجا من فُتونِ
فكم من دواءٍ وَصَفْتَ لقومٍ
وكم من هُدىً جئتَ في كلِّ حينِ
ولامستَ نُصْحاً شغافَ القلوبِ
فشُدَّت إليكَ بنوطِ الحنينِ
وما رَغِبَتْ عنك نفسٌ جُفاءً
فكنت لها مثلَ ملءِ الجُفونِ
فأَخْرَجْتَ للعالمين هُداةً
بنوْا أُمةً بالكتاب المصونِ
فأَنعمْ بما قد هَدَيْتَ فَفُزْتَ
ومن ذا كمثلِ النبيِّ الأَمينِ..؟!
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-74-
خير أُمّة
مَلأُتَ الورى أُمةً ورجالا
فكانوا هُداةً، وزادوا جلالا
وصاروا علي الأَرضِ مثلَ الشُموعِ
تَُضيءُ الليالي، وتسمو جمالا
فمن مثلهم حازحُسْنَ السجايا
وفازَ علي العالمين خلالا
وربُّ السماءِ أَحلَّ عليهم
رضاهُ مَديحاً، ففاقوا مثالا
فأُنْتَ الذي قَدْ بنَيْتَ الرجالَ
هَدَيْتَ النفوسَ، تطولُ الجبالا
فما نمتَ في ذاتِ يومٍ خُمولاً
ولا ارتحتَ في البيتِ مثَلَ الكُسالى
نَشَرْتَ تعاليمَ دينٍ حنيفٍ
بقولٍ كريمٍ يفيض كمالا
وبالسيفِ أَدَّبتَ من جاءَ يغزو
وَخُضْتَ مع الكُفرِ حَرْباً سجالا
وكم كُنْتَ تَرْغبُ أَن يستنيروا
بهدْيِ الكتابِ- سنيناً طوالا
ولكنّهم قاوموكَ بعنفٍ
وثاروا عليك بحقْدٍ جهالا
وَمِنْ ثَمَّ قد أخرجوك طُغاةً
أَذاقوكَ مُرَّ العذابِ جِدالا
أَما جالدوكَ بسيفٍ بُغاةً
وهم أرغموكَ- وراموا- القتالا..؟!
-75-
الوحْـي
أجبريلَ جئت بنعْيِ الرسولِ..
بقرآنِ ربِّ السماءِ الجليلِ..؟
نَزَلْتَ بآياتِ ذكْرٍ حكيمٍ
كلاماً يُنيرُ جميعَ العقولِ
إذا ما انجلى الكُفْرُ عن كلِّ قلبٍ
فتهفوا النفوسُ إلى خيْرَ قيلِ
عَرَفْتُكَ أَنْتَ أَمينُ السماءِ
أَخاً للحبيبِ الأَمينِ النبيلِ
فكم زُرْتَهُ في أمانٍ سلاماً
نَضَحْتَ له الودَّ نُصْحَ الخليلِ
فأَشرقتما مثلَ بدريْنِ نوراً
وبلّغتما خَيْرَ وَحْي النُزولِ
فيا خيرَ صحبِ النبيِّ صلاةً
عليهِ، عليك بشوْقٍ جميلِ
غَدَتْ من صفائكما الأَرضُ ورداً
ففاحَ الربيعُ بعطرٍ أَسيلِ
وحبُّكما قد سرى في عروقي
كما الشهدُ بات شِفاءَ العليلِ
فَمَنْ بَعْدَ ربِّ السماءِ هدانا
لنورِ الكتابِ، جلاءَ السبيلِ..؟!
لك الحمدُ يا ربّنا ما حيينا
على ذا العطاءِ بشكرٍ جزيلِ
فحسبي رضاك فأَنت الكريمُ
وأَنت الحكيم، ونعمَ الوكيلِ
خير أُمّة
مَلأُتَ الورى أُمةً ورجالا
فكانوا هُداةً، وزادوا جلالا
وصاروا علي الأَرضِ مثلَ الشُموعِ
تَُضيءُ الليالي، وتسمو جمالا
فمن مثلهم حازحُسْنَ السجايا
وفازَ علي العالمين خلالا
وربُّ السماءِ أَحلَّ عليهم
رضاهُ مَديحاً، ففاقوا مثالا
فأُنْتَ الذي قَدْ بنَيْتَ الرجالَ
هَدَيْتَ النفوسَ، تطولُ الجبالا
فما نمتَ في ذاتِ يومٍ خُمولاً
ولا ارتحتَ في البيتِ مثَلَ الكُسالى
نَشَرْتَ تعاليمَ دينٍ حنيفٍ
بقولٍ كريمٍ يفيض كمالا
وبالسيفِ أَدَّبتَ من جاءَ يغزو
وَخُضْتَ مع الكُفرِ حَرْباً سجالا
وكم كُنْتَ تَرْغبُ أَن يستنيروا
بهدْيِ الكتابِ- سنيناً طوالا
ولكنّهم قاوموكَ بعنفٍ
وثاروا عليك بحقْدٍ جهالا
وَمِنْ ثَمَّ قد أخرجوك طُغاةً
أَذاقوكَ مُرَّ العذابِ جِدالا
أَما جالدوكَ بسيفٍ بُغاةً
وهم أرغموكَ- وراموا- القتالا..؟!
-75-
الوحْـي
أجبريلَ جئت بنعْيِ الرسولِ..
بقرآنِ ربِّ السماءِ الجليلِ..؟
نَزَلْتَ بآياتِ ذكْرٍ حكيمٍ
كلاماً يُنيرُ جميعَ العقولِ
إذا ما انجلى الكُفْرُ عن كلِّ قلبٍ
فتهفوا النفوسُ إلى خيْرَ قيلِ
عَرَفْتُكَ أَنْتَ أَمينُ السماءِ
أَخاً للحبيبِ الأَمينِ النبيلِ
فكم زُرْتَهُ في أمانٍ سلاماً
نَضَحْتَ له الودَّ نُصْحَ الخليلِ
فأَشرقتما مثلَ بدريْنِ نوراً
وبلّغتما خَيْرَ وَحْي النُزولِ
فيا خيرَ صحبِ النبيِّ صلاةً
عليهِ، عليك بشوْقٍ جميلِ
غَدَتْ من صفائكما الأَرضُ ورداً
ففاحَ الربيعُ بعطرٍ أَسيلِ
وحبُّكما قد سرى في عروقي
كما الشهدُ بات شِفاءَ العليلِ
فَمَنْ بَعْدَ ربِّ السماءِ هدانا
لنورِ الكتابِ، جلاءَ السبيلِ..؟!
لك الحمدُ يا ربّنا ما حيينا
على ذا العطاءِ بشكرٍ جزيلِ
فحسبي رضاك فأَنت الكريمُ
وأَنت الحكيم، ونعمَ الوكيلِ
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-76-
العام الأخير
وفي حُجّةٍ للوداعِ الأَخيرِ
على عرفاتٍ ،ويَوْمَ النفيرِ
خَطَبْتَ جُموعَ الحجيجِ حكيماً
وَوَضّحْتَ للناسِ خيْرَ الأُمورِ
وَقُلْتَ لعلّي أنَا لا أَراكم
ومن بعد عامي..بحكمِ القديرِ
وَوَصَّيْتَ بالمؤمنين رؤوفاً
وصايا غَدَتْ مثلَ نبعٍ غزيرِ
كما الدرُّ يُحْفَظُ فَوْقَ الرؤوسِ
وذي حفْظُها في خبايا الصدورِ
وبّينتَ هَدْيًا، وَنَهْجاً قويماً
ومن كلِّ أَمرٍ عظيمٍ خطيرِ
وَشَيَّدْتَ للدينِ حصناً منيعاً
بَلَغْتَ الذُرى للبناءِ الكبيرِ
وأَتْمَمْتَ رسمَ طريقِ النجاةِ
من الُموْبقاتِ بشرعٍ مُنيرِ
فأَكملتَ ما جئتَ تدعو إليهِ
سنيناً مَضَتْ بعذابٍ مريرِ
وكلّلتَ بالغارِ نصراً مُبيناً
وفزتَ الأَمينَ، وخيرَ النصيرِ
على أُمّةِ المسلمين خشيتَ
عذابَ الجحيمِ، ونارَ السعيرِ
خَتَمْتَ ألا هَلْ وَعَيْتُمْ بلاغي..؟
أَياربِّ فاشهدْ بلاغَ النذيرِ
-77-
أهل البقيع
تسلَّلتَ في الليلِ نحو البقيعٍ
وقلتَ سلاماً بقلبٍ وجيعِ
وخاطبتَ قَوْماً غدوْا فى سُباتٍ
وبعد السجودِ، وإثر الركوعِ
تُحدِّثُ من مات إذ يسمعون
وما فى العبادِ لهم من سميعِ
أَيا أَهلَ دارٍ مضوْاُ مؤْمنينا
سَبَقْتَمْ، لِنَلْحَقَ مثلَ الجميعِ
عسى الله أَنْ يغفرنَّ الذنوبَ
وفيهِ الرجاءُ لعبدٍ مُطيعِ
وتذرفُ عيناك دمعاً غزيراً
فيا للتُقى فيك، يا للدموعِ
على أُمَّةِ الحقِّ تَخْشى كثيراً
وتبكي من النارِ بين الضلوعِ
يذوبُ الورى من أَنينك حُزْناً
فذي أُمَّتي مثلَ طلعِ الربيعِ
أَلا أُمّتي—أُمّتي يا إلهي
قِها النارَ ربِّي وشرَّ الوقوعِ
لتحفظْها ياربِّ من كلِّ سوءٍ
وأَكرمْها يا ذا المقامِ الرفيعِ
تَضَرَّعْتَ للهِ تَرجوهُ عَفْواً
فما أَغناكَ بهذا الصنيعِ
فصلَّى عليك الإلهُ الكريمُ
فما مثْلَهُ من مُجيبٍ بديعِ
العام الأخير
وفي حُجّةٍ للوداعِ الأَخيرِ
على عرفاتٍ ،ويَوْمَ النفيرِ
خَطَبْتَ جُموعَ الحجيجِ حكيماً
وَوَضّحْتَ للناسِ خيْرَ الأُمورِ
وَقُلْتَ لعلّي أنَا لا أَراكم
ومن بعد عامي..بحكمِ القديرِ
وَوَصَّيْتَ بالمؤمنين رؤوفاً
وصايا غَدَتْ مثلَ نبعٍ غزيرِ
كما الدرُّ يُحْفَظُ فَوْقَ الرؤوسِ
وذي حفْظُها في خبايا الصدورِ
وبّينتَ هَدْيًا، وَنَهْجاً قويماً
ومن كلِّ أَمرٍ عظيمٍ خطيرِ
وَشَيَّدْتَ للدينِ حصناً منيعاً
بَلَغْتَ الذُرى للبناءِ الكبيرِ
وأَتْمَمْتَ رسمَ طريقِ النجاةِ
من الُموْبقاتِ بشرعٍ مُنيرِ
فأَكملتَ ما جئتَ تدعو إليهِ
سنيناً مَضَتْ بعذابٍ مريرِ
وكلّلتَ بالغارِ نصراً مُبيناً
وفزتَ الأَمينَ، وخيرَ النصيرِ
على أُمّةِ المسلمين خشيتَ
عذابَ الجحيمِ، ونارَ السعيرِ
خَتَمْتَ ألا هَلْ وَعَيْتُمْ بلاغي..؟
أَياربِّ فاشهدْ بلاغَ النذيرِ
-77-
أهل البقيع
تسلَّلتَ في الليلِ نحو البقيعٍ
وقلتَ سلاماً بقلبٍ وجيعِ
وخاطبتَ قَوْماً غدوْا فى سُباتٍ
وبعد السجودِ، وإثر الركوعِ
تُحدِّثُ من مات إذ يسمعون
وما فى العبادِ لهم من سميعِ
أَيا أَهلَ دارٍ مضوْاُ مؤْمنينا
سَبَقْتَمْ، لِنَلْحَقَ مثلَ الجميعِ
عسى الله أَنْ يغفرنَّ الذنوبَ
وفيهِ الرجاءُ لعبدٍ مُطيعِ
وتذرفُ عيناك دمعاً غزيراً
فيا للتُقى فيك، يا للدموعِ
على أُمَّةِ الحقِّ تَخْشى كثيراً
وتبكي من النارِ بين الضلوعِ
يذوبُ الورى من أَنينك حُزْناً
فذي أُمَّتي مثلَ طلعِ الربيعِ
أَلا أُمّتي—أُمّتي يا إلهي
قِها النارَ ربِّي وشرَّ الوقوعِ
لتحفظْها ياربِّ من كلِّ سوءٍ
وأَكرمْها يا ذا المقامِ الرفيعِ
تَضَرَّعْتَ للهِ تَرجوهُ عَفْواً
فما أَغناكَ بهذا الصنيعِ
فصلَّى عليك الإلهُ الكريمُ
فما مثْلَهُ من مُجيبٍ بديعِ
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-78-
المـرض
أيا نفسُ بات الحبيبُ يُعاني
من المشـركين طُغاةِ الزمانِ
وَفُجْـرِ الملوكِ يتيهون كِبْـراً
يرومون ظُلْماً وفي كلِّ آنِ
هـي الأَرضُ قدْ إعتلاها الفسـادُ
وفاضت بشرٍّ وذلِّ الهوانِ
ففي الشرقِ فُرْسٌ وفي الغرب رومٌ
وَقَيْصَرُ هاجَ بغيرِ عنـانِ
أَطاشَ العقولَ ظهورُ النبـيِّ
عزيزاً قويّاً كسـيفٍ يمـانِ
غدا للبُـغاةِ عـدوّاً مُبيـناً
فهبُّوا إليـهِ قُسـاةَ الجَنَـانِ
فسـيَّر للمجرمين جيـوشاً
تَصُدُّ الذئابَ بكلِّ سنـانِ
ولم تُثـنهِ عن ركوبِ الصعابِ
أَحاسيسُ شكوى بَدَتْ للعيـانِ
وفي كلِّ يومٍ تزيدُ عنـاءً
وَعَرَقٌ تَصَبَّبَ مثـلَ الجُمانِ
فما تَرَكَ النُصْحَ للمسلمينا
يُعلِّمُ ، يهدي لدربِ الأمانِ
وزادَ بهِ السُمُّ أَضحى عليلاً
وما للأَحاسيسِ من تُرْجمانِ
فللّهِ درّ الذي قد هدانا
سبيلَ الفلاحِ، وخيرَ الجنانِ
-79-
وفاةُ الرسول
وماتَ الرسولُ، وعاشَ هُداهُ
ولم يعرفِ القلبُ روضاً سواهُ
هو الفَذُّ قائدُ كُلِّ الكرامِ
من الخلقِ ربُّ السماءِ اجتباهُ
حباهُ بخيرِ الرسالاتِ مَجْداً
تليداً فَجَلَّ الذي قد حباهُ
سراجاً منيراً وَهَدْياً مُبيناً
يشعُّ على العالمين سناهُ
بَكَتْهُ العيونُ، جميعُ القلوبِ
فؤادي بدمعٍ غزيرٍٍ بكاهُ
إذا ما أَلمَّتْ بيَ الذكرياتُ
لموتِ الذي رُّبنا إِصطفاهُ
وجاءَ أميناً وبعثاً رحيماً
ومات كريماً، عظيماً نداهُ
فيا للبشيرِ وخَيْرِ الأَنامِ
سما في الورى ذكرهُ, كم تراهُ..؟!
بكى جِذْعُ نَخلٍ فراقَ النبيِّ
إذا ما صَعَدَ الحبيبُ عداهُ
وذاك البَعيرُ شكا ظُلْمَ عَبْدٍ
فمن ظُلْمهِ ذو السجايا وقاهُ
وَحَنَّ إليهِ الحصى فاض شوقاً
وصار يئنُّ إذا ما رآهُ
فمن يملك الصبرَ عند الفراقِ
إذا ما الرسولُ ليومٍ جفاهُ
المـرض
أيا نفسُ بات الحبيبُ يُعاني
من المشـركين طُغاةِ الزمانِ
وَفُجْـرِ الملوكِ يتيهون كِبْـراً
يرومون ظُلْماً وفي كلِّ آنِ
هـي الأَرضُ قدْ إعتلاها الفسـادُ
وفاضت بشرٍّ وذلِّ الهوانِ
ففي الشرقِ فُرْسٌ وفي الغرب رومٌ
وَقَيْصَرُ هاجَ بغيرِ عنـانِ
أَطاشَ العقولَ ظهورُ النبـيِّ
عزيزاً قويّاً كسـيفٍ يمـانِ
غدا للبُـغاةِ عـدوّاً مُبيـناً
فهبُّوا إليـهِ قُسـاةَ الجَنَـانِ
فسـيَّر للمجرمين جيـوشاً
تَصُدُّ الذئابَ بكلِّ سنـانِ
ولم تُثـنهِ عن ركوبِ الصعابِ
أَحاسيسُ شكوى بَدَتْ للعيـانِ
وفي كلِّ يومٍ تزيدُ عنـاءً
وَعَرَقٌ تَصَبَّبَ مثـلَ الجُمانِ
فما تَرَكَ النُصْحَ للمسلمينا
يُعلِّمُ ، يهدي لدربِ الأمانِ
وزادَ بهِ السُمُّ أَضحى عليلاً
وما للأَحاسيسِ من تُرْجمانِ
فللّهِ درّ الذي قد هدانا
سبيلَ الفلاحِ، وخيرَ الجنانِ
-79-
وفاةُ الرسول
وماتَ الرسولُ، وعاشَ هُداهُ
ولم يعرفِ القلبُ روضاً سواهُ
هو الفَذُّ قائدُ كُلِّ الكرامِ
من الخلقِ ربُّ السماءِ اجتباهُ
حباهُ بخيرِ الرسالاتِ مَجْداً
تليداً فَجَلَّ الذي قد حباهُ
سراجاً منيراً وَهَدْياً مُبيناً
يشعُّ على العالمين سناهُ
بَكَتْهُ العيونُ، جميعُ القلوبِ
فؤادي بدمعٍ غزيرٍٍ بكاهُ
إذا ما أَلمَّتْ بيَ الذكرياتُ
لموتِ الذي رُّبنا إِصطفاهُ
وجاءَ أميناً وبعثاً رحيماً
ومات كريماً، عظيماً نداهُ
فيا للبشيرِ وخَيْرِ الأَنامِ
سما في الورى ذكرهُ, كم تراهُ..؟!
بكى جِذْعُ نَخلٍ فراقَ النبيِّ
إذا ما صَعَدَ الحبيبُ عداهُ
وذاك البَعيرُ شكا ظُلْمَ عَبْدٍ
فمن ظُلْمهِ ذو السجايا وقاهُ
وَحَنَّ إليهِ الحصى فاض شوقاً
وصار يئنُّ إذا ما رآهُ
فمن يملك الصبرَ عند الفراقِ
إذا ما الرسولُ ليومٍ جفاهُ
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-80-
بكاءُ العيون
بَكَتْكَ العيونُ ليالٍ طوالا
جرى الدمعُ منها غزيراً سجالا
وتلك القلوبُ بكتْكَ دماءً
تسيلُ مع الدمعِ تبدو هلالا
ألا أَيُّها الزعفرانُ النقىُّ
وروضُ الزهور سَمَوْتَ جمالا
طَلَعْتَ علينا كشمسِ الصباحِ
وبعد الدُجى كم زماناً توالى
حملتَ إلينا النعيمَ بشيراً
وللكفْرِ أَنذرتَ سوءاً مآلا
فيا للمُحبيِّن ماذا عساهم
يقولون حين رأَوْكَ هُزالا..؟!
ويا للصحابةِ لَمّا أهالوا
عليك الترابَ , وكان مُحالا
كمِ انخلعتْ من حشاها القلوبُ
لرؤوياكَ تمضي, أَتغدوخيالا ..؟!
أما كُنْتَ للناس غوْثا مُعيناً
وللخلْقِ قد جئت ماءً زُلالا .. ؟!
وفاقت سجاياك حُسْناً ونُبْلاً
وَجُزْتَ ذوي الفضلِ حُبّاً وصالا
سَمَوْتَ على العالمين جواداً
وَفُقْتَ الأَنامَ تُقىً وجلالا
فكيفَ هَجَرْتَ من الصحبِ جَمْعاً
أحبّوك كيف تركت بلالا ..؟!
-81-
بكاءُ الصحابة
بكاك الصحابةُ زادوا نحيبا
وما كان ذاكَ البكاءُ عجيبا
فأَنتَ الذي عشتَ أَوْفى صديقٍ
لصحبك قُمْتَ أَميناً حبيبا
جَمَعْتَ الرفاقَ على خيرِ دربٍ
وَجُزْتَ بهم كلَّ صعبٍ مُصيبا
وأَخرجتهم من عذابٍ وجهلٍ
إلى نورِ علمٍ فصارَ قريبا
بنيْتَ بهم أُمّةَ المسلمين
وبعد اختلافٍ، وكانوا شُعوبا
فأَلَّفْتَ بين القلوبِ جميعاً
وعالجتها كالشفاءِ طبيبا
زَرَعْتَ الصحاري فأَضحتْ جناناً
وحرثُك بالماءِ صارَ خصيبا
لدينِ السلامِ أقمتَ حُصوناً
بها قد مَلَكْتَ النفوسَ، القلوبا
فهلْ قبلَ بعثِكَ مَنَ ظَنَّ أّنَّ
جموعَ الحُفاةِ تنيرُ الدروبا..؟!
لقد غيّروا الأرضَ عَدْلا وحبّاً
فحلّ الأمانُ نديّاً طروبا
دعاك الإلهُ إليهِ بودٍّ
فلبَّيْتَ ربَّ السماءِ مُجيبا
رحلتَ إلى خيرِ دارٍ جنانٍ
فَعًدْتَ إليهِ تقيّاً مُنيبا
بكاءُ العيون
بَكَتْكَ العيونُ ليالٍ طوالا
جرى الدمعُ منها غزيراً سجالا
وتلك القلوبُ بكتْكَ دماءً
تسيلُ مع الدمعِ تبدو هلالا
ألا أَيُّها الزعفرانُ النقىُّ
وروضُ الزهور سَمَوْتَ جمالا
طَلَعْتَ علينا كشمسِ الصباحِ
وبعد الدُجى كم زماناً توالى
حملتَ إلينا النعيمَ بشيراً
وللكفْرِ أَنذرتَ سوءاً مآلا
فيا للمُحبيِّن ماذا عساهم
يقولون حين رأَوْكَ هُزالا..؟!
ويا للصحابةِ لَمّا أهالوا
عليك الترابَ , وكان مُحالا
كمِ انخلعتْ من حشاها القلوبُ
لرؤوياكَ تمضي, أَتغدوخيالا ..؟!
أما كُنْتَ للناس غوْثا مُعيناً
وللخلْقِ قد جئت ماءً زُلالا .. ؟!
وفاقت سجاياك حُسْناً ونُبْلاً
وَجُزْتَ ذوي الفضلِ حُبّاً وصالا
سَمَوْتَ على العالمين جواداً
وَفُقْتَ الأَنامَ تُقىً وجلالا
فكيفَ هَجَرْتَ من الصحبِ جَمْعاً
أحبّوك كيف تركت بلالا ..؟!
-81-
بكاءُ الصحابة
بكاك الصحابةُ زادوا نحيبا
وما كان ذاكَ البكاءُ عجيبا
فأَنتَ الذي عشتَ أَوْفى صديقٍ
لصحبك قُمْتَ أَميناً حبيبا
جَمَعْتَ الرفاقَ على خيرِ دربٍ
وَجُزْتَ بهم كلَّ صعبٍ مُصيبا
وأَخرجتهم من عذابٍ وجهلٍ
إلى نورِ علمٍ فصارَ قريبا
بنيْتَ بهم أُمّةَ المسلمين
وبعد اختلافٍ، وكانوا شُعوبا
فأَلَّفْتَ بين القلوبِ جميعاً
وعالجتها كالشفاءِ طبيبا
زَرَعْتَ الصحاري فأَضحتْ جناناً
وحرثُك بالماءِ صارَ خصيبا
لدينِ السلامِ أقمتَ حُصوناً
بها قد مَلَكْتَ النفوسَ، القلوبا
فهلْ قبلَ بعثِكَ مَنَ ظَنَّ أّنَّ
جموعَ الحُفاةِ تنيرُ الدروبا..؟!
لقد غيّروا الأرضَ عَدْلا وحبّاً
فحلّ الأمانُ نديّاً طروبا
دعاك الإلهُ إليهِ بودٍّ
فلبَّيْتَ ربَّ السماءِ مُجيبا
رحلتَ إلى خيرِ دارٍ جنانٍ
فَعًدْتَ إليهِ تقيّاً مُنيبا
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-82-
مثوى الرسول
ألا تسأًلنْ كيف قَبْرُ الحبيبِ..؟!
جناناً غدا في رحابِ الطيوبِ
فيا فَوْزَ من ذاك صلَّى عليهِ
هو المُصطفى نورُ كلِّ القلوبِ
لهُ في النفوسِ صَفيُّ الودادِ
وحبٌّ عظيمٌ كسحرٍ عجيبِ
فيا قبرُ كيف احْتضَنْتَ الضياءَ
فبات الدُجى في جميعِ الدروبِ
وأسكنْتَ في القلبِ منك الجمالَ
فيا شوقنا للربيعِ الخصيبِ
جَمَعْتَ لديك الندى والبهاءَ
وبدراً يضيءُ بغيرِ مغيبِ
وصرْتَ مَزاراً وَقُدْساً شريفاً
لموجِ الحجيجِ كبحرٍ رحيبِ
فكم طبتَ مثوىً كريماً تقيَّاً
وفزتَ بقربِ الحبيبِ المهيبِ
ومن ذاك مثلك أَضْحى جلالاً
كهالةِ بدرٍ بَدَتْ من قريبِ
ألستَ بفردوسِ جَنَّاتِ عدْنٍ
وأَشرف ما في الثرى من كثيبِ
أُحيِّيك في كلِّ آنٍ سلاماً
ونُجِّيتَ من حادثاتٍ خُطوبِ
وإنّي أُصلّي على خيْرِ هدْيٍ
فيا جَنَّةَ الخُلْدِ هلْ من مُجيبِ...؟!
-83-
لن ننساك
أَيَسْلوكَ صَيْفٌ، وصَفْوُ السماءِ
وغيمٌ جرى دمعُهُ في الشتاءِ
وليلٌ تهادى عليك مُقيماً
وأَنتَ تُصلّي بطُهْرِ النقاءِ
وبدرٌ أَطلَّ عليك شُروقاً
فغبتَ، وذكراكَ مثلَ الضياءِ
وأَرضٌ تغنَّتْ إذا ما خَطَوْتَ
عليها، تتيهُ من الخُيَلاءِ
وذاكَ الربيعُ اصطفى وجنتْيكَ
ليزهوَ بالوردِ مِنْ ذا الصفاءِ
وشمسٌ بنورك أَضحت ضياءً
وتلك النجومُ بدت في المساءِ
وطيرٌ على الأَيْكِ قد راح يشدو
فطار من الشوْقِ عَبْرَ الفضاءِ..؟!
حجارةُ مكّةَ كم قبّلتكَ
وطيبةُ كم ظلّلتْ بالوفاءِ
وماءٌ،ونبعٌ وأَشجارُ نخلٍ
وسيفٌ، وترسٌ وخيلُ اللقاءِ
وبيداءُ كم جُبْتَ فيها الرمالَ
تشقُّ الدروبَ مع الأَوْلياءِ
ومطرٌ وبرقٌ ورعدٌ وزرْعٌ
وتلك الرياحُ بَكَتْ في العراءِ
نسيمٌ يصلّي عليك حنيناً
فمن ذا سلى خاتمَ الأنبياءِ..؟!
مثوى الرسول
ألا تسأًلنْ كيف قَبْرُ الحبيبِ..؟!
جناناً غدا في رحابِ الطيوبِ
فيا فَوْزَ من ذاك صلَّى عليهِ
هو المُصطفى نورُ كلِّ القلوبِ
لهُ في النفوسِ صَفيُّ الودادِ
وحبٌّ عظيمٌ كسحرٍ عجيبِ
فيا قبرُ كيف احْتضَنْتَ الضياءَ
فبات الدُجى في جميعِ الدروبِ
وأسكنْتَ في القلبِ منك الجمالَ
فيا شوقنا للربيعِ الخصيبِ
جَمَعْتَ لديك الندى والبهاءَ
وبدراً يضيءُ بغيرِ مغيبِ
وصرْتَ مَزاراً وَقُدْساً شريفاً
لموجِ الحجيجِ كبحرٍ رحيبِ
فكم طبتَ مثوىً كريماً تقيَّاً
وفزتَ بقربِ الحبيبِ المهيبِ
ومن ذاك مثلك أَضْحى جلالاً
كهالةِ بدرٍ بَدَتْ من قريبِ
ألستَ بفردوسِ جَنَّاتِ عدْنٍ
وأَشرف ما في الثرى من كثيبِ
أُحيِّيك في كلِّ آنٍ سلاماً
ونُجِّيتَ من حادثاتٍ خُطوبِ
وإنّي أُصلّي على خيْرِ هدْيٍ
فيا جَنَّةَ الخُلْدِ هلْ من مُجيبِ...؟!
-83-
لن ننساك
أَيَسْلوكَ صَيْفٌ، وصَفْوُ السماءِ
وغيمٌ جرى دمعُهُ في الشتاءِ
وليلٌ تهادى عليك مُقيماً
وأَنتَ تُصلّي بطُهْرِ النقاءِ
وبدرٌ أَطلَّ عليك شُروقاً
فغبتَ، وذكراكَ مثلَ الضياءِ
وأَرضٌ تغنَّتْ إذا ما خَطَوْتَ
عليها، تتيهُ من الخُيَلاءِ
وذاكَ الربيعُ اصطفى وجنتْيكَ
ليزهوَ بالوردِ مِنْ ذا الصفاءِ
وشمسٌ بنورك أَضحت ضياءً
وتلك النجومُ بدت في المساءِ
وطيرٌ على الأَيْكِ قد راح يشدو
فطار من الشوْقِ عَبْرَ الفضاءِ..؟!
حجارةُ مكّةَ كم قبّلتكَ
وطيبةُ كم ظلّلتْ بالوفاءِ
وماءٌ،ونبعٌ وأَشجارُ نخلٍ
وسيفٌ، وترسٌ وخيلُ اللقاءِ
وبيداءُ كم جُبْتَ فيها الرمالَ
تشقُّ الدروبَ مع الأَوْلياءِ
ومطرٌ وبرقٌ ورعدٌ وزرْعٌ
وتلك الرياحُ بَكَتْ في العراءِ
نسيمٌ يصلّي عليك حنيناً
فمن ذا سلى خاتمَ الأنبياءِ..؟!
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
-84-
عُرَى الوصل
بكاكَ الرجالُ، بكتْكَ النساءُ
وكلُّ الورى بعد موتِكَ ساءَوا
فما عادَ جبريلُ ينزلُ وَحْياً
وَغَوْثاً لهُ في النفوسِ الثناءُ
وَجُنْدُ الملائكةِ الأَكرمينا
إذا ما رحلتَ فهل بعدُ جاءَوا..؟!
لقد كُنْتَ للعابدين سلاماً
وأمناً، وللمؤمنين الولاءُ
وإنْ شاع في الناسِ جَدْبٌ وَقَحْطٌ
وجوعٌ يَعُضّ، فأنْتَ العطاءُ
فمن ذاك مثلك في الأَرضِ يوماً
إذا مادعا، يُستجابُ الدعاءُ
سموْتَ يَفيضُ لسانُك عذباً
فكان الهُدى والتُقى والنقاءُ
وبالسيفِ جُزْتَ جميعَ الصعابِ
هو الفصلُ، للكافرين الدواءُ
أما كنتَ حَبْلاً رباطاً وثيقاً
بك الله يقَضْي، هَدى مَنْ يشاءُ
فكيف بها الأَرضُ باتت هُزالاً
تئنُّ إذا ما جَفَتْها السماءُ
عُرَى الوصلِ كنت أَيا خيْرَهادٍ
وَخَيْرَ أنيسٍ، وأَنْتَ الرجاءُ
فصلّى عليك الإلهُ الكريمُ
وَلَيْسَ لأَحدٍ سواهُ البقاءُ
-85-
الرثاءُ الأخير
أُحبُّك والحبُّ فيه النماءُ
وأهفوا إليك فأَنْتَ الرجاءُ
وأَفديك بالمالِ والنفسِ دوْماً
فلا للحياةِ إذا ماتُساءُ
وأَبْكي على من بكاكَ حزيناً
كما لوأَصابَ فؤُادىَ داءُ
فموتُكَ مثل الصواعقِ خَرَّ
على المؤمنين، فذاك القضاءُ
فحلَّ على من أَحبّوك غمَّاً
وفاضَ بما يشعرون العناءُ
وهأنذا اليومَ أَبكيكَ حُلُماً
فكم شدّ فكري إليكَ اللقاءُ
تمنّيت ُلو كُنْتُ درعك صلباً
أَقيك بروحي فإنّي الفداءُ
وأَدفعُ عنك سهامَ العدوِّ
فجسمى لجسمِك ذاكَ وجاءُ
وياليتني كُنْتُ سيْفاً أُسَلُّ
على المشركين ففيهِ الجلاءُ
وأُضحي، وأُمسي أَرى مُقْلَتَيْكَ
ووجهك قَدْ عمَّ فيه البهاءُ
فسبحانهُ اللهُ صلّى عليكَ
سلاماً فكم كان فيهِ العزاءُ
وكم طبتَ فى العالمين رسولاً
نبيَّاً كريماً وطابَ الرثاءُ
غضبة لله ولرسوله
لأنّه المصطفى خير البريّهْ...
لأنّه السراجِ المنيْر..
والهادي البشيرْ...
لأنّه الصادقُ الأمينْ...
رءوفٌ رحيمٌ بالمؤمنينْ
لأنّه أمانُ القلوبِ...
ونور العيونْ
لأنّه حبيب النفوسِ...
ضياءُ الوجودْ
لأنّه معلّمنا ورائدنا، وقائدنا
لأنّه شفيعنا يوم القيامهْ...
لأنه أحبّنا حُبَّاً لا مثيل لهُ...
لأنّه خشىَ علينا عذابَ النار كثيراً
أَفلا نغضبُ للّهِ ولرسولهِ...
إذا ما تطاول الأَقزام..؟!
معية الله
حمى' اللهُ الرسولَ مدى' الحياةِ
وكـمْ كـانَ العدوُّ منْ الطـغاةِ
ذوي كفـرٍ وأحقـادٍ وظلْـم ٍ
فجـاءَوا بالنفيـر ِ وبالـرماةِ
يريـدونَ القضـاءَ على' نبيٍّّ
هَـدَى' دوما ً إلى' سُبُل النجاة
وهم كانوا كما الطوفانُ جنـداً
فسـاءَوا مـن جبابرة ٍ غُزاةِ
أَذلـّهـمُ الـذي رفع السماءَ
وأَخـزى' كيـد أَعـوان البُغاةِ
أعـزَّ نبـيَّهُ حتّـى' اصطفاهُ
كريمـاً في السجايا والصفاتِ
تهـادى' رحمــة ً للعالمينا
ونـورا ً باليقيـن ِ وبالثبـاتِ
فـأَعظمْ بالنبيِّ غـدا سـراجاً
مُنيـراً بالمكـارم ِ والسـماتِ
بقــرآن ٍ حكيـم ٍ جاءَ هَدْيا ً
بسنَّتـهِ اقتـديْنـا والعظـاتِ
فمـا اجتمعـتْ خلالٌ في إمامٍ
كمـا اكتملتْ بـهِ مـن طيِّبات
ولـم يتـركْ صغيراً أوْ كبيراً
بسـيطاً كـان أوْ من مُعْضلاتِ
مـن الأَمـر ِ الذي فيه ِ شفاءٌ
بدون هُدى'، ولو بعضَ الهناتِ
فمن مثلُ الرسولِ بنى صروحاً
لكـلِّ المسلمين مـن الهُـداةِ
وقد جمع الفصيحَ من الخطابِ
بـه ِ يهـدي عقـولاً للعُصاة ِ
ولكـن مـا يزالُ الكُفْرُ يعوي
وينبـحُ بالمدائــن والفـلاة ِ
يُشهّرُ بالـذي قـد جاءَ خيراً
ويدعـو للصـلاة ِ وللزكــاةِ
ونفديـهِ بأَنفسـنا كــرامـاً
لنثـأَرَ مـنْ عتاولـة ٍ عُتـاةٍ
يــذودُ المؤمنونَ بكل ِّ غال ٍ
عنِ الحصن ِالمنيع ِ هُدى' الدعاةِ
ولا نـرضى' بقول ٍ أو برسمٍ
يُسيءُ إليه ِ أو قذف ِ الحصاة ِ
تـردُّ سيوفُنا في الحال ِ ضرباً
وتصعـقُ بطـشَ فُجَّـارٍ بُغاةِ
وذي أَقـلامنـا بَرِقَتْ حـراباً
تصبُّ الموتَ في مُهج ِ القُساة ِ
نَبيـعُ الـروح َ للرحمن ِ حُبَّا ً
نـردُّ الكيـد َ عن خير ِ التقاة ِ
ليرضـى' اللهُ عنّـَا ثُمَّ نُجزى'
جنـان َ الخلـد ِ للغُرِّ الأُبـاة ِ
فجُنـدُ الله ِ نحـنُ، وهم كثيرٌ
نصـد ُّ جحافل القوم ِ الجُنـاةِ
ومنْ ذا غَيرُ ربَّ العرشِ يحمي
ويحفـظ ُ عبـدَه بعد الممـاتِ
غضب ٌ عارم
جبال ُ الأرض ِ إهتزَّت غِضـابا
وماج َ البحرُ هولا ً واضطرابا
وكلُّ الكون ِ أضحى' في جنـونٍ
يفيض أَسى' ً وحزنا ً واكتئابا
وهبَّتْ بالعواصف ِ جنْد ُ ريـح ٍ
لتقصف َ بالغيوم ِ رَبَتْ خصابا
فتنهمـرُ الدموعُ بمـاء ِ مُـزْنٍ
وقدْ كشفت عن اللجج ِ الحجابا
وزلزلت الرعودُ عروش َ حقـدٍ
وأومـض برقها رُسُلا ً شهابا
لتنـذرَ كـُـلّ َ معتـوه ٍ سفيهٍ
يطـول نبيّنا مـنه ُ السُـبابـا
فقـام النـاس فـي كل ِّ البلاد ِ
وذبّوا عـن سنا البدر ِ الذ ُبابـا
وردّوا كيـد َ طاغـوت ٍ مقيت ٍ
ومـن والوه جنـدا ً أو كلابـا
فما نحن ُ الأ ُلى' نرضى' هوانا ً
ولا ذ ُلّا ً فنجلوه ُ الجوابـــا
فهـذا الدرس علّمنـاهُ حُكْمـا ً
لمن بالكبْر ِ قـد وطئوا الرقابا
وهــا نحنُ اجتمعنا في صعيد ٍ
لنسحـق َ كل َّ مَنْ فجروا ذئابا
إذا مـا مسّنا ظلـم ٌ صبـرنـا
ولا نجزي المسيء َ لنـا عقابا
ولكـن إن أهـان َ الدين َ كُفْرٌ
سـحقناه ُ ولـم نقبلْ عتابــا
ومـن مسّ الحبيـب َ لنا بسوءٍ
أذقنـاه ُ مـن المـرِّ العذابــا
فـلا للمغرضين َ إذا أشـاعوا
كلامـا ً نابيـاً ففشى' كذابــا
أرادوا النيلَ مـن شرفٍ تسامى'
لخير الخلق ِ قد جاز السـحابـا
ورفرف في سماء ِ العـز ِّ مجداً
فمـا طال المديحُ له ُ ركابــا
أضـاء َ العالميـن بنور ِ هَدْي ٍ
وبَدَّدَ ظُلْمَة َ الجهـل الضبابــا
عُرَى الوصل
بكاكَ الرجالُ، بكتْكَ النساءُ
وكلُّ الورى بعد موتِكَ ساءَوا
فما عادَ جبريلُ ينزلُ وَحْياً
وَغَوْثاً لهُ في النفوسِ الثناءُ
وَجُنْدُ الملائكةِ الأَكرمينا
إذا ما رحلتَ فهل بعدُ جاءَوا..؟!
لقد كُنْتَ للعابدين سلاماً
وأمناً، وللمؤمنين الولاءُ
وإنْ شاع في الناسِ جَدْبٌ وَقَحْطٌ
وجوعٌ يَعُضّ، فأنْتَ العطاءُ
فمن ذاك مثلك في الأَرضِ يوماً
إذا مادعا، يُستجابُ الدعاءُ
سموْتَ يَفيضُ لسانُك عذباً
فكان الهُدى والتُقى والنقاءُ
وبالسيفِ جُزْتَ جميعَ الصعابِ
هو الفصلُ، للكافرين الدواءُ
أما كنتَ حَبْلاً رباطاً وثيقاً
بك الله يقَضْي، هَدى مَنْ يشاءُ
فكيف بها الأَرضُ باتت هُزالاً
تئنُّ إذا ما جَفَتْها السماءُ
عُرَى الوصلِ كنت أَيا خيْرَهادٍ
وَخَيْرَ أنيسٍ، وأَنْتَ الرجاءُ
فصلّى عليك الإلهُ الكريمُ
وَلَيْسَ لأَحدٍ سواهُ البقاءُ
-85-
الرثاءُ الأخير
أُحبُّك والحبُّ فيه النماءُ
وأهفوا إليك فأَنْتَ الرجاءُ
وأَفديك بالمالِ والنفسِ دوْماً
فلا للحياةِ إذا ماتُساءُ
وأَبْكي على من بكاكَ حزيناً
كما لوأَصابَ فؤُادىَ داءُ
فموتُكَ مثل الصواعقِ خَرَّ
على المؤمنين، فذاك القضاءُ
فحلَّ على من أَحبّوك غمَّاً
وفاضَ بما يشعرون العناءُ
وهأنذا اليومَ أَبكيكَ حُلُماً
فكم شدّ فكري إليكَ اللقاءُ
تمنّيت ُلو كُنْتُ درعك صلباً
أَقيك بروحي فإنّي الفداءُ
وأَدفعُ عنك سهامَ العدوِّ
فجسمى لجسمِك ذاكَ وجاءُ
وياليتني كُنْتُ سيْفاً أُسَلُّ
على المشركين ففيهِ الجلاءُ
وأُضحي، وأُمسي أَرى مُقْلَتَيْكَ
ووجهك قَدْ عمَّ فيه البهاءُ
فسبحانهُ اللهُ صلّى عليكَ
سلاماً فكم كان فيهِ العزاءُ
وكم طبتَ فى العالمين رسولاً
نبيَّاً كريماً وطابَ الرثاءُ
غضبة لله ولرسوله
لأنّه المصطفى خير البريّهْ...
لأنّه السراجِ المنيْر..
والهادي البشيرْ...
لأنّه الصادقُ الأمينْ...
رءوفٌ رحيمٌ بالمؤمنينْ
لأنّه أمانُ القلوبِ...
ونور العيونْ
لأنّه حبيب النفوسِ...
ضياءُ الوجودْ
لأنّه معلّمنا ورائدنا، وقائدنا
لأنّه شفيعنا يوم القيامهْ...
لأنه أحبّنا حُبَّاً لا مثيل لهُ...
لأنّه خشىَ علينا عذابَ النار كثيراً
أَفلا نغضبُ للّهِ ولرسولهِ...
إذا ما تطاول الأَقزام..؟!
معية الله
حمى' اللهُ الرسولَ مدى' الحياةِ
وكـمْ كـانَ العدوُّ منْ الطـغاةِ
ذوي كفـرٍ وأحقـادٍ وظلْـم ٍ
فجـاءَوا بالنفيـر ِ وبالـرماةِ
يريـدونَ القضـاءَ على' نبيٍّّ
هَـدَى' دوما ً إلى' سُبُل النجاة
وهم كانوا كما الطوفانُ جنـداً
فسـاءَوا مـن جبابرة ٍ غُزاةِ
أَذلـّهـمُ الـذي رفع السماءَ
وأَخـزى' كيـد أَعـوان البُغاةِ
أعـزَّ نبـيَّهُ حتّـى' اصطفاهُ
كريمـاً في السجايا والصفاتِ
تهـادى' رحمــة ً للعالمينا
ونـورا ً باليقيـن ِ وبالثبـاتِ
فـأَعظمْ بالنبيِّ غـدا سـراجاً
مُنيـراً بالمكـارم ِ والسـماتِ
بقــرآن ٍ حكيـم ٍ جاءَ هَدْيا ً
بسنَّتـهِ اقتـديْنـا والعظـاتِ
فمـا اجتمعـتْ خلالٌ في إمامٍ
كمـا اكتملتْ بـهِ مـن طيِّبات
ولـم يتـركْ صغيراً أوْ كبيراً
بسـيطاً كـان أوْ من مُعْضلاتِ
مـن الأَمـر ِ الذي فيه ِ شفاءٌ
بدون هُدى'، ولو بعضَ الهناتِ
فمن مثلُ الرسولِ بنى صروحاً
لكـلِّ المسلمين مـن الهُـداةِ
وقد جمع الفصيحَ من الخطابِ
بـه ِ يهـدي عقـولاً للعُصاة ِ
ولكـن مـا يزالُ الكُفْرُ يعوي
وينبـحُ بالمدائــن والفـلاة ِ
يُشهّرُ بالـذي قـد جاءَ خيراً
ويدعـو للصـلاة ِ وللزكــاةِ
ونفديـهِ بأَنفسـنا كــرامـاً
لنثـأَرَ مـنْ عتاولـة ٍ عُتـاةٍ
يــذودُ المؤمنونَ بكل ِّ غال ٍ
عنِ الحصن ِالمنيع ِ هُدى' الدعاةِ
ولا نـرضى' بقول ٍ أو برسمٍ
يُسيءُ إليه ِ أو قذف ِ الحصاة ِ
تـردُّ سيوفُنا في الحال ِ ضرباً
وتصعـقُ بطـشَ فُجَّـارٍ بُغاةِ
وذي أَقـلامنـا بَرِقَتْ حـراباً
تصبُّ الموتَ في مُهج ِ القُساة ِ
نَبيـعُ الـروح َ للرحمن ِ حُبَّا ً
نـردُّ الكيـد َ عن خير ِ التقاة ِ
ليرضـى' اللهُ عنّـَا ثُمَّ نُجزى'
جنـان َ الخلـد ِ للغُرِّ الأُبـاة ِ
فجُنـدُ الله ِ نحـنُ، وهم كثيرٌ
نصـد ُّ جحافل القوم ِ الجُنـاةِ
ومنْ ذا غَيرُ ربَّ العرشِ يحمي
ويحفـظ ُ عبـدَه بعد الممـاتِ
غضب ٌ عارم
جبال ُ الأرض ِ إهتزَّت غِضـابا
وماج َ البحرُ هولا ً واضطرابا
وكلُّ الكون ِ أضحى' في جنـونٍ
يفيض أَسى' ً وحزنا ً واكتئابا
وهبَّتْ بالعواصف ِ جنْد ُ ريـح ٍ
لتقصف َ بالغيوم ِ رَبَتْ خصابا
فتنهمـرُ الدموعُ بمـاء ِ مُـزْنٍ
وقدْ كشفت عن اللجج ِ الحجابا
وزلزلت الرعودُ عروش َ حقـدٍ
وأومـض برقها رُسُلا ً شهابا
لتنـذرَ كـُـلّ َ معتـوه ٍ سفيهٍ
يطـول نبيّنا مـنه ُ السُـبابـا
فقـام النـاس فـي كل ِّ البلاد ِ
وذبّوا عـن سنا البدر ِ الذ ُبابـا
وردّوا كيـد َ طاغـوت ٍ مقيت ٍ
ومـن والوه جنـدا ً أو كلابـا
فما نحن ُ الأ ُلى' نرضى' هوانا ً
ولا ذ ُلّا ً فنجلوه ُ الجوابـــا
فهـذا الدرس علّمنـاهُ حُكْمـا ً
لمن بالكبْر ِ قـد وطئوا الرقابا
وهــا نحنُ اجتمعنا في صعيد ٍ
لنسحـق َ كل َّ مَنْ فجروا ذئابا
إذا مـا مسّنا ظلـم ٌ صبـرنـا
ولا نجزي المسيء َ لنـا عقابا
ولكـن إن أهـان َ الدين َ كُفْرٌ
سـحقناه ُ ولـم نقبلْ عتابــا
ومـن مسّ الحبيـب َ لنا بسوءٍ
أذقنـاه ُ مـن المـرِّ العذابــا
فـلا للمغرضين َ إذا أشـاعوا
كلامـا ً نابيـاً ففشى' كذابــا
أرادوا النيلَ مـن شرفٍ تسامى'
لخير الخلق ِ قد جاز السـحابـا
ورفرف في سماء ِ العـز ِّ مجداً
فمـا طال المديحُ له ُ ركابــا
أضـاء َ العالميـن بنور ِ هَدْي ٍ
وبَدَّدَ ظُلْمَة َ الجهـل الضبابــا
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
من يسخر..؟!
أَيسخرُ منـك يـا خير َ الأنام ِ
دُعاة ُ الشرِّ فـي أَرض ِ اللئام ِ
بلاد ٌ تدّعي التشنـيع َ نبــلا ً
وقولَ الزور ِ مـن خير الكلامِ
أذي الحُرّيّة ُ الصفـراءُ تطغى'
تمس ُّ شُموخ َ أَطهـار ٍ كرام ِ
فمـا للغـرب ِ يهجونا بـظُلم ٍ
وإن ْ كنّا دعـاة ً للســـلام ِ
يطالبنا بنبـذ ِ العنـفِ، نـادى'
بتـرك ِ الدين ِ وجـه ِ الاتهام ِ
وهـم من أشعلوا الدنيا حروبا ً
وفازوا بالعداء ِ وبالخصــام ِ
وهم مـن أحرقوا التاريخ َ شراً
دعــاة ً للقتـال ِ وللصـدام ِ
ومـا قلنا لهم يومـا ً أَفيقـوا
حياة الفحش ِ ضجّت بالحـرام ِ
نسينـا أَن ْ نُذكـّرهـم وننهى'
عن الإفساد ِ في وسط الزحـام ِ
فمـن ذا نصّب َ الكفّـار سيفا ً
على' الهامات كالمـوت الزؤام ِ
إذا ارتكبـوا الجرائم َ لم يبالوا
وإن نشك ُ، فذا سـوء ِ انتقـامِ
وإرهاب ٌ، وطغيــان ٌ، وجهل ٌ
وهاجوا ثم ماجوا فـي اضطرامِ
فأمسى' الضعف ُ للشرق ِ قيوداً
ليرسـف تحـت أغلال ِ الظلام ِ
وهمْ في الغربِ فوقَ العدل ِ قومٌ
علوْا في العالمين ذ ُرَى' السنامِ
نسـوْا أنّا لهــم كنّا ضيـاء ً
وفقنا فـي العلوم ِ وفي المَقـامِ
سنرفع يا رسول َ الله رأ ْســاً
فقـد طـال الرقـود مع النيام ِ
ونمحـو الذ ُل َّ، لا يغشى' ثرانا
ونجلوا الصُبْح َ مـن بعد القُتام ِ
ونحمـلُ راية الإسلام مجــداً
يُنيرُ الكـون َ كالبـدر ِ التمـامِ
فكم أَشْرَقـْتَ شَمسا ً لا تغيـبُ
فأَضحى' الليلُ نورا ً في ابتسام ِ
وإن ْ يمسسـك قول ٌ من سفيهٍ
فـذا مسُّ الذبـابـة ِ للحُسـامِ
فمـا للذَرِّ يسخـرُ مـنْ أسود ٍ
ويقذفُ خُبْثـَه ُ مثل َ السهامِ!؟
حصاةٌ هل تطولُ شموخ حصنٍ
وقد دُفنتْ سُدى' بين َ الحطامِ !؟
فأ َنـت َ بُعثتَ محمـودا ً نبيَّا ً
وجئت َ كفوح ِ مسك ٍ في الختامِ
هبّوا غضابا
غثــاءٌ هُمُُ العُرْبُ والُمسلمونا
إذا مـا الصليبُ يدوسُ العرينا
فمـا بالُ قـوم ٍ رضَوْا بالخنوعِ
وذا الشعـبُ عاشَ ذليلاً مهينا
تَطـاوَلَ كـُلُّ اللئامِ علـــينا
وكنّـا على' الأرضِ مُستحلفينا
أَلســنا على' دينِ خـيرِ الأَنامِ
سَمَوْناعلى' الناسِ خُلُقاً وديناً.؟!
فكيف نهـانُ ونحـن الأبــاةُ
وَمَنْ ذا يحقِّرنـا مُجْرمِينا ..؟!
فهبّوا علـى' الغربِ بل أَعلنوها
هـي الحربُ لا بُـدَّ أَنْ تَسْتبينا
فكم مـن زمـانٍ علينـا أَغاروا
وصبّوا الأَذى' فوقنـا حاقدينـا
بــلا أَي ِّ عُذ ْر ٍ أَتَوْنا غُزاة ً
وجـاءوا يقولون مُسْتَعمرينـا
فمـا خرَّب َ الشرق َ إلا ذئـابٌ
من الغرب ِ جاءَتْ عدوّا ً مُبينا
فلم تندمـل بَعْد ُ فينـا الجراح ُ
ومـازالت النفسُ تشكو الأنينا
وهاهـم بفـخر ٍ يَبُثُّون َ حقـداً
عـن المسلمين الكـرام ِ مُشينا
فيـا للطغـاةِ إذا مـا أَهانـوا
كتـاب الإلـه ِ العظيم سنيـنا
فلسنـا نُبالـي إذا مـا انتقمنا
سيـوف َ الأَعادي ولا الغادرينا
نـذود ُ عن الدين والحق ِّ أُسداً
ونرفـع هامـاتِنـا خالدينــا
فـلا للحيـاة ِ تُــذلُّ النفوسَ
ولا للنعيــم مـع المُعْتدينــا
ولا يقـربنْ أَرضنـا أَيُّ كلـبٍ
مــن الروم ِ يحقد ُ والكافرينا
فـإن ْ يـدَّعوا ما أقاموا فساداً
حَضَـارة َ عـلم ٍ فخابوا يقينا
فمـا العلـم ُ إلاّ رُقيُّ الطبـاع ِ
سُــمُوُّ الغــرائزِ للمُبـْدعينا
كفانـا اتباعـا ً لقـوم ٍ عُصاة ٍ
وللناس ِ مــنْ حولِنا أَجمعينا
تم بحمد الله
أَيسخرُ منـك يـا خير َ الأنام ِ
دُعاة ُ الشرِّ فـي أَرض ِ اللئام ِ
بلاد ٌ تدّعي التشنـيع َ نبــلا ً
وقولَ الزور ِ مـن خير الكلامِ
أذي الحُرّيّة ُ الصفـراءُ تطغى'
تمس ُّ شُموخ َ أَطهـار ٍ كرام ِ
فمـا للغـرب ِ يهجونا بـظُلم ٍ
وإن ْ كنّا دعـاة ً للســـلام ِ
يطالبنا بنبـذ ِ العنـفِ، نـادى'
بتـرك ِ الدين ِ وجـه ِ الاتهام ِ
وهـم من أشعلوا الدنيا حروبا ً
وفازوا بالعداء ِ وبالخصــام ِ
وهم مـن أحرقوا التاريخ َ شراً
دعــاة ً للقتـال ِ وللصـدام ِ
ومـا قلنا لهم يومـا ً أَفيقـوا
حياة الفحش ِ ضجّت بالحـرام ِ
نسينـا أَن ْ نُذكـّرهـم وننهى'
عن الإفساد ِ في وسط الزحـام ِ
فمـن ذا نصّب َ الكفّـار سيفا ً
على' الهامات كالمـوت الزؤام ِ
إذا ارتكبـوا الجرائم َ لم يبالوا
وإن نشك ُ، فذا سـوء ِ انتقـامِ
وإرهاب ٌ، وطغيــان ٌ، وجهل ٌ
وهاجوا ثم ماجوا فـي اضطرامِ
فأمسى' الضعف ُ للشرق ِ قيوداً
ليرسـف تحـت أغلال ِ الظلام ِ
وهمْ في الغربِ فوقَ العدل ِ قومٌ
علوْا في العالمين ذ ُرَى' السنامِ
نسـوْا أنّا لهــم كنّا ضيـاء ً
وفقنا فـي العلوم ِ وفي المَقـامِ
سنرفع يا رسول َ الله رأ ْســاً
فقـد طـال الرقـود مع النيام ِ
ونمحـو الذ ُل َّ، لا يغشى' ثرانا
ونجلوا الصُبْح َ مـن بعد القُتام ِ
ونحمـلُ راية الإسلام مجــداً
يُنيرُ الكـون َ كالبـدر ِ التمـامِ
فكم أَشْرَقـْتَ شَمسا ً لا تغيـبُ
فأَضحى' الليلُ نورا ً في ابتسام ِ
وإن ْ يمسسـك قول ٌ من سفيهٍ
فـذا مسُّ الذبـابـة ِ للحُسـامِ
فمـا للذَرِّ يسخـرُ مـنْ أسود ٍ
ويقذفُ خُبْثـَه ُ مثل َ السهامِ!؟
حصاةٌ هل تطولُ شموخ حصنٍ
وقد دُفنتْ سُدى' بين َ الحطامِ !؟
فأ َنـت َ بُعثتَ محمـودا ً نبيَّا ً
وجئت َ كفوح ِ مسك ٍ في الختامِ
هبّوا غضابا
غثــاءٌ هُمُُ العُرْبُ والُمسلمونا
إذا مـا الصليبُ يدوسُ العرينا
فمـا بالُ قـوم ٍ رضَوْا بالخنوعِ
وذا الشعـبُ عاشَ ذليلاً مهينا
تَطـاوَلَ كـُلُّ اللئامِ علـــينا
وكنّـا على' الأرضِ مُستحلفينا
أَلســنا على' دينِ خـيرِ الأَنامِ
سَمَوْناعلى' الناسِ خُلُقاً وديناً.؟!
فكيف نهـانُ ونحـن الأبــاةُ
وَمَنْ ذا يحقِّرنـا مُجْرمِينا ..؟!
فهبّوا علـى' الغربِ بل أَعلنوها
هـي الحربُ لا بُـدَّ أَنْ تَسْتبينا
فكم مـن زمـانٍ علينـا أَغاروا
وصبّوا الأَذى' فوقنـا حاقدينـا
بــلا أَي ِّ عُذ ْر ٍ أَتَوْنا غُزاة ً
وجـاءوا يقولون مُسْتَعمرينـا
فمـا خرَّب َ الشرق َ إلا ذئـابٌ
من الغرب ِ جاءَتْ عدوّا ً مُبينا
فلم تندمـل بَعْد ُ فينـا الجراح ُ
ومـازالت النفسُ تشكو الأنينا
وهاهـم بفـخر ٍ يَبُثُّون َ حقـداً
عـن المسلمين الكـرام ِ مُشينا
فيـا للطغـاةِ إذا مـا أَهانـوا
كتـاب الإلـه ِ العظيم سنيـنا
فلسنـا نُبالـي إذا مـا انتقمنا
سيـوف َ الأَعادي ولا الغادرينا
نـذود ُ عن الدين والحق ِّ أُسداً
ونرفـع هامـاتِنـا خالدينــا
فـلا للحيـاة ِ تُــذلُّ النفوسَ
ولا للنعيــم مـع المُعْتدينــا
ولا يقـربنْ أَرضنـا أَيُّ كلـبٍ
مــن الروم ِ يحقد ُ والكافرينا
فـإن ْ يـدَّعوا ما أقاموا فساداً
حَضَـارة َ عـلم ٍ فخابوا يقينا
فمـا العلـم ُ إلاّ رُقيُّ الطبـاع ِ
سُــمُوُّ الغــرائزِ للمُبـْدعينا
كفانـا اتباعـا ً لقـوم ٍ عُصاة ٍ
وللناس ِ مــنْ حولِنا أَجمعينا
تم بحمد الله
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
شكرا نور على مجهودك الجميل فى نقل هذه السيرة
ولاعطاء الاعضاء المزيد من الوقت لقراءتها والتمعن فى معانيها
فقد تم التثبيت
ولاعطاء الاعضاء المزيد من الوقت لقراءتها والتمعن فى معانيها
فقد تم التثبيت
hoss65- فنان راقى جدا
- عدد الرسائل : 3219
العمر : 59
البلد : جده
رقم العضوية : 419
تاريخ التسجيل : 25/12/2007
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقلم الشاعر : ر
دايما يا نور بتجيبى موضيع هايله
امير الاتحاد- فنان مع مرتبت الشرف
- عدد الرسائل : 775
البلد : اسكندرية
رقم العضوية : 10
اللقب : امير الاتحاد
تاريخ التسجيل : 03/08/2007
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» السيدة نفيسة بنت الحسن ...حفيدة رسول الله صلى الله علية وسلم
» ألقاب صحابة رسول الله صلي الله عليه واله وصحبه وسلم
» ستدمع عينك كما دمعت عين رسول الله صلي الله عليه وسلم
» سودة بنت زمعة ...زوجة رسول الله صلى الله علية وسلم
» من المعجزات التي ايد الله بها نبيه محمدا صلي الله عليه وسلم.
» ألقاب صحابة رسول الله صلي الله عليه واله وصحبه وسلم
» ستدمع عينك كما دمعت عين رسول الله صلي الله عليه وسلم
» سودة بنت زمعة ...زوجة رسول الله صلى الله علية وسلم
» من المعجزات التي ايد الله بها نبيه محمدا صلي الله عليه وسلم.
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى