صحابه الرسول
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صحابه الرسول
سوف نتناول قصص الصحابه رضى الله عنهم
لو فيه اى قصه غير صحيحه ارجو التعليق والتصحيح
عدل سابقا من قبل في الثلاثاء يناير 22, 2008 11:31 am عدل 2 مرات
رد: صحابه الرسول
المقداد بن عمرو
المقداد بن عمرو أول فرسان الإسلام إن اللـه أمرنـي بحُبِّـك000 ' ' وأنبأني أنه يُحبك000 حديث شريف المقداد بن عمرو حالف في الجاهلية ( الأسود بن عبد يغوث ) فتبناه ، فصار يدعى المقداد بن الأسود حتى إذا نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبني ، نُسِبَ لأبيه (عمرو بن سعد )، وكان المقداد من المبكرين بالإسلام ، وسابع سبعة جاهروا بإسلامهم
حاملا حظه من أذى المشركين ، وقال عنه الصحابة أوَّل من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود )000وكان حسن الإسلام ليصبح أهلا لأن يقول عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إن اللـه أمرنـي بحُبِّـك وأنبأني أنه يُحبك )000 غزوة بدر استشار النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في استعدادهم لقتال قريش ، فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن ، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو فقال يا رسول الله ، امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى * اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنـتا قاعدون *) 0 ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى بَرْك الغِمـاد لجالدنا معك من دونـه حتى تبلغه )000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- خيرا ودعا له000وكان فرسان المسلمين يومئذ ثلاثة لا غير ( المقداد بن عمرو ) ، ( مرثد بن أبي مرثد ) ، ( الزبير بن العوام ) ، بينما كان بقية المجاهدين مشاة أو راكبين إبلا000 الإمارة ولاّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إحدى الإمارات يوما ، فلما رجع سأله النبي كيف وجدت الإمارة ؟)000فأجاب لقد جَعَلتني أنظر الى نفسي كما لو كنت فوق الناس ، وهم جميعا دوني ، والذي بعثك بالحق ، لاأتأمرَّن على اثنين بعد اليوم أبداً )000 حكمته لقد كان المقداد دائب التغني بحديث سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن السعيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتن )000ومن مظاهر حكمته طول أناته في الحكم على الرجال وحكمه الأخير على الرجال يبقيه الى لحظة الموت ، ليتأكد أن هذا الذي يريد أن يحكم عليه لن يطرأ عليه أي تغيير000ومن حكمته الموقـف التالي الذي يرويه أحد الرجال فيقول : جلسنا إلى المقداد يوما ، فمرَّ به رجـل فقال مُخاطبا المقداد طوبى لهاتيـن العينيـن اللتين رَأَتَا رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- والله لَوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت )000فأقبل عليه المقداد وقال ما يَحْمِل أحدكم على أن يتمَنّى مشهداً غَيَّبَه الله عنه ، لا يدري لو شهدَه كيف كان يصير فيه ؟؟ والله لقد عاصَرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقوامٌ كَبَّهُمُ الله عز وجل على مناخِرِهم في جهنم ، أوَلاَ تحمدون الله الذي جَنَّبّكم مثل بلائهم ، وأخرجكم مؤمنين بربكم وبنبيكم )000 المسئولية وحب المقداد -رضي الله عنه- للإسلام ملأ قلبه بمسئولياته عن حماية الإسلام ، ليس فقط من كيد أعدائه ، بل ومن خطأ أصدقائه ، فقد خرج يوما في سريَّة تمكن العدو فيها من حصارهم ، فأصدر أمير السرَّية أمره بألا يرعى أحد دابته ، ولكن أحد المسلمين لم يحِط بالأمر خُبْرا فخالفه ، فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق ، أو لا يستحقها على الإطلاق ، فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح فسأله فأنبأه ما حدث ، فأخذ المقداد بيمينه ومضيا صوب الأمير ، وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له والآن أقِدْهُ من نفسك ، ومَكِّنْهُ من القصاص )000وأذعن الأمير ، بيد أن الجندي عفا وصفح وانتشى المقداد بعظمة الموقف وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة ، فراح يقول لأموتَنَّ والإسلام عزيز )000
المقداد بن عمرو أول فرسان الإسلام إن اللـه أمرنـي بحُبِّـك000 ' ' وأنبأني أنه يُحبك000 حديث شريف المقداد بن عمرو حالف في الجاهلية ( الأسود بن عبد يغوث ) فتبناه ، فصار يدعى المقداد بن الأسود حتى إذا نزلت الآية الكريمة التي تنسخ التبني ، نُسِبَ لأبيه (عمرو بن سعد )، وكان المقداد من المبكرين بالإسلام ، وسابع سبعة جاهروا بإسلامهم
حاملا حظه من أذى المشركين ، وقال عنه الصحابة أوَّل من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود )000وكان حسن الإسلام ليصبح أهلا لأن يقول عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إن اللـه أمرنـي بحُبِّـك وأنبأني أنه يُحبك )000 غزوة بدر استشار النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في استعدادهم لقتال قريش ، فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن ، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو فقال يا رسول الله ، امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى * اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنـتا قاعدون *) 0 ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى بَرْك الغِمـاد لجالدنا معك من دونـه حتى تبلغه )000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- خيرا ودعا له000وكان فرسان المسلمين يومئذ ثلاثة لا غير ( المقداد بن عمرو ) ، ( مرثد بن أبي مرثد ) ، ( الزبير بن العوام ) ، بينما كان بقية المجاهدين مشاة أو راكبين إبلا000 الإمارة ولاّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إحدى الإمارات يوما ، فلما رجع سأله النبي كيف وجدت الإمارة ؟)000فأجاب لقد جَعَلتني أنظر الى نفسي كما لو كنت فوق الناس ، وهم جميعا دوني ، والذي بعثك بالحق ، لاأتأمرَّن على اثنين بعد اليوم أبداً )000 حكمته لقد كان المقداد دائب التغني بحديث سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن السعيدَ لَمَن جُنِّبَ الفِتن )000ومن مظاهر حكمته طول أناته في الحكم على الرجال وحكمه الأخير على الرجال يبقيه الى لحظة الموت ، ليتأكد أن هذا الذي يريد أن يحكم عليه لن يطرأ عليه أي تغيير000ومن حكمته الموقـف التالي الذي يرويه أحد الرجال فيقول : جلسنا إلى المقداد يوما ، فمرَّ به رجـل فقال مُخاطبا المقداد طوبى لهاتيـن العينيـن اللتين رَأَتَا رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- والله لَوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت )000فأقبل عليه المقداد وقال ما يَحْمِل أحدكم على أن يتمَنّى مشهداً غَيَّبَه الله عنه ، لا يدري لو شهدَه كيف كان يصير فيه ؟؟ والله لقد عاصَرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقوامٌ كَبَّهُمُ الله عز وجل على مناخِرِهم في جهنم ، أوَلاَ تحمدون الله الذي جَنَّبّكم مثل بلائهم ، وأخرجكم مؤمنين بربكم وبنبيكم )000 المسئولية وحب المقداد -رضي الله عنه- للإسلام ملأ قلبه بمسئولياته عن حماية الإسلام ، ليس فقط من كيد أعدائه ، بل ومن خطأ أصدقائه ، فقد خرج يوما في سريَّة تمكن العدو فيها من حصارهم ، فأصدر أمير السرَّية أمره بألا يرعى أحد دابته ، ولكن أحد المسلمين لم يحِط بالأمر خُبْرا فخالفه ، فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق ، أو لا يستحقها على الإطلاق ، فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح فسأله فأنبأه ما حدث ، فأخذ المقداد بيمينه ومضيا صوب الأمير ، وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له والآن أقِدْهُ من نفسك ، ومَكِّنْهُ من القصاص )000وأذعن الأمير ، بيد أن الجندي عفا وصفح وانتشى المقداد بعظمة الموقف وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة ، فراح يقول لأموتَنَّ والإسلام عزيز )000
رد: صحابه الرسول
ميمونة بنت الحارث
ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين إنها والله كانت من أتقانا لله ' ' وأوصلنا للرحم السيدة عائشة هي ميمونة بنت الحارث بن حَزْنِ بن بُجير بن الهُزم بن روبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية ، أخت أم الفضل زوجة العباس ، وخالة عبـد اللـه بن العباس ، وخالة خالـد بن الوليد ، وكان اسمها برّة فسمـاها
الرسول -صلى الله عليه وسلم- ميمونة ، تزوجها الرسول الكريم في ذي القعدة سنة سبع لمّا اعتمر عمرة القضاء000 عمرة القضاء بعد أن عاد المسلمون الى مكة وأدوا العمرة كما تم الإتفاق عليه في صلح الحديبية ، أقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة ثلاثة أيام بعد العمرة ، وكان العباس -رضي الله عنه- قد زوّجه ميمونة بمكة وكان لها من العمر ست وعشرون عاماً ، فعقد عليها بمكة بعد تحلله من العمرة ، وبنى بها في سَرِف من عودته الى المدينة000 بيت النبوة وعند وصول ميمونة -رضي الله عنها- الى المدينة ، استقبلتها النسوة بالترحاب والتبريكات ، واسمها ميمونة أصبح من تلك المناسبة الميمونة التي دخل فيها المسلمون مكة معتمرين000وبقيت -رضي الله عنها- تلقى كل البركات والخيرات كباقي نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولمّا اشتد المرض برسول الله وهو في بيتها ، استأذنت منها السيدة عائشة لينتقل النبي الى بيتها ليُمرّض حيث أحب بيت عائشة000وبعد وفاته -صلى الله عليه وسلم- عاشت ميمونة -رضي الله عنها- في نشر سنته بين الصحابة والتابعين000 وفاتها توفيت -رضي الله عنها- في عام إحدى وخمسين ، ولها ثمانون عاماً ، يقول عطاء توفيت ميمونة ( بسَرف ) وهو المكان الذي بنى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فخرج هو وابن عباس إليها ، فدفنوها في موضع قبتها الذي كان فيه عرسها )000رضي الله عنها وأرضاها000
ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين إنها والله كانت من أتقانا لله ' ' وأوصلنا للرحم السيدة عائشة هي ميمونة بنت الحارث بن حَزْنِ بن بُجير بن الهُزم بن روبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية ، أخت أم الفضل زوجة العباس ، وخالة عبـد اللـه بن العباس ، وخالة خالـد بن الوليد ، وكان اسمها برّة فسمـاها
الرسول -صلى الله عليه وسلم- ميمونة ، تزوجها الرسول الكريم في ذي القعدة سنة سبع لمّا اعتمر عمرة القضاء000 عمرة القضاء بعد أن عاد المسلمون الى مكة وأدوا العمرة كما تم الإتفاق عليه في صلح الحديبية ، أقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة ثلاثة أيام بعد العمرة ، وكان العباس -رضي الله عنه- قد زوّجه ميمونة بمكة وكان لها من العمر ست وعشرون عاماً ، فعقد عليها بمكة بعد تحلله من العمرة ، وبنى بها في سَرِف من عودته الى المدينة000 بيت النبوة وعند وصول ميمونة -رضي الله عنها- الى المدينة ، استقبلتها النسوة بالترحاب والتبريكات ، واسمها ميمونة أصبح من تلك المناسبة الميمونة التي دخل فيها المسلمون مكة معتمرين000وبقيت -رضي الله عنها- تلقى كل البركات والخيرات كباقي نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولمّا اشتد المرض برسول الله وهو في بيتها ، استأذنت منها السيدة عائشة لينتقل النبي الى بيتها ليُمرّض حيث أحب بيت عائشة000وبعد وفاته -صلى الله عليه وسلم- عاشت ميمونة -رضي الله عنها- في نشر سنته بين الصحابة والتابعين000 وفاتها توفيت -رضي الله عنها- في عام إحدى وخمسين ، ولها ثمانون عاماً ، يقول عطاء توفيت ميمونة ( بسَرف ) وهو المكان الذي بنى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فخرج هو وابن عباس إليها ، فدفنوها في موضع قبتها الذي كان فيه عرسها )000رضي الله عنها وأرضاها000
رد: صحابه الرسول
عمير بن سعد
عمير بن سعد نسيج وحده ' يا غُلام000وَفَت أذُنُك000وصَدَّقت ربُّك ' حديث شريف عمير بن سعد أبوه سعد القارئ -رضي الله عنه- شهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-حتى استشهد في معركة القادسية ، اصطحب ابنه عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فبايع النبي وأسلم ، ومنذ ذلك الوقـت وعمير عابد مقيم في محـراب الله ، ودائما في الصفوف الأولى للمسلمين ، وكان المسلمون يلقبونه ( بنسيج وحده )0
قوة إيمانه لقد كان له -رضي الله عنه-في قلوب الأصحاب مكانا وَوُداً فكان قرة أعينهم ، كما أن قوة إيمانه وصفاء سنه وعبير خصاله كان يجعله فرحة لكل من يجالسه ، ولم يكن يؤثر على دينه أحد ولا شيئا ، فقد سمع قريبا له ( جُلاس بن سويد بن الصامت ) يقول لئن كان الرجل صادقا ، لنحن شرٌّ من الحُمُر !)000وكان يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا ، سمع عمير بن سعد هذه العبارة فاغتاظ و احتار ، الغيظ أتى من واحد يزعم أنه من المسلمين ويقول ذلك عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-بلهجة رديئة ، والحيرة أتت من مسئوليته تجاه هذا الذي سمع وأنكر ، أينقل ما سمع للرسول ؟000كيف والمجالس بالأمانة ؟000أيسكت عما سمع ؟000ولكن حيرته لم تطل ، وعلى الفور تصرف عمير كرجل قوي وكمؤمن تقي ، فقال لجُلاس والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي ، وأحسنهم عندي يدا ، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه ، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها عنك لآذتك ، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء ، وإني مُبلغ رسول الله ما قلت )000وهكذا أدى عمير لأمانة المجالس حقها ، وأدى لدينه حقه ، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق000بيد أن جُلاس أخذته العزة بالإثم ، وغادر عمير المجلس وهو يقول لأبلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يُشركني في إثمك )000وبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طلب جُلاس فأنكر وحلف بالله كاذبا ، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل 000 قال تعالى يحلفون بالله ما قالوا ، ولقد قالوا كلمة الكفر ، وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا ، وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ، فإن يتوبوا يَكُ خيرا لهم ، وإن يتولّوْا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ، وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير )000 فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته ، وأخذ النبي بأُذُن عمير وقال له يا غُلام ، وَفَت أذُنك ، وصَدّقت ربّك )000 الولاية اختار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عمير واليا على حمص ، وحاول أن يعتذر عمير ولكن ألزمه أمير المؤمنين بذلك ، فاستخار عمير ربه ومضى الى واجبه ، وفي حمص مضى عليه عام كامل ، لم يصل الى المدينة منه خراج بل ولم يَبْلُغ أمير المؤمنين منه كتاب ، فبعث عمر الى عمير -رضي الله عنهما- ليأتيه الى المدينة ،فأتى الى المدينة أشعث أغبر يكاد يقتلع خطاه من الأرض اقتلاعا من طول مالاقى من عناء ، على كتفه اليمنى جراب وقَصْعة ، وعلى كتفه اليسرى قِرْبة صغيرة فيها ماء ، وإنه ليتوكأ على عصا ، لا يئودها حمله الضامر الوهنان000 ودخل عمير على مجلس عمر وقال السلام عليك يا أمير المؤمنين )000ويرد عمر السلام ثم يسأله وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء ما شأنك يا عمير ؟)000فقال شأني ما ترى ، ألست تراني صحيح البدن ، طاهر الدم ، معي الدنيا أجُرُّها بقَرْنيها ؟)000قال عمر وما معك ؟)000قال عمير معي جرابي أحمل فيه زادي ، وقَصْعَتي آكل فيها ، وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي ، وعصاي أتوكأ عليها ، وأجاهد بها عدوّا إن عَرَض فوالله ما الدنيا إلا تَبعٌ لمتاعي !)000قال عمر أجئت ماشيا ؟)000قال عمير نعم )000قال عمر أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها ؟)000قال عمير إنهم لم يفعلوا ، وإني لم أسألهم )000قال عمر فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟)000قال عمير أتيت البلد الذي بعثتني إليه ، فجمعت صُلَحَاء أهله ، وولّيتهم جِباية فَيْـئهـم وأموالهم ، حتى إذا جمعوها وضعتها في مواضعها ، ولو بقـي لك منها شيء لأتيتـك به )000فقال عمرفما جئتنا بشيء ؟)000قال عميـر لا )000فصاح عمر وهو سعيد جدِّدوا لعمير عهدا )000وأجابه عمير تلك أيام قد خلت ، لا عَمِلتُ لك ولا لأحد بعدك )000 فضله وبقي عمر بن الخطاب يتمنى ويقول وَدِدْتُ لو أن لي رجالا مثل عُمير أستعين بهم على أعمال المسلمين )000فقد كان عمير بحق ( نسيج وحده ) ، فقد كان يقول من فوق المنبر في حمص ألا إن الإسلام حائـط منيع ، وباب وثيـق ، فحائط الإسـلام العدل ، وبابه الحق ، فإذا نُقِـضَ الحائط وحُطّـم الباب استُفْتِـح الإسـلام ، ولا يزال الإسـلام منيعا ما اشتد السلطان ، وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ، ولكن قضاء بالحـق ، وأخذاً بالعـدل )
عمير بن سعد نسيج وحده ' يا غُلام000وَفَت أذُنُك000وصَدَّقت ربُّك ' حديث شريف عمير بن سعد أبوه سعد القارئ -رضي الله عنه- شهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-حتى استشهد في معركة القادسية ، اصطحب ابنه عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فبايع النبي وأسلم ، ومنذ ذلك الوقـت وعمير عابد مقيم في محـراب الله ، ودائما في الصفوف الأولى للمسلمين ، وكان المسلمون يلقبونه ( بنسيج وحده )0
قوة إيمانه لقد كان له -رضي الله عنه-في قلوب الأصحاب مكانا وَوُداً فكان قرة أعينهم ، كما أن قوة إيمانه وصفاء سنه وعبير خصاله كان يجعله فرحة لكل من يجالسه ، ولم يكن يؤثر على دينه أحد ولا شيئا ، فقد سمع قريبا له ( جُلاس بن سويد بن الصامت ) يقول لئن كان الرجل صادقا ، لنحن شرٌّ من الحُمُر !)000وكان يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا ، سمع عمير بن سعد هذه العبارة فاغتاظ و احتار ، الغيظ أتى من واحد يزعم أنه من المسلمين ويقول ذلك عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-بلهجة رديئة ، والحيرة أتت من مسئوليته تجاه هذا الذي سمع وأنكر ، أينقل ما سمع للرسول ؟000كيف والمجالس بالأمانة ؟000أيسكت عما سمع ؟000ولكن حيرته لم تطل ، وعلى الفور تصرف عمير كرجل قوي وكمؤمن تقي ، فقال لجُلاس والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي ، وأحسنهم عندي يدا ، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه ، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها عنك لآذتك ، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء ، وإني مُبلغ رسول الله ما قلت )000وهكذا أدى عمير لأمانة المجالس حقها ، وأدى لدينه حقه ، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق000بيد أن جُلاس أخذته العزة بالإثم ، وغادر عمير المجلس وهو يقول لأبلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يُشركني في إثمك )000وبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طلب جُلاس فأنكر وحلف بالله كاذبا ، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل 000 قال تعالى يحلفون بالله ما قالوا ، ولقد قالوا كلمة الكفر ، وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا ، وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ، فإن يتوبوا يَكُ خيرا لهم ، وإن يتولّوْا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ، وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير )000 فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته ، وأخذ النبي بأُذُن عمير وقال له يا غُلام ، وَفَت أذُنك ، وصَدّقت ربّك )000 الولاية اختار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عمير واليا على حمص ، وحاول أن يعتذر عمير ولكن ألزمه أمير المؤمنين بذلك ، فاستخار عمير ربه ومضى الى واجبه ، وفي حمص مضى عليه عام كامل ، لم يصل الى المدينة منه خراج بل ولم يَبْلُغ أمير المؤمنين منه كتاب ، فبعث عمر الى عمير -رضي الله عنهما- ليأتيه الى المدينة ،فأتى الى المدينة أشعث أغبر يكاد يقتلع خطاه من الأرض اقتلاعا من طول مالاقى من عناء ، على كتفه اليمنى جراب وقَصْعة ، وعلى كتفه اليسرى قِرْبة صغيرة فيها ماء ، وإنه ليتوكأ على عصا ، لا يئودها حمله الضامر الوهنان000 ودخل عمير على مجلس عمر وقال السلام عليك يا أمير المؤمنين )000ويرد عمر السلام ثم يسأله وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء ما شأنك يا عمير ؟)000فقال شأني ما ترى ، ألست تراني صحيح البدن ، طاهر الدم ، معي الدنيا أجُرُّها بقَرْنيها ؟)000قال عمر وما معك ؟)000قال عمير معي جرابي أحمل فيه زادي ، وقَصْعَتي آكل فيها ، وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي ، وعصاي أتوكأ عليها ، وأجاهد بها عدوّا إن عَرَض فوالله ما الدنيا إلا تَبعٌ لمتاعي !)000قال عمر أجئت ماشيا ؟)000قال عمير نعم )000قال عمر أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها ؟)000قال عمير إنهم لم يفعلوا ، وإني لم أسألهم )000قال عمر فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟)000قال عمير أتيت البلد الذي بعثتني إليه ، فجمعت صُلَحَاء أهله ، وولّيتهم جِباية فَيْـئهـم وأموالهم ، حتى إذا جمعوها وضعتها في مواضعها ، ولو بقـي لك منها شيء لأتيتـك به )000فقال عمرفما جئتنا بشيء ؟)000قال عميـر لا )000فصاح عمر وهو سعيد جدِّدوا لعمير عهدا )000وأجابه عمير تلك أيام قد خلت ، لا عَمِلتُ لك ولا لأحد بعدك )000 فضله وبقي عمر بن الخطاب يتمنى ويقول وَدِدْتُ لو أن لي رجالا مثل عُمير أستعين بهم على أعمال المسلمين )000فقد كان عمير بحق ( نسيج وحده ) ، فقد كان يقول من فوق المنبر في حمص ألا إن الإسلام حائـط منيع ، وباب وثيـق ، فحائط الإسـلام العدل ، وبابه الحق ، فإذا نُقِـضَ الحائط وحُطّـم الباب استُفْتِـح الإسـلام ، ولا يزال الإسـلام منيعا ما اشتد السلطان ، وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ، ولكن قضاء بالحـق ، وأخذاً بالعـدل )
رد: صحابه الرسول
القعقاع بن عمرو التميمي
القعقاع بن عمرو التميمي ' لصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل ' أبو بكر
القعقاع بن عمرو التميمي أحد فرسان العرب الموصوفين ، وشعرائهم المعروفين يقال له صحبة ، وقد روي عنه أنه شهد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-000 كان من أشجع الناس وأعظمهم بلاءً ، وسكن الكوفة000 القادسية كتب عمر بن الخطاب الي سعد أي فارس أيام القادسية كان أفرس ؟ وأي رجل كان أرجل ؟ وأي راكب كان أثبت ؟)000فكتب إليه لم أر فارساً مثل القعقاع بن عمرو ! حمل في يوم ثلاثين حملة ، ويقتل في كل حملة كمِيّاً )000 اليرموك شهد القعقاع -رضي الله عنه اليرموك ، فقد كان على كُرْدوسٍ من كراديس أهل العراق يوم اليرموك ، وكان للقعقاع في كل موقعة شعر فقد قال يوم اليرموك :(000 ألَمْ تَرَنَا على اليرموك فُزنا00000كما فُزنـا بأيـام العـراق فتحنا قبلها بُصـرى وكانتْ00000محرّمة الجناب لدَى البُعـاق وعذراءُ المدائـن قد فتحنـا00000ومَرْجَ الصُّفَّرين على العِتَـاقِ فضضنا جمعَهم لمّا استحالوا00000على الواقوص بالبتـر الرّقاقِ قتلنا الروم حتـى ما تُساوي00000على اليرموك ثفْروق الوِراقِ
القعقاع بن عمرو التميمي ' لصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل ' أبو بكر
القعقاع بن عمرو التميمي أحد فرسان العرب الموصوفين ، وشعرائهم المعروفين يقال له صحبة ، وقد روي عنه أنه شهد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-000 كان من أشجع الناس وأعظمهم بلاءً ، وسكن الكوفة000 القادسية كتب عمر بن الخطاب الي سعد أي فارس أيام القادسية كان أفرس ؟ وأي رجل كان أرجل ؟ وأي راكب كان أثبت ؟)000فكتب إليه لم أر فارساً مثل القعقاع بن عمرو ! حمل في يوم ثلاثين حملة ، ويقتل في كل حملة كمِيّاً )000 اليرموك شهد القعقاع -رضي الله عنه اليرموك ، فقد كان على كُرْدوسٍ من كراديس أهل العراق يوم اليرموك ، وكان للقعقاع في كل موقعة شعر فقد قال يوم اليرموك :(000 ألَمْ تَرَنَا على اليرموك فُزنا00000كما فُزنـا بأيـام العـراق فتحنا قبلها بُصـرى وكانتْ00000محرّمة الجناب لدَى البُعـاق وعذراءُ المدائـن قد فتحنـا00000ومَرْجَ الصُّفَّرين على العِتَـاقِ فضضنا جمعَهم لمّا استحالوا00000على الواقوص بالبتـر الرّقاقِ قتلنا الروم حتـى ما تُساوي00000على اليرموك ثفْروق الوِراقِ
رد: صحابه الرسول
عبد الرحمن بن عوف
عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة ' ' حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك حديث شريف عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين الى الإسلام ، عرض عليه أبو بكر الإسلام فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ ، بل سارع الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبايعه
وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين ، هاجر الى الحبشة الهجـرة الأولى والثانيـة ، كما هاجر الى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد كلها ، فأصيب يوم أُحُد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه ، كما سقطت بعـض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه000 التجارة كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا )000وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف ، وهذا ما نراه حين آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار ، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع ،فقال سعد لعبد الرحمن أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا ، فانظر شطر مالي فخذه ، وتحتي امرأتان ، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها )000فقال عبد الرحمن بارك الله لك في أهلك ومالك ، دُلوني على السوق )000وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح000 حق الله كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده ، وإنما لله والمسلمون حقا فيها ، فقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول يوما يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك )000ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا ، فيضاعفـه الله له أضعافـا ، فقد باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة وأمهات المسلمين وفقراء المسلمين ،وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام ، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة ، وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان نصيبا من الوصية فأخذها وقال إن مال عبد الرحمن حلال صَفْو ، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة )000وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله ، ثُلث يقرضهم ، وثُلث يقضي عنهم ديونهم ، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم )000وخلّف بعده ذهبُ كثير ، ضُرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي الرجال000 قافلة الإيمان في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها الناس عاصفة تثير الرمال ، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجَّها رجّا ، وسألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ما هذا الذي يحدث في المدينة ؟)000وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له فَعَجِبَت أم المؤمنين قافلة تحدث كل هذه الرجّة ؟)000فقالوا لها أجل يا أم المؤمنين ، إنها سبعمائة راحلة )000وهزّت أم المؤمنين رأسها وتذكرت أما أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا )000ووصلت هذه الكلمات الى عبد الرحمن بن عوف ، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة ، فحثَّ خُطاه الى السيدة عائشة وقال لها لقد ذكَّرتني بحديث لم أنسه )000ثم قال أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقتابها وأحْلاسِها في سبيل الله )000ووزِّعَت حُمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها000 الخوف وثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان مصدر إزعاج له وخوف ، فقد جيء له يوما بطعام الإفطار وكان صائما ، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكُـفّـن في بردة إن غطّت رأسه بدت رجلاه ، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه ، واستشهد حمزة وهو خير مني ، فلم يوجد له ما يُكَـفّـن فيه إلا بردة ، ثم بُسِـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط ، وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلـت لنا حسناتنا )000 كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى ، وسألوه ما يبكيك يا أبا محمد ؟)000 قال لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ، ما أرانا أخّرنا لما هو خير لنا )000 وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا ، فقد قيل أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه ، ما استطاع أن يميزه من بينهم )000 الهروب من السلطة كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلا لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض )000وأشار الجميع الى عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة فقال والله لأن تُؤخذ مُدْية فتوضع في حَلْقي ، ثم يُنْفَذ بها إلى الجانب الآخر ، أحب إليّ من ذلك )000وفور اجتماع الستة لإختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي أعطاه إياه عمر ، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين ، فاختاروه ليكون الحكم بينهم وقال له علي -كرم الله وجهه- لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصفَك بأنك أمين في أهل السماء ، وأمين في أهل الأرض )000فاختار عبد الرحمن بن عوف ( عثمان بن عفان ) للخلافة ، ووافق الجميع على إختياره000 وفاته في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه -رضي الله عنه- وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه ، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر ، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا الجوار ، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه000وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال )000ولكن سرعان ما غشته السكينة واشرق وجهه وأرْهِفَت أذناه للسمع كما لو كان هناك من يحادثه ، ولعله سمع ما وعده الرسول -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن بن عوف في الجنة )000
عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة ' ' حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك حديث شريف عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين الى الإسلام ، عرض عليه أبو بكر الإسلام فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ ، بل سارع الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبايعه
وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين ، هاجر الى الحبشة الهجـرة الأولى والثانيـة ، كما هاجر الى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد كلها ، فأصيب يوم أُحُد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه ، كما سقطت بعـض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه000 التجارة كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا )000وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف ، وهذا ما نراه حين آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار ، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع ،فقال سعد لعبد الرحمن أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا ، فانظر شطر مالي فخذه ، وتحتي امرأتان ، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها )000فقال عبد الرحمن بارك الله لك في أهلك ومالك ، دُلوني على السوق )000وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح000 حق الله كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده ، وإنما لله والمسلمون حقا فيها ، فقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول يوما يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك )000ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا ، فيضاعفـه الله له أضعافـا ، فقد باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة وأمهات المسلمين وفقراء المسلمين ،وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام ، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة ، وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان نصيبا من الوصية فأخذها وقال إن مال عبد الرحمن حلال صَفْو ، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة )000وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله ، ثُلث يقرضهم ، وثُلث يقضي عنهم ديونهم ، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم )000وخلّف بعده ذهبُ كثير ، ضُرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي الرجال000 قافلة الإيمان في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها الناس عاصفة تثير الرمال ، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجَّها رجّا ، وسألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ما هذا الذي يحدث في المدينة ؟)000وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له فَعَجِبَت أم المؤمنين قافلة تحدث كل هذه الرجّة ؟)000فقالوا لها أجل يا أم المؤمنين ، إنها سبعمائة راحلة )000وهزّت أم المؤمنين رأسها وتذكرت أما أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا )000ووصلت هذه الكلمات الى عبد الرحمن بن عوف ، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة ، فحثَّ خُطاه الى السيدة عائشة وقال لها لقد ذكَّرتني بحديث لم أنسه )000ثم قال أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقتابها وأحْلاسِها في سبيل الله )000ووزِّعَت حُمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها000 الخوف وثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان مصدر إزعاج له وخوف ، فقد جيء له يوما بطعام الإفطار وكان صائما ، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكُـفّـن في بردة إن غطّت رأسه بدت رجلاه ، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه ، واستشهد حمزة وهو خير مني ، فلم يوجد له ما يُكَـفّـن فيه إلا بردة ، ثم بُسِـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط ، وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلـت لنا حسناتنا )000 كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى ، وسألوه ما يبكيك يا أبا محمد ؟)000 قال لقد مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ، ما أرانا أخّرنا لما هو خير لنا )000 وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا ، فقد قيل أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه ، ما استطاع أن يميزه من بينهم )000 الهروب من السلطة كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلا لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض )000وأشار الجميع الى عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة فقال والله لأن تُؤخذ مُدْية فتوضع في حَلْقي ، ثم يُنْفَذ بها إلى الجانب الآخر ، أحب إليّ من ذلك )000وفور اجتماع الستة لإختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي أعطاه إياه عمر ، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين ، فاختاروه ليكون الحكم بينهم وقال له علي -كرم الله وجهه- لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصفَك بأنك أمين في أهل السماء ، وأمين في أهل الأرض )000فاختار عبد الرحمن بن عوف ( عثمان بن عفان ) للخلافة ، ووافق الجميع على إختياره000 وفاته في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه -رضي الله عنه- وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه ، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر ، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا الجوار ، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه000وكانت يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال )000ولكن سرعان ما غشته السكينة واشرق وجهه وأرْهِفَت أذناه للسمع كما لو كان هناك من يحادثه ، ولعله سمع ما وعده الرسول -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن بن عوف في الجنة )000
رد: صحابه الرسول
عُديّ بن حاتم بن الطائي
عُديّ بن حاتم بن الطائي رضي الله عنه ' يا عُديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ ' حديث شريف عُديّ بن حاتم بن عبد الله الطائي وكنيته أبو طريف ، ابن حاتم الطائي الذي يضرب بجوده المثل ، كان نصرانياً ، ووفد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنة سبع فأكرمه واحترمه وحسُنَ إسلامه ، ومنع قومه من الردة بقوة إيمانه ، وحَسُن رأيه000
إسلامه وقعت أخت عُدي في الأسر ، فمنّ عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فأتت أخاها في بلاد الشام فكلمته في المجيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فجاء وأسلم000 قال عُدي : بُعِثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بُعث فكرهته أشدّ ما كرهت شيئاً قط ، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم ، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ ، فقلتُ لو أتيتُ هذا الرجل ، فإن كان كاذباً لم يخفَ عليّ ، وإن كان صادقاً اتبعته )000فأقبلتُ فلمّا قدمتُ المدينة استشرفني الناس وقالوا عُدي بن حاتم ! عُدي بن حاتم )000 فأتيته فقال لي يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ )000 فقلتُ إنّ لي ديناً !)000 قال أنا أعلم بدينك منك )000 قلتُ أنت أعلم بديني مني ؟!)000 قال نعم )000مرّتين أو ثلاثاً قال ألست ترأس قومك ؟)000 قلتُ بلى )000 قال ألستَ رُكوسيّاً -فرقة مترددة بين النصارى والصابئين- ألستَ تأكل المرباع ؟)000 قلتُ بلى )000 قال فإن ذلك لا يحلّ في دينَك !)000فنضنضتُ لذلك000 ثم قال يا عديّ أسلمْ تسلمْ )000 قلتُ قد أرى )000 قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنّه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضةً تراها ممّن حولي ، وأنت ترى الناس علينا إلْباً واحداً ؟)000 قال هل أتيتَ الحيرة ؟)000 فقلتُ لم آتِها وقد علمتُ مكانها )000 قال يُوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار ، أو حتى تطوف بالبيت ، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز )000 قلتُ قلتَ كسرى بن هرمز !!)000 قال كسرى بن هرمز )000مرتين أو ثلاثة000( وليفيضنّ المالُ حتى يهمَّ الرجل مِنْ يقبلُ صدقتَهُ )000 قال عدي فرأيتُ اثنتين : الظعينة -المرأة- في الهودج تأتي حاجةً لا تحتاج إلى جوار ، وقد كنتُ في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز ، وأحلف بالله لتجيئنّ الثالثة ، إنّه قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)0000 فضله قَدِمَ عُدَي بن حاتم على أبي بكر بصدقات قومه ، وشهد فتوحَ العراق مع سعد ، وكان مع خالد فيمن قطع بدِّيَّة السَّماوة إلى الشام ، وشهد كثيراً من فتوحها نزل الكوفة وابتنى بها داراً في طيء000 وقد قَدِمَ على عمر بن الخطاب ، فرأى منه جفاءً في العطاء والبشاشة ، ولم يلحقه بنظرائه ، فقال عدي يا أمير المؤنين ، أتعرفني !)000فضحك عمر ثم قال نعم ، والله إني لأعرفـك ، أسلمت إذ كفـروا ، وعرفتَ إذْ أنكروا ، وأقبلتَ إذْ أدبـروا ، ووَفَيْتَ إذْ غدروا ، وإنّ أول صدقة بيّضتْ وجْهَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدقة طيء حيثُ جئتَ بها )000وأخذ يعتذر منه في فعله لأولئك ، فقال عدي فلا أبالي إذن )000 عينه يوم مقتـل عثمان قال عُديّ لا ينتطح فيها عنـزان )000ولم يزل مع علي بن أبـي طالب وشهد معه الجمل وصفّين000فلمّا فقئت عينـه يوم الجمل قيل له أما قلت لا ينتطح فيها عنزان ؟!)000قال بلى وتفقأ عيون كثيرة )000 الوفاة توفي أبو طريف مُعَمّراً في عام ( 68 هـ ) في الكوفة000
عُديّ بن حاتم بن الطائي رضي الله عنه ' يا عُديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ ' حديث شريف عُديّ بن حاتم بن عبد الله الطائي وكنيته أبو طريف ، ابن حاتم الطائي الذي يضرب بجوده المثل ، كان نصرانياً ، ووفد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنة سبع فأكرمه واحترمه وحسُنَ إسلامه ، ومنع قومه من الردة بقوة إيمانه ، وحَسُن رأيه000
إسلامه وقعت أخت عُدي في الأسر ، فمنّ عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فأتت أخاها في بلاد الشام فكلمته في المجيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فجاء وأسلم000 قال عُدي : بُعِثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بُعث فكرهته أشدّ ما كرهت شيئاً قط ، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم ، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ ، فقلتُ لو أتيتُ هذا الرجل ، فإن كان كاذباً لم يخفَ عليّ ، وإن كان صادقاً اتبعته )000فأقبلتُ فلمّا قدمتُ المدينة استشرفني الناس وقالوا عُدي بن حاتم ! عُدي بن حاتم )000 فأتيته فقال لي يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ )000 فقلتُ إنّ لي ديناً !)000 قال أنا أعلم بدينك منك )000 قلتُ أنت أعلم بديني مني ؟!)000 قال نعم )000مرّتين أو ثلاثاً قال ألست ترأس قومك ؟)000 قلتُ بلى )000 قال ألستَ رُكوسيّاً -فرقة مترددة بين النصارى والصابئين- ألستَ تأكل المرباع ؟)000 قلتُ بلى )000 قال فإن ذلك لا يحلّ في دينَك !)000فنضنضتُ لذلك000 ثم قال يا عديّ أسلمْ تسلمْ )000 قلتُ قد أرى )000 قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنّه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضةً تراها ممّن حولي ، وأنت ترى الناس علينا إلْباً واحداً ؟)000 قال هل أتيتَ الحيرة ؟)000 فقلتُ لم آتِها وقد علمتُ مكانها )000 قال يُوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار ، أو حتى تطوف بالبيت ، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز )000 قلتُ قلتَ كسرى بن هرمز !!)000 قال كسرى بن هرمز )000مرتين أو ثلاثة000( وليفيضنّ المالُ حتى يهمَّ الرجل مِنْ يقبلُ صدقتَهُ )000 قال عدي فرأيتُ اثنتين : الظعينة -المرأة- في الهودج تأتي حاجةً لا تحتاج إلى جوار ، وقد كنتُ في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز ، وأحلف بالله لتجيئنّ الثالثة ، إنّه قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)0000 فضله قَدِمَ عُدَي بن حاتم على أبي بكر بصدقات قومه ، وشهد فتوحَ العراق مع سعد ، وكان مع خالد فيمن قطع بدِّيَّة السَّماوة إلى الشام ، وشهد كثيراً من فتوحها نزل الكوفة وابتنى بها داراً في طيء000 وقد قَدِمَ على عمر بن الخطاب ، فرأى منه جفاءً في العطاء والبشاشة ، ولم يلحقه بنظرائه ، فقال عدي يا أمير المؤنين ، أتعرفني !)000فضحك عمر ثم قال نعم ، والله إني لأعرفـك ، أسلمت إذ كفـروا ، وعرفتَ إذْ أنكروا ، وأقبلتَ إذْ أدبـروا ، ووَفَيْتَ إذْ غدروا ، وإنّ أول صدقة بيّضتْ وجْهَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدقة طيء حيثُ جئتَ بها )000وأخذ يعتذر منه في فعله لأولئك ، فقال عدي فلا أبالي إذن )000 عينه يوم مقتـل عثمان قال عُديّ لا ينتطح فيها عنـزان )000ولم يزل مع علي بن أبـي طالب وشهد معه الجمل وصفّين000فلمّا فقئت عينـه يوم الجمل قيل له أما قلت لا ينتطح فيها عنزان ؟!)000قال بلى وتفقأ عيون كثيرة )000 الوفاة توفي أبو طريف مُعَمّراً في عام ( 68 هـ ) في الكوفة000
رد: صحابه الرسول
أبو بكر الصديق
أحد العشرة المبشرين بالجنة
هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث
سنيـن ، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه ، كان يعمل بالتجارة ومـن
أغنياء مكـة المعروفين ، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها من
خير وشـر وكان ذا خلق ومعروف يأتونه الرجال ويألفونـه اعتنـق الاسلام دون تردد فهو
أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من
بينهم عثمـان بن عفـان ، والزبيـر بن العـوام ، وعبدالرحمـن بن عـوف ، والأرقـم
ابن أبي الأرقـم
إسلامه
لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقال أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- إني رسول الله يا أبا بكر ، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، و الموالاة على طاعته أهل طاعته وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد ، و أقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدق يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه
أول خطيب
عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول يا أبا بكر إنّا قليل فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس ، وكان أول خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ، فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنالوه بألسنتهم وقاموا
ام الخير
ولمّا خلت أم الخير ( والـدة أبي بكر ) به جعـل يقول ما فعل رسول الله -صلـى اللـه عليه وسلم0قالت والله ما لي علم بصاحبك قال فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه فخرجت حتى جاءت أم جميل ، فقالت إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ؟0قالت ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت ؟قالت نعم فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق ؟! وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه لك
قال فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم_0؟قالت هذه أمك تسمع ؟0قالت فلا عين عليك منها 00قالت سالم صالح 0قال فأين هو ؟)000قالت في دار الأرقم )000قال فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي ، وهذه أمي بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك فادعها الى الله ، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار )000فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم دعاها الى الله عزّ وجل ، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً ، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم000
جهاده بماله
أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس فنزل فيه قوله تعالى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ")000
منزلته
من الرسول كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس الى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر )000
كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة ، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )000وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار )000
كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي )000
الإسراء والمعراج
وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى بيت المقدس ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له هل لك يا أبا بكر في صاحبك ، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة !)000فقال لهم أبو بكر إنكم تكذبون عليه )000فقالوا بلى ، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ) فقال أبو بكر والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجّبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون منه )000
ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال يا نبي الله ، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟)000قال نعم )000قال يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته )000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرفع لي حتى نظرت إليه)000فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر صدقت ، أشهد أنك رسول الله )000حتى إذا انتهى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر وأنت يا أبا بكر الصديق )000فيومئذ سماه الصديق000
الصحبة
ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة فقال تعالى ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )"000
كان أبو بكر رجلا ذا مال ، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في الهجرة فقال له الرسول لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً )000فطمع بأن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يعني نفسه حين قال له ذلك ، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك ، وفي يوم الهجرة ، أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها ، فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث )000
فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة ، فقال الرسول أخرج عني من عندك )000فقال أبو بكر يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ، وما ذاك ؟ فداك أبي وأمي !)000فقال إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة )000فقال أبو بكر الصُّحبة يا رسول الله ؟)000قال الصُّحبة )000تقول السيدة عائشة فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ )000ثم قال أبو بكر يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا )000فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على الطريق ، فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما000
أبواب الجنـة
عن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب -يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ، دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان )000فقال أبو بكر ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة )000وقال هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله )000قال نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر )000
مناقبه وكراماته
مناقب أبو بكر -رضي الله عنه- كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب ما سبقت أبا بكر الى خير إلاّ سبقني )000وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تخفى على غيره كحديث أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) ، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه ، ومن ذلك أيضا فتواه في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإقراره على ذلك000
وهو أول خليفة في الإسلام ، وأول من جمع المصحـف الشريـف ، وأول من أقام للناس حجّهـم في حياة رسـول اللـه -صلى اللـه عليـه وسلم- وبعده000وكان في الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر ، وفي الإسلام امتنع عن قول الشعر000كما أنه -رضي الله عنه- لم يفته أي مشهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000وقد قال له الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- أنت عتيق الله من النار ) ، فسمّي عتيقاً000
وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)000
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : كنت جالسا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم أما صاحبكم فقد غامر )000فسلم وقال إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي ، فأبى علي فأقبلت إليك )000فقال يغفر الله لك يا أبا بكر )000ثلاثا ، ثم إن عمر ندم ، فأتى منزل أبي بكر ، فسأل أثم أبو بكر )000 فقالوا لا )000فأتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسلم ، فجعل وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- يتمعر ، حتى أشفق أبو بكر ، فجثا على ركبتيه فقال يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين )000فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي )000مرتين فما أوذي بعدها000
خلافته
وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ، اذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له يا عمر لا حاجة لي في امارتكم !!)000 فرد عليه عمر أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك) 0000
جيش أسامة
وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا ( يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟!)000فقال ( والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله )000فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا ( لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم )000فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام000
حروب الردة
بعد وفـاة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت العرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد ، قال عمر بن الخطاب ( كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله )؟!)000فقال أبو بكر ( الزكاة حقُّ المال )000وقال والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها )000ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ، وانتهى أمر المرتدين000
جيوش العراق والشام
ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتا على الإسلام000
استخلاف عمر
لمّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال ( إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته ، وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ ، وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ، وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك عن أعراضهم ، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله )000
وفاته
ولد أبو بكر في مكة عام ( 51 قبل الهجرة ) ومات بالمدينة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة ( 13 هـ )000ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وجاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعا وهو يقول ( اليوم انقطعت خلافة النبوة)000حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّىً فقال ( رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما ، وأكملهم إيمانا ، وأخوفهم لله ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم عناءً ، وأحوطهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأحدبهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، وأحسنهم صُحْبة ، وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- به هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً000
أحد العشرة المبشرين بالجنة
هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث
سنيـن ، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه ، كان يعمل بالتجارة ومـن
أغنياء مكـة المعروفين ، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها من
خير وشـر وكان ذا خلق ومعروف يأتونه الرجال ويألفونـه اعتنـق الاسلام دون تردد فهو
أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من
بينهم عثمـان بن عفـان ، والزبيـر بن العـوام ، وعبدالرحمـن بن عـوف ، والأرقـم
ابن أبي الأرقـم
إسلامه
لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقال أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- إني رسول الله يا أبا بكر ، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، و الموالاة على طاعته أهل طاعته وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد ، و أقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدق يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه
أول خطيب
عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول يا أبا بكر إنّا قليل فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس ، وكان أول خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ، فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنالوه بألسنتهم وقاموا
ام الخير
ولمّا خلت أم الخير ( والـدة أبي بكر ) به جعـل يقول ما فعل رسول الله -صلـى اللـه عليه وسلم0قالت والله ما لي علم بصاحبك قال فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه فخرجت حتى جاءت أم جميل ، فقالت إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ؟0قالت ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت ؟قالت نعم فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق ؟! وإنّي لأرجو أن ينتقـم اللـه لك
قال فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم_0؟قالت هذه أمك تسمع ؟0قالت فلا عين عليك منها 00قالت سالم صالح 0قال فأين هو ؟)000قالت في دار الأرقم )000قال فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )000فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي ، وهذه أمي بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك فادعها الى الله ، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار )000فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم دعاها الى الله عزّ وجل ، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً ، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم000
جهاده بماله
أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس فنزل فيه قوله تعالى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ")000
منزلته
من الرسول كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس الى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر )000
كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة ، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )000وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار )000
كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي )000
الإسراء والمعراج
وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى بيت المقدس ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له هل لك يا أبا بكر في صاحبك ، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة !)000فقال لهم أبو بكر إنكم تكذبون عليه )000فقالوا بلى ، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ) فقال أبو بكر والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجّبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون منه )000
ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال يا نبي الله ، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟)000قال نعم )000قال يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته )000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرفع لي حتى نظرت إليه)000فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر صدقت ، أشهد أنك رسول الله )000حتى إذا انتهى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر وأنت يا أبا بكر الصديق )000فيومئذ سماه الصديق000
الصحبة
ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة فقال تعالى ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )"000
كان أبو بكر رجلا ذا مال ، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في الهجرة فقال له الرسول لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً )000فطمع بأن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يعني نفسه حين قال له ذلك ، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك ، وفي يوم الهجرة ، أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها ، فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث )000
فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة ، فقال الرسول أخرج عني من عندك )000فقال أبو بكر يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ، وما ذاك ؟ فداك أبي وأمي !)000فقال إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة )000فقال أبو بكر الصُّحبة يا رسول الله ؟)000قال الصُّحبة )000تقول السيدة عائشة فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ )000ثم قال أبو بكر يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا )000فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على الطريق ، فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما000
أبواب الجنـة
عن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب -يعني الجنة- يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ، دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان )000فقال أبو بكر ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة )000وقال هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله )000قال نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر )000
مناقبه وكراماته
مناقب أبو بكر -رضي الله عنه- كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب ما سبقت أبا بكر الى خير إلاّ سبقني )000وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تخفى على غيره كحديث أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) ، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه ، ومن ذلك أيضا فتواه في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإقراره على ذلك000
وهو أول خليفة في الإسلام ، وأول من جمع المصحـف الشريـف ، وأول من أقام للناس حجّهـم في حياة رسـول اللـه -صلى اللـه عليـه وسلم- وبعده000وكان في الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر ، وفي الإسلام امتنع عن قول الشعر000كما أنه -رضي الله عنه- لم يفته أي مشهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000وقد قال له الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- أنت عتيق الله من النار ) ، فسمّي عتيقاً000
وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)000
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : كنت جالسا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم أما صاحبكم فقد غامر )000فسلم وقال إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي ، فأبى علي فأقبلت إليك )000فقال يغفر الله لك يا أبا بكر )000ثلاثا ، ثم إن عمر ندم ، فأتى منزل أبي بكر ، فسأل أثم أبو بكر )000 فقالوا لا )000فأتى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسلم ، فجعل وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- يتمعر ، حتى أشفق أبو بكر ، فجثا على ركبتيه فقال يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين )000فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي )000مرتين فما أوذي بعدها000
خلافته
وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ، اذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له يا عمر لا حاجة لي في امارتكم !!)000 فرد عليه عمر أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك) 0000
جيش أسامة
وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بـذي خُشُـب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا ( يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟!)000فقال ( والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله )000فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا ( لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم )000فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام000
حروب الردة
بعد وفـاة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت العرب ومنعت الزكاة ، واختلـف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيـد ، قال عمر بن الخطاب ( كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله )؟!)000فقال أبو بكر ( الزكاة حقُّ المال )000وقال والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها )000ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ، وانتهى أمر المرتدين000
جيوش العراق والشام
ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتا على الإسلام000
استخلاف عمر
لمّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال ( إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته ، وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ ، وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ، وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك عن أعراضهم ، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله )000
وفاته
ولد أبو بكر في مكة عام ( 51 قبل الهجرة ) ومات بالمدينة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة ( 13 هـ )000ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وجاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعا وهو يقول ( اليوم انقطعت خلافة النبوة)000حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّىً فقال ( رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما ، وأكملهم إيمانا ، وأخوفهم لله ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم عناءً ، وأحوطهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأحدبهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، وأحسنهم صُحْبة ، وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- به هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً000
رد: صحابه الرسول
عمرو بن الخطاب
هو عمرو بن الخطاب أبن نفيل أبن عبد العزه أبن كعب أبن لوئ أبن فهر
فهو يلتقى مع النبى صلى الله عليه و سلم فى الجد الرابع فيلتقى مع النبى فى كعب ابن لؤى فهو قريب النبى صلى الله عليه و صلى ..هو قرشى من بنى قريش من بنى عدى قبيلته كانت من القبائل المسئوله عن السفاره فى الجاهليه و كان هو المسؤل عن السفاره فى قبيله لكن رغم هذه المنزله فهو لم يمارس السفاره كثيرا فقد كانت قريش فى هذا الوقت سيده العرب ولا يجرأ أحد على مخالفتها فقد كان دوره محدودا ..و رغم شرفه و نسبه لكنه كان مثل باقى قريش يعبد الأوثان و يكثر من شرب الخمر و يأد البنات و له قصه شهيره فى هذا ...عمر بن الخطاب فى احد الليالى أراد أن يتعبد فصنع أله من العجوه ( التمر) و تعبد له و بعد قليل قيل انه شعر بالجوع فأكل الأله و يندم فيصنع غيره فيأكله و هكذا...بعد سنين طويله و بعد أسلامه و عندما صار أميرا للمؤمنين أتاه شاب من المسلمين و قال له يا أمير المؤمنين اكنت ممن يفعلوه هذا أتعبد الأصنام ؟؟ ألم يكن عندكم عقل ...فقال يا بنى كان عندنا عقل ولكن لم يكن عندنا هدايه !!
مولده و نسبه :
ولد بعد عام الفيل ب 13 سنه و بعث النبى و عمر بن الخطاب فى السابعه و العشرين من عمره و أسلم سنه 6 من البعثه و تولى خلافه المسلمين و عمره 52 سنه و صار أمير للمؤمنين عشر سنين و 6 أشهر و أربعه أيام و مات عمره 62 سنه قريبا من عمر النبى صلى الله عليه و سلم عن موته فأسلم و عمره 32 سنه أى ان مده أسلامه كانت 30 سنه .
أبوه هو الخطاب و لم يكن ذو شهره ولا من أصًحاب الرياسه فى قريش بل كان فظ و غليظ وأمه هى حمتنه بنت هاشم و أبن أخوها عمرو أبن هاشم أى ان أبا جهل فى منزله خاله و أبن عمتها الوليد أبن المغيره والد خالد بن الوليد اى انه أبن عمت خالد ابن الوليد .
أولاده : عبد الله أبن عمر وهو من أكثر الصحابه تمثلا بأفعال النبى و ومن أولاده حفصه زوجه النبى صلى الله عليه و سلم و فاطمه و عاصم و كان له ثلاثه من الولد سماهم بنفس الأسم هما عبد الرحمن الأكبر و عبد الرحمن الأوسط و عبد الرحمن الأصغر و ذلك بعد أن سمع حديث النبى "أحب الأسماء الى الله عبد الله و عبد الرحمن " .
زوجاته
: كانت له 3 زوجات فى الجاهليه و عندما نزل قول الله عز و جل " ولا تمسكوا بعصم الكوافر" عرض على زوجاته الأسلام فرفضوا فطلق الثلاثه فى حينها و ذلك لحرصه على تنفيذ أوامر الله و تزوج بعد الأسلام عده زوجات و من أشهر زوجاته بعدما صار أمير للمؤمنين هو أم كلثوم بنت على أبن أبى طالب حفيده الرسول الكريم و بنت فاطمه و أخت الحسن و الحسين .. أرسل عمر لعلى و قال له زوجنى أم كلثوم فقال على أنها صغيره فقال له بالله عليك زوجنى أياهم فلا أحد من المسلمين لا يعرف كرامتها الآ انا و لن يكرمها احد كما سأكرمها فقال على أرسلها أليك تنظرلا أليها فأن اعجبتك فتزوجها .. فنظر أليها و تزوجها و خرج على الناس فى المسجد و قال تقولوا تزوج صغيره ألأيس كذلك .. والله ما تزوجها ألا لحديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " كل سبب و كل نسب و صهر يوضع يوم القيامه الأ سببى و نسبى و صهرى " و انا لى مع رسول الله أثنين من هما لى معه السبب انى صاحبته و لى معه النسب أن أبنتى حفصه زوجته فأردت أن أجمع لهما الصهر ليرفع يوم القيامه سبب و نسبى و صهرى ...
ألقـــــــابه :
له ثلاثه ألقاب سماه النبى صلى الله عليه و سلم بأتنين منهما ... أسمائه هى: أبا حفص و سببه ( حفص هو شبل الأسد و قيل أن النبى صلى الله عليه و سلم قال يوم غزوه بدر من لقى منكم العباس فلا يقتله فقام أحد الصحابه و قال أنقتل أبأئنا و أبناءنا والله لو لقيت العباس عم النبى لقتلته فنظر أليه الرسول صلى الله عليه و سلم و قال يا ابا حفص أترضى أن تضرب عنق عم رسول الله و هو خرج مكرها .... و قيل أنه سمى أبا حفص نسبتا ألى أبنته حفصه )
اللقب الثانى هو (( الفــــــــاروق )) و سمى به أول يوم أسلامه و قد أطلقه عليه النبى صلى الله عليه و سلم أى انت الفاروق يفرق الله بك بين الحق و الباطل
اما اللقب الثالث الذى سمى به هو أمير المؤمين : لما مات النبى صلى الله عليه و سلم سمى أبو بكر خليفه رسول الله صلى الله عليه و سلم ووجد المسلمين أنه نداء عمر بخليفه خليفه رسول الله أسم طويل فأذا مات عمر يكون من بعده خليفه خليفه خليفه رسول الله ؟؟
فى هذا الوقت وصل وفد من العراق و كان يضم عدى أبن حاتم الطائى و قابل عمر أبن العاص و قال يا عمر أستأذن لوفد العراق من أمير المؤمنين فقال عمر بن العاص و قال من أمير المؤمنين ؟؟ فقال له عدى أليس هو أميرنا و نحن المؤمنين قال عمر بن العاص بلا فقال أذا هو أمير المؤمنين و من حينها صار أميرا للمؤمنين .
وصف عمر بن الخطاب :
كان بأن الطول ( طويل جدا ) أذا رأيته يمشى كأنه راكب... مفتول العضل.. ضخم الشارب ....أبيض مشرئب بحمره .... و حسن الوجه ... أصلع ...أذا مشى أسرع كأنما يدب الأرض ... أذا تكلم أسمع ( جهورى الصوت ) فأذا تكلم بجوار فرد فى غفله من الممكن أن يغشى عليه من الخوف ولذلك نظرا لهيبته بين الناس .
قصه أسلامه :
دعى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال " اللهم أعز الأسلام بأحد العمرين عمر بن الخطاب او عمرو أبن هشام"
كان عمر غليظ القلب ومن شده قسوه جند نفسه يتبع النبى صلى الله عليه و سلم فكلما دعى أحد للأسلام يخيفه عمر يهرب و ذلك ليله كان يمشى النبى للكعبه للصلاه فنظر فوجد عمر خلفه فقال له أما تتركنى يا عمر ليلا أو نهار فقد كان يخافه المسلمون كثيرا ...
بدأ النبى صلاته عند الكعبه و بدأ يقرأ القرأن و عمر يرقبه و لم يره النبى و يسمع عمر وكان يقرأ النبى صوره الحاقه و يقول عمرهذا شعر فأذا بقول الله على لسانه نبيه " وما هو بقول شاعر قليل ما تؤمنون " فقال فى نفسه ألا هو كائن فأذا بقول الله " ولا بقول كائن قليلا ما تذكرون تنزيلن من رب العالمين " فوقع فى قلبه الأسلام من حينها ولكن الصراعه النفسى داخله لم يكن محسوما بعد و يصارعه شيطانه .. أمر النبى بعد أتباعه بالهجره ألى الحبشه فقابل أمراه خارجه للهجره فخافت أن يؤذيها فقال ألى أين يا أمه الله فقالت أفر بدينى فقال أذا هو الأنطلاق يا أمه الله صحبكم الله ... فعجبك المرأه من رقه عمر فرجع تألى زوجها أخبره قد رأيت من عمر اليوم عجبا وجدت منه رقه ولم أعهده هذا .. فقال زوجها أتطمعين أن يسلم عمر والله لا يسلم عمر حتى يسلم حمار الخطاب.!! فقالت لا والله أرى فيه خيرا ..
ظل الصراع الداخلى لعمر و رأى ان المسلمين فى أزدياد فقرر ان يقتل النبى صلى الله عليه و سلم فأخذ سيفه و مشى فى طرقات مكه متجه ألى مكان النبى شاهرا سيفه فقابله أحد الصحابه فقال ألى أين يا عمر فقال ألى محمد أقتله و أريح قريش منه فخاف الصحابى على النبى و خاف على نفسه من عمر فحاول أرجاع عمر فقال أتتركك بنى عبد المطلب فقال عمر أراك أتبعت محمد أراك صبئت فخاف الصحابى فقال أبدا ولكن أعلم يا عمر بدل من أن تذهب ألى محمد أنظر الى اختك و زوجها فقد أتبعوا محمد فغضب عمر غضبا شديدا و قال أقد فعلت فرد الصحابى نعم ..فأنطلق وهو فى قمه غضبه و ذهب الصحابى مسرعا للرسول لينذره بعمر بن الخطاب أى انه فضل ان يضحى بفاطمه أخت عمر و زوجها السعيد بن زيد على ان يقتل رسول الله .
وصل عمر لبيت أخت و دخل و أمسك سعيد واقل بلغنى انك قد صبئت و أتبعت محمد فقال يا عمر أريأيت ان كان الحق فى غير دينه فدعه و سقط فوقه و ظل يضربه فى وجهه فجاءت فاطمه بنت الخطاب تدفعه عن زوجها فلطمها لطمه فسال الدم من وجهها فقالت أريأت ان كان الحق فى غير دينك و عندما لطمها سقطت من يدها صحيفه فقال ناولينى أياها فقالت أنت نجس وهذه فيها كلام الله ولا يمسه الآ المطهرون أذهب وأغتسل حتى تقرأها فقال نعم و دخل وأغتسل و رجع ناولينى الصحيفه فبدأ يقرأ فكانت سوره طه " طه{1} مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى{2} إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى{3} تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى{4} الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى{5} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى{6} وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى{7} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى{8}......" فقال عمر لا يقول هذا الكلام الآ رب العالمين أشهد أن لا أله الآ الله و أن محمد رسول الله دلونى على محمد فخرج له الخباب أبن ألارت و قال له
أنه موجود فى دار الارقم أبن أبى الأرقم ولا أراك الآ نتاج دعوه رسول الله أللهم أعز الأسلام بأحد العمرين فذهب مسرعا و طرق الباب فقال بلال من فقال عمر فأهتزوا خوفا فقال حمزه ( أسد الله ) لا عليكم أن جاء لخير فأهلا به و أن كان غير ذلك أنا له فلما فتحوا له أخذه حمزه من ظهره فقال النبى دعه يا حمزه تعال يا عمر فأقترب عمر ولم يكن يعرف احد منهم لماذا يريد فأخذه النبى حتى سقط عمر على ركبته فقال له أما أن لك أن تسلم يا أبن الخطاب فقال أشهد أن لا أله الآ الله و أن محمد رسول الله فكبر من فى البيت جميعا فقد كان أسلام نصرا و هجرته فتحا و خلافته عزا فقال عمر يا رسول الله ألأسنا على الحق و هم على الباطل فقال نعم قال ففيما الأختفاء فقال وما ترى يا عمر قال نخرج يا رسول الله فنعلن الأسلام فى طرقات مكه فخرج المسلمين صفين واحد على رأسه عمر بن الخطاب و الصف الأخر على رأسه حمزه بن عبد المطلب 39 موحد بينهم رسول الله فى المنتصف يرددون الله أكبر ولله الحمد حتى دخلوا الكعبه و طافوا بالبيت فما أستطاعت قريش أن تتعرض لواحد منهم فى وجود عمر و كان نصر للمسلمين فأعز الله الأسلام بعمر .
لما أراد عمر أن يشهر أسلامه بحث عن اكثر الناس نشرا للأخبار فوجده و اسمه الجميل بن معمر و ذهب أليه و هو رجل لا يكتم سرا فقال له يا جميل أأكتمك خبرا ولا تحدث به أحد قال نعم ...فقال اشهد ان لا أله الآ الله و ان محمد رسول الله فأنطلق يجرى و يردد صبء عمر صبء عمر وانا خلفه أقول كذب بل أسلم عمر لا صبء عمر فأجتمعوا عليه يصضربوه و يضربهم من الفجر حتى الضحى حتى تعب فأخذ واحد منهم ووضعه على الأرض و وضع أصبعيه فى عينيه يقول له أفقع عينيك أن لم تبعدهم عني
رجع بيته و جمع أولاده و قال أعلموا أشهد ان لا أله الآ الله و ان محمد رسول الله وانى أمركم أن تؤمنوا بالله وحده و هو هكذا قام له أبنه الأكبر عبد الله بن عمر وقال له يا أبتى انا مسلم منذ عمر فأحمر وجهه غضبا و قال و تترك أباك يدخل جهنم و الله لاوجعنك ضربا و هكذا عاش عمر و عاش مع أبنه و كلما تذكرها نغزه عمر نغزه عليها .
هجرتـــــه :
ذهب عمر ممسكا سيف و معه عصاه و ذهب فى أكثر وقت تتجمع فيه قريش حول الكعبه و بدأ يطوف حول الكعبه سبعه أشواط متمكنا و صلى خلف مقام أبراهيم ركعتين وبدا يذهب لحلقات قريش متجمعين و يقول لهم شاهت الوجوه أرغم الله هذه المعاطس و نظر لهم قائل من اراد ان ييتم ولده و تثكل أمه و ترمل زوجته فليلقانى خلف هذا الوادى فأنى مهاجرا غدا فما تكلم احد فهاجر و هاجر معه مجموعه من ضعفاء المسلمين يتحامون بوجوده معهم .
وهكذا
ظل المسلمين أذلاء لا يستطيعون الصلاه فى الكعبه حتى أسلم عمر و يقول عبد الله بن مسعود مازلنا أذله حتى أسلم عمر وما كنا تستطيع أن نصلى عن الكعبه حتى أسلم عمر فلما أسلم نزل قول الله تعالى " يا أيها النبى حسبك الله و من أتبعك من المؤمنين "
من مواقفـــه:
فى غزوه بدر طلع مع جيش المسلمين و كان عمر لا يحارب أى شخص بل كان يتصيد و يتحين الفرسان و خاصه من أقاربه فقط لآجل أرضاء الله حتى يصدق الله و يعلمه انه لا غلا فى قلبه الآ للأسلام و رسول الله فكان ينظر أقاربه فيقاتلهم فى سبيل الله ... فوجد خاله فى جيش الكفار العاصى بن هشام فقتله ..و بعد الغزوه و نصر المسلمين .
و فى غزوه بدر كان سهيل أبن عمر لا يزال على كفره و وقع فى الأسر فوقف عمر بن الخطاب و قال يا رسول الله دعنى أنزع أسنان سهيل بن عمر حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم ..فقال النبى لا يا عمر لا أمثل بأحد فيمثل الله بى ولو كنت نبيا و من يدريك يا عمر لعل سهيل يقف فى يوم من الأيام موقفا تفرح به و صدق رسول الله فبعد موت النبى وقف سهيل خطيب و قال يا معشر قريش كنتم أخر من أسلم فلا تكونوا اول من أرتد و ثبت أهل قريش كلهم فبكى عمر و قال صدقت يا رسول الله
فى غزوه أحد و بعد تفرق الجيشين وقف أبا سفيان على فرسه و كلم المسلمين على الجبل فقال أفيكم محمد فقال النبى لا تجيبوه فقال أبو سفيان أفيكم أبو بكر قال النبى لا تجيبوه فقال أفيكم عمر قال النبى لا تجيبوه فقال ابو سفيان أعلوا هبل فقال النبى أفلا لا تجيبوه فقالوا و بما يا رسول الله قال قولوا الله أعلى و أجل فوجد ابو سفيان الجبل يردد الله اعلى و أجل فقال لنا العزه ولا عزه لكم فأجابوا اللهم مولانا ولا مولى لكم فقال ابو سفيان يوم بيوم بدر فقال النبى افلا تجيبوا فقالوا بما قال قتلانا فى الجنه و قتلاكم فى النار .. فأيقن أبو سفيان أن الثلاثه أحياء فلا يخرج هذا الكلام الا من محمد و أصحابه و هنا لم يتمالك عمر نفسه بما عرف عنه من أيجابيته و قوته و سرعه غضبه فقال بصوت عالى أخزاك الله يا عدجو الله و الله الثلاثه أيحاء فقال له ابو سفيان والله يا عمر انت أصدق عندى من أبن قمئه ( هو من أخبره بموت النبى يوم أحد ) هكذا كان أصحاب رسول الله فصدقه و أخلاقهم تهز كلماتهم الأرض فى قوتها بالحق و تصدق حتى عند أعدائهم
فكان صلح الحديبيه ووافق النبى على كل مطالب قريش مقابل عشر سنين هدنه و يستمع عمر فقد كانت شروطهم قاسيه على نفسه كثيرا فكان كما لو كان يغلى من الغيظ فذهب للنبى و قال يا رسول الله ألسنا على الحق و هم على الباطل فقال نعم قال لما تعطى الدنيه فى ديننا فقال وما تريد يا عمر فقال ما فى نفسه و انه يريد حربهم و أخذ الحق منهم فهون عليه رسول الله و قال يا عمر انا رسول الله ولا أتحرك الآ بأوامر من الله وأن الله لن يضيعنى .. و لكنه لم يفهم او لم يرضى نفسه قول رسول الله فذهب ألى أبى بكر و قال نفس الكلام فقال له ابو بكر يا عمر انه رسول الله و لن يضيعه الله فألزم غرسه و هكذا رضى بالهدنه مغصوبا و مرت سنواتها عليه طويله و فى صلح الحديبيه تضاعفت أعداد المسلمين أضعاف كثيره و يقول عمر فعرفت أنه الفتح فو الله انى لاكثر من الصلاه و الصيام و الذكر و الدعاء و الصدقه حتى يكفره الله عندى ما حدث منى فى صلح الحديبيه .... و جاء يوم فتح مكه و ذهب أبو سفيان للمدينه و اراد ان يذهب ألى رسول لله ليطيل الهدنه فذهب ألى أبو بكر بعد ان نقضوا صلح الحديبيه فيجيب ابو بكر جوارى فى جوار رسول اللهو عثمان كذلك فراح لعمر بن الخطاب حتى يشفع له عند رسول الله فأستشاط عمر غضبا و قال أما وجدت غييييييييييييرى أتترك الناس و تأتينى انـــــــــــا والله لو لم أجد الا الذر لقاتلتكم به و الله انى ادعو الله ليل نهار حتى تنقضوا العهد فأتى و أقاتلكم .. هكذا كانت غيرته على الأسلام ...
بشرى النبى له بالجنه :
لابى موسى الأشعرى : يقول أبو موسى بحثت عن النبى فى المسجد فلم أجده فذهب ألى بيوت زوجاته فلم أجده فسألت أين النبى فقيل لى تحرك فى هذا الأتجاه حتى وصلت ألى بئر أريس يجلس النبى على البئر و يدلى قدميه فيه فقال لاجعلا نفقسى بواب النبى اليوم فلا بدخل عليه أحد يزعجه فوقفه على بابه و أتى أبى بكر فقال له على رسلك يا أبو بكر حتى أستأذن لك رسول الله فعجب أبو بكر و لكنه أنتظر و ذهب أبو موسى ألى رسول الله يا رسول الله أبو بكر يستأذن عليك فتبسم النبى لموقفه و قال له أئذن له و بشره بالجنه ... فذهب أليه و قال رسول الله يأذن لك و يبشرك بالجنه فذهب ابو بكر و جلس بجوار النبى و كشف عن ثوبه و دلى قدميه فى البئر كما فعل النبى .. فأتى عمر و أراد ان يدخل فقال له أبو موسى الأشعرى على رسلك حتى أستأذن لك رسول الله فقال له الرسول أئذن له و بشره بالجنه ...فجاءت عثمان بن عفان فأراد أن يدخل فقال له أبو موسى الأشعرى على رسلك حتى أستأذن لك رسول الله فقال له الرسول أئذن له و بشره بالجنه على بلوه تصيبك فقال الله المستعان و دخل .... فدعى ابو موسى أن يأتى أخوه على أن يبشره الرسول بالجنه و لكن أبى الله الآ على ان يأتى على بن أبى طالب يدخل فقال له أبو موسى الأشعرى على رسلك حتى أستأذن لك رسول الله فقال له الرسول أئذن له و بشره بالجنه.. و هكذا أجتمع الخلفاء الأربعه ألى جوار رسول الله صلى الله عليه و سلم و بشر الأربعه بالجنه ...!!
من فضله :
كان النبى يجلس ذات مره بين أصحابه فقال نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر ..
و ذات مره دخل النبى المسجد و نادى أين ابو بكر تعالى بجوارى .. أين عمر تعالى بجوار فمسك الرسول يديهما و قال هكذا نبعث يوم القيامه ...
أتى عمر بن العاص ( داهيه العرب ) ألى رسول الله صلى الله عليه و سلم راجعا من معركه ذات السلاسل و النبى فرح به فأراد أن يسمع من رسول الله كلمه شكر فيه فقال يا رسول الله من أحب الناس أليك فقال النبى عائشه ... فقال لا ليس عن النساء أسألك فقال النبى أذا أبوها قلت ثم من قال عمر قال ثم من قال عثمان قال ثم من قال على ... و هكذا حتى عدد له عشرين أسما فسكت عمر و قال فى نفسه أذا أنا الواحد و العشرون ..
يحكى الحسن البصرى يقول : كأنما يأتى الأسلام يوم القيامه مجسدا يتصفح وجوه الناس يقول يارب هذا نصرى يارب هذا خذلنى و يأتى ألى عمر بن الخطاب فيأخذ بيه و يقول يا ربى كنت غريبا حتى أسلم هذا الرجل ..
يقول النبى صلى الله عليه و سلم : رأيتنى فى المنام كأننى فى الجنه فرأيت قصه عظيم فقال قلت لمن هذا القصر العظيم فقيل لى هذا لرجل من قريش قأل ألى هذا القصر فقيل له لا وأنما لعمر بن الخطاب ...
و فى حديث أخر يقول النبى صلى الله عليه و سلم : رأيتنى فى المنام كأننى فى الجنه فرأيت قصر عظيم ورأيت أمراه تتوضأ أمام القصر فسألت لمن هذا القصر فقيل لى لعمر بن الخطاب يقول فتذكرت غيره عمر على النساء فوليت " فبكى عمر و قال أو مثلى يغار على مثلك يا رسول الله ...!!
يحكى النبى عن رؤيه فى المنام فيقول رأيتى يوم القيامه و الناس تعرض عليا يوم القيامه و عليهم قمص فمنهم من يبلغ القميص ثدييه و منهم ما دون ذلك و رأيت عمر يأتى و يجر قميصه ..
و القميص هو الدين !!!!!!
هو عمرو بن الخطاب أبن نفيل أبن عبد العزه أبن كعب أبن لوئ أبن فهر
فهو يلتقى مع النبى صلى الله عليه و سلم فى الجد الرابع فيلتقى مع النبى فى كعب ابن لؤى فهو قريب النبى صلى الله عليه و صلى ..هو قرشى من بنى قريش من بنى عدى قبيلته كانت من القبائل المسئوله عن السفاره فى الجاهليه و كان هو المسؤل عن السفاره فى قبيله لكن رغم هذه المنزله فهو لم يمارس السفاره كثيرا فقد كانت قريش فى هذا الوقت سيده العرب ولا يجرأ أحد على مخالفتها فقد كان دوره محدودا ..و رغم شرفه و نسبه لكنه كان مثل باقى قريش يعبد الأوثان و يكثر من شرب الخمر و يأد البنات و له قصه شهيره فى هذا ...عمر بن الخطاب فى احد الليالى أراد أن يتعبد فصنع أله من العجوه ( التمر) و تعبد له و بعد قليل قيل انه شعر بالجوع فأكل الأله و يندم فيصنع غيره فيأكله و هكذا...بعد سنين طويله و بعد أسلامه و عندما صار أميرا للمؤمنين أتاه شاب من المسلمين و قال له يا أمير المؤمنين اكنت ممن يفعلوه هذا أتعبد الأصنام ؟؟ ألم يكن عندكم عقل ...فقال يا بنى كان عندنا عقل ولكن لم يكن عندنا هدايه !!
مولده و نسبه :
ولد بعد عام الفيل ب 13 سنه و بعث النبى و عمر بن الخطاب فى السابعه و العشرين من عمره و أسلم سنه 6 من البعثه و تولى خلافه المسلمين و عمره 52 سنه و صار أمير للمؤمنين عشر سنين و 6 أشهر و أربعه أيام و مات عمره 62 سنه قريبا من عمر النبى صلى الله عليه و سلم عن موته فأسلم و عمره 32 سنه أى ان مده أسلامه كانت 30 سنه .
أبوه هو الخطاب و لم يكن ذو شهره ولا من أصًحاب الرياسه فى قريش بل كان فظ و غليظ وأمه هى حمتنه بنت هاشم و أبن أخوها عمرو أبن هاشم أى ان أبا جهل فى منزله خاله و أبن عمتها الوليد أبن المغيره والد خالد بن الوليد اى انه أبن عمت خالد ابن الوليد .
أولاده : عبد الله أبن عمر وهو من أكثر الصحابه تمثلا بأفعال النبى و ومن أولاده حفصه زوجه النبى صلى الله عليه و سلم و فاطمه و عاصم و كان له ثلاثه من الولد سماهم بنفس الأسم هما عبد الرحمن الأكبر و عبد الرحمن الأوسط و عبد الرحمن الأصغر و ذلك بعد أن سمع حديث النبى "أحب الأسماء الى الله عبد الله و عبد الرحمن " .
زوجاته
: كانت له 3 زوجات فى الجاهليه و عندما نزل قول الله عز و جل " ولا تمسكوا بعصم الكوافر" عرض على زوجاته الأسلام فرفضوا فطلق الثلاثه فى حينها و ذلك لحرصه على تنفيذ أوامر الله و تزوج بعد الأسلام عده زوجات و من أشهر زوجاته بعدما صار أمير للمؤمنين هو أم كلثوم بنت على أبن أبى طالب حفيده الرسول الكريم و بنت فاطمه و أخت الحسن و الحسين .. أرسل عمر لعلى و قال له زوجنى أم كلثوم فقال على أنها صغيره فقال له بالله عليك زوجنى أياهم فلا أحد من المسلمين لا يعرف كرامتها الآ انا و لن يكرمها احد كما سأكرمها فقال على أرسلها أليك تنظرلا أليها فأن اعجبتك فتزوجها .. فنظر أليها و تزوجها و خرج على الناس فى المسجد و قال تقولوا تزوج صغيره ألأيس كذلك .. والله ما تزوجها ألا لحديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " كل سبب و كل نسب و صهر يوضع يوم القيامه الأ سببى و نسبى و صهرى " و انا لى مع رسول الله أثنين من هما لى معه السبب انى صاحبته و لى معه النسب أن أبنتى حفصه زوجته فأردت أن أجمع لهما الصهر ليرفع يوم القيامه سبب و نسبى و صهرى ...
ألقـــــــابه :
له ثلاثه ألقاب سماه النبى صلى الله عليه و سلم بأتنين منهما ... أسمائه هى: أبا حفص و سببه ( حفص هو شبل الأسد و قيل أن النبى صلى الله عليه و سلم قال يوم غزوه بدر من لقى منكم العباس فلا يقتله فقام أحد الصحابه و قال أنقتل أبأئنا و أبناءنا والله لو لقيت العباس عم النبى لقتلته فنظر أليه الرسول صلى الله عليه و سلم و قال يا ابا حفص أترضى أن تضرب عنق عم رسول الله و هو خرج مكرها .... و قيل أنه سمى أبا حفص نسبتا ألى أبنته حفصه )
اللقب الثانى هو (( الفــــــــاروق )) و سمى به أول يوم أسلامه و قد أطلقه عليه النبى صلى الله عليه و سلم أى انت الفاروق يفرق الله بك بين الحق و الباطل
اما اللقب الثالث الذى سمى به هو أمير المؤمين : لما مات النبى صلى الله عليه و سلم سمى أبو بكر خليفه رسول الله صلى الله عليه و سلم ووجد المسلمين أنه نداء عمر بخليفه خليفه رسول الله أسم طويل فأذا مات عمر يكون من بعده خليفه خليفه خليفه رسول الله ؟؟
فى هذا الوقت وصل وفد من العراق و كان يضم عدى أبن حاتم الطائى و قابل عمر أبن العاص و قال يا عمر أستأذن لوفد العراق من أمير المؤمنين فقال عمر بن العاص و قال من أمير المؤمنين ؟؟ فقال له عدى أليس هو أميرنا و نحن المؤمنين قال عمر بن العاص بلا فقال أذا هو أمير المؤمنين و من حينها صار أميرا للمؤمنين .
وصف عمر بن الخطاب :
كان بأن الطول ( طويل جدا ) أذا رأيته يمشى كأنه راكب... مفتول العضل.. ضخم الشارب ....أبيض مشرئب بحمره .... و حسن الوجه ... أصلع ...أذا مشى أسرع كأنما يدب الأرض ... أذا تكلم أسمع ( جهورى الصوت ) فأذا تكلم بجوار فرد فى غفله من الممكن أن يغشى عليه من الخوف ولذلك نظرا لهيبته بين الناس .
قصه أسلامه :
دعى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال " اللهم أعز الأسلام بأحد العمرين عمر بن الخطاب او عمرو أبن هشام"
كان عمر غليظ القلب ومن شده قسوه جند نفسه يتبع النبى صلى الله عليه و سلم فكلما دعى أحد للأسلام يخيفه عمر يهرب و ذلك ليله كان يمشى النبى للكعبه للصلاه فنظر فوجد عمر خلفه فقال له أما تتركنى يا عمر ليلا أو نهار فقد كان يخافه المسلمون كثيرا ...
بدأ النبى صلاته عند الكعبه و بدأ يقرأ القرأن و عمر يرقبه و لم يره النبى و يسمع عمر وكان يقرأ النبى صوره الحاقه و يقول عمرهذا شعر فأذا بقول الله على لسانه نبيه " وما هو بقول شاعر قليل ما تؤمنون " فقال فى نفسه ألا هو كائن فأذا بقول الله " ولا بقول كائن قليلا ما تذكرون تنزيلن من رب العالمين " فوقع فى قلبه الأسلام من حينها ولكن الصراعه النفسى داخله لم يكن محسوما بعد و يصارعه شيطانه .. أمر النبى بعد أتباعه بالهجره ألى الحبشه فقابل أمراه خارجه للهجره فخافت أن يؤذيها فقال ألى أين يا أمه الله فقالت أفر بدينى فقال أذا هو الأنطلاق يا أمه الله صحبكم الله ... فعجبك المرأه من رقه عمر فرجع تألى زوجها أخبره قد رأيت من عمر اليوم عجبا وجدت منه رقه ولم أعهده هذا .. فقال زوجها أتطمعين أن يسلم عمر والله لا يسلم عمر حتى يسلم حمار الخطاب.!! فقالت لا والله أرى فيه خيرا ..
ظل الصراع الداخلى لعمر و رأى ان المسلمين فى أزدياد فقرر ان يقتل النبى صلى الله عليه و سلم فأخذ سيفه و مشى فى طرقات مكه متجه ألى مكان النبى شاهرا سيفه فقابله أحد الصحابه فقال ألى أين يا عمر فقال ألى محمد أقتله و أريح قريش منه فخاف الصحابى على النبى و خاف على نفسه من عمر فحاول أرجاع عمر فقال أتتركك بنى عبد المطلب فقال عمر أراك أتبعت محمد أراك صبئت فخاف الصحابى فقال أبدا ولكن أعلم يا عمر بدل من أن تذهب ألى محمد أنظر الى اختك و زوجها فقد أتبعوا محمد فغضب عمر غضبا شديدا و قال أقد فعلت فرد الصحابى نعم ..فأنطلق وهو فى قمه غضبه و ذهب الصحابى مسرعا للرسول لينذره بعمر بن الخطاب أى انه فضل ان يضحى بفاطمه أخت عمر و زوجها السعيد بن زيد على ان يقتل رسول الله .
وصل عمر لبيت أخت و دخل و أمسك سعيد واقل بلغنى انك قد صبئت و أتبعت محمد فقال يا عمر أريأيت ان كان الحق فى غير دينه فدعه و سقط فوقه و ظل يضربه فى وجهه فجاءت فاطمه بنت الخطاب تدفعه عن زوجها فلطمها لطمه فسال الدم من وجهها فقالت أريأت ان كان الحق فى غير دينك و عندما لطمها سقطت من يدها صحيفه فقال ناولينى أياها فقالت أنت نجس وهذه فيها كلام الله ولا يمسه الآ المطهرون أذهب وأغتسل حتى تقرأها فقال نعم و دخل وأغتسل و رجع ناولينى الصحيفه فبدأ يقرأ فكانت سوره طه " طه{1} مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى{2} إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى{3} تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى{4} الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى{5} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى{6} وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى{7} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى{8}......" فقال عمر لا يقول هذا الكلام الآ رب العالمين أشهد أن لا أله الآ الله و أن محمد رسول الله دلونى على محمد فخرج له الخباب أبن ألارت و قال له
أنه موجود فى دار الارقم أبن أبى الأرقم ولا أراك الآ نتاج دعوه رسول الله أللهم أعز الأسلام بأحد العمرين فذهب مسرعا و طرق الباب فقال بلال من فقال عمر فأهتزوا خوفا فقال حمزه ( أسد الله ) لا عليكم أن جاء لخير فأهلا به و أن كان غير ذلك أنا له فلما فتحوا له أخذه حمزه من ظهره فقال النبى دعه يا حمزه تعال يا عمر فأقترب عمر ولم يكن يعرف احد منهم لماذا يريد فأخذه النبى حتى سقط عمر على ركبته فقال له أما أن لك أن تسلم يا أبن الخطاب فقال أشهد أن لا أله الآ الله و أن محمد رسول الله فكبر من فى البيت جميعا فقد كان أسلام نصرا و هجرته فتحا و خلافته عزا فقال عمر يا رسول الله ألأسنا على الحق و هم على الباطل فقال نعم قال ففيما الأختفاء فقال وما ترى يا عمر قال نخرج يا رسول الله فنعلن الأسلام فى طرقات مكه فخرج المسلمين صفين واحد على رأسه عمر بن الخطاب و الصف الأخر على رأسه حمزه بن عبد المطلب 39 موحد بينهم رسول الله فى المنتصف يرددون الله أكبر ولله الحمد حتى دخلوا الكعبه و طافوا بالبيت فما أستطاعت قريش أن تتعرض لواحد منهم فى وجود عمر و كان نصر للمسلمين فأعز الله الأسلام بعمر .
لما أراد عمر أن يشهر أسلامه بحث عن اكثر الناس نشرا للأخبار فوجده و اسمه الجميل بن معمر و ذهب أليه و هو رجل لا يكتم سرا فقال له يا جميل أأكتمك خبرا ولا تحدث به أحد قال نعم ...فقال اشهد ان لا أله الآ الله و ان محمد رسول الله فأنطلق يجرى و يردد صبء عمر صبء عمر وانا خلفه أقول كذب بل أسلم عمر لا صبء عمر فأجتمعوا عليه يصضربوه و يضربهم من الفجر حتى الضحى حتى تعب فأخذ واحد منهم ووضعه على الأرض و وضع أصبعيه فى عينيه يقول له أفقع عينيك أن لم تبعدهم عني
رجع بيته و جمع أولاده و قال أعلموا أشهد ان لا أله الآ الله و ان محمد رسول الله وانى أمركم أن تؤمنوا بالله وحده و هو هكذا قام له أبنه الأكبر عبد الله بن عمر وقال له يا أبتى انا مسلم منذ عمر فأحمر وجهه غضبا و قال و تترك أباك يدخل جهنم و الله لاوجعنك ضربا و هكذا عاش عمر و عاش مع أبنه و كلما تذكرها نغزه عمر نغزه عليها .
هجرتـــــه :
ذهب عمر ممسكا سيف و معه عصاه و ذهب فى أكثر وقت تتجمع فيه قريش حول الكعبه و بدأ يطوف حول الكعبه سبعه أشواط متمكنا و صلى خلف مقام أبراهيم ركعتين وبدا يذهب لحلقات قريش متجمعين و يقول لهم شاهت الوجوه أرغم الله هذه المعاطس و نظر لهم قائل من اراد ان ييتم ولده و تثكل أمه و ترمل زوجته فليلقانى خلف هذا الوادى فأنى مهاجرا غدا فما تكلم احد فهاجر و هاجر معه مجموعه من ضعفاء المسلمين يتحامون بوجوده معهم .
وهكذا
ظل المسلمين أذلاء لا يستطيعون الصلاه فى الكعبه حتى أسلم عمر و يقول عبد الله بن مسعود مازلنا أذله حتى أسلم عمر وما كنا تستطيع أن نصلى عن الكعبه حتى أسلم عمر فلما أسلم نزل قول الله تعالى " يا أيها النبى حسبك الله و من أتبعك من المؤمنين "
من مواقفـــه:
فى غزوه بدر طلع مع جيش المسلمين و كان عمر لا يحارب أى شخص بل كان يتصيد و يتحين الفرسان و خاصه من أقاربه فقط لآجل أرضاء الله حتى يصدق الله و يعلمه انه لا غلا فى قلبه الآ للأسلام و رسول الله فكان ينظر أقاربه فيقاتلهم فى سبيل الله ... فوجد خاله فى جيش الكفار العاصى بن هشام فقتله ..و بعد الغزوه و نصر المسلمين .
و فى غزوه بدر كان سهيل أبن عمر لا يزال على كفره و وقع فى الأسر فوقف عمر بن الخطاب و قال يا رسول الله دعنى أنزع أسنان سهيل بن عمر حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم ..فقال النبى لا يا عمر لا أمثل بأحد فيمثل الله بى ولو كنت نبيا و من يدريك يا عمر لعل سهيل يقف فى يوم من الأيام موقفا تفرح به و صدق رسول الله فبعد موت النبى وقف سهيل خطيب و قال يا معشر قريش كنتم أخر من أسلم فلا تكونوا اول من أرتد و ثبت أهل قريش كلهم فبكى عمر و قال صدقت يا رسول الله
فى غزوه أحد و بعد تفرق الجيشين وقف أبا سفيان على فرسه و كلم المسلمين على الجبل فقال أفيكم محمد فقال النبى لا تجيبوه فقال أبو سفيان أفيكم أبو بكر قال النبى لا تجيبوه فقال أفيكم عمر قال النبى لا تجيبوه فقال ابو سفيان أعلوا هبل فقال النبى أفلا لا تجيبوه فقالوا و بما يا رسول الله قال قولوا الله أعلى و أجل فوجد ابو سفيان الجبل يردد الله اعلى و أجل فقال لنا العزه ولا عزه لكم فأجابوا اللهم مولانا ولا مولى لكم فقال ابو سفيان يوم بيوم بدر فقال النبى افلا تجيبوا فقالوا بما قال قتلانا فى الجنه و قتلاكم فى النار .. فأيقن أبو سفيان أن الثلاثه أحياء فلا يخرج هذا الكلام الا من محمد و أصحابه و هنا لم يتمالك عمر نفسه بما عرف عنه من أيجابيته و قوته و سرعه غضبه فقال بصوت عالى أخزاك الله يا عدجو الله و الله الثلاثه أيحاء فقال له ابو سفيان والله يا عمر انت أصدق عندى من أبن قمئه ( هو من أخبره بموت النبى يوم أحد ) هكذا كان أصحاب رسول الله فصدقه و أخلاقهم تهز كلماتهم الأرض فى قوتها بالحق و تصدق حتى عند أعدائهم
فكان صلح الحديبيه ووافق النبى على كل مطالب قريش مقابل عشر سنين هدنه و يستمع عمر فقد كانت شروطهم قاسيه على نفسه كثيرا فكان كما لو كان يغلى من الغيظ فذهب للنبى و قال يا رسول الله ألسنا على الحق و هم على الباطل فقال نعم قال لما تعطى الدنيه فى ديننا فقال وما تريد يا عمر فقال ما فى نفسه و انه يريد حربهم و أخذ الحق منهم فهون عليه رسول الله و قال يا عمر انا رسول الله ولا أتحرك الآ بأوامر من الله وأن الله لن يضيعنى .. و لكنه لم يفهم او لم يرضى نفسه قول رسول الله فذهب ألى أبى بكر و قال نفس الكلام فقال له ابو بكر يا عمر انه رسول الله و لن يضيعه الله فألزم غرسه و هكذا رضى بالهدنه مغصوبا و مرت سنواتها عليه طويله و فى صلح الحديبيه تضاعفت أعداد المسلمين أضعاف كثيره و يقول عمر فعرفت أنه الفتح فو الله انى لاكثر من الصلاه و الصيام و الذكر و الدعاء و الصدقه حتى يكفره الله عندى ما حدث منى فى صلح الحديبيه .... و جاء يوم فتح مكه و ذهب أبو سفيان للمدينه و اراد ان يذهب ألى رسول لله ليطيل الهدنه فذهب ألى أبو بكر بعد ان نقضوا صلح الحديبيه فيجيب ابو بكر جوارى فى جوار رسول اللهو عثمان كذلك فراح لعمر بن الخطاب حتى يشفع له عند رسول الله فأستشاط عمر غضبا و قال أما وجدت غييييييييييييرى أتترك الناس و تأتينى انـــــــــــا والله لو لم أجد الا الذر لقاتلتكم به و الله انى ادعو الله ليل نهار حتى تنقضوا العهد فأتى و أقاتلكم .. هكذا كانت غيرته على الأسلام ...
بشرى النبى له بالجنه :
لابى موسى الأشعرى : يقول أبو موسى بحثت عن النبى فى المسجد فلم أجده فذهب ألى بيوت زوجاته فلم أجده فسألت أين النبى فقيل لى تحرك فى هذا الأتجاه حتى وصلت ألى بئر أريس يجلس النبى على البئر و يدلى قدميه فيه فقال لاجعلا نفقسى بواب النبى اليوم فلا بدخل عليه أحد يزعجه فوقفه على بابه و أتى أبى بكر فقال له على رسلك يا أبو بكر حتى أستأذن لك رسول الله فعجب أبو بكر و لكنه أنتظر و ذهب أبو موسى ألى رسول الله يا رسول الله أبو بكر يستأذن عليك فتبسم النبى لموقفه و قال له أئذن له و بشره بالجنه ... فذهب أليه و قال رسول الله يأذن لك و يبشرك بالجنه فذهب ابو بكر و جلس بجوار النبى و كشف عن ثوبه و دلى قدميه فى البئر كما فعل النبى .. فأتى عمر و أراد ان يدخل فقال له أبو موسى الأشعرى على رسلك حتى أستأذن لك رسول الله فقال له الرسول أئذن له و بشره بالجنه ...فجاءت عثمان بن عفان فأراد أن يدخل فقال له أبو موسى الأشعرى على رسلك حتى أستأذن لك رسول الله فقال له الرسول أئذن له و بشره بالجنه على بلوه تصيبك فقال الله المستعان و دخل .... فدعى ابو موسى أن يأتى أخوه على أن يبشره الرسول بالجنه و لكن أبى الله الآ على ان يأتى على بن أبى طالب يدخل فقال له أبو موسى الأشعرى على رسلك حتى أستأذن لك رسول الله فقال له الرسول أئذن له و بشره بالجنه.. و هكذا أجتمع الخلفاء الأربعه ألى جوار رسول الله صلى الله عليه و سلم و بشر الأربعه بالجنه ...!!
من فضله :
كان النبى يجلس ذات مره بين أصحابه فقال نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر ..
و ذات مره دخل النبى المسجد و نادى أين ابو بكر تعالى بجوارى .. أين عمر تعالى بجوار فمسك الرسول يديهما و قال هكذا نبعث يوم القيامه ...
أتى عمر بن العاص ( داهيه العرب ) ألى رسول الله صلى الله عليه و سلم راجعا من معركه ذات السلاسل و النبى فرح به فأراد أن يسمع من رسول الله كلمه شكر فيه فقال يا رسول الله من أحب الناس أليك فقال النبى عائشه ... فقال لا ليس عن النساء أسألك فقال النبى أذا أبوها قلت ثم من قال عمر قال ثم من قال عثمان قال ثم من قال على ... و هكذا حتى عدد له عشرين أسما فسكت عمر و قال فى نفسه أذا أنا الواحد و العشرون ..
يحكى الحسن البصرى يقول : كأنما يأتى الأسلام يوم القيامه مجسدا يتصفح وجوه الناس يقول يارب هذا نصرى يارب هذا خذلنى و يأتى ألى عمر بن الخطاب فيأخذ بيه و يقول يا ربى كنت غريبا حتى أسلم هذا الرجل ..
يقول النبى صلى الله عليه و سلم : رأيتنى فى المنام كأننى فى الجنه فرأيت قصه عظيم فقال قلت لمن هذا القصر العظيم فقيل لى هذا لرجل من قريش قأل ألى هذا القصر فقيل له لا وأنما لعمر بن الخطاب ...
و فى حديث أخر يقول النبى صلى الله عليه و سلم : رأيتنى فى المنام كأننى فى الجنه فرأيت قصر عظيم ورأيت أمراه تتوضأ أمام القصر فسألت لمن هذا القصر فقيل لى لعمر بن الخطاب يقول فتذكرت غيره عمر على النساء فوليت " فبكى عمر و قال أو مثلى يغار على مثلك يا رسول الله ...!!
يحكى النبى عن رؤيه فى المنام فيقول رأيتى يوم القيامه و الناس تعرض عليا يوم القيامه و عليهم قمص فمنهم من يبلغ القميص ثدييه و منهم ما دون ذلك و رأيت عمر يأتى و يجر قميصه ..
و القميص هو الدين !!!!!!
رد: صحابه الرسول
منزلته :
يقول النبى أن الله يجرى الحق على لسان عمر و قلبه و هو الفاروق يفرق الله بيه بين الحق و الباطل .
و ذات مره كان سيدنا عمر بن الخطاب يجلس مع الصحابه و هو أمير الكمؤمنين و كان من بينهم حذيفه أبن اليمان ( كاتم سر رسول الله ) و كان قد أئتمنه الرسول على فتن الأرض حتى يوم القيامه فى وقت حياته .. فغقال له عمر يا حذيفه حدثنا عن الفتن .. فقال حذيفه الفتن هى فتنه الرجل فى بيته و أهله و ماله يكفرها الصدقه و العمره و الدعاؤ فأوقفه عمر و قال ليس عن هذه الفتن أسألك و انما أسألك عن فتن تموج كقطع الليل فتن تشمل الأمه.. فقال حذيفه ومالك أنت و هذه الفتن يا أمير المؤمنين أن بينك و بينها باب مسدودا .. فقال عمر يا حذيفه أيفتح الباب أم يكسر .. فقال بل يكسر .. فقال عمر أذا لا يعود ألى مكانه بعد ذلك أبدا ثم قام عمر يبكى .. لم يفهم أحد ما الباب وما يكسر ما هذا يا حذيفه .. فقال الباب هو عمر فأذا مات عمر فتح باب للفتنه لا يغلق ألى يوم القيامه ... عمر كان يحمى أمه كامله من الفتن حتى مات فأنتشر بين الصحابه و المسلمين أن عمر هو المانع للفتن عن المسلمين حتى انه يوم موته صاحت أمرأه قالت واااا عمرها فتح باب للفتن لن يغلق ألى يوم القيامه ...
ذات مره كان عند النبى نساء من قريش يعلمهن الدين و أثناء تجاذب الحديث علو أصواتهن على صوت النبى فأستأذن عمر بالباب وما أن سمعوا صوته حتى أسرعن يغطون أنفسهم و يختبئن فضحك النبى و دخل عمر فقال له يا عمر هولاء النساء كانوا عندى يتحدثون و يرفعن أصواتهن و ما أن أتيت أنت حتى هبنك و ذهبن يخبئوا أنفسهن فقال عمر والله أنت أحق ان يهبن يا رسول الله ثم وجه كلامه للنساء و قال يا عدوات أنفسهم أتهبننى ولا تهبن رسول الله فردت النساء أنت أغلظ و أفظ من رسول الله ... فضحك النبى و قال يا عمر والله لو رأك الشيطان فى فج لخاف منك و سلك طريقا أخر
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : رأيتنى فى المنام وضعت فى كفه ووضعت الأمه فى كفه فرجعت بالأمه ثم وضع أبو بكر فى كفه و الأمه فى كفه فرجح أبو بكر بالأمه ثم وجع عمر فى كفه ووضعت الأمه فى كفه فرجح عمر بالكفه
هكذا كان عمر رجل يزن أيمانه أيمان أمه كامله و ليست أى أمه انها امه حبيب الله و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم .
ولايته و أنجازاته :
خاف الناس من عمر بن الخطاب وما أن صار خليفه حتى كان الرجال تتجنبه فى الطرقات خوفا منه و تهرب الأطفال من أمامه لما عرفوا عنه فى فتره خلافه ابو بكر و فى وجود الرسول صلى الله عليه و سلم من غلطه و قوه فحزن عمر لذلك حزنا كثيرا فجمع عمر الناس للصلاه قائلا الصلاه جامعه و بدأ فيهم خطيبا فقال أيها الناس بلغنى انك تخافوننى فأسمع مقالتى: أيها الناس كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكنت عبده و خادمه و كان رسول الله ألين الناس وأرق الناس فقلت أضع شدتى ألى لينه فأكون سيفا مسلولا بين يديه فأن شاء أغمدنى وأن شاء تركنى فأمضى الى ما يريد فلم أزل معه و نيتى كذلك حتى توفاه الله وهو راضى عنى... ثم ولى أبو بكر فكنت خادمه و عونه وكان أبو بكر لين كرسول الله فقلت أمزج شديتى بلينه و قد تعمدت ذلك فأكون سيفا مسلولا بين يديه فأن شاء أإمدنى وأن شاء تركنى فأمضى الى ما يريد فلم أزل معه و نيتى كذلك حتى توفاه الله وهو راضى عنى..اما الان وقد صرت انا الذى وليت امركم فأعلموا ان هذه الشده قد أضعفت الآ اننى رغم ذلك على أهل التعدى و الظلم ستظهر هذه الشده و لن أقبل أن أجعل لاهل الظلم على أهل الضعف سبيلا ووالله لو أعتدى واحد من أهل الظلم على أهل العدل و اهل الدين لاضعن خده على التراب ثم اضع قدمى على خده حتى أخذ الحق منه ...ثم بعد ذلك أضع خدى على التراب لآهل العفاف و الدين حتى يضعوا اقدامهم على خدى رحمتا بهم و رأفتا بهم ... فبكى كل الحاضرين فى المسجد فما عهدوه هكذا و ما كانوا يظنوا انه يفكر هكذا ... وقال أيضا ان لكم على أمر أشطرتها عليكم ..أولها الآ اخذ منكم أموالا أبدا .. أنمى لكم أموالكم.. ألا أبالغ فى أرسالكم فى البعوث وأذا أرسلتكم فأنا أبو العيال ... ولكم على أمر رابع أن لم تأمرونى بالمعروف و تنهونى عن المنكر و تنصحونى لآشكونكم يوم القيامه لله عز و جل ... فكبر كل من فى المسجد شاكرين الله تعالى .
من أولياته :
1. اول من سمى بأمير المؤمنين من الخلفاء .
2. اول من وضع تأريخا للمسلمين و أتخذ التاريخ من هجره رسول الله صلى الله عليه و سلم.
3. هو اول من عسعس فى الليل بنفسه ولم يفعلها حاكم قبل عمر ولا تعلم أحد عملها بأنتظام بعد عمر .
4. اول من عقد مؤتمرات سنويه للقاده و الولاه و محاسبتهم و ذلك فى موسم الحج حتى يكونوا فى أعلى حالتهم الأيمانيه فيطمن على عبادته وأخبارهم.
5. أول من أتخذ الدره ( عصا صغيره ) و أدب بها .. حتى أن قال الصحابه و الله لدره عمر أعظم من أسيافكم و أشد هيبه فى قلوب الناس .
6. اول من مصر الأمصار .
7. اول من مهد الطرق و منها كلمه الشهره ( لو عثرت بغله للعراق لسألنى الله تعالى عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر ) .
من أولياته فى العباده:
1. أول من جمع الناس على صلاه التراويح .
2. هو أول من جعل الخلافه شورى بين عدد محدد .
3. اول من وسع المسجد النبوى .
4. اول من اعطى جوائر لحفظت القرأن الكريم .
5. اول من أخر مقام أبراهيم .
6. جمع الناس على أربعه تكبيرات فى صلاه الجنازه .
فى العلاقات العامه :
1. أجلى اليهود عن الجزيره العربيه
2. أسقط الجزيه عن الفقراء والعجزه من أهل الكتاب
3. أعطى فقراء أهل الكتاب من بيت مال المسلمين
4. منع هدم كنائس النصارى
5. تؤخذ الجزيه منأهل المتاب على حسب المستوى المعيشى
فى مجال الحرب :
1. أقام المعسكرات الحربيه الدائمه فى دمشق و فلسطين والأردن
2. اول من أمر بالتجنيد الأجبارى للشباب و القادرين
3. اول من حرس الحدود بالجند
4. اول من حدد مده غياب الجنود عن زوجاتهم ( 4 أشهر )
5. اول من أقام قوات أحتياطيه نظاميه ( جمع لها ثلاثون ألف فرس )
6. اول من أمر قواده بموافاته بتقارير مفصله مكتوبه بأحوال الرعيه من الجيش
7. أول من دون ديوان للجند لتسجيل أسمائهم و رواتبهم
8. اول من خصص أطباء و المترجمين و القضاه و المرشدين لمرافقه الجيش
9. اول من أنشأ مخازن للأغذيه للجيش
فى مجال السياسه:
1. أول من دون الدواوين
2. أول من أتخذ دار الدقيق ( التموين )
3. أول من أوقف فى الأسلام ( الأوقاف )
4. أول من أحصىأموال عماله و قواده وولاته وطالبهم بكشف حساب أموالهم ( من أين لك هذا )
5. أول من أتخذ بيتا لاموال المسلمين
6. أول من ضرب الدراهم و قدر وزنها
7. أول من أخذ زكاه الخيل
8. أول من جعل نفقه اللقيط من بيت المال
9. اول من مسح الأراضى وحدد مساحاتها
10. أول من أتخذ دار للضيافه
11. أول من أقرض الفائض من بيت المال للتجاره
12. أول من حمى الحمى
فتوحاتــــــــه :
1. فتح العراق
2. فتح الشام
3. فتح القدس وأستلم المسجد الأقصى
4. فتح مصر
5. فتح أذربيجان
المصادر:
· أخبار عمر أ/على الطنطاوى
· مناقب عمر بن الخطاب ابن الجوزى
· الفاروق عمر بن الخطاب أ/محمد رضا
· شهيد المحراب أ/عمر التلمسانى
· عبقريه عمر العقــــــــــاد
· أوليات الفاروق السياسيه د/غالب عبد الكافى القرشى
· الفاروق عمر طارق سويدان
صفات القوه فى عمر بن الخطاب :
من دلائل قوته أنه كان يحكم العالم فقد كان مسيطرا على أغلب الارض فالشام بالكامل تخضع للمسلمين و الرومان طرودا منها و العراق طرد منها الفرس و مصر و فلسطين فأًبحت مسيرا على المنطقه كامله ثم ألى أسيا حتى فتح أذربيجان .
كان النبى صلى الله عليه و سلم جالسا وسط صحابته فقال: كيف بكم أذا جائكم فى قبوركم ملكيا يسألونك من ربك ما دينك ماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيك و هولها عظيم ينبشان القبور ...فقال عمر يا رسول الله و يكون معى عقل فقال له النبى نعم يا عمر..أذا أكفيك أياهم يا رسول الله
فتبسم له النبى صلى الله عليه و سلم و قال نعم ياعمر انا أعلم ماذا تفعل أذا أتاك الملكان .... يسألونك من ربك فتقول أنت بل أنتما من ربكما..... ما دينك...فقول أنت بل أنتما ما دينكما.... ماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيك...بل أنتما ما تقولان فى الرجل الذى بعث في..
ومن مواقف قوته أيضا : كان سائرا فى طرقات المدينه و تبعه مجموعه من المسلمين فألتقت أليه فجأه فسقت ركبهم ( أهتزت ركبهم خوفا ) فقال مالكم ؟؟ قالوا هبناك ...فقال أظلمتكم فى شئ قالوا لا والله ...فقال اللهم زدنى هيبه .
و من مواقفه أيضا كان عند الحجام فتنحنح فسقط ادوات الحلاق من يده خوفا وفى روايه أخرى كان يغمى عليه
كان الشيطان أذا قابل عمر يسلك طريقا تركه و سلك غيره .. ليس خوفا منه ولكن حتى لا يوسوس له لانه طالما وسوس لعمر عانده عمر و زاد فى صالحاته فتزداد حساناته فكانت أقصى أمانى أبليس لعنه الله مع عمر أن يظل عمر كما هو على قدره بلا زياده .
من صفات قوته أيضا أنه كان عندك الحلاق فتنحنح فسقط ادوات الحلاق من يديه من شده خوفا من عمر و فى روايه أخرى أنه كاد يخشى عليه
و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم يأتى الناس يوم القيامه و عليهم قميص فرأيت عمر أبن الخطاب يأتى و يجر قميصه ...أتدرون ما القمص ...أنه رمز الدين
صفات الرحمه :
لما تتسول يا رجل : هكذا قالها عمر فى طريقه عندما وجد رجلا مسنا يتسول ..فقال الرجل.. يهودى أبحث عن مال لادفع الجزيه فقال عمر أخذنها منك و انت شاب و نرغمك على التسول و انت شيخ لا والله ..والله لنعطينك من بيت مال المسلمين و قال ردوا عليه ما دفع من قبل و يأمر عمر بن الخطاب من الان فى كل الولايات الأسلاميه من كان هناك فقير أو ضعيف أو طفل أو أمراه من يهود او نصاره يصرف له من بيت مال المسلمين لأعانته على العيش .
كان سائرا فى طرقات المدينه كعادته ليلا ليسمع صوت طفل صغير يبكى فيقترب .. و يسأل ما بال الصغير بالله عليكى نومى الصبى ( قالها لامه ) فذهب يكمل جولته الليله و مر عليهم مره أخرى فقال بالله عليكى نومى الصبى فقالت المرأه نعم و هكذا مره أخرى فبات بجوار البيت.... ما لكى أم سوء أنتى ما باله فقالت دعنى فأن عمر بن الخطاب لا يصرف الآ لمن فطم فأنا اعلل الصبى وأريد أن أفطمه لان عمر لا يصرف الا لمن فطم من أبناء المسلمين ...فبكى عمر و كان وقت صلاه الصبح فلم يفهم المسلمين بماذا يصلى من كثره بكائه .. وبعد صلاته وقف و قال يا ويلك يا عمر يوم القيامه ..كم يا عمر قتلت من أبناء المسلمين ..وقال أيها الناس بالله عليكم من اليوم لا تتعجلوا على أولادك فى الفطام فأنى أصرف لهم لكل مولود يولد فى الآسلام حتى لا أسأل عنهم يوم القيامه .
رأى نار فى الصحراء بعيدا فأذا أمرأه و اطفال يبكوا و قدر يغلى به ماء فقرب و قال يا أصحاب الضوء أأقترب ؟ ...فقالت المرأه نعم ..لإقال لما يبكى أطفالك ..فقالت والله ما عندنا طعام و أننا على سفر فقال وما بال القدر فقالت ما به ليس الآ ماء أعلله به ليسكتوا فقال ولما ..قالت لو كان أمير المؤمنين يعلم بنا ما كان هذا حالنا ...فقال أنتظرينى هنا يا أمراه فقال لتابعه يرفأ أتبعنى لبيت مال المسلمين و صار يجرى و يرفأ يحاول متابعته و أخذ القمح و الشعير ووضعته على كتفته فقال له يرفأ عنك يا أمير المؤمنين ..فقال ومن يحمله عنى يوم القيامه تنحى عنى يا يرفأ انا اخدمهم بنفسه فصار ينضج لهم الطعام و يطعمهم بنفسه و عندما أنتهت قال للمرأه أذا أتى الصباح أأتينى اللى بيت أمير المؤمنين لعلكى تجدينى هناك ...فقالت المرأه والله أنت أخير من عمر والله لو كان لى الآمر لوليتك على المسلمين .
صفات العدل :
أيها الناس ..ما تفعلون أذا ميلت برأسى الى الدنيا هكذا ..وأمال رأسه على كتفه ( دلاله على ان الدنيا قد تزينت فى رأسه ) ما تقولون فلم ينطق أحد..فاعادها الثالثه ما تقولوا ...فقال له أحدهم و قال ان ملت برأسك للدنيا هكذا قلنا لك بسيوفنا هكذا وأشار كأن يضرب عنقه ..فقال عمر الحمد لله الذى جعل من أمه محمد من يقوم عمر .
بعد الهزائم المتتاليه التى مٌنى بها هرقل من عمر بن الخطاب أرسل رسول لعمر أبن الخطاب لمقابله خليفه المسلمين ... فذهب الرسول يمشى فى طرقات المدينه يبحث عن قصر أمير المؤمنين و كلما سأل أحدهم قال له أذهب فى هذا الطريق و ستجده فى طريقك و ظل هكذا حتى أشار له أحدهم...أترى هذا الرجل تحت الشجره هناك هذا هو أمير المؤمنين.....أى رجل هذا النائم يتصبب عرقا ..من يضع نعليه تحت رأسه ....فقال رسول هرقل القوله الشهيره " حكـمـــت فعــــدلت فأمنــــــت فنمـــت يا عمر... وملكنـــــــا فظلمنــــــــا فسهــرنــــــا فخفنــــا فأنتصرتم علينا يا مسلمين "
يقول النبى أن الله يجرى الحق على لسان عمر و قلبه و هو الفاروق يفرق الله بيه بين الحق و الباطل .
و ذات مره كان سيدنا عمر بن الخطاب يجلس مع الصحابه و هو أمير الكمؤمنين و كان من بينهم حذيفه أبن اليمان ( كاتم سر رسول الله ) و كان قد أئتمنه الرسول على فتن الأرض حتى يوم القيامه فى وقت حياته .. فغقال له عمر يا حذيفه حدثنا عن الفتن .. فقال حذيفه الفتن هى فتنه الرجل فى بيته و أهله و ماله يكفرها الصدقه و العمره و الدعاؤ فأوقفه عمر و قال ليس عن هذه الفتن أسألك و انما أسألك عن فتن تموج كقطع الليل فتن تشمل الأمه.. فقال حذيفه ومالك أنت و هذه الفتن يا أمير المؤمنين أن بينك و بينها باب مسدودا .. فقال عمر يا حذيفه أيفتح الباب أم يكسر .. فقال بل يكسر .. فقال عمر أذا لا يعود ألى مكانه بعد ذلك أبدا ثم قام عمر يبكى .. لم يفهم أحد ما الباب وما يكسر ما هذا يا حذيفه .. فقال الباب هو عمر فأذا مات عمر فتح باب للفتنه لا يغلق ألى يوم القيامه ... عمر كان يحمى أمه كامله من الفتن حتى مات فأنتشر بين الصحابه و المسلمين أن عمر هو المانع للفتن عن المسلمين حتى انه يوم موته صاحت أمرأه قالت واااا عمرها فتح باب للفتن لن يغلق ألى يوم القيامه ...
ذات مره كان عند النبى نساء من قريش يعلمهن الدين و أثناء تجاذب الحديث علو أصواتهن على صوت النبى فأستأذن عمر بالباب وما أن سمعوا صوته حتى أسرعن يغطون أنفسهم و يختبئن فضحك النبى و دخل عمر فقال له يا عمر هولاء النساء كانوا عندى يتحدثون و يرفعن أصواتهن و ما أن أتيت أنت حتى هبنك و ذهبن يخبئوا أنفسهن فقال عمر والله أنت أحق ان يهبن يا رسول الله ثم وجه كلامه للنساء و قال يا عدوات أنفسهم أتهبننى ولا تهبن رسول الله فردت النساء أنت أغلظ و أفظ من رسول الله ... فضحك النبى و قال يا عمر والله لو رأك الشيطان فى فج لخاف منك و سلك طريقا أخر
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : رأيتنى فى المنام وضعت فى كفه ووضعت الأمه فى كفه فرجعت بالأمه ثم وضع أبو بكر فى كفه و الأمه فى كفه فرجح أبو بكر بالأمه ثم وجع عمر فى كفه ووضعت الأمه فى كفه فرجح عمر بالكفه
هكذا كان عمر رجل يزن أيمانه أيمان أمه كامله و ليست أى أمه انها امه حبيب الله و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم .
ولايته و أنجازاته :
خاف الناس من عمر بن الخطاب وما أن صار خليفه حتى كان الرجال تتجنبه فى الطرقات خوفا منه و تهرب الأطفال من أمامه لما عرفوا عنه فى فتره خلافه ابو بكر و فى وجود الرسول صلى الله عليه و سلم من غلطه و قوه فحزن عمر لذلك حزنا كثيرا فجمع عمر الناس للصلاه قائلا الصلاه جامعه و بدأ فيهم خطيبا فقال أيها الناس بلغنى انك تخافوننى فأسمع مقالتى: أيها الناس كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكنت عبده و خادمه و كان رسول الله ألين الناس وأرق الناس فقلت أضع شدتى ألى لينه فأكون سيفا مسلولا بين يديه فأن شاء أغمدنى وأن شاء تركنى فأمضى الى ما يريد فلم أزل معه و نيتى كذلك حتى توفاه الله وهو راضى عنى... ثم ولى أبو بكر فكنت خادمه و عونه وكان أبو بكر لين كرسول الله فقلت أمزج شديتى بلينه و قد تعمدت ذلك فأكون سيفا مسلولا بين يديه فأن شاء أإمدنى وأن شاء تركنى فأمضى الى ما يريد فلم أزل معه و نيتى كذلك حتى توفاه الله وهو راضى عنى..اما الان وقد صرت انا الذى وليت امركم فأعلموا ان هذه الشده قد أضعفت الآ اننى رغم ذلك على أهل التعدى و الظلم ستظهر هذه الشده و لن أقبل أن أجعل لاهل الظلم على أهل الضعف سبيلا ووالله لو أعتدى واحد من أهل الظلم على أهل العدل و اهل الدين لاضعن خده على التراب ثم اضع قدمى على خده حتى أخذ الحق منه ...ثم بعد ذلك أضع خدى على التراب لآهل العفاف و الدين حتى يضعوا اقدامهم على خدى رحمتا بهم و رأفتا بهم ... فبكى كل الحاضرين فى المسجد فما عهدوه هكذا و ما كانوا يظنوا انه يفكر هكذا ... وقال أيضا ان لكم على أمر أشطرتها عليكم ..أولها الآ اخذ منكم أموالا أبدا .. أنمى لكم أموالكم.. ألا أبالغ فى أرسالكم فى البعوث وأذا أرسلتكم فأنا أبو العيال ... ولكم على أمر رابع أن لم تأمرونى بالمعروف و تنهونى عن المنكر و تنصحونى لآشكونكم يوم القيامه لله عز و جل ... فكبر كل من فى المسجد شاكرين الله تعالى .
من أولياته :
1. اول من سمى بأمير المؤمنين من الخلفاء .
2. اول من وضع تأريخا للمسلمين و أتخذ التاريخ من هجره رسول الله صلى الله عليه و سلم.
3. هو اول من عسعس فى الليل بنفسه ولم يفعلها حاكم قبل عمر ولا تعلم أحد عملها بأنتظام بعد عمر .
4. اول من عقد مؤتمرات سنويه للقاده و الولاه و محاسبتهم و ذلك فى موسم الحج حتى يكونوا فى أعلى حالتهم الأيمانيه فيطمن على عبادته وأخبارهم.
5. أول من أتخذ الدره ( عصا صغيره ) و أدب بها .. حتى أن قال الصحابه و الله لدره عمر أعظم من أسيافكم و أشد هيبه فى قلوب الناس .
6. اول من مصر الأمصار .
7. اول من مهد الطرق و منها كلمه الشهره ( لو عثرت بغله للعراق لسألنى الله تعالى عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر ) .
من أولياته فى العباده:
1. أول من جمع الناس على صلاه التراويح .
2. هو أول من جعل الخلافه شورى بين عدد محدد .
3. اول من وسع المسجد النبوى .
4. اول من اعطى جوائر لحفظت القرأن الكريم .
5. اول من أخر مقام أبراهيم .
6. جمع الناس على أربعه تكبيرات فى صلاه الجنازه .
فى العلاقات العامه :
1. أجلى اليهود عن الجزيره العربيه
2. أسقط الجزيه عن الفقراء والعجزه من أهل الكتاب
3. أعطى فقراء أهل الكتاب من بيت مال المسلمين
4. منع هدم كنائس النصارى
5. تؤخذ الجزيه منأهل المتاب على حسب المستوى المعيشى
فى مجال الحرب :
1. أقام المعسكرات الحربيه الدائمه فى دمشق و فلسطين والأردن
2. اول من أمر بالتجنيد الأجبارى للشباب و القادرين
3. اول من حرس الحدود بالجند
4. اول من حدد مده غياب الجنود عن زوجاتهم ( 4 أشهر )
5. اول من أقام قوات أحتياطيه نظاميه ( جمع لها ثلاثون ألف فرس )
6. اول من أمر قواده بموافاته بتقارير مفصله مكتوبه بأحوال الرعيه من الجيش
7. أول من دون ديوان للجند لتسجيل أسمائهم و رواتبهم
8. اول من خصص أطباء و المترجمين و القضاه و المرشدين لمرافقه الجيش
9. اول من أنشأ مخازن للأغذيه للجيش
فى مجال السياسه:
1. أول من دون الدواوين
2. أول من أتخذ دار الدقيق ( التموين )
3. أول من أوقف فى الأسلام ( الأوقاف )
4. أول من أحصىأموال عماله و قواده وولاته وطالبهم بكشف حساب أموالهم ( من أين لك هذا )
5. أول من أتخذ بيتا لاموال المسلمين
6. أول من ضرب الدراهم و قدر وزنها
7. أول من أخذ زكاه الخيل
8. أول من جعل نفقه اللقيط من بيت المال
9. اول من مسح الأراضى وحدد مساحاتها
10. أول من أتخذ دار للضيافه
11. أول من أقرض الفائض من بيت المال للتجاره
12. أول من حمى الحمى
فتوحاتــــــــه :
1. فتح العراق
2. فتح الشام
3. فتح القدس وأستلم المسجد الأقصى
4. فتح مصر
5. فتح أذربيجان
المصادر:
· أخبار عمر أ/على الطنطاوى
· مناقب عمر بن الخطاب ابن الجوزى
· الفاروق عمر بن الخطاب أ/محمد رضا
· شهيد المحراب أ/عمر التلمسانى
· عبقريه عمر العقــــــــــاد
· أوليات الفاروق السياسيه د/غالب عبد الكافى القرشى
· الفاروق عمر طارق سويدان
صفات القوه فى عمر بن الخطاب :
من دلائل قوته أنه كان يحكم العالم فقد كان مسيطرا على أغلب الارض فالشام بالكامل تخضع للمسلمين و الرومان طرودا منها و العراق طرد منها الفرس و مصر و فلسطين فأًبحت مسيرا على المنطقه كامله ثم ألى أسيا حتى فتح أذربيجان .
كان النبى صلى الله عليه و سلم جالسا وسط صحابته فقال: كيف بكم أذا جائكم فى قبوركم ملكيا يسألونك من ربك ما دينك ماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيك و هولها عظيم ينبشان القبور ...فقال عمر يا رسول الله و يكون معى عقل فقال له النبى نعم يا عمر..أذا أكفيك أياهم يا رسول الله
فتبسم له النبى صلى الله عليه و سلم و قال نعم ياعمر انا أعلم ماذا تفعل أذا أتاك الملكان .... يسألونك من ربك فتقول أنت بل أنتما من ربكما..... ما دينك...فقول أنت بل أنتما ما دينكما.... ماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيك...بل أنتما ما تقولان فى الرجل الذى بعث في..
ومن مواقف قوته أيضا : كان سائرا فى طرقات المدينه و تبعه مجموعه من المسلمين فألتقت أليه فجأه فسقت ركبهم ( أهتزت ركبهم خوفا ) فقال مالكم ؟؟ قالوا هبناك ...فقال أظلمتكم فى شئ قالوا لا والله ...فقال اللهم زدنى هيبه .
و من مواقفه أيضا كان عند الحجام فتنحنح فسقط ادوات الحلاق من يده خوفا وفى روايه أخرى كان يغمى عليه
كان الشيطان أذا قابل عمر يسلك طريقا تركه و سلك غيره .. ليس خوفا منه ولكن حتى لا يوسوس له لانه طالما وسوس لعمر عانده عمر و زاد فى صالحاته فتزداد حساناته فكانت أقصى أمانى أبليس لعنه الله مع عمر أن يظل عمر كما هو على قدره بلا زياده .
من صفات قوته أيضا أنه كان عندك الحلاق فتنحنح فسقط ادوات الحلاق من يديه من شده خوفا من عمر و فى روايه أخرى أنه كاد يخشى عليه
و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم يأتى الناس يوم القيامه و عليهم قميص فرأيت عمر أبن الخطاب يأتى و يجر قميصه ...أتدرون ما القمص ...أنه رمز الدين
صفات الرحمه :
لما تتسول يا رجل : هكذا قالها عمر فى طريقه عندما وجد رجلا مسنا يتسول ..فقال الرجل.. يهودى أبحث عن مال لادفع الجزيه فقال عمر أخذنها منك و انت شاب و نرغمك على التسول و انت شيخ لا والله ..والله لنعطينك من بيت مال المسلمين و قال ردوا عليه ما دفع من قبل و يأمر عمر بن الخطاب من الان فى كل الولايات الأسلاميه من كان هناك فقير أو ضعيف أو طفل أو أمراه من يهود او نصاره يصرف له من بيت مال المسلمين لأعانته على العيش .
كان سائرا فى طرقات المدينه كعادته ليلا ليسمع صوت طفل صغير يبكى فيقترب .. و يسأل ما بال الصغير بالله عليكى نومى الصبى ( قالها لامه ) فذهب يكمل جولته الليله و مر عليهم مره أخرى فقال بالله عليكى نومى الصبى فقالت المرأه نعم و هكذا مره أخرى فبات بجوار البيت.... ما لكى أم سوء أنتى ما باله فقالت دعنى فأن عمر بن الخطاب لا يصرف الآ لمن فطم فأنا اعلل الصبى وأريد أن أفطمه لان عمر لا يصرف الا لمن فطم من أبناء المسلمين ...فبكى عمر و كان وقت صلاه الصبح فلم يفهم المسلمين بماذا يصلى من كثره بكائه .. وبعد صلاته وقف و قال يا ويلك يا عمر يوم القيامه ..كم يا عمر قتلت من أبناء المسلمين ..وقال أيها الناس بالله عليكم من اليوم لا تتعجلوا على أولادك فى الفطام فأنى أصرف لهم لكل مولود يولد فى الآسلام حتى لا أسأل عنهم يوم القيامه .
رأى نار فى الصحراء بعيدا فأذا أمرأه و اطفال يبكوا و قدر يغلى به ماء فقرب و قال يا أصحاب الضوء أأقترب ؟ ...فقالت المرأه نعم ..لإقال لما يبكى أطفالك ..فقالت والله ما عندنا طعام و أننا على سفر فقال وما بال القدر فقالت ما به ليس الآ ماء أعلله به ليسكتوا فقال ولما ..قالت لو كان أمير المؤمنين يعلم بنا ما كان هذا حالنا ...فقال أنتظرينى هنا يا أمراه فقال لتابعه يرفأ أتبعنى لبيت مال المسلمين و صار يجرى و يرفأ يحاول متابعته و أخذ القمح و الشعير ووضعته على كتفته فقال له يرفأ عنك يا أمير المؤمنين ..فقال ومن يحمله عنى يوم القيامه تنحى عنى يا يرفأ انا اخدمهم بنفسه فصار ينضج لهم الطعام و يطعمهم بنفسه و عندما أنتهت قال للمرأه أذا أتى الصباح أأتينى اللى بيت أمير المؤمنين لعلكى تجدينى هناك ...فقالت المرأه والله أنت أخير من عمر والله لو كان لى الآمر لوليتك على المسلمين .
صفات العدل :
أيها الناس ..ما تفعلون أذا ميلت برأسى الى الدنيا هكذا ..وأمال رأسه على كتفه ( دلاله على ان الدنيا قد تزينت فى رأسه ) ما تقولون فلم ينطق أحد..فاعادها الثالثه ما تقولوا ...فقال له أحدهم و قال ان ملت برأسك للدنيا هكذا قلنا لك بسيوفنا هكذا وأشار كأن يضرب عنقه ..فقال عمر الحمد لله الذى جعل من أمه محمد من يقوم عمر .
بعد الهزائم المتتاليه التى مٌنى بها هرقل من عمر بن الخطاب أرسل رسول لعمر أبن الخطاب لمقابله خليفه المسلمين ... فذهب الرسول يمشى فى طرقات المدينه يبحث عن قصر أمير المؤمنين و كلما سأل أحدهم قال له أذهب فى هذا الطريق و ستجده فى طريقك و ظل هكذا حتى أشار له أحدهم...أترى هذا الرجل تحت الشجره هناك هذا هو أمير المؤمنين.....أى رجل هذا النائم يتصبب عرقا ..من يضع نعليه تحت رأسه ....فقال رسول هرقل القوله الشهيره " حكـمـــت فعــــدلت فأمنــــــت فنمـــت يا عمر... وملكنـــــــا فظلمنــــــــا فسهــرنــــــا فخفنــــا فأنتصرتم علينا يا مسلمين "
رد: صحابه الرسول
سيرة الإمام الشهيد أمير المؤمنين
هو الإمام إذا عُـد الأئمـة
هو البطل إذا عُـدّ الأبطال
هو الشجاع المِقـدام
هو البطل الهُـمـام
هو الشهيد الذي قُتِل غدراً ، ولو أراد قاتله قتله مواجهته ما استطاع .
ولكن عادة الجبناء الطعن في الظهر !
فليتها إذ فَدَتْ عمراً بخارجةٍ = فَدَتْ علياً بمن شاءت من البشر
فـمـن هــو ؟
هو أمير المؤمنين الإمام الكريم : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو الحسن . رضي الله عنه وأرضاه .
كُنيته : أبو الحسن .
وكنّاه النبي صلى الله عليه وسلم : أبا تراب ، وسيأتي الكلام على سبب ذلك .
مولده
وُلِد قبل البعثة بعشر سنين .
وتربّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُفارقه .
فضائله
: فضائله جمّـة لا تُحصى
ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي .
وقال غيره : وكان سبب ذلك بغض بني أمية له ، فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يُثبته ، وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدّث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا .
ومن هنا قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : باب ذِكر شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ثم أطال رحمه الله في ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
قال : فمن ذلك أنه أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة نسبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الحافظ ابن حجر : وقد ولّـد له الرافضة مناقب موضوعة ، هو غنى عنها .
قال : وتتبع النسائي ما خُصّ به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيراً بأسانيد أكثرها جياد .
وكتاب الإمام النسائي هو " خصائص عليّ رضي الله عنه " .
وهذا يدلّ على محبة أهل السنة لعلي رضي الله عنه .
وأهل السنة يعتقدون محبة علي رضي الله عنه دين وإيمان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
من فضائله رضي الله عنه :
أول الصبيان إسلاماً .
أسلم وهو صبي ، وقُتِل في الإسلام وهو كهل .
قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه . اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاد . رواه الإمام أحمد وغيره .
وروى الإمام مسلم في فضائل علي رضي الله عنه قوله رضي الله عنه : والذي فلق الحبة ، وبرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق .
وروى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال في حق عليّ رضي الله عنه : ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبّه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ، خَلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا انه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً . فأُتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه . ولما نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي .
روى عليّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً .
شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك ، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ،إلا أنه لا نبي بعدي .
وهذا كان يوم تبوك خلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ، وموسى خلف هارون على قومه لما ذهب موسى لميعاد ربه .
وهو بَدري من أهل بدر ، وأهل بدر قد غفر الله لهم .
وشهد بيعة الرضوان .
وهو من العشرة المبشرين بالجنة .
وهو من الخلفاء الراشدين المهديين فرضي الله عنه وأرضاه .
وهو زوج فاطمة البتول رضي الله عنها ، سيدة نساء العالمين .
وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، سيدا شباب أهل الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .
وكان علي رضي الله عنه أحد الشورى الذين نص عليهم عمر ، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها ، فعدل عنه إلى عثمان ، فقبلها فولاه ، وسلم عليّ وبايع عثمان .
ولم يزل عليّ رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم متصديا لنصر العلم والفتيا .
من خصائص عليّ رضي الله عنه :
ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله علي يديه ، يحبّ الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فَباتَ الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها . قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكى عينيه . قال : فأرسلوا إليه . فأُتيَ به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا لـه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية .
ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ . كما عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
لا لأجل الإمارة ، ولكن لأجل هذه المنزلـة العالية الرفيعة " يحبّ الله ورسوله ويُحبُّـه الله ورسوله "
اشتهر عليّ رضي الله عنه بالفروسية والشجاعة والإقدام .
وكان اللواء بيد علي رضي الله عنه في أكثر المشاهد .
بارز عليٌّ رضي الله عنه شيبة بن ربيعة فقتله عليّ رضي الله عنه ، وذلك يوم بدر .
وكان أبو ذر رضي الله عنه يُقسم قسما إن هذه الآية ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر ؛ حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة . رواه البخاري ومسلم .
وفي اُحد قام طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين فقال : يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة ، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة أو يعجلني بسيفه إلى النار ؟! فقام إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار ، أو يعجلني بسيفك إلى الجنة ، فضربه عليّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال : أنشدك الله والرحم يا ابن عمّ . فكبر رسول الله
وقال أصحاب عليّ لعلي : ما منعك أن تُجهز عليه ؟ قال : إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته ، فاستحييت منه .
وبارز مَرْحَب اليهودي يوم خيبر
فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال :
قد علمت خيبر أني مرحب = شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة = كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
ففلق رأس مرحب بالسيف ، وكان الفتح على يديه .
وعند الإمام أحمد من حديث بُريدة رضي الله عنه : فاختلف هو وعليٌّ ضربتين ، فضربه على هامته حتى عض السيف منه بيضة رأسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته . قال : وما تتامّ آخر الناس مع عليّ حتى فتح له ولهم .
ومما يدلّ على شجاعته رضي الله عنه أنه نام مكان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة .
ومع شجاعته هذه فهو القائل : كُنا إذا احمرّ البأس ، ولقي القوم القوم ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه . رواه الإمام أحمد وغيره .
فما أحد أشجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هو الإمام إذا عُـد الأئمـة
هو البطل إذا عُـدّ الأبطال
هو الشجاع المِقـدام
هو البطل الهُـمـام
هو الشهيد الذي قُتِل غدراً ، ولو أراد قاتله قتله مواجهته ما استطاع .
ولكن عادة الجبناء الطعن في الظهر !
فليتها إذ فَدَتْ عمراً بخارجةٍ = فَدَتْ علياً بمن شاءت من البشر
فـمـن هــو ؟
هو أمير المؤمنين الإمام الكريم : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو الحسن . رضي الله عنه وأرضاه .
كُنيته : أبو الحسن .
وكنّاه النبي صلى الله عليه وسلم : أبا تراب ، وسيأتي الكلام على سبب ذلك .
مولده
وُلِد قبل البعثة بعشر سنين .
وتربّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُفارقه .
فضائله
: فضائله جمّـة لا تُحصى
ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي .
وقال غيره : وكان سبب ذلك بغض بني أمية له ، فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يُثبته ، وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدّث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا .
ومن هنا قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : باب ذِكر شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ثم أطال رحمه الله في ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
قال : فمن ذلك أنه أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة نسبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الحافظ ابن حجر : وقد ولّـد له الرافضة مناقب موضوعة ، هو غنى عنها .
قال : وتتبع النسائي ما خُصّ به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيراً بأسانيد أكثرها جياد .
وكتاب الإمام النسائي هو " خصائص عليّ رضي الله عنه " .
وهذا يدلّ على محبة أهل السنة لعلي رضي الله عنه .
وأهل السنة يعتقدون محبة علي رضي الله عنه دين وإيمان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
من فضائله رضي الله عنه :
أول الصبيان إسلاماً .
أسلم وهو صبي ، وقُتِل في الإسلام وهو كهل .
قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه . اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاد . رواه الإمام أحمد وغيره .
وروى الإمام مسلم في فضائل علي رضي الله عنه قوله رضي الله عنه : والذي فلق الحبة ، وبرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق .
وروى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال في حق عليّ رضي الله عنه : ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبّه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ، خَلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا انه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً . فأُتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه . ولما نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي .
روى عليّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً .
شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك ، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ،إلا أنه لا نبي بعدي .
وهذا كان يوم تبوك خلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ، وموسى خلف هارون على قومه لما ذهب موسى لميعاد ربه .
وهو بَدري من أهل بدر ، وأهل بدر قد غفر الله لهم .
وشهد بيعة الرضوان .
وهو من العشرة المبشرين بالجنة .
وهو من الخلفاء الراشدين المهديين فرضي الله عنه وأرضاه .
وهو زوج فاطمة البتول رضي الله عنها ، سيدة نساء العالمين .
وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، سيدا شباب أهل الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .
وكان علي رضي الله عنه أحد الشورى الذين نص عليهم عمر ، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها ، فعدل عنه إلى عثمان ، فقبلها فولاه ، وسلم عليّ وبايع عثمان .
ولم يزل عليّ رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم متصديا لنصر العلم والفتيا .
من خصائص عليّ رضي الله عنه :
ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله علي يديه ، يحبّ الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فَباتَ الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها . قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكى عينيه . قال : فأرسلوا إليه . فأُتيَ به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا لـه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية .
ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ . كما عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
لا لأجل الإمارة ، ولكن لأجل هذه المنزلـة العالية الرفيعة " يحبّ الله ورسوله ويُحبُّـه الله ورسوله "
اشتهر عليّ رضي الله عنه بالفروسية والشجاعة والإقدام .
وكان اللواء بيد علي رضي الله عنه في أكثر المشاهد .
بارز عليٌّ رضي الله عنه شيبة بن ربيعة فقتله عليّ رضي الله عنه ، وذلك يوم بدر .
وكان أبو ذر رضي الله عنه يُقسم قسما إن هذه الآية ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر ؛ حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة . رواه البخاري ومسلم .
وفي اُحد قام طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين فقال : يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة ، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة أو يعجلني بسيفه إلى النار ؟! فقام إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار ، أو يعجلني بسيفك إلى الجنة ، فضربه عليّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال : أنشدك الله والرحم يا ابن عمّ . فكبر رسول الله
وقال أصحاب عليّ لعلي : ما منعك أن تُجهز عليه ؟ قال : إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته ، فاستحييت منه .
وبارز مَرْحَب اليهودي يوم خيبر
فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال :
قد علمت خيبر أني مرحب = شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة = كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
ففلق رأس مرحب بالسيف ، وكان الفتح على يديه .
وعند الإمام أحمد من حديث بُريدة رضي الله عنه : فاختلف هو وعليٌّ ضربتين ، فضربه على هامته حتى عض السيف منه بيضة رأسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته . قال : وما تتامّ آخر الناس مع عليّ حتى فتح له ولهم .
ومما يدلّ على شجاعته رضي الله عنه أنه نام مكان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة .
ومع شجاعته هذه فهو القائل : كُنا إذا احمرّ البأس ، ولقي القوم القوم ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه . رواه الإمام أحمد وغيره .
فما أحد أشجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رد: صحابه الرسول
ومن فضائله رضي الله عنه :
اجتمع له من الفضائل الجمّـة ما لم يجتمع لغيره .
فمن ذلك ما أخرجه ابن عساكر أن علياً رضي الله عنه قال :
محمد النبي أخي وصهري = وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يمسي ويضحى = يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي = مَسُوطٌ لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها = فأيكم له سهم كسهمي ؟
من كريم خُلقه :
أنه جاءه رجل فقال : يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك ، فإن أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك ، وإن أنت لم تقضها حمدت الله وعذرتك ، فقال عليّ : اكتب حاجتك على الأرض ، فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك .
تواضعه رضي الله عنه :
قال عليّ رضي الله عنه : لا أوتي برجل فضلني على أبي بكر وعمر ، إلا جلدته حد المفتري .
وقال محمد بن الحنفية : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر . وخشيت أن يقول عثمان . قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .
ابتلاؤه رضي الله عنه :
ابتُلي رضي الله عنه من قبل أقوام ادّعوا محبّـته ، فقد ادّعى أقوام من الزنادقة أن علياً رضي الله عنه هو الله ! فقالوا : أنت ربنا ! فاغتاظ عليهم ، وأمر بهم فحرّقوا بالنار ، فزادهم ذلك فتنة وقالوا : الآن تيقنا أنك ربنا ! إذ لا يعذب بالنار إلا الله .
وقال رضي الله عنه : يهلك فيّ اثنان ؛ محب يُقرّظني بما ليس فيّ ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ، ألا إني لست بنبي ولا يوحى إليّ ، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت ، فما أمرتكم من طاعة الله فحقّ عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم .
وقد قيل لعلي رضي الله عنه : إن هنا قوماً على باب المسجد يدّعون أنك ربهم ، فدعاهم ، فقال لهم : ويلكم ما تقولون ؟ قالوا : أنت ربنا وخالقنا ورازقنا ! فقال : ويلكم إنما أنا عبدٌ مثلكم ؛ أكل الطعام كما تأكلون ، وأشرب كما تشربون ، إن أطعت الله أثابني إن شاء ، وإن عصيته خشيت أن يعذبني ، فاتقوا الله وأرجعوا ، فأبوا ، فلما كان الغد غدوا عليه ، فجاء قنبر فقال : قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام ، فقال : أدخلهم ، فقالوا : كذلك ، فلما كان الثالث قال : لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة ، فأبوا إلا ذلك ، فقال : يا قنبر ائتني بفعلة معهم ، فخدّ لهم أخدوداً بين باب المسجد والقصر . وقال : احفروا فابعدوا في الأرض ، وجاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود وقال : إني طارحكم فيها أو ترجعوا ، فأبوا أن يرجعوا ، فقذف بهم فيها حتى إذا احترقوا قال رضي الله عنه :
لما رأيت الأمر أمراً منكراً *** أوقدت ناري ودعوت قنبرا .
قال الحافظ في الفتح : وهذا سند حسن .
وأوذي ممن ادّعوا محبته ، بل ممن ادّعوا أنهم شيعته !
والذي قتل علياً رضي الله عنه ، وهو الشقي التعيس ( ابن ملجَم ) كان مِن شيعة عليّ !
ولذلك كان علي رضي الله عنه يقول في آخر حياته :
أشكو إلى الله عجري وبجري .
وقال رضي الله عنه في أهل الكوفة : اللهم إني قد مللتهم وملوني ، وأبغضتهم وأبغضوني ، وحملوني على غير طبيعتي وخلقي ، وأخلاق لم تكن تعرف لي . اللهم فأبدلني بهم خيراً منهم ، وأبدلهم بي شراً مني . اللهم أمِتْ قلوبهم موت الملح في الماء .
والكوفة هي موطن الشيعة الذين كانوا يدّعون محبته !
كلام جميل للحسن بن علي رضي الله عنهما :
لما حضرت الحسن بن على الوفاة قال للحسين : يا أخي إن أبانا رحمه الله تعالى لما قُبض رسول الله استشرف لهذا الأمر ورجا أن يكون صاحبه ، فصرفه الله عنه ، ووليها أبو بكر ، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا فصُرفت عنه إلى عمر ، فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم ، فلم يشك أنها لا تعدوه فصُرفت عنه إلى عثمان ، فلما هلك عثمان بويع ثم نُوزع حتى جرّد السيف وطلبها فما صفا له شيء منها ، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة ، فلا أعرفن ما استخفك سفهاء أهل الكوفه فأخرجوك .
إنصـافــه رضي الله عنه :
وكان علي رضي الله عنه من أكثر الناس إنصافاً لخصومه .
فقد رأى عليٌّ رضي الله عنه طلحة رضي الله عنه في واد مُلقى ، فنزل فمسح التراب عن وجهه وقال : عزيز عليّ أبا محمد بأن أراك مجدلا في الأودية تحت نجوم السماء . إلى الله أشكو عجري وبجري . يعني : سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي .
وقال طلحة بن مصرف انتهى علي رضي الله عنه إلى طلحة رضي الله عنه وقد مات ، فنزل عن دابته وأجلسه ، ومسح الغبار عن وجهه ولحيته ، وهو يترحم عليه ، وقال : ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة .
وكان يقول : أني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله عز وجل : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ) رواه ابن أبي شيبة والبيهقي .
ولما سُئل عـن أهـل النهروان [ من الخوارج ] أمشركون هـم ؟ قال : من الشرك فـرُّوا .
قيل: أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا . فقيل : فما هم يا أمير المؤمنين ؟ قال : إخواننا بَغَوا علينـا ، فقاتلناهم ببغيهم علينا . رواه ابن أبي شيبة والبيهقي .
علي رضي الله عنه والحِكمـة :
كان علي رضي الله عنه واعظاً بليغاً مؤثراً ، وخطيباً مُصقعـاً ، وكان ينطق بالحِكمة .
ولذلك عقد ابن كثير رحمه الله فصلا في البداية والنهاية فقال :
فصل في ذكر شيء من سيرته العادلة ، وطريقته الفاضلة ، ومواعظه وقضاياه الفاصلة ، وخُطبه وحِكَمِهِ التي هي إلى القلوب واصلة .
ثم ساق تحت هذا الفصل طرفا من حِكم عليّ رضي الله عنه ومواعظه .
علي رضي الله عنه والشِّعـر :
وكان علي رضي الله عنه شاعراً مُجيداً ، وقد اتّسم شعره بالحكمة .
ومن شِعره :
إذا اشتملت على اليأس القلوب = وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطَنِت المكاره واطمأنت = وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضرّ وجهاً = ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث = يمن به القريب المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت = فموصول بها الفرج القريب
ومِن شِعره :
فلا تصحب أخا الجهل = وإيـــاك وإيـــاهُ
فكم من جاهل أردى = حليما حين آخاهُ
يقاس المرء بالمرء = إذا ما المرء ما شاهُ
وللشيء على الشيء = مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب = دليل حين يلقاه
وقوله رضي الله عنه :
حقيق بالتواضع من يموت = ويكفى المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا هموم = وحرص ليس تدركه النعوت
صنيع ُمَلِيكِنا حَسَنٌ جميل = وما أرزاقه عنّـا تفوت
فيا هذا سترحل عن قليل = إلى قوم كلامهم السكوت
زوجاته رضي الله عنه :
- سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها .
وولدت له الحسن والحسين ، ويُقال : ومُحسناً ، ويُقال : مات وهو صغير .
وولدت له من البنات : زينب الكبرى ، وأم كلثوم الكبرى ، وهي التي تزوجها عمر رضي الله عنه .
ولم يتزوّج علي رضي الله عنه على فاطمة رضي الله عنها حتى ماتت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر .
ومن زوجاته :
- أم البنين بنت حزام .
وولدت له العباس وجعفراً وعبد الله وعثمان ، وقد قُتل هؤلاء مع أخيهم الحسين بكر بلاء ولا عقب لهم سوى العباس .
ومنهن :
- ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك من بني تميم ، فولدت له عبيد الله وأبا بكر . قال هشام بن الكلبي : وقد قتلا بكربلاء أيضا .
ومنهن :
- أسماء بنت عميس الخثعمية فولدت له يحيى ومحمداً الاصغر ، قاله الكلبي ، وقال الواقدي : ولدت له يحيى وعوناً .
قال الواقدي : فأما محمد الأصغر فمن أم ولد .
ومنهن :
- أم حبيبة بنت زمعة بن بحر بن العبد بن علقمة ، وهي أم ولد من السبي الذين سباهم خالد من بني تغلب حين أغار على عين التمر ، فولدت له عمر وقد عُمِّر خمسا وثمانين سنة ، ورقية .
ومنهن :
- أم سعيد بنت عروة بن مسعود بن مغيث بن مالك الثقفي ، فولدت له أم الحسن ، ورملة الكبرى .
ومنهن :
- ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبية ، فولدت له جارية ، فكانت تخرج مع علي إلى المسجد وهي صغيرة ، فيُقال لها : من أخوالك ؟ فتقول : وه وه ! تعني بني كلب .
ومنهن :
أمامه بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملها وهو في الصلاة إذا قام حملها ، وإذا سجد وضعها ، فولدت له محمداً الأوسط .
وأما ابنه محمد الأكبر فهو ابن الحنفية وهي :
- خولة بنت جعفر بن قيس ، من بني حنيفة ، سباها خالد أيام الصديق أيام الردة من بني حنيفة ، فصارت لعلي بن أبي طالب ، فولدت له محمداً هذا ، ومن الشيعة من يدّعي فيه الإمامة والعصمة ، وقد كان من سادات المسلمين ولكن ليس بمعصوم ، ولا أبوه معصوم ، بل ولا من هو أفضل من أبيه من الخلفاء الراشدين قبله ليسوا بواجبي العصمة ، كما هو مقرر في موضعه والله اعلم . قاله ابن كثير في البداية والنهاية .
وقال أيضا :
وقد كان لعلى أولاد كثيرة آخرون من أمهات أولاد شتى ، فإنه مات عن أربع نسوة وتسع عشرة سُرِّية رضى الله عنه ، فمن أولاده رضي الله عنهم مما لا يعرف أسماء أمهاتهم أم هانئ وميمونة وزينب الصغرى ورملة الكبرى وأم كلثوم الصغرى وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرام وأم جعفر وأم سلمة وجمانة . اهـ .
سبب تكنيته بأبي تراب :
كنّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي تُراب .
روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : استُعمل على المدينة رجل من آل مروان ، فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً . فأبى سهل . فقال له : أما إذ أبيت فقل : لعن الله أبا التراب ! فقال سهل : ما كان لعليّ اسم أحب إليه من أبي التراب ، وإن كان ليفرح إذا دُعي بها . فقال له : أخبرنا عن قصته لم سُمي أبا تراب ؟ قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة ، فلم يجد علياً في البيت ، فقال : أين ابن عمك ؟ فقالت : كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج ، فلم يَقِلْ عندي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان : أنظر أين هو ؟ فجاء فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد . فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع ، قد سقط رداؤه عن شقه ، فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول : قم أبا التراب . قم أبا التراب .
وفي هذا الحديث رد على الرافضة الذين يقولون : إن الله غضب على أبي بكر عندما أغضب فاطمة
ويستدلون بحديث : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني . رواه البخاري .
وسبب ورود هذا الحديث ما رواه البخاري ومسلم عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن يُنكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب ، فلا آذن لهم ، ثم لا آذن لهم ، ثم لا آذن لهم ، إلا أن يُحب ابن أبي طالب أن يُطلق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها .
وفي رواية في الصحيحين أن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة قال : فسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم فقال : إن فاطمة مني وأني أتخوف أن تفتن في دينها . قال : ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن . قال : حدثني فصدقني ووعدني فأوفي لي ، وأني لست احرم حلالا ولا أحل حراما ، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا .
فتبيّن أن المقصود بإغضاب فاطمة رضي الله عنها ما كان بحق ، أو ما كان عن طريق الزواج عليها
قال ابن حجر رحمه الله : والسبب فيه ما تقدم في المناقب أنها كانت أصيبت بأمها ثم بأخواتها واحدة بعد واحدة ، فلم يبق لها من تستأنس به ممن يخفف عليها الأمر ممن تفضي إليه بسرها إذا حصلت لها الغيرة .
وسيأتي – إن شاء الله - في ترجمة فاطمة رضي الله عنها زيادة بيان وتوضيح .
مما لم يصحّ فيما ذُكر في سيرته رضي الله عنه مما اشتهر :
حديث : أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها . فإنه حديث موضوع .
ومثله حبس الشمس لعليّ رضي الله عنه . فإنه خبر موضوع مكذوب .
ومثل ذلك حديث : النظر إلى عليّ عبادة !
وقصة اقتلاع باب حصن خيبر ، ومقاتلته بالباب ، وأنه اجتمع عليه بعد ذلك سبعون رجلاً فما استطاعوا إعادته .
فهذا الخبر لا يصح ولا يثبت .
وحديث الطير ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بطير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير . وهو حديث ضعيف .
وأنه رضي الله عنه تصدّق بخاتمه وهو راكع !
وتزعم الرافضة أن الله أحيا أبا طالب فأسلم ، ثم أماته !
وكل ذلك من الغلو في حق أمير المؤمنين الذي لا يرضاه رضي الله عنه .
ويكفي عليّ رضي الله عنه ما ثبت مِن سيرته ، وما صحّ من خصائصه .
وفاته رضي الله عنه :
قُتِل رضي الله عنه في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة .
قَتَلَه عبد الرحمن بن مُلجَم المرادي
قال ابن حجر في ترجمة ابن ملجم : من كبار الخوارج ، وهو أشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بقتل علي بن أبي طالب ، فقتله أولاد عليّ ، وذلك في شهر رمضان سنة أربع وأربعين .
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى رضى الله عنه : أشقى الناس الذي عقر الناقة ، والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى يخضب هذه يعنى لحيته . رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
وكانت مدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر .
فرضي الله عن أمير المؤمنين الإمام الشهيد علي بن أبي طالب وأرضاه .
وجمعنا به في دار كرامته .
اللهم ارض عن أبي الحسن وأرضه .
اللهم إني أحببت عبدك ووليك هذا فاجمعنا به في دار كرامتك وبحبوحة جنتك
اجتمع له من الفضائل الجمّـة ما لم يجتمع لغيره .
فمن ذلك ما أخرجه ابن عساكر أن علياً رضي الله عنه قال :
محمد النبي أخي وصهري = وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يمسي ويضحى = يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي = مَسُوطٌ لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها = فأيكم له سهم كسهمي ؟
من كريم خُلقه :
أنه جاءه رجل فقال : يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك ، فإن أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك ، وإن أنت لم تقضها حمدت الله وعذرتك ، فقال عليّ : اكتب حاجتك على الأرض ، فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك .
تواضعه رضي الله عنه :
قال عليّ رضي الله عنه : لا أوتي برجل فضلني على أبي بكر وعمر ، إلا جلدته حد المفتري .
وقال محمد بن الحنفية : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر . وخشيت أن يقول عثمان . قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .
ابتلاؤه رضي الله عنه :
ابتُلي رضي الله عنه من قبل أقوام ادّعوا محبّـته ، فقد ادّعى أقوام من الزنادقة أن علياً رضي الله عنه هو الله ! فقالوا : أنت ربنا ! فاغتاظ عليهم ، وأمر بهم فحرّقوا بالنار ، فزادهم ذلك فتنة وقالوا : الآن تيقنا أنك ربنا ! إذ لا يعذب بالنار إلا الله .
وقال رضي الله عنه : يهلك فيّ اثنان ؛ محب يُقرّظني بما ليس فيّ ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ، ألا إني لست بنبي ولا يوحى إليّ ، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت ، فما أمرتكم من طاعة الله فحقّ عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم .
وقد قيل لعلي رضي الله عنه : إن هنا قوماً على باب المسجد يدّعون أنك ربهم ، فدعاهم ، فقال لهم : ويلكم ما تقولون ؟ قالوا : أنت ربنا وخالقنا ورازقنا ! فقال : ويلكم إنما أنا عبدٌ مثلكم ؛ أكل الطعام كما تأكلون ، وأشرب كما تشربون ، إن أطعت الله أثابني إن شاء ، وإن عصيته خشيت أن يعذبني ، فاتقوا الله وأرجعوا ، فأبوا ، فلما كان الغد غدوا عليه ، فجاء قنبر فقال : قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام ، فقال : أدخلهم ، فقالوا : كذلك ، فلما كان الثالث قال : لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة ، فأبوا إلا ذلك ، فقال : يا قنبر ائتني بفعلة معهم ، فخدّ لهم أخدوداً بين باب المسجد والقصر . وقال : احفروا فابعدوا في الأرض ، وجاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود وقال : إني طارحكم فيها أو ترجعوا ، فأبوا أن يرجعوا ، فقذف بهم فيها حتى إذا احترقوا قال رضي الله عنه :
لما رأيت الأمر أمراً منكراً *** أوقدت ناري ودعوت قنبرا .
قال الحافظ في الفتح : وهذا سند حسن .
وأوذي ممن ادّعوا محبته ، بل ممن ادّعوا أنهم شيعته !
والذي قتل علياً رضي الله عنه ، وهو الشقي التعيس ( ابن ملجَم ) كان مِن شيعة عليّ !
ولذلك كان علي رضي الله عنه يقول في آخر حياته :
أشكو إلى الله عجري وبجري .
وقال رضي الله عنه في أهل الكوفة : اللهم إني قد مللتهم وملوني ، وأبغضتهم وأبغضوني ، وحملوني على غير طبيعتي وخلقي ، وأخلاق لم تكن تعرف لي . اللهم فأبدلني بهم خيراً منهم ، وأبدلهم بي شراً مني . اللهم أمِتْ قلوبهم موت الملح في الماء .
والكوفة هي موطن الشيعة الذين كانوا يدّعون محبته !
كلام جميل للحسن بن علي رضي الله عنهما :
لما حضرت الحسن بن على الوفاة قال للحسين : يا أخي إن أبانا رحمه الله تعالى لما قُبض رسول الله استشرف لهذا الأمر ورجا أن يكون صاحبه ، فصرفه الله عنه ، ووليها أبو بكر ، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا فصُرفت عنه إلى عمر ، فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم ، فلم يشك أنها لا تعدوه فصُرفت عنه إلى عثمان ، فلما هلك عثمان بويع ثم نُوزع حتى جرّد السيف وطلبها فما صفا له شيء منها ، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة ، فلا أعرفن ما استخفك سفهاء أهل الكوفه فأخرجوك .
إنصـافــه رضي الله عنه :
وكان علي رضي الله عنه من أكثر الناس إنصافاً لخصومه .
فقد رأى عليٌّ رضي الله عنه طلحة رضي الله عنه في واد مُلقى ، فنزل فمسح التراب عن وجهه وقال : عزيز عليّ أبا محمد بأن أراك مجدلا في الأودية تحت نجوم السماء . إلى الله أشكو عجري وبجري . يعني : سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي .
وقال طلحة بن مصرف انتهى علي رضي الله عنه إلى طلحة رضي الله عنه وقد مات ، فنزل عن دابته وأجلسه ، ومسح الغبار عن وجهه ولحيته ، وهو يترحم عليه ، وقال : ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة .
وكان يقول : أني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله عز وجل : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ ) رواه ابن أبي شيبة والبيهقي .
ولما سُئل عـن أهـل النهروان [ من الخوارج ] أمشركون هـم ؟ قال : من الشرك فـرُّوا .
قيل: أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا . فقيل : فما هم يا أمير المؤمنين ؟ قال : إخواننا بَغَوا علينـا ، فقاتلناهم ببغيهم علينا . رواه ابن أبي شيبة والبيهقي .
علي رضي الله عنه والحِكمـة :
كان علي رضي الله عنه واعظاً بليغاً مؤثراً ، وخطيباً مُصقعـاً ، وكان ينطق بالحِكمة .
ولذلك عقد ابن كثير رحمه الله فصلا في البداية والنهاية فقال :
فصل في ذكر شيء من سيرته العادلة ، وطريقته الفاضلة ، ومواعظه وقضاياه الفاصلة ، وخُطبه وحِكَمِهِ التي هي إلى القلوب واصلة .
ثم ساق تحت هذا الفصل طرفا من حِكم عليّ رضي الله عنه ومواعظه .
علي رضي الله عنه والشِّعـر :
وكان علي رضي الله عنه شاعراً مُجيداً ، وقد اتّسم شعره بالحكمة .
ومن شِعره :
إذا اشتملت على اليأس القلوب = وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطَنِت المكاره واطمأنت = وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضرّ وجهاً = ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث = يمن به القريب المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت = فموصول بها الفرج القريب
ومِن شِعره :
فلا تصحب أخا الجهل = وإيـــاك وإيـــاهُ
فكم من جاهل أردى = حليما حين آخاهُ
يقاس المرء بالمرء = إذا ما المرء ما شاهُ
وللشيء على الشيء = مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب = دليل حين يلقاه
وقوله رضي الله عنه :
حقيق بالتواضع من يموت = ويكفى المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا هموم = وحرص ليس تدركه النعوت
صنيع ُمَلِيكِنا حَسَنٌ جميل = وما أرزاقه عنّـا تفوت
فيا هذا سترحل عن قليل = إلى قوم كلامهم السكوت
زوجاته رضي الله عنه :
- سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها .
وولدت له الحسن والحسين ، ويُقال : ومُحسناً ، ويُقال : مات وهو صغير .
وولدت له من البنات : زينب الكبرى ، وأم كلثوم الكبرى ، وهي التي تزوجها عمر رضي الله عنه .
ولم يتزوّج علي رضي الله عنه على فاطمة رضي الله عنها حتى ماتت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر .
ومن زوجاته :
- أم البنين بنت حزام .
وولدت له العباس وجعفراً وعبد الله وعثمان ، وقد قُتل هؤلاء مع أخيهم الحسين بكر بلاء ولا عقب لهم سوى العباس .
ومنهن :
- ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك من بني تميم ، فولدت له عبيد الله وأبا بكر . قال هشام بن الكلبي : وقد قتلا بكربلاء أيضا .
ومنهن :
- أسماء بنت عميس الخثعمية فولدت له يحيى ومحمداً الاصغر ، قاله الكلبي ، وقال الواقدي : ولدت له يحيى وعوناً .
قال الواقدي : فأما محمد الأصغر فمن أم ولد .
ومنهن :
- أم حبيبة بنت زمعة بن بحر بن العبد بن علقمة ، وهي أم ولد من السبي الذين سباهم خالد من بني تغلب حين أغار على عين التمر ، فولدت له عمر وقد عُمِّر خمسا وثمانين سنة ، ورقية .
ومنهن :
- أم سعيد بنت عروة بن مسعود بن مغيث بن مالك الثقفي ، فولدت له أم الحسن ، ورملة الكبرى .
ومنهن :
- ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبية ، فولدت له جارية ، فكانت تخرج مع علي إلى المسجد وهي صغيرة ، فيُقال لها : من أخوالك ؟ فتقول : وه وه ! تعني بني كلب .
ومنهن :
أمامه بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملها وهو في الصلاة إذا قام حملها ، وإذا سجد وضعها ، فولدت له محمداً الأوسط .
وأما ابنه محمد الأكبر فهو ابن الحنفية وهي :
- خولة بنت جعفر بن قيس ، من بني حنيفة ، سباها خالد أيام الصديق أيام الردة من بني حنيفة ، فصارت لعلي بن أبي طالب ، فولدت له محمداً هذا ، ومن الشيعة من يدّعي فيه الإمامة والعصمة ، وقد كان من سادات المسلمين ولكن ليس بمعصوم ، ولا أبوه معصوم ، بل ولا من هو أفضل من أبيه من الخلفاء الراشدين قبله ليسوا بواجبي العصمة ، كما هو مقرر في موضعه والله اعلم . قاله ابن كثير في البداية والنهاية .
وقال أيضا :
وقد كان لعلى أولاد كثيرة آخرون من أمهات أولاد شتى ، فإنه مات عن أربع نسوة وتسع عشرة سُرِّية رضى الله عنه ، فمن أولاده رضي الله عنهم مما لا يعرف أسماء أمهاتهم أم هانئ وميمونة وزينب الصغرى ورملة الكبرى وأم كلثوم الصغرى وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرام وأم جعفر وأم سلمة وجمانة . اهـ .
سبب تكنيته بأبي تراب :
كنّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي تُراب .
روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : استُعمل على المدينة رجل من آل مروان ، فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً . فأبى سهل . فقال له : أما إذ أبيت فقل : لعن الله أبا التراب ! فقال سهل : ما كان لعليّ اسم أحب إليه من أبي التراب ، وإن كان ليفرح إذا دُعي بها . فقال له : أخبرنا عن قصته لم سُمي أبا تراب ؟ قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة ، فلم يجد علياً في البيت ، فقال : أين ابن عمك ؟ فقالت : كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج ، فلم يَقِلْ عندي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان : أنظر أين هو ؟ فجاء فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد . فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع ، قد سقط رداؤه عن شقه ، فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول : قم أبا التراب . قم أبا التراب .
وفي هذا الحديث رد على الرافضة الذين يقولون : إن الله غضب على أبي بكر عندما أغضب فاطمة
ويستدلون بحديث : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني . رواه البخاري .
وسبب ورود هذا الحديث ما رواه البخاري ومسلم عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن يُنكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب ، فلا آذن لهم ، ثم لا آذن لهم ، ثم لا آذن لهم ، إلا أن يُحب ابن أبي طالب أن يُطلق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها .
وفي رواية في الصحيحين أن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة قال : فسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم فقال : إن فاطمة مني وأني أتخوف أن تفتن في دينها . قال : ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن . قال : حدثني فصدقني ووعدني فأوفي لي ، وأني لست احرم حلالا ولا أحل حراما ، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا .
فتبيّن أن المقصود بإغضاب فاطمة رضي الله عنها ما كان بحق ، أو ما كان عن طريق الزواج عليها
قال ابن حجر رحمه الله : والسبب فيه ما تقدم في المناقب أنها كانت أصيبت بأمها ثم بأخواتها واحدة بعد واحدة ، فلم يبق لها من تستأنس به ممن يخفف عليها الأمر ممن تفضي إليه بسرها إذا حصلت لها الغيرة .
وسيأتي – إن شاء الله - في ترجمة فاطمة رضي الله عنها زيادة بيان وتوضيح .
مما لم يصحّ فيما ذُكر في سيرته رضي الله عنه مما اشتهر :
حديث : أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها . فإنه حديث موضوع .
ومثله حبس الشمس لعليّ رضي الله عنه . فإنه خبر موضوع مكذوب .
ومثل ذلك حديث : النظر إلى عليّ عبادة !
وقصة اقتلاع باب حصن خيبر ، ومقاتلته بالباب ، وأنه اجتمع عليه بعد ذلك سبعون رجلاً فما استطاعوا إعادته .
فهذا الخبر لا يصح ولا يثبت .
وحديث الطير ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بطير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير . وهو حديث ضعيف .
وأنه رضي الله عنه تصدّق بخاتمه وهو راكع !
وتزعم الرافضة أن الله أحيا أبا طالب فأسلم ، ثم أماته !
وكل ذلك من الغلو في حق أمير المؤمنين الذي لا يرضاه رضي الله عنه .
ويكفي عليّ رضي الله عنه ما ثبت مِن سيرته ، وما صحّ من خصائصه .
وفاته رضي الله عنه :
قُتِل رضي الله عنه في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة .
قَتَلَه عبد الرحمن بن مُلجَم المرادي
قال ابن حجر في ترجمة ابن ملجم : من كبار الخوارج ، وهو أشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بقتل علي بن أبي طالب ، فقتله أولاد عليّ ، وذلك في شهر رمضان سنة أربع وأربعين .
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى رضى الله عنه : أشقى الناس الذي عقر الناقة ، والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى يخضب هذه يعنى لحيته . رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
وكانت مدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر .
فرضي الله عن أمير المؤمنين الإمام الشهيد علي بن أبي طالب وأرضاه .
وجمعنا به في دار كرامته .
اللهم ارض عن أبي الحسن وأرضه .
اللهم إني أحببت عبدك ووليك هذا فاجمعنا به في دار كرامتك وبحبوحة جنتك
رد: صحابه الرسول
عثمان بن عفان
اول من جمع القران فى مصحف
عثمان بن عفان (23 - 35 هـ/ 643- 655م ).
تلقب بأمير المؤمنين.و ثالث الخلفاء الراشدين، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة عند أهل السنة والجماعة،ومن السابقين إلى الإسلام. كنيتة ذو النورين.وقد لقب بذلك لأنه تزوج من بنتين من بنات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم.
نسبه
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. يلتقي نسبه مع الرسول في الجد الرابع من جهة أبيه. عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع هو والن وقتلبي في عبد مناف، أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس. ولد بمكة، كان غنيا شريفا في الجاهلية. وكان أنسب قريش لقريش،
إسلامه
أسلم عثمان في أول الإسلام قبل دخول محمد رسول اللَّه دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين. دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له
ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ فقال: بلى واللَّه إنها كذلك. قال أبو بكر: هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟ فقال: نعم. وفي الحال مرَّ رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ فقال: يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه. قال : فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبد الله ورسوله {{{2}}}
و كان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة، تزوج عثمان رقية بنت رسول الله محمد وهاجرت معه إلى الحبشة وأيضاً هاجرت معه إلى المدينة وكان يقال: أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وعثمان. ثم إنها مرضت وماتت سنة 2هـ أثناء غزوة بدر فحزن عليها حزنًا شديداً فزوّجه الرسول من أختها أم كلثوم لذلك لقّب بذي النورين لأنه تزوج من بنتى رسول الله محمد. وكان رسول اللَّه يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه ودماثة أخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين، وبشّره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيدًا. استخلفه رسول اللَّه على المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع وإلى غطفان، وكان محبوبًا من قريش، وكان حليمًا، رقيق العواطف، كثير الإحسان. وكانت العلاقة بينه وبين أبي بكر وعمر وعليّ على أحسن ما يرام، ولم يكن من الخطباء، وكان أعلم الصحابة بالمناسك، حافظًا للقرآن، ولم يكن متقشفًا مثل عمر بن الخطاب بل كان يأكل اللين من الطعام.
عثمان وجيش العسرة
يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قول الله في القرآن: ِ لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة
ندب رسول اللَّه الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة فجهَّز عثمان ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا. قال ابن إسحاق: أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها. وقيل: جاء عثمان بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول الله.
توليه الخلافة
ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا ،وقد تولى الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب، وفي اختياره للخلافة قصة تعرف بقصة الشورى وهي أنه لما طعن عمر بن الخطاب دعا ستة أشخاص من الصحابة وهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله ليختاروا من بينهم خليفة. وذهب المدعوون إلى لقاء عمر إلا طلحة بن عبيد الله فقد كان في سفر وقال أختاروا خليفة من بينكم في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة 23 هـ فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين. ومن أهم أعمال عثمان فتح مرو وتركيا وتوسيع الدولة الاسلامية وتوسعة المسجد النبوي وجمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي.
إنجازاته
مصحف عثمان بن عفانفتحت في أيام خلافة عثمان الإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين. كان من أهم إنجازاته كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه).
مقتله
حدثت في الفترة الأخيرة من خلافته فتنة ظهرت خيوطها على يد عبد الله بن سبأ اليهودي، فنقم بعض الناس عليه لأسباب لفّقها ابن سبأ. فجاءت الوفود من مصر والكوفة والبصرة وحاصروا دار الخليفة عثمان ومنعوا عنه الماء والخروج إلى الصلاة حتى يتنازل عن الخلافة. فلم يقبل ولم يكن بالمدينة جيش أو شرطة لضبط النظام. وكان علي بن أبي طالب وابناه الحسن والحسين واقفين عند الباب لحماية عثمان لكن القاتل دخل من الخلف واقتحموا عليه داره وهو يقرأ القرآن، فقتلوه وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة 35هـ فسقطت أول قطرة من دمه على قول الله تعالى (فسيكفيكهم الله). كان الصحابة رضي الله عنهم ومنهم آل البيت كعلي بن أبي طالب وابن عباس والحسن والحسين من المدافعين والمنافحين عن أمير المؤمنين عثمان.
تلقب بأمير المؤمنين.و ثالث الخلفاء الراشدين، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة عند أهل السنة والجماعة،ومن السابقين إلى الإسلام. كنيتة ذو النورين.وقد لقب بذلك لأنه تزوج من بنتين من بنات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم.
نسبه
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. يلتقي نسبه مع الرسول في الجد الرابع من جهة أبيه. عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع هو والن وقتلبي في عبد مناف، أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس. ولد بمكة، كان غنيا شريفا في الجاهلية. وكان أنسب قريش لقريش،
إسلامه
أسلم عثمان في أول الإسلام قبل دخول محمد رسول اللَّه دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين. دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له
ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ فقال: بلى واللَّه إنها كذلك. قال أبو بكر: هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟ فقال: نعم. وفي الحال مرَّ رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ فقال: يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه. قال : فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبد الله ورسوله {{{2}}}
و كان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة، تزوج عثمان رقية بنت رسول الله محمد وهاجرت معه إلى الحبشة وأيضاً هاجرت معه إلى المدينة وكان يقال: أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وعثمان. ثم إنها مرضت وماتت سنة 2هـ أثناء غزوة بدر فحزن عليها حزنًا شديداً فزوّجه الرسول من أختها أم كلثوم لذلك لقّب بذي النورين لأنه تزوج من بنتى رسول الله محمد. وكان رسول اللَّه يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه ودماثة أخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين، وبشّره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيدًا. استخلفه رسول اللَّه على المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع وإلى غطفان، وكان محبوبًا من قريش، وكان حليمًا، رقيق العواطف، كثير الإحسان. وكانت العلاقة بينه وبين أبي بكر وعمر وعليّ على أحسن ما يرام، ولم يكن من الخطباء، وكان أعلم الصحابة بالمناسك، حافظًا للقرآن، ولم يكن متقشفًا مثل عمر بن الخطاب بل كان يأكل اللين من الطعام.
عثمان وجيش العسرة
يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قول الله في القرآن: ِ لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة
ندب رسول اللَّه الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة فجهَّز عثمان ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا. قال ابن إسحاق: أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها. وقيل: جاء عثمان بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول الله.
توليه الخلافة
ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا ،وقد تولى الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب، وفي اختياره للخلافة قصة تعرف بقصة الشورى وهي أنه لما طعن عمر بن الخطاب دعا ستة أشخاص من الصحابة وهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله ليختاروا من بينهم خليفة. وذهب المدعوون إلى لقاء عمر إلا طلحة بن عبيد الله فقد كان في سفر وقال أختاروا خليفة من بينكم في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة 23 هـ فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين. ومن أهم أعمال عثمان فتح مرو وتركيا وتوسيع الدولة الاسلامية وتوسعة المسجد النبوي وجمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي.
إنجازاته
مصحف عثمان بن عفانفتحت في أيام خلافة عثمان الإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين. كان من أهم إنجازاته كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه).
مقتله
حدثت في الفترة الأخيرة من خلافته فتنة ظهرت خيوطها على يد عبد الله بن سبأ اليهودي، فنقم بعض الناس عليه لأسباب لفّقها ابن سبأ. فجاءت الوفود من مصر والكوفة والبصرة وحاصروا دار الخليفة عثمان ومنعوا عنه الماء والخروج إلى الصلاة حتى يتنازل عن الخلافة. فلم يقبل ولم يكن بالمدينة جيش أو شرطة لضبط النظام. وكان علي بن أبي طالب وابناه الحسن والحسين واقفين عند الباب لحماية عثمان لكن القاتل دخل من الخلف واقتحموا عليه داره وهو يقرأ القرآن، فقتلوه وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة 35هـ فسقطت أول قطرة من دمه على قول الله تعالى (فسيكفيكهم الله). كان الصحابة رضي الله عنهم ومنهم آل البيت كعلي بن أبي طالب وابن عباس والحسن والحسين من المدافعين والمنافحين عن أمير المؤمنين عثمان.
رد: صحابه الرسول
أبو عبيدة بن الجراح
إنه الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح - رضي الله عنه - ، أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وكان من
أحب الناس إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فقد سئلت عائشة - رضي الله عنها - : أي أصحاب رسول الله كان أحب
إليه ؟ قالت : أبو بكر . قيل: ثم من ؟ قالت: عمر. قيل ثم من ؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح. [الترمذي وابن ماجة].
وسماه رسول الله أمين الناس والأمة ؛ حيث قال: " لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " [البخاري].
ولما جاء وفد نجران من اليمن إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، طلبوا منه أن يرسل معهم رجلا أمينا يعلمهم ، فقال
لهم: " لأبعثن معكم رجلا أمينا ، حق أمين " ، فتمنى كل واحد من الصحابة أن يكون هو ، ولكن النبي - صلى الله عليه
وسلم - اختار أبا عبيدة ، فقال: " قم يا أبا عبيدة " [البخاري].
وقد هاجر أبو عبيدة إلى الحبشة ثم إلى المدينة ، وفي المدينة آخى الرسول بينه وبين سعد بن معاذ - رضي الله عنهما -.
ولم يتخلف أبو عبيدة عن غزوة غزاها النبي ، وكانت له مواقف عظيمة في البطولة والتضحية ، ففي غزوة بدر رأى أبو
عبيدة أباه في صفوف المشركين فابتعد عنه ، بينما أصر أبوه على قتله ، فلم يجد الابن مهربًا من التصدي لأبيه ، وتقابل
السيفان ، فوقع الأب المشرك قتيلا ، بيد ابنه الذي آثر حب الله ورسوله على حب أبيه ، فنزل قوله تعالى: ( لا تجد قوما
يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم وأيديهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها
الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) [المجادلة: 22].
وفي غزوة أحد ، نزع الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر ( غطاء الرأس من الحديد وله طرفان مدببان ) في وجه النبي من
ضربة أصابته ، فانقلعت ثنيتاه ، فحسن ثغره بذهابهما. [الحاكم وابن سعد].
وكان أبو عبيدة على خبرة كبيرة بفنون الحرب ، وحيل القتل لذا جعله الرسول قائدًا على كثير من السرايا ، وقد حدث أن
بعثه النبي أميرًا على سرية سيف البحر ، وكانوا ثلاثمائة رجل فقل ما معهم من طعام ، فكان نصيب الواحد منهم تمرة في
اليوم ثم اتجهوا إلى البحر ، فوجدوا الأمواج قد ألقت حوتًا عظيمًا ، يقال له العنبر، فقال أبو عبيدة: ميتة ، ثم قال: لا ، نحن
رسل رسول الله وفي سبيل الله ، فكلوا ، فأكلوا منه ثمانية عشر يومًا. [متفق عليه].
وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لجلسائه يومًا : تمنوا. فقال أحدهم : أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم ، فأنفقها
في سبيل الله. فقال: تمنوا. فقال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبًا، فأنفقه في سبيل الله. فقال عمر: لكني أتمنى أن
يكون ملء هذا البيت رجالاً من أمثال أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وحذيفة بن اليمان ، فأستعلمهم في طاعة الله.
[البخاري].
وكان عمر يعرف قدره ، فجعله من الستة الذين استخلفهم ، كي يختار منهم أمير المؤمنين بعد موته.
وكان أبو عبيدة - رضي الله عنه - كثير العبادة يعيش حياة القناعة والزهد ، وقد دخل عليه عمر - رضي الله عنه - وهو أمير
على الشام ، فلم يجد في بيته إلا سيفه وترسه ورحله ، فقال له عمر : لو اتخذت متاعًا ( أو قال: شيئًا ) فقال أبو عبيدة:
يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلِّغنا المقيل (سيكفينا). [عبد الرازق وأبو نعيم].
وقد أرسل إليه عمر أربعمائة دينار مع غلامه ، وقال للغلام : اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - ثم انتظر
في البيت ساعة حتى ترى ما يصنع ، فذهب بها الغلام إليه ، فقال لأبي عبيدة : يقول لك أمير المؤمنين : اجعل هذه في بعض
حاجتك. فقال أبو عبيدة : وصله الله ورحمه ، ثم قال : تعالي يا جارية ، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان ، وبهذه الخمسة إلى
فلان ، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها. [ابن سعد].
وكان يقول : ألا رب مبيض لثيابه ، مدنس لدينه ، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين ! بادروا السيئات القديمات بالحسنات
الحديثات. [أبو نعيم وابن عبد البر].
وفي سنة (1 هـ أرسل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جيشًا إلى الأردن بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ، ونزل الجيش
في عمواس بالأردن ، فانتشر بها مرض الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر ، فكتب إلى أبي عبيدة يقول له: إنه قد
عرضت لي حاجة ، ولا غني بي عنك فيها ، فعجل إلي.
فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب عرف أن أمير المؤمنين يريد إنقاذه من الطاعون ، فتذكر قول النبي : " الطاعون شهادة لكل
مسلم " [متفق عليه].
فكتب إلى عمر يقول له: إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك ، فإني في جند من أجناد المسلمين ، لا أرغب بنفسي
عنهم. فلما قرأ عمر الكتاب ، بكى، فقيل له: مات أبو عبيدة ؟! قال : لا ، وكأن قد (أي: وكأنه مات). [الحاكم].
فكتب أمير المؤمنين إليه مرة ثانية يأمره بأن يخرج من عمواس إلى منطقة الجابية حتى لا يهلك الجيش كله، فذهب أبو عبيدة
بالجيش حيث أمره أمير المؤمنين ، ومرض بالطاعون ، فأوصى بإمارة الجيش إلى معاذ بن جبل ، ثم توفي - رضي الله عنه -
وعمره (5 سنة، وصلى عليه معاذ بن جبل، ودفن ببيسان بالشام. وقد روي أبو عبيدة - رضي الله عنه - أربعة عشر حديثًا
عن النبي - صلى الله عليه وسلم
إنه الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح - رضي الله عنه - ، أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وكان من
أحب الناس إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فقد سئلت عائشة - رضي الله عنها - : أي أصحاب رسول الله كان أحب
إليه ؟ قالت : أبو بكر . قيل: ثم من ؟ قالت: عمر. قيل ثم من ؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح. [الترمذي وابن ماجة].
وسماه رسول الله أمين الناس والأمة ؛ حيث قال: " لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " [البخاري].
ولما جاء وفد نجران من اليمن إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، طلبوا منه أن يرسل معهم رجلا أمينا يعلمهم ، فقال
لهم: " لأبعثن معكم رجلا أمينا ، حق أمين " ، فتمنى كل واحد من الصحابة أن يكون هو ، ولكن النبي - صلى الله عليه
وسلم - اختار أبا عبيدة ، فقال: " قم يا أبا عبيدة " [البخاري].
وقد هاجر أبو عبيدة إلى الحبشة ثم إلى المدينة ، وفي المدينة آخى الرسول بينه وبين سعد بن معاذ - رضي الله عنهما -.
ولم يتخلف أبو عبيدة عن غزوة غزاها النبي ، وكانت له مواقف عظيمة في البطولة والتضحية ، ففي غزوة بدر رأى أبو
عبيدة أباه في صفوف المشركين فابتعد عنه ، بينما أصر أبوه على قتله ، فلم يجد الابن مهربًا من التصدي لأبيه ، وتقابل
السيفان ، فوقع الأب المشرك قتيلا ، بيد ابنه الذي آثر حب الله ورسوله على حب أبيه ، فنزل قوله تعالى: ( لا تجد قوما
يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم وأيديهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها
الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) [المجادلة: 22].
وفي غزوة أحد ، نزع الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر ( غطاء الرأس من الحديد وله طرفان مدببان ) في وجه النبي من
ضربة أصابته ، فانقلعت ثنيتاه ، فحسن ثغره بذهابهما. [الحاكم وابن سعد].
وكان أبو عبيدة على خبرة كبيرة بفنون الحرب ، وحيل القتل لذا جعله الرسول قائدًا على كثير من السرايا ، وقد حدث أن
بعثه النبي أميرًا على سرية سيف البحر ، وكانوا ثلاثمائة رجل فقل ما معهم من طعام ، فكان نصيب الواحد منهم تمرة في
اليوم ثم اتجهوا إلى البحر ، فوجدوا الأمواج قد ألقت حوتًا عظيمًا ، يقال له العنبر، فقال أبو عبيدة: ميتة ، ثم قال: لا ، نحن
رسل رسول الله وفي سبيل الله ، فكلوا ، فأكلوا منه ثمانية عشر يومًا. [متفق عليه].
وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لجلسائه يومًا : تمنوا. فقال أحدهم : أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم ، فأنفقها
في سبيل الله. فقال: تمنوا. فقال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبًا، فأنفقه في سبيل الله. فقال عمر: لكني أتمنى أن
يكون ملء هذا البيت رجالاً من أمثال أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وحذيفة بن اليمان ، فأستعلمهم في طاعة الله.
[البخاري].
وكان عمر يعرف قدره ، فجعله من الستة الذين استخلفهم ، كي يختار منهم أمير المؤمنين بعد موته.
وكان أبو عبيدة - رضي الله عنه - كثير العبادة يعيش حياة القناعة والزهد ، وقد دخل عليه عمر - رضي الله عنه - وهو أمير
على الشام ، فلم يجد في بيته إلا سيفه وترسه ورحله ، فقال له عمر : لو اتخذت متاعًا ( أو قال: شيئًا ) فقال أبو عبيدة:
يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلِّغنا المقيل (سيكفينا). [عبد الرازق وأبو نعيم].
وقد أرسل إليه عمر أربعمائة دينار مع غلامه ، وقال للغلام : اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - ثم انتظر
في البيت ساعة حتى ترى ما يصنع ، فذهب بها الغلام إليه ، فقال لأبي عبيدة : يقول لك أمير المؤمنين : اجعل هذه في بعض
حاجتك. فقال أبو عبيدة : وصله الله ورحمه ، ثم قال : تعالي يا جارية ، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان ، وبهذه الخمسة إلى
فلان ، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها. [ابن سعد].
وكان يقول : ألا رب مبيض لثيابه ، مدنس لدينه ، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين ! بادروا السيئات القديمات بالحسنات
الحديثات. [أبو نعيم وابن عبد البر].
وفي سنة (1 هـ أرسل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جيشًا إلى الأردن بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ، ونزل الجيش
في عمواس بالأردن ، فانتشر بها مرض الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر ، فكتب إلى أبي عبيدة يقول له: إنه قد
عرضت لي حاجة ، ولا غني بي عنك فيها ، فعجل إلي.
فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب عرف أن أمير المؤمنين يريد إنقاذه من الطاعون ، فتذكر قول النبي : " الطاعون شهادة لكل
مسلم " [متفق عليه].
فكتب إلى عمر يقول له: إني قد عرفت حاجتك فحللني من عزيمتك ، فإني في جند من أجناد المسلمين ، لا أرغب بنفسي
عنهم. فلما قرأ عمر الكتاب ، بكى، فقيل له: مات أبو عبيدة ؟! قال : لا ، وكأن قد (أي: وكأنه مات). [الحاكم].
فكتب أمير المؤمنين إليه مرة ثانية يأمره بأن يخرج من عمواس إلى منطقة الجابية حتى لا يهلك الجيش كله، فذهب أبو عبيدة
بالجيش حيث أمره أمير المؤمنين ، ومرض بالطاعون ، فأوصى بإمارة الجيش إلى معاذ بن جبل ، ثم توفي - رضي الله عنه -
وعمره (5 سنة، وصلى عليه معاذ بن جبل، ودفن ببيسان بالشام. وقد روي أبو عبيدة - رضي الله عنه - أربعة عشر حديثًا
عن النبي - صلى الله عليه وسلم
رد: صحابه الرسول
أول الرماة في سبيل الله
سعد بن أبي وقاص
إنه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ، أحد السابقين إلى الإسلام ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة .
وكان سعد قد رأى وهو ابن سبع عشرة سنة في منامه أنه يغرق في بحر الظلمات ، وبينما هو يتخبط فيها ، إذ رأى قمرًا ،
فاتبعه ، وقد سبقه إلى هذا القمر ثلاثة ، هم : زيد بن حارثة ، وعلي بن أبي طالب ، وأبو بكر الصديق ، ولما طلع الصباح
سمع أن رسول الله يدعو إلى دين جديد ؛ فعلم أن هذا هو القمر الذي رآه ؛ فذهب على الفور ؛ ليلحق بركب الساقين إلى
الإسلام .
وتظهر روعة ذلك البطل عندما حاولت أمه مرارًا أن ترده عن طريق الإيمان عبثًا ، فباءت محاولاتها بالفشل أمام القلب
العامر بالإيمان ، فامتنعت عن الطعام والشراب ، ورفضت أن تتناول شيئًا منه ، حتى يرجع ولدها سعد عن دينه ، ولكنه قال
لها : أماه إنني أحبك، ولكن حبي لله ولرسوله أكبر من أي حب آخر .
وأوشكت أمه على الهلاك ، وأخذ الناس سعدًا ليراها عسى أن يرق قلبه ، فيرجع عما في رأسه ، فيقول لها سعد: يا أمه ،
تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا ، ما تركت ديني فإن شئت كلي ، وإن شئت لا تأكلي ، وعندها أدركت
الأم أن ابنها لن يرده عن دينه شيء ؛ فرجعت عن عزمها ، وأكلت ، وشربت لينزل وحي الله - عز وجل - يبارك ما فعل
سعد ، قال تعالى : (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) [لقمان: 1
5].
ولازم سعد - رضي الله عنه - رسول الله بمكة حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة ، فهاجر مع المسلمين
ليكون بجوار رسول الله في محاربة المشركين ، ولينال شرف الجهاد في سبيل الله ، وحسبه أنه أول من رمى بسهم في سبيل
الله وأول من أراق دماء الكافرين ، فقد بعث رسول الله سرية فيها سعد بن أبي وقاص إلى مكان في أرض الحجاز اسمه
سابغ ، وهو من جانب الجحفة ، فانكفأ المشركون على المسلمين ، فحماهم سعد يومئذ بسهامه ، فكان أول قتال في الإسلام .
ويوم أحد ، وقف سعد يدافع عن رسول الله ، ويحارب المشركين ، ويرميهم حتى نالته دعوة الرسول ، حين رآه فسر منه
وقال : " يا سعد ، ارم فداك أبي وأمي " [متفق عليه] ، فكان سعد يقول : ما جمع رسول الله أبويه لأحد قبلي ، وكانت
ابنته عائشة بنت سعد تباهي بذلك وتفخر ، وتقول : أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله يوم أحد بالأبوين .
وذات يوم ، مرض سعد ، فأتاه رسول الله ليزوره ، ويطمئن عليه ؛ فتساءل سعد قائلاً : إن قد بلغ بي من الوجع ، وأنا ذو
مال ، ولا يرثني إلا ابنة ، أفأتصدق بثلثي مالي ؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا ، فقال سعد: بالشطر ( نصفه )
، قال النبي لا . ثم قال : " الثلث ، والثلث كثير ، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ، وإنك
لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها ، حتى ما تجعل في فيّ ( فم ) امرأتك " [متفق عليه] ، وقد رزق الله سعدًا
الأبناء ، فكان له إبراهيم ، وعامر ، وعمر ، ومحمد ، وعائشة .
وقد كان رسول الله يحب سعدًا ، فعن جابر قال : كنا مع رسول الله ، إذ أقبل سعد ، فقال : " هذا خالي ، فليرني امرؤ
خاله " [الترمذي والطبراني وابن سعد] .
وكان سعد مستجاب الدعوة أيضًا ، فقد دعا له النبي قائلا : " اللهم استجب لسعد إذا دعاك " [الترمذي].
وعين سعد أميرًا على الكوفة ، أثناء خلافة الفاروق عمر - رضي الله عنه - الذي كان يتابع ولاته ويتقصى أحوال رعيته ،
وفي يوم من الأيام اتجه عمر - رضي الله عنه - إلى الكوفة ليحقق في شكوى أهلها أن سعدًا يطيل الصلاة ، فما مر عمر
بمسجد إلا وأحسنوا فيه القول ، إلا رجلا واحدًا قال غير ذلك ، فكان مما افتراه على سعد : أنه لا يعدل في القضية ، ولا يقسم
بالسوية ، ولا يسير بالسرية - يخرج بالجيش - فدعا سعد عليه قائلا ً: اللهم إن كان كاذبًا ، فأعم بصره، وأطل عمره ،
وعرضه للفتن ، فكان ذلك الرجل يمشي في الطريق ، ويغمز الجواري ، وقد سقط حاجباه من عينيه لما سئل عن ذلك قال :
شيخ مفتون ، أصابته دعوة سعد .
وذات يوم سمع سعد رجلاً يسب عليّا وطلحة والزبير ، فنهاه فلم ينته ، فقال سعد للرجل : إذن أدعو عليك ؛ فقال الرجل :
أراك تتهددني كأنك نبي ؛ فانصرف سعد ، وتوضأ، وصلى ركعتين ، رفع يديه ، وقال : اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد
سب أقوامًا سبقت لهم منك الحسنى ؛ وأنه قد أسخطك سبه إياهم ؛ فاجعله آية وعبرة ؛ فلم يمر غير وقت قصير حتى خرجت
ناقة هوجاء من أحد البيوت ، وهجمت على الرجل الذي سب الصحابة ؛ فأخذته بين قوائمها ، وما زالت تتخبط حتى مات .
وحينما اشتد خطر الفرس على حدود الدولة الإسلامية أرسل إليهم الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جيشًا بقيادة
سعد بن أبي وقاص ، ليقابلهم سعد في معركة القادسية ، واشتد حصار المسلمين على الفرس وأعوانهم ، حتى قتل الكثير منهم ،
وعلى رأسهم القائد رستم ، ودب الرعب في باقي جنود الفرس ، فكان النصر العظيم للمسلمين يوم القادسية ، ولم يكن لسعد هذا
اليوم فقط في قتال الفرس ، بل كان هناك يوم مجيد آخر للمسلمين تحت قيادته ، في موقعة المدائن ؛ حيث تجمع الفرس في
محاولة أخيرة للتصدي لزحف المسلمين ، وأدرك سعد أن الوقت في صالح الفرس ، فقرر أن يهاجمهم فجأة ، وكان نهر دجلة
قد امتلأ عن آخره ، في وقت الفيضان ، فسبحت خيول المسلمين في النهر وعبرته إلى الضفة الأخرى لتقع المواجهة ، ويحقق
المسلمون نصرًا كبيرًا .
وعندما طعن أبو لؤلؤة المجوسي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، اختار عمر ستة من المسلمين ليتم اختيار خليفة
منهم ، وأخبر عمر أن الرسول مات وهو عنهم راض ، وكان من هؤلاء الستة سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ،
حتى قال عمر : لو كنت مختارًا للخلافة واحدًا ، لاخترت سعدًا ، وقال لمن حوله : إن وليها سعد فذاك ، وإن وليها غيره
فليستعن بسعد ، فكان عثمان بن عفان يستعين به في كل أموره.
وحدثت الفتنة آخر أيام الإمام علي - رضي الله عنه - فكان سعد بعيدًا عنهم ؛ واعتزلها ، وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا إليه
شيئًا من أخبارها .
وعندما جاءه ابنه عامر يطلب منه أن يقاتل المتحاربين ويطلب الخلافة لنفسه ، قال سعد في شفافية المسلم الصادق : أي بني ،
أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسًا ؟ لا والله حتى أعطي سيفًا ، إن ضربت به مسلمًا نبا عنه ( أي لم يصبه بأذى ) ، وإن
ضربت به كافرًا قتله ، ولقد سمعت رسول الله يقول : " إن الله يحب الغني الخفي التقي " [أحمد ومسلم].
وفي سنة (55هـ) أوصى سعد أهله أن يكفوه في ثوب قديم ، كان عنده ، وياله من ثوب يشرف به أعظم أهل الأرض ، قال
لهم : لقد لقيت المشركين فيه يوم بدر ، ولقد ادخرته لهذا اليوم .
وتوفي رحمة الله عليه بالعقيق ، فحمل على الأعناق إلى المدينة ، ودفن بها ليكون آخر من مات من العشرة المبشرين بالجنة
وآخر من مات من المهاجرين - رضي الله عنهم
سعد بن أبي وقاص
إنه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ، أحد السابقين إلى الإسلام ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة .
وكان سعد قد رأى وهو ابن سبع عشرة سنة في منامه أنه يغرق في بحر الظلمات ، وبينما هو يتخبط فيها ، إذ رأى قمرًا ،
فاتبعه ، وقد سبقه إلى هذا القمر ثلاثة ، هم : زيد بن حارثة ، وعلي بن أبي طالب ، وأبو بكر الصديق ، ولما طلع الصباح
سمع أن رسول الله يدعو إلى دين جديد ؛ فعلم أن هذا هو القمر الذي رآه ؛ فذهب على الفور ؛ ليلحق بركب الساقين إلى
الإسلام .
وتظهر روعة ذلك البطل عندما حاولت أمه مرارًا أن ترده عن طريق الإيمان عبثًا ، فباءت محاولاتها بالفشل أمام القلب
العامر بالإيمان ، فامتنعت عن الطعام والشراب ، ورفضت أن تتناول شيئًا منه ، حتى يرجع ولدها سعد عن دينه ، ولكنه قال
لها : أماه إنني أحبك، ولكن حبي لله ولرسوله أكبر من أي حب آخر .
وأوشكت أمه على الهلاك ، وأخذ الناس سعدًا ليراها عسى أن يرق قلبه ، فيرجع عما في رأسه ، فيقول لها سعد: يا أمه ،
تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا ، ما تركت ديني فإن شئت كلي ، وإن شئت لا تأكلي ، وعندها أدركت
الأم أن ابنها لن يرده عن دينه شيء ؛ فرجعت عن عزمها ، وأكلت ، وشربت لينزل وحي الله - عز وجل - يبارك ما فعل
سعد ، قال تعالى : (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ) [لقمان: 1
5].
ولازم سعد - رضي الله عنه - رسول الله بمكة حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة ، فهاجر مع المسلمين
ليكون بجوار رسول الله في محاربة المشركين ، ولينال شرف الجهاد في سبيل الله ، وحسبه أنه أول من رمى بسهم في سبيل
الله وأول من أراق دماء الكافرين ، فقد بعث رسول الله سرية فيها سعد بن أبي وقاص إلى مكان في أرض الحجاز اسمه
سابغ ، وهو من جانب الجحفة ، فانكفأ المشركون على المسلمين ، فحماهم سعد يومئذ بسهامه ، فكان أول قتال في الإسلام .
ويوم أحد ، وقف سعد يدافع عن رسول الله ، ويحارب المشركين ، ويرميهم حتى نالته دعوة الرسول ، حين رآه فسر منه
وقال : " يا سعد ، ارم فداك أبي وأمي " [متفق عليه] ، فكان سعد يقول : ما جمع رسول الله أبويه لأحد قبلي ، وكانت
ابنته عائشة بنت سعد تباهي بذلك وتفخر ، وتقول : أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله يوم أحد بالأبوين .
وذات يوم ، مرض سعد ، فأتاه رسول الله ليزوره ، ويطمئن عليه ؛ فتساءل سعد قائلاً : إن قد بلغ بي من الوجع ، وأنا ذو
مال ، ولا يرثني إلا ابنة ، أفأتصدق بثلثي مالي ؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا ، فقال سعد: بالشطر ( نصفه )
، قال النبي لا . ثم قال : " الثلث ، والثلث كثير ، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ، وإنك
لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها ، حتى ما تجعل في فيّ ( فم ) امرأتك " [متفق عليه] ، وقد رزق الله سعدًا
الأبناء ، فكان له إبراهيم ، وعامر ، وعمر ، ومحمد ، وعائشة .
وقد كان رسول الله يحب سعدًا ، فعن جابر قال : كنا مع رسول الله ، إذ أقبل سعد ، فقال : " هذا خالي ، فليرني امرؤ
خاله " [الترمذي والطبراني وابن سعد] .
وكان سعد مستجاب الدعوة أيضًا ، فقد دعا له النبي قائلا : " اللهم استجب لسعد إذا دعاك " [الترمذي].
وعين سعد أميرًا على الكوفة ، أثناء خلافة الفاروق عمر - رضي الله عنه - الذي كان يتابع ولاته ويتقصى أحوال رعيته ،
وفي يوم من الأيام اتجه عمر - رضي الله عنه - إلى الكوفة ليحقق في شكوى أهلها أن سعدًا يطيل الصلاة ، فما مر عمر
بمسجد إلا وأحسنوا فيه القول ، إلا رجلا واحدًا قال غير ذلك ، فكان مما افتراه على سعد : أنه لا يعدل في القضية ، ولا يقسم
بالسوية ، ولا يسير بالسرية - يخرج بالجيش - فدعا سعد عليه قائلا ً: اللهم إن كان كاذبًا ، فأعم بصره، وأطل عمره ،
وعرضه للفتن ، فكان ذلك الرجل يمشي في الطريق ، ويغمز الجواري ، وقد سقط حاجباه من عينيه لما سئل عن ذلك قال :
شيخ مفتون ، أصابته دعوة سعد .
وذات يوم سمع سعد رجلاً يسب عليّا وطلحة والزبير ، فنهاه فلم ينته ، فقال سعد للرجل : إذن أدعو عليك ؛ فقال الرجل :
أراك تتهددني كأنك نبي ؛ فانصرف سعد ، وتوضأ، وصلى ركعتين ، رفع يديه ، وقال : اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد
سب أقوامًا سبقت لهم منك الحسنى ؛ وأنه قد أسخطك سبه إياهم ؛ فاجعله آية وعبرة ؛ فلم يمر غير وقت قصير حتى خرجت
ناقة هوجاء من أحد البيوت ، وهجمت على الرجل الذي سب الصحابة ؛ فأخذته بين قوائمها ، وما زالت تتخبط حتى مات .
وحينما اشتد خطر الفرس على حدود الدولة الإسلامية أرسل إليهم الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جيشًا بقيادة
سعد بن أبي وقاص ، ليقابلهم سعد في معركة القادسية ، واشتد حصار المسلمين على الفرس وأعوانهم ، حتى قتل الكثير منهم ،
وعلى رأسهم القائد رستم ، ودب الرعب في باقي جنود الفرس ، فكان النصر العظيم للمسلمين يوم القادسية ، ولم يكن لسعد هذا
اليوم فقط في قتال الفرس ، بل كان هناك يوم مجيد آخر للمسلمين تحت قيادته ، في موقعة المدائن ؛ حيث تجمع الفرس في
محاولة أخيرة للتصدي لزحف المسلمين ، وأدرك سعد أن الوقت في صالح الفرس ، فقرر أن يهاجمهم فجأة ، وكان نهر دجلة
قد امتلأ عن آخره ، في وقت الفيضان ، فسبحت خيول المسلمين في النهر وعبرته إلى الضفة الأخرى لتقع المواجهة ، ويحقق
المسلمون نصرًا كبيرًا .
وعندما طعن أبو لؤلؤة المجوسي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، اختار عمر ستة من المسلمين ليتم اختيار خليفة
منهم ، وأخبر عمر أن الرسول مات وهو عنهم راض ، وكان من هؤلاء الستة سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ،
حتى قال عمر : لو كنت مختارًا للخلافة واحدًا ، لاخترت سعدًا ، وقال لمن حوله : إن وليها سعد فذاك ، وإن وليها غيره
فليستعن بسعد ، فكان عثمان بن عفان يستعين به في كل أموره.
وحدثت الفتنة آخر أيام الإمام علي - رضي الله عنه - فكان سعد بعيدًا عنهم ؛ واعتزلها ، وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا إليه
شيئًا من أخبارها .
وعندما جاءه ابنه عامر يطلب منه أن يقاتل المتحاربين ويطلب الخلافة لنفسه ، قال سعد في شفافية المسلم الصادق : أي بني ،
أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسًا ؟ لا والله حتى أعطي سيفًا ، إن ضربت به مسلمًا نبا عنه ( أي لم يصبه بأذى ) ، وإن
ضربت به كافرًا قتله ، ولقد سمعت رسول الله يقول : " إن الله يحب الغني الخفي التقي " [أحمد ومسلم].
وفي سنة (55هـ) أوصى سعد أهله أن يكفوه في ثوب قديم ، كان عنده ، وياله من ثوب يشرف به أعظم أهل الأرض ، قال
لهم : لقد لقيت المشركين فيه يوم بدر ، ولقد ادخرته لهذا اليوم .
وتوفي رحمة الله عليه بالعقيق ، فحمل على الأعناق إلى المدينة ، ودفن بها ليكون آخر من مات من العشرة المبشرين بالجنة
وآخر من مات من المهاجرين - رضي الله عنهم
رد: صحابه الرسول
الثري العفيف
عبد الرحمن بن عوف
إنه الصحابي الكريم عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - ، ولد قبل عام الفيل بعشر سنين ، وأسلم قبل أن يدخل
الرسول - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم بن أبي الأرقم ، وكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ، وأحد الخمسة الذين
أسلموا على يد أبي بكر الصديق ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأحد الستة الذين اختارهم عمر ليخلفوه في إمارة
المؤمنين، وكان أغنى أغنياء الصحابة .
أغمي عليه ذات يوم ثم أفاق ، فقال لمن حوله: أَغُشي عليَّ ؟ قالوا : نعم ، قال : فإنه أتاني ملكان أو رجلان فيهما فظاظة
وغلظة ، فانطلقا بي ، ثم أتاني رجلان أو ملكان هما أرق منهما ، وأرحم فقالا : أين تريدان به ؟ قالا : نحاكمه إلى العزيز
الأمين . فقال : خليا عنه ، فإنه ممن كتبت له السعادة وهو في بطن أمه .[الحاكم].
هاجر إلى الحبشة مرتين ، وآخى رسول الله بينه وبين سعد بن الربيع ، فقال له سعد : أخي ، أنا أكثر أهل المدينة مالا ،
فانظر شطر ( نصف ) مالي فخذه ، ولي امرأتان ، فانظر أيتهما أعجب إليك حتى أطلقها لك ، فقال عبد الرحمن بن عوف :
بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلوني على السوق . فدلوه على السوق ، فاشترى ، وباع ، فربح كثيرًا .
وكان - رضي الله عنه - فارسًا شجاعًا ، ومجاهدًا قويًّا ، شهد بدرًا وأحدًا والغزوات كلها مع رسول الله ، وقاتل يوم أحد
حتى جرح واحدًا وعشرين جرحا ، وأصيبت رجله فكان يعرج عليها .
بعثه رسول الله إلى دومة الجندل ، وعممه بيده الشريفة وسدلها بين كتفيه ، وقال له : " إذا فتح الله عليك فتزوج ابنة
شريفهم " . فقدم عبد الرحمن دومة الجندل فدعاهم إلى الإسلام فرفضوا ثلاثًا ، ثم أسلم الأصبع بن ثعلبة الكلبي ، وكان شريفهم
فتزوج عبد الرحمن ابنته تماضر بنت الأصبع ، فولدت له أبا سلمة ابن عبد الرحمن . [ابن هشام]
وكان رسول الله يدعو له ، ويقول : " اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة " [أحمد].
وكان - رضي الله عنه - تاجرًا ناجحًا ، كثير المال ، وكان عامة ماله من التجارة ، وعرف بكثرة الإنفاق في سبيل الله ،
أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدًا ، وتصدق بنصف ماله على عهد الرسول .
وأوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأوصى لمن بقي من أهل بدر لكل رجل أربعمائة دينار ، وكانوا مائة فأخذوها ،
وأوصى بألف فرس في سبيل الله.
وكان - صلى الله عليه وسلم - يخاف على عبد الرحمن بن عوف من كثرة ماله ، وكان يقول له :
" يا بن عوف ، إنك من الأغنياء ، ولن تدخل الجنة إلا زحفًا، فأقرض الله يطلق لك قدميك " ، فقال عبد الرحمن : فما أقرض
يا رسول الله ؟ فأرسل إليه رسول الله فقال : " أتاني جبريل ، فقال لي : مره فليضف الضيف ، وليعط في النائبة
والمصيبة ، وليطعم المسكين " [الحاكم] , فكان عبد الرحمن يفعل ذلك.
وبرغم ما كان فيه ابن عوف - رضي الله عنه - من الثراء والنعم ، فقد كان شديد الإيمان ، محبا للخير ، غير مقبل على
الدنيا .
وذات يوم أتى بطعام ليفطر ، وكان صائمًا فقال : قتل مصعب بن عمير وهو خير مني ، فكفن في بردته ، إن غطى رأسه
بدت (ظهرت) رجلاه ، وإن غطى رجلاه بدا رأسه ، ثم قال : وقتل حمزة ، وهو خير مني ، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط،
وأعطينا منها ما أعطينا ، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام .
وذات يوم ، أحضر عبد الرحمن لبعض إخوانه طعامًا من خبز ولحم ، ولما وضعت القصعة بكى عبد الرحمن ، فقالوا له : ما
يبكيك يا أبا محمد ؟ فقال : مات رسول الله ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ، ولا أرانا أخرنا لما هو خير لنا .
ولما تولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الخلافة سنة (13 هـ) ، بعث عبد الرحمن بن عوف على الحج ، فحج
بالناس ، ولما طعن عمر - رضي الله عنه - ، اختار ستة من الصحابة ليختاروا من بينهم الخليفة ، وكان عبد الرحمن بن
عوف أحد هؤلاء الستة وكان ذا رأي صائب ، ومشورة عاقلة راشدة ، فلما اجتمع الستة قال لهم : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة نفر
فتنازل كل من الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص فبقي أمر الخلافة بين عبد الرحمن بن عوف ،
وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب فقال عبد الرحمن : أيكم يتبرأ من الأمر ويجعل الأمر إلي ، ولكن الله على أن لا آلو
(أقصر) عن أفضلكم وأخيركم للمسلمين.
فقالوا : نعم. ثم اختار عبد الرحمن عثمان بن عفان للخلافة وبايعه فبايعه علي وسائر المسلمين .
وتوفي عبد الرحمن - رضي الله عنه - سنة (31هـ)، وقيل (32هـ) في خلافة عثمان بن عفان ، ودفن بالبقيع .
عبد الرحمن بن عوف
إنه الصحابي الكريم عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - ، ولد قبل عام الفيل بعشر سنين ، وأسلم قبل أن يدخل
الرسول - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم بن أبي الأرقم ، وكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ، وأحد الخمسة الذين
أسلموا على يد أبي بكر الصديق ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأحد الستة الذين اختارهم عمر ليخلفوه في إمارة
المؤمنين، وكان أغنى أغنياء الصحابة .
أغمي عليه ذات يوم ثم أفاق ، فقال لمن حوله: أَغُشي عليَّ ؟ قالوا : نعم ، قال : فإنه أتاني ملكان أو رجلان فيهما فظاظة
وغلظة ، فانطلقا بي ، ثم أتاني رجلان أو ملكان هما أرق منهما ، وأرحم فقالا : أين تريدان به ؟ قالا : نحاكمه إلى العزيز
الأمين . فقال : خليا عنه ، فإنه ممن كتبت له السعادة وهو في بطن أمه .[الحاكم].
هاجر إلى الحبشة مرتين ، وآخى رسول الله بينه وبين سعد بن الربيع ، فقال له سعد : أخي ، أنا أكثر أهل المدينة مالا ،
فانظر شطر ( نصف ) مالي فخذه ، ولي امرأتان ، فانظر أيتهما أعجب إليك حتى أطلقها لك ، فقال عبد الرحمن بن عوف :
بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلوني على السوق . فدلوه على السوق ، فاشترى ، وباع ، فربح كثيرًا .
وكان - رضي الله عنه - فارسًا شجاعًا ، ومجاهدًا قويًّا ، شهد بدرًا وأحدًا والغزوات كلها مع رسول الله ، وقاتل يوم أحد
حتى جرح واحدًا وعشرين جرحا ، وأصيبت رجله فكان يعرج عليها .
بعثه رسول الله إلى دومة الجندل ، وعممه بيده الشريفة وسدلها بين كتفيه ، وقال له : " إذا فتح الله عليك فتزوج ابنة
شريفهم " . فقدم عبد الرحمن دومة الجندل فدعاهم إلى الإسلام فرفضوا ثلاثًا ، ثم أسلم الأصبع بن ثعلبة الكلبي ، وكان شريفهم
فتزوج عبد الرحمن ابنته تماضر بنت الأصبع ، فولدت له أبا سلمة ابن عبد الرحمن . [ابن هشام]
وكان رسول الله يدعو له ، ويقول : " اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة " [أحمد].
وكان - رضي الله عنه - تاجرًا ناجحًا ، كثير المال ، وكان عامة ماله من التجارة ، وعرف بكثرة الإنفاق في سبيل الله ،
أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدًا ، وتصدق بنصف ماله على عهد الرسول .
وأوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأوصى لمن بقي من أهل بدر لكل رجل أربعمائة دينار ، وكانوا مائة فأخذوها ،
وأوصى بألف فرس في سبيل الله.
وكان - صلى الله عليه وسلم - يخاف على عبد الرحمن بن عوف من كثرة ماله ، وكان يقول له :
" يا بن عوف ، إنك من الأغنياء ، ولن تدخل الجنة إلا زحفًا، فأقرض الله يطلق لك قدميك " ، فقال عبد الرحمن : فما أقرض
يا رسول الله ؟ فأرسل إليه رسول الله فقال : " أتاني جبريل ، فقال لي : مره فليضف الضيف ، وليعط في النائبة
والمصيبة ، وليطعم المسكين " [الحاكم] , فكان عبد الرحمن يفعل ذلك.
وبرغم ما كان فيه ابن عوف - رضي الله عنه - من الثراء والنعم ، فقد كان شديد الإيمان ، محبا للخير ، غير مقبل على
الدنيا .
وذات يوم أتى بطعام ليفطر ، وكان صائمًا فقال : قتل مصعب بن عمير وهو خير مني ، فكفن في بردته ، إن غطى رأسه
بدت (ظهرت) رجلاه ، وإن غطى رجلاه بدا رأسه ، ثم قال : وقتل حمزة ، وهو خير مني ، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط،
وأعطينا منها ما أعطينا ، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام .
وذات يوم ، أحضر عبد الرحمن لبعض إخوانه طعامًا من خبز ولحم ، ولما وضعت القصعة بكى عبد الرحمن ، فقالوا له : ما
يبكيك يا أبا محمد ؟ فقال : مات رسول الله ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ، ولا أرانا أخرنا لما هو خير لنا .
ولما تولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الخلافة سنة (13 هـ) ، بعث عبد الرحمن بن عوف على الحج ، فحج
بالناس ، ولما طعن عمر - رضي الله عنه - ، اختار ستة من الصحابة ليختاروا من بينهم الخليفة ، وكان عبد الرحمن بن
عوف أحد هؤلاء الستة وكان ذا رأي صائب ، ومشورة عاقلة راشدة ، فلما اجتمع الستة قال لهم : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة نفر
فتنازل كل من الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص فبقي أمر الخلافة بين عبد الرحمن بن عوف ،
وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب فقال عبد الرحمن : أيكم يتبرأ من الأمر ويجعل الأمر إلي ، ولكن الله على أن لا آلو
(أقصر) عن أفضلكم وأخيركم للمسلمين.
فقالوا : نعم. ثم اختار عبد الرحمن عثمان بن عفان للخلافة وبايعه فبايعه علي وسائر المسلمين .
وتوفي عبد الرحمن - رضي الله عنه - سنة (31هـ)، وقيل (32هـ) في خلافة عثمان بن عفان ، ودفن بالبقيع .
رد: صحابه الرسول
مستجاب الدعوة
سعيد بن زيد
إنه سعيد بن زيد - رضي الله عنه - أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وقد نشأ سعيد في بيت لم يكن الإيمان غريبًا على أهله ،
فأبوه زيد بن عمرو بن نفيل الذي ترك عبادة الأصنام ، وأسرع إلى عبادة الله على دين إبراهيم ، وكن يسند رأسه على الكعبة
، ويقول : يا معشر قريش ، والله ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري .[ابن هشام].
فنشأ سعيد منذ صغره مثل أبيه سليم الفطرة ، وما إن سمع بالإسلام حتى أسرع بالدخول فيه ، وكان ذلك قبل دخول النبي -
صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم بن أبي الأرقم ، وأسلمت معه زوجته فاطمة بنت الخطاب ، وقد تحمل زيد وزوجته الكثير
من الإيذاء في سبيل الله ، وكانا سببًا في إسلام عمر بن الخطاب ، حين هجم عليهما في البيت وهما يقرآن القرآن مع خباب بن
الأرت ، فأخذ منهما الصحيفة، وقرأ ما فيها، فشرح الله صدره، وأعلن إسلامه.
وهاجر سعيد إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة وآخى الرسول بينه وبين أبي بن كعب - رضي الله عنهما -.
وبعثه الرسول مع طلحة بن عبيد الله ؛ ليتحسَّسا أخبار عير قريش التي رجعت من التجارة ، وفي أثناء قيامهما بهذه المهمة
حدثت غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون ، ورجع سعيد وطلحة فأعطاهما الرسول نصيبهما من الغنائم.
وعرف سعيد بالشجاعة والقوة ، واشترك في الغزوات كلها.
وكان - رضي الله عنه - مستجاب الدعوة ، فقد روي أن أروى بنت أويس ادعت كذبًا أنه أخذ منها أرضًا ، وذهبت إلى مروان
بن الحكم والى المدينة آنذاك ، واشتكت له ، فأرسل مروان إلى سعيد ، وقال له : إن هذه المرأة تدعى أنك أخذت أرضًا ،
فقال سعيد : كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله يقول : " من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أراضين " [متفق عليه] ، فقال
مروان : إذن فعليك باليمين ، فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها ، وتجعل قبرها في بئر ، ثم ترك
لها الأرض التي زعمت أنها ملكها.
وبعد زمن قليل ، عميت أروى فكانت تقودها جارية لها ، وفي ليلة قامت ولم توقظ الجارية ، وأخذت تمشي في الدار فوقعت في
بئر كانت في دارها ، فماتت فأصبحت هذه البئر قبرها .
وكان سعيد مطاعًا بين الناس ، يحبهم ويحبونه ، وحينما حدثت الفتنة بين المسلمين ، لم يشارك فيها ، وبقي مداومًا على طاعة
الله وعبادته حتى توفي سنة (51هـ) أو (52هـ) ودفن بالمدينة المنورة.
سعيد بن زيد
إنه سعيد بن زيد - رضي الله عنه - أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وقد نشأ سعيد في بيت لم يكن الإيمان غريبًا على أهله ،
فأبوه زيد بن عمرو بن نفيل الذي ترك عبادة الأصنام ، وأسرع إلى عبادة الله على دين إبراهيم ، وكن يسند رأسه على الكعبة
، ويقول : يا معشر قريش ، والله ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري .[ابن هشام].
فنشأ سعيد منذ صغره مثل أبيه سليم الفطرة ، وما إن سمع بالإسلام حتى أسرع بالدخول فيه ، وكان ذلك قبل دخول النبي -
صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم بن أبي الأرقم ، وأسلمت معه زوجته فاطمة بنت الخطاب ، وقد تحمل زيد وزوجته الكثير
من الإيذاء في سبيل الله ، وكانا سببًا في إسلام عمر بن الخطاب ، حين هجم عليهما في البيت وهما يقرآن القرآن مع خباب بن
الأرت ، فأخذ منهما الصحيفة، وقرأ ما فيها، فشرح الله صدره، وأعلن إسلامه.
وهاجر سعيد إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة وآخى الرسول بينه وبين أبي بن كعب - رضي الله عنهما -.
وبعثه الرسول مع طلحة بن عبيد الله ؛ ليتحسَّسا أخبار عير قريش التي رجعت من التجارة ، وفي أثناء قيامهما بهذه المهمة
حدثت غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون ، ورجع سعيد وطلحة فأعطاهما الرسول نصيبهما من الغنائم.
وعرف سعيد بالشجاعة والقوة ، واشترك في الغزوات كلها.
وكان - رضي الله عنه - مستجاب الدعوة ، فقد روي أن أروى بنت أويس ادعت كذبًا أنه أخذ منها أرضًا ، وذهبت إلى مروان
بن الحكم والى المدينة آنذاك ، واشتكت له ، فأرسل مروان إلى سعيد ، وقال له : إن هذه المرأة تدعى أنك أخذت أرضًا ،
فقال سعيد : كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله يقول : " من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أراضين " [متفق عليه] ، فقال
مروان : إذن فعليك باليمين ، فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها ، وتجعل قبرها في بئر ، ثم ترك
لها الأرض التي زعمت أنها ملكها.
وبعد زمن قليل ، عميت أروى فكانت تقودها جارية لها ، وفي ليلة قامت ولم توقظ الجارية ، وأخذت تمشي في الدار فوقعت في
بئر كانت في دارها ، فماتت فأصبحت هذه البئر قبرها .
وكان سعيد مطاعًا بين الناس ، يحبهم ويحبونه ، وحينما حدثت الفتنة بين المسلمين ، لم يشارك فيها ، وبقي مداومًا على طاعة
الله وعبادته حتى توفي سنة (51هـ) أو (52هـ) ودفن بالمدينة المنورة.
رد: صحابه الرسول
حواري الرسول
الزبير بن العوام
إنه الزبير بن العوام - رضي الله عنه - الذي يتلقى في نسبه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأمه صفية بنت عبد المطلب
عمة الرسول ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وهو أحد الستة أهل الشورى الذين اختارهم عمر ؛ ليكون منهم الخليفة بعد
موته، وزوج أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.
وقد أسلم الزبـير مبكرًا ، فكان واحدًا من السبعة الأوائل الذين سارعوا إلى الإسلام ، ولما علم عمه نوفل بن خويلد بإسلامه
غضب غضبًا شديدًا ، وتولى تعذيبه بنفسه ، فكان يلفُّه في حصير ، ويدخن عليه بالنار ، ويقول له: اكفر برب محمد ، أدرأ
(أكف) عنك هذا العذاب. فيرد عليه الزبير قائلاً : لا ، والله لا أعود للكفر أبدًا. [الطبراني وأبو نعيم].
وسمع الزبير يومًا إشاعة كاذبة تقول : إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد قتل ، فخرج إلى شوارع مكة شاهرًا سيفه ،
يشق صفوف الناس ، وراح يتأكد من هذه الشائعة معتزمًا إن كان الخبر صحيحًا أن يقتل من قتل رسول الله ، فلقي النبي (
بشمال مكة ، فقال له النبي " مالك ؟" فقال: أخبرت أنك أخذت (قُتلت). فقال له النبي " فكنت صانعًا ماذا ؟ " فقال: كنت
أضرب به من أخذك. ففرح النبي لما سمع هذا ، ودعا له بالخير ولسيفه بالنصر.[أبو نعيم].
فكان - رضي الله عنه - أول من سل سيفه في سبيل الله.
وقد هاجر الزبير إلى الحبشة مع من هاجر من المسلمين ، وبقي بها حتى أذن لهم الرسول بالعودة إلى المدينة.
وقد شهد مع رسول الله الغزوات كلها ، وفي غزوة أحد بعد أن عاد جيش قريش إلى مكة أرسل الرسول سبعين رجلا من
المسلمين في أثرهم ، كان منهم أبو بكر والزبير. [البخاري].
ويوم اليرموك ، ظل الزبير - رضي الله عنه - يقاتل جيش الروم وكاد جيش المسلمين أن يتقهقر ، فصاح فيهم مكبرًا: الله
أكبر. ثم اخترق صفوف العدو ضاربًا بسيفه يمينًا ويسارًا ، يقول عنه عروة : كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف، كنت
أدخل أصابعي فيها ، ثنتين (اثنتين) يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك.
وقال عنه أحد الصحابة : صحبت الزبير بن العوام في بعض أسفاره ، ورأيت جسده ، فقلت له : والله لقد شهدت بجسمك لم
أره بأحد قط ، فقال لي : أما والله ما فيها جراحة إلا مع رسول الله ، وفي سبيل الله. وقيل عنه : إنه ما ولى إمارة قط ، ولا
جباية ، ولا خراجا ، ولا شيئًا إلا أن يكون في غزوة مع النبي أو مع أبي بكر أو عمر أو عثمان.
وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا أرسله رسول الله مع علي بن أبي طالب ، فوقفا أمام الحصن يرددان
قولهما: والله لنذوقن ما ذاق حمزة ، أو لنفتحن عليهم الحصن.
وقال عنه النبي : " إن لكل نبي حواريًا وحواري الزبير " [متفق عليه].
وكان يتفاخر بأن النبي قال له يوم أحد ، ويوم قريظة: " ارم فداك أبي وأمي " .
وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها لعروة بن الزبير: كان أبواك من الذين استجابوا لله وللرسول من بعدما أصابهم القرح
(تريد أبا بكر والزبير)[ابن ماجة].
وكان الزبير بن العوام من أجود الناس وأكرمهم ، ينفق كل أموال تجارته في سبيل الله ، يقول عنه كعب : كان للزبير ألف
مملوك يؤدون إليه الخراج ، فما كان يدخل بيته منها درهمًا واحدًا ( يعني أنه يتصدق بها كلها ) ، لقد تصدق بماله كله حتى
مات مديونًا، ووصى ابنه عبد الله بقضاء دينه ، وقال له : إذا أعجزك دين ، فاستعن بمولاي. فسأله عبد الله : أي مولى
تقصد ؟ فأجابه : الله ، نعم المولى ونعم النصير. يقول عبد الله فيما بعد: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى
الزبير اقض دينه فيقضيه. [البخاري].
وعلى الرغم من طول صحبته للنبي فإنه لم يرو عنه إلا أحاديث قليلة ، وقد سأله ابنه عبد الله عن سبب ذلك ، فقال : لقد
علمت ما كان بيني وبين رسول الله من الرحم والقرابة إلا أني سمعته يقول : " من كذب عليَّ متعمدًا ، فليتبوأ مقعده من
النار " [البخاري]. فكان - رضي الله عنه - يخاف أن يتحدث عن رسول الله بشيء لم يقله ، فيزل بذلك في النار .
وخرج الزبير من معركة الجمل ، فتعقبه رجل من بني تميم يسمى عمرو بن جرموز وقتله غدرًا بمكان يسمى وادي السباع ،
وذهب القاتل إلى الإمام عليّ يظن أنه يحمل إليه بشرى ، فصاح عليٌّ حين علم بذلك قائلاً لخادمه : بشر قاتل ابن صفية
بالنار. حدثني رسول الله أن قاتل الزبير في النار . [أحمد وابن حبان والحاكم والطبراني].
ومات الزبير - رضي الله عنه - يوم الخميس من شهر جمادى الأولى سنة (36هـ)، وكان عمره يوم قتل (67 هـ) سنة وقيل
(66) سنة.
الزبير بن العوام
إنه الزبير بن العوام - رضي الله عنه - الذي يتلقى في نسبه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأمه صفية بنت عبد المطلب
عمة الرسول ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وهو أحد الستة أهل الشورى الذين اختارهم عمر ؛ ليكون منهم الخليفة بعد
موته، وزوج أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.
وقد أسلم الزبـير مبكرًا ، فكان واحدًا من السبعة الأوائل الذين سارعوا إلى الإسلام ، ولما علم عمه نوفل بن خويلد بإسلامه
غضب غضبًا شديدًا ، وتولى تعذيبه بنفسه ، فكان يلفُّه في حصير ، ويدخن عليه بالنار ، ويقول له: اكفر برب محمد ، أدرأ
(أكف) عنك هذا العذاب. فيرد عليه الزبير قائلاً : لا ، والله لا أعود للكفر أبدًا. [الطبراني وأبو نعيم].
وسمع الزبير يومًا إشاعة كاذبة تقول : إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد قتل ، فخرج إلى شوارع مكة شاهرًا سيفه ،
يشق صفوف الناس ، وراح يتأكد من هذه الشائعة معتزمًا إن كان الخبر صحيحًا أن يقتل من قتل رسول الله ، فلقي النبي (
بشمال مكة ، فقال له النبي " مالك ؟" فقال: أخبرت أنك أخذت (قُتلت). فقال له النبي " فكنت صانعًا ماذا ؟ " فقال: كنت
أضرب به من أخذك. ففرح النبي لما سمع هذا ، ودعا له بالخير ولسيفه بالنصر.[أبو نعيم].
فكان - رضي الله عنه - أول من سل سيفه في سبيل الله.
وقد هاجر الزبير إلى الحبشة مع من هاجر من المسلمين ، وبقي بها حتى أذن لهم الرسول بالعودة إلى المدينة.
وقد شهد مع رسول الله الغزوات كلها ، وفي غزوة أحد بعد أن عاد جيش قريش إلى مكة أرسل الرسول سبعين رجلا من
المسلمين في أثرهم ، كان منهم أبو بكر والزبير. [البخاري].
ويوم اليرموك ، ظل الزبير - رضي الله عنه - يقاتل جيش الروم وكاد جيش المسلمين أن يتقهقر ، فصاح فيهم مكبرًا: الله
أكبر. ثم اخترق صفوف العدو ضاربًا بسيفه يمينًا ويسارًا ، يقول عنه عروة : كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف، كنت
أدخل أصابعي فيها ، ثنتين (اثنتين) يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك.
وقال عنه أحد الصحابة : صحبت الزبير بن العوام في بعض أسفاره ، ورأيت جسده ، فقلت له : والله لقد شهدت بجسمك لم
أره بأحد قط ، فقال لي : أما والله ما فيها جراحة إلا مع رسول الله ، وفي سبيل الله. وقيل عنه : إنه ما ولى إمارة قط ، ولا
جباية ، ولا خراجا ، ولا شيئًا إلا أن يكون في غزوة مع النبي أو مع أبي بكر أو عمر أو عثمان.
وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا أرسله رسول الله مع علي بن أبي طالب ، فوقفا أمام الحصن يرددان
قولهما: والله لنذوقن ما ذاق حمزة ، أو لنفتحن عليهم الحصن.
وقال عنه النبي : " إن لكل نبي حواريًا وحواري الزبير " [متفق عليه].
وكان يتفاخر بأن النبي قال له يوم أحد ، ويوم قريظة: " ارم فداك أبي وأمي " .
وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها لعروة بن الزبير: كان أبواك من الذين استجابوا لله وللرسول من بعدما أصابهم القرح
(تريد أبا بكر والزبير)[ابن ماجة].
وكان الزبير بن العوام من أجود الناس وأكرمهم ، ينفق كل أموال تجارته في سبيل الله ، يقول عنه كعب : كان للزبير ألف
مملوك يؤدون إليه الخراج ، فما كان يدخل بيته منها درهمًا واحدًا ( يعني أنه يتصدق بها كلها ) ، لقد تصدق بماله كله حتى
مات مديونًا، ووصى ابنه عبد الله بقضاء دينه ، وقال له : إذا أعجزك دين ، فاستعن بمولاي. فسأله عبد الله : أي مولى
تقصد ؟ فأجابه : الله ، نعم المولى ونعم النصير. يقول عبد الله فيما بعد: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى
الزبير اقض دينه فيقضيه. [البخاري].
وعلى الرغم من طول صحبته للنبي فإنه لم يرو عنه إلا أحاديث قليلة ، وقد سأله ابنه عبد الله عن سبب ذلك ، فقال : لقد
علمت ما كان بيني وبين رسول الله من الرحم والقرابة إلا أني سمعته يقول : " من كذب عليَّ متعمدًا ، فليتبوأ مقعده من
النار " [البخاري]. فكان - رضي الله عنه - يخاف أن يتحدث عن رسول الله بشيء لم يقله ، فيزل بذلك في النار .
وخرج الزبير من معركة الجمل ، فتعقبه رجل من بني تميم يسمى عمرو بن جرموز وقتله غدرًا بمكان يسمى وادي السباع ،
وذهب القاتل إلى الإمام عليّ يظن أنه يحمل إليه بشرى ، فصاح عليٌّ حين علم بذلك قائلاً لخادمه : بشر قاتل ابن صفية
بالنار. حدثني رسول الله أن قاتل الزبير في النار . [أحمد وابن حبان والحاكم والطبراني].
ومات الزبير - رضي الله عنه - يوم الخميس من شهر جمادى الأولى سنة (36هـ)، وكان عمره يوم قتل (67 هـ) سنة وقيل
(66) سنة.
رد: صحابه الرسول
شهيد يمشي على الأرض
طلحة بن عبيد الله
إنه الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله ، قال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي
على وجه الأرض ؛ فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله " [الترمذي].
وهو أحد العشرة الذين بشرهم الرسول بالجنة ، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ، وأحد الستة الذين اختارهم عمر بن
الخطاب ليكون منهم خليفة المسلمين.
وكان طلحة قد سافر إلى أرض بصرى بالشام في تجارة له ، وبينما هو في السوق سمع راهبًا في صومعته يقول : سلوا أهل
هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم ؟ فذهب إليه طلحة ، وقال له : نعم أنا ، فقال الراهب : هل ظهر أحمد ؟ قال طلحة :
من أحمد ؟ قال الراهب : ابن عبد الله بن عبد المطلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الأنبياء ، ومخرجه من الحرم ،
ومهاجره إلى نخل وحرة ويباخ ( يقصد المدينة المنورة ) ، فإياك أن تسبق إليه .
فوقع كلام الراهب في قلب طلحة ، ورجع سريعًا إلى مكة وسأل أهلها : هل كان من حدث ؟ قالوا نعم ، محمد الأمين تنبأ ،
وقد تبعه ابن أبي قحافة ، فذهب طلحة إلى أبي بكر ، وأسلم على يده ، وأخبره بقصة الراهب.[ابن سعد] ، فكان من السابقين
إلى الإسلام ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر .
ورغم ما كان لطلحة من ثراء ومال كثير ومكانة في قريش فقد تعرض لأذى المشركين واضطهادهم مما جعله يهاجر المدينة
حين أذن النبي للمسلمين بالهجرة ، وجاءت غزوة لكنه لم يشهدها ، وقيل إن الرسول أرسله في مهمة خارج المدينة وحينما
عاد ووجد المسلمين قد عادوا من غزوة بدر ، حزن طلحة حزنًا شديدًا لما فاته من الأجر والثواب ، لكن الرسول أخبره أن له
من الأجر مثل من جاهد في المعركة ، وأعطاه النبي سهمًا ونصيبًا من الغنائم مثل المقاتلين تمامًا .
ثم شهد طلحة غزوة أحد وما بعدها من الغزوات ، وكان يوم أحد يومًا مشهودًا، أبلى فيه طلحة بلاء حسنًا حتى قال عنه
النبي : " طلحة شهيد يمشي على وجه الأرض " [ابن عساكر] .
وحينما نزل قول الله تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما
بدلوا تبديلا ) [الأحزاب: 23] ، قال النبي : " طلحة ممن قضى نحبه " [الترمذي].
وحينما حدث اضطراب في صفوف المسلمين ، وتجمع المشركون حول رسول الله كل منهم يريد قتله ، وكل منهم يوجه
السيوف والسهام والرماح تجاه الرسول إذا بطلحة البطل الشجاع يشق صفوف المشركين حتى وصل إلى رسول الله ، وجعل
من نفسه حصنًا منيعًا للنبي ، وقد أحزنه ما حدث لرسول الله من كسر رباعيته ( أي مقدمة أسنانه ) ، وشج رأسه ، فكان
يتحمل بجسمه السهام عن رسول الله ، ويتقي النبل عنه بيده حتى شلت يده ، وشج رأسه، وحمل رسول الله على ظهره حتى
صعد على صخرة ، وأتاه أبو بكر وأبو عبيدة ، فقال لهما الرسول : اليوم أوجب طلحة يا أبا بكر " ، ثم قال لهما : " عليكما
صاحبكما " ، فأتيا إلى طلحة فوجداه في حفرة ، وبه بضع وسبعون طعنة ورمية وضربة ، وقد قطعت إصبعه " [ابن سعد].
وكان أبو بكر الصديق إذا ذكر يوم أحد قال : ذاك يوم كله لطلحة ، وقد بشره الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجنة .
وقد بلغ طلحة مبلغًا عظيمًا في الجود والكرم حتى سمى بطلحة الخير ، وطلحة الجواد ، وطلحة الفياض ، ويحكى أن طلحة
اشترى بئر ماء في غزوة ذي قرد ، ثم تصدق بها ، فقال رسول الله : " أنت طلحة الفياض " [الطبراني] ، ومن يومها قيل
له طلحة الفياض .
وقد أتاه مال من حضرموت بلغ سبعمائة ألف ، فبات ليلته يتململ ، فقالت له زوجته : مالك ؟ فقال : تفكرت منذ الليلة ،
فقلت : ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته ، فأشارت عليه أن يقسم هذا المال على أصحابه وإخوانه ، فسرَّ من رأيها
وأعجب به ، وفي الصباح ، قسم كل ما عنده بين المهاجرين والأنصار ، وهكذا عاش حياته كلها كريمًا سخيًّا شجاعًا.
واشترك في باقي الغزوات مع النبي ومع أبي بكر وعمر وعثمان ، وحزن حزنًا شديدًا حينما رأى مقتل عثمان بن عفان
- رضي الله عنه - واستشهاده ، واشترك في موقعة الجمل مطالبًا بدم عثمان وبالقصاص ممن قتله ، وعلم أن الحق في جانب
علي ، فترك قتاله وانسحب من ساحة المعركة وفي أثناء ذلك أصيب بسم فمات .
وقد روي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال : والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله تعالى :
( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين ) [الحجر: 47].
وتزوج طلحة - رضي الله عنه - أربع نسوة ، كل واحدة منهن أخت لزوجة من زوجات النبي ، وهن : أم كلثوم بنت أبي
بكر ، أخت عائشة ، وحمنة بنت جحش أخت زينب ، والفارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة ، ورقية بنت أبي أمية أخت أم
سلمة .
وقد ترك طلحة تسعة أولاد ذكور وبنتًا واحدة ، وروي عن النبي ( أكثر من ثلاثين حديثًا )
طلحة بن عبيد الله
إنه الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله ، قال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي
على وجه الأرض ؛ فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله " [الترمذي].
وهو أحد العشرة الذين بشرهم الرسول بالجنة ، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ، وأحد الستة الذين اختارهم عمر بن
الخطاب ليكون منهم خليفة المسلمين.
وكان طلحة قد سافر إلى أرض بصرى بالشام في تجارة له ، وبينما هو في السوق سمع راهبًا في صومعته يقول : سلوا أهل
هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم ؟ فذهب إليه طلحة ، وقال له : نعم أنا ، فقال الراهب : هل ظهر أحمد ؟ قال طلحة :
من أحمد ؟ قال الراهب : ابن عبد الله بن عبد المطلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الأنبياء ، ومخرجه من الحرم ،
ومهاجره إلى نخل وحرة ويباخ ( يقصد المدينة المنورة ) ، فإياك أن تسبق إليه .
فوقع كلام الراهب في قلب طلحة ، ورجع سريعًا إلى مكة وسأل أهلها : هل كان من حدث ؟ قالوا نعم ، محمد الأمين تنبأ ،
وقد تبعه ابن أبي قحافة ، فذهب طلحة إلى أبي بكر ، وأسلم على يده ، وأخبره بقصة الراهب.[ابن سعد] ، فكان من السابقين
إلى الإسلام ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر .
ورغم ما كان لطلحة من ثراء ومال كثير ومكانة في قريش فقد تعرض لأذى المشركين واضطهادهم مما جعله يهاجر المدينة
حين أذن النبي للمسلمين بالهجرة ، وجاءت غزوة لكنه لم يشهدها ، وقيل إن الرسول أرسله في مهمة خارج المدينة وحينما
عاد ووجد المسلمين قد عادوا من غزوة بدر ، حزن طلحة حزنًا شديدًا لما فاته من الأجر والثواب ، لكن الرسول أخبره أن له
من الأجر مثل من جاهد في المعركة ، وأعطاه النبي سهمًا ونصيبًا من الغنائم مثل المقاتلين تمامًا .
ثم شهد طلحة غزوة أحد وما بعدها من الغزوات ، وكان يوم أحد يومًا مشهودًا، أبلى فيه طلحة بلاء حسنًا حتى قال عنه
النبي : " طلحة شهيد يمشي على وجه الأرض " [ابن عساكر] .
وحينما نزل قول الله تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما
بدلوا تبديلا ) [الأحزاب: 23] ، قال النبي : " طلحة ممن قضى نحبه " [الترمذي].
وحينما حدث اضطراب في صفوف المسلمين ، وتجمع المشركون حول رسول الله كل منهم يريد قتله ، وكل منهم يوجه
السيوف والسهام والرماح تجاه الرسول إذا بطلحة البطل الشجاع يشق صفوف المشركين حتى وصل إلى رسول الله ، وجعل
من نفسه حصنًا منيعًا للنبي ، وقد أحزنه ما حدث لرسول الله من كسر رباعيته ( أي مقدمة أسنانه ) ، وشج رأسه ، فكان
يتحمل بجسمه السهام عن رسول الله ، ويتقي النبل عنه بيده حتى شلت يده ، وشج رأسه، وحمل رسول الله على ظهره حتى
صعد على صخرة ، وأتاه أبو بكر وأبو عبيدة ، فقال لهما الرسول : اليوم أوجب طلحة يا أبا بكر " ، ثم قال لهما : " عليكما
صاحبكما " ، فأتيا إلى طلحة فوجداه في حفرة ، وبه بضع وسبعون طعنة ورمية وضربة ، وقد قطعت إصبعه " [ابن سعد].
وكان أبو بكر الصديق إذا ذكر يوم أحد قال : ذاك يوم كله لطلحة ، وقد بشره الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجنة .
وقد بلغ طلحة مبلغًا عظيمًا في الجود والكرم حتى سمى بطلحة الخير ، وطلحة الجواد ، وطلحة الفياض ، ويحكى أن طلحة
اشترى بئر ماء في غزوة ذي قرد ، ثم تصدق بها ، فقال رسول الله : " أنت طلحة الفياض " [الطبراني] ، ومن يومها قيل
له طلحة الفياض .
وقد أتاه مال من حضرموت بلغ سبعمائة ألف ، فبات ليلته يتململ ، فقالت له زوجته : مالك ؟ فقال : تفكرت منذ الليلة ،
فقلت : ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته ، فأشارت عليه أن يقسم هذا المال على أصحابه وإخوانه ، فسرَّ من رأيها
وأعجب به ، وفي الصباح ، قسم كل ما عنده بين المهاجرين والأنصار ، وهكذا عاش حياته كلها كريمًا سخيًّا شجاعًا.
واشترك في باقي الغزوات مع النبي ومع أبي بكر وعمر وعثمان ، وحزن حزنًا شديدًا حينما رأى مقتل عثمان بن عفان
- رضي الله عنه - واستشهاده ، واشترك في موقعة الجمل مطالبًا بدم عثمان وبالقصاص ممن قتله ، وعلم أن الحق في جانب
علي ، فترك قتاله وانسحب من ساحة المعركة وفي أثناء ذلك أصيب بسم فمات .
وقد روي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال : والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله تعالى :
( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين ) [الحجر: 47].
وتزوج طلحة - رضي الله عنه - أربع نسوة ، كل واحدة منهن أخت لزوجة من زوجات النبي ، وهن : أم كلثوم بنت أبي
بكر ، أخت عائشة ، وحمنة بنت جحش أخت زينب ، والفارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة ، ورقية بنت أبي أمية أخت أم
سلمة .
وقد ترك طلحة تسعة أولاد ذكور وبنتًا واحدة ، وروي عن النبي ( أكثر من ثلاثين حديثًا )
رد: صحابه الرسول
حِب رسول الله
زيد بن حارثة
إنه زيد بن حارثة - رضي الله عنه - ، وكان يسمى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن محمد ، وكانت أمه سعدى
بنت ثعلبة قد أخذته معها ، وهو ابن ثمان سنوات، لزيارة أهلها في بني مَعْن ، ومكثت سُعدى في قومها ما شاء الله لها أن
تمكث ، وفوجئ أهل معن بإحدى القبائل المعادية تهجم عليهم ، وتنزل الهزيمة بهم ، وتأخذ من بين الأسرى زيدًا .
وعادت الأم إلى زوجها وحيدة ، فلم يكد يعرف حارثة الخبر حتى سقط مغشيًا عليه ، وحمل عصاه فوق ظهره ، ومضى
يجوب الديار ، ويقطع الصحارى ، يسأل القبائل والقوافل عن ابنه وقرة عينه ، حتى جاء موسم الحج والتجارة ، فالتقى رجال
من قبيلة حارثة بزيد في مكة ، ونقلوا له لوعة أبويه ، فقص عليهم زيد حكايته ، وكيف هاجم بنو القَيْن قبيلة أمه واختطفوه ، ثم
باعوه في سوق عكاظ لرجل من قريش اسمه حكيم بن حزام بن خويلد ، فأعطاه لعمته خديجة بنت خويلد التي وهبته لزوجها
محمد بن عبد الله ، فقبله وأعتقه ، ثم قال زيد للحجاج من قومه : أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد .
فلما عاد القوم أخبروا أباه ، ولم يكد حارثة يعلم مكان ابنه حتى خرج هو وأخوه إلى مكة فسألا عن محمد بن عبد الله ، فقيل
لهما : إنه في الكعبة وكان النبي لم يبعث بعد فدخلا عليه فقالا: يا ابن عبد المطلب ، يا ابن سيد قومه ، أنتم أهل حرم الله
وجيرانه ، تفكون العاني ، وتطعمون الأسير ، جئناك في ولدنا ، فامنن علينا ، وأحسن في فدائه ، فترك النبي لزيد حرية
الاختيار ، فقال لهما : ( ادعوا زيدًا ، خيروه ، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء ، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على
من اختارني فداء ) .
ففرح حارثة ، وقال للنبي : لقد أنصفتنا ، وزدتنا ، وأحسنت إلينا ، فلما جاء زيد سأله النبي : ( أتعرف هؤلاء ؟ ) قال زيد:
نعم : هذا أبي ، وهذا عمي ، فقال الرسول لزيد: ( فأنا مَنْ قد علمت ورأيت ، صحبتي لك ، فاخترني أو اخترهما ) ، فقال
زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدًا ، أنت مني مكان الأب والعم . فدهش أبوه وعمه وقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على
الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك ؟! فقال زيد: نعم ، قد رأيت من هذا الرجل شيئًا ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا أبدًا .
فلما رأى الرسول ذلك فرح فرحًا شديدًا ، ودمعت عيناه ، وأخذ زيدًا وخرج إلى حجر الكعبة حيث قريش مجتمعة ، ونادى :
( يا من حضر ، اشهدوا أن زيدًا ابني يرثني وأرثه ) [ابن حجر]. فلما رأى أبوه وعمه ذلك طابت نفساهما . وصار زيد لا
يُعْرف في مكة كلها إلا بزيد بن محمد ، فلما جاء الإسلام أسلم زيد ، وكان ثاني المسلمين ، وأحبه الرسول حبًّا عظيمًا .
ولما أذن الرسول لأصحابه بالهجرة هاجر زيد إلى المدينة ، وآخى الرسول بينه وبين أسيد بن حضير ، وظل زيد يدعى زيد
ابن محمد حتى نزل قوله تعالى : { ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله } [الأحزاب: 5] ، فسمى زيد بن حارثة ، وزوجه
الرسول مولاته أم أيمن ، فأنجبت له أسامة بن زيد ، ثم زوجه ( ابنة عمته زينب بنت جحش ، ولكن لم تطب الحياة بينهما ،
فذهب زيد إلى الرسول
( يشكوها ، فأخبره النبي أن يمسك عليه زوجه، ويصبر عليها .
ولكن الله سبحانه أمر رسوله أن يطلق زينب من زيد ، ويتزوجها هو ، وذلك لإبطال عادة التبني التي كانت منتشرة في
الجاهلية ، وكان الابن بالتبني يعامل معاملة الابن الصلب ، قال تعالى : { إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك
عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله ما مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرًا
زوجناكها لكي لا يكون علي المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا ما قضوا منهن وطرًا وكان أمر الله مفعولاً } [الأحزاب:
73].
ويكفي زيد فخرًا أن شرفه الله تعالى بذكر اسمه في القرآن الكريم ، وقد زوجه الرسول من أم كلثوم بنت عقبة ، وكان زيد
فدائيًّا شجاعًا ، ومن أحسن الرماة ، واشترك في غزوة بدر ، وبايع النبي على الموت في أحد ، وحضر الخندق ، وصلح
الحديبية ، وفتح خيبر ، وغزوة حنين ، وجعله النبي أميرًا على سبع سرايا ، منها : الجموع والطرف والعيص وحِسْمى ،
وغيرها ، وقد قالت السيدة عائشة - رضي الله عنه - : ما بعثه رسول الله في جيش قط ، إلا أمره عليهم .[النسائي وأحمد].
وعندما أخذ الروم يغيرون على حدود الدولة الإسلامية ، واتخذوا من الشام نقطة انطلاق لهم ؛ سيَّر الرسول جيشًا إلى أرض
البلقاء بالشام ، ووقف ( يُوَدِّعُ جيشه بعد أن أمر عليهم زيد بن حارثة ، قائلاً : ( إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على
الناس ، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة ) [ابن اسحاق].
وسار الجيش حتى نزل بجوار بلدة تسمى مؤتة ، وتقابل جيش المسلمين مع جيش الروم الذي كان عدده يزيد على مائتي ألف
مقاتل ، ودارت الحرب ، واندفع زيد في صفوف الأعداء ، لا يبالي بعددهم ولا بعدتهم ، ضاربًا بسيفه يمينًا ويسارًا ، حاملا
الراية بيده الأخرى ، فلما رأى الأعداء شجاعته طعنوه من الخلف ، فظل زيد حاملاً الراية حتى استشهد ، فدعا له الرسول
وقال : ( استغفروا لأخيكم ، قد دخل الجنة وهو يسعى ) [ابن سعد ]
زيد بن حارثة
إنه زيد بن حارثة - رضي الله عنه - ، وكان يسمى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن محمد ، وكانت أمه سعدى
بنت ثعلبة قد أخذته معها ، وهو ابن ثمان سنوات، لزيارة أهلها في بني مَعْن ، ومكثت سُعدى في قومها ما شاء الله لها أن
تمكث ، وفوجئ أهل معن بإحدى القبائل المعادية تهجم عليهم ، وتنزل الهزيمة بهم ، وتأخذ من بين الأسرى زيدًا .
وعادت الأم إلى زوجها وحيدة ، فلم يكد يعرف حارثة الخبر حتى سقط مغشيًا عليه ، وحمل عصاه فوق ظهره ، ومضى
يجوب الديار ، ويقطع الصحارى ، يسأل القبائل والقوافل عن ابنه وقرة عينه ، حتى جاء موسم الحج والتجارة ، فالتقى رجال
من قبيلة حارثة بزيد في مكة ، ونقلوا له لوعة أبويه ، فقص عليهم زيد حكايته ، وكيف هاجم بنو القَيْن قبيلة أمه واختطفوه ، ثم
باعوه في سوق عكاظ لرجل من قريش اسمه حكيم بن حزام بن خويلد ، فأعطاه لعمته خديجة بنت خويلد التي وهبته لزوجها
محمد بن عبد الله ، فقبله وأعتقه ، ثم قال زيد للحجاج من قومه : أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد .
فلما عاد القوم أخبروا أباه ، ولم يكد حارثة يعلم مكان ابنه حتى خرج هو وأخوه إلى مكة فسألا عن محمد بن عبد الله ، فقيل
لهما : إنه في الكعبة وكان النبي لم يبعث بعد فدخلا عليه فقالا: يا ابن عبد المطلب ، يا ابن سيد قومه ، أنتم أهل حرم الله
وجيرانه ، تفكون العاني ، وتطعمون الأسير ، جئناك في ولدنا ، فامنن علينا ، وأحسن في فدائه ، فترك النبي لزيد حرية
الاختيار ، فقال لهما : ( ادعوا زيدًا ، خيروه ، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء ، وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على
من اختارني فداء ) .
ففرح حارثة ، وقال للنبي : لقد أنصفتنا ، وزدتنا ، وأحسنت إلينا ، فلما جاء زيد سأله النبي : ( أتعرف هؤلاء ؟ ) قال زيد:
نعم : هذا أبي ، وهذا عمي ، فقال الرسول لزيد: ( فأنا مَنْ قد علمت ورأيت ، صحبتي لك ، فاخترني أو اخترهما ) ، فقال
زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدًا ، أنت مني مكان الأب والعم . فدهش أبوه وعمه وقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على
الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك ؟! فقال زيد: نعم ، قد رأيت من هذا الرجل شيئًا ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا أبدًا .
فلما رأى الرسول ذلك فرح فرحًا شديدًا ، ودمعت عيناه ، وأخذ زيدًا وخرج إلى حجر الكعبة حيث قريش مجتمعة ، ونادى :
( يا من حضر ، اشهدوا أن زيدًا ابني يرثني وأرثه ) [ابن حجر]. فلما رأى أبوه وعمه ذلك طابت نفساهما . وصار زيد لا
يُعْرف في مكة كلها إلا بزيد بن محمد ، فلما جاء الإسلام أسلم زيد ، وكان ثاني المسلمين ، وأحبه الرسول حبًّا عظيمًا .
ولما أذن الرسول لأصحابه بالهجرة هاجر زيد إلى المدينة ، وآخى الرسول بينه وبين أسيد بن حضير ، وظل زيد يدعى زيد
ابن محمد حتى نزل قوله تعالى : { ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله } [الأحزاب: 5] ، فسمى زيد بن حارثة ، وزوجه
الرسول مولاته أم أيمن ، فأنجبت له أسامة بن زيد ، ثم زوجه ( ابنة عمته زينب بنت جحش ، ولكن لم تطب الحياة بينهما ،
فذهب زيد إلى الرسول
( يشكوها ، فأخبره النبي أن يمسك عليه زوجه، ويصبر عليها .
ولكن الله سبحانه أمر رسوله أن يطلق زينب من زيد ، ويتزوجها هو ، وذلك لإبطال عادة التبني التي كانت منتشرة في
الجاهلية ، وكان الابن بالتبني يعامل معاملة الابن الصلب ، قال تعالى : { إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك
عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله ما مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرًا
زوجناكها لكي لا يكون علي المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا ما قضوا منهن وطرًا وكان أمر الله مفعولاً } [الأحزاب:
73].
ويكفي زيد فخرًا أن شرفه الله تعالى بذكر اسمه في القرآن الكريم ، وقد زوجه الرسول من أم كلثوم بنت عقبة ، وكان زيد
فدائيًّا شجاعًا ، ومن أحسن الرماة ، واشترك في غزوة بدر ، وبايع النبي على الموت في أحد ، وحضر الخندق ، وصلح
الحديبية ، وفتح خيبر ، وغزوة حنين ، وجعله النبي أميرًا على سبع سرايا ، منها : الجموع والطرف والعيص وحِسْمى ،
وغيرها ، وقد قالت السيدة عائشة - رضي الله عنه - : ما بعثه رسول الله في جيش قط ، إلا أمره عليهم .[النسائي وأحمد].
وعندما أخذ الروم يغيرون على حدود الدولة الإسلامية ، واتخذوا من الشام نقطة انطلاق لهم ؛ سيَّر الرسول جيشًا إلى أرض
البلقاء بالشام ، ووقف ( يُوَدِّعُ جيشه بعد أن أمر عليهم زيد بن حارثة ، قائلاً : ( إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على
الناس ، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة ) [ابن اسحاق].
وسار الجيش حتى نزل بجوار بلدة تسمى مؤتة ، وتقابل جيش المسلمين مع جيش الروم الذي كان عدده يزيد على مائتي ألف
مقاتل ، ودارت الحرب ، واندفع زيد في صفوف الأعداء ، لا يبالي بعددهم ولا بعدتهم ، ضاربًا بسيفه يمينًا ويسارًا ، حاملا
الراية بيده الأخرى ، فلما رأى الأعداء شجاعته طعنوه من الخلف ، فظل زيد حاملاً الراية حتى استشهد ، فدعا له الرسول
وقال : ( استغفروا لأخيكم ، قد دخل الجنة وهو يسعى ) [ابن سعد ]
رد: صحابه الرسول
أول سفير في الإسلام
مصعب بن عمير
إنه الصحابي الكريم مصعب بن عمير - رضي الله عنه - أو مصعب الخير ، كان في صغره وقبل إسلامه شابًا جميلا مدللاً
منعمًا ، يلبس من الثياب أغلاها ، يعرفه أهل مكة بعطره الذي يفوح منه دائمًا ، وأبوه وأمه من أغنى أغنياء مكة ، وكانا
يحبانه حبًّا شديدًا ، فرغباته كلها منفذة ، وطلباته كلها مجابة .
سمع مصعب ما سمعه أهل مكة من دعوة محمد - صل الله عليه وسلم - التي ينادى فيها بعبادة الله وحده ، وترك عبادة
الأصنام التي لا تنفع ولا تضر ، والمساواة بين الناس والتحلي بمكارم الأخلاق ، فتحركت نفسه ، وتاقت جوارحه أن يتعرف
على هذا الدين الجديد ، ولم يمض غير قليل حتى أسرع للقاء النبي في دار الأرقم بن أبي الأرقم ، وأعلن إسلامه .
وكانت أمه خناس بنت مالك تتمتع بقوة شخصيتها ، وكان مصعب يهابها ، ولم يكن حين أسلم يخشى شيئًا قدر خشيته من أن
يتسرب خبر إسلامه إلى أمه ، فقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً ، وأخذ يتردد على النبي في دار الأرقم ،
يصلي معه ويستمع إلى آيات الله .
وذات يوم رآه عثمان بن طلحة وهو يصلي مع الرسول ، فذهب إلى أمه وأخبرها بما رأى ، فطار صوابها ، وغضبت عليه
هي وقومها غضبًا شديدًا ، لكن الفتى المؤمن وقف أمامهم يتلو عليهم القرآن في يقين وثبات ، لعل الله يشرح به قلوبهم ، ولم
يشأ الله هدايتهم بعد ، فقرروا حبسه ، وعذبوه ، فصبر واحتسب ذلك كله في سبيل الله .
ومنعت أمه عنه الطعام ذات يوم ، ورفضت أن يأكل طعامها من هجر آلهتها ولو كان ابنها ، وأخرجته من دارها ، وهي تقول
له : اذهب لشأنك لم أعد لك أمًّا ، ورغم كل هذا يقترب مصعب من أمه ويقول لها : يا أمه أني لك ناصح ، وعليك شفوق ،
فاشهدي أنه لا إله إلا الله ، وأن محمدًا عبده ورسوله . فتجيبه غاضبة : قسمًا بالآلهة ، لا أدخل في دينك ، فيزري برأيي
ويضعف عقلي .
وعندما سمع مصعب بخروج بعض المؤمنين مهاجرين إلى الحبشة هاجر معهم ، ثم عاد إلى مكة مع الذين عادوا إليها ، فرآه
قومه بعد رجوعه فرقت قلوبهم ، وكفوا عن تعذيبه ، وبعد بيعتي العقبة الأولى والثانية جاء إلى النبي من آمن من الأنصار ،
وطلبوا منه أن يرسل معهم من يقرئهم القرآن ويعلمهم أمور دينهم ، فاختار الرسول مصعبًا ليكون أول سفير له خارج مكة ،
وأول مهاجر إلى المدينة المنورة .
فترك مصعب مكة للمرة الثانية طاعة لله ولرسوله ، وحمل أمانة الدعوة إلى الله مستعينًا بما أنعم الله عليه من عقل راجح ،
وخلق كريم ، وأعجب أهل المدينة بزهده وإخلاصه فدخلوا في دين الله ، وكان مصعب يدعو الناس إلى الله تعالى بالحكمة
والموعظة الحسنة ، فأسلم على يديه سادة أهل المدينة ، مثل : أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ.
وتمضي الأيام والأعوام ، ويهاجر الرسول وأصحابه إلى المدينة ، وتغضب قريش ، وتعد العدة لقتال المسلمين ، ويلتقي
جيش المسلمين والكفار في غزوة بدر ، وينتصر المسلمون ، وتجيء غزوة أحد ، ويختار الرسول مصعبًا ليحمل اللواء .
ونشبت معركة رهيبة واحتدم القتال ، وكان النصر أول الأمر للمسلمين ، ولكن سرعان ما تحول النصر إلى هزيمة لما خالف
الرماة أمر رسول الله ، ونزلوا من فوق الجبل يجمعون الغنائم ، وأخذ المشركون يقتلون المسلمين ، وبدأت صفوف المسلمين
تتمزق .
وركز أعداء الإسلام على الرسول وأخذوا يتعقبونه ، فأدرك مصعب هذا الخطر ، وصاح مكبرًا ، ومضى يجول ويصول ،
وهمه أن يلفت أنظار الأعداء إليه ؛ ليشغلهم عن رسول الله ، وتجمع حوله الأعداء ، فضرب أحدهم يده اليمنى فقطعها ، فحمل
مصعب اللواء بيده اليسرى ، فضرب يده اليسرى فقطعها ، فضم مصعب اللواء إلى صدره بعضديه ، وهو يقول : وما محمد
إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل ، فضربه أعداء الله ضربة ثالثة فقتلوه ، واستشهد مصعب .
وبعد انتهاء المعركة جاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ، ويودِّعون شهداءها ، وعند جثمان مصعب سالت الدموع
وفيرة غزيرة ، ولم يجدوا شيئًا يكفنونه فيه إلا ثوبه القصير ، إذا غطوا به رأسه انكشفت رجلاه ، وإذا وضعوه على رجليه
ظهرت رأسه ، فقال النبي : ( غطوا رأسه ، واجعلوا على رجليه من الإذخر ( نبات له رائحة طيبة ) ) [البخاري].
ومضى مصعب إلى رحاب الله سبحانه ، وصدق فيه قول الله تعالى : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم
من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } [الأحزاب: 32] ، وقال الرسول وهو ينظر إلى شهداء أحد : ( أشهد
أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة ، فوالذي نفسي بيده لا يسلِّم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه ) [الحاكم والبيهقي
مصعب بن عمير
إنه الصحابي الكريم مصعب بن عمير - رضي الله عنه - أو مصعب الخير ، كان في صغره وقبل إسلامه شابًا جميلا مدللاً
منعمًا ، يلبس من الثياب أغلاها ، يعرفه أهل مكة بعطره الذي يفوح منه دائمًا ، وأبوه وأمه من أغنى أغنياء مكة ، وكانا
يحبانه حبًّا شديدًا ، فرغباته كلها منفذة ، وطلباته كلها مجابة .
سمع مصعب ما سمعه أهل مكة من دعوة محمد - صل الله عليه وسلم - التي ينادى فيها بعبادة الله وحده ، وترك عبادة
الأصنام التي لا تنفع ولا تضر ، والمساواة بين الناس والتحلي بمكارم الأخلاق ، فتحركت نفسه ، وتاقت جوارحه أن يتعرف
على هذا الدين الجديد ، ولم يمض غير قليل حتى أسرع للقاء النبي في دار الأرقم بن أبي الأرقم ، وأعلن إسلامه .
وكانت أمه خناس بنت مالك تتمتع بقوة شخصيتها ، وكان مصعب يهابها ، ولم يكن حين أسلم يخشى شيئًا قدر خشيته من أن
يتسرب خبر إسلامه إلى أمه ، فقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً ، وأخذ يتردد على النبي في دار الأرقم ،
يصلي معه ويستمع إلى آيات الله .
وذات يوم رآه عثمان بن طلحة وهو يصلي مع الرسول ، فذهب إلى أمه وأخبرها بما رأى ، فطار صوابها ، وغضبت عليه
هي وقومها غضبًا شديدًا ، لكن الفتى المؤمن وقف أمامهم يتلو عليهم القرآن في يقين وثبات ، لعل الله يشرح به قلوبهم ، ولم
يشأ الله هدايتهم بعد ، فقرروا حبسه ، وعذبوه ، فصبر واحتسب ذلك كله في سبيل الله .
ومنعت أمه عنه الطعام ذات يوم ، ورفضت أن يأكل طعامها من هجر آلهتها ولو كان ابنها ، وأخرجته من دارها ، وهي تقول
له : اذهب لشأنك لم أعد لك أمًّا ، ورغم كل هذا يقترب مصعب من أمه ويقول لها : يا أمه أني لك ناصح ، وعليك شفوق ،
فاشهدي أنه لا إله إلا الله ، وأن محمدًا عبده ورسوله . فتجيبه غاضبة : قسمًا بالآلهة ، لا أدخل في دينك ، فيزري برأيي
ويضعف عقلي .
وعندما سمع مصعب بخروج بعض المؤمنين مهاجرين إلى الحبشة هاجر معهم ، ثم عاد إلى مكة مع الذين عادوا إليها ، فرآه
قومه بعد رجوعه فرقت قلوبهم ، وكفوا عن تعذيبه ، وبعد بيعتي العقبة الأولى والثانية جاء إلى النبي من آمن من الأنصار ،
وطلبوا منه أن يرسل معهم من يقرئهم القرآن ويعلمهم أمور دينهم ، فاختار الرسول مصعبًا ليكون أول سفير له خارج مكة ،
وأول مهاجر إلى المدينة المنورة .
فترك مصعب مكة للمرة الثانية طاعة لله ولرسوله ، وحمل أمانة الدعوة إلى الله مستعينًا بما أنعم الله عليه من عقل راجح ،
وخلق كريم ، وأعجب أهل المدينة بزهده وإخلاصه فدخلوا في دين الله ، وكان مصعب يدعو الناس إلى الله تعالى بالحكمة
والموعظة الحسنة ، فأسلم على يديه سادة أهل المدينة ، مثل : أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ.
وتمضي الأيام والأعوام ، ويهاجر الرسول وأصحابه إلى المدينة ، وتغضب قريش ، وتعد العدة لقتال المسلمين ، ويلتقي
جيش المسلمين والكفار في غزوة بدر ، وينتصر المسلمون ، وتجيء غزوة أحد ، ويختار الرسول مصعبًا ليحمل اللواء .
ونشبت معركة رهيبة واحتدم القتال ، وكان النصر أول الأمر للمسلمين ، ولكن سرعان ما تحول النصر إلى هزيمة لما خالف
الرماة أمر رسول الله ، ونزلوا من فوق الجبل يجمعون الغنائم ، وأخذ المشركون يقتلون المسلمين ، وبدأت صفوف المسلمين
تتمزق .
وركز أعداء الإسلام على الرسول وأخذوا يتعقبونه ، فأدرك مصعب هذا الخطر ، وصاح مكبرًا ، ومضى يجول ويصول ،
وهمه أن يلفت أنظار الأعداء إليه ؛ ليشغلهم عن رسول الله ، وتجمع حوله الأعداء ، فضرب أحدهم يده اليمنى فقطعها ، فحمل
مصعب اللواء بيده اليسرى ، فضرب يده اليسرى فقطعها ، فضم مصعب اللواء إلى صدره بعضديه ، وهو يقول : وما محمد
إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل ، فضربه أعداء الله ضربة ثالثة فقتلوه ، واستشهد مصعب .
وبعد انتهاء المعركة جاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ، ويودِّعون شهداءها ، وعند جثمان مصعب سالت الدموع
وفيرة غزيرة ، ولم يجدوا شيئًا يكفنونه فيه إلا ثوبه القصير ، إذا غطوا به رأسه انكشفت رجلاه ، وإذا وضعوه على رجليه
ظهرت رأسه ، فقال النبي : ( غطوا رأسه ، واجعلوا على رجليه من الإذخر ( نبات له رائحة طيبة ) ) [البخاري].
ومضى مصعب إلى رحاب الله سبحانه ، وصدق فيه قول الله تعالى : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم
من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } [الأحزاب: 32] ، وقال الرسول وهو ينظر إلى شهداء أحد : ( أشهد
أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة ، فوالذي نفسي بيده لا يسلِّم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه ) [الحاكم والبيهقي
رد: صحابه الرسول
مؤذن الرسول
بلال بن رباح
إنه بلال بن رباح الحبشي - رضي الله عنه - ، وكان بلال قد بدأ يسمع عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي جاء
بدين جديد ، يدعو إلى عبادة الله وحده ، وترك عبادة الأصنام ، ويحث على المساواة بين البشر ، ويأمر بمكارم الأخلاق ، وبدأ
يصغي إلى أحاديث زعماء قريش وهم يتحدثون عن محمد . سمعهم وهم يتحدثون عن أمانته ، ووفائه ، وعن رجولته ،
ورجاحة عقله ، سمعهم وهم يقولون : ما كان محمد يومًا كاذبًا ، ولا ساحرًا ، ولا مجنونًا ، وأخيرًا سمعهم وهم يتحدثون عن
أسباب عداوتهم لمحمد .
فذهب بلال إلى رسول الله ليسلم لله رب العالمين ، وينتشر خبر إسلام بلال في أنحاء مكة ، ويعلم سيده أمية بن خلف فيغضب
غضبًا شديدًا ، وأخذ يعذب بلالا بنفسه ؛ لقد كانوا يخرجون به إلى الصحراء في وقت الظهيرة ، ذلك الوقت التي تصير فيه
الصحراء كأنها قطعة من نار ، ثم يطرحونه عاريًا على الرمال الملتهبة ، ويأتون بالحجارة الكبيرة ، ويضعونها فوق جسده ،
ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم ، ويظل بلال صابرًا مصممًا على التمسك بدينه ، فيقول له أمية بن خلف : لا تزال هكذا
حتى تموت أو تكفر بمحمد ، وتعبد اللات والعزى ، فيقول بلال : أحد .. أحد !!
لقد هانت على بلال نفسه بعدما ذاق طعم الإيمان ، فلم يعد يهتم بما يحدث له في سبيل الله ، ثم أمر زعماء قريش صبيانهم أن
يطوفوا به في شعاب مكة وشوارعها ليكون عبرة لمن تحدثه نفسه أن يتبع محمدًا ، وبلال لا ينطق إلا كلمة واحدة ، هي :
أحد .. أحد ، فيغتاظ أمية ويتفجر غمًّا وحزنًا ، ويزداد عذابه لبلال .
وذات يوم ، كان أمية بن خلف يضرب بلالاً بالسوط ، فمرَّ عليه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ، فقال له : يا أمية ألا
تتقي الله في هذا المسكين ؟ إلى متى ستظل تعذبه هكذا ؟ فقال أمية لأبي بكر : أنت أفسدته فأنقذه مما ترى ، وواصل أمية
ضربه لبلال ، وقد يئس منه ، فطلب أبو بكر شراءه ، وأعطى أمية ثلاث أواق من الذهب نظير أن يترك بلالا ، فقال أمية
لأبي بكر الصديق : فواللات والعزى ، لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها ، فقال أبو بكر : والله لو أبيت أنت إلا
مائة أوقية لدفعتها ، وانطلق أبو بكر ببلال إلى رسول الله يبشره بتحريره .
وبعد هجرة النبي والمسلمين إلى المدينة واستقرارهم بها ، وقع اختيار الرسول على بلال ليكون أول مؤذن للإسلام ، ولم
يقتصر دور بلال على الأذان فحسب ، بل كان يشارك النبي في كل الغزوات ، ففي غزوة بدر أول لقاء بين المسلمين وقريش
دفعت قريش بفلذات أكبادها ، ودارت حرب عنيفة قاسية انتصر فيها المسلمون انتصارًا عظيمًا .
وفي أثناء المعركة لمح بلال أمية بن خلف ، فيصيح قائلاً : رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوتُ إن نجا ، وكانت نهاية هذا
الكافر على يد بلال ، تلك اليد التي كثيرًا ما طوقها أمية بالسلاسل من قبل ، وأوجع صاحبها ضربًا بالسوط .
وعاش بلال مع رسول الله يؤذن للصلاة ، ويحيي شعائر هذا الدين العظيم الذي أخرجه من الظلمات إلى النور ، ومن رقِّ
العبودية إلى الحرية ، وكل يوم يزداد بلال قربًا من قلب رسول الله الذي كان يصفه بأنه رجل من أهل الجنة ، ومع كل هذا ،
ظل بلال كما هو كريمًا متواضعًا لا يرى لنفسه ميزة على أصحابه .
وذات يوم ذهب بلال يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين ، فقال لأبيهما : أنا بلال ، وهذا أخي ، عبدان من الحبشة ، كنا ضالين
فهدانا الله ، وكنا عبدين فأعتقنا الله ، إن تزوجونا فالحمد لله ، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله. فزوجوهما ، وكان بلال -
رضي الله عنه - عابدًا لله ، ورعًا ، كثير الصلاة ، قال له النبي ذات يوم بعد صلاة الصبح : ( حدِّثني بأرجى عمل عملته
في الإسلام ، فأني قد سمعت الليلة خشفة نعليك ( صوت نعليك ) بين يدي في الجنة ) ، فقال بلال : ما عملت عملا أرجى
من أني لم أتطهر طهورًا تامًا في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي . [ البخاري ] .
وحزن بلال حزنًا شديدًا لوفاة النبي ، ولم يستطع أن يعيش في المدينة بعدها ، فاستأذن من الخليفة أبي بكر في الخروج إلى
الشام ليجاهد في سبيل الله ، وذكر له حديث رسول الله : ( أفضل عمل المؤمنين جهاد في سبيل الله ) [ الطبراني ] .
وذهب بلال إلى الشام ، وظل يجاهد بها حتى توفي - رضي الله عنه - .
بلال بن رباح
إنه بلال بن رباح الحبشي - رضي الله عنه - ، وكان بلال قد بدأ يسمع عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي جاء
بدين جديد ، يدعو إلى عبادة الله وحده ، وترك عبادة الأصنام ، ويحث على المساواة بين البشر ، ويأمر بمكارم الأخلاق ، وبدأ
يصغي إلى أحاديث زعماء قريش وهم يتحدثون عن محمد . سمعهم وهم يتحدثون عن أمانته ، ووفائه ، وعن رجولته ،
ورجاحة عقله ، سمعهم وهم يقولون : ما كان محمد يومًا كاذبًا ، ولا ساحرًا ، ولا مجنونًا ، وأخيرًا سمعهم وهم يتحدثون عن
أسباب عداوتهم لمحمد .
فذهب بلال إلى رسول الله ليسلم لله رب العالمين ، وينتشر خبر إسلام بلال في أنحاء مكة ، ويعلم سيده أمية بن خلف فيغضب
غضبًا شديدًا ، وأخذ يعذب بلالا بنفسه ؛ لقد كانوا يخرجون به إلى الصحراء في وقت الظهيرة ، ذلك الوقت التي تصير فيه
الصحراء كأنها قطعة من نار ، ثم يطرحونه عاريًا على الرمال الملتهبة ، ويأتون بالحجارة الكبيرة ، ويضعونها فوق جسده ،
ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم ، ويظل بلال صابرًا مصممًا على التمسك بدينه ، فيقول له أمية بن خلف : لا تزال هكذا
حتى تموت أو تكفر بمحمد ، وتعبد اللات والعزى ، فيقول بلال : أحد .. أحد !!
لقد هانت على بلال نفسه بعدما ذاق طعم الإيمان ، فلم يعد يهتم بما يحدث له في سبيل الله ، ثم أمر زعماء قريش صبيانهم أن
يطوفوا به في شعاب مكة وشوارعها ليكون عبرة لمن تحدثه نفسه أن يتبع محمدًا ، وبلال لا ينطق إلا كلمة واحدة ، هي :
أحد .. أحد ، فيغتاظ أمية ويتفجر غمًّا وحزنًا ، ويزداد عذابه لبلال .
وذات يوم ، كان أمية بن خلف يضرب بلالاً بالسوط ، فمرَّ عليه أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ، فقال له : يا أمية ألا
تتقي الله في هذا المسكين ؟ إلى متى ستظل تعذبه هكذا ؟ فقال أمية لأبي بكر : أنت أفسدته فأنقذه مما ترى ، وواصل أمية
ضربه لبلال ، وقد يئس منه ، فطلب أبو بكر شراءه ، وأعطى أمية ثلاث أواق من الذهب نظير أن يترك بلالا ، فقال أمية
لأبي بكر الصديق : فواللات والعزى ، لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها ، فقال أبو بكر : والله لو أبيت أنت إلا
مائة أوقية لدفعتها ، وانطلق أبو بكر ببلال إلى رسول الله يبشره بتحريره .
وبعد هجرة النبي والمسلمين إلى المدينة واستقرارهم بها ، وقع اختيار الرسول على بلال ليكون أول مؤذن للإسلام ، ولم
يقتصر دور بلال على الأذان فحسب ، بل كان يشارك النبي في كل الغزوات ، ففي غزوة بدر أول لقاء بين المسلمين وقريش
دفعت قريش بفلذات أكبادها ، ودارت حرب عنيفة قاسية انتصر فيها المسلمون انتصارًا عظيمًا .
وفي أثناء المعركة لمح بلال أمية بن خلف ، فيصيح قائلاً : رأس الكفر أمية بن خلف ، لا نجوتُ إن نجا ، وكانت نهاية هذا
الكافر على يد بلال ، تلك اليد التي كثيرًا ما طوقها أمية بالسلاسل من قبل ، وأوجع صاحبها ضربًا بالسوط .
وعاش بلال مع رسول الله يؤذن للصلاة ، ويحيي شعائر هذا الدين العظيم الذي أخرجه من الظلمات إلى النور ، ومن رقِّ
العبودية إلى الحرية ، وكل يوم يزداد بلال قربًا من قلب رسول الله الذي كان يصفه بأنه رجل من أهل الجنة ، ومع كل هذا ،
ظل بلال كما هو كريمًا متواضعًا لا يرى لنفسه ميزة على أصحابه .
وذات يوم ذهب بلال يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين ، فقال لأبيهما : أنا بلال ، وهذا أخي ، عبدان من الحبشة ، كنا ضالين
فهدانا الله ، وكنا عبدين فأعتقنا الله ، إن تزوجونا فالحمد لله ، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله. فزوجوهما ، وكان بلال -
رضي الله عنه - عابدًا لله ، ورعًا ، كثير الصلاة ، قال له النبي ذات يوم بعد صلاة الصبح : ( حدِّثني بأرجى عمل عملته
في الإسلام ، فأني قد سمعت الليلة خشفة نعليك ( صوت نعليك ) بين يدي في الجنة ) ، فقال بلال : ما عملت عملا أرجى
من أني لم أتطهر طهورًا تامًا في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي . [ البخاري ] .
وحزن بلال حزنًا شديدًا لوفاة النبي ، ولم يستطع أن يعيش في المدينة بعدها ، فاستأذن من الخليفة أبي بكر في الخروج إلى
الشام ليجاهد في سبيل الله ، وذكر له حديث رسول الله : ( أفضل عمل المؤمنين جهاد في سبيل الله ) [ الطبراني ] .
وذهب بلال إلى الشام ، وظل يجاهد بها حتى توفي - رضي الله عنه - .
رد: صحابه الرسول
الطيب المطيب
عمار بن ياسر
إنه عمَّار بن ياسر - رضي الله عنه - ، كان هو وأبوه ياسر وأمه سمية بنت خياط من أوائل الذين دخلوا في الإسلام ، وكان
أبوه قد قدم من اليمن ، واستقر بمكة ، ولما علم المشركون بإسلام هذه الأسرة أخذوهم وعذبوهم عذابًا شديدًا ، فمر عليهم
الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال لهم : ( صبرًا آل ياسر ، فإن موعدكم الجنة ) [ الطبراني والحاكم ] .
وطعن أبو جهل السيدة سمية فماتت ، لتكون أول شهيدة في الإسلام ، ثم يلحق بها زوجها ياسر ، وبقى عمار يعاني العذاب
الشديد ، فكانوا يضعون رأسه في الماء، ويضربونه بالسياط، ويحرقونه بالنار ، فمرَّ عليه الرسول ، ووضع يده الشريفة على
رأسه وقال : ( يا نار كوني بردًا وسلامًا على عمار كما كنت بردًا وسلامًا على إبراهيم ) [ ابن سعد ] .
وذات يوم ، لقى عمار النبي وهو يبكي ، فجعل ( يمسح عن عينيه ويقول له : ( أخذك الكفار فغطوك في النار ) [ ابن
سعد ] ، واستمر المشركون في تعذيب عمار ، ولم يتركوه حتى ذكر آلهتهم وأصنامهم بخير ، وعندها تركوه ، فذهب مسرعًا
إلى النبي ، فقال له النبي : ما وراءك ؟ قال : شرٌّ يا رسول الله، والله ما تركت حتى نلت منك ( أي ذكرتك بسوء ) وذكرت
آلهتهم بخير ، فقال له النبي : ( فكيف تجدك ؟ ) ، قال : مطمئن بالإيمان ، قال : ( فإن عادوا فعد ) [ ابن سعد والحاكم ]
ونزل فيه قول الله تعالى : { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } [النحل: 106].
وهاجر عمار إلى الحبشة ، ثم هاجر إلى المدينة ، وشارك مع النبي في جميع الغزوات، حتى إنه قال ذات يوم : قاتلت مع
رسول الله الجن والإنس فسأله الصحابة : وكيف ؟ فقال : كنا مع النبي ، فنزلنا منزلا ً، فأخذت قربتي ودلوي لأستقي ، فقال
: ( أما إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك منه )، فلما كنت على رأس البئر إذا برجل أسود ، فقال : والله لا تستقي اليوم منها
، فأخذني وأخذته ( تشاجرنا ) فصرعته ثم أخذت حجرًا ، فكسرت وجهه وأنفه ، ثم ملأت قربتي وأتيت رسول الله ، فقال :
( هل أتاك على الماء أحد ؟ ) قلت : نعم، فقصصت عليه القصة فقال : ( أتدرى من هو ؟ ) ، قلت : لا ، قال : ( ذاك
الشيطان ) .[ابن سعد] .
وذات يوم استأذن عمار - رضي الله عنه - الرسول ليدخل فقال : ( من هذا ؟ ) قال : عمار ، فقال : ( مرحبًا بالطيب
المطيب) [الترمذي والحاكم].
وذات يوم حدث بين عمار وخالد بن الوليد كلام ، فأغلظ خالد لعمار ، فشكاه إلى النبي ، فقال : ( من عادى عمارًا عاداه الله
، ومن أبغض عمارًا أبغضه الله ) [النسائي وأحمد] ، فخرج خالد من عند الرسول وما من شيء أحب إليه من رضا عمار ،
وكلمه حتى رضي عنه .
وقال النبي : ( إن عمارًا مُلئ إيمانًا إلى مشاشه ( أي إلى آخر جزء فيه ) ) [النسائي والحاكم].
وأمر النبي المسلمين أن يتبعوا عمارًا ويقتدوا به ، فقال : ( اقتدوا باللذين من بعدى أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار ،
وتمسكوا بعهد ابن أم عبد ( عبد الله ابن مسعود ) ) [أحمد].
وجاء رجل إلى ابن مسعود فقال : إن الله قد أمننا من أن يظلمنا ، ولم يؤمنا من أن يفتنا ، أرأيت إن أدركت الفتنة ؟ قال :
عليك بكتاب الله ، قال : أرأيت إن كان كلهم يدعو إلى كتاب الله ؟ قال : سمعت رسول الله يقول : ( إذا اختلف الناس كان
ابن سمية ( عمار ) مع الحق ) [الحاكم].
وبعد وفاة النبي ، اشترك عمار مع الصديق أبي بكر - رضي الله عنه - في محاربة المرتدين ، وأظهر شجاعة فائقة في
معركة اليمامة حتى قال ابن عمر - رضي الله عنه - في شجاعته : رأيت عمار بن ياسر - رضي الله عنه - يوم اليمامة
على صخرة وقد أشرف يصيح : يا معشر المسلمين ، أمن الجنة تفرون ؟! أنا عمار بن ياسر ، أمن الجنة تفرون ؟! أنا عمار
بن ياسر ، هلمَّ إليَّ ، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب ( تتحرك ) وهو يقاتل أشد القتال .
وبعد أن تولى عمر بن الخطاب الخلافة ، ولى عمارًا على الكوفة ومعه عبد الله بن مسعود وبعث بكتاب إلى أهلها يقول لهم
فيه : أما بعد ، فأني بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرًا وابن مسعود معلمًا ووزيرًا ، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد ، من
أهل بدر ، فاسمعوا لهما وأطيعوا ، واقتدوا بهما .
وكان عمار متواضعًا زاهدًا سمحًا كريمًا فقد سبَّه رجل وعيَّره ذات مرة بأذنه التي قطعت في سبيل الله ، وقال له : أيها
الأجدع ، فقال لها عمار : خير أذني سببت ، فإنها أصيبت مع رسول الله . وكان يقول : ثلاثة من كن فيه فقد استكمل
الإيمان : الإنفاق في الإقتار ، والإنصاف من النفس ، وبذل السلام للعالم .
وفي يوم صفين كان عمار في جيش علي ، وقبل بداية المعركة شعر عمار بالعطش ، فإذا بامرأة تأتيه وفي يدها إناء فيه لبن
فشرب منه ، وتذكر قول الرسول له : ( آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن ) [أحمد] ، ثم قال في جموع المقاتلين :
الجنة تحت ظلال السيوف ، والموت في أطراف الأسنة ، وقد فتحت أبواب الجنة ، وتزينت الحور العين ، اليوم ألقى الأحبة
محمدًا وحزبه ( أصحابه ) ثم تقدم للقتال فاستشهد سنة ( 37هـ ) ، وكان عمره آنذاك (93) سنة ، ودفنه الإمام عليُّ ،
وصلى عليه .
عمار بن ياسر
إنه عمَّار بن ياسر - رضي الله عنه - ، كان هو وأبوه ياسر وأمه سمية بنت خياط من أوائل الذين دخلوا في الإسلام ، وكان
أبوه قد قدم من اليمن ، واستقر بمكة ، ولما علم المشركون بإسلام هذه الأسرة أخذوهم وعذبوهم عذابًا شديدًا ، فمر عليهم
الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال لهم : ( صبرًا آل ياسر ، فإن موعدكم الجنة ) [ الطبراني والحاكم ] .
وطعن أبو جهل السيدة سمية فماتت ، لتكون أول شهيدة في الإسلام ، ثم يلحق بها زوجها ياسر ، وبقى عمار يعاني العذاب
الشديد ، فكانوا يضعون رأسه في الماء، ويضربونه بالسياط، ويحرقونه بالنار ، فمرَّ عليه الرسول ، ووضع يده الشريفة على
رأسه وقال : ( يا نار كوني بردًا وسلامًا على عمار كما كنت بردًا وسلامًا على إبراهيم ) [ ابن سعد ] .
وذات يوم ، لقى عمار النبي وهو يبكي ، فجعل ( يمسح عن عينيه ويقول له : ( أخذك الكفار فغطوك في النار ) [ ابن
سعد ] ، واستمر المشركون في تعذيب عمار ، ولم يتركوه حتى ذكر آلهتهم وأصنامهم بخير ، وعندها تركوه ، فذهب مسرعًا
إلى النبي ، فقال له النبي : ما وراءك ؟ قال : شرٌّ يا رسول الله، والله ما تركت حتى نلت منك ( أي ذكرتك بسوء ) وذكرت
آلهتهم بخير ، فقال له النبي : ( فكيف تجدك ؟ ) ، قال : مطمئن بالإيمان ، قال : ( فإن عادوا فعد ) [ ابن سعد والحاكم ]
ونزل فيه قول الله تعالى : { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } [النحل: 106].
وهاجر عمار إلى الحبشة ، ثم هاجر إلى المدينة ، وشارك مع النبي في جميع الغزوات، حتى إنه قال ذات يوم : قاتلت مع
رسول الله الجن والإنس فسأله الصحابة : وكيف ؟ فقال : كنا مع النبي ، فنزلنا منزلا ً، فأخذت قربتي ودلوي لأستقي ، فقال
: ( أما إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك منه )، فلما كنت على رأس البئر إذا برجل أسود ، فقال : والله لا تستقي اليوم منها
، فأخذني وأخذته ( تشاجرنا ) فصرعته ثم أخذت حجرًا ، فكسرت وجهه وأنفه ، ثم ملأت قربتي وأتيت رسول الله ، فقال :
( هل أتاك على الماء أحد ؟ ) قلت : نعم، فقصصت عليه القصة فقال : ( أتدرى من هو ؟ ) ، قلت : لا ، قال : ( ذاك
الشيطان ) .[ابن سعد] .
وذات يوم استأذن عمار - رضي الله عنه - الرسول ليدخل فقال : ( من هذا ؟ ) قال : عمار ، فقال : ( مرحبًا بالطيب
المطيب) [الترمذي والحاكم].
وذات يوم حدث بين عمار وخالد بن الوليد كلام ، فأغلظ خالد لعمار ، فشكاه إلى النبي ، فقال : ( من عادى عمارًا عاداه الله
، ومن أبغض عمارًا أبغضه الله ) [النسائي وأحمد] ، فخرج خالد من عند الرسول وما من شيء أحب إليه من رضا عمار ،
وكلمه حتى رضي عنه .
وقال النبي : ( إن عمارًا مُلئ إيمانًا إلى مشاشه ( أي إلى آخر جزء فيه ) ) [النسائي والحاكم].
وأمر النبي المسلمين أن يتبعوا عمارًا ويقتدوا به ، فقال : ( اقتدوا باللذين من بعدى أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار ،
وتمسكوا بعهد ابن أم عبد ( عبد الله ابن مسعود ) ) [أحمد].
وجاء رجل إلى ابن مسعود فقال : إن الله قد أمننا من أن يظلمنا ، ولم يؤمنا من أن يفتنا ، أرأيت إن أدركت الفتنة ؟ قال :
عليك بكتاب الله ، قال : أرأيت إن كان كلهم يدعو إلى كتاب الله ؟ قال : سمعت رسول الله يقول : ( إذا اختلف الناس كان
ابن سمية ( عمار ) مع الحق ) [الحاكم].
وبعد وفاة النبي ، اشترك عمار مع الصديق أبي بكر - رضي الله عنه - في محاربة المرتدين ، وأظهر شجاعة فائقة في
معركة اليمامة حتى قال ابن عمر - رضي الله عنه - في شجاعته : رأيت عمار بن ياسر - رضي الله عنه - يوم اليمامة
على صخرة وقد أشرف يصيح : يا معشر المسلمين ، أمن الجنة تفرون ؟! أنا عمار بن ياسر ، أمن الجنة تفرون ؟! أنا عمار
بن ياسر ، هلمَّ إليَّ ، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب ( تتحرك ) وهو يقاتل أشد القتال .
وبعد أن تولى عمر بن الخطاب الخلافة ، ولى عمارًا على الكوفة ومعه عبد الله بن مسعود وبعث بكتاب إلى أهلها يقول لهم
فيه : أما بعد ، فأني بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرًا وابن مسعود معلمًا ووزيرًا ، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد ، من
أهل بدر ، فاسمعوا لهما وأطيعوا ، واقتدوا بهما .
وكان عمار متواضعًا زاهدًا سمحًا كريمًا فقد سبَّه رجل وعيَّره ذات مرة بأذنه التي قطعت في سبيل الله ، وقال له : أيها
الأجدع ، فقال لها عمار : خير أذني سببت ، فإنها أصيبت مع رسول الله . وكان يقول : ثلاثة من كن فيه فقد استكمل
الإيمان : الإنفاق في الإقتار ، والإنصاف من النفس ، وبذل السلام للعالم .
وفي يوم صفين كان عمار في جيش علي ، وقبل بداية المعركة شعر عمار بالعطش ، فإذا بامرأة تأتيه وفي يدها إناء فيه لبن
فشرب منه ، وتذكر قول الرسول له : ( آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن ) [أحمد] ، ثم قال في جموع المقاتلين :
الجنة تحت ظلال السيوف ، والموت في أطراف الأسنة ، وقد فتحت أبواب الجنة ، وتزينت الحور العين ، اليوم ألقى الأحبة
محمدًا وحزبه ( أصحابه ) ثم تقدم للقتال فاستشهد سنة ( 37هـ ) ، وكان عمره آنذاك (93) سنة ، ودفنه الإمام عليُّ ،
وصلى عليه .
رد: صحابه الرسول
سيد الشهداء
حمزة بن عبد المطلب
إنه حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأخوه في الرضاعة ، وكان قد ولد قبل
النبي بسنتين ، وأرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب ، وكان يكنى بأبي عمارة وكان حمزة صديقًا لابن أخيه محمد- صلى الله
عليه وسلم - قبل البعثة ، حيث عاشا سويًّا ، وتربيا معًا .
أسلم في السنة الثانية بعد البعثة النبوية ، وقيل : في السنة السادسة بعد دخول الرسول دار الأرقم ؛ حيث كان حمزة - رضي
الله عنه - في رحلة صيد ، ومرَّ أبو جهل على رسول الله عند الصفا فآذاه وسبه وشتمه ، ورسول الله ساكت لا يتكلم ولا يرد
عليه ، وكانت خادمة لعبد الله بن جدعان تسمع ما يقول أبو جهل .
فانتظرت حتى عاد حمزة من رحلته ، وكان يمسك قوسه في يده ، فقالت له الخادمة : يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقى ابن
أخيك محمد من أبي الحكم بن هشام ( أبي جهل ) ، وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه ، وبلغ منه ما يكره ، ثم انصرف عنه ، ولم
يكلمه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فغضب حمزة ، وأسرع نحو أبي جهل فوجده في جمع من قريش ، فضربه حمزة
بالقوس في رأسه ، وأصابه إصابة شديدة ، ثم قال له : أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول ، فرد ذلك عليَّ إن استطعت ؟ فقام
جماعة من بني مخزوم ( قبيلة أبي جهل ) إلى حمزة ليضربوه ، فقال لهم أبو جهل : دعوا أبا عمارة فأني والله قد سببت ابن
أخيه سبًّا قبيحًا . [ ابن هشام ] .
فلما أصبح ذهب إلى الكعبة ، ثم توجه إلى الله بالدعاء أن يشرح صدره للحق ؛ فاستجاب الله له ، وملأ قلبه بنور اليقين
والإيمان ، فذهب حمزة إلى رسول الله ليخبره بما كان من أمره ، ففرح رسول الله بإسلامه فرحًا شديدًا ودعا له .
هكذا أعز الله حمزة بالإسلام ، وأعز الإسلام به ، فكان نصرًا جديدًا وتأييدًا لدين الله ولرسوله ، وما إن سمع المشركون بإسلام
حمزة حتى تأكدوا من أن رسول الله صار في عزة ومنعة ، فكفوا عن إيذائه ، وبدءوا يسلكون معه سياسة أخرى ، وهي
سياسة المفاوضات ، فجاء عتبة بن ربيعة يساوم النبي - صلى الله عليه وسلم - ويعرض عليه ما يشاء من أموال أو مجد أو
سيادة .
واستمر حمزة - رضي الله عنه - في جهاده ودفاعه عن رسول الله حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة ،
فهاجر حمزة ، وهناك آخى الرسول بينه وبين زيد بن حارثة ، وشهد حمزة غزوة بدر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
وفي بداية المعركة هجم أحد المشركين ويدعى الأسود بن عبد الأسود على بئر للمسلمين وقال : أعاهد الله لأشربنَّ من
حوضهم أو لأهدمنَّه أو لأمُوتَنَّ دُونَهُ ، فتصدى له حمزة فضربه ضربة في ساقه ، فأخذ الأسود يزحف نحو البئر فتبعه حمزة
وقتله .
وبعدها برز ثلاثة من المشركين وهم عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة ، فخرج إليهم فتية من الأنصار، فنادوا :
يا محمد.. أَخْرِج إلينا أكفاءنا من قومنا. فقال : قم يا عبيدة بن الحارث ، قم يا حمزة ، قم يا علي ، فبارز عبيدة عتبة ، وبارز
علي الوليد ، وبارز حمزة شيبة ، ولم يمهل حمزة شيبة حتى قتله ، وكذلك فعل عليٌّ مع خصمه الوليد ، أما عبيدة وعتبة فقد
جرح كل منهما الآخر ، فأسرع حمزة وعلي بسيفيهما على عتبة فقتلاه .
وكان حمزة في ذلك اليوم قد وضع ريشة على رأسه ، فظل يقاتل بشجاعة حتى قتل عددًا كبيرًا من المشركين ، ولما انتهت
المعركة ، كان أمية بن خلف ضمن أسرى المشركين ، فسأل : من الذي كان معلَّمًا بريشة ؟ فقالوا : إنه حمزة ، فقال : ذلك
الذي فعل بنا الأفاعيل . ولقد أبلى حمزة في هذه المعركة بلاء حسنًا ، لذلك سماه رسول الله : أسد الله، وأسد رسوله .
وأقسمت هند بنت عتبة أن تنتقم من حمزة ؛ لأنه قتل أباها عتبة وعمها وأخاها في بدر ، وكذلك أراد جبير بن مطعم أن ينتقم
من حمزة لقتل عمه طعيمة بن عدى ، فقال لعبده وحشي ، وكان يجيد رمي الرمح : إن قتلت حمزة فأنت حر .
وجاءت غزوة أحد وأبلى حمزة - رضي الله عنه - بلاءً شديدًا ، وكان يقاتل بين يدي رسول الله بسيفين ويقول: أنا أسد الله .
فلما تراجع المسلمون اندفع حمزة نحو رسول الله يقاتل المشركين ، واختبأ وحشي لحمزة ، وضربه ضربة شديدة برمحه
فأصابته في مقتل ، واستشهد البطل الشجاع حمزة - رضي الله عنه - .
ورآه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد انتهاء المعركة بين الشهداء قد مثل به ، فقطعت أنفه وأذنه وشقت بطنه ، فحزن عليه
حزنًا شديدًا ، وقال : لولا أن تجد ( تحزن ) صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية ( دواب الأرض والطير ) حتى
يحشر من بطونها إكرامًا له وتعظيمًا ) [ أبو داود ]. وقال : ( سيد الشهداء حمزة ) [ الحاكم ]. وصلى النبي - صلى الله
عليه وسلم - على حمزة وشهداء أُحد السبعين.
حمزة بن عبد المطلب
إنه حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأخوه في الرضاعة ، وكان قد ولد قبل
النبي بسنتين ، وأرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب ، وكان يكنى بأبي عمارة وكان حمزة صديقًا لابن أخيه محمد- صلى الله
عليه وسلم - قبل البعثة ، حيث عاشا سويًّا ، وتربيا معًا .
أسلم في السنة الثانية بعد البعثة النبوية ، وقيل : في السنة السادسة بعد دخول الرسول دار الأرقم ؛ حيث كان حمزة - رضي
الله عنه - في رحلة صيد ، ومرَّ أبو جهل على رسول الله عند الصفا فآذاه وسبه وشتمه ، ورسول الله ساكت لا يتكلم ولا يرد
عليه ، وكانت خادمة لعبد الله بن جدعان تسمع ما يقول أبو جهل .
فانتظرت حتى عاد حمزة من رحلته ، وكان يمسك قوسه في يده ، فقالت له الخادمة : يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقى ابن
أخيك محمد من أبي الحكم بن هشام ( أبي جهل ) ، وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه ، وبلغ منه ما يكره ، ثم انصرف عنه ، ولم
يكلمه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فغضب حمزة ، وأسرع نحو أبي جهل فوجده في جمع من قريش ، فضربه حمزة
بالقوس في رأسه ، وأصابه إصابة شديدة ، ثم قال له : أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول ، فرد ذلك عليَّ إن استطعت ؟ فقام
جماعة من بني مخزوم ( قبيلة أبي جهل ) إلى حمزة ليضربوه ، فقال لهم أبو جهل : دعوا أبا عمارة فأني والله قد سببت ابن
أخيه سبًّا قبيحًا . [ ابن هشام ] .
فلما أصبح ذهب إلى الكعبة ، ثم توجه إلى الله بالدعاء أن يشرح صدره للحق ؛ فاستجاب الله له ، وملأ قلبه بنور اليقين
والإيمان ، فذهب حمزة إلى رسول الله ليخبره بما كان من أمره ، ففرح رسول الله بإسلامه فرحًا شديدًا ودعا له .
هكذا أعز الله حمزة بالإسلام ، وأعز الإسلام به ، فكان نصرًا جديدًا وتأييدًا لدين الله ولرسوله ، وما إن سمع المشركون بإسلام
حمزة حتى تأكدوا من أن رسول الله صار في عزة ومنعة ، فكفوا عن إيذائه ، وبدءوا يسلكون معه سياسة أخرى ، وهي
سياسة المفاوضات ، فجاء عتبة بن ربيعة يساوم النبي - صلى الله عليه وسلم - ويعرض عليه ما يشاء من أموال أو مجد أو
سيادة .
واستمر حمزة - رضي الله عنه - في جهاده ودفاعه عن رسول الله حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة ،
فهاجر حمزة ، وهناك آخى الرسول بينه وبين زيد بن حارثة ، وشهد حمزة غزوة بدر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
وفي بداية المعركة هجم أحد المشركين ويدعى الأسود بن عبد الأسود على بئر للمسلمين وقال : أعاهد الله لأشربنَّ من
حوضهم أو لأهدمنَّه أو لأمُوتَنَّ دُونَهُ ، فتصدى له حمزة فضربه ضربة في ساقه ، فأخذ الأسود يزحف نحو البئر فتبعه حمزة
وقتله .
وبعدها برز ثلاثة من المشركين وهم عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة ، فخرج إليهم فتية من الأنصار، فنادوا :
يا محمد.. أَخْرِج إلينا أكفاءنا من قومنا. فقال : قم يا عبيدة بن الحارث ، قم يا حمزة ، قم يا علي ، فبارز عبيدة عتبة ، وبارز
علي الوليد ، وبارز حمزة شيبة ، ولم يمهل حمزة شيبة حتى قتله ، وكذلك فعل عليٌّ مع خصمه الوليد ، أما عبيدة وعتبة فقد
جرح كل منهما الآخر ، فأسرع حمزة وعلي بسيفيهما على عتبة فقتلاه .
وكان حمزة في ذلك اليوم قد وضع ريشة على رأسه ، فظل يقاتل بشجاعة حتى قتل عددًا كبيرًا من المشركين ، ولما انتهت
المعركة ، كان أمية بن خلف ضمن أسرى المشركين ، فسأل : من الذي كان معلَّمًا بريشة ؟ فقالوا : إنه حمزة ، فقال : ذلك
الذي فعل بنا الأفاعيل . ولقد أبلى حمزة في هذه المعركة بلاء حسنًا ، لذلك سماه رسول الله : أسد الله، وأسد رسوله .
وأقسمت هند بنت عتبة أن تنتقم من حمزة ؛ لأنه قتل أباها عتبة وعمها وأخاها في بدر ، وكذلك أراد جبير بن مطعم أن ينتقم
من حمزة لقتل عمه طعيمة بن عدى ، فقال لعبده وحشي ، وكان يجيد رمي الرمح : إن قتلت حمزة فأنت حر .
وجاءت غزوة أحد وأبلى حمزة - رضي الله عنه - بلاءً شديدًا ، وكان يقاتل بين يدي رسول الله بسيفين ويقول: أنا أسد الله .
فلما تراجع المسلمون اندفع حمزة نحو رسول الله يقاتل المشركين ، واختبأ وحشي لحمزة ، وضربه ضربة شديدة برمحه
فأصابته في مقتل ، واستشهد البطل الشجاع حمزة - رضي الله عنه - .
ورآه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد انتهاء المعركة بين الشهداء قد مثل به ، فقطعت أنفه وأذنه وشقت بطنه ، فحزن عليه
حزنًا شديدًا ، وقال : لولا أن تجد ( تحزن ) صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية ( دواب الأرض والطير ) حتى
يحشر من بطونها إكرامًا له وتعظيمًا ) [ أبو داود ]. وقال : ( سيد الشهداء حمزة ) [ الحاكم ]. وصلى النبي - صلى الله
عليه وسلم - على حمزة وشهداء أُحد السبعين.
رد: صحابه الرسول
صاحب دار الدعوة
الأرقم بن أبي الأرقم
إنه الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم القرشي المخزومي - رضي الله عنه - وكنيته أبو عبد الله ، أحد السابقين إلى
الإسلام ، قيل إنه سابع من أسلم ، وقيل بل عاشر من أسلم . وفي الدار التي كان يمتلكها الأرقم على جبل الصفا ، كان النبي
- صلى الله عليه وسلم - يجتمع بأصحابه بعيدًا عن أعين المشركين ؛ ليعلمهم القرآن وشرائع الإسلام ، وفي هذه الدار أسلم
كبار الصحابة وأوائل المسلمين ، وهاجر الأرقم إلى المدينة ، وفيها آخى رسول الله بينه وبين زيد بن سهل - رضي الله
عنهما - .
وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرًا وأحدًا والغزوات كلها ، ولم يتخلف عن الجهاد ، وأعطاه رسول الله دارًا بالمدينة . وروى
أن الأرقم - رضي الله عنه - تجهز يومًا ، وأراد الخروج إلى بيت المقدس ، فلما فرغ من التجهيز والإعداد ، جاء إلى النبي
يودعه ، فقال له النبي : ( ما يخرجك يا أبا عبد الله ، أحاجة أم تجارة ؟ ) فقال له الأرقم : يا رسول الله ! بأبي أنت وأمى ،
أني أريد الصلاة في بيت المقدس ، فقال له الرسول : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد
الحرام ) فجلس الأرقم ، وعاد إلى داره مطيعًا للنبي ومنفذًا لأوامره. [ الحاكم ] .
وظل الأرقم يجاهد في سبيل الله ، لا يبخل بماله ولا نفسه ولا وقته في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين حتى جاءه مرض
الموت ، ولما أحس - رضي الله عنه - بقرب أجله في عهد معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أوصى بأن يصلي عليه
سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ثم مات الأرقم وكان سعد غائبًا عن المدينة آنذاك، فأراد مروان بن الحكم أمير المدينة
أن يصلي عليه فرفض عبيد الله بن الأرقم ، فقال مروان : أيحبس صاحب رسول الله لرجل غائب ؟ ورفض ابنه عبيد الله بن
الأرقم أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص ، وتبعه بنو مخزوم على ذلك ، حتى جاء سعد ، وصلى عليه ، ودفن
بالعقيق سنة (55هـ).
الأرقم بن أبي الأرقم
إنه الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم القرشي المخزومي - رضي الله عنه - وكنيته أبو عبد الله ، أحد السابقين إلى
الإسلام ، قيل إنه سابع من أسلم ، وقيل بل عاشر من أسلم . وفي الدار التي كان يمتلكها الأرقم على جبل الصفا ، كان النبي
- صلى الله عليه وسلم - يجتمع بأصحابه بعيدًا عن أعين المشركين ؛ ليعلمهم القرآن وشرائع الإسلام ، وفي هذه الدار أسلم
كبار الصحابة وأوائل المسلمين ، وهاجر الأرقم إلى المدينة ، وفيها آخى رسول الله بينه وبين زيد بن سهل - رضي الله
عنهما - .
وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرًا وأحدًا والغزوات كلها ، ولم يتخلف عن الجهاد ، وأعطاه رسول الله دارًا بالمدينة . وروى
أن الأرقم - رضي الله عنه - تجهز يومًا ، وأراد الخروج إلى بيت المقدس ، فلما فرغ من التجهيز والإعداد ، جاء إلى النبي
يودعه ، فقال له النبي : ( ما يخرجك يا أبا عبد الله ، أحاجة أم تجارة ؟ ) فقال له الأرقم : يا رسول الله ! بأبي أنت وأمى ،
أني أريد الصلاة في بيت المقدس ، فقال له الرسول : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد
الحرام ) فجلس الأرقم ، وعاد إلى داره مطيعًا للنبي ومنفذًا لأوامره. [ الحاكم ] .
وظل الأرقم يجاهد في سبيل الله ، لا يبخل بماله ولا نفسه ولا وقته في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين حتى جاءه مرض
الموت ، ولما أحس - رضي الله عنه - بقرب أجله في عهد معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أوصى بأن يصلي عليه
سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ثم مات الأرقم وكان سعد غائبًا عن المدينة آنذاك، فأراد مروان بن الحكم أمير المدينة
أن يصلي عليه فرفض عبيد الله بن الأرقم ، فقال مروان : أيحبس صاحب رسول الله لرجل غائب ؟ ورفض ابنه عبيد الله بن
الأرقم أن يصلي عليه أحد غير سعد بن أبي وقاص ، وتبعه بنو مخزوم على ذلك ، حتى جاء سعد ، وصلى عليه ، ودفن
بالعقيق سنة (55هـ).
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» حكم سب الرسول
» نشيد عن الرسول
» المنزل الذى عاش فيه الرسول
» الرسول والتمر ورمضان
» اخر ما قاله الرسول قبل الموت
» نشيد عن الرسول
» المنزل الذى عاش فيه الرسول
» الرسول والتمر ورمضان
» اخر ما قاله الرسول قبل الموت
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى