برواز الصورة ... قصة قصيرة

برواز الصورة

جلست وحيدا بعد عناء يومى الطويل فى العمل وبعد معاناتى فى لملمة حساباتى وأوراقى ، فقد اتخذت مقعدى فى ركن الغرفة وهو مقعد كان وثيراً يوما ما ، أمامه وُضِعت طاولة صغيرة أضع عليها حقيبتى التى لا تفارقنى .
بعد لملمة أوراقى خلعت عنى نضارتى التى وصلت كما يقال إلى أن تكون مثل كعب الكباية . فركت عيناى لأرى الغرفة أمامى فى الإضاءة الخافتة وقد زادت اتساعاً كلما مر بى العمر ، فإن حركتى بدأت فى التقلص ، فإننى لا أتحرك فيها إلا من المقعد إلى المخدع .
تتعشى دلوقت ولا مش ناوى .. صاحت أمى التى اقتربت من إتمام عامها السبعين ، أعرف إنها قد تعبت منى وزهقت وكفايه كبر سنها عليها ، فما بالك بخدمة واحد مثلى قد اقترب من الخمسين .
مش ناوى يا أمى . ناديتها لكى تذهب لتنام وقد تعدت الساعة العاشرة مساء ونحن فى ليالى شتاء باردة يصعب فيها السهر .
أسندت يداى على جانبى المقعد وتحاملت على قدمى وصرت واقفا وظللت على هذا الوضع ناظرا إلى صورة تعلقت على جدار الغرفة ، كانت الصورة فى برواز بنى اللون وقد علاه آثار الزمن وبعض التشققات ، الصورة جماعية لنا ، كانت تضم اطفال العيلة أمام الآباء والجدود ، وكنت قد جلست أمام أبى وأمى وبجوارى أبنة عمى التى كانت تصغرنى بثلاث سنوات . ابنة عمى التى طالما تمنيت أن تكون رفيقة عمرى . حبيبتى ، معشوقتى ، صديقتى ، أنظر إلى ابنة عمى بالصورة وأُفضى إليها يوميا ما اصابنى وما يجول بخاطرى ... بَحبِك ... عيب هقول لماما .. كانت كلماتنا ونحن صغار ، وكنت وقتها أرتعب لفكرة إنها سوف تخبر عنى والدتها ؛ فسوف تكون فضيحة لا يعلم بها إلا الله . فأبتعد عنها وهى ترسم على وجهها ابتسامة جميلة وفيها أيضاً نوع من التعجب لابتعادى بهذه السرعة . مرت بى السنين وأكملت تعليمى وصارحت أمى بحبى لها وكونى اتمناها فتهلل وجهها وأسرعت إلى والدى تبشره وتخبره برغبتى ؛ فقال لما يبقى يشتغل الأول وطبعا كان معه الحق . وبدأت حياتى العملية وكان ايامها العمل سهل وكثير ، صحيح كان عائده قليل لكنه كان من الممكن الاعتماد عليه فى إعالة أسرة جديدة .
اقتربت وتمعنت فى الصورة ... آه كم كنت اتمناك ابنة عمى ، هل تعلمى إننى لم أرى وجهك من بعد ما حدث ، هل تعلمى اننى ما زلت أعيش على حبى لك ، هل تعلمى إنك أنت كاتمة اسرارى ، هل تعلمى إننى حاربت أبى لكى تكونى لى . كان الرفض منه ليس كرها فيك ولكن لأنه وعمى كانا قد اعطيا كلمة لأحدهم . وطبعا لانها كلمة رجال لا يصح الرجوع فيها .
هل تعلمى إننى إلى الآن لا أرغب إلا بك . حبيبتى طال انتظارى رغم معرفتى بالواقع المرير ، حبيبتى اننى ابحر فى عينيك كلما ضاقت بى الدنيا ، فلون عيناك لن أنساه . حبيبتى كلما زدت تعبا ارتمى على سنابلك الذهبية المتمثلة فى شعرك المنسدل على كتفيك . إذا اظلمت الدنيا أضاء لى بياض جبينك طريقى ، إنى أسير حبك وحدك أعيش لك وحدك أعمل لك وحدك . ما عشت الحياة إلا لك ، رفضت مشاركة أحد غيرك . فهل تذكرينى .... ؟
أفقت من غيبوبتى معها ، ماذا بى ، ماذا اقول ؟؟
لاحظت ميول فى أحد حواف البرواز أمتدت يداى كى اعدل وضعها ولكن امتدت يدى بعصبية غير متوقعة فسقط البرواز أرضا وتناثرت أشلائه وأشلائى ....

بقلم .... MASTER
.

قصة جميلة جدا
فيها الحبكة التى تدل على مهارتك
شكرا لك

hoss65 كتب:قصة جميلة جدا
فيها الحبكة التى تدل على مهارتك
شكرا لك

أخى حسام .. اشكر مساندتك لى الدائمة وأهو انا بتعلم فيكم
هههههههههه
تقبل تحياتى ..

MASTER كتب:

محمود ممدوح كتب:

قصة مؤثر جدا

وربنا يجمع بين كل حبيب وحبيبة

ورائع يا ميستر

براعة جميلة فى كتابة القصة

شكرا أخى محمود ممدوح
وجودك أسعدنى
بس قول ورايا ( ماستر . ماستر . ماستر )
ههههههههه مش ميستر ... أنا بهزر سمينى زى ما أنت عاوز .
تقبل تحياتى ..

شكرا يا ماستر

thequeen كتب:

مش عارفة اقولك ايه يا ماستر

بجد قصة رائعة

يا ست قولى اى حاجة ....

أنت الرائعة Queen اشكر وجودك الدائم
تقبلى تحياتى ...

نور الاسلام كتب:شكرا يا ماستر

يا ألف أهلا وسهلا يا ألف أهلا وسهلا
الست نور بذات نفسها عندنا فى الدوار ..
نورتينا يا ست الكل .. حاجة ساقعة يا بت يا باتعة .

والله نورتينى والف الحمد لله على السلامة وكل سنة وانت طيبة ...
تقبلى تحياتى ..

MASTER كتب:

نور الاسلام كتب:شكرا يا ماستر

يا ألف أهلا وسهلا يا ألف أهلا وسهلا
الست نور بذات نفسها عندنا فى الدوار ..
نورتينا يا ست الكل .. حاجة ساقعة يا بت يا باتعة .

والله نورتينى والف الحمد لله على السلامة وكل سنة وانت طيبة ...
تقبلى تحياتى ..

ربنا يخليك يارب
وانا مبسوطه طول ما شخصيه ممتازه زاى حضرتك معانا

قصة جميلة بجد يا ماستر والى الامام

.
شكرا لك اخى حضرى أنا بتعلم منكم
تقبل تحياتى

بجد يا ماستر احنا بنشهد ميلاد كاتب روائى رائع فى الاسلوب وكفايه طريقه سرد الاحداث
واتن شاء الله ربنا يوفقك

نواه كاتب روائى ممتاز يا ماستر يكفى انى تصورت الاحداث وكأنها فيلم سينمائى يمر امام عيناى وهى دى القدرة على توصيل القصه اكثر من ممتاز للامام دائما

.

بارك الله فيك
ربنا يخليك يا NOHO
تقبل تحياتى ...

بجد يا ماستر قصة اكتر من رائعة
ولا تكفي الكلمات لتصف مدي جمالها

lovly girl كتب:بجد يا ماستر قصة اكتر من رائعة
ولا تكفي الكلمات لتصف مدي جمالها